( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
أبشع
ما نعاني منه هو غياب العدالة في أرضنا و سيادة الظلم بكافة صوره.سيادة الطغيان
كدائرة لا مناص منها و لا نهاية لها.الظلم في بلادنا لا يكتفي باغتيالها بالتدريج
و لكنه يلبس رداء القيم و الدين و الحفاظ علي العادات و التقاليد . هل رأيتم في
حياتكم طغياناً يدعي أنه هو دين ؟ هل رأيتم في حياتكم إجحافاً يتزين بالقيم و
العادات ؟ هل أبصرتم ظلماً باسم الحفاظ علي الوطن ؟ إن كانت اجابتكم بلا ،
فاعذروني إن قلت أني لا أكاد أصدقكم ؛ لأنكم غالباً لا تدرون معني أسئلتي إن أجبتم
ب "لا".
في بلادنا
المسيحيون يطغون علي المسلمين باسم الدين و العكس أكثر ذيوعًا ، المسيحيون يسلبون
الحق في كل مناصب الحكم ؛باسم الدين. يمنع الطفل/ة فيهم حقه/افي أن يحلم / تحلم
بالرئاسة.المسيحيون في مصر يعتبرون واهمين و دعاة فتنة إن طلبوا حقهم أو أبوا أن
يبقوا مواطنين منقوصي الحقوق. رفض المواد الدينية
في الدستور ، التي تكاد تنكر وجود خلفية قبطية لمصر ، و تفرض علي المسيحيين
أن يحيوا في وطن هويته السياسية لدين لا يؤمنون به . وطن يسمي لافض هذه المواد ارتداداً إن كان من
مسلم/ة و ثارة فتنة إن كان من مسيحي/ة.
في
بلادنا المرأة بلا عقل و لا خيار .تستسلم لطغيان المجتمع ضدها و ترفض الحرية و
تعتاد العبودية ، حتي أنها تتصدي لمن يرغبون لها التحرر من قيودها. المرأة تقمع
المرأة ؛لأنها اعتادت أن مصيرها القمع. المرأة محرومة من كل حقوقها السياسية و
يجاملها و يمن عليها السياسيون بمنحها وزارة غير سيادية أو وضع اسمها في ذيل قوائم
الترشح. و يمن عليها المجتمع بأنه أعطاها حق التعليم و العمل في كثير من المجالات
شريطة ألا تحلم بمنصب الرئاسة أو حتي مجرد العمل في قطاع أمني كالجيش أو الشرطة .و
يمن عليها المجتمع مرة اّخري ؛لأنه سمح لها أصلاً بأن تخرج من المنزل ، فاذا أرتدت
ملابس لا ترضيه ، جلدها المجتمع و طغي عليها و ربما اتهمها بالفجر ، و إن فكرت في
تخطي خطوط هذا المجتمع الحمراء ، كتدخين السجائر في المناطق العامة أو ارتداء ثياب
كاشفة (لا ضيقة ؛فالمجتمع يتقبل الضيق لا الكاشف) أو السير ليلأً أو الحياة بلا
أهل ، لربما بل غالباً سيقذفها المجتمع بالعهر.
و في
بلادنا إن تكاتف الفقر مع الجهل علي المرأة وجدت نفسها أمة بكل ما في الكلمة من
معانٍ بدون أي صورة بلاغية فهي ستجد نفسها فريسة لمن يشتريها أمة بأرخص الأثمان
ليتمتع بها قليلاً في الصيف ثم يرميها بعد أن يمل منها كالأمة ، و لكن بفرق وحيد ،
الأمة ان أنجبت تحررت ووجب علي السيد الاعتراف بالوليد ، و لكن الأمة المصرية في
هذا القرن إن أنجبت بقت أمة ، و لن تجد
والداً يعترف لها بالابن /الابنة ؛لأنه سيكون قد أنهي إجازته معها. في
بداية حياتها قبل أن تبلغ و تصير جاهزة للبيع تجد نفسها تعمل خادمة منازل لتوفر
المال لتعليم أخيها؛ لأنه الذكر و هو من كتب له الحياة كريماً لا عبداً ، و غالباً
ستختن حتي تطمئن العائلة أنها ستظل عذراء حتي تباع إلي السيد؛ لأنها إن لم تظل عذراء
فستكون عقوبتها الموت حتي و إن كانت مغتصبة.أما أخيها الذي عملت خادمة لتعليمه و
ربما أخذ مالاً من أرباح صفقة بيعها حي و إن زني عشرات المرات لا يعيبه شيء.
في
بلادنا الفقراء هم نموذج لصفوة الطغيان ،
الكل يطغي عليهم ، الكل ينظر إليهم بإهمال و ربما ازدراء حتي السياسيين الذين
يعشقون وقفتهم و هم يدعون أنهم يدافعون عن الفقراء في مصر ، و أنهم من الفقراء، و
حتي الكتاب الذين يسطرون كتباً و مراجع عنهم يستغلونهم كمادة كتابة ( حتي أنا و
أنا أكتب الاًن أظلمهم بشكل ما و استغلهم بطريقة ما).الوحيدون الذين يمدون يد
العون لهم هم شباب صغير يقطع من وقته ليمارس نشاطاً يخدمهم بصدق في أحيائهم
الفقيرة.الفقراء في مصر لا يجدون قوت يومهم أكثر من 40% من شعبنا فقراء ! 10
ملايين يعيشون تحت أسقف من ورق ، و في منازل أضعف من الخشب الخام المتساقط من
الأشجار ! 90% من أطفالنا يتعلمون تعليمًا يكفي لنسف عقول أجيال بأكملها، أو لا
يتعلمون أصلاً و يجوبون الشوارع يبيعون المناديل و الكرامة، أو يتحولون –كما هو
طبيعي- إلي بلطجية ، و نحن نصيح :" انظروا إنهم يحرقون تراث مصر!"
ثم
يأتي رجال الأعمال الذين لا تقل ثروة الواحد فيهم عما يوازي إنشاء 100 مدرسة أو
مستشفي لائقة بالفقراء ليصيحوا و يصرخوا و يتدللوا علي حكومتنا الرشيدة عندما
تستجدي منهم نسبة لا تكاد تري من أرباحهم لإنقاذ هؤلاء المنسييون ، و تخضع لهم
الحكومة و الحكام و حتي الأحزاب السياسية لأنهم جزء منهم و الأهم أقوياء يملكون
تحقيق الطغيان لا الخضوع له؛ لأن أغلب هذه القوي السياسية و أغلب السياسيين
يستغلون الفقراء ليظلوا حكامًا و مدعمين من الفقراء.
إنها
دولة الطغيان ، إنها أرض الظلم ، إنه خراج الإجحاف. متي نعدل ؟ متي لا نكون
عنصريين نضطهد كل ضعيف كان امرأة أو أقلية دينية أو سياسية أو فقير؟ متي تنتهي
دائرة الظلم التي بلا نهاية؟ متي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق