الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

أحلامنا برارٍ بلا جدران


   ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

     أحلامنا بدأت تضيق ، تضعط ، تنكمش ، لم تعد حرة و واسعة و ممتدة مثل أيام الثورة. أحلامنا بدأت تصغر و تختنق أكثر و أكثر كل يوم. لم أعد استشعر فينا طاقة الحلم . لم أعد أحس نبض الأمل الأبدي داخلنا. شيء يموت فينا كل يوم ، شيء ما يحتضر ببطء و لا نمد أيدينا لانقاذه ، يمنعنا حبل وثيق نلفه حولنا أعناقنا أكثر بعجزنا و إرادتنا يسمي (اليأس).
           يخفت الحلم باطننا ، يتلاشي مع إيماننا المتصاعد ، الذي يتصلب كل يوم أكثر ب(اليأس). نحن يائسون ،تلك حقيقة. نحن قلقون ؛لأننا لا نعرف غدنا.نحن بإرادتنا نختار أن نشد وثاق حبال (اليأس) حول أطرافنا و أعناقنا لنعجز أكثر. نحن بقهر نضطر أن نيأس يومًا بعد الاّخر أكثر مع كل ما يحيط بنا ، كل ما و من يشدون الحبال أكثر لتضيق علينا أكثر و أكثر. أغلب ما حولنا يقيدنا أكثر ، و لكننا نختار أيضًا رغم عجزنا أن نكون أعجز و نيأس.
          ما الذي حولنا يقاوم الحبل ؟ ما الذي حولنا يحارب مقيدينا و يفك وثاقنا ؟ أين الأمل حولنا ؟ أين ؟ إنه موجود ، و لكن الحبل قوي ، و نحن أيضًا نختار العجز و الاستسلام للحبل ليضيق أكثر و لا نقاومه ،لا نحاول أن نري الأمل ،ـنختار أن نيأس و أن نقيد و أن نحيا وسط الجدران لا يحق لنا أن نحلم.
          ألم نختر أن نأسر أحلامنا داخل الجدران ؟ ألم نقرر أن نقول أننا يجب أن نتنازل أكثر كل يوم و نرضي بما هو متاح؟ ألم نقل بإرادتنا أن مصر لن تكون أقوي دول العالم ؟ ألم نثرثر ليلاً نهارًا بأن أمامنا عقودًا حتي نصل الي إظفر الشرق لا الغرب حتي ؟ ألم نقبل أن تصلد الجدران الساجنة لأحلامنا و تسمن أكثر و أكثر و أكثر كل يوم ؟
           لماذا ؟ ألأن الظروف عصيبة ؟ألأن الذين يسمون منقذينا لا يفقهون شيئًا وهم مقيدون أكثر منا ؟ ألأنهم يتحدثون و لا يقدرون ؟ ألأننا كل يوم نري مصائب تقبض بعنف وثاق الحبل علينا ؟
           فليكن ، فلنقاوم ،فلنتحدي ،لمَ لا ؟ لماذا نسلم للحبل ؟ لمَ لا نمزقه بأيدينا ؟ لمَ لا نتشبث بالأمل ليقطع حبال اليأس ؟ ماذا سنخسر إن أملنا ؟ ماذا سنفقد إن حلمنا ؟ ماذا سنضيع إن حطمنا الجدران و حررنا أحلامنا ؟
         لماذا نخاف ؟
        فلنحلم ، فلنقتل الخوف داخلنا . فلنحلم بلا حدود ،بلا حبال ،بلا يأس ،بأمل.فلنحلم حتي نري حلمنا حقيقة و بلادنا جميلة. لنشم نسيم الحرية ،لنسمع صوت زقزقة العصافير الحرة ، لنشعر بدفء الأمان ، لنبصر البراري الممتدة الخضراء ( أحلامنا) التي تحيا بلا جدران. 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق