(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).
أنت تفرض/ين ما هو صواب لك؛ أليس كذلك؟
أنت
تريد/ين أن تجعل/ين الاّخرين مثلك أويخضعون لما تؤمن/ين أنه صواب أوعلي الأقل لا
يظهرون اختلافهم أمامك؛ أليس كذلك؟
أنت
تؤمن/ين أن الحقيقة واحدة مطلقة وأنك تملكها/تملكينها، وأنك يحق لك أن تفرض/ي هذه
الحقيقة قسرًا وقهرًا علي الاّخرين؛ أليس كذلك؟
أنت
ديكتاتور/ة تؤمن/ين أن معك حق فرض قناعاتك علي الاّخرين؛ ما دمت أنت المحق/ة؛ أليس
كذلك؟
أنت
مزدوج/ة ومنافق/ة تريد/ين للناس أن يبدوا أمامك بشكل مناسب لقناعاتك حتي وإن فتحت
لهم بابًا خلفيًا يمارسون فيه كل ما يخالف قناعاتك ما دام الباب خلفك، و تستطيع/ين
أن تتظاهر/ي أنك لا تراه/ترينه؛ أليس كذلك؟
إن
قلت أنك لست كذلك؛ فدع/ي المراّة، تأخذ فرصتها لتريك/ي مشاهد منك، تؤكد لك الصورة
التي تظهر فيها.
أنت
تقول/ين أنك ضد داعش، وأفكارها الداعشية الإرهابية؛ فهل أنت مختلف/ة؟
هل
لن تضرب/ي أو تنكل/ي بملحد/ة إن سمعت كلامه/ا أمامك أو تبلغ/ين الشرطة عنه/ا أو
علي الأقل تصفق/ين للشرطة إن ألقت القبض عليه/ا؛ لتخلصك من المختلفين عنك دينيًا،
والذين يدعون أن إلهك غير موجود؟
ألن
تقول/ي عن المتحولة جنسيًا من ذكر لأنثي أنها ذكر مخنث يستحق القتل أو فرض الرجولة
بالقوة عليه؟ ألن تؤيد/ي التعقيدات الموضوعة أمام أي متحولة لإتمام تحولها؟ ألا
تنفر/ين منها أو حتي تضربها/تضربينها أو تنكل/ي بها إن علمت جنسها السابق؟ ألن
تؤيد/ين الداخيلة ضدها وهي تعتقلها لارتداء ملابس أنثي أو ترفض تغيير الجنس لها في
البطاقة ضد إرادة الأطباء؟
ألن
تحبس/ي ابنتك إن أحبت مسيحيًا، وتضربها/تضربينها، وتربيها/تربينها وتحاول/ين قتل
المسيحي أو تأديبه، وإشعال الفتنة في منطقتك؛ لأن فردًا من قبيلة معادية كاد أن
يمس فرج ابنتك؟
ألن تدافع
-بل ربما- تنفذ أنت حكم الإعدام، وحتي الاغتصاب علي مثلي إن علمت ميله الجنسي؟ وإن
كنت "مثقفًا" ستقول أنه "مريض نفسي"، و يجب فرض العلاج عليه؟
ألن
تنظر/ي باحتقار لامرأة ترتدي ملابس لا تعجبك في الشارع أو تتصرف مع ذكر بطريقة
تراها/ترينها فاجرة؟
ستقول/ين لي في كل ذلك أن معك الحق، وأن كل هؤلاء يختلفون عن عادات وتقاليد
المجتمع الشرقي، و تعاليم الإسلام، وقد يكون مصيرهم النار، ومصر دولة إسلامية،
بأغلبية مسلمة. لن أتناقش معك في ذلك لكن دعني/دعيني أسألك سؤالاً.
هل
تؤيد/ين منع الحجاب أو الاّذان في أي دولة أوروبية؟
هل
تؤيد/ين حرية نشر الرسومات المسيئة للرسول؟
إن
كانت إجابتك بلا، فأنت مزدوج/ة منافق/ة؛ لأن هذه الدولة بأغلبية غير مسلمة، وتؤمن
بعادات وتقاليد تعتبر الحجاب، و الاّذان شيء يناقض مبادئها. وإن كانت إجابتك بنعم
فأنت تؤمن/ين أن الحق قوامه قوة الأغلبية، وهي فكرة ستجعل الحق الذي تؤمن/ين به
مصدره ليس الإسلام أو المباديء التي تؤمن/ين بها، إنما مصدره امتلاكك للأغلبية.
أريد أن أؤكد لك شيئًا اّخر، أنت منافق/ة
فيه.
أنت
تفتح/ين الباب الخلفي لكل ما تريد/ين طمسه في مواجهتك.
ألا
تسمح/ين لابنتك بإحضار صديقتها للمنزل، والبقاء معها في غرفة مغلقة لوقت طويل؟ ألا
تحضري/ين بنفسك لابنتك امرأة تساعدها في إزالة شعر جسدها نصف عارًا، وهما وحدهما؟
ألا تسمح/ين لابنك أن يمضي وقتًا طويلاً في بيت صديقه للمذاكرة؟
ألا
تسمح/ين لكل شخص بأن يفكر سرًا في الله-عزوجل- كما يشاء، و يقول ما يشاء بصوت
منخفض مع مجموعات مغلقة، طالما لا ينشر أفكاره بأي طريق حتي الشبكة العنكبوتية؟
ألا
تسمح/ين لمن حولك أن يتركوا الصلاة ماداموا يصلون الجمعة بالجامع؟
ألا
تسمح/ين للناس بالإفطار في رمضان ماداموا لا يجهرون أمام الاّخرين؟
ألن
تتسامح مع خطأ لابنتك أو لزوجتك ما دام غشاء البكارة "الدليل الظاهر"
سليم، و مادامت لا تعلم أنك تعرف عن علاقاتها؟
ألن
تتغاضي عن متحولة جنسيًا إن كانت تمارس أنوثتها في غرفتها المغلقة؟
لا
أريد أن أطيل أكثر، فقط أريدك أن تستعيد/ين بقية المشاهد في ذاكرتك، بدلاً من
المراّة.
لكنني أعلم أنك تكره/ين المرايا، و ستكره/ين هذا الجزء من الذاكرة.
أعلم أنك غالبًا ستختار/ين ألا تنظر/ين إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق