( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
أحلامنا
بدأت تضيق ، تضعط ، تنكمش ، لم تعد حرة و واسعة و ممتدة مثل أيام الثورة. أحلامنا
بدأت تصغر و تختنق أكثر و أكثر كل يوم. لم أعد استشعر فينا طاقة الحلم . لم أعد
أحس نبض الأمل الأبدي داخلنا. شيء يموت فينا كل يوم ، شيء ما يحتضر ببطء و لا نمد
أيدينا لانقاذه ، يمنعنا حبل وثيق نلفه حولنا أعناقنا أكثر بعجزنا و إرادتنا يسمي
(اليأس).
يخفت الحلم باطننا ، يتلاشي مع إيماننا المتصاعد
، الذي يتصلب كل يوم أكثر ب(اليأس). نحن يائسون ،تلك حقيقة. نحن قلقون ؛لأننا لا
نعرف غدنا.نحن بإرادتنا نختار أن نشد وثاق حبال (اليأس) حول أطرافنا و أعناقنا
لنعجز أكثر. نحن بقهر نضطر أن نيأس يومًا بعد الاّخر أكثر مع كل ما يحيط بنا ، كل
ما و من يشدون الحبال أكثر لتضيق علينا أكثر و أكثر. أغلب ما حولنا يقيدنا أكثر ،
و لكننا نختار أيضًا رغم عجزنا أن نكون أعجز و نيأس.
ما
الذي حولنا يقاوم الحبل ؟ ما الذي حولنا يحارب مقيدينا و يفك وثاقنا ؟ أين الأمل
حولنا ؟ أين ؟ إنه موجود ، و لكن الحبل قوي ، و نحن أيضًا نختار العجز و الاستسلام
للحبل ليضيق أكثر و لا نقاومه ،لا نحاول أن نري الأمل ،ـنختار أن نيأس و أن نقيد و
أن نحيا وسط الجدران لا يحق لنا أن نحلم.
ألم
نختر أن نأسر أحلامنا داخل الجدران ؟ ألم نقرر أن نقول أننا يجب أن نتنازل أكثر كل
يوم و نرضي بما هو متاح؟ ألم نقل بإرادتنا أن مصر لن تكون أقوي دول العالم ؟ ألم
نثرثر ليلاً نهارًا بأن أمامنا عقودًا حتي نصل الي إظفر الشرق لا الغرب حتي ؟ ألم
نقبل أن تصلد الجدران الساجنة لأحلامنا و تسمن أكثر و أكثر و أكثر كل يوم ؟
لماذا
؟ ألأن الظروف عصيبة ؟ألأن الذين يسمون منقذينا لا يفقهون شيئًا وهم مقيدون أكثر
منا ؟ ألأنهم يتحدثون و لا يقدرون ؟ ألأننا كل يوم نري مصائب تقبض بعنف وثاق الحبل
علينا ؟
فليكن
، فلنقاوم ،فلنتحدي ،لمَ لا ؟ لماذا نسلم للحبل ؟ لمَ لا نمزقه بأيدينا ؟ لمَ لا
نتشبث بالأمل ليقطع حبال اليأس ؟ ماذا سنخسر إن أملنا ؟ ماذا سنفقد إن حلمنا ؟
ماذا سنضيع إن حطمنا الجدران و حررنا أحلامنا ؟
لماذا
نخاف ؟
فلنحلم ،
فلنقتل الخوف داخلنا . فلنحلم بلا حدود ،بلا حبال ،بلا يأس ،بأمل.فلنحلم حتي نري
حلمنا حقيقة و بلادنا جميلة. لنشم نسيم الحرية ،لنسمع صوت زقزقة العصافير الحرة ،
لنشعر بدفء الأمان ، لنبصر البراري الممتدة الخضراء ( أحلامنا) التي تحيا بلا جدران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق