السبت، 19 مارس 2016

دليلك للوسطية الجميلة- كتابتي بمشاركة أمنية فراج- منشور في مجلة الجامعة الأمريكية AUC TIMES عدد أكتوبر 2015


    الشعب المصري متدين بطبعه بعيد كل البعد عن التطرف؛ لأنه ببساطة شعب وسطي جميل. ولكن لا تحسب الوسطية الجميلة بالأمر السهل؛ إنها ميزة خاصة خالصة للمواطن المصري الحقيقي، لا يتمتع بها سواه.   لذلك اعددنا هذا الدليل الذي يحتوي على اهم مواصفات ومواقف المصري الوسطي الجميل. ليطمئن قلب القارئ انه  مواطن مصري حقيقي غير مشوه الهوية، لم تتلوث وسطيته بالأفكار الصهيوغربية الماسونية، ولا الأفكار الوهابية المتطرفة المتاّمرين علي هويتنا المصرية الوسطية الجميلة.
   الوسطية الجميلة تعكس عبقرية للمصري الوسطي الجميل حتى في تسميتها التي تعكس مبادئها الأساسية. فقد سميت بالوسطية لأنها تقسم الأنسان من المنتصف، فالجزء الأعلي ليس مهمًا بل خطيرًا نظرا لما يحوي من اعضاء خطيرة كالعقل الذي يدفع الإنسان الي التفكير في افكار تهدد الأمن العام وتكدر سلام المجتمع.  أما الجزء الأسفل فهو الجزء الأهم حيث ان صونه هو مرجعيتك الأولي، و الأخيرة في تبني الأفكار، إتخاذ القرارات، والحكم علي الاّخرين.
     كما سميت بالوسطية الجميلة لأنها تقسم الحقوق و الحريات من المنتصف، فتجعلك تري و تقدس حقوق و حريات ذوي السلطة كالأب و الحاكم، و تغض الطرف عندما يتعلق الأمر بحقوق و حريات المحكومين والأبناء. كما تجعلك تري حقوق وحريات كل من يوافقون رأيك، ومن يمثلون الأغلبية، وتغض الطرف عندما يتعلق الأمر بحقوق وحريات المختلفين عنك في الرأي، و من يمثلون الأقلية.
    من اهم مبادئ الوسطية الجميلة انها لا تعترف بحقوق من هو ليس ذكرًا أبًا مسلمًا متزوجًا ثريًا محافظًا وطنيًا (يعني مؤيد للنظام) مصري بسماره و لونه مصري (مش أسود) يسير جنب الحيط (جوه الحيط لو أمكن) ذو ميول جنسية غيرية سليم الجسد (مش من ذوي الاحتياجات الخاصة)، يتراوح وزنه بين 70 و 90 كيلوجرام، و لا يقل عمره عن ستين عامًا.
يتسامح المصري الوسطي الجميل مع الإخوة وشركاء الوطن من المسلمين والأقباط؛ فنري شيخ الأزهر يهنيء الإخوة الأقباط بأعيادهم، ونري البابا يحتضن شيخ الأزهر في الاحتفلات الوطنية، والأعياد الدينية. لكن المصري الوسطي الجميل لا يمكن أن يتسامح أو يسمح قط بانتشار الأفكار الكافرة الغريبة علي هويتنا المتدينة مثل الإلحاد، والتشيع، والبهائية. كما أنه من ناحية أخري لا يمكن أن يسمح قط بانتشار الأفكار الغريبة علي تديننا المعتدل مثل الوهابية المتطرفة.
    ربما تتسأءل  كيف يواجه المصري الوسطي الجميل المعتدل هذه الأفكار الغريبة عن هويتنا المصرية المتدينة الوسطية المعتدلة؟ أجيبك بنموذج من سلوك شباب جامعة قناة السويس الوسطي الجميل عندما وجد زميله في الدفعة- ذلك الكافر المنحل شريف جابر- يرد علي استاذه ويدافع عن المثليين، و قرأ ما يكتبه من كفر و ازدراء للدين الإسلامي، ذهبوا بأنفسهم برفقة استاذه الجليل للإبلاغ عن ذلك الكافر حتى تتحقق العدالة عليه كما هو الحال في بلدنا الحبيب. لذلك تم الحكم بالسجن لمدة عام على الطالب شريف جابر لمجرد الإختلاف في العقيدة. هذا هو الوسطي الجميل الذى يلجا للحلول الأمنية بدلا من النقاش العقلاني، حقا الشعوب على دين ملوكها.  هذه هي سماحة المصري الوسطي الجميل مع إخوة و شركاء الوطن، و جسارته أمام أعداء الدين و الوطن، الذين يزدرون الدين، و يهددون أمن الوطن.

أما بالنسبة للهيئة فيجب تقسيم الدليل إلي قسمين ليناسب الجنسين لأن المصري الوسطي الجميل يؤمن بالفروق الطبيعية بين الرجل و المرأة. فبالنسبة للرجل الوسطي الجميل فهو معتدل في كل شيء حتي مظهره بحيث لا يعكس أفكار غربية غريبة عن ثقافتنا، ولا أفكار وهابية متشددة متخلفة عن ركب الحضارة. فلا تري المصري الوسطي المعتدل من مخنثي المنظر الذين يرتدون الجينز الضيق الملون أو يطيلون شعورهم كالنساء، كما لا تراه مرتديًا الجلباب القصير أو مطيلاً لذقنه.

أما بالنسبة للمرأة المرأة المصرية الوسطية الجميلة فهي لا ترتدي هي الأخري ملابس تعبر عن أفكار الغرب المنحل أو الوهابية المتطرفة. فهي لا ترتدي ملابس عارية، بل تكتفي بالنصف كم ، و التنورة أسفل الركبة، أما إن كانت محجبة، فهي ترتدي حجابًا معتدلاً لا يفصل جسدها، وليس متطرفًا مثل الطرح الواسعة (الخمار)،  كما أنها لا ترتدي ملابس تعبر عن النظرة الوهابية المتخلفة للمرأة مثل النقاب. ونظرا ان المرأة الوسطية الجميلة كالجوهرة بينما الرجل لا يعيبه إلا جيبة ومهما فعل فهو "راجل" يفعل ما يحلو له نجد ان محظورات المرأة اكثر كما ان هناك مواصفات خاصة للمرأة الوسطية الجميلة. فمن ضمن المحظورات الصبغات الملونة، والألوان الفاقعة، وكل ما هو غير مألوف، أو نموذج للفكرين الوهابي من ناحية، و الغربي المنحل من ناحية أخري.

 اما بالنسبة لباقي المواصفات فهي دقيقة للغاية، فبالنسبة للوضع الإجتماعي يجب عليها ان تكون متزوجة في سن مناسب (20-27)، وغير مطلقة أو أرملة. وبخصوص وظيفتها فالمرأة الوسطية الجميلة يجب ان تتذكر انها في نهاية المطاف زوجة وأم خلقت من اجل هذا ليس اكتر – ربما أقل-  ثم يأتي بعد ذلك اي اعتبارات اخرى. لذلك إذا أضطرت للعمل يجب عليها ان تكوت وظيفتها مناسبة لطبيعتها الخاصة جدا كمرأة  فيستحسن ان تعمل كمعلمة، طبية، اوممرضة وألا تعمل في الوظائف القيادية التي هي اولى للرجال.
ولأن الفتاه ماهي إلا سمعة ولأن "شرف البنت زي عود الكبريت" يجب ع المرأة الوسطية الجميلة ان تكون محترمة، ليس لها علاقات، تتحدث بصوت منخفض، تتصرف برقة، وأنوثة، وحياء، تطيع والدها،  وأخيها، وخالها، وخطيبها، وزوجها وكل ما هو مذكر في حياتها كما يجب ان تكون متدينة تدين معتدل

قد يتسأل البعض كيف تضمن المرأة المصرية الوسطية الجميلة الزواج؟  والإجابة هنا في غاية البساطة فإذا كانت تتحلي بالوسطية الجميلة، فحتمًا ستجد وسطيًا جميلاً يرضي بها. وهي- وفقا للتربية الوسطية الجميلة-  كذلك تعرف كيف تتصرف في الأفراح والليالي الملاح، وكيف تتحلي بالحياء، ولا ترقص حتي تدعي للرقص، وعندما ترقص تعرف كيف تقف قرب العروسة لتظهر في شريط الفرح، كما أنها تعرف ماذا ترتدي في هذه المناسبات، وكمية المساحيق التجميلية المطلوبة. وأهم شيء أنها تعرف كيف تجذب عيني أم زوج المستقبل التي جاءت إلي الفرح خصيصًا ا للبحث عن المصرية الوسطية الجميلة لابنها. إلم تعرف كل ذلك فهي ليست امرأة قبل أن تكون وسطية جميلة، ولا تستحق الزواج، وبالتالي لا تستحق لقب المصرية الوسطية الجميلة.

أما بالنسبة لما يخص أراء المصري الوسطي الجميل بما بتعلق بميول الاخرين الجنسية فقد حزف هذا الجزء حفاظا على مشاعر القارئ الوسطي الجميل... ولكن لإصرار بعض الأشخاص غير الوسطيين الجميلين سنقول التالي بحياء. فالمصري الوسطي الجميل "ر اجل" ومش "شاذ" كما انه يكره كل "الشواذ" ويقوم بالتبليغ عنه كي يتلقنوا درسا لا ينسوه واكبر مثال على هذا تصرف "رجال" مصر مع ذلك "الشاذ" اللذي في شارع جامعة الدول العربية الذي ظن ان من حقه ان يسير في شوارع المحروسة بهذا المنظر. ولكن المصري الوسطي الجميل يؤيد –وبشده- التعديات الجنسة على المساجين من قبل ضباط الشرطة واللذي لا يعتبروه شذوذا على الإطلاق بل تأديب لهم.

المصري الوسطي الجميل "راجل".

أما بالنسبة لأراء المصري الوسطي الجميل السياسية  فصوته دائمًا ب "نعم"، يؤيد كل نظام، و يعرف أن كل حاكم هو أب له و لكل الشعب؛ ولأنه مصري وسطي جميل متربي في أسرة مصرية وسطية جميلة يؤمن أن الأب دائمًا يطاع، ويحق له تأديب أبنائه الخارجين عن طوعه بأي طريقة يراها مناسبة، وإن أصر أبناؤه علي العصيان، فهم يستحقون الموت جزاء خطيئتهم هذه.  

ولوطنية المصري الوسطي الجميل، فهو يؤمن أن كل خائن يستحق الموت، و أن كل من يروجون أفكارًا صهيوغربية ماسونية أو وهابية إرهابية متطرفة هم خونة يستحقون الموت. ويؤيد بما يفعله رئيسه و جيشه الوطني من تخليص الوطن من أمثالهم، ويقدم كل عون لهم في أدائهم هذا الواجب الوطني، كأن يبلغ بنفسه عن من يشتبه في كونه من الخونة حتي وإن كان جاره.

هذا الدليل يوفر لك الخطوط العريضة؛ ليطمئن قلبك أنك مصري وسطي جميل. في حالة وجود أي استفسارات أخري، أرسل إلينا علي بريدنا الإلكتروني:

 wasatyagamila@tahyamasr.eg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق