( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
كان لي معلم لغة عربية في الصف السادس
الابتدائي ، كنت احترمه جدًا ، ومازلت حتي الاّن احترمه ، و أتذكر أغلب ما قاله
لنا.من ضمن أكثر كلماته التي علمت فيه عندما تحدث عن طريق مصر للنهضة ، قال أن أي
دولة تحتاج لشيئين فقط لتنهض هما " العلم " و " العدل ".
حينها لم اقتنع و قلت له أنه مؤكد هناك عوامل أخري غيرهما ، و لكنه أكد عبارته
مجددًا و مضي سنوات طويلة ، و اقتنعت و لكن بفارق بسيط ، مصر تحتاج " العلم
" و "العدالة" .
منبع
كل مصائبنا في مصر ،سواًء الجرائم بكل أنواعها ، أو البطالة أو العنوسة ، أو الفقر
و غيرها هو ( غياب العدالة )،العدالة القضائية ، العدالة العنصرية ، والعدالة
الاجتماعية. لدي أفكار لحل منبع نوائبنا ( غياب العدالة الاجتماعية) ، و أظن هذه
الأفكار ستكون سبيلاً لحل أزمات العدالة الاجتماعية.
فكرتي الأولي ( و التي شرحت تفصيلاً في مقال سابق) هي في دمج الجمعيات
الأهلية في مصر في كيان واحد .مشكلة النشاط الأهلي في مصر هي في كونه نشاط مشتت
إلي حد ما و غير منظم و كونه يتجه بشكل أساسي أكثر لتوفير الدعم المؤقت مثل النقود
و الملابس و الأدوية ، عنه للتنمية الشاملة .لدينا جمعيات كثيرة برأسمال مادي و
بشري مليوني بل ربما بليوني ، مثل ( دار الأورمان) و (رسالة) و لدينا في ذات الوقت
جمعيات أهلية صغيرة برأسمال محدود جدًا تعمل في نطاق محدود ، و لدينا النشاط
الأهلي لدور العبادة سواء الكنائس أو المساجد أو الجمعيات الدينية. إن نسقت هذه
الجمعيات كلها نشاطها في خطة واحدة ممنهجة منظمة وواضحة الملامح و الأهداف للتنمية
الشاملة لمناطق بأكملها ، حينها سيتحقق أثر أكبر لعمل هذه الجمعيات ، و ستكون
قادرة علي توفير تنمية مستدامة لقري و مراكز و مناطق بأكملها لا توفير دعم مؤقت.
فكرتي
الثانية عن إنشاء عدد كبير من بنوك الفقراء ( فكرة نوبل ليونس من بنجلاديش) في مصر
، هذه البنوك ستدعم الفقراء بوجه عام و توفر لهم قروض صغيرة ميسرة جدًا و ستوفر
لهم الدعم لإنشاء مشروعات صغيرة و توفر لهم التدريب اللازم لإدارة هذه المشروعات .
و هذه البنوك ( حتي في بنجلاديش) تكون موجهة بشكل أساسي لدعم الأرامل و المعيلات
ماديًا و المساهمة في تنميتهم تنمية حقيقية مستدامة. و مع ذلك ففي حالتنا المصرية
ستكون موجهة للنساء المعيلات و الأرامل و لكن في ذات التوقيت لكل الشرائح الفقيرة
.
الفكرة
الثالثة هي عن التشريع لنوع جديد من الضرائب التصاعدية علي الدخول فوق المتوسطة و
المرتفعة و لكنها ضرائب اجتماعية.هذه الضرائب لن تكون أموالاً تجنيها الدولة أو
تستخدم لتحسين الخدمات الصحية و التعليمية و البنية التحتية ، و لكنها ستكون ضرائب
اجتماعية موجهة لدعم الفقراء و تمكينهم و رفع مستواهم التعليمي و المادي و الثقافي
و إحداث تنمية حقيقية شاملة للمناطق العشوائية و المناطق الأكثر فقرًا ، و القضاء
علي الأمية ، و القضاء علي البطالة ، و دعم الأسر الفقيرة لكي لا تدفع أطفالها
للعمل و ترك الدراسة ، و حل مشكلة أطفال الشوارع ، و تعليم و تمكين النساء في المجتمعات
الريفية و الفقيرة. هذا طبعًا سيكون من خلال خطة واضحة شفافة تتم متابعتها و إعلان
نتائجها بشكل دائم للمواطنين ككشف حساب واضح لخطة تنمية محددة . و هذه الأموال
التي تجني من الضريبة الاجتماعية التصاعدية ستصب أموالها في الاتحاد الذي سيؤسس
للجمعيات الأهلية لتكون جزًء من موارده و تسير علي خطته الواضحة الشفافة المعلومة
للجميع. و لكن هذا الاتحاد سيظل طبعًا مستقلاً استقلالاً شبه كامل عن السلطة
التنفيذية و تتم مراقبته ماليًا مثله مثل كل الجمعيات الأهلية التي ستعد جزء منه.
هذه
الأفكار الثلاثة قد تكون مليئة بالأخطاء و ربما لا تكون مناسبة للتنفيذ ، هذا
الأمر لا استطيع تحديده أنا ؛لأنني لست خبيرة قانونية أو اجتماعية أو اقتصادية و
لكنها الأفكار التي استطيع أن أطرحها لتحقيق العدالة الاجتماعية التي غيابها
يجعلنا نعاني كل الكوارث الاجتماعية و السياسية التي تنعيشها الاّن ، و التي توقض
أي حلم لنا في تنمية و نهضة حقيقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق