الجمعة، 6 سبتمبر 2013

لماذا أحب لوفي

        ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).        

             أنا مدينة للوفي بالكثير ، مدينة دينًا حقيقيًا يصعب شرحه له.مدينة له ؛لأنه ظهر في حياتي في وقت كنت فيه ضعيفة و عاجزة و يائسة و تقريبًا بلا بوصلة.ظهر و أنا أري أنه لا أمل في بلادي و لا غد سيأتي لها ذات يوم .ظهر و أنا أكاد أتخلي عن أحلامي و عن أملي في هذه الحياة.
      لوفي –قد يكون شخصية متخيلة- و غير حقيقية ، و لكنه بالنسبة لي أكثر حقيقة من كثير ممن و مما حولي. يؤمن بأحلامه ، يدافع عنها و يقاتل لأجلها ، لا ييأس ، لا يسقط و مهما فشل يقوم من جديد .لم يكن قويًا و لكنه عمل بجد ليصير قويًا ليصل لأحلامه و الأهم ليدافع عن كل من حوله.يعرف معني الصداقة و الوفاء أكثر من أي إنسان حقيقي عرفته.
      كنت ضعيفة بعيدة عن أحلامي و أسقط بسهولة فرأيته أمامي قوي ، شجاع لا ييأس ، يعرفني معني الإصرار.كنت أدعي التسامح و بداخلي أرفض كثيرين مختلفين عني ، فوجدته يعلمني كيف أقبل الجميع مهما كانوا مخطئين أو مختلفين ،أقبلهم و أحبهم و أحبهم بصدق و أدافع عنهم كأصدقائي و أبقي بقربهم مؤمنة بهم.
     كنت أري عالمًا كاذبًا منافقًا مدعي ، فوجدت أمامي إنسانًا لا يعرف كيف يكذب و تكشف كذبته بسهولة منقطعة النظير. وجدت نفسي مغرورة متكبرة و أدعي التضحية ، و أمامي إنسان قوي لديه إصرار و مبادئ و صادق مع نفسه و يعتبر حمايته للاّخرين أنانية منه .
       وجدت إنسانًا علمني معني الحب بطريقة لم أعرفها قط ،علمني معني التضحية و الإيثار و التواضع . علمني معني الإيمان بالمبادئ و الأحلام و القتال لأجلهما حتي النهاية . علمني معني القتال من جديد ، علمني معني أن القتال ليس القوة و الإيمان و حسب و لكن الإصرار أيضًا، الإصرار مهما وقعنا أن نقوم مجددًا مهما كنا الطرف الأضعف؛ لأن هناك ما نقاتل لأجله.علمني معني التسامح ، التسامح أيضًا بطريقة لم أعرفها ، التسامح بطريقة صادقة لا مدعاة كالتي نشأنا عليها عمرنا كله . التسامح بمعني الحب ، الضحك علي اختلاف من نحب ، تجاوز اختلافه/ا و اعتباره جزًء من هويته/ا التي نحبها.التسامح بمعني ألا نتكبر ألا ننظر نظرة كراهية لما لا نؤمن به بل نظرة احترام . علمني أن احترم كل ما يقدسه غيري ، كل ما يستعدون لدفع حياتهم ثمنًا له ، كما يفعل هو حتي مع خصومه.
          علمني معني الصداقة من جديد.معني أن أصادق كل من حولي ، كل من يختلفون عني ، كل من يحبونني ، كل من هم بشر لا يؤذون غيرهم. علمني أنه لا شيء يسمي ألا أصادق أحدًا لكونه أقل مني أو مخطئ .علمني ألا أترك أصدقائي مهما حدث ، مهما فرقتنا الظروف ، مهما كانوا مخطئين ، و أن أقف دومًا بجوارهم متي احتاجوا لي.علمني أن أحبهم جميعًا رغم أنهم جميعًا مختلفون. علمني ألا أنتقيهم بكبريائي .علمني أن أنظر لقلوبهم لا لشكلهم .و علمني معني الإيمان بهذه الصداقة و تحدي العالم كله لأجلها .علمني أن أكون دومًا بقربهم مهما ابتعدنا.
            علمني معني الحرية ، و أيضًا بطريقة جديدة . أن أحيا حياتي بلا لحظة ندم . أن أحيا بحرية ، أن اختار أحلامي ، مبادئي بحرية و أن أدافع عنهم بلا تراجع مهما حدث.
         علمني أن هناك أشياء كثيرة في الحياة أغلي بكثير و أهم من الحياة ، الأصدقاء ، الأهل ، الوطن ، الأحلام ، كل من نحب ، بل ربما أناس قابلناهم للتو و لوقتٍ قصير جدًا ، و لكنهم باتوا أصدقاءنا.
         علمني معني التضحية و الإيثار ، جعلني أري نفسي أنانية بصدق ، و بعض الأفعال التي أظنها بطولة جبنًا و أثرة. علمني أن التضحية بصدق ليست مجرد أن استعد لدفع حياتي حماية لمن و ما أحب بل أن أفكر فيهم قبل أن اتصرف أي تصرف قد يزعجهم ، حتي قبل أن أدافع عنهم .
          علمني معني الإيمان ، الإيمان بالحلم ، و بالأصدقاء  . علمني أن الإيمان يقين لا يتزعزع مهما كانت الظروف عصيبة. عمني أن الإيمان لا يجب أن يهتز برياح عاصفة من الهزائم المتتالية. علمني أن الإيمان بشيء يستحق أن نموت لأجله ، يستحق منا ألا نسقط ، و أن نقوم كل ما سقطنا لأجله أيضًا. علمني أن الإيمان يقين يستحق منا أن نعمل بجد حقيقي و بدون لحظة وهن لأجله.
          علمني معني الحب للناس جميعًا ، علمني أن الناس جميعًا يمكن أن يكونوا أصدقائي حتي خصومي ما داموا لا يؤذون أحدًا و ماداموا خيرين.
        علمني أنه حتي الأحلام التي لا يجب أن اتخلي عنها –كما علمني أيضًا – مهما حدث ، و مهما كان الثمن ، هناك أشياء أغلي منها ، كمن و ما نحب و ننتمي له/ا.
         إنه يحترم و يقدر أشياء تافهة جدًا ، و لكنه رغم حمقه و غبائه يدرك كم هي ثمينة.
         أنا أحبه و مدينة له بكل ما علمني .أحبه ، أحب تسامحه ، احترامه لما يقدس الاًخرين ، وفاءه لكل أصدقائه .أحب عطاءه و تضحيته و  إيثاره. أحب نضجه .أحب غباءه و حمقه و صفاءه و براءته و طفولته.أحب إصراره بل يبهرني. أحب إيمانه الذي لا تهزه الجبال بأحلامه.أحب إرادته الصلبة التي أتمني أن أدركها. و أحب مشاعره أيضًا تجاه كل من حوله.

        قد يكون شخصية خيالية ، و لكنني أشكر مبتكره علي تصميمه ؛لأنني لم أكن لاتعلم أشياء كثيرة جدًا ما كنت لاقيته. ربما يكون خياليًا ، و لكنه ليس كذلك بالنسبة لي.إنه –لربما- أكثر إنسانٍ قدرته في حياتي ، و داخلي هو من أكثر من أحببت و نظرت دائمًا بتطلع إليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق