الجمعة، 22 فبراير 2013

هيبة الدولة (ناقوس الخطر الأخير)


       ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

     إني اليوم أدق ناقوس الخطر ، الذي لاطالما دققته و لا يبدو أن أحدًا يسمع رنينه ، و لكني يجب أن أبقي أدقه حتي النهاية ؛فهذا هو واجبي ، و الخيار الوحيد أمامي ؛حتي لا أكون متحملة لدم أحد ، و حتي لا أصير شريكة بالتجاهل في المصير الدموي المبكي الذي ينتظرنا إن استمررنا هكذا.
         كل الدماء التي تسيل الاّن بلا أي استثناء هي في رقبة الدولة ، أو اللادولة . عندما تصير الدولة بلا قيمة ، و بلا أي مسؤولية و بلا تواجد ملموس تصير الدماء بركًا في الشوارع. الدولة التي لا تحمي حتي نفسها ، و لا تستطيع ردع أي تحدٍ لسيادتها ، حتي أبسط التصرفات مثل القيادة باالإتجاه المعاكس لحركة المرور هي الدولة الهشة التي تتسب في سفك الدماء؛لأن أحدًا لا يثق فيها و لا يأمنها علي حياته ؛لأنها عاجزة عن حماية سيادتها حتي.
        عندما تعطي الدولة بعجزها عن تطبيق القانون بقوة و بعدل صورة ذهنية هشة عنها ، فهي بذلك تعطي أمرًا غير مباشرٍ للمواطنين لتجاهلها و اللجوء لأنفسهم في حماية حقوقهم . و إذا تبني المواطنين نظرية حماية الذات ، تكون هذه إشارة البدء للتسليح الشخصي ثم الجماعي ثم في أسوأ السيناريوهات الحرب الأهلية المسلحة.
         ربما يقول البعض أنني أهول من الأمور ، و لكن هذا غير صحيح ، أنا أتحدث عن ما يقوله التاريخ عن الدولة، الدولة التي هي الضمان الأوحد للأمان الاجتماعي .أنا أتحدث عن حقيقة ما يحدث عندما تسقط الدولة  و الذي بدأنا نري بوادره الاّن. بدأنا نري بوادره في كل الأحداث الدموية التي شهدناها و التي تفيض علي أن أذكرها واحدة واحدة. كلها تصيح معلنة عن احتضار الدولة ، و تنبؤنا بما ينتظرنا في القريب العاجل جدًا إن تركنا الدولة تحتضر بدون إنقاذ.
         أنا أكتب هذا المقال الاّن ؛لأنه لا أحد صار يؤمن بالدولة ، و لا يثق بها ، لا أحد صار يشعر بالأمان ، و لا يؤمن بأن الشرطة ستحميه من المجرمين.كل شخصٍ الاّن صار يحاول حماية نفسه بنفسه ، و طرحت علي الساحة أخطر مرادفة تنبؤ بمصير (الصومال) و (رواندا)و (لبنان)و غيرهم الكثير " الميليشيات المسلحة ".
     كل من الاّن في موقع مسؤولية يحمل/تحمل أمام الله –عز و جل- ، و أمام التاريخ ثمن سقوط الدولة و أي دماء سقطت ، تسقط أو ستسقط بسببها . كل من أسهم/ت في اضعاف الدولة و محو هيبتها ، حتي من قاد/ت سيارته/ا عكس الإتجاه المروري سيحمل/ستحمل جزًء من وزر الدماء.
         إنه ناقوسي الذي أحاول أن أحمي به نفسي من أن احمل دم أحد. أنا أقولها الاّن ، إن لم تستعد الدولة قوتها و هيبتها و تتصدي بقوة و بحزم و بعدل لكل فعل تافه أو كبير يتحدي هيبتها و سيادة القانون ، فإن النتيجة ستكون سقوطها و لجوء المواطنين للأساليب البدائية التي سبقت وجودها ، و الالتجاء لحماية الذات حتي ضد الدولة و القانون ، و حينها إن أسس كل فرد جماعته المسلحة لن يستطيع أحد إيقافه/ا ، فلا توجد دولة تحميه/ا لتوقفه/ا ، وحينها لن يساطيع أحد تجفيف بحار الدماء.
               إنها فرصة الدولة الأخيرة قبل فوات الأوان؛ لأن كل ما شهدناه حتي الاّن لن يكون مساويًا لمأساة واحدة من الاماّسي التي سنراها إن توقف نبض الدولة ، و بدأت  " الميليشيات المسلحة " و سيناريو  " الحروب الأهلية" . و ليعلم الجميع أن "الحروب الأهلية"  بابها الرئيسي ليس الانقسام ، و لكنه سقوط الدولة.

الثلاثاء، 19 فبراير 2013

فريق واحد


          استاذة ملك مدرسة العلوم الجديدة اللطيفة جدًا جدًا جدًا ،جعلتنا نكون فرقًا معًا في الواجب هذا الأسبوع ! سنعمل معًا!هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
        استاذة ملك قالت لنا أنها تريدنا أن نتعلم كيف نكون مجموعة تعمل معًا ، و تحقق نتيجة حقيقية معًا. قالت لنا أن أغلب العلماء في العالم يصلون إلي الإنجازات العلمية مع فريقهم؛لأنهم يعرفون كيف يعملون كفريق واحد ، و إن كنا نريد أن نحقق إنجازات مثلهم في أي شيء يجب أن نتعلم كيف نعمل معًا.
       مرنا كانت تستمع بإنصات لاستاذة ملك ، و قالت لي أنها تحب استاذة ملك أكثر و أكثر ، و تشعر أنها ستجعلها تتعلم كيف تسير نحو حلمها لتصير من أفضل علماء العالم و تعلو بزرعتي بعلمها.مرنا حقًا سعيدة باستاذة ملك و تحبها كما أحب أنا استاذة بسمة ،إنها مثلي تشعر أن استاذتها التي تحبها تساعدها لتمضي نحو حلمها ،تعلم أنها تعينها لتعلو بزرعتي.أنا أحب استاذة ملك؛لأنها هي أيضًا تريدنا أن نحقق أحلام زرعتي ، و نعلو بها ، أحبها ؛لأنها هي أيضًا تروي زرعتي عندما تعلمنا ، و تساعدنا ، عندما تجعل مرنا تعرف أيضًا كيف تحقق حلمها .و لكني مازالت مع ذلك أحب استاذة بسمة أكثر.
              استاذة ملك جعلتنا نقسم أنفسنا إلي مجموعات ، أنا و مرنا و حسين و فيكتور في مجموعة ( فيكتور معنا ربنا يستر !) ، كريستين و أية و بطيخة و سامي في مجموعة ( يا عيني علي كريستين و أية في مجموعة واحدة مع بطيخة و سامي !)، سارة الأمريكية و أماني و أمير في مجموعة.
                أنا سعيدة جدًا ؛لأني سأعمل مع أصدقائي أخيرًا ،أنا دائمًا كنت أعمل بجد و لكن مع أصدقائي سيكون العمل مختلفًا ، سأقدم أنا و مرنا و حسين و فيكتور بحثًا رائعًا عن (تكرير المخلفات) ،هكذا إتفقنا ، و أنا واثقة في أصدقائي جميعًا ،إني أثق فيهم كرواة زرعتي و أثق أنهم سيروونها معي و سيجعلونها تكبر معي ،أثق أنهم سيحققون حلمها و حلمنا معًا ،لذلك يجب أن أثق فيهم الاّن و أعمل معهم ، يجب أن نتعلم كيف نكون واحدًا ،كيف نثق ببعضنا ،كيف نساعد بعضنا ،كيف نفكر معًا كيف نعمل معًا ،و كيف ننجح معًا.
                استاذة ملك علي حق ،نحن لن نحقق شيئًا وحدنا حتي (لوفي)رغم قوته اعترف أنه لا يستطيع أن يصل إلي حلمه وحده،و أنا أعلم أنني مهما عملت وحدي ، و مهما كنت ماهرة في الكتابة ؛لأجل زرعتي لن أجعلها تعلو وحدي ، و مرنا أيضًا مهما كانت ذكية و مهما قرأت عن العلوم و مهما عملت وحدها لن تصل إلي حلمها،زرعتي تحتاجنا جميعًا،تحتاج أن نتعلم أن نعمل معًا لأجلها ،تحتاج أن نحبها ،و نحب بعضنا ،و نعرف كيف نكون حقًا (فريقًا واحدًا).
               أنا أعلم أننا سننجح و سنقدم بحثًا رائعًا، ليس ؛لأننا أذكياء أو مجتهدون فقط و لكن أيضًا ؛لأننا أصدقاء ،و لأننا (فريق واحد).



الجمعة، 15 فبراير 2013

أفكار لتحقيق العدالة الاجتماعية


      ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

   كان لي معلم لغة عربية في الصف السادس الابتدائي ، كنت احترمه جدًا ، ومازلت حتي الاّن احترمه ، و أتذكر أغلب ما قاله لنا.من ضمن أكثر كلماته التي علمت فيه عندما تحدث عن طريق مصر للنهضة ، قال أن أي دولة تحتاج لشيئين فقط لتنهض هما " العلم " و " العدل ". حينها لم اقتنع و قلت له أنه مؤكد هناك عوامل أخري غيرهما ، و لكنه أكد عبارته مجددًا و مضي سنوات طويلة ، و اقتنعت و لكن بفارق بسيط ، مصر تحتاج " العلم " و "العدالة" .
            منبع كل مصائبنا في مصر ،سواًء الجرائم بكل أنواعها ، أو البطالة أو العنوسة ، أو الفقر و غيرها هو ( غياب العدالة )،العدالة القضائية ، العدالة العنصرية ، والعدالة الاجتماعية. لدي أفكار لحل منبع نوائبنا ( غياب العدالة الاجتماعية) ، و أظن هذه الأفكار ستكون سبيلاً لحل أزمات العدالة الاجتماعية.
            فكرتي الأولي ( و التي شرحت تفصيلاً في مقال سابق) هي في دمج الجمعيات الأهلية في مصر في كيان واحد .مشكلة النشاط الأهلي في مصر هي في كونه نشاط مشتت إلي حد ما و غير منظم و كونه يتجه بشكل أساسي أكثر لتوفير الدعم المؤقت مثل النقود و الملابس و الأدوية ، عنه للتنمية الشاملة .لدينا جمعيات كثيرة برأسمال مادي و بشري مليوني بل ربما بليوني ، مثل ( دار الأورمان) و (رسالة) و لدينا في ذات الوقت جمعيات أهلية صغيرة برأسمال محدود جدًا تعمل في نطاق محدود ، و لدينا النشاط الأهلي لدور العبادة سواء الكنائس أو المساجد أو الجمعيات الدينية. إن نسقت هذه الجمعيات كلها نشاطها في خطة واحدة ممنهجة منظمة وواضحة الملامح و الأهداف للتنمية الشاملة لمناطق بأكملها ، حينها سيتحقق أثر أكبر لعمل هذه الجمعيات ، و ستكون قادرة علي توفير تنمية مستدامة لقري و مراكز و مناطق بأكملها لا توفير دعم مؤقت.
          فكرتي الثانية عن إنشاء عدد كبير من بنوك الفقراء ( فكرة نوبل ليونس من بنجلاديش) في مصر ، هذه البنوك ستدعم الفقراء بوجه عام و توفر لهم قروض صغيرة ميسرة جدًا و ستوفر لهم الدعم لإنشاء مشروعات صغيرة و توفر لهم التدريب اللازم لإدارة هذه المشروعات . و هذه البنوك ( حتي في بنجلاديش) تكون موجهة بشكل أساسي لدعم الأرامل و المعيلات ماديًا و المساهمة في تنميتهم تنمية حقيقية مستدامة. و مع ذلك ففي حالتنا المصرية ستكون موجهة للنساء المعيلات و الأرامل و لكن في ذات التوقيت لكل الشرائح الفقيرة .
         الفكرة الثالثة هي عن التشريع لنوع جديد من الضرائب التصاعدية علي الدخول فوق المتوسطة و المرتفعة و لكنها ضرائب اجتماعية.هذه الضرائب لن تكون أموالاً تجنيها الدولة أو تستخدم لتحسين الخدمات الصحية و التعليمية و البنية التحتية ، و لكنها ستكون ضرائب اجتماعية موجهة لدعم الفقراء و تمكينهم و رفع مستواهم التعليمي و المادي و الثقافي و إحداث تنمية حقيقية شاملة للمناطق العشوائية و المناطق الأكثر فقرًا ، و القضاء علي الأمية ، و القضاء علي البطالة ، و دعم الأسر الفقيرة لكي لا تدفع أطفالها للعمل و ترك الدراسة ، و حل مشكلة أطفال الشوارع ، و تعليم و تمكين النساء في المجتمعات الريفية و الفقيرة. هذا طبعًا سيكون من خلال خطة واضحة شفافة تتم متابعتها و إعلان نتائجها بشكل دائم للمواطنين ككشف حساب واضح لخطة تنمية محددة . و هذه الأموال التي تجني من الضريبة الاجتماعية التصاعدية ستصب أموالها في الاتحاد الذي سيؤسس للجمعيات الأهلية لتكون جزًء من موارده و تسير علي خطته الواضحة الشفافة المعلومة للجميع. و لكن هذا الاتحاد سيظل طبعًا مستقلاً استقلالاً شبه كامل عن السلطة التنفيذية و تتم مراقبته ماليًا مثله مثل كل الجمعيات الأهلية التي ستعد جزء منه.
           هذه الأفكار الثلاثة قد تكون مليئة بالأخطاء و ربما لا تكون مناسبة للتنفيذ ، هذا الأمر لا استطيع تحديده أنا ؛لأنني لست خبيرة قانونية أو اجتماعية أو اقتصادية و لكنها الأفكار التي استطيع أن أطرحها لتحقيق العدالة الاجتماعية التي غيابها يجعلنا نعاني كل الكوارث الاجتماعية و السياسية التي تنعيشها الاّن ، و التي توقض أي حلم لنا في تنمية و نهضة حقيقية.
          

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

لن أتنازل عن أحلامنا أبدًا


                 الجميع حولي ييئسونني ، الجميع حولي حتي ماما تقولي لي الاّن أنه لا أمل في حلمي ، لا أمل في أحلامنا يا زرعتي .لا مستقبل فيك ، لا غد لكِ .ماما و بابا و أماني و خالتي و حتي عمو أشرف كلهم يقولون أنكِ بلا أمل ،أنكِ ذابلة لا محالة ، و أنكِ لن تكبري أبدًا مهما حاولنا أن نجعلكِ تكبرين ، مهما رويناكِ.
               ماما تقول أنني لن أغيركِ وحدي ، لن أرويكِ وحدي ،أنكِ لن تنمي و تكبري و تزدهري و أنا أرويكِ وحدي. و أنني عاجزة عن تحقيق أحلامنا ؛لأن الظروف صعبة و مستحيل أن نرويك فيها ، ماما تقول أنه حتي من يرونكِ أو يمكن ذات يومٍ أن يرونكِ يقتلون.
               لكن لا . أنا أحبكِ بصدق ، أحبكِ يا زرعتي و سأدافع عنكِ و أقاتل لأجلك حتي النهاية ، حتي تصيري أعلي زروع العالم حقًا .سأكتب ، سأقاتل و سأرويكِ. أنا لست وحدي كما تقول ماما ، و بابا و أماني و عمو أشرف . أنا لست وحدي ، و لن أكون أبدًا وحدي. أنا و دائرتي نحبكِ و سنقاتل معًا. سنقاتل معًا و لن نيأس ، لن نفشل أبدًا.
              لوفي أيضًا ضعف . حلمه لم يكن سهلاً و جاءته لحظة كان فيها يبدو حلمه مستحيلاً و لكنه لم ييأس ، و حتي عندما ضعف ،بدأ و قاتل من جديد لأجل من يحبهم ، لأجل أحلامه.
              أنا أحبكِ جدًا يا زرعتي . أحبكِ و لن أتركِ مهما ترككِ الجميع و يئسوا منكِ. أنا لن أيأس منكِ أبدًا و سأظل أقاتل لأجلك حتي تصيري أعلي زروع العالم. و لن أكون وحدي . لدي أصدقائي ، لدي من أحب ، و من يحبونكِ ، لدي دائرتنا. و أنتِ معنا يا زرعتي.
            لست وحدي ، و لست بلا أمل. أنتِ ميلئة بالأمل و خضراء جميلة ، تحبيننا ، و تزدهرين أكثر بأملنا و حبنا و رينا لكِ. لست وحدي ، و سنحقق حلمكِ معًا ،و لن أيأس أبدًا ، لن أتنازل عن أحلامنا أبدًا. 
                  

الجمعة، 8 فبراير 2013

أفكار لنهضة مصر 2


       ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

     نحن نعاني من الغزو الثقافي و الاحتلال الخالي من الأسلحة .احتلال و استعمار يقلعنا من جذورنا و حضارتنا تدريجياً ، و ربما ان استمر الوضع علي نفس المنوال سنفقد خلال الجيلين القادمين-علي أحسن تقدير-هويتنا الوطنية و الحضارية.أجيال كاملة اجثت من جذورها ووجدت نفسها ضائعة داخل دوامة الصراع بين هويتها الأم و هوية المستعمر الذي تعشق ثقافته عشقاً .البناطيل الجينز ، الأفلام الأجنبية ، المسلسلات التركية ، الرسوم المتحركة الأمريكية و اليابانية، المطاعم الأمريكية ، المياه الغازية الأمريكية ، المدارس و الجامعات و الدبلومات الأمريكية و الفرنسية والانجليزية ، العباءة الخليجية و البرامج الدينية الوهابية و الجلباب الخليجي،هوية ثقافية مشوهة و ضائعة بين المشرق و المغرب و دوامات صراع ما بين الهوية المصرية و الخليجية و الغربية و الاّسيوية .تكاتف من كل الجهات علي هويتنا و المصيبة أننا نستسلم و نسلم عقولنا و قلوبنا فرحين لهم جميعاً تارة بحجة التدين و تارة بحجة التمدن.  مقدمة طويلة ضد قواعد المقال ،لا يهم ،مقال عبارة عن أفكار للردع الهجومي،نحن غزونا الاّخر و مسح و مسخ ثقافتنا و يجب علينا أن نرد عن طريق أفكار و أسلحة غزو ثقافي مصري للعالم .
                 أولاً و كعادتي أبدأ بالنشء بالبراعم الصغيرة التي ستحمل الهوية ذات يوم و ان لم تغرس فيها ستظل ضائعة متخبطة أبد الدهر.لماذا جميع رسومنا المتحركة عاجزة و متخلفة و تسخر من عقول الأطفال؟ لماذا لا توجد شخصية رسوم متحركة واحدة قوية و شهيرة مصرية ذات صدي عالمي؟لماذا لا نصنع رسوماً متحركة أبطالها مصريون من عصور القدماء المصريين و العصر القبطي و الاسلامي؟ لماذا لا نستغل الأساطير المصرية السخية العبقرية المشوقة في تصميم رسوم متحركة تأسر ألباب الأطفال في جميع أنحاء العالم كما تفعل اليابان ؟هناك تحذير يطلقه اليمين في أمريكا الاّن من تأثير الرسوم المتحركة اليابانية المستمدة من التراث الياباني التاريخي علي عقيدة و قيم النشء الأمريكي ،لماذا لا يأتي اليوم الذي يحذر فيه اليمين الأمريكي من تأثير رسومنا المتحركة  علي عقيدة و قيم و ثقافة النشء؟نحن نملك تراث سخي و متعدد و أساطير عبقرية ،لماذا لا نبتكر منها الرسوم المتحركة التي تغزو أفئدة أطفال العالم؟لماذا لا يكون مسرح العرائس و الأراجوز الذي هو من أصيل ثقاتنا موجوداً بقوة في جميع أنحاء العالم و خاصة لمرحلة الأطفال دون العاشرة  ،و هو أكثر جاذبية من العرائس الضخمة المخيفة الأمريكية.
                   ثانياً الملابس المصرية و الاكسسوارات و العطور،و هو موضوع كتبت عنه من قبل ، و فكرتي تتلخص في اقامة بيوت أزياء مصرية تصنع ملابس و اكسسوارات بتصميمات مصرية فرعونيةو اسلامية و فلاحية و سيناوية و بحرية و نوبية  تشكل كافة ثقافات مصر و تكون الأزياء ملائمة لجميع الأذواق الرسمية و غير الرسمية و منها جلاليب تناسب المحجبات و ملابس بحر عليها رسومات فرعونية و أشكال اسلامية لغير المحجبات ، و تناسب كل الثقافات حتي أننا بامكاننا تزين الملابس الهندية نفسها بأشكال مصرية.و نفس الأمر بالنسبة للاكسسوارات ، محال بيع الذهب يكون لديها تشكيلة رائعة من الحلي الفرعونية ،لماذا لا نصدر هذه التشكيلات ؟ و لماذا لا نصدر الاكسسوارات الرخيصة مثل الحلقان الضخمة الفلاحي الي العالم ؟يمكننا حتي ابتكار أشكال جديدة من الاكسسوارت الرخيصة من تراثنا المتنوع تناسب كافة الأذواق.أما العطور ، فنحن لسنا متميذين فيها كالخليجيين و لكننا نملك مجموعات متنوعة من العطور المصرية المميزة الفريدة مثل (سر الصحراء)و (عايدة) و يمكننا ابتكار عطور جديدة مصرية و تصديرها .
               ثالثاً المطاعم، أكثرنا الاّن أدمن الوجبات السريعة ليس بسبب عدم وجود وقت للطهي وحسب و لكن أيضاً لجاذبية الوجبات السريعة و التعود عليها و في أغلب بلدان العالم الاّن الوجبات السريعة تشكل شكلاً غذائياً اّسراً و لا قبل لأحد بالاستغناء عنه. الصين استغلت ذلك و بدلاً من ترك الهامبورجر يغزوها صدرت هي السوتشي كوجبة سريعة صينية لجميع أنحاء العالم .نحن نستطيع تصدير أكلات كالكشري و المحشي و الملوخية و الفول و الطعمية و البصارة و غيرها ، و كما تدعم أمريكا المطاعم الأمريكية في شتي الدول و تدفع معونات اقتصادية لتسهيل الفرص للمطاعم الأمريكية ،يجب أن تدعم الحكومة المصرية المطاعم المصرية الشهيرة و تيسر لها افتتاح فروع في شتي بلدان المعمورة.و قد فكرت من قبل في أننا لا نطهي مأكولات من التراث الفرعوني و نسينا أكلات كثيرة مصرية خالصة لم تعد تطهي في أي بيت مصري حتي في مواسمها.لماذا لا نفتتح مطعماً للمأكولات الفرعونية في مصر بفروع في جميع أنحاء العالم؟ أعتقد أن هذا المشروع سيحقق عائد هائل لمن سيقوم به ، و ان كان يحتاج لرأس مال ضخم.و لا ننسي الحلويات المصرية كالعشوراء و المهلبية و أم علي و الأرز بلبن .
             رابعاً أزمة بشعة يعاني منها النشء و هي المدارس و الدبلومات الأجنبية التي تمحو الهوية المصرية باهتمامها الأساسي بلغتها الأم سواء انجليزية أو فرنسية أو ألمانية أو –مؤخراَ- صينينة و اهمالها التام للغة العربية ، لدرجة خروج أجيال كاملة عاجزة تماماً عن كتابة قطعة 100 كلمة باللغة العربية.أنا أتمني أن يتطور التعليم في مصر و حينها ننشيء شهادة موازية للدبلومة الانجليزية و الفرنسية و الأمريكية تكون عربية .و لا مانع أن نشرك الدول العربية الاّخري في وضع قواعد الشهادة و تمويلها ، حتي ننشر اللغة العربية في جميع أنحاء العالم ،و لننشأ مدارس مصرية في دول أفريقيا تدرس العربية بجوار اللغات المحلية و لنبدأ ببعث معلمين مصريين لتدريب المدرسين المحليين علي تدريس الدبلومة المصرية أو العربية.
          خامساً الفن ، كنا فيما مضي هوليود الشرق ، نقدم أفلاماً مستواها راقِ تصدر ناشرة لهجتنا المصرية و هويتنا و تأهلت منها أفلام لأهم جوائز العالم .أنا لا أحتاج لذكر المستوي المنحط الذي بلغته السينما في مصر ، و لكن تطوريها يجب أن يكون أيضاً اّخذاً في الاعتبار أنها قوتنا الناعمة التي سنغزو بها عقول العالم ،مثلما فعلت السينما الهندية و الأمريكية و الدراما التركية .انها سلاحنا لنشر ثقافتنا،و لذلك أري أنه من الضروري انتاج دراما و سينما تاريخية حتي ترسل تراثنا الي العالم .
                       الأدب الاّن حاله ليست شديدة السوء و لكن ينقصه الكثير ، ربما هناك كتاب كبار كالأسواني و الغيطاني و القعيد لهم انتشار عالمي و لكن يقتصر انتشارهم علي طبقة المثقفين ،نحتاج كتاباً يستهدفون الأطفال و الشباب نحتاج كتاب رسوم متحركة و قصص مصورة و جرائم و خيال علمي و أساطير و اثارة. مثلاً رولينج و أجاثا كريستي أكثر كاتبات العالم انتشاراً ، كريستي رقم 2 في أكثر الكتاب مبيعاً لكتبهم علي مر التاريخ بعد شكسبير و الجزء السابع من هاري بوتر من أعلي الكتب مبيعاً علي مر التاريخ و كريستي هي أكثر الكتاب التي ترجمت أعمالهم الي شتي لغات العالم. ما أريد قوله أن الأدب الذي يحقق انتشاراً حقيقياً و يصل الي الشعوب لا النخب هو أدب الاثارة و التشويق و الرعب و الخيال و الأساطير و الرسوم المتحركة الذي ينظر له باحتقار بين مثقفينا ، و لكنه المفتاح الحقيقي لنشر أدبنا و ثقافتنا لشعوب و نشء العالم .و لذلك نحتاج أدب اثارة و تشويق و خيال يعتمد علي ثقافتنا و أساطيرنا المتوارثة و تاريخنا الفرعوني و الاسلامي و القبطي .و معلومة قد تبدو مفاجئة و مضحكة ، مسلسل الرسوم المتحركة العالمي الذي حقق انتشاراً مليونياً و عائدات مليارية لما يقارب عقدين من الزمن الاّن (يوجي اّو)الياباني مستمد كلية من التراث الفرعوني ، حتي أبطاله!و لا ننسي الأدب الساخر الذي يميز ثقافتنا الأم و شخصيتنا الحضارية الساخرة بطبعها من كل شيء بذكاء فريد.
               وطبعاً لا قيمة اطلاقاً للأدب و السينما ان لم يكن لدينا مؤسسة قوية للترجمة تقوم بترجمة الأعمال المصرية الي شتي لغات العالم ،لتنشر ثقافتنا لدي الجميع.
                الموسيقي و الرقص ضلع أساسي من ضلوع الحضارة ، و أنا أعرف كثيرين لا يسمعون اطلاقاً أغانٍ مصرية و يعكفون علي سماع أغانٍ يابانية و أمريكية ،و فتيات لا يعرفن كيف يرقصن رقصاً مصرياً و يتقنون رقصات أمريكية .نحن نملك تراث رقصات متنوع شرقي و نوبي و بدوي و فلاحي و بحري و لكنه ثلاشي تماماً ، حتي لم يعد الرقص الشرقي موجوداَ الا في المقاهي الليلية لمتعة السائحين العرب ، و حتي لم نعد نعرف ما هو الرقص الفلاحي أو النوبي الا من الأفلام.و معلومة هامة،الرقص عند النوبيين جزء أساسي من الثقافة و من الحياة اليومية الذي لم يتغير أبداً .نحن أهملنا فرقة رضا ،لماذا لا نعيد لها رومقها و قوتها و ننشأ فرق رقص شعبي اّخري ؟لماذا لا نعزف موسيقي راققية من تراثنا الشرقي و تنسجم مع ايقاعات الرقص؟لماذا لا نعيد الرقص الشعبي لرونقه بدلاً من العنب و حتحنتر؟أنا لا أريد فرق رقص شعبي نخبوية للأوبؤا ،أنا أريد رقصات موازية للرقصات الأمريكية تناسب حفلات المدارس و أعياد الميلاد و الأفراح و ترقي بالذوق الشعبي بدلاً من القرف (أريد كلمة أقوي)الذي نسمعه في سيارات الأجرة و في مراكب النيل.الموسيقي الشرقية أفضل نموذج لها (عمر خيرت) ،أريد نماذج مثله تمذج موسيقانا الشرقية بالغربية بدلاً من التسليم التام للموسيقي الغربية مثل ما يفعله معنيو الراب الاّن. و عبد الوهاب أول من تمكن من تحقيق المعادلة الصعبة في مزج الموسيقي الشرقية و الغربية.
               سادساً مشروع شديد الضخامة و ميزانيته هائلة و هو مشروع قرية فرعونية في كل عاصمة من عواصم العالم.زرت القرية الفرعونية من قبل و خطر في بالي أننا نحتاج لانشاء شبيه لها في كافة عواصم العالم لتعطي فكرة عامة لدي كل فرد في العالم عن مصر و تاريخها و تراثها و هذا-بلا شك- سيزيد من انبهار الكثيرين بمصر و رغبتهم في زيارتها و هذا سيعزز السياحة ، علاوة علي لعب دور هام في نشر الثقافة المصرية ،و سيعرف أولئك الذين لا يعرفون عن مصر سوي أنها صحراء فيها جمال ،أننا لدينا ثقافة هامة   و متطورة و متنوعة و ثرية،باختصار سيغير الصورة النمطية عن مصر في العالم.
              ما أريده هو أن ننشر ثقافتنا و نؤثر في الاّخر كما يؤثر فينا ،ونعرفه الجميع بحقيقتنا و ثقافتنا و نزيل الصور النمطية المتخلفة عنا ،و نحقق قوة ناعمة منقطعة النظير لنا ننافس بها حتي الدول العظمي و نغزوها ثقافينا كما فعلت بنا، و أهم شيء أننا سنجد هويتنا المفقودة.            

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

انتظركِ يا بطلتي


  هؤلاء الأشرار الذين حاولوا قتل بطلتي الحقيقية الجميلة القوية لن ينتصروا عليها أبدًا أنا متأكدة و واثقة أنها ستشفي و ستكون بخير و ستنجح عمليتها ؛لأني أثق بربي الذي يحبني و يحبها و يكره الأشرار جدًا و لن يجعلهم ينتصرون علي الأبطال الطيبين مثل مالالا أبدًا أنا واثقة.
       بطلتي الاّن ستدخل عملية صعبة ، و لكنها ستكون بخير أنا واثقة . بطلتي لا تهزم بسهولة أبدًا ، بطلتي قوية. أنا لا أفهم العملية جيدًا و لكني فهمت أن الشرير الذي ضربها بالرصاص و لم يستطع قتلها ، رصاصته جعلت رأسها تنكسر ، و جعلتها لا تستطيع أن تسمع جيدًا ؛لذلك سيقومون بتركيب جزء معدني في رأسها ليغطي الجزء المكسور. أنا خائفة جدًا علي بطلتي و لكني أثق فيها و في قوتها ، بطلتي  لم و لن تهزم ؛لأنها تقاتل لأجل الخير ، لأجلنا جميعًا ؛لأنها تقاتل الأشرار بقوة .
       أنا خائفة ؛ و لكني واثقة في ربي ، ربي الذي يحبنا ، الذي لن يجعل الأشرار ينتصرون علي الخير ، و يهزمون بطلتي أبدًا . ربي الذي يعرف بطلتي جيدًا و لن يتركها أبدًا ، لن يجعلها تخسر ، لن يجعلها تتراجع. ربي الذي يحبها و سيجعلها أقوي ، أقوي من كل الأشرار.
         أنا انتظركِ يا مالالا ، فأنتِ بطلتي الحقيقية . انتظر عندما تشفين و تكونين أقوي و تقاتلين من جديد ضد الأشرار الضعفاء بقلمكِ قوية بصدق ، شجاعة و تحبين الخير و تحلمين . أنتِ تقاتلين الأشرار لأجل أحلامكِ و أحلام صديقاتكِ و أحلام بلادكِ ، زرعتكِ . لذلك أنتِ أقوي منهم ، أنتِ أقوي من كل الأشرار و لن تخسري أبدًا ، سوف تسيرين نحو أحلامكِ و سوف تنتصرين.
       بطلتي كوني بخير ، فأنتِ بطلتي الحقيقية . و أنا أعدكِ أن أقاتل مثلك الأشرار ؛لأجل أحلامي و أحلام كل دائرتي و أحلام زرعتي ، لأكون مثلك بطلة حقيقية لا تخشي الأشرار و لا تخسر أمامهم أبدًا ، و تروي زرعتها و تجعلها تكبر أكثر بأحلامها.
          انتظركِ يا بطلتي ، كوني بخير.








الجمعة، 1 فبراير 2013

أفكار لنهضة مصر 1

     ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

      تبهرني فكرة ( بيت المال) الاسلامية ، ليس من منظور ديني أو سياسي و لكن من منظور اجتماعي بحت . ليس المبهر في (بيت المال) كفكرة جمع الزكاة و صرفها علي الفقراء و لكن الأخاذ في الفكرة هو وجود كيان اقتصادي واحد يضم جميع الأموال التي توجه لمشاريع العدالة الاجتماعية و ينظم طريقة توزيعها بشكل دقيق .
               الجمعيات الأهلية في مصر بما فيها الكيانات الأهلية الضخمة ك(دار الأورمان ) و (رسالة ) و (مصر للخير)تفتقد التنظيم ، صحيح أن بعض المشروعات تشهد تنسيقاً بين الجمعيات الأهلية و لكن في المجمل تسير جهود كل منظمة في اتجاه ، و هذا يضعف تأثير الجهود الخارقة لها.مثلاً مشروعات النهضة بالأحياء كمشروع عزبة ناصر و مشاريع اّخري أو مشاريع انقاذ القري الأكثر فقراً في مصر في الصعيد ،لو كان أكثر تنسيقاً لحقق نتائج منظمة و فعالة و علي مدي أطول .و مشاريع مكافحة البطالة في حي بعينه قد تكون أشمل و قد تتسع مظلتها لتشمل مناطق بأكملها .
            لماذا لا تدمج جميع المنظمات و الجمعيات الأهلية في كيان واحد يشمل حتي الجمعيات الخيرية التابعة للمساجد و الكنائس و الطرق الصوفية؟ هذا الكيان يكون معني بالتنسيق بينها جميعاً ووضع خطط واضحة و واسعة النطاق تشمل محافظات بأكملها ، و حتماً ستكون فرصة في تحقق نتائج طويلة المدي أفضل ؛ لأن موارده ستكون غير محدودة كالكيان الصغيرة و حتي الكبيرة الأهلية ،و لأنه سيكون قادر علي احداث تنسيق بين جميع الجميعات بشتي خبراتها فحتماً الجمعيات الصغيرة تحتاج لأموال و خبرات الجمعيات الكبيرة و الكبيرة حتماً سيكون لصالح عملها توفير متطوعين أكثر ،من خلال دمجهم معها.و أقترح أن يكون الكيان مستقل و أن يكون مجلس ادارته و جهاز التخطيط فيه منتخب من مختلف الجمعيات الأهلية. و عند قيام هذا الكيان ستكون الفرصة أكبر في أن تكبر الأحلام  ؛لأن أي مؤسسة مهما كانت كبيرة لا تستطيع أن تحلم بتغيير محافظة كاملة وحدها .كل جمعية تكون أحلامها لمصر مرتبطة بقدارتها المادية و البشرية و اللوجيستية ،و لكن عندما تكون كل الجمعيات بكل قدراتها معاً فسيكونون حتماً قادرين علي أن يحلموا بأحلام  ِ كبيرة قد تسع قطر بأكمله و من يدري ،ربما مصر كلها!
           العمل الأهلي في مصر ينقسه شيئين الأول التنسيق و الثاني التنمية. الشيء الثاني أعني به ما يوجه اليه العمل الأهلي في مصر . في أغلب الدول 80% من العمل الأهلي موجه للتنمية و 20% للمساعدة القصيرة الأجل كالطعام و الشراب ،و لكن النسبة في مصر –للأسف- معكوسة ، فأغلب العمل الخيري يوجه لتوزيع طعام في المواسم ، لتوزيع ملابس في الأعياد ،لتوزيع مصاحف –الجمعيات الخيرية الاسلامية – ،و لكن لا يوجه لاحداث تنمية حقيقية بالضبط كالمعونة الاقتصادية لمصر -التي تعطي كالصدقة (كالسمكة) و بدون تعليمنا الصيد-. حتي عندما عرضت شركة مياه غازية  علينا الاختيار بين التعليم –الذي يعني التنمية – أو الملابس –التي تعني المساعدة الوقتية – اخترنا الملابس. هذه هي عقلية العمل الخيري في مصر و التي تحتاج الي تغيير جزري .هذا الكيان سيكون منوط به التخطيط لمشاريع مكافحة بطالة و تعليم و محو أمية ،و تدريب علي حرف و تحويل قري بأكملها الي مراكز لصناعات و حرف بعينها .هذه الخطط ستوفر فرصة لتنمية المناطق الأكثر فقراً و جهلاً و بطالة ، و لا جدال أن التعليم و التدريب  علي حرف بعينها و اقامة مشاريع مكافحة بطالة سيكون أكثر فاعلية في القضاء علي الفقر الذي يقبع أسفله 40 % من شعبنا ، عن توزيع الأطعمةو الملابس . علاوة علي احترام كرامة فقراء الشعب المصري ؛ لأنه بلا شك أكرم لأي انسان أن يكون متعلماً و لديه حرفة يمتهنها  علي أن يتلقي الاعانة من الغير . انها اعادة لشعور الكرامة بعد أن امتص لسنوات من الشعب المصري .و أهم ما في الأمر – في اعتقادي- أن هذا حتماً سيزيد الأمن الاجتماعي في مصر و سيقلص من حجم البطالة و سيقود تدريجياً لتقريب المسافات المديدة بين طبقات الشعب المصري و سيزيد معدلات الانتاج و يحرك عجلة الاقتصاد من الأسفل ، و ان كانت بعض الحرف التي تحرص علي تدريبها الجمعيات الأهلية حرف مصرية كالننجارة و فن صناعة الفوانيس و الحلي الاسلامية و الفرعونية و صناعة الخيم و الصدف و التماثيل الفرعونية فحتماً سيكون لهذا بعد مصري و سيزيد صادراتنا و يحمي هذه الصناعات التي تحمل هويتنا من الانقراض و من الغزو الصيني العنيف الجارف.
          و الجمعيات الأهلية أيضاً سيكون بين أنشطتها و عملها أنشطة اجتماعية متعلقة بتحسين النظرة الي المرأة و مكافحة الأفعال المتخلفة كالختان و زواج الصيف للخليجيين و و التحرش عن طريق أنشطة توعية منظمة و تابعة لخطط الكيان ، و هناك مهمة التوعية السياسية ، و التي لا يبدو أنها تشغل بال الجمعيات الخيرية حتي الكبيرة منها علي الاطلاق ، علي أساس أن الفقير كل ما ينقسه الطعام و الشراب و الملجيء مثله مثل الحيوانات و لا يحق له أن يحلم بمستوَ أرقي و سقف طموحاته أن –يفك الخط- لا أن يحصل علي تعليم راقِ و ثقافة سياسية تليق بحقوقه السياسية في الانتخاب و الترشح . لا يجوز أن يكون هناك عمل خيري و أهلي ينهض بمستوي الفرد في مصر  و مازال ذلك الفرد يظن أن صندوق الانتخاب سيدخله الجنة أو النار أو أن المرشح مهمته تعيين الناس و صرف النقود علي الدائرة ،و لا يعرف أصلاً ما معني تشريع أو دستور . هذا المواطن حتماً سيبيع صوته لمن يدفع أكثر أو سينتخب من يقول له :"ان انتخبتني تدخل الجنة".
          هناك من  قد يقول أن العمل الخيري و الأهلي يقتصر علي مكافحة الفقر و البطالة و لا علاقة له بالسياسة . صحيح أن استعماله في السياسة خطأ و خاصة ان كان وسيلة لدعم تيار سياسي بعينه أو حزب كما تدعم أنشطة جماعة الاخوان الأهلية حزب ( العدالة و الحرية) الاخواني ، و لكن العمل الأهلي يجب أن يكون شاملاً و مهمته هي التنمية و النهضة الكاملة اللذان لن يتحققا بدون وعي سياسي حقيقي .
               دمج جميع الكيانات  الأهلية و الخيرية في مصر في كيان واحد ضخم ؛ سيكون –في تقديري- له أثر عميق في تحقيق تنمية شاملة لمصر؛ نتيجة لوضع تخطيط منظم مع خبرات متنوعة و قدرات مالية و بشرية هائلة .و هذه هي الفكرة الأولي لي في تنمية  شاملة لمصر.