الخميس، 30 أغسطس 2018

سلسلة خبرات السفر-النمسا-سلزبرج وفيينا


النمسا- سلزبرج وفيينا
النمسا من أكثر بلدان ومجتمعات أوروبا إنفتاحًا علي الاخر وحرية خاصة في فيينا العاصمة. يوجد بها مجموعات عرقية ودينية وثقافية مختلفة؛ فهي ممتلئة بالاّسيويين والعرب والمسلمين والأفارقة في كل مكان، ولا يعد العنصر الأبيض فيها مسيطرًا. كذلك فإن مدينة فيينا من أشهر المدن احتضانًا للمثلية، وللحفلات والأنشطة المثلية، وهناك دليل خاص للأماكن المثلية في فيينا يوزع في الفنادق. والطبقة المتوسطة تشكل غالبية المجتمع في النمسا أيضًا، وعلي عكس توقعي فالنمسا ليست غالية علي الإطلاق بل إن أسعارها مقاربة جدًا لألمانيا.
وتشتهر النمسا بالمتنزهات العامة المجانية مثل بقية أوروبا لكن بمساحات أكبر، وبتصميم معماري وتماثيل وبرك بط أجمل كثيرًا. الطبيعة والمعمار والتماثيل من أجمل ما في النمسا خاصة سلزبرج (المدينة التي تدور فيها أحداث فيلم صوت الموسيقي). ومن المميز أن أحد أشهر الجولات في النمسا هي جولة يذهب فيها السائح لزيارة الأماكن التي دارت فيها أحداث فيلم صوت الموسيقي، وهناك جولات سياحية أخري مشهورة لزيارة الأماكن الجبلية الخضراء ذات البرك التي تعتبر عامة يسبح فيها الجميع، ومع ذلك فالنمسا ليست أكثر أماكن أوروبا خضرة كما يظن البعض.
رغم جوار النمسا الشديد لألمانيا إلا أن شعبها مختلف عن الألمان، فهو شعب ميال للابتسام والإشراقة أكثر، وأقل عملية، وأكثر اهتمامًا بالمظاهر والجمال ويكاد يكون من أكثر الشعوب التي زرتها أناقة وجمالاً في كل شيء سواءًا الملابس أو المعمار أو الطبيعة أو الفن. كدت أشعر في سلزبرج أن منظري "معفن" من شدة أناقة الشعب؛ والأناقة هنا ليست للطبقات الغنية بل هي سمة شعبية للطبقة المتوسطة في كل مكان. اهتمام النمسا وعشقها للفن والجمال ظاهر في كل التفاصيل؛ فهي تحرص علي حماية فنونها التقليدية، وسلزبرج بها مسرح ماريونت من أهم مسارح العالم وهو مدعوم من اليونسكو. وتجربتي في مسرح الماريونت في سلزبرج من أجمل تجاربي علي الإطلاق في حضور عرض مسرحي. وأمي التي كانت متذمرة في البداية من حضور العرض، صممت أن نبقي حتي نهايته من روعته. فهناك اهتمام بالإبهار في كل التفاصيل الجميلة من شكل العرائس، وأناقة تصميم أزيائها، وصعود وهبوط القصة، وعبقرية، وبساطة السيناريو والأغاني، وخفة ظل الشخصيات، واحتراف الأصوات الأوبرالية، وعبقرية لاعبي الماريونت.
تفتخر النمسا بشدة بميراثها الموسيقي في شتراوس وموتسارت، ويمكن زيارة بيت موتسارت في سلزبرج. تقام في كثير من الأماكن حفلات لموسيقاهم، والأوبرا التي ألفوها، ويكون مع الموسيقي عروض أوبرالية راقصة مبهرة أيضًا، وخفيفة الظل، وغير مملة علي الإطلاق. فالفن في أوروبا ترفيه، وإسعاد حقيقي للجمهور، وليس نشاطًا نخبويًا تضطر النخبة أن تشارك فيه لأجل رسم صورة ذهنية محددة عن نفسها. وعبقرية النمسا في تقديرها لميراثها الفني الراقي، وميراثها الفني الشعبي في اّن واحد. وعبقريتها كذلك أن الفن، والجمال فيها جزء من نسيج المجتمع ككل، وليس منفصلاً عنه أو قاصر علي نخبة بعينها.
وعشق أخر لفيينا غير الفن هو المتاحف، وفيها متاحف دائمة ومتاحف وقتية طوال أيام السنة، وضمن أهم متاحف فيينا متحف قصر البلفادير الذي يوجد به واحدة من أهم اللوحات في النمسا، وشهرتها تمتد لكل البلدان التي بقرب النمسا، وهي اللوحة الشهيرة لكليمت "القبلة".وتنتشر المنتجات في النمسا التي تستخدم صورة "القبلة" وصور موتسارت، وصورة الملكة "إليزبيث أوسيسي" التي تعد الملكة المفضلة في تاريخ النمسا، والتي يعشقها الشعب النمساوي، ومن أهم المتاحف في النمسا هو المتحف الذي يضم مجموعتها الملكية.  
وتركت هذه المعلومة الهامة لاخر المقال:
في النمسا، القصر الرئاسي لا يوجد به حرس، ودخوله مفتوح، ومتاح للجميع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق