الجمعة، 19 يوليو 2013

مفهوم القائد

      (هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

    هناك فرق كبير ما بين مفهوم القائد و الفرعون . ليس بالضرورة كل قائد هو فرعون و ليس بالضرورة كل جماعة تسير بلا قائد حرة من حكم الفرعون .القائد هو الشخص الذي يقود مجموعة و ينسق ما بينهم حتي لا تكون جهود كل فرد في  إتجاه  و تعم الفوضي . ليس أهم شيء في القائد أن يكون الأقوي أو الأمهر في اللعب  مشاعر المقودين بالكاريزما و الخطب الرنانة ، كما ليس مهماً أن يكون الأثري أوالأذكي ، و لكن أهم خصلة يجب أ ن تتوافر فيه في اعتقادي هي القدرة علي القيادة بحكمة و بوعي و بإدراك لدور كل فرد في مجموعته.
      لابد أن يكون للقائد احترامه ، و التزام نسبي بأوامره و لكن  يجب أيضاً أن يكون القائد ملتزماً هو الأخر برأي مجموعته و القواعد المتفق عليها من الجميع .و يفترض بكل فرد في المجموعة أن يقف للقائد بالمرصاد علي كل هفوة مهما كانت صغيرة .فالقائد هو المسئول الأول عن المجموعة ، و مسئوليته عن المجموعة تخوله الأمر و النهي و توجب الطاعة النسبية في أغلب الأمور ،  و الطاعة المطلقة في الظروف الخطرة كالحروب إلا في حالات قليلة جداً ، و لكن هذه المسئولية أيضاً تلزمه بأن يكون الأكثر التزاماً و اتباعاً من الجميع لمبادئ المجموعة و تجعله حسابه أعسر من حساب أي فرد فيها.
      قد يعتقد البعض أن القائد (لكونه قائد ) يجب أن يحظي بقدر من المعاملة الخاصة ، و أن يحصل علي امتيازات لا يحصل عليها أي فرد أخر حتي بعد انتهاء قيادته .  لا ريب أنه من حق القائد أن يميز في المكاسب كما يميز في العقاب ، و لكن يجب أن تكون المميزات التي يحصل عليها معلومة لجميع الأفراد و متفق عليها ، و يفترض أن تكون محددة جداً  فمثلاً من غير الأخلاقي أن لا يخضع القائد للحساب ان ارتكب خطيئة لمجرد أنه قائد أو أن يكون من حقه انتهاك المبادئ  لكونه قائد ، و مثلاً إن حبس قائد أمام محكمة مثلاً يجب أن يعامل كأي متهم من أفراد المجموعة .

           و أهم شيء حتي يبقي القائد قائداً و لا يغدو  ديكتاتوراً مستبداً أن يبقي مدركاً أن شرعيته كقائد مكتسبة من إتفاق الأفراد عليه . و ليبقي  القائد مدركاً لهذه الحقيقة ، يجب أن يجد نفسه محاسباً دائماً علي مستوي اّدائه كقائد من فريقه و يقوم كل فترة إن ظهر عليه إمارات اعوجاج ، و أهم شيء أن يتصدي الفريق له إن ظهر عليه أي إمارات للاستبداد بالرأي أو بفرض إرادته علي المجموعة أو أي علامات نرجسية ، و ألا تسمح المجموعة بأي شبهة محاباة أو مجاملة من أحد الأفراد للقائد أو العكس . هذه كلها أشياء واجبة لتجعل القائد واضحاً نصب عينيه أبداً أنه يعمل لدي مقوديه لا العكس ،و لتحول دائماً بينه و بين الفرعنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق