السبت، 28 سبتمبر 2013

عودة نوران

         كنا في حصة  الدراسات الاجتماعية اليوم و تدرس لنا (استاذة فاطمة)، و دق الباب و دخلت فتاة جميلة تبدو أكبر منا قليلاً. (استاذة فاطمة ) بدت سعيدة جدًا ، و صاحت :" نوران! " ، استاذة فاطمة احتضنت الفتاة و نحن ننظر إليهما مستغربين.
         استاذة فاطمة قالت لنا أن "نوران" كانت طالبة بمدرستنا و هي الاّن في الصف الثاني الإعدادي ، و قالت أنها كانت طالبة مجتهدة جدًا و صوتها كان جميلاً و هي تغني الاّن في فرقة الأوبرا و و ابتسمت استاذة فاطمة و هي تقول أنها كانت ثرثارة مثلنا! "نوران" بدت مبسوطة جدًا و وجهها الأبيض كان محمرًا ، و و كانت مبتسمة جدًا ( ذكرتني بابتسامة استاذة بسمة التي أحبها!)."نوران" قالت أنها كانت في فصلنا نفسه ، و نظرت حولها إلي جدران الفصل و هي سعيدة و مبتسمة ، فعلاً تبدو مبسوطة!
        سألت " نوران" عن استاذ جورج و استاذة أنغام ، فقالت لها استاذة فاطمة أنها ستجدهما في المسرح."نوران" غادرت الفصل ، تري هل ذهبت إلي المسرح لتقابل استاذ جورج و استاذة أنغام ؟ إن كان صوتها جميل ، فمؤكد استاذ جورج و استاذة أنغام ساعداها كثيرًا.كم أحبهما!
       أنا أفكر الاّن ماذا سيحدث عندما أترك مدرستي ؟ أنا واثقة طبعًا أنني سأعود إليها مثل "نوران" ؛لألتقي باستاذة بسمة ، و استاذة نور ، و استاذة ابتسام، و استاذ ماجد ، و استاذة فاطمة و استاذ جورج و استاذة أنغام ، و دادة دلال ، لألتقي بالجميع ، و لألتقي بمدرستي نفسها أيضًا حتي فصلي الذي أحبه . أنا متشوقة لأعود للمدرسة مثل " نوران" و أنا كبيرة ، و تحتفي بي استاذة بسمة و تفتخر بي و تحتضني.و لكن هل حقًا أريد ترك مدرستي ؟ أنا أعلم أن عليَ أن أتركها و لكني أحبها جدًا ، أحبها و أود أن أكون دائمًا فيها ، أنا فعلاً أعيش في مدرستي أكثر مما أبقي في بيتي ! اساتذتي دائمًا يقولون أننا أصدقاء و عائلة ؛لأننا نبقي مع بعضنا أكثر مما نبقي مع عائلاتنا.
        في الفسحة أنا و مرنا و كريستين وقفنا نتحدث مع سامي و فيكتور و أمير. أمير قال أنه سيأتي حتمًا ليزور المدرسة بعد أن يتركها ، و تساءل ضاحكًا ، هل ستكون استاذة فاطمة التي ستنتحر من مشاغبته سعيدة بعودته ؟! ، و لكن كريستين ردت أن استاذة فاطمة غالبًا ستغلق باب الفصل بالقفل حتي لا يدخل عليها ثانية بعد أن تخلصت منه !
        مرنا قالت أن هذا غير صحيح و أن استاذة فاطمة و استاذة ملك و استاذة نور قد يكونون مغتاظين منا الاّن و خاصة مع مشاغباتنا و مقالبنا ( بالذات أمير و سامي و فيكتور و بطيخة )و لكنهم حتمًا يحبوننا ، و سيكونون سعيدين عندما يروننا كبارًا و ناجحين و لم ننساهم و نعود إليهم ثانية و إلي مدرستنا.مرنا معها حق استاذة بسمة قالت ذلك في رسالتها لي ، قالت أنها تحبنا جميعًا حتي أمير و سامي و فيكتور و بطيخة رغم  مشاغباتهم و مقالبهم ، بل إنها تحب حتي هذه المشاغبات و المقالب و تضحك داخلها منها و منهم ، من ظرافتهم.

        سأعود ، حتمًا سأعود ، سأعود إلي استاذة بسمة ، سأعود إلي دادة دلال ، سأعود إلي كل مدرسيَ ، إلي كل دادت المدرسة  ، سأعود إلي فصلي ، إلي مدرستي ، بكل ركنٍ فيها . سأعود إليها و أنا أحقق أحلامي ، سأعود إليها عندما أصل إلي أحلامي ، سأعود إليها و هي تفخر بي ، و مدرستي و كل من و ما فيها يفخرون بي. سأعمل بجدٍ لأصل إلي أحلامي ، لا لأجل أن أفي بوعدي ل"لوفي" و لزرعتي و حسب و لكن لأجل مدرستي أيضًَا ، لأجل استاذتي ،لأجل أن أحقق لاستاذة بسمة حلمها فينا ( نحن حلمها) ، لأجل أن أرد لمدرستي كل ما تقدمه لي ، لأجل أن تفخر بي هي و كل ما و من فيها . سأحقق أحلامي ، ستفخرون بي جميعًا ، ستفخرين بي يا مدرستي ، سوف أعود.

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

تايكوندوووووووووووووووووووووووووووووووووووووو!

      سأقاتل مثل أكيرا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! سأكون قوية ، سأهزم الأشرار ، و لن أسمح لأي شرير أن يؤذي أصدقائي ، سأصير مقاتلة مثل أكيرا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! دائمًا أضرب بطيخة و فيكتور و أمير و سامي و أقول أني قوية و سأهزم كل الأشرار ، و لكني كنت أريد دومًا أن أكون قوية بصدق . و اليوم حققت حلمي أخيرًا، سأصير قوية .
           ماما قبلت أخيرًا أن تجعلني أدخل رياضة (التايكوندو) في النادي ، أنا حقًا مبسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة!
و اليوم تدربت لأول مرة في (التاكوندو) ، أنا مبسوطة !، مبسوطة !، مبسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة!
       (التايكوندو) رياضة جميلة جدًا ، و ستجعلني قوية جدًا ، ستجعلني مثل أكيرا.سأقاتل الأشرار فعلاً ، سأقاتل الأشرار الذين يستضعفون من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم .سأدافع عن كل من يحتاجون إليَ. كنت فيما مضي أريد أن أكون قوية ؛لأني أكره أن يراني أحد ضعيفة ، أكره عندما تقول خالتي أنني فتاة لا استطيع الدفاع عن نفسي واحتاج رجالاً ، و عندما أتشاجر معها ؛لأنها تصر علي أن يصحبني وحيد و أنا اشتري الحلوي ، و أنا أعلم أني أقوي من وحيد بكثير. اليوم سأثبت لنفسي و للجميع أنني أقوي من وحيد و من كل الفتيان ، و أنني لا احتاج أحدًا ، و لكني أيضًا تعلمت من لوفي ألا أصير أقوي لمجرد القوة و لكن لكي أحمي من أحبهم ، لكي أحمي أصدقائي ، و أهلي و دائرتي و زرعتي . لوفي تعب كثيرًا ليصير أقوي ليحمي من حوله ، و لا يفقد أحدهم ، و أنا أيضًا سأتدرب بجد ، و أقاتل لأصير مثل لوفي و أكيرا قوية و قادرة أن أدافع عن كل من يحتاجون إليَ و كل من أحبهم.لن أجعل شريرًا يؤذي من أحبهم ، سأكون قوية لأجلهم.
    مدربي اسمه ( محمد سكر)! و هو فعلاً سكر! دمه خفيف جدًا و يمزح معنا كثيرًا  ، و مقلبظ ! لطيف جدًا جدًا جدًا. كابتن سكر ، يجعلنا نقفذ كثيرًا مثل الأرانب بين الدوائر ، ثم نرقص كثيرًا بشكل مضحك بالهيلا هوبا ( اسمها مضحك جدًا) ،و يجعلنا نتسلق حبلاً معلقًا بالحائط مثل القرود ! ثم يجعلنا نسير علي أربع أرجل( رجلانا و يدانا معًا !) مثل النمور ، فعلاً شكلنا مضحك جدًا ! لحسن الحظ بطيخة و فيكتور و سامي و أمير ليسوا موجودين ليضحكوا مني!
        تعرفت اليوم علي صديقات لطيفات قويات جديدات، روجينا (اسمها لطيف جدًا لو كان فيكتور هنا لظل يسخر منها و يقول أنها مكرونة!) قوية جدًا و تلعب بقوة و سرعة ، و لا تتعب بسرعة ، سهيلة أيضًا قوية و لكنها بطيئة جدًا ، ياسمين رقيقة جدًا و ليست قوية و تتعب بسرعة جدًا و لكنها أسرعنا جميعًا و رشيقة جدًا.،كابتن سكر يشتكي منها هي و نرمين و نها ؛لأنهن رقيقات جدًا و لا يتحملون أبدًا التمارين ، أنا لا أحب المقاتلات اللاتي يتدللن ؛ المقاتلة يجب أن تكون قوية ،و تتحمل ،لتستطيع أن تدافع عن من تحبهم.

       و لكنني مبسووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة جدًا ؛لأنني أقاتل الاّن ، و سأحمي كل من أحبهم من كل الأشرار ، و سأصير قوية حقًا ، و لدي صديقات جديدات ، و لدي مدرب سكر!

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

الضبطية القضائية بالجامعة

        ( هذا المقال بقلمي لا بقلم  الطفلة ).

          الحركة الطلابية تاريخيًا كانت دائمًا المحرك الرئيسي للحراك السياسي داخل الدولة هذا لا ينطبق علي مصر بشكلٍ خاص و لكنه ينطبق علي كافة الدول التي واجهت مراحل طويلة من التحولات السياسية و القتال لأجل بلوغ الحرية و العدالة. هذا ليس أمرًا جديدًا ، و لكنه تاريخ ممتد منذ بداية القرن العشرين و ربما قبل ذلك .  ربما تكون أشهر حركة طلابية هي الحركة الطلابية في أواخر ستينات القرن الماضي التي اكتسبت بريقها الخلاب من الحركة الطلابية الفرنسية ليشع نوارها و يشعل قلوب طلاب العالم.
           أما مصر فلها تاريخ خاص جدًا مع الحركات الطلابية و خاصة في الجامعة المصرية (جامعة القاهرة) . ذاكرة الحركة الطلابية الجامعية المصرية طويلة جدًا ، تحمل دماء الطلاب الذين ماتوا في العصر الملكي و هم يطالبون باستقلال حقيقي لهذا الوطن ، ثم دماء الطلاب الذين حلموا بالحرية و الديمقراطية و قاموا لأجلهما النظام البوليسي القمعي الدموي في عصر عبد الناصر ، ثم دماء الطلاب الذين دافعوا و قاتلوا حتي النهاية لأجل حلم العروبة و العدالة الاجتماعية الذي رأوه يقتل رويدًا رويدًا في عصر السادات ، ثم دماء الطلاب الذين قاوموا قمع دولة مبارك  الديكتاتورية المتشبة بالديمقراطية و وقفوا ضد العودة للملكية تحت ستار الجمهورية الديمقراطية و ظلوا يحاربون وحدهم دولة أمن الدولة حتي كبروا رويدًا رويدًا و أسقطوا دولة مبارك بسلمية ثم انقسموا و ثار جزء منهم ضد ما اّمنوا أنه بذرة الدولة الدينية الفاشية ، و وقف بعضهم الاّخر ضد ما رأوه ردة للدولة العسكرية القمعية.
             و في كل الأوقات كانت الجامعة هي الحلبة الأولي للقتال لأجل ما اّمنوا أنه الحرية و العدالة . كانت دائمًا أرضهم الأولي ، أرض أحلامهم الأولي ، الأرض التي يبدأ حلمهم فيها صغيرًا يؤمن به حالمون قليلون ربما يبدون مجانين ، ثم يكبر الحلم و يكثر الحالمون، و يصير حلمًا واحدًا يوحد الكثيرين  ، حلمًا يعكس الحرية و العدالة . الجامعة كانت دائمًا المكان الذي يلتقي فيه الجميع ، اليسار،الوفديون ، الاسلاميون ، الليبراليون ، حتي أنصار الحكم العسكري ، مكان واحد يوحد الأفكار السياسية المتضاربة و يجعلها تصطدم ، ربما أدي هذا الصدام لكثير من الأخطاء ، و لكنه كان دائمًا روح الحراك السياسي الحقيقي في هذا الوطن في كل الأوقات حتي أكثر الأوقات قمعية و خاصة الأوقات السياسية المعقدة العصيبة. لو نظرنا إلي أهم سياسيينا و مثقفينا في مختلف الأجيال سنجد أغلبهم كانوا جزًء من الجامعة و كثيرين جدًا منهم تأثروا و أثروا في حراكها السياسي الطلابي و شاركوا في مظاهراتها في مختلف الأزمان و ضد مختلف صور القمع و الظلم مثل جمال الغيطاني ، و لطيفة الزيات  .
                  إن كان ممكنًا قتل روح الجامعة و تجميد حراكها السياسي ، فسيكون ذلك من أكبر المجازر التي ارتكبت للحرية في هذا الوطن - و إن كنت فعلاً أشك في إمكانية قتل روح الجامعة التي بقت حية متقدة حتي تحت وطئة أشرس النظم القمعية في تاريخ هذا الوطن-. و لكني أظن أن هناك الاّن محاولة لفعل ذلك ، محاولة لتجميد الحراك السياسي داخل الجامعة .
                  قانون منح الضبطية القضائية لأمن الجامعات يبدو ردة لعصر "حرس الجامعة" ، و لا أظننا نسينا بسرعة ذلك  العصر. إنه يعطي سلطة لحرس مدني ليلقي القبض علي طلاب الجامعة. إنه -سواء كان هذا هو المقصود منه أم لا- يعد فزاعة تخيف الطلاب من التظاهر و الاحتجاج علي أي قرارٍ جامعي أو سياسي لا يؤمنون به. إنه يعطي بعدًا عسكريًا للجامعة و أمنها المدني ، لا يجعلها مكانًا مدنيًا لطلب العلم و الامتزاج الطبيعي بين كل الأطياف الاجتماعية و السياسية داخل المجتمع. إنه يقيد داخلها شعور الطلاب بالحرية المدنية ، حرية الرأي ، الحوار ، التظاهر السلمي لأغراض أكاديمية أو سياسية.
                 هناك من عارضوا القرار(1) و جادلوا ضده و قالوا أن الجامعة لا تحتاج أمنيًا لمثل هذا القرار ؛لأنها تستطيع استدعاء الشرطة أو النيابة في حالة تعرضها للخطر بسبب الشغب ، و أنا أؤيد هذا الرأي ، و أؤمن حقًا أن وظيفة أمن الجامعة ليست هي ذاتها وظيفة الشرطة و أن إعطاء أمن الجامعة صلاحيات تساويهم بالشرطة لا تجعلهم أبدًا أمنًَا مدنيًا طبيعيًا.
                  لماذا نحن ضد وجود أمن شرطي للجامعة ؛لأن الجامعة ببساطة مكان مدني ، مكان يحتاج للروح المدنية فيه ، الروح الحرة ، لا يحتاج أبدًا للحصار الأمني ، هذا الحصار يفقد الجامعة طبيعتها المدنية الحرة . جعل أمن الجامعة أصحاب سلطة قانونية شرطية كالضبطية القضائية يشبه الوجود الأمني الشرطي و هو بذلك يسلب الجامعة روحها المدنية الحرة.
                   إن استخدم هذا القانون ضد المتظاهرين السلمين داخل الجامعة الذين يهتفون ضد أي نظام إداري أو سياسي بدون اللجوء إلي أي عنف سيكون ذلك ردة حقيقية من الداخل ضد الحرية ؛لأن الجامعة -كما أوضحت سابقًا - هي ميدان رئيسي يدفع الحراك السياسي داخل الوطن ، و قمع الحرية داخلها هو خطوة أساسية قوية لقمع الحرية عامة في هذا الوطن، قمع قوي يبدأ من المعقل.
               هذا القانون خطوة أولي لتقييد الحرية و تجميد الحراك الطلابي السياسي داخل الجامعة ، و لا يمكن أبدًا القبول و الصمت علي ذلك ، إن كنا نريد دولة حرة ديمقراطية مدنية ، فالجامعات من أؤائل الميادين التي ترسي فيها هذه القيم ، قيم الحرية و الديمقراطية و التعدد و الحوار و المدنية . و هذا القانون يهدد هذه القيم إن لم يكن يتعارض معها بل يصطدم بها.

مصدر:
1) http://new.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=420393&secid=61&vid=2

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

لماذا أحب لوفي

        ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).        

             أنا مدينة للوفي بالكثير ، مدينة دينًا حقيقيًا يصعب شرحه له.مدينة له ؛لأنه ظهر في حياتي في وقت كنت فيه ضعيفة و عاجزة و يائسة و تقريبًا بلا بوصلة.ظهر و أنا أري أنه لا أمل في بلادي و لا غد سيأتي لها ذات يوم .ظهر و أنا أكاد أتخلي عن أحلامي و عن أملي في هذه الحياة.
      لوفي –قد يكون شخصية متخيلة- و غير حقيقية ، و لكنه بالنسبة لي أكثر حقيقة من كثير ممن و مما حولي. يؤمن بأحلامه ، يدافع عنها و يقاتل لأجلها ، لا ييأس ، لا يسقط و مهما فشل يقوم من جديد .لم يكن قويًا و لكنه عمل بجد ليصير قويًا ليصل لأحلامه و الأهم ليدافع عن كل من حوله.يعرف معني الصداقة و الوفاء أكثر من أي إنسان حقيقي عرفته.
      كنت ضعيفة بعيدة عن أحلامي و أسقط بسهولة فرأيته أمامي قوي ، شجاع لا ييأس ، يعرفني معني الإصرار.كنت أدعي التسامح و بداخلي أرفض كثيرين مختلفين عني ، فوجدته يعلمني كيف أقبل الجميع مهما كانوا مخطئين أو مختلفين ،أقبلهم و أحبهم و أحبهم بصدق و أدافع عنهم كأصدقائي و أبقي بقربهم مؤمنة بهم.
     كنت أري عالمًا كاذبًا منافقًا مدعي ، فوجدت أمامي إنسانًا لا يعرف كيف يكذب و تكشف كذبته بسهولة منقطعة النظير. وجدت نفسي مغرورة متكبرة و أدعي التضحية ، و أمامي إنسان قوي لديه إصرار و مبادئ و صادق مع نفسه و يعتبر حمايته للاّخرين أنانية منه .
       وجدت إنسانًا علمني معني الحب بطريقة لم أعرفها قط ،علمني معني التضحية و الإيثار و التواضع . علمني معني الإيمان بالمبادئ و الأحلام و القتال لأجلهما حتي النهاية . علمني معني القتال من جديد ، علمني معني أن القتال ليس القوة و الإيمان و حسب و لكن الإصرار أيضًا، الإصرار مهما وقعنا أن نقوم مجددًا مهما كنا الطرف الأضعف؛ لأن هناك ما نقاتل لأجله.علمني معني التسامح ، التسامح أيضًا بطريقة لم أعرفها ، التسامح بطريقة صادقة لا مدعاة كالتي نشأنا عليها عمرنا كله . التسامح بمعني الحب ، الضحك علي اختلاف من نحب ، تجاوز اختلافه/ا و اعتباره جزًء من هويته/ا التي نحبها.التسامح بمعني ألا نتكبر ألا ننظر نظرة كراهية لما لا نؤمن به بل نظرة احترام . علمني أن احترم كل ما يقدسه غيري ، كل ما يستعدون لدفع حياتهم ثمنًا له ، كما يفعل هو حتي مع خصومه.
          علمني معني الصداقة من جديد.معني أن أصادق كل من حولي ، كل من يختلفون عني ، كل من يحبونني ، كل من هم بشر لا يؤذون غيرهم. علمني أنه لا شيء يسمي ألا أصادق أحدًا لكونه أقل مني أو مخطئ .علمني ألا أترك أصدقائي مهما حدث ، مهما فرقتنا الظروف ، مهما كانوا مخطئين ، و أن أقف دومًا بجوارهم متي احتاجوا لي.علمني أن أحبهم جميعًا رغم أنهم جميعًا مختلفون. علمني ألا أنتقيهم بكبريائي .علمني أن أنظر لقلوبهم لا لشكلهم .و علمني معني الإيمان بهذه الصداقة و تحدي العالم كله لأجلها .علمني أن أكون دومًا بقربهم مهما ابتعدنا.
            علمني معني الحرية ، و أيضًا بطريقة جديدة . أن أحيا حياتي بلا لحظة ندم . أن أحيا بحرية ، أن اختار أحلامي ، مبادئي بحرية و أن أدافع عنهم بلا تراجع مهما حدث.
         علمني أن هناك أشياء كثيرة في الحياة أغلي بكثير و أهم من الحياة ، الأصدقاء ، الأهل ، الوطن ، الأحلام ، كل من نحب ، بل ربما أناس قابلناهم للتو و لوقتٍ قصير جدًا ، و لكنهم باتوا أصدقاءنا.
         علمني معني التضحية و الإيثار ، جعلني أري نفسي أنانية بصدق ، و بعض الأفعال التي أظنها بطولة جبنًا و أثرة. علمني أن التضحية بصدق ليست مجرد أن استعد لدفع حياتي حماية لمن و ما أحب بل أن أفكر فيهم قبل أن اتصرف أي تصرف قد يزعجهم ، حتي قبل أن أدافع عنهم .
          علمني معني الإيمان ، الإيمان بالحلم ، و بالأصدقاء  . علمني أن الإيمان يقين لا يتزعزع مهما كانت الظروف عصيبة. عمني أن الإيمان لا يجب أن يهتز برياح عاصفة من الهزائم المتتالية. علمني أن الإيمان بشيء يستحق أن نموت لأجله ، يستحق منا ألا نسقط ، و أن نقوم كل ما سقطنا لأجله أيضًا. علمني أن الإيمان يقين يستحق منا أن نعمل بجد حقيقي و بدون لحظة وهن لأجله.
          علمني معني الحب للناس جميعًا ، علمني أن الناس جميعًا يمكن أن يكونوا أصدقائي حتي خصومي ما داموا لا يؤذون أحدًا و ماداموا خيرين.
        علمني أنه حتي الأحلام التي لا يجب أن اتخلي عنها –كما علمني أيضًا – مهما حدث ، و مهما كان الثمن ، هناك أشياء أغلي منها ، كمن و ما نحب و ننتمي له/ا.
         إنه يحترم و يقدر أشياء تافهة جدًا ، و لكنه رغم حمقه و غبائه يدرك كم هي ثمينة.
         أنا أحبه و مدينة له بكل ما علمني .أحبه ، أحب تسامحه ، احترامه لما يقدس الاًخرين ، وفاءه لكل أصدقائه .أحب عطاءه و تضحيته و  إيثاره. أحب نضجه .أحب غباءه و حمقه و صفاءه و براءته و طفولته.أحب إصراره بل يبهرني. أحب إيمانه الذي لا تهزه الجبال بأحلامه.أحب إرادته الصلبة التي أتمني أن أدركها. و أحب مشاعره أيضًا تجاه كل من حوله.

        قد يكون شخصية خيالية ، و لكنني أشكر مبتكره علي تصميمه ؛لأنني لم أكن لاتعلم أشياء كثيرة جدًا ما كنت لاقيته. ربما يكون خياليًا ، و لكنه ليس كذلك بالنسبة لي.إنه –لربما- أكثر إنسانٍ قدرته في حياتي ، و داخلي هو من أكثر من أحببت و نظرت دائمًا بتطلع إليه.