الجمعة، 28 ديسمبر 2012

انتخاباتنا بدأت ،هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!


          أخيرًا بدأت انتخابات مدرستنا ، هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه! كنت انتظرك منذ عامٍ كاملٍ ، أخيرًا بدأت !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
             العام الماضي لم أفز في مسابقات مدرستي الفردية و لكنني فزت مع مجموعتي بانتخابات المجموعات ، لكنني قررت هذا العام سأفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووز!
             برنامجي هذا العام مختلف ، فقد جعلته يضم أنشطة ثقافية أكثر ، مثل تنسيقي مع استاذة سارة مسؤولة المسرح الجديدة أن نقدم مسرحيات مختلفة عن قضايا متنوعة جديدة نقوم -نحن الطلاب- بتأليفها و تمثيلها و إخراجها و تنسيق مواعيدها لتتناسب مع جدول المدرسة و المسرح و الطلاب.و إتفقت أيضًا مع استاذة بسمة علي تنظيم حلقات إلقاء في المدرسة يكتب فيها الطلاب الشعر و ينتقوه و يلقوه في طابوري الصباح و الفسحة و يوم إلقاء ننظمه لأفضل أشعار في اّخر العام الدراسي.و أيضًا تحدثت مع استاذة أنغام و استاذ جورج حول تنظيم لقاء شهري لمحبي الغناء و العزف ليقدم كل منا أغنية يريد غناءها أو عزفها و يقيم استاذ جورج أو استاذة أنغام مستوانا.أما عن الفن ، فقد قبلت استاذة وردة أن تشرف علي معرض شهري لأفضل أعمال فنية سيصنعها الطلاب في نشاط الفن الذي سننظم له وقتًا معًا و أيضًا ستشرف هي عليه.
               هذا العام برنامجي محدد و موجه للأنشطة الثقافية . و أمامي هذا العام في الانتخابات حسين ( الذي فاز العام الماضي مع أحلام ) و أمير و مرنا (سأتحدي مرنا ، وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!) و سارة و فيكتور. خطة حسين أنه سيستمر في تقديم مسابقات المدرسة مثل العام الماضي ، و أنه سيقدم هذا العام مجالاً أكبر من موضوعات و تخصصات المسابقات ، ففي الفن مثلاً سيقدم مسابقات في الرسم و أخري في الفخار و ثالثة في النسيج. ومرنا خطتها أنها ستنظم مسابقات أكثر و ورشات عمل تضم كثيرًا من الطلاب حول المجالات العلمية الجديدة؛حيث سيعدوا معًا بحوثًا و تجارب علمية في مجالات كثيرة حتي خارج المنهج الدراسي ، و قد إتفقت مع استاذة ملك علي أن أفضل تجارب و أبحاث التي ستقدم ستجعل أصحابها يشاركون في مسابقات علمية يمثلون فيها المدرسة و ستسمح لأصحابها أن يقترحوا هم موضوعات علمية تناقشها استاذة ملك في الحصة أو تعقد حولها ندوات تناقش فيها أبحاثهم و تجاربهم الصغيرة ، فكرة ،تحفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! برنامج أمير كان عن تطوير الأنشطة الرياضية في المدرسة ، و تقسيم الطلاب في حصص الأنشطة الرياضية إلي فرق تختار كل فرقة الرياضة التي تريدها و تلعبها بقيادة استاذ كريم ، ووافق استاذ كريم علي زيادة عدد الرياضات طبقًا للإقبال عليها . سارة قدمت برنامجًا مضحكًا و لطيفًا حول مسابقات مختلفة و جديدة مثل سباقات سيارات لعبة ، و البي بليد في المدرسة. برنامج فيكتور كان عن تطوير ملاعب المدرسة و تجميع أموال بسيطة من الطلاب ؛لزيادة تدريجيًا أعداد الكرات و المدارب و أجهزة مختلف الرياضات و حتي الأنشطة.
                هذا العام أنا و مرنا و كريستين و أية  في مجموعة واحدة ، و سارة و فيكتور و سامي و أمير و بطيخة في مجموعة ، و أماني و ماريا و صفاء و سماء في مجموعة( صفاء و ماريا و سماء من فصل أحلام).مجموعتي اختارت اسم مجموعة (الأمل) و -لو أن سامي لم يكن مفضلاً هذا الاسم -، مجموعة أماني اختارت اسم ( فلة) ، و مجموعة فيكتور اختارت اسم ( بطاطا) و شعارهم "دائمًا مضحكون!".
           مجموعتنا برنامجها هذا العالم يتحدث عن (البيئة) ،و عنوانه "لأجل أرضنا أملنا" (أنا اخترت هذا الاسم الرائع!). و هو برنامج موجه بشكل أساسي لزيادة الرقعة المزروعة في مدرستنا و حولها عن طريق تنظيم مسابقات للتشجير ، و تكريمات لأكثر الطلاب الذين سيستطيعون العناية بزروعهم الصغيرة حتي تكبرو لا تمت ، و يستطيعون زراعة أكبر قدر من النباتات و أيضًا برنامجنا يتضمن تنظيم زيارات لمشاتل ورود كثيرة و حدائق مختلفة و لقاءات شهرية حول مجال الزراعة ، و العناية بالبيئة . و مسابقات شهرية لأكثر طلاب أصدقاء للبيئة يستعملون أقل بلاستيك ممكن و يجمعون القمامة و لا يلقونها علي الأرض و يعلمون كيف يفصلون قمامتهم ، و يطلعون علي معلومات أكثر حول الحفاظ علي البيئة.
         مجموعة (فلة) برنامجها موجه بشكل أساسي للبنات ، فهو برنامج يتحدث عن تنظيم زيارات لأكبر المراكز التجارية ، و تقديم حلقات نقاش شهرية حول احدث صيحات الأزياء ،و حول الذوق العام الفني الرائج لإصدار استطلاعات رأي حول المدرسة عن أفضل الممثلين و الفنانين و مصممي الأزياء ، و سيتم مناقشة أفضل وسائل المحافظة علي الجمال و الأناقة في حلقات نقاش أسبوعية لبنات المدرسة.  و لكن من ناحية أخري فالبرنامج يتحدث أيضًا عن إقامة مسابقات في أحسن التصميمات و الرسومات و الأشعار و الكتابات التي ستنشر في مجلة المجموعة . و هناك أفكار كثيرة أيضًا في البرنامج عن تطوير مجلة و إذاعة المدرسة و إضافة فقرات و موضوعات جديدة فيها مثل استطلاعات الرأي حول أنشطة المدرسة المتنوعة.( مجموعة فلة نضجت جدًا هذا العام ، أنا مبسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة!)
             مجموعة (بطاطا) هذا العام قدمت برنامجًا خفيف الظل " مضحكون دائمًا !". برنامج هذا العام مثل العام الماضي موضوعه(الكوميديا ) (هذه هي هوية المجموعة!).البرنامج عن إقامة مسابقات الأداء الكوميدي ، سواًء النكات أو التمثيل أو التقليد ( لا أريد أن يقلدوني!) و تقديم مسرحيات كوميدية شهرية من تأليف و تمثيل الطلاب و إشراف المجموعة ، و أن تقدم فقرة كوميدية قصيرة لا تزيد عن عشر دقائق أسبوعيًا من قبل الفائز أو الفائزة في مسابقة الأداء الكويدي.كما سيقدمون فقرة في نهاية العام الدراسي تجميعية لأفضل فقرات العام.
              أنا أريد أن أفوز هذا العام ، بل أنا مصممة ، و لكني حتي إن لم أفز ، سأكون سعيدة ؛لأنني هذا العام في منافسة شرسة حقًا ! الجميع يقدمون هذا العام برامج مميزة ، و قد إتخذنا معًا قرارًا أن من سيخسر فينا سيساعد الفائزين لتنحقق أكبر قدر من برامجنا جميعًا ، لأجل مدرستنا. كم أنا متحمسة للتحدي! 

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

أحلامنا برارٍ بلا جدران


   ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

     أحلامنا بدأت تضيق ، تضعط ، تنكمش ، لم تعد حرة و واسعة و ممتدة مثل أيام الثورة. أحلامنا بدأت تصغر و تختنق أكثر و أكثر كل يوم. لم أعد استشعر فينا طاقة الحلم . لم أعد أحس نبض الأمل الأبدي داخلنا. شيء يموت فينا كل يوم ، شيء ما يحتضر ببطء و لا نمد أيدينا لانقاذه ، يمنعنا حبل وثيق نلفه حولنا أعناقنا أكثر بعجزنا و إرادتنا يسمي (اليأس).
           يخفت الحلم باطننا ، يتلاشي مع إيماننا المتصاعد ، الذي يتصلب كل يوم أكثر ب(اليأس). نحن يائسون ،تلك حقيقة. نحن قلقون ؛لأننا لا نعرف غدنا.نحن بإرادتنا نختار أن نشد وثاق حبال (اليأس) حول أطرافنا و أعناقنا لنعجز أكثر. نحن بقهر نضطر أن نيأس يومًا بعد الاّخر أكثر مع كل ما يحيط بنا ، كل ما و من يشدون الحبال أكثر لتضيق علينا أكثر و أكثر. أغلب ما حولنا يقيدنا أكثر ، و لكننا نختار أيضًا رغم عجزنا أن نكون أعجز و نيأس.
          ما الذي حولنا يقاوم الحبل ؟ ما الذي حولنا يحارب مقيدينا و يفك وثاقنا ؟ أين الأمل حولنا ؟ أين ؟ إنه موجود ، و لكن الحبل قوي ، و نحن أيضًا نختار العجز و الاستسلام للحبل ليضيق أكثر و لا نقاومه ،لا نحاول أن نري الأمل ،ـنختار أن نيأس و أن نقيد و أن نحيا وسط الجدران لا يحق لنا أن نحلم.
          ألم نختر أن نأسر أحلامنا داخل الجدران ؟ ألم نقرر أن نقول أننا يجب أن نتنازل أكثر كل يوم و نرضي بما هو متاح؟ ألم نقل بإرادتنا أن مصر لن تكون أقوي دول العالم ؟ ألم نثرثر ليلاً نهارًا بأن أمامنا عقودًا حتي نصل الي إظفر الشرق لا الغرب حتي ؟ ألم نقبل أن تصلد الجدران الساجنة لأحلامنا و تسمن أكثر و أكثر و أكثر كل يوم ؟
           لماذا ؟ ألأن الظروف عصيبة ؟ألأن الذين يسمون منقذينا لا يفقهون شيئًا وهم مقيدون أكثر منا ؟ ألأنهم يتحدثون و لا يقدرون ؟ ألأننا كل يوم نري مصائب تقبض بعنف وثاق الحبل علينا ؟
           فليكن ، فلنقاوم ،فلنتحدي ،لمَ لا ؟ لماذا نسلم للحبل ؟ لمَ لا نمزقه بأيدينا ؟ لمَ لا نتشبث بالأمل ليقطع حبال اليأس ؟ ماذا سنخسر إن أملنا ؟ ماذا سنفقد إن حلمنا ؟ ماذا سنضيع إن حطمنا الجدران و حررنا أحلامنا ؟
         لماذا نخاف ؟
        فلنحلم ، فلنقتل الخوف داخلنا . فلنحلم بلا حدود ،بلا حبال ،بلا يأس ،بأمل.فلنحلم حتي نري حلمنا حقيقة و بلادنا جميلة. لنشم نسيم الحرية ،لنسمع صوت زقزقة العصافير الحرة ، لنشعر بدفء الأمان ، لنبصر البراري الممتدة الخضراء ( أحلامنا) التي تحيا بلا جدران. 

  

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

مسابقة زينة الكريسماس


            استاذة بسمة قالت لنا أنه ستكون هناك مسابقة  في أجمل زينة فصل بالمدرسة بمناسبة الكريسماس، و قالت أنها هذا العام لن تساعدنا أبدًا و ستجعلنا نزين الفصل بذوقنا نحن بدون تدخلها أبدًا و أنها تثق بنا و بذوقنا ( كم أحب استاذة بسمة ، و أتمني ألا تنصدم فينا ! ). تحمسنا جدًا جدًا جدًا ، سنسابق كل فصول المدرسة حتي من هم أكبر منا ، و لكن يجب أن نفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووز!
            كريستين قالت أن زينة الكريسماس كلها يجب أن تكون حمراء و خضراء ، و كلنا وافقنا علي هذا .سنضع فرخًا أحمرَ كبيرًا جدًا علي الحائط مرسوم علي أطرافه ورق شجرة الكريسماس أخضر ( فيكتور سيرسمه لنا بما أنه فناننا للأسف! ) ، و سنلصق علي الفرخ صورنا كلنا و سنكتب عبارة تعبر عنا أسفل صورتنا و اسمنا واحدًا واحدًا.( فكرتي أنا يا عبقريتي الفذة !)
           زينة الكريسماس سيجلبها بطيخة و أماني و أية و سارة علي أذواقهم شريطة أن تكون حمراء و خضراء فقط ( ربنا يستر !) و أمير و سامي سيحضران  وجوه لبابا نويل ، و لعب صغيرة شكله و سنعلقها علي حوائط الفصل .
           شجرة الكريسماس هذا العام الخضراء سنجلبها كبيرة جدًا و سنقسم تكلفتها علينا و سنضعها أمام فصل بجوار الباب ، و سنزينها بكرات ملونة بكل الألوان اللامعة !( كم أحب هذه الكرات!) و سنزينها أيضًا بألعاب باب نويل صغيرة . في العام الماضي زينا الشجرة بأشكال تمثل شخصيتنا أو أحلامنا و لكن هذا العام ، سنضع هذه الأشكال في جوانب الفصل و أسفل كل شكل اسم أحدنا. أنا هذا العام سأحضر قلمًا و أعلقه علي الحائط ؛لأن القلم يمثل حلمي.مرنا قالت لي أنها ستحضر قارورة كيمياء صغيرة تمتلكها والدتها ستعلقها علي الحائط أيضًا و أسفلها اسمها. حسين قال أنه سيعلق لعبة ضغيرة علي شكل بيانو كان يلعب بها و هو صغير. فيكتور قال أنه سيعلق فرشاة بدل العنكبوت هذا العام (لا أصدق ، فيكتور أصبح فنانًا رقيقيًا حقًا!). أمير سيعلق وجهًا مضحكًا.و لا أعرف ماذا سيعلق الباقين؛ و لكني متأكدة أنها ستكون أشياًء لطيفة جدًا تعبر عنهم و عن أحلامهم.
          باب الفصل سنكتب عليه اسم فصلنا باللون الأخضر علي خلفية حمراء و سنجعل فيكتور مجددًا يرسم حوله أوراق شجرة الكريسماس الخضراء. و سنضع خلفه أشكالاً من الورق الملون مختلفة لشكل بابا نويل و رجل الثلج و حيوان الرنا الذي يجرعربة بابا نويل،وكرات الكريسماس الملونة.
         أتمني أن تكون زينة فصلنا جميلة و ملونة و مبهجة ، تعجب بابا نويل شخصيًا و تجعله يعطينا هدية عليها ،و الأهم أن تعبر عنا نحن ، و عن أحلامنا جميعًا .أريد أن نفوز أيضًا كفصل واحد ملون مبهج و حالم.













الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

إليك يا قلمي


        ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

      قلمي ، أحبكَ ، أثق فيكَ، لا أعرف كيف أصف ثقتي فيكَ. ليست ثقة ، ليست إيمانًا ،و ليست علمًا. الثقة أضعف مما أشعر به ، الإيمان ليس برقة شعوري ، و العلم في النهاية هوكلمة جافة نظرية عقلية بلا مشاعر. إني أشعر أنني أثق فيكَ بقوة ، أؤمن بكَ ، و أحبك.
               قلمي، شكرًا لك. شكرًا ؛لأنكَ معي دومًا حتي عندما تغيب عني و أعجز عن الكتابة تكون معي. أنتَ قريب مني في كل لحظة أحياها ، و أنا أسير في الشارع ، و أنا أنظر إلي مراّتي ، و أنا أنظر إلي الناس حولي ، و أنا أدرس في المدرسة ، في الجامعة ، حتي و أنا أتسوق و أنظر إلي الثياب تكون معي.
                أحلل كل ما أري و كلما حللت كل ما رأيت ،سمعت ، و قرأت ،أخزن داخلي ، حتي يأتي الوقت الذي أسطر بكَ فيه ما خزنت.أنا أحيا حياتي معكَ ، جزء من سبب أنني أحيا أن أكتب ، حلمي هو الكتابة ، أنت طريقي لحلمي ، بل ربما مجازًا أنتَ حلمي.
                 أنا مدينة لكَ بالكثير. مدينة لكَ أنكَ جعلت لي قيمة في الحياة ، شيء يميزني ، شيء يجعلني مختلفة ، يجعل لي هوية ، يجعلني (يسرا).
                  أنا مدينة لكَ بأني أعرف هدفي ،أعرف حلمي ،لدي شيء أحارب لأجله ، لدي غاية ، لدي سبيل .ربي جعلني استطيع أن أكتب بكَ ، استطيع أن أصنع شيئًَا بقلمي. حلمي الذي أحيا له ،الذي أقاتل به و له ، الذي سأغير به مستقبلي و سأرسم به جزء من لوحة ضخمة اسمها (غد بلادي) هو كتابتي . و أنتَ سبيلي.
               لربما من دونك لم أكن لأعرف ما حلمي ، و ما غايتي التي أحيا لأجلها . الحلم هو الذي يجعلني أقاتل ، هو بوصلتي.الكتابة حلمي ، أنتَ حلمي ، أنتَ بوصلتي .
               يدعي الكثيرون أن القلم لا يغير شيئًا ، أن الكتابة لا تجدي. و لكني أؤمن بكَ، أثق فيكَ، أثق أنكَ تستطيع أن تغير ، أن تصنع ما لا يستطيع أحد صناعته سواكَ أنتَ.ربما هم يائسون ، أو عاجزون عن العمل مع (القلم) ، أو  لا يملكون قلمًا، أو لا يملكون الثقة في أقلامهم ، أو ملوا القتال بدون مردود يرونه أمام أعينهم.
               لكني لست قانطة و لم أضيق بالقتال ، و لست عاجزة عن  العمل معكَ ،و أنتَ قلمي أنا الذي انتمي إليه و ينتمي إليّ وحدي ، و أثق فيكَ و أؤمن بكَ و أحبكَ ،لن أترككَ.
               أنا مدينة لكَ لأنكَ تمنحني الفرصة للتغيير ،الفرصة لأصل إلي حلمي لا ليكون مجرد أمنية طائرة ضائعة . إننا ننضج سويًا ، نعمل سويًا ، و نسير نحو حلنا سويًا ، نقترب أكثر سويًا.
                مهما قال الجميع أنني لن أغير شيئًا معكَ فهذا لن يزعزع إيماني بقدرتنا معًا علي أن نغير . نغير كل شيء حولنا. أعلم أننا وحدنا لن ننجح ، و لكن لسنا أبدًا وحدنا في طريقنا ، و كلما نضجنا معًا أكثر ، كلما صرنا أقوي و أمهر ، كلما اقتربنا أكثر من حلمنا ، كلما صرنا أقدر علي أن نغير ، نرسم  لوحة جميلة ملونة و عطرة .
               أظنني كنت مخطئة ،أنا لا أشعر بالدين تجاهك ، قدرما أشعر بالامتنان و الحب.الدين كلمة مليئة بالثقل ، و المسؤولية و لكنني لا أشعر أني مثقلة تجاهك. أشعر أننا نعمل معًا ، ربما نحب بعضنا بصدق بدون تعبير . أنا ممتنة لكَ جدًا علي كل ما أعطيتني. علي هويتي ، علي حلمي ، علي الطريق الذي منحتني إلياه لأغير ما حولي ، أو علي الأقل لكي لا أصمت.
              "ألا أصمت".بكَ استطيع أن أتكلم ، أن أقاوم ، ألا أصمت. بكَ استطيع أن أرفض كل ما أشعر به أو أعرفه  ظلمًا أو شرًا.بكَ لا أصمت .أنتَ لست فقط سلاحي ضد الطغيان ،لست فقط وسيلتي لأقاتل ،بل إنكَ الذي تعطيني الفرصة لأرضي ضميري ،لكي لا أكون ضعيفة حقيرة ،تري البغي و تصمت.
             أنتَ ضميري أو جزء منه.أحاكم نفسي أحيانًا بكَ.عندما أعلم شيئًا خطأ و أكتب بكَ مقاتلة ضده ، أراك ضميري يمنعني من أن ارتكب ذلك الخطأ مجددًا. أحاكم نفسي بكَ كي لا أخونكَ. كي لا أكتب بكَ كلمة و أخالفها.حينها تظهر كضميري و شرفي.
              
         أنتَ ذاكرتي ، حياتي. أدون بكَ و أسجل جزء من حياتي  ، ممن حولي ،مما حولي ،مني.
              كلما أجمعه في حياتي ،هو في النهاية لأجلك .لأجل أن نكون أقوي ،أمهر و أقرب إلي أحلامنا.أقدر علي أن نغير ،أن نبني ،أن نصنع ،أن نرسم.
                 قلمي ، مهما بعدت لفترات ،أنتَ أبدًا لا تتركني ، و أنا أبدًا لن أتركك .وسنصل إلي أحلامنا سويًا و سنغير سويًا ، و حتي حينها لن أتركك. 

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

إنهم يحبونني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


       ( هذا المقال تأخر في النشر ، كان من المفترض أن ينشر يوم 18-11-2012 )
    
     اليوم كان من أسعد أيام حياتي ، شعرت فيه شعورًا أحبه جدًا ، شعور جميل جدًا استاذة بسمة قالت لي أنه يسمي "الامتنان".شعرت أني شاكرة جدًا لهم ، شاكرة جدًا لأصدقائي الذين يحبونني بصدق. أنا أحب أن أحقق أحلامي ، أحب أن أشعر أني قوية ، و لكن أجمل شعور حقًا أن يكون لدي أصدقاء، أن أشعر أنهم يحبونني حقًا حبًا حقيقيًا.أصدق الاّن حقًا أن أكبر نعمة يعطيها الله-عز و جل- الذي يحبنا لنا هي نعمة أن يجعلنا نحب غيرنا و نشعر أن غيرنا يحبوننا .الأشرار يظنون أنهم متمتعون بكل شيء فقط ؛لأنهم يحصدون القوة أو المال ، و لكنهم حمقي حقًا ، إنهم حتي بدون أن يهزمهم الأخيار يفتقدون أهم شيء ،إنهم لا يعرفون معني أن يحبوا حقًا.
             اليوم ،أصدقائي احتفلوا لي بعيد ميلادي. فاجأوني ، فلم أكن أتوقع أبدًا أن يتاّمروا عليَ هكذا ومعهم استاذة بسمة أيضًا ! (مؤامرة مكتملة الأركان!) . خدعوني  حتي استاذة بسمة التي جعلتني أغادر الفصل ، و طلبت مني أن أحضر لها كتابًا تركته في المكتبة ( كم كنت حمقاء !، منذ متي و استاذة بسمة تنسي شيئًا ؟)ثم عدت لأجدهم قد حضروا لي عيد ميلادي و ملأوا الفصل بالبالونات و صنعوا بأنفسهم كعكة عيد ميلادي بالأمس في حصة التدبير ( كنت أظنها كعكة عادية ، و شاركت في صنعها!)و رسموا لي لوحة كبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرة ،وضعوا عليها صورتي ، و نسخة من صورتنا جميعًا العام الماضي بالمدرسة ، صور كثيرة صغيرة للوفي و أبطال الديجيتال و أكيرا و ريمي ! ( مرنا أخبرتهم بالرسوم المتحركة التي أحبها ، حتي مرنا اشتركت معهم في المؤامرة!)و كل من في الفصل كتبوا لي رسائل رقيقة جدًا علي اللوحة، حتي استاذة بسمة .
              أخذت ألعب بالبالونات و أتصور بها مع أصدقائي ، و أخذنا صورة جميلة كبيرة مع البالونات و الكعكة و اللوحة جميعًا ، كانت صورة رائعة حقًا ! و أمير المفتري صورني و أن أنفخ الشمع صورة مضحكة حقًا و الأسوأ أن سامي و فيكتور و بطيخة أخذوا يسخرون من شكلي المضحك و أنا أنفخ الشمع في الصورة ! (حتي في عيد ميلادي ، مفترييووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون!)
                   الكعكة كانت شهية جدًا جدًا جدًا ، مع أننا في العادة  نطبخها بلا طعم ،  و محروقة و لا تؤكل ! أظنها جميلة؛لأنهم كانوا يريدون أن يجعلونها شهية ،لاستمتع بتناولها ، لقد صنعوها لأجلي ، ليسعدونني ؛لأنهم يحبونني ،لذلك فهي شهية.زودوا علي الكعكة جزًء لم أصنعه معهم عليه اسمي ،و بجواره :" كل سنة و أنتِ طيبة و سعيدة ".
                   بطيخة و أمير و سامي كادوا يأكلون كعكتي كلها و لكن استاذة بسمة أوقفتهم (مفاجييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع!)
                 و لكن رغم كونهم مفاجيع ،فهم طيبون جدًا ، و شعرت اليوم بكم هم يحبونني ، مرنا قالت لي أنهم هي من تولوا إخفاء زينة عيد الميلاد و البالونات و اللوحة طوال اليوم حتي لا أراها قبل عيد الميلاد ، و أنهم تعبوا جدًا في ملئ البالونات و تعليق الزينة بسرعة قبل عودتي من المكتبة.( كم أحبهم !،إنهم جميلون حقًا رغم مقالبهم ، بصراحة أنا لا استطيع أن أعيش بدونها و بدون مطاردتهم و ضربهم و الشجار معهم ، مرنا و كريستين أيضًا اعترفتا بذلك!)
                   اللوحة كانت مملوءة عن اّخرها برسائل كل أصدقائي بطريقة غير منظمة و لكنها جميلة و محاطة بصور أبطالي و صورتي ، و صورتنا معًا.
                  مرنا كتبت :" أنتِ أعز صديقاتي ، و أنا أحبكٍ و سعيدة أنكِ موجودة في حياتي."( كم مرنا رقيقة! )
                 كريستين كتبت:" عيد ميلاد سعيد ، لنبقي أصدقاء للأبد"
                  سامي كتب :" عيد ميلاد سعيد ، و يا رب تكون المفاجأة أعجبك" ( أول مرة تعجبني مفاجأة من مفاجاّتكَ!)
                  بطيخة كتب :" عيد ميلاد سعيد"
                  أية كتبت :" كل سنة و أنتِ طيبة "
                    استاذة بسمة كتبت:" أعلم أنكِ سعيدة الاّن ، و أتمني أن تبقي سعيدة دائمًا مع أصدقائك".
                       فيكتور كتب :" عيد ميلاد سعيد".
                      سارة كتبت:" كل سنة و أنتِ طيبة "
                        أحلام كتبت :" أتمني أن تصلي إلي أحلامكِ كلها ، فأنتِ تستحقيقن ذلك."
                     أمير كتب:" سنة حلوة يا جميل ، شت، شت، شاااااااااااااااااااااااااااااااااا!)
                    حسين كتب:" كل سنة و أنتِ طيبة".
                    أنا مبسوطة حقًا ، و سأحتفظ باللوحة طوال عمري ،إنها منهم ، إنها حبهم لي  . أنا أحبهم حقًا ، أحبهم بصدق ، و أشعر بأنني ممتنة لهم. ليس المهم الكعكة اللذيذة ، و لا اللوحة الجميلة الملونة الرقيقة التي تأثرت جدًا و أنا أقرأها ، و ليس المهم حتي أول مقلب جميل اّخذه في المدرسة و يشرف عليه أمير و سامي و بطيخة ! و يتشارك فيه الجميع! و لكن المهم هو أنهم فعلوا ذلك كله لأجلي ،فعلوا ذلك ؛لأنهم يريدونني أن أكون سعيدة ،لأنهم يحبونني . أنا أشعر بأني شاكرة جدًا لهم ، أشعر أنني مدينة لهم ، لا لست مدينة و لكني أشعر أنني أريد أن أرد لهم حبهم لي ، تعبهم لكي يجعلونني أسعد ، ليشعرونني بحبهم لي ، أنا ممتنة لهم ؛لأنهم يحبونني ، لأنهم أعطوني أجمل شيء في الدنيا ، أجمل شعور لا يعرفه الأشرار ، و لا يعرفون كم هم خاسرون بدونه ، الشعور بالحب.









الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

لماذا سأقول "لا" للدستور ؟


( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

تنويه:" هذا الرأي الرافض للدستور هو رأي شخصي لي ، و أنا لست خبيرة دستورية ، و لكنه سيكون بمثابة رأي معين لمن يريد/تريد إتخاذ موقف من الدستور."
       بغض النظر عن كون مشروع الدستور-كما هو معلوم للجميع- مشروع صادر من جمعية تأسيسية كانت مطعون في شرعيتها ، و بغض النظر عن كونه قد صدر رغم استقالة ممثلي طائفة دينية كبيرة هي الكنيسة االمصرية بطوائفها الثلاثة، و طائفة سياسية تمثل نسبة ليست بالهينة مثل من يسمون ب(القوي المدنية). و رغم أنه مشروع دستور فعلاً" مسلوق" تم إصداره في ستة أشهر ، و الدعاية له في أسبوع واحد! بينما أغلب دساتير العالم الديمقراطي أخذت سنوات في الإعداد و الدعاية ، ( دستور جنوب أفريقيا أخذ ثلاث سنوات في إعداده و تعريف المواطنين به و إصداره)،فأنا لدي أسباب أخري في رفض هذا الدستور الذي طبع بصيغة إسلامية بحكم الأغلبية البرلمانية ، أسباب تتعلق برفض كثير من مواده .
          هناك من ينادون بقبول الدستور بعيوبه لتمر الفترة الانتقالية ثم تعدليه فيما بعد ، و هذا فعلاً هراء؛لأن الدساتير ليست مجلس شعب أو شوري أو رئيس وزراء أو جمهورية أو مجرد مجموعة قوانين ، بل هي السلطة الأعلي في الدولة التي تحدد كل الأسس التي توضع علي أساسها قوانين الدولة و سياساتها ، و حدود كل سلطة من السلطات إنها أعلي من سلطة أي مؤسسة أو سلطة في الدولة ،و لذلك لا يمكن التعامل معها كمجرد وثيقة مؤقتة نمررها بسرعة لتنتهي الفترة الانتقالية كما فعلنا في استفتاء 19 مارس أو انتخابات مجلسي الشعب و الشوري و الرئاسة .الدستور أهم كثيرًا من انتهاء المرحلة الانتقالية ، ليس ؛لأنه سيستمر ربما لعقود بل ؛لأنه السلطة الأعلي في الدولة ، و القانون الأسمي الذي تخضع له كل السلطات ، و لا تخالفه أي قوانين.
          الأزمة الأكبر في هذا الدستور – من وجهة نظري – أنه يكرس لدرجة من درجات الدولة الدينية.فالدستور رغم إبقائه علي المادة الثانية بدون تغيير ،إلا أنه أضاف مادتين أخرتين تغرسان قواعد الدولة الدينية و هما المادتين الرابعة و التاسعة عشرة و مائتان .فالمادة الرابعة المختصة بالأزهر وجودها ذاته يدعو للاستفهام ، لماذا تكون المادة الخاصة باستقلال الأزهر موجودة بالدستور لا القانون ؟ و لماذا إن كانت موجودة لا توجد مادة أخري عن استقلال الكنيسة ؟ و الأهم أنها تحدثت عن اختصاص الأزهربالشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية كمصدر وحيد ، و جاءت المادة التاسعة عشرة و المائتان لتنص علي تفسير مبادئ الشريعة الإسلامية علي أنها "أدلتها الكلية ن و قواعدها الأصولية، و الفقهية ، و مصادرها المعتبرة ، في مذاهب أهل السنة و الجماعة".
                 الأزمة الحقيقية هي أن هذه المواد مجتمعة تشكل أركان للدولة الدينية ، حيث هناك دين تستمد من أحكامه الفقهية قوانين الدولة ، و هناك جهة وحيدة في الدولة تختص بتفسير هذا الدين ، و تفرض أحكام هذا الدين الفقهية بتفسير هذه الجهة الوحيدة علي جميع أفراد الدولة حتي غير المؤمنين بهذا الدين !
                 الأزمة هنا أن الأزهر يمثل جهة وحيدة تتحكم و تسيطر علي الدولة باسم الدين ؛لأنها هي التي تتحكم بشريعة القوانين دينيًَا و أيضًا دستوريًا ، و هي بذلك تتقمص دور السلطة الدينية المهيمنة و المتفردة بالحكم في الدولة الدينية . ليس هذا و حسب بل إن هذه القوانين ذات المرجعية الدينية الإسلامية ستكون ملزمة جبرًا لكل أفراد الدولة باسم الدين ( و بذلك يكفر من يرفض قانونًا من الأزهر ) ،و أيضًا باسم الدستور الذي يحدد فقه الإسلام بالمصدر الرئيسي للتشريع. هذا يحول الأزهر بكل بساطة لدولة فوق الدولة تحتمي من النقد و من رفض قوانينها بدرع الدين.
                و هذا طبعًا يخسف من جهة أخري بقيمة العدالة لغير المسلمين ؛ لأنهم مجبرون علي الإنصياع لقوانين تكتسب شرعيتها و أحكامها من الإسلام الذي لا يؤمنون به ، أنا أرفض هذا الظلم و أتحدي أنه لو كان أي من الإسلامين أو حتي من المسلمين العاديين الذين يؤيدون هذه المواد مكان المسيحيين و كنا في دولة مسيحية ، قرر فيها الدستور أن تختص فيها الكنيسة الأم بتفسير أحكام المسيحية و تلزم جميع أفراد الدولة بما فيهم نحن – المسلمين- بقوانين شرعيتها و أحكامها من المسيحية ، و تفسرها الكنيسة أننا كنا سنقبل بهذا الدستور و نشعر أنه يمثلنا.
                    و نحن أيضًا هنا كاذبون ؛لأننا من جهة ندعي أمام الغرب أننا وطن واحد لا يوجد به ما يسمي أقلية و أغلبية ، وثم نعود لنصيغ دستورًا يفرض أحكام و فقه ديننا نحن -لأننا الأغلبية- ، علي من لا يؤمنون بديننا فقط ؛لأنهم الأقلية و نحن داخلنا نؤمن بأنهم الأقلية لذلك يجب أن يخضعوا لنا و لديننا الذي نراه نحن الحق .
                    و في ذات السيق هناك مادة ( حرية العقيدة ) و التي تمنح أصحاب الديانات السماوية فقط حق ممارسة شعائرهم الدينية و أيضًا (في الإطار الذي ينظمه القانون). و هذه المادة كنت قد ناقشتها أصلاً في مقال سابق ؛ و لكني سأقول هنا اختصارًا أن هذه المادة بكل بساطة تنكر حق مصريين في ممارسة شعائرهم ( مثل البهائيين) فقط ؛لأننا لا نؤمن بدياناتهم ، و نري –نحن المسلمون الأغلبية- أن دينهم لم ينزله الله –عز و جل- ؛و لأننا –نحن الأغلبية- لا نؤمن بدينهم لا يحق لهم أبدًا أن يمارسوا شعائرهم الدينية ؛لأننا نؤمن و (يجب أن نخضعهم لإيماننا) أن دينهم مفتري و أنهم كفرة ، و لذلك سنمنعهم لا بالقانون بل بالدستور من أن يمارسوا هذا الكفر ، و هذه هي حقيقة هذه المادة . إننا بالدستور نعلن كفرنا بالحرية ، و نعلن أننا سنعطي الحرية الدينية لمن نؤمن بكتبهم و حسب. و لكن لدي سؤال واحد ، لماذا نلوم الغرب علي تقويضه لحرية ممارسة المسلمين لشعائرهم الدينية ، و نعلن العداء له و الجهاد عليه ؟ أليس هو أيضًَا بأغلبية مسيحية لا تعترف بالإسلام و تعتبره دين مفتري ، و بذلك يحق له مثلنا أن ينكر علي معتنقي الدين الذي لا تؤمن به أغلبيته من ممارسة شعائرهم الدينية ؟
                   رغم أن الحرية الشخصية " مصونة لا تمس" ، و بعد مواد كثيرة تتحدث عن حصانة الحريات تأتي المادة الحادية و الثمانين لتنص في اّخرها علي عبارة " و تمارس الحقوق و الحريات بما لا يتعارض مع المقومات الواردة في باب الدولة وو المجتمع بهذا الدستور" بما يعني " بما لا يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية" كما كان يفضل السلفيين .و هذه المادة فوق الكارثية. بكل بساطة هذه المادة تعني أن الدولة الدينية المكونة بأركانها الدستورية تستطيع أن تقيد حرية أي إنسان/ة في أي لحظة طبقًا لتقدير ديني . مما يعني بكل بساطة أنني شخصيًا كأديبة يمكن أن يمنع كتاب لي بحجة أنه يخالف الشريعة الإسلامية بأمر الأزهر كما حدث مع (أولاد حارتنا) قبل فوزه بجائزة نوبل . أو يمكن أن تفرض قيود علي حرية الإعلام و الصحافة أو الإبداع بحجة أن طريقة تناول الموضوعات فيهم تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية . و يمكن أيضًا أن يتم التدخل في الحريات الشخصية للأفراد بإصدار قوانين مقوضة لها بحجة أنها تخالف مقومات الدولة و المجتمع.و الأسوأ من كل هذا أنها قد تصير سيفًا في يد الأزهر إن تحالف مع الحكام يسلط علي رقاب المعارضين و لا أريد كلامًا ورديًا عن استقلال الأزهر ، و نزاهة رجاله وعدم خضوعهم لحاكم ؛السياسة ليس فيها حسن نية، رجال الأزهر سيتحولون إلي رجال سياسة يفسرون أحكام الشريعة لتصير سندًا دستوريًا و ليس بعيدًا عليهم أبدًا ؛لأنهم بشر أن ينحازوا لحاكم ؛لأنهم يرونه ينصر الدين حتي و لو علي حساب معارضيه ، و لا نحتاج أن ننظر بعيدًا في التاريخ لنري مأساة (ابن المقفع) و لكن يمكننا أن ننظر فقط إلي بلد ليست بعيدة عنا كثيرًا تسمي (إيران)، أو ننظر إلي السعودية أو حتي البحرين ، حيث كفر من خرج في المظاهرات ؛لأنها حرية من الحريات و لكنها في نظر رجال الدين تصير مخالفة لقواعد الإسلام ‘ن تضمنت خروجًا علي الحاكم.
                 فيما يخص حرية الإعلام هناك المادتين الخامسة عشرة و المائتان و السادسة عشرة و المائتان و اللتان تنصان علي حرية الإعلام و لكن تحددان جهتين منوط بهما الإشراف عليه هما "المجلس الوطني للإعلام "و " الهيئة الوطنية للصحافة و الإعلام" و لم ينص الدستور أبدًا علي إلغاء عقوبة الحبس في جرائم النشر. و هذا لا يعد أي تطور يذكر ، فقد تم استبدال مجلس الإعلام السابق بالمجلس الوطني للإعلام" كرقابة حقيقية علي مضمونه ، و استمر الصحفيون مهددون دائمًا بالتشريف في السجن ،و بذلك لا عزاء لحرية الإعلام حقًا ، بل كما كانت ،حرية نظرية مراقبة مهددة.          
                                 أما عن وضع المرأة و الطفل و المعاقين في الدستور ،فهو وضع مخزي ينكر عليهم حقوقهم كمصريين ، فالدستور لا يكاد يشير للمرأة إلا في المادة العاشرة و التي تتحدث عن رعاية الدولة للأسرة المصرية و تكتفي للإشارة لدور الدولة في مساعدة المرأة العاملة علي التوفيق بين عملها و بيتها و حقوق المرأة الأرملة و المعيلة و المطلقة في الرعاية ، و كأن هذا هو كل حق المرأة علي الدولة ، مع إغفال تام لحقيقة أن مسؤولية ضخمة تقع علي عاتق الدولة فيما يخص تمكين المرأة و إعطائها حقها في تولي جميع مناصب الدولة ، و هناك من دافعوا عن إغفال حقوق المرأة في الدستور بأنها مواطنة و لها ذات الحقوق التي نص عليها الدستور للمواطن ،و لكن هذا غير صحيح ؛لأنه لو كان الوضع كذلك لما أصر واضعوا الدستور علي عدم مساواتها بالرجل ، و علي ذكرها في موضع وحيد هو دورها في الأسرة. كما أنه بتناقض استمرت كوتة ( العمال و الفلاحين ) و التي تبلغ الخمسين بالمائة و رفضت كوتة المرأة.
                       أما عن الطفل فقد تم ذكر حقوقه في مادة يتيمة ضعيفة هي المادة السبعين ، و فيها تم تجاهل ذكر حقه في الجنسية و الترفيه و التقدير و حمايته من الإيذاء البدني و العقلي و حقوق أطفال الشوارع و التزم الدولة تجاههم ،و تم تحديد عمالة الطفل بعبارة مطاطة هي "في أعمال لا تناسب عمره أو تمنع استمراره في التعليم " و هي قابلة للتأويل ،فكثيرون قد يرون أن أعمالاً كثيرة تناسب عمر الطفل و لا تعوقه عن التعليم و هي ليست كذلك.    
                      حقوق المعاقين ذكرت في المادة الثانية والسبعين و تغاضت عن حقهم في نسبة لائقة من الأماكن في العمل و الدراسة و المناصب و حقوقهم المساوية لباقي المواطنين في جميع نواحي الحياة و المشاركة السياسية .
                       المواد (الأربعة و الثلاثين و المائة ) و (الستة و الخمسين و المائة) و اللتان تتحدثان عن شروط اختيار رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء تنكران حق ملايين المصريين في مباشرة حقهم السياسي في السعي للوصول إلي المناصب العليا في الدولة فقط لكونهم ولدوا ليجدوا والديهم قد اختارا حيازة جنسية دولة أجنبية ، أو ؛لأنهم أحبوا ذات يوم طرف اّخر و اقترنوا به/ا و هو /هي ليس/ت مصري/ة. هل نؤمن أن كل مصري/ة أباه أو أمه يحمل/تحمل جنسية دولة أخري لا يحمل/تحمل الانتماء و الولاء الحقيقي لمصر ؟ هل كل من أحب/ت غير مصري/ة و قرر/ت إكمال حياته/ا معه/ا لا يحمل /تحمل انتماًء حقيقيًا لمصر يعطيه/ا الحق في الترشح لرئاستها ؟ من قال أن من لم يستطع لا هو و لا أبواه الحصول علي جنسية أخري مهما حاولوا أكثر انتماًء ممن عاش في مصر و أحبها و هام بها عشقًا و لكن والده/والدته فضل/ت الحصول علي جنسية بلد أخري؟ هل استطيع أنا أن أتحكم في والدي و منعهما من الحصول علي جنسية بلد أخري قسرًا بسبب طموحي السياسي إن وجد ؟ هل سيكون من النبل أن أرفض رجلاً ليس مصريًا نبيلاً يحبني و أحبه لمجرد طموحي أنا السياسي ؟ إن فعلت ذلك سأكون امرأة نذلة تفضل طموحاتها السياسية علي من يحبها و حينها لن أصلح لرئاسة شركة لا لرئاسة مصر. و لكن للأسف واضعوا هذه المادة من أؤلئك الذين يفضلون أن يحكم مصر مصري/ة لا يحمل/ لا تحمل انتماًء حقيقيًا لمصر و لكنهم لم تسمح له/ا الفرصة لا هي/هو و لا أهلهم في اقتناء جنسية دولة أخري ، و إنكار حق مواطنين مصريين اّخرين قد يكونون أكثر تيمًا بمصر لمجرد أنهم ولدوا ليجدوا أهلهم يحملون جنسية أخري .(ملحوظة : أنا ليس لدي هذا الطموح السياسية ، و ليس لدي خاطب أجنبي!)
             لدي اعتراض ليس شديدًا علي المادة الثامنة و العشرين و المائة التي تتحدث عن حق الرئيس في تعيين عشر عدد الأعضاء المنتخبين في مجلس الشوري ؛لأنني أري ذلك تدخلاً في أعمال السلطة التشريعية من رئيس السلطة التنفيذية حتي و إن كان محدودًا.و لكن أزمتي الحقيقية في إعطاء الرئيس و هو رئيس السلطة التنفيذية و المخطط الرئيس للسياسية العامة لها صفة ( الحكم بين السلطات) ، فكيف يكون هذا ؟ فهل لو اصطدمت السلطة القضائية بالسلطة التنفيذية سينحاز الرئيس للسلطة التنفيذية التي يترأسها علي حساب السلطة القضائية ؟ و لو اصطدمت السلطة القضائية بالتشريعية ،و كان يتبع حزب الأغلبية البرلمانية ،هل سينحاز ضد السلطة القضائية ؟ و إن حدث تصادم بين الرئيس والأغلبية البرلمانية في السلطة التشريعية إن كان كل منهما من توجه سياسي مختلف ، هل سيستطيع دعم السلطة القضائية ضد السلطة التشريعية ويزج بالقضاء في السياسة بصفته ( الحكم بين السلطات )؟
              و أيضًا هناك المادة التاسعة و الأربعين و المائة و التي أرفضها جملة و تفصيلاً.و هي المادة التي تتحدث عن حق الرئيس في " العفو عن العقوبة أو تخفيفها "و هي مادة تعد بالنسبة لي تدخلاً صارخًا خطرًا في سير العدالة و السلطة القضائية. فهذا يعني أن الرئيس سيكون لديه الحق في العفو عن من يشاء ، و خاصة أن مسألة "العفو الشامل " تركت للقانون ، أي أن الرئيس يمكن في حالة وضع قانون يسمح له بذلك أن يعفو بشكل شامل عن من يشاء في أي جريمة كانت ، و أنا أؤمن أن الركن الراسخ الأهم في العدالة كقيمة ألا يكون لشخص أيًا كان الحق في العفو عن مجرم/ة أو حتي تخفيف عقوبته/ا إلا القضاء ، و أن وجود إنسان/ة ( حتي و إن كان يحمل لقب الرئيس) لديه/ا هذه السلطة هو وضع سلطة بشرية عليا ترتفع عن مرتبة العدالة .هذا من ناحية القيم ، أما من الناحية العملية فرئيس الجمهورية يبقي بشرًا و من غير المعقول تأمين بشر علي مثل هذه السلطة و نحن متيقنون أنه لن يسئ استخدامها ليعفو عن من يشاء لمجرد ميل شخصي أو سياسي.
                         هناك شعور عام يعطيه هذا الدستور بأنه دستور مؤقت أو انتقالي ، فمن ناحية هناك دعوي خرقاء لتمريره بشكل مؤقت ثم تعديله فيما بعد و من ناحية أخري هناك باب كامل عن الأحكام الانتقالية فيه. رغم اعتراضي علي صبغ الدستور بالصفة الانتقالية أو المؤقتة ،إلا أنني مجددًا كنت سأتغاضي عن هذا الأمر إلا أنني استوقفتني مادة كارثية جديدة ترتدي عباءة المادة الانتقالية.
                     المادة الثانية و الثلاثين و المائتان و التي تتحدث عن ما يعرف بالعزل السياسي لرموز الحزب الوطني ربما تبدو مادة ثورية براقة تحمي البلاد من فزاعة " الثورة المضادة" و لكنها مادة خطرة ؛لأنها تحصن قانونًا غير دستوري و تصبغه شكلاً دستوريًا و هو قانون يتعارض مع كل مواثيق حقوق الإنسان و قوانين العالم الديمقراطي لسبب بسيط ؛لأنها تمنع مواطنين مصريين من ممارسة حقوقهم السياسية غصبًا بدون صدور أي حكم جنائي يدينهم فقط ؛لانتمائهم لحزب سياسي أو نظام سياسي مخلوع ،بدون حتي إثبات أي جرم عليهم.أنا لن أدافع عن نفسي و أقول أنني لست فلة ، و لكني سأقول أنني أدافع ليس عن رموز سياسية أرفضها و لن أرشحها ، أو قد تكون متحملةً ضميريًا مسؤولية ما اّل إليه حال مصر ، و لكن عن مبادئ دولة القانون و الحقوق. ربما يكون رموز الحزب الوطني أشخاص فاشلون و ربما متحملون لوزر ضخم يشمل كل ما أوصلوا مصر إليه ، و لكنهم إن لم يثبت جرمهم الجنائي لديهم الحق كمواطنين مصريين في مباشرة جميع حقوقهم السياسية و منعهم هذا لحق بمادة دستورية هو إعطاء شرعية دستورية  لما هو غير شرعي و يسلب مواطنين مصريين حقوقهم بدون مساءلة قانونية . و هي سابقة خطيرة في حد ذاتها ؛فإن سمحنا اليوم بسلب حقوق من ينتمون للنظام السابق ممن لم يثبت القضاء فسادهم ؛لأنهم كانوا جزًء من نظام رفضناه و أسقطناه ، فسيأتي اليوم الذي تنتهك فيه الحقوق السياسية لمواطنين اّخرين لمجرد انتمائهم أو فكرهم السياسي.هذا سيحدث ؛لأننا سنكون قد وضعنا حجر الأساس لصبغ الشرعية و الدستورية علي انتهاك الحقوق السياسية للمصريين حتي و إن كانوا من رموز النظام السابق.
                   و نحن نتشدق كثيرًا بالديمقراطية و وعي الشعب و يتهم المثقفون دومًا بفرض الوصاية علي الشعب من كثيرين علي رأسهم الإسلاميين ، فلماذا الاّن بالذات نكفر بالديمقراطية و وعي الشعب و نقرر أن نمنع رموز النظام السابق من مباشرة حقوقهم السياسية لخوفنا من اختيار الشعب لهم بالمسار الديمقراطي؟
                  المادة الثالثة و العشرين و المائيتان تنص علي أنه يجوز " في غير المواد الجنائية و الضريبة " النص علي أن تسري أحكام القوانين علي ما يقع قبلها بموافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب.هذه المادة شديدة الخبث ؛ فهي –في رأيي- تقصد ( الجرائم السياسية) وإن كان الأمر كذلك فهي مادة شديدة الخطر و لم ينتبه لها أحد ، فهي تخل بجميع الأعراف الدستورية و القانونية في العالم و تسمح بمحاكمة المتهمين بأثر رجعي في الجرائم السياسية ، أي أن يصدر قانون جديد عن الجرائم السياسية يطبق علي من تثبت عليهم الجرائم السياسية في السابق ، و هذا هو منبع الفساد التشريعي و السياسي فهو يفتح الباب لتفصيل القوانين التي تحاكم كل سياسي بأثر رجعي ، و هذا القانون قد يستخدم الاّن لتصفية رموز النظام السابق و محاكمتهم سياسيًا و لكنها ستكون مستقبلاً وسيلة مثلي لتهديد و ترهيب و ربما تصفية الرموز السياسين بتفصيل قوانين يتهمون بالفساد السياسي و يحاكمون علي أساسها بأثر رجعي.
                      هذه المواد هي السبب الرئيسي لرفضي لهذا الدستور ؛فأنا لن أصوت ب "نعم" أبدًا لدستور ينتهك حرية العقيدة ، و يغرش أعمدة الدولة الدينية ، و يمنع المصريات و الأطفال و المعاقين حقوقهم ،و يدعي إعطاء الحريات للإعلام و للإبداع و للإنسان ثم يعود ليقيدها بطرق ملتفة و باسم الدولة الدينية، و يعطي الرئيس صلاحيات أنكرها له ، و يكرس لإصباغ الشرعية لانتهاك حقوق المواطنين ( حتي و إن كانوا من النظام السابق) بدون إدانة جنائية ، و ينص علي سابقة خطرة و هي المحاكمات بأثر رجعي.لذلك سأقول "لا". 

السبت، 8 ديسمبر 2012

لأجلكِ لن اكتئب ،لن أيأس ،لأجلك سأضحك ،لأجلكِ سأحلم


     رغم كل ما يصيبك يا زرعتي لن أحزن ، و لن اكتئب ، و لن أسقط. لن أيأس و أتنازل عن أحلامي.الجميع يبكون ، الجميع مكتئبون ؛لأجل رواتكِ الذين يموتون كل يوم ، و لا أحدي يعرف من يقتلهم ، و إني الاّن –شبه واثقة- أنه حتي كونان نفسه إن كان هنا الاّن لن يعرف من وراء دمائهم.
       ربما الجميع حولي الاّن مكتئبون ، ربما لا أحد يجرأ علي الضحك حتي ؛لأن الجميع يعلمون أنهم عندما يضحكون ، هناك اّّخرون يقتلون ، و أهلهم يبكون.لا أحد حولي الاّن يجرأ علي الابتسامة ، الكل يخجل من أن يضحك ، الكل حولي حزنيون ، و يائسون من يومكِ و غدكِ يا زرعتي.
          و أنا أبكي ، أبكي كثيرًَا و أتألم كثيرًا و أنا أري ما يحدث لكِ و لرواتكِ ، أبكي و أتألم و أعاني و أتعذب لأجلكِ ،لكني لا أبقي باكية لأجلكِ أيضًا.لا استسلم للاكتئاب و الحزن ؛لأجلك يا زرعتي. لا أيأس و لا أتنازل أبدًا عن أحلامي ، و أعمل بجد و إصرار لأصل إليها ؛لأجلك ِ.ابتسم ، أضحك ، أمرح ، أجري ، أخرج ، أكتب و أنا مصرة و سعيدة و مرحة لأجلكِ أيضًا.
            أنا ابتسم ، أضحك ، و أمرح ، و أصر و أحلم ، لا استسلم ، و لا اكتئب ، و لا أسلم لحظة لحزني ؛لأنني أعلم أن هذا هو نصري ، نصرك. أعلم أن الأشرار الذين يقتلون رواتكِ ، و يحاولون إذبالكِ و قتلكِ ، يفعلون كل هذه الجرائم ، و يرتكبون كل هذا الشر لكي يجعلوننا نيأس ، نكتئب ، نحزن ، لا نقوي علي الابتسامة ، و لا علي الضحك ،و لا علي المرح ، و لا علي الإصرار و الحلم.
        هؤلاء الأشرار ، كل الأشرار الذين يجعلونكِ تعانين يا زرعتي ، الذين يقتلون رواتكِ ، و يعذبوننا بالألم ، يريدوننا أن نسقط ، ألا نبتسم ، ألا نحلم.أنا لا أعلم من هم ، و لكني أعلم كيف انتصر عليهم ، كيف ننتصر عليهم ، كيف تنتصرين عليهم.
          إنهم يريدوننا أن نحزن ، أن نيأس ، و ألا نبتسم ، نصر أو نحلم. و أنا لن أدعهم يصلون إلي أهدافهم ، سأبكي و أتألم علي رواتكِ ، علي دمائهم ، علي ألمكِ يا زرعتي ، و لكني لن أدعهم يجعلونني أيأس ، سأؤمن بحلمي ، سابتسم ، سأمرح ، سأضحك ، سأعمل ، سأصر علي بلوغ أحلامي و سأصل إليها. أنا أحزن علي رواتكِ ، أحزن علي معاناتكِ ، و لكني لن أدع دماءهم تذهب سدي ، لن أدع الأشرار يهزمونكِ ، لن أدعكِ تموتين أو تذبلين كما يريدون . لذلك سأضحك ، لذلك سأمرح ، لذلك لن أيأس و لن اكتئب ، و لن أدع حزني يهزمني و يستمر .
           مع كل قطرة دمٍِ من رواتكِ سأبكي ، مع كل هزيمة، مع كل ضربة تألمكِ سأبكي ، و لكن سأعود أضحك بسرعة ، سأعود أعمل بسرعة ، سأعود أصر علي بلوغ أحلامي بسرعة. هؤلاء الأشرار لا يستحقون بعد مع فعلوه بكِ و برواتكِ أن ينتصروا ،لن أدعهم ينتصروا ؛لأني أحبكِ سأهزمهم ، سانتصر بابتسامتي ، سانتصر بضحكتي ، سانتصر بإصراري ،سانتصر بحلمي لأجلكِ أنتِ،علي كل الأشرار.

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

اّسفة لكم

           إني اّسفة لكم جدًا، اّسفة لكل من ينتظر / تنتظر مني تحليلاً أو نقدًا يساعده/ا في الاختيار، في التفكير ، في الحكم علي خطاب مرسي ، أو حتي في تكوين وعي أو فكر عنه ، لإني لن أكتب.
           جهزت تحليلي و نقدي ، و استعديت ؛لأن أكتب ، و لكني تراجعت ، تراجعت ؛لأني خفت .لا تظلموني لم و لن أخاف -بإذن الله- أي إنسان/ة . لا أخاف مرسي و لا أخاف جماعته ، و لكني خائفة أن أحمل دم أحد ، أخاف أن أكون جزًء من حالة :" ولعها ، ولعها ، شعللها ، شعللها " التي نعيشها  الاّن. إني أخاف أن يدفع قلمي أحد و لو قليلاً للتعصب أكثر ،أخاف أن يكون لقلمي دور في أي انقسام ، احتقان ،أو فتنة .أخاف أن أحمل و لو جزًء من دم إنسان/ة يقتل/تقتل بسبب موجة احتقان و تعصب أعمي ، بيد متعصبين أو بيد مندسين.
         أنا اّسفة لكم جدًا، اّسفة لكل قارئة أو قارئ ربما كان سيكون لمقالي و رأيي نفع قوي أو ضعيف له/ا في صياغة موقف أو وعي سياسي معين.اّسفة ؛لأني لا استطيع الكتابة علي الأقل الاّن؛لأني قررت أن أخاف ، و ألا أكتب ؛لأني لا أريد أن أحمل دم أحد.

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

إلي أين أنتِ ذاهبة يا زرعتي ؟


      "إلي أين أنتِ ذاهبة يا زرعتي ؟ " أنا قلقة و خائفة ، و لا أفهم شيئًا .صحيح أن لوفي قد يغضب مني ، و صحيح أنني وعدته ألا أيأس و وعدت أبطال الديجيتال أن أقاتل الشر حتي النهاية و وعدت المقاتل النبيل أن أتصدي للأشرار و وعدت فرسان الأرض أن أقاتل حتي لا تصير أرضنا مدمرة بالشر ، و وعدتهم جميعًا ألا أفقد حلمي أبدًا و خاصة لوفي ، و لكنني حزينة و خائفة ، لا لن أخاف ، و لكني لا أدري إلي أين ذاهبة زرعتي .
       أنا أقاتل بإصرار و لن أتوقف عن القتال و الكتابة و روي زرعتي مع دائرتي مهما حدث ، و لكني لا أدري إلي أين ستذهب زرعتي ، أريد أن أثق أن زرعتي ستنمو ، لا ، يجب أن أثق أنني سأصل الي حلمي و ستنمو زرعتي ، و لا يجب أن أيأس ، و لكني قلقة علي زرعتي التي أحبها.
      زرعتي ، أنتِ تشعرين بي و أعلم أنك غاضبة مني ، و لكنك حتمًا تشعرين بي ، و تعلمين أنني "لا أفهم شيئًا" و أني أحبك و أخاف عليكِ ، و تدركين ما حولي ، أليس كذلك يا زرعتي ؟ كل شيء حولي يدعو لليأس و لكن  لا تقلقي يا زرعتي إني وعدتكِ و وعدت أبطالي ألا أيأس و أن أصير بطلة مثلهم و أجعلكِ أعلي زروع العالم و أحميكِ من كل الأشرار ، و لكني فقط خائفة ، و قلقة ، أنا متلخبطة ، و لكني لن أيأس ، أجل ،لن أيأس.
      حتي لو كنت لا أفهم شيئًا لن أيأس ، و سأحارب لأجلك يا زرعتي، حتي لو كان كل شيء حولي يدفعني نحو اليأس ، و لكن لأني أحبكِ يا زرعتي أقول لكِ بصدق أني خائفة ؛لأني لا أدري الي أين تذهبين.
     أماني قالت أن أهلها يقولون أنكِ لست ذاهبة إلي الخير و أن الأشرار سيؤذونك ، و لكني سأدافع عنكِ ، أماني قالت أنني لا استطيع أن أفعل شيئًا و لكن هذا ما كان الأشرار يقولونه للوفي و أبطال الديجيتال و أكيرا و فرسان الأرض و لكنهم دائمًا ينتصرون مهما كانوا ضعافًا و مهما خسروا ؛فإنهم يحاربون ؛لأنهم أبطال ، و أنا بطلة و سأظل أحارب الأشرار ؛لأجلك ، و سأنقذك . عندما سألت استاذة بسمة  قالت لي أنها لا تدري إلي أين تذهبين و لكنها واثقة أنكِ ستنمين ذات يوم و أننا حتمًا سنجعلكِ أعلي زروع العالم.
    أحبكِ يا زرعتي ، و لن أجعل الأشرار يؤذونك أبدًا ، أحبكِ و سأحارب لأجلكِ ، و سأجعلكِ أعلي زروع العالم ، لن أيأس أبدًا أعدكِ و أعد أبطالي مجددًا أني لن أيأس و أنني حتي و إن كنت لا أدري إلي أين تذهبين ، فسأثق بمستقبلك و لن استسلم أبدًا ؛لأني أحبكِ يا زرعتي.