( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).
الدولة القمعية تظن أنها تملك السيطرة
بالأسوار، تسور كل ميليمتر حول الأفراد و تظن أنها بذلك تكفل امتلاك القبضة
الحديدية عليهم. تسلبهم الحرية و تجعل الوطن زنزانة كبيرة، كلما خافت زادت
أسوارها. الدولة القمعية تجعل كل سجين/ة
سورًا للسجين/ة الأخري. الدولة القمعية
تخلق شبكة أسوار معقدة، لا ينجو منها أحد حتي صناعها (و إن خدعوا و ظنوا أنهم
الأحرار).
الدولة
القمعية لدينا تحت إمرة وجهها الجديد، توطد دعائمها الصلبة الهشة بزيادة الأسوار
في كل ميلمتر منها. الأمن و الطلاب
البصاصون بالجامعة خطوة من خطوات غرس الأسوار في المؤسسة المدنة العلمية، و تحويل
الأفراد في صفتهم العلمية (كطلاب) إلي سور من أسوارها. و الاّن تتوسع للأخطر و
تزرع السور في كل شارع، و بين علاقات البشر، تحول المجتمع بأكمله إلي سورها
الكبير، لتركع كل أفراده بوهم القوة بإعطاء أسوارها الصغيرة لقب "الشرطة
المجتمعية".
الشرطة
المجتمعية مهمتها أن يتحول الرد في إطاره الاجتماعي إلي سور من أسوار الزنزانة.
دور الشرطة المجتمعية أن تشعر الأفراد في المجتمع أنهم أقوياء و تمنحهم الشعور بكونهم
جزًء من الدولة المعية بينما هم مجرد سور من أسوار الزنزانة التي تبنيها بعرض
الوطن. الشرطة الجتمعية تخلق من الأفراد بصاصين علي بعضهم حتي في مجتمعاتهم
الصغيرة، تقتل وحدة المجتمع و روحه تجعله مجرد جعله سورًا من أسوار الزنزانة يسجن
الكل لأجل الدولة القمعية.
الشرطة
المجتمعية تخدم علي كل أنواع القمع الاجتماعي و الديني و السياسي. تلعب الدور في
سجن الأفراد، تكفل "الانضباط الأخلاقي" الذي يعد القناع التجميلي لمفهوم
"القمع الاجتماعي" و تحفظ "الأمن العام" و الذي يعد درع
"القمع السياسي". سيكون للفرد
داخل مجتمعه الصغير الدور في جعل مؤسسة القمع تتخلل اجتماعيًا و تصل يدها إلي كل
مجتمع مهما صغر. كل مجتمع صغير يملك
بصاصيه.
الشرطة المجتمعية تحقق أحلام كبير بصاصي دولة الزيني بركات. تحقق حلمه في
أن يصير كل فرد بصاص علي من حوله، الزوجة علي زوجها، و الابن/ة علي والده/ا و
الصديق/ة علي صديقه/ا. الشرطة المجتمعية هي جعل القمع يتغلغل حتي يصير جزًء من
نسيج المجتمع، و كل ما يدخل نسيج المجتمع يصير انتزاعه أليمًا و عسيرًا جدًا.
مرحبًا بهيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، مرحبًا بالحرس الثوري
الإيراني في نسختهم المصرية.
مرحبًا بكم في بصاصين ستان
مرحبًا بكم في دولة الزيني بركات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق