الجمعة، 28 يونيو 2013

العدالة و الانتقام

    ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

   هناك دمج كبير بين مفهومي " العدالة " و "الانتقام" ، برغم أنهما ليسا أبدًا  مترادفين ، و ليسا حتي مرتبطين.هناك كثيرون يؤمنون بأن " العدالة" بسموها ليست سوي تحقيق ل" الانتقام" ، و أن "الانتقام" ذاته هو المفضي إلي "العدالة".و هذا طبعًا منطق كارثي ،هو منشأ فكرة "الثأر" الهمجية ،و هو الطريقة التي يبرر بها أغلب المجرمين جرائمهم.
       "العدالة" قيمة من أسمي و أرقي القيم الإنسانية. "العدل" قيمة عاجزة مقارنة ب "العدالة" ؛لأن "العدالة" مزيج من "العدل" و "الحكمة" و "الرحمة"."الانتقام" رغبة بشرية في رد الألم لصاحبه و حسب . أؤمن أن من الخطأ الشديد الخلط بين قيمة و رغبة بشرية ،ليسا بالضرورة يفديان لبعضهما.
         هناك من يجادلون أن "العدالة" ليست سوي ضامن و ضابط شرعي للانتقام.و لكن إن كان ذلك صحيحًا ، فهذا يعني أن "العدالة" تؤدي ل"الانتقام" المنضبط ،و أن "الانتقام" هو جزء من "العدالة"، فهل هذا هو الصواب ؟
          لا،ليس أبدًا ذلك صوابًا. قد يكون "الانتقام" هو خام "الإجحاف" و قد يكون "التسامح" جوهر "العدالة".عندما يثأر إنسان من شخص قتل والده مثلاً فيقتل ابنته ،ليحرق قلب الرجل كما أحرق الرجل قلبه ، فهذا "انتقام" ، و لكن هل هذا  يسمي "عدالة" ؟ إنه أدني دركات " الظلم" ؛لأن إنسانة بريئة أخذت بذنبٍِ لم ترتكبه. عندما ينتقم فقير لا يجد قوت يومه من مجتمعٍ ظالم لا يكفل له حقه في "العدالة" الاجتماعية ،فيسرق بنكًا و يأخذ أموال أناسٍ ربما منهم من يعطي الفقراء و يحارب ؛لأجل إنصافهم ، هل ما فعله يسمي "عدالة"؟  عندما تزيح ثورة أو انقلاب نظام مستبد ظالم كما حدث في ثورات عدة مثل "البلشيفية" و "الفرنسية" ثم تعدم كل من مت ل "النظام" بقرابة حتي قرابة الدم بدون أي محاكمة عادلة ،هل هذا الثأر الثوري المجتمعي هو "عدالة" ؟
            و من ناحية أخري قد يكون "التسامح" مفهومًا أشمل ل"العدالة".الحدث الصغير الذي لم يجد رغيفًا يأكله ، ووجد نفسه ملقًا في الشارع بلا أهل ،و تعرض للذل و الإهانات و ربما التحرشات و حتي الاغتصاب ،ثم سرق ليأكل ،أو اعتدي علي شخصٍ اّخر ليأخذ منه ثمنًا يحميه الضرب و الإهانة من مرؤوسيه الذي لا يملكون ذرة إنسانية ، هل " العدالة " للمجتمع هي في سجن هذا الطفل و تحوليه إلي مجرمٍ عتي الإجرام داخل السجن لتحقيق مبدأ "الانتقام" المجتمعي من فعلته ،أم "الرحمة" و ” التسامح" و إعادة تأهليه و إعطائه حقوقه علي المجتمع؛ ليصير إنسانًا صالحًا في مجتمعه قادرًا علي تعويض ما حطمه هو جوهر "العدالة" ؟

          "العدالة" هي رد الحقوق لأصحابها بال" عدل" و "الرحمة"و "الحكمة". و هذا ليس بالضرورة يعني أن "العدالة" هي "الانتقام" هما ليسا أبدًا واحدًا ، و "العدالة " هي أبدًا " الأسمي".

الجمعة، 21 يونيو 2013

زرعتي أنا

             أحب زرعتي بصدق.أحبها و انتمي لها ؛لأنها زرعتي أنا و زرعة دائرتي كلها. أحبها ؛لأنني أشعر أنني جزء منها و هي جزء مني.أحبها ؛لأن أحلامنا واحدة.مرنا كانت دائمًا تحكي لي عنها و عن أصدقائها في الكنيسة و كيف أنهم جميعًا يعانون ؛لأنهم يشعرون أن كثيرين من رواة زرعتي يكرهونهم و لا يحبونهم فقط ؛لأنهم مسيحيون. ماما كانت فيما مضي لا تجعلني ألعب مع مرنا .ماما كانت أيضًا مثلهم لا تحب مرنا و لا أصدقائها فقط ؛لأنهم مسيحيون.
         في الثورة تعلمت أن أحب دائرتي ، تعلمت أن أكون جزًء منها، تعلمت أن أحبها و أحب كل من فيها ؛لأننا جميعًا جزء من زرعتي ،لأننا جميعًا نحب زرعتي ؛لأننا جميعًا نقاتل لأجل زرعتي ، نرويها ، و نجعلها أعلي زروع العالم معًا. أنا أقاتل لأجل زرعتي و أحبها ؛لأنها تضمنا جميعًا ؛لأن لنا جميعًا حق فيها ، حق يجعلنا من حقنا أن نكون فيها معًا واحدًا كلنا ، حق يحعلنا نقاتل لأجلها ، حق يجعلنا نرويها .
         أريد أن أبقي دائمًا أشعر بأنني جزء من زرعتي.أريد أن أراها دائمًا أمامي تظلني و تظل كل دائرتي.أريد أن أري دائرتي معًا كلها واحد ترويها ، و تقاتل لأجلها مؤمنة أنها واحد ، مؤمنة أننا جميعًا رواة زرعتي ، و أننا جميعًا جزء منها ؛لذلك فنحن جميعًا لنا حق في ظلها ، لنا حق في القتال معًا لأجلها ، لنا حق في رييها مجددًا معًا.

         حينها لن تعاني مرنا و لن يعاني أصدقاؤها ؛لأننا حينها سنكون واحدًا ، حينها و حينها و حسب سنقاتل لأجلها معًا و سنرويها معًا ، حينها فقط ستكون زرعتي سعيدة ، حينها فقط ستنمو زرعتي و تزدهر، حينها و حينها فقط سنحقق أحلامنا معًا، أحلامنا و أحلامها ، سنجعلها أعلي زروع العالم. 

الجمعة، 14 يونيو 2013

وطن الطغيان

       ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

     أبشع ما نعاني منه هو غياب العدالة في أرضنا و سيادة الظلم بكافة صوره.سيادة الطغيان كدائرة لا مناص منها و لا نهاية لها.الظلم في بلادنا لا يكتفي باغتيالها بالتدريج و لكنه يلبس رداء القيم و الدين و الحفاظ علي العادات و التقاليد . هل رأيتم في حياتكم طغياناً يدعي أنه هو دين ؟ هل رأيتم في حياتكم إجحافاً يتزين بالقيم و العادات ؟ هل أبصرتم ظلماً باسم الحفاظ علي الوطن ؟ إن كانت اجابتكم بلا ، فاعذروني إن قلت أني لا أكاد أصدقكم ؛ لأنكم غالباً لا تدرون معني أسئلتي إن أجبتم ب "لا".
       في بلادنا المسيحيون يطغون علي المسلمين باسم الدين و العكس أكثر ذيوعًا ، المسيحيون يسلبون الحق في كل مناصب الحكم ؛باسم الدين. يمنع الطفل/ة فيهم حقه/افي أن يحلم / تحلم بالرئاسة.المسيحيون في مصر يعتبرون واهمين و دعاة فتنة إن طلبوا حقهم أو أبوا أن يبقوا مواطنين منقوصي الحقوق. رفض المواد الدينية  في الدستور ، التي تكاد تنكر وجود خلفية قبطية لمصر ، و تفرض علي المسيحيين أن يحيوا في وطن هويته السياسية لدين لا يؤمنون به . وطن  يسمي لافض هذه المواد ارتداداً إن كان من مسلم/ة و ثارة فتنة إن كان من مسيحي/ة.
        في بلادنا المرأة بلا عقل و لا خيار .تستسلم لطغيان المجتمع ضدها و ترفض الحرية و تعتاد العبودية ، حتي أنها تتصدي لمن يرغبون لها التحرر من قيودها. المرأة تقمع المرأة ؛لأنها اعتادت أن مصيرها القمع. المرأة محرومة من كل حقوقها السياسية و يجاملها و يمن عليها السياسيون بمنحها وزارة غير سيادية أو وضع اسمها في ذيل قوائم الترشح. و يمن عليها المجتمع بأنه أعطاها حق التعليم و العمل في كثير من المجالات شريطة ألا تحلم بمنصب الرئاسة أو حتي مجرد العمل في قطاع أمني كالجيش أو الشرطة .و يمن عليها المجتمع مرة اّخري ؛لأنه سمح لها أصلاً بأن تخرج من المنزل ، فاذا أرتدت ملابس لا ترضيه ، جلدها المجتمع و طغي عليها و ربما اتهمها بالفجر ، و إن فكرت في تخطي خطوط هذا المجتمع الحمراء ، كتدخين السجائر في المناطق العامة أو ارتداء ثياب كاشفة (لا ضيقة ؛فالمجتمع يتقبل الضيق لا الكاشف) أو السير ليلأً أو الحياة بلا أهل ، لربما بل غالباً سيقذفها المجتمع بالعهر.
        و في بلادنا إن تكاتف الفقر مع الجهل علي المرأة وجدت نفسها أمة بكل ما في الكلمة من معانٍ بدون أي صورة بلاغية فهي ستجد نفسها فريسة لمن يشتريها أمة بأرخص الأثمان ليتمتع بها قليلاً في الصيف ثم يرميها بعد أن يمل منها كالأمة ، و لكن بفرق وحيد ، الأمة ان أنجبت تحررت ووجب علي السيد الاعتراف بالوليد ، و لكن الأمة المصرية في هذا القرن إن أنجبت بقت أمة ، و لن تجد  والداً يعترف لها بالابن /الابنة ؛لأنه سيكون قد أنهي إجازته معها. في بداية حياتها قبل أن تبلغ و تصير جاهزة للبيع تجد نفسها تعمل خادمة منازل لتوفر المال لتعليم أخيها؛ لأنه الذكر و هو من كتب له الحياة كريماً لا عبداً ، و غالباً ستختن حتي تطمئن العائلة أنها ستظل عذراء حتي تباع إلي السيد؛ لأنها إن لم تظل عذراء فستكون عقوبتها الموت حتي و إن كانت مغتصبة.أما أخيها الذي عملت خادمة لتعليمه و ربما أخذ مالاً من أرباح صفقة بيعها حي و إن زني عشرات المرات لا يعيبه شيء.
         في بلادنا الفقراء هم  نموذج لصفوة الطغيان ، الكل يطغي عليهم ، الكل ينظر إليهم بإهمال و ربما ازدراء حتي السياسيين الذين يعشقون وقفتهم و هم يدعون أنهم يدافعون عن الفقراء في مصر ، و أنهم من الفقراء، و حتي الكتاب الذين يسطرون كتباً و مراجع عنهم يستغلونهم كمادة كتابة ( حتي أنا و أنا أكتب الاًن أظلمهم بشكل ما و استغلهم بطريقة ما).الوحيدون الذين يمدون يد العون لهم هم شباب صغير يقطع من وقته ليمارس نشاطاً يخدمهم بصدق في أحيائهم الفقيرة.الفقراء في مصر لا يجدون قوت يومهم أكثر من 40% من شعبنا فقراء ! 10 ملايين يعيشون تحت أسقف من ورق ، و في منازل أضعف من الخشب الخام المتساقط من الأشجار ! 90% من أطفالنا يتعلمون تعليمًا يكفي لنسف عقول أجيال بأكملها، أو لا يتعلمون أصلاً و يجوبون الشوارع يبيعون المناديل و الكرامة، أو يتحولون –كما هو طبيعي- إلي بلطجية ، و نحن نصيح :" انظروا إنهم يحرقون تراث مصر!"
            ثم يأتي رجال الأعمال الذين لا تقل ثروة الواحد فيهم عما يوازي إنشاء 100 مدرسة أو مستشفي لائقة بالفقراء ليصيحوا و يصرخوا و يتدللوا علي حكومتنا الرشيدة عندما تستجدي منهم نسبة لا تكاد تري من أرباحهم لإنقاذ هؤلاء المنسييون ، و تخضع لهم الحكومة و الحكام و حتي الأحزاب السياسية لأنهم جزء منهم و الأهم أقوياء يملكون تحقيق الطغيان لا الخضوع له؛ لأن أغلب هذه القوي السياسية و أغلب السياسيين يستغلون الفقراء ليظلوا حكامًا و مدعمين من الفقراء.
            إنها دولة الطغيان ، إنها أرض الظلم ، إنه خراج الإجحاف. متي نعدل ؟ متي لا نكون عنصريين نضطهد كل ضعيف كان امرأة أو أقلية دينية أو سياسية أو فقير؟ متي تنتهي دائرة الظلم التي بلا نهاية؟ متي ؟
        
        

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

غرس الكذب

         ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

      طوال سنين الدراسة تحرص وزارة التربية و التعليم علي تكرار الدروس، بنفس العناوين و نفس الأفكار ،و بالكاد باختلاف طفيف في الأسلوب.و تلوي أزرع الطلاب قاهرة إرادتهم و مجبرة إياهم أن يكتبوا نفس المواضيع المكررة بنفس الطريقة في التعابير.
    الوزارة تكرر موضوع (الصداقة) بحجة حماية الطلاب من صحبة السوء ، و موضوع (البيئة )؛ لتعلمهم الحفاظ عليها ، و مؤخراً ( الوحدة الوطنية ) بمناسبة الأحداث المكررة الدموية ، و (الثورة ) دخلت علي الخط  أيضاً في العامين الماضين .ما الخطأ في هذا ؟ ما المشكلة في تكرير الموضوعات ذاتها في التعبير و القراءة و الدين ؟ ما العيب في أن نربي النشئ و نلقنه تلقيناً ؟ لن أجادل التلقين الاّن و التكرار بل سأضحض مفهوماً اّخراً نسقيه للطلاب منذ نعومة أظافرهم.سأجادل فكرة (غرس الكذب).
       نحن نغرس الكذب عند النشئ عندما نجبرهم علي أن يكتبوا لنا أراءنا بأسلوبهم.نحولهم إلي كتبة و ملخصين لا مبدعين.نفرض عليهم الكتابة في الموضوعات التي نشاء ، من وجهة النظر التي نريد ، بالأفكار و الأراء التي نتبني.الطالب/ة مجبر/ة علي رفض صديق السوء ، و تعديد عيوب صحبة الفاسدين ، حتي إن كان أصدقاؤه/ا من أصحاب السوء .الطالب/ة مضطر/ة أن يكتب ضد الفتنة الطائفية و يرفع شعار (الوحدة الوطنية) حتي و إن كان هو/هي و عائلته/ا و مدرسوه/ا متشددون يرفضون المتدينيين بدين اّخر( يطلب منه/ا المعلم المتشدد الكذب علي الورقة و التحدث عن التسامح الديني).الطالب/ة –رغم عن أنفه/ا- يكتب/تكتب موضوعاً عن إنجازات الثورة حتي و إن كان/ت منكراً/ة  لها.الطالب/ة مقهور/ة الرأي يكتب/ تكتب عن مزايا الفتوحات و الغزوات حتي و إن كان/ة مؤمناً/ة بأنها احتلال.الطالب/ة يفترض به/ا أن يعدد / تعدد في مزايا الثورات و الحكام الذين يزدريهم/ تزدريهم.
     لماذا نصر علي أن نغرس الكذب داخل النشئ؟ لماذا نعلمهم بيع مبادئهم صغاراً؟ نجعلهم يتنازلون عن أفكارهم و يكتبون ضدها لأجل درجة نجاح أو تفوق؟ لا يوجد سؤال عندنا يبدأ ب(هل أنت مع أوضد) و حتي هذا النوع من الأسئلة إن وجد يكون تقيمه للطالب/ة قائماً علي إجابة السؤال لا علي الحجج التي تدعم الإجابة.لا يحق للطالب/ة أن يكون رأيه/ا ضد أراء واضع الامتحان.الكارثة التي ذكرتها في مقال سابق هي تربية ثقافة القهر ، و لكن الكارثة الأعمق هي زرع بذور الكذب و النفاق و الرشوة. إذا تعود/ت الطالب /ة علي  بيع المبادئ و الكتابة عكس الإيمان لأجل درجة ، في الغد  سنراه/ا موظف/ة مرتشي/ة لأجل المال .
        ( غرس الكذب) عند النشيء تدمير لضميرهم ، و إيمانهم بمبادئهم ، و صناعة خسيسة لمرتشي المستقبل، ان عودناهم اليوم علي مخادعتنا بذكر أرائنا و أفكارنا كما نريدها لأجل أن يحصلوا منا علي تقدير زائف ، لا يجب أن نلوم إلا أنفسنا عندما نراهم يكتبون باطلاً لأجل إرضاء حاكم ذات يوم ، أو يبيعون شرفهم بالمال لراشي أو ينافقون مديراً لأجل ترقية ،نحن من نعلمهم بيع كلمتهم ، و من يبيع كلمته ، لن يغلو عليه بيع أي عزيز.
         

الجمعة، 7 يونيو 2013

نجحنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

     هذا العام حفلتنا كانت رائعة جدًا ، و نجحت! ، نجحت! ، نجحت!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لم أجعل ثقتهم بي تضيع سدي ، أنا مبسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطةّ!
      هذا العام قدمنا حفلة رائعة جدًا ، بدأنا بأغنية ( يا بلادي ، يا بلادي) ، ثم قدمنا عروض (غرام في الكرنك) كلها ، و غنيت ( و دي رقصة المجنونة ، يابا يا با علي الليمونة) أمام الجميع ، شكلي كان مضحكًا جدًا ، و لكن لم أكن وحدي شكلي مضحكًا ، كنا جميعًا مجانين ! بطيخة و أمير و فيكتور قدموا بعد عرضنا عرض النوبة ، فيكتور كان كالعادة متألقًا جدًا في دور بكار ! بطيخة و أمير أدوا أيضًا أدوارهم النوبية جيدًا ، و الاستعراض كان متقنًا جدًا .
      كريستين و سامي قدما معًا عرض (علاء الدين) ، سامي كان رائعًا في دور علاء الدين ، حتي أنني تخيلته مع كريستين علي البساط الطائر ! كريستين رقصت مع سامي جيدًا ،كان رقصهم لائقًا جدًا معًا ( كريستين و سامي لائقان معًا في شيء ما أخيرًا!)
       بعد ذلك قدمنا أغانينا كلها معًا ، قدمنا أغنية ( عليّ صوتك) و ( إحلم معيا) و (بلدي يا بلدي) و ( عشاق حياة ) و ( فيها حاجة حلوة) و ختمنا بترنيمة (بارك بلادي) . و صفق لنا كل من بالصالة. و أنا أغني ( فيها حاجة حلوة ) شعرت أنني أحب زرعتي جدًا ، أحبها بكل تفاصيلها الصغيرة ، رواتها ، عالمها ، إنها أغنية تعبر عن عالم زرعتي ، عن كل رواتها ، عن دائرتي ، عن كل ما فيها ، أغنية تعكس زرعتي التي أحب. عندما كنت أغني ( عليً صوتك) كنت أشعر أنني قوية ، استطيع أن أتحدي ، أقاتل لأجل زرعتي ، لا استسلم أبدًا ، لا أخاف مهما حدث بها ، مهما حدث استطيع أن أقاتل مع دائرتي حتي النهاية ، حتي بلوغ أحلامنا ، أحلامها. أغنية (عشاق الحياة) أعطني الشعور بأنه مهما حدث ، سنصل إلي أحلامنا معًا ، أننا نستطيع معًا أن نصل إلي المستحيل ، و أن مصيرنا في يدنا ، مصير حلمنا ، حلم زرعتي ملكنا نحن ، و أننا يجب أن نقاتل لأجل زرعتي. ( إحلم معايا) جعلتني أشعر أن حلمنا يمكن أن نصل إليه بأنفسنا ، بخطانا ، و أننا مهما سقطنا ، سنقف ، سنتحدي ؛لأننا مازلنا نحلم ، مازلنا نحلم لأجل زرعتي. ( بلدي يا بلدي) جعلتني أشعر بأنني قريبة من كل شبر في زرعتي ، زرعتي كلها بكل اختلافاتها ، بكل ما ومن فيها ، لا مدرستي ، بيتي ، عائلتي ، أو أصدقائي فقط بل كل دائرتي. و نحن نختم أغانينا ب(بارك بلادي) شعرت أنني قريبة من ربي ،أحبه ، أدعوه أن يبارك زرعتي ، أن يساعدها ، أن يساعدنا أن نحقق أحلامنا ، أن يكون معنا ، و مع زرعتي ، و يساعدنا أن نحقق أحلامها ،أحلامنا.
       عندما جاءت فقرة مسرحيتنا ، قلقت جدًا ؛لأنني لم أرد أن أفشل ، ليس لأجلي ، و لكن لكل أصدقائي ، لأجل ثقتهم بي ، لقد أعطوني ثقتهم ، و لم أكن استطيع أن أخذلهم بعد أن وثقوا بي ، بعد أن صرت مدينة لهم ، بحبهم ، و إيمانهم بي. وردة صديقتي الجديدة في الصف السادس الابتدائي مثلت دور سماء ، مرنا مثلت دور ياسمين ، أماني مثلت دور نورا ،  سامي فقال أنه يريد أن يمثل دور وائل ، يامن مثله ولد في الصف السادس الابتدائي أيضًا اسمه أمجد. أمجد و سماء أصدقاء و هم أيضًا يمثلون معًا جيدًا . زياد مثله ولد في الصف الرابع الابتدائي اسمه عمرو ، أما دور منير فمثله أمير . أمير لم يكتفِ بتمثيل دور منير بل أضاف له كلمات مازحة ألقاها في وسط المسرحية، و وجدنا الجمهور كله يضحك ( استاذة بسمة كانت تضحك خلف الستارة!). أمير حقًا ،تحفة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
     المسرحية مضت رائعة و أعجب بها الجمهور جدًا و صفقوا كثيرًا بعد انتهاء المسرحية . كنت سعيدة جدًا ، لم أخذل أصدقائي ، لم أخذلهم أبدًا ، نجحت!، نجحت !، نجحت !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!   
               بعد المسرحية قدمنا فقرتنا الأخيرة ، الفقرة التي جعلتنا استاذة ابتسام نقدمها وحدنا بدون مساعدة أحد و نختارها بحرية. هذه الفقرة تشاجرنا كثيرة عليها معًا ، فكل فصول المدرسة كان يجب أن تتفق علي نفس الفقرة و تنظمها معًا بدون أي مدرسين ! و لكننا في النهاية إتفقنا علي أن نصوت علي كل قرار أو تغيير نقدمه في الفقرة ، و أن نسمع أراء بعضنا في مناظرات ، و في النهاية إتفقنا علي كل شيء. أنا فخورة بنا !
            فقرتنا الأخيرة باسم ( أحلامنا) قسمت إلي أجزاء  كل جزء تقدمه مجموعة مختلفة . في العام الماضي كل واحد فينا قال ما حلمه ، و هذا العام قررنا أن تقدم كل مجموعة بأحلام مشتركة عرض  يعبر عن أحلامها. أنا قدمت عرضًا مع باسل و شروق ، باسل و شروق أكبر مني بعام و لكنهما أيضًا يحلمان أن يغيرا زرعتي مثلي بقلمهما ، أن يكتبان معًا حتي تتغير زرعتي . في عرضنا تحدثنا عن أدباء كثيرون غيروا زروعهم بقلمهم. مرنا و سحر و ماهر و هاني قدموا عرضًا  مسرحيًاعن كيف تغير العالم في القرن الماضي بقوة العلماء . كريستين و ياسر و لبني قدموا عرضًا مسرحيًا عن أطفال يموتون و كيف يتدخل الأطباء لأنقاذهم حتي وسط الحرب و النار. حسين قدم معزوفة موسيقية جميلة رقيقة غنت عليها تغريد أغنية قديمة لا أعرفها و لكنها جميلة ، في اّخر العزف قال حسين أنه عزف مقطوعة لسيد درويش و أنه يود أن يصير مثله ذات يوم و لكنه بنبض حديث .أماني و ياسمين قدموا عرض أزياء أنيقة جدًا، و قالتا أن حلمهما أن تصيرا عارضتي أزياء مشهورتين. أمير و سامي و منيرة قدموا عرضًا كوميديًا مضحكًا جدًا ، و قلدوا كثيرًا من طلاب و مدرسي مدرستنا  حتي استاذة ابتسام !، و عندما قلدوني لم أغضب منهم بل ضحكت ! الجمهور تحمس جدًا لعرضهم ، و ظل سضحك و يصفق طوال العرض ، عندما قلدوا استاذة ابتسام ، نظرت لهم نظرة مخيفة ( كانت تمثل) و ضحكت بعدها و صفقت لهم. أية و جيهان و رضوان قدموا عرضًا من الأناشيد الإسلامية لمس قلبي جدًا  ، سعاد قدمت بعده ترنيمة رقيقة جدًا عن العطاء و التسامح.  أية و رضوان يريدون أن يدرسوا فقهًا إسلاميًا و يتخصصوا فيه، جيهان قالت أنها تحلم أن تغير صورة الإسلام السيئة في الغرب ، و سارة تريد أن تحيا حياتها كلها تساعد كل من يحتاجها هذا هو حلمها.فيكتور و تميم عرضوا لوحتين جميلتين جدًا علي الجمهور أسفل لوحة مكتوب عليها "هذا هو حلمي".
           بعد العرض تجمعنا معًا و وقفنا علي شكل كلمة "أحلامنا" ، هذه كانت فكرة سهيلة صديقتنا الجديدة من الصف الثالث الابتدائي.
         صفق لنا الجمهور بشدة ، و جاءت استاذة ابتسام تضحك إلي المسرح و قالت أننا كنا منظمين و أنها أعجبت بعملنا معًا جدًا ، و أن هذا العرض لم تعرفه هي حتي إلا عندما عرضت. و قالت أخيرًا أننا  كنا رائعين معًا في أدائنا خاصة في تقليدها!

            نجحنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

يوم الفنون

            فنوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون!       
  فنون ! ، فنون! ، فنووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون!
    اليوم كان (يوم الفنون) ، أخرجنا مهاراتنا الفنية منقطعة النظير اليوم! استاذة وردة (مدرسة الرسم) زينت معنا المدرسة بالأمس استعدادًا لليوم. زينة المدرسة كانت ملونة جدًا ، بكل الألوان التي أعرفها .استاذة وردة زينت المدرسة بورود كثيرة من الورق الملون ، و أشجار خضراء من الكرتون ضخمة (كانت مثل الأشجار الحقيقية !) ، و أشكال كثيرة من الورق الملون بأحجام مختلفة مثل المراكب ، و الشمس ، و الحدائق ، و المراجيح ، و أيضًا أطفال صغار يلعبون و يلونون . (شكل الزينة كان رائعًا تخيلت أنها حقيقية!) الأطفال الملونون بدوا سعيدين جدًا و هم يلونون مثلنا !
        استاذة وردة قسمت فصول المدرسة الواسعة إلي غرف لكل نشاط علي حدي. جعلت فصلنا و فصول صفنا الدراسي كلها مخصصةً للرسم علي الورق الملون و صنع أشكال لطيفة مثل الأشكال التي زينت بها المدرسة . فناء المدرسة وضعت فيه أجهزة فخار كثيرة و صار (حجرة الفخار) ، و فصول الصف السادس  كلها مخصصة للرسم علي الزجاج ، و فصول الصف الثالث كلها للرسم علي الورق، فصول الصف الأول خصصت للطبع علي القماش أما فصول الصف الثاني فجعلتها لتلوين التماثيل السيراميكية البيضاء ( التماثيل كانت مضحكة جدًا ! علي شكل أرانب تركب مركبة ، و فيل يرتدي بذلة موسيقار و يمسك عصا الأوركسترا ، و بطة ترتدي عوامةً ، و نقار الخشب ينقر شجرة ، و عروسة المولد!).
          أنا و مرنا فضلنا أن نبدأ بفصلنا طبعًا ،ووجدنا فيكتور و بطيخة هناك.بدأنا نقص الورق الملون مع استاذة وردة ، أنا رسمت زرعة كبيرة باللون الأخضر و ألصقت في أسفلها وعاء زهور رسمته باللون البني و كتبت عليها (زرعتي) ، و علقتها أمام فصلي ، و كتبت فوقها ( زرعتي إنا نحبك).مرنا رسمت خمسة وردات باللون البنفسجي و ألصقتهما بجوار باب الفصل .فيكتور و بطيخة رسموا (سبايدر مان) باللون الأزرق ،و ألصقاه علي حائط الفصل بجوار السبورة، شكله كان مضحكًا جدًا ( يا عيني ، لو رأي سبايدر مان صورته هذه ، كان اعتزل !).
              (حجرة الزجاج) كانت مليئة بالزجاج الملون المعلق الرقيق ، شكله أبهرني حقًا. استاذة عفاف مدرسة الرسم للصف السادس كانت لطيفة جدًا معنا ، و لكني اغتظت منها قليلاً ؛لأنها كانت تعاملنا كأننا أطفال صغار لا نفهم شيئًَا  و تشرح لنا خطوات الرسم علي الزجاج أكثر من مرة و تقف فوق رأسنا في كل خطوة ( تخاف أن نكسر الزجاج!) ، من كثرة غيظي كدت أكثر الزجاج فعلاً (أنا لست صغيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرة!) مرنا لم تكن مغتاظة مثلي أبدًا ، بل كانت مبسوطة جدًا بالتلوين علي الزجاج (أكثر فقرة أحبتها اليوم)  ، و رسمت زهور وردية و بنفسجية شكلها جميل جدًا و رقيق أعجبت استاذة عفاف جدًا ، و علقتها في ركن الأعمال الزجاجية في حجرة الرسم .أما أنا فرسمت نجومًا كثيرة باللونين الفضي و الوردي علي الزجاج.كريستين كانت معنا في حجرة الزجاج ، و رسمت هي الأخري زهورًا ملونة ، و لكن بألوان داكنة قليلاً ، لم تعجبني زهور كريستين ؛لأنها كانت متقنة جدًا و لكن لم تكن زهورًا سعيدة ، ولكنها علي أي حال أعجبت استاذة عفاف.
               في (حجرة السيراميك) ، لونت بطة تضحك و ترتدي عوامة و نظارة سباحة ، لونت جسدها باللون الأصفر ، و العوامة باللون الأحمر ، و نظارتها باللون الأزرق ، و منقارها باللون البرتقالي . أمير لون سنجابًا صغيرًا مضحكًا، يقف مفتول العضلات يقرض غصن شجرة بقوة و نظراته قوية و يرتدي حزامًا مكتوب عليه ( سوبر سنجاب ، يتصدي دائمًا للأشرار!).أما مرنا و أحلام فلونتا علبتين صغيرتين بشكل قلب ، رسمت مرنا علي علبتها زهورها البنفسجية ، و رسمت أحلام علي علبتها قلوب رقيقة صغيرة وردية و في وسطها كتبت كلمة (حب) باللون الوردي الفاتح .كم هما رقيقتين !
              بعد ذلك صعدت مع مرنا إلي حجرة الطبع علي القماش ، استاذ رامي أعطانا ألوان معينة تشبه ألوان القماش و جعلنا نلون علي (تي شيرتات) بيضاء أحضرناها معنا من المنزل بها و بعد أن فرغنا من الرسم علقها في الشمس لتجف.سامي و حسين و فيكتور و سارة كانوا هناك أيضًا . فيكتور رسم (سبايدر مان) مجددًا ، حسين رسم جيتارًا ضخمًا بنيًا، ومرنا رسمت فتاة جميلة طويلة الشعر ، سامي كتب :" أنا حر". و سارة رسمت سيارة صفراء ، أما أنا فرسمت قلبًا كبيرًا داخله رسمت زرعتي ، و دائرة كتبت داخلها "دائرتي".و رسمت علي تي شيرت اّخر أعطتني أياه ماما ( ماما أعطتني تي شيرتين أبيضين ) ، قبعة لوفي ، و كتبت أسفلها :" لن أتنازل عن أحلامي ".
                 لم أكن أريد أن أرسم علي الورق ،فتركت مرنا تذهب إلي ( حجرة الرسم علي الورق) و نزلت أنا إلي الفناء ، و جلست علي اّلة فخار ، استاذة رنا تعقدت مني ! طوال الوقت تساعدني لكي أتعلم كيف أدير اّلة الفخار ، و أنا لا أتعلم ، و الغريب أنني كلما نظرت حولي وجدت الجميع يستخدم اّلة الفخار بسهولة ، حتي بطيخة ! و لكني في النهاية بعد أن مزقت استاذة رنا ملابسها تقريبًا ، تمكنت من صنع اّنية فخارية معوقة!
                في اّخر اليوم و ماما تأخذوني من المدرسة نظرت إلي حصاد اليوم !، قطعة زجاج ملونة جميلة عليها نجومًا فضية و وردية ،زرعتي معلقة أمام فصلي ، تي شيرتان واحد لقبعة لوفي و قلبي ، و شبه اَنية فخارية ، و بطتي العوامة الماهرة.يوم جميل حقًا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!