الجمعة، 31 أغسطس 2018

سلسلة خبرات السفر-التشيك-براج


التشيك-براج

سأكتب الان عن واحدة من أجمل مدن أوروبا، وعن شعب من أسوأ شعوب العالم علي الإطلاق. سأبدأ بالجميل؛ سأبدأ بالمدينة.
براج من أجمل مدن أوروبا؛ وجمالها يكمن في معمارها وتاريخها، وثقافتها الثرية للغاية من مختلف العصور التي مرت بأوروبا وبشكل خاص خلال القرون الوسطي، وخلال القرن التاسع عشر. تسمي براج بالمدينة الملونة؛ وإنها لتستحق هذا الوصف بصدق؛ لأن بها المباني كلها بألوان فاتحة، زاهية، جذابة، ومتناسقة. يصعب أن توجد مدينة ملونة بهذه الدرجة، وألوانها متناسقة وجذابة، وغير منفرة. وتحافظ مدينة براج علي مظهرها الحضاري التاريخي، وأسلوب البناء فيها، وهذا ما يجعلها مدينة تراثية محمية من اليونسكو. ورغم أن المباني القديمة مازالت مستغلة، ويسمح ببيعها إلا أنها قاعدة في أوروبا ضرورة الحفاظ علي المظهر التاريخي للمباني، ومنع التغيير فيها. وأنواع الطرز المعمارية في براج متنوعة بتنوع تاريخيها، وميراثها الحضاري؛ فهناك مبان بمعمار جوثيك، وهناك مبان بمعمار القرن التاسع عشر، وتم الحفاظ علي أسلوب ترميز المنازل في القرن التاسع عشر. فقبل اختراع الأرقام كنظام لتمييز البيوت كانت البيوت في التشيك يوجد عليها رسومات لتمييز العقارات من بعضها البعض. ومازالت بعض هذه الرسومات موجودة مثل الأسد، والمفتاح، والثلاثة كمانات.
والمعمار الجوثيك منتشر في التشيك، وأكبر نموذج له هو كنيسة قلعة براج الضخمة التي بدأ إنشاؤها في القرن الرابع عشر، ومازال يضاف إليها حتي الاّن، وبها طرز معمارية عدة، ولكن نظرًا للفساد داخل التشيك فقد تم بيعها للفاتيكان، وهي ملكية خاصة للفاتيكان. ورغم أن الفاتيكان اشتراها إلا أن الذي يدفع لترميمها هو الحكومة التشيكية! وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة التي دخلتها ولم يفرض علي أحد إرتداء ملابس تحت الركبة أو تغطي الكتف. وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة كذلك التي زرتها، وبها شموع إلكترونية تعمل بالنقود المعدنية (والجدير بالذكر أنني عندما حاولت إشعالها لم تعمل!).
من هنا سنبدأ الحديث عن الشعب التشيكي. أول تعامل بيني وبين التشيكيين كانت بمجرد بلوغي محطات الحافلات في براج، حيث ركبت سيارة أجرة، ونصب علي سائق الأجرة في التغيير من الدولارات للكرونا التشيكية (لم أكن أدرك قبلاً أن التشيك لا تقبل اليورو)، وتذكرت مشهد عسل أسود عندما نصب سائق الأجرة المصري علي أحمد حلمي في التغيير له من الدولار للجنيه المصري. وفي المساء ذهبت إلي جولة مهمة نهرية لرؤية معالم التشيك، حجزتها عن طريق الإنترنت (حتي لا ينصب علي مرة أخري)، ورأيت فيها روعة المعمار التشيكي، ورأيت ما يشبه شلالات القناطر في التشيك لكن بها ألعاب مائية وبيدالو بأشكال بط، ويستمتع بها الشعب التشيكي والسياح. وفي نهاية الرحلة دفعت حساب المشروبات، وهممت بالخروج مع قرابة ال300 سائح؛ فإذا بالعاملين بالسفينة يمنعون الركاب من الخروج! بخبرتي كمصرية أصيلة خمنت السبب، وجاء تخميني في محله، فقد هربت ثلاثة طاولات من دفع حسابها، ولا يعرف من كانوا يجلسزن عليها لمغادرة الجميع لأماكنهم خلال الرحلة. أراد الطاقم احتجاز الجميع حتي تدفع الطاولات الثلاثة حسابها! إلا أن بعض الركاب تشاجروا مع الطاقم، وخرجوا من السفينة بالقوة. صدمت لأن موقفًا كهذا لا يمكن أن يحدث في مصر حتي! وأثناء مغادرتي للسفينة السياحية الأنيقة الغالية، رعبت من رؤية عشرات بيوت العنكبوت علي الأماكن غير المستخدمة من السفية، وبها أنواع من العشرات والعناكب الكبيرة التي لم أر مثلها من قبل!
وبعد مغادرتي للسفينة ركبت سيارة أجرة، وعرفت أن سائقها تلاعب بالعداد لأن الرقم الذي دفعناه في مسافة أقصر صباحًا كان أقل كثيرًا من الرقم الموجود علي العداد (وصلوا في النصب لمرحلة اللعب في العداد!). في اليوم التالي حاولت حدز رحلة عن طريق الفندق في معالم التشيك، لكن موظفة الفنادق وجدت صعوبة شديدة في إيجاد حجوزات لأن شركات السياحية تشك أننا سنغير رأينا إذا لم ندفع النقود مقدمًا. التشيك هي البلد الوحيد الأوروبي الذي زرته لا يثق فيه أحد بالاخر! رغم كل ذلك فالخدمة بالفنادق وشركات السياحية في التشيك احترافية للغاية.
تحتفظ التشيك بميراثها الحضاري الشعبي الممثل في فن الماريونت، ومسرح الماريونت فيها، والعرائس التي تباع في محلات الهدايا من الأفضل في العالم. والميراث الشعبي القصصصي التشيكي ممتليء بقصص الرعب، وقصص الساحرات الشريرات، وهناك جولة سياحية مشهورة بالتشيك تسمي بجولة مدينة الأشباح؛ حيث يسرد فيها الميراث القصصي المخيف في التشيك. وللأمانة، فقدت شعرت بالرعب وأنا أراقب مباني التشيك الجوثيك ليلاً، وحولها الطيور، علاوة علي الحشرات السوداء والبيضاء الضخمة المرعبة، وعرائس الماريونت المخيفة!
ككل الدول التي كانت شيوعية ذات يوم، فالأسعار بالتسيك ليست مرتفعة وتقارب الأسعار في مصر أو تدنوها لكن المشكلة الحقيقية هو صعوبة بلوغ السعر العادل للسلعة نتيجة لمحاولات النصب المستمرة في كل مكان علي السائحين. وأشهر مركز تجاري في براج هو البلاديم. ويوجد في أعلي دور منه محلات لبيع أهم إنتاج مميز للتشيك، وهو الكريستال البوهيمي. فالتشيك هي البلد الأم للكريستال البوهيمي، وأسعار الكريستال البوهيمي بها تعد منخفضة جدًا مقارنة ببقية أوروبا، ومنخفضة نسبيًا مقارنة بمصر؛ فسعر الكريستال البوهيمي يصل في بعض الحالات في مصر لأربعة أضعاف أو خمسة أضعاف سعره في التشيك. كما أن محلات الكريستال البوهيمي في التشيك تقدم أيضًا منتجات الزجاج المورانو الذي تشتهر به جزيرة المورانو في إيطاليا لكن بسعر منخفض قد يبلغ عشر سعر إيطاليا.
الثقافة في التشيك ثقافة عشوائية للغاية، ولا بوجد بها نظام حتي في محطات الحافلات، وظللت أنا وأمي عاجزتان عن إيجاد أي لافتة توضح مكان حافلتنا إلي سلوفاكيا لأكثر من ساعة، وفي النهاية، وجدنا أننا سنركب حافلة إلي المجر ستقف في سلوفاكيا، ولم يخبرنا أحد بذلك، والشعب التسيكي لا يحب مساعدة أحد، ولا يتحدث الإنجليزية كثيرًا، وأسلوبه خالٍ تمامًا من الذوق. ولا يوجد حتي نقطة معلومات في محطات الحافلات أو شاشة إلكترونية بالمواعيد، ولا يتم تجديد محتوي اللافتات الورقية القديمة. ووجدنا أن حالة الضياع ليست من نصيبنا وحدنا إنما هي من نصيب بقية السياح كذلك؛ فقل قلقي.






الخميس، 30 أغسطس 2018

سلسلة خبرات السفر-النمسا-سلزبرج وفيينا


النمسا- سلزبرج وفيينا
النمسا من أكثر بلدان ومجتمعات أوروبا إنفتاحًا علي الاخر وحرية خاصة في فيينا العاصمة. يوجد بها مجموعات عرقية ودينية وثقافية مختلفة؛ فهي ممتلئة بالاّسيويين والعرب والمسلمين والأفارقة في كل مكان، ولا يعد العنصر الأبيض فيها مسيطرًا. كذلك فإن مدينة فيينا من أشهر المدن احتضانًا للمثلية، وللحفلات والأنشطة المثلية، وهناك دليل خاص للأماكن المثلية في فيينا يوزع في الفنادق. والطبقة المتوسطة تشكل غالبية المجتمع في النمسا أيضًا، وعلي عكس توقعي فالنمسا ليست غالية علي الإطلاق بل إن أسعارها مقاربة جدًا لألمانيا.
وتشتهر النمسا بالمتنزهات العامة المجانية مثل بقية أوروبا لكن بمساحات أكبر، وبتصميم معماري وتماثيل وبرك بط أجمل كثيرًا. الطبيعة والمعمار والتماثيل من أجمل ما في النمسا خاصة سلزبرج (المدينة التي تدور فيها أحداث فيلم صوت الموسيقي). ومن المميز أن أحد أشهر الجولات في النمسا هي جولة يذهب فيها السائح لزيارة الأماكن التي دارت فيها أحداث فيلم صوت الموسيقي، وهناك جولات سياحية أخري مشهورة لزيارة الأماكن الجبلية الخضراء ذات البرك التي تعتبر عامة يسبح فيها الجميع، ومع ذلك فالنمسا ليست أكثر أماكن أوروبا خضرة كما يظن البعض.
رغم جوار النمسا الشديد لألمانيا إلا أن شعبها مختلف عن الألمان، فهو شعب ميال للابتسام والإشراقة أكثر، وأقل عملية، وأكثر اهتمامًا بالمظاهر والجمال ويكاد يكون من أكثر الشعوب التي زرتها أناقة وجمالاً في كل شيء سواءًا الملابس أو المعمار أو الطبيعة أو الفن. كدت أشعر في سلزبرج أن منظري "معفن" من شدة أناقة الشعب؛ والأناقة هنا ليست للطبقات الغنية بل هي سمة شعبية للطبقة المتوسطة في كل مكان. اهتمام النمسا وعشقها للفن والجمال ظاهر في كل التفاصيل؛ فهي تحرص علي حماية فنونها التقليدية، وسلزبرج بها مسرح ماريونت من أهم مسارح العالم وهو مدعوم من اليونسكو. وتجربتي في مسرح الماريونت في سلزبرج من أجمل تجاربي علي الإطلاق في حضور عرض مسرحي. وأمي التي كانت متذمرة في البداية من حضور العرض، صممت أن نبقي حتي نهايته من روعته. فهناك اهتمام بالإبهار في كل التفاصيل الجميلة من شكل العرائس، وأناقة تصميم أزيائها، وصعود وهبوط القصة، وعبقرية، وبساطة السيناريو والأغاني، وخفة ظل الشخصيات، واحتراف الأصوات الأوبرالية، وعبقرية لاعبي الماريونت.
تفتخر النمسا بشدة بميراثها الموسيقي في شتراوس وموتسارت، ويمكن زيارة بيت موتسارت في سلزبرج. تقام في كثير من الأماكن حفلات لموسيقاهم، والأوبرا التي ألفوها، ويكون مع الموسيقي عروض أوبرالية راقصة مبهرة أيضًا، وخفيفة الظل، وغير مملة علي الإطلاق. فالفن في أوروبا ترفيه، وإسعاد حقيقي للجمهور، وليس نشاطًا نخبويًا تضطر النخبة أن تشارك فيه لأجل رسم صورة ذهنية محددة عن نفسها. وعبقرية النمسا في تقديرها لميراثها الفني الراقي، وميراثها الفني الشعبي في اّن واحد. وعبقريتها كذلك أن الفن، والجمال فيها جزء من نسيج المجتمع ككل، وليس منفصلاً عنه أو قاصر علي نخبة بعينها.
وعشق أخر لفيينا غير الفن هو المتاحف، وفيها متاحف دائمة ومتاحف وقتية طوال أيام السنة، وضمن أهم متاحف فيينا متحف قصر البلفادير الذي يوجد به واحدة من أهم اللوحات في النمسا، وشهرتها تمتد لكل البلدان التي بقرب النمسا، وهي اللوحة الشهيرة لكليمت "القبلة".وتنتشر المنتجات في النمسا التي تستخدم صورة "القبلة" وصور موتسارت، وصورة الملكة "إليزبيث أوسيسي" التي تعد الملكة المفضلة في تاريخ النمسا، والتي يعشقها الشعب النمساوي، ومن أهم المتاحف في النمسا هو المتحف الذي يضم مجموعتها الملكية.  
وتركت هذه المعلومة الهامة لاخر المقال:
في النمسا، القصر الرئاسي لا يوجد به حرس، ودخوله مفتوح، ومتاح للجميع.



الأربعاء، 29 أغسطس 2018

سلسلة خبرات السفر- ألمانيا-ميونخ



لم أكن أتوقع أن تعجبني ألمانيا، ولم يكن ضمن خططي للسفر أن أزورها يومًا، ولكن علي عكس توقعاتي؛ فإن ميونخ تعد من أكثر المدن التي أعجبتني. كنت خائفة من الصور النمطية السائدة عن الشعب الألماني كشعب عنصري وبارد، رغم أن أكثر من أحببتهم من أساتذة أثروا علي في حياتي، ومنهم أبي الروحي الذي أدخلني الفلسفة هم ألمان. ورغم أن ألمانيا بالنسبة إلي هي الفلسفة، هي أفضل وأهم بقاع العالم في الفلسفة.
لكنني وجدت الشعب الألماني لا يوصف أبدًا بالبرودة بل علي العكس هو شعب لديه مشاعر، وتجارب إنسانية عميقة جدًا بسبب ميراثه الحضاري المؤلم لكنه شعب يضع مسافات محددة، وكل شيء بالنسبة إليه يجب أن يكون محدد المعالم، وعملي. هو شعب كامل من المهندسين! ليس لأن المباني الخرسانية في ألمانيا تكاد تكون من أكثر وأضخم المباني الهندسية في العالم، ولا لتميز ألمانيا في مجال الهندسة إنما لعقلية وشخصية الشعب. الشعب عملي للغاية، ولا يكاد يهتم بأي مظاهر تذكر، كل ما يهمه هو الجودة والعملية، ويظهر ذلك في كل تفصيلة صغيرة سواءًا في المباني أو الملابس أو الأطعمة أو حتي استخدام اللغة. وهو مقارنة حتي بشعوب أوروبا الأخري أقل اهتماما بالإنفاق علي المظاهر، وأعلي اهتماما بالجودة والعملية في كل شيء. طبعا معروف أن الشعب الألماني يهتم بالدقة في كل شيء لكن هناك مبالغة في الصورة النمطية عنه، فالشعب الألماني ليس ماكينات كما يشاع عنه. وهو ليس شعبًا كارهًا للحياة أو للمرح، قد لا يوصف بأنه من الشعوب المرحة لكن لديه بعض الجوانب والعادات المرحة خاصة في مدينة كميونخ.
كل شخص في المجتمع الألماني له وظيفة محددة جدًا، يتقنها بشدة لكنه لا يقوم بسواها أبدًا فمثلاً النادل المسؤول عن مجموعة طاولات محددة في مقهي لا يقبل خدمة أي طاولة أخري مهما طلب منه لكنه سيؤدي وظيفته تجاه طاولاته علي أكمل وجه. الثقافة المجتمعية هي ثقافة عمل لكنها ليست ثقافة عبودية للعمل علي الإطلاق. ومن الأمور الثقافية المميزة في ألمانيا هي ثقافة العام والخاص. فبوجه عام ألمانيا تميل لتكون دولة فيه كثير من الخدمات المجانية أو شبه المجانية، وأسعارها ليست منخفضة لكنها من الأدني في أوروبا الغربية. حتي المواصلات العامة يمكن أوقات أن تركب الحافلة وتنزل دون أن تسأل عن التذكرة. الشعب لا يميل للإنفاق إلا في الضروري، وكثير من العادات الاجتماعية تقلل درجة الإنفاق مثل الاكتفاء في أماكن الشرب والأكل بطلب كأس بيرة واحد وإحضار الشخص لطعامه من المنزل كل أجازة أخر الأسبوع. وتقبل هذه الأماكن أن يبقي الفرد بها اليوم بطوله بعد طلب كأس واحد وإحضار طعامه معه.
أماكن شرب البيرة في ميونخ هي جزء كبير من الثقافة الشعبية حيث يجلس الجميع فيها ويتحدثون، وهي شعبية إلي حد كبير. الغالبية الكاسحة من المجتمع تنتمي للطبقة المتوسطة، وتتشارك نفس الأنشطة. عكس الشائع تماما، ألمانيا ليست دولة عنصرية علي الإطلاق بل هي من أكثر المجتمعات اختلاطًا وعدم تمييز. هناك نسبة كبيرة للغاية من العرب في كل مكان بألمانيا، ونسبة كبيرة أيضًا من جنسيات أخري كثيرة. العنصر الأبيض ليس هو المسيطر والأهم أن العنصر الأبيض لا يوجد فقط في المهن المرتفعة، والعناصر الأخري في المهن المنخفضة (مثل كثير من دول أوروبا وكذلك الولايات المتحدة) بل يوجد نوع من الاختلاط في سوق العمل.
البيرة في ميونخ هي أهم ما يميز المدينة وهي من أهم مدن إنتاج البيرة في العالم، وبهم واحدة من أهم ماركات البيرة عالميًا التي تصدر حول أوروبا وخارجها. وفي أكتوبر من كل عام يقام أكبر مهرجان للبيرة في العالم، ويقصده السياح من جميع أنحاء العالم. شرب البيرة في ميونخ له تقاليد، وله أشكال مختلفة من الأكواب يشرب فيها. ونادلات محلات الشرب والأطعمة ترتدين الزي التقليدي الألماني. يوزع قبل تناول البيرة أوراق دائرية مخصصة لوضع أكواب البيرة عليها حتي لا تبذل النادلات جهدًا في تنظيف الطاولات، وتناول البيرة خارج ذه الأوراق يعتبر عدم احترام. هناك رحلات مخصصة بمرشد تقام لشرب البيرة، ويتم اختيار مرشد لديه عائلة تعمل في مجال إنتاج البيرة مثلاً، ويسبق تناول البيرة شرح معلوماتي من المرشد لتاريخ البيرة في ألمانيا، ومعلومات إحصائية عنها. وهناك كثير من القصص الحقيقية والأساطير، والطرافات مرتبطة بالبيرة في ميونخ، ويحرص المرشدين السياحيين حتي في الجولات التاريخية حول المدينة علي ذكر بعض هذه القصص.
من أشهر تماثيل المدينة أسود يتم الإمساك بها لجلب المال، وتمثال لجوليت صدره مطلي بالذهبي، ولمس الصدر يتم لأجل الحصول علي حبيب، وعامود أعلاه تمثال ذهبي للعذراء مريم. ومن أشهر معالم ميونخ ساعة ضخمة محاطة بتماثيل لصناع بيرة يرقصون، وترقص هذه التماثيل بالفعل ثلاثة مرات في اليوم. ومن أهم جولات المدينة الجولة التي تحكي قصة صعود  هتلر والنازية في ألمانيا؛ لأن هتلر بدأ هو ورايخه الثالث من ميونخ لا من برلين. وفي أثناء هذه الجولة يحكي عن واحدة من أكثر الليالي دموية في تاريخ ألمانيا، والتي حدثت في ميونخ "ليلة الزجاج المكسور" والتي أنصح الجميع بالقراءة تاريخيا عنها. ومن أهم معالم ميونخ الأوبرا المنحوسة التي أحترفت ثلاثة مرات تقريبا، والتي أنشأها هتلر. وواحدة من القصص الحقيقية عن البيرة أنه يوم احترقت الأوبرا، حاول الألمان إطفاءها ببراميل البيرة التي أعطت لهم مجانا لإطفاء الأوبرا لكنهم فشلوا لأنهم شربوا البيرة المجانية بدلاً من إطفاء الأوبرا.  أسدأسأ لأأأH