( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).
لا أعرف ما
أكتب ، لا أعرف لماذا يجب عليَ أن أقاتل ، من يجب أن أحدث ، أن أقنع ، و
بماذا يجب أن أقنع.
مستلمون للقمع ، مصدقون لأكاذيبه حتي
أكثرها فجاجة و انفضاحًا.
ألا
يقمع النظام الظالم إلا الإخوان الإرهابيون حقًا ؟!
ما هي
الوطنية ؟ ما هي ؟
أهي أن
يصير الوطن فوق الحرية ، فوق العدالة ، فوق الإنسانية ؟
هل مصلحة
الوطن في القمع ، في الظلم ، في اللااّدمية ؟
هل مصلحة
الوطن في العبودية ، في أن يصير مواطنوه عبيدًا ساديون أبعد ما يكون عن الإنسانية
و الحرية و الكرامة ؟
هل مصلحة
الوطن فعلاً في الأمن الزائف القائم علي أسس هشة ، المبني علي رمال متحركة من
الطغيان ؟
و نصدق تلك
الأكاذيب!
أجل
، إنها أكاذيب. الإخوان لا يقمعون وحدهم في هذا الوطن ، بل كل من يدعو /تدعو لفكرة
أيًا كانت مختلفة عن القطيع و شيوخه يدفعون الثمن. و من لا يصدق ذلك ، يأبي مواجهة
الواقع . هل من رفعوا لافتات "لا للدستور" منتمين لجماعة الإخوان
"الإرهابية"؟ لا ، و لكن بعضهم الاّن يدفع ثمن جريمة الحرية و جريمة
الدعوة لفكرة مختلفة عن فكر المنقذ ، شيوخ القطيع ، و القطيع بالسجن ثلاث سنوات . يدفعون ثمن أبسط حق من حقوقهم أن يجهروا
برفضهم لأفكار سياسية و دستورية مختلفون معها.
ما
الجريمة في التفكير المختلف ؟
ما
الخطيئة في الدعوة لفكرة مختلفة ؟
ما هي
خطيئتهم ؟
خطيئتهم
أنهم أحرار ، أنهم جهروا بما اّمنوا به و دافعوا عنه. خطيئتهم أنهم ليسوا عبيدًا و
ليسوا صامتين ، و لم يملكوا أن يكونوا هم الطغاة.
وطن يعامل
فيه الحر كمجرم ، يظن العبد فيه أنه اّمن ، و يقمع فيه الطاغي بتصفيق العبيد.
ليست مصلحة
أي وطن هي الظلم و لا القمع و لا العبودية ، إنهم لا يخلقون أمنًا بل يؤسسون دولة
الطغيان الهشة.
الظلم يخلق عنفًا ، القمع يخلق فسادًا، و العبودية تخلق
الهزيمة.
اسجنوا ، عذبوا
، اقتلوا ، مثلوا ،و لتصفق الجموع بحرارة،
و لكن اعلموا أن
الطغيان لا يعيش ، و الطاغية نهايتها علي يد طاغية أخري ، و الأمن الهش القائم علي
أسس الظلم و القمع مصيره أن يتهاوي بيد ظلم و قمع اّخر .
صرخ طويلاً أن
العنف لا يولد إلا العنف ،
و لكن اعلموا أن
هذا تقذيم للواقع ،
العنف لا
يزرع أبدًأ الخضار، فقط يزرع الدماء.
افرحوا طويلاً
اليوم ، صفقوا بحرارة للظلم ،
هللوا للقمع ،
طبلوا للطاغية
ارقصوا للدماء
و لكن ترقبوا
أرض الدماء.