السبت، 11 مايو 2013

الفخر بالقتل


          ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

         مصدر الدموية الحقيقي و قتل القلوب و الرحمة داخل الإنسان هو بدء اعتباره الجرائم مجد قائم علي المبادئ أو الدين.الفخر بالقتل هو خطيئة و قوام للبدوية و الدموية.عندما يفخر إنسان بتحمله دماء اّخر يتحول إلي وحش ، بل أدني من الوحش متعطش للدماء.
           كيف يزرع الفخر بخطيئة القتل داخل البشر ؟ في اعتقادي يكون ذلك بإقناع ضمائرهم بأن القتل بطولة. مثلًا عندما يقنع ضابط الجيش سريته أنهم أبطالاً ؛لأنهم يقتلون العدو ، أو عندما يقنع الإرهابي أتباعه أنهم بقتلهم من يعتبرهم كفارًا أو فسقة يتحولون إلي مدافعين عن الدين و رموز للايمان الديني.بالقطع المقاتل في الحرب مضطر  للقتل ، و لكن عندما يتحول القتل و سفك الدماء إلي مجد في عينيه ،فهذه هي الغريزة الدموية للوحوش لا البشر.
             كيف عاش مرتكب مجزرة هيروشيما و ناجازاكي اليابانية عقود بعد إلقائه القنبلة من طائرته بدون أدني تأنيب ضمير علي أرواح مئات الاّلاف من المدنيين الذين قتلوا؟! كيف يعيش جزاري الاحتلال الصهيوني بفخر الأبطال بعد ارتكابهم لهذه الجرائم الإنسانية؟! كيف وصلت الدموية ببعض المتشددين الإسلاميين  إلي استغلال الأطفال الصغار في جرائمهم الشنيعة بدون أدني وخز للضمير؟! كيف تلذذ الضباط الأمريكيون بللهو بجثث المدنيين الأفغان العزل و التصوير بجوار عظامها؟! كيف وصلت الدموية الانتقامية داخل ثوار حلموا بوطن أفضل و غامروا و دفعوا حياتهم ثمنًا للطريقة اللا انسانية التي عذبوا بها القذافي و مثلوا فيها بجثته و هم فرحون؟! كيف أوهم النبلاء الذين ودوا تحرير أرض السلام الطاهرة أن العمليات التي يقتل فيها أطفال و عزل داخل إسرائيل هي شهادة و طريق إلي عليين ؟!
           الإجابة هي أن هؤلاء ظنوا أن القتل بطولة ، و أنه عزة الوطن و الدين و المبادئ و قمة الشرف ، و هذه هي أدنس الخطايا و أكبر تلويث لأفئدة البشر و معاني النبل و الشرف و العزة.القتل لا يكون بطولة تحت أي مسمي .القتل يبقي  ملوثًا للشرف و للفؤاد حتي و إن كان ضد مجرمين و دفاعًا عن مبادئ سامية، و لكن ما يجعله الصواب في الحرب وسيلة الردع و حماية الوطن و الدين و الشرف و المبادئ هو أنه الخيار الأوحد أمام العدو المهاجم ، و لو كان هناك خيار أطهر منه لفعلناه ، و لكان اختيار القتل حينها هو الخطيئة العظمي.و حتي و القتل سبيل أخير لحماية مقدساتنا و ما نعشق ، فيبقي له حدود إن تخطيناها دنسنا و صرنا مساووين لعدونا و ربما أدني ، لصرنا نحن المعتدون مثل قتل الأطفال و الضعفاء و العزل و المصابين.
             إن دخلت حربًا (إن تعرضت بلدي لأي اعتداء) ، فسأختار أن أقاتل و أقتل الأعداء  و لكني سيكون داخلي دائمًا شعور ما بالشفقة حتي علي من أقتل من مجرمين ،أجبروني علي قتلهم لذوذًا عما أؤمن به، شفقة تحميني من أن أخسر قلبي ، و أصير مجرمة تتفاخر بسفك الدماء أو تخرج لتعلن مجدها بأنها قتلت عددًا غير مسبوقِ من الجنود.إن خسرت الرأفة داخلي حتي و أنا أقتل حماية لما أحب حينها لن أكون أرقي من الوحوش التي أصون ما أعشق منها ،لن أكون أفضل كثيرًا من المعتدين . و مع الرأفة سأذكر نفسي دائمًا أنني لست نبيلة و لا بطلة ؛لأني أقتل عدوي فالقتل ليس أبدًا بطولة ، سأذكر نفسي أنني أدنس بالدماء ، حتي و إن كانت دماء المعتدين و لكنني مضطرة إلي أن أدنس لأجل حماية بلادي ، و حماية اّخرين من البطش . و قطعًا لن أسمح لنفسي مهما كانت قدسية و جلال ما ألوذ عنه أن أقتل ضعيفًا /ضعيفة أو عاجزًا/عاجزة.
             القتل إن صرنا نراه بطولة  و فخرًا، فنحن نحول أنفسنا و ما نؤمن به إلي خطيئة كبيرة مهما كنا نبلاء و مهما كانت غايتنا راقية . يجب أن نؤمن بمقدسات و ندافع عنها و نموت لأجلها و قد نقتل تحت ظروف قهرية لأجلها ،فهذا يمنح قيمة للحياة و لكن أن نجعل سفك الدماء علوًا فهذه هي الدموية ، و إن صار قتل الأبرياء لدينا مباحًا لصون مقدساتنا ، فنحن أنفسنا ندنس هذه المقدسات.

               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق