الأربعاء، 26 فبراير 2014

و لكن ترقبوا أرض الدماء

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

          لا أعرف ما  أكتب ، لا أعرف لماذا يجب عليَ أن أقاتل ، من يجب أن أحدث ، أن أقنع ، و بماذا يجب أن أقنع.
          مستلمون للقمع ، مصدقون لأكاذيبه حتي أكثرها فجاجة و انفضاحًا.
         ألا يقمع النظام الظالم إلا الإخوان الإرهابيون حقًا ؟!
       ما هي الوطنية ؟ ما هي ؟
         أهي أن يصير الوطن فوق الحرية ، فوق العدالة ، فوق الإنسانية ؟
     هل مصلحة الوطن في القمع ، في الظلم ، في اللااّدمية ؟
      هل مصلحة الوطن في العبودية ، في أن يصير مواطنوه عبيدًا ساديون أبعد ما يكون عن الإنسانية و الحرية و الكرامة ؟
   هل مصلحة الوطن فعلاً في الأمن الزائف القائم علي أسس هشة ، المبني علي رمال متحركة من الطغيان ؟
     و نصدق تلك الأكاذيب!
        أجل ، إنها أكاذيب. الإخوان لا يقمعون وحدهم في هذا الوطن ، بل كل من يدعو /تدعو لفكرة أيًا كانت مختلفة عن القطيع و شيوخه يدفعون الثمن. و من لا يصدق ذلك ، يأبي مواجهة الواقع . هل من رفعوا لافتات "لا للدستور" منتمين لجماعة الإخوان "الإرهابية"؟ لا ، و لكن بعضهم الاّن يدفع ثمن جريمة الحرية و جريمة الدعوة لفكرة مختلفة عن فكر المنقذ ، شيوخ القطيع ، و القطيع بالسجن ثلاث سنوات  . يدفعون ثمن أبسط حق من حقوقهم أن يجهروا برفضهم لأفكار سياسية و دستورية مختلفون معها.
        ما الجريمة في التفكير المختلف ؟
       ما الخطيئة في الدعوة لفكرة  مختلفة  ؟
      ما هي خطيئتهم ؟
     خطيئتهم أنهم أحرار ، أنهم جهروا بما اّمنوا به و دافعوا عنه. خطيئتهم أنهم ليسوا عبيدًا و ليسوا صامتين ، و لم يملكوا أن يكونوا هم الطغاة.
    وطن يعامل فيه الحر كمجرم ، يظن العبد فيه أنه اّمن ، و يقمع فيه الطاغي  بتصفيق العبيد.
     ليست مصلحة أي وطن هي الظلم و لا القمع و لا العبودية ، إنهم لا يخلقون أمنًا بل يؤسسون دولة الطغيان الهشة.
الظلم يخلق عنفًا ، القمع يخلق فسادًا، و العبودية تخلق الهزيمة.
  اسجنوا ، عذبوا ، اقتلوا ، مثلوا ،و لتصفق الجموع بحرارة،
 و لكن اعلموا أن الطغيان لا يعيش ، و الطاغية نهايتها علي يد طاغية أخري ، و الأمن الهش القائم علي أسس الظلم و القمع مصيره أن يتهاوي بيد ظلم و قمع اّخر .
 صرخ طويلاً أن العنف لا يولد إلا العنف ،
 و لكن اعلموا أن هذا تقذيم للواقع ،
 العنف لا يزرع  أبدًأ الخضار، فقط يزرع الدماء.
  افرحوا طويلاً اليوم ، صفقوا بحرارة للظلم ،
هللوا للقمع ،
طبلوا للطاغية
 ارقصوا للدماء
و لكن ترقبوا

أرض الدماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق