كنا في حصة الدراسات الاجتماعية اليوم و تدرس لنا (استاذة
فاطمة)، و دق الباب و دخلت فتاة جميلة تبدو أكبر منا قليلاً. (استاذة فاطمة ) بدت
سعيدة جدًا ، و صاحت :" نوران! " ، استاذة فاطمة احتضنت الفتاة و نحن
ننظر إليهما مستغربين.
استاذة فاطمة قالت لنا أن "نوران" كانت طالبة بمدرستنا و هي
الاّن في الصف الثاني الإعدادي ، و قالت أنها كانت طالبة مجتهدة جدًا و صوتها كان
جميلاً و هي تغني الاّن في فرقة الأوبرا و و ابتسمت استاذة فاطمة و هي تقول أنها
كانت ثرثارة مثلنا! "نوران" بدت مبسوطة جدًا و وجهها الأبيض كان محمرًا
، و و كانت مبتسمة جدًا ( ذكرتني بابتسامة استاذة بسمة التي
أحبها!)."نوران" قالت أنها كانت في فصلنا نفسه ، و نظرت حولها إلي جدران
الفصل و هي سعيدة و مبتسمة ، فعلاً تبدو مبسوطة!
سألت " نوران" عن استاذ جورج و استاذة أنغام ، فقالت لها استاذة
فاطمة أنها ستجدهما في المسرح."نوران" غادرت الفصل ، تري هل ذهبت إلي
المسرح لتقابل استاذ جورج و استاذة أنغام ؟ إن كان صوتها جميل ، فمؤكد استاذ جورج
و استاذة أنغام ساعداها كثيرًا.كم أحبهما!
أنا أفكر الاّن ماذا سيحدث عندما أترك مدرستي ؟ أنا واثقة طبعًا أنني سأعود
إليها مثل "نوران" ؛لألتقي باستاذة بسمة ، و استاذة نور ، و استاذة
ابتسام، و استاذ ماجد ، و استاذة فاطمة و استاذ جورج و استاذة أنغام ، و دادة دلال
، لألتقي بالجميع ، و لألتقي بمدرستي نفسها أيضًا حتي فصلي الذي أحبه . أنا متشوقة
لأعود للمدرسة مثل " نوران" و أنا كبيرة ، و تحتفي بي استاذة بسمة و تفتخر
بي و تحتضني.و لكن هل حقًا أريد ترك مدرستي ؟ أنا أعلم أن عليَ أن أتركها و لكني
أحبها جدًا ، أحبها و أود أن أكون دائمًا فيها ، أنا فعلاً أعيش في مدرستي أكثر
مما أبقي في بيتي ! اساتذتي دائمًا يقولون أننا أصدقاء و عائلة ؛لأننا نبقي مع
بعضنا أكثر مما نبقي مع عائلاتنا.
في الفسحة أنا و مرنا و كريستين وقفنا نتحدث مع سامي و فيكتور و أمير. أمير
قال أنه سيأتي حتمًا ليزور المدرسة بعد أن يتركها ، و تساءل ضاحكًا ، هل ستكون
استاذة فاطمة التي ستنتحر من مشاغبته سعيدة بعودته ؟! ، و لكن كريستين ردت أن
استاذة فاطمة غالبًا ستغلق باب الفصل بالقفل حتي لا يدخل عليها ثانية بعد أن تخلصت
منه !
مرنا قالت أن هذا غير صحيح و أن استاذة فاطمة و استاذة ملك و استاذة نور قد
يكونون مغتاظين منا الاّن و خاصة مع مشاغباتنا و مقالبنا ( بالذات أمير و سامي و
فيكتور و بطيخة )و لكنهم حتمًا يحبوننا ، و سيكونون سعيدين عندما يروننا كبارًا و
ناجحين و لم ننساهم و نعود إليهم ثانية و إلي مدرستنا.مرنا معها حق استاذة بسمة
قالت ذلك في رسالتها لي ، قالت أنها تحبنا جميعًا حتي أمير و سامي و فيكتور و
بطيخة رغم مشاغباتهم و مقالبهم ، بل إنها
تحب حتي هذه المشاغبات و المقالب و تضحك داخلها منها و منهم ، من ظرافتهم.
سأعود ، حتمًا سأعود ، سأعود إلي استاذة بسمة ، سأعود إلي دادة دلال ،
سأعود إلي كل مدرسيَ ، إلي كل دادت المدرسة ، سأعود إلي فصلي ، إلي مدرستي ، بكل ركنٍ فيها
. سأعود إليها و أنا أحقق أحلامي ، سأعود إليها عندما أصل إلي أحلامي ، سأعود
إليها و هي تفخر بي ، و مدرستي و كل من و ما فيها يفخرون بي. سأعمل بجدٍ لأصل إلي
أحلامي ، لا لأجل أن أفي بوعدي ل"لوفي" و لزرعتي و حسب و لكن لأجل
مدرستي أيضًَا ، لأجل استاذتي ،لأجل أن أحقق لاستاذة بسمة حلمها فينا ( نحن حلمها)
، لأجل أن أرد لمدرستي كل ما تقدمه لي ، لأجل أن تفخر بي هي و كل ما و من فيها .
سأحقق أحلامي ، ستفخرون بي جميعًا ، ستفخرين بي يا مدرستي ، سوف أعود.