الخميس، 14 أغسطس 2014

ثمن الخيانة

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

    عام علي الخيانة.
   عام مضي و أيدينا ملطخة بالدماء، عام مضي و نحن نحمل دم الشهداء.
    عام مضي دفعنا فيه ثمن شيء من دمائهم، و سندفع المزيد.
 
     منذ عام بدأنا طريق الوحشية.
   
      خنا مبادئنا و قبلنا بالقمع، و القتل و التمثيل و السجن و التعذيب لمن نراهم علي خطيئة سياسية.  لم يعنينا دماء من لا ننتمي لهم، من نراهم مختلفين يستحقون السحق.  قبلنا بازدواج المعايير و قبول الوحشية تجاه المختلف/ة؛ لكونه/ا مختلف/ة.  رأينا المئات يقتلون أمام أعيننا و وقفنا نعين القاتل، نصفق للدماء. طبلنا للقمع، و القتل.  صرنا وحوشًا متجردة من الإنسانية، حينها حفرنا بأيدينا مجري الدماء، بنينا أسوار الزنازين، و صنعنا أكبال الصوت.
       
     
       و ندفع الثمن.
       
        الأحد و أربعون ألف معتقل، و مئات القتلي ، و الطلاب المفصلون، و سياسات التضييق علي حرية الإعلام و الممارسة السياسية الطلابية و التجمع و التظاهر، و كافة صور التعبير عن الرأي، و الحريات الدينية بل حتي التضييق علي حقوق الأقليات الدينية و الجنسية هو ثمن مبدأي للخيانة و الأسوأ قادم.

          ثمن الدماء و الخيانة ليس ضئيلاً. لا يمكن أن نعيش بحرية أو بعدالة و نحن نحمل دماء بررناها و صفقنا لسفحها. لا يمكن أن نترك دون أن ندفع ثمن صمتنا علي الظلم و القمع بل تطبيلنا له. يجب أن يأتي الدور علينا. كل من صفق/ت، صمت/ت يدفع/تدفع الثمن بالدور. سندفعه جميعًا.
         
          ربما يملك/تملك كل من طبل/ت فرصة للتوبة، لكن حتي التوبة لن تعيد من فقد لمن تعذب.

           ربما نملك فرصة التوبة قبل أن يصير الثمن أبهظ، و  لكننا حتمًا سندفقع الثمن. صعب أن ينجوأحد، فأغلبنا ملطخ/ة بالدماء. أغلبنا لحظة صفق أو صمت.

           ليس السفاحون من قتلوا و حسب. السفاحون من صفقوا للدماء، و القتلة بالتواطؤ الصامتون.
   
           و كل قاتل/ة مصيره/ا دفع الثمن،
             ثمن الخيانة
             ثمن الدماء.
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق