الأربعاء، 11 يوليو 2018

سلسلة خبرات السفر: قبرص

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

قبرص من أكبر جزر البحر المتوسط، وهي قريبة من لبنان وعلي حدود تركيا واليونان. وتاريخيا بسبب موقعها الاستراتيجي شهدت كثيرا من العصور والحضارات؛ لأن السيطرة عليها كانت هدفا استراتيجيا لها.

وهي حاليا تعد من أكثر دول العالم تسلحا، وبها قواعد عسكرية لتركيا واليونان وبريطانيا و قوات حفظ السلام الدولي. وأكثر القواعد بها ملك لتركيا لأن تركيا احتلت ٣٧% من مساحة قبرص عام ١٩٧٤. عام ١٩٧٤ دخلت تركيا أغني مناطق قبرص فاماجوستا واحتلتها وكانت منتجعا للأثرياء في قبرص. وطردت الأثرياء الذين تركوا أشياءهم خلفهم، وقذفت أغلي الفنادق بالصواريخ؛ ومنذ ذلك الوقت وتركيا تحتل أكثر من ثلث مساحة الجزيزة فيما يعرف بقبرص التركية. وعلي الحدود بين القبرصتين توجد قوات حفظ سلام من سولفاكيا وقوات من بقايا الاحتلال الإنجليزي، وقوات قبرصية وقوات تركية. ويسمح بالعبور بين القبرصتين بباسبور صالح لأي سائح.

القبارصة لم يستسلموا لهذا الوضع بل قرروا الاستفادة منه لأقصي درجة حيث تنظم الشركات القبرصية السياحية رحلات إلي فامجوستا تحت اسم "مدينة الأشباح" غير الأرباح الكبيرة التي تجنيها قبرص من هذه الرحلات (خاصة مع جاذبية فكرة المنطقة الأوروبية المحتلة المطرود أهلها منها للاوروبيين) فقبرص تستغل الموقف لتسويق قضيتها القبرصية للعالم. فالمرشدين السياحيين القبرصيين يجعلونها رحلة مسية للدفاع عن بلدهم وتعريف العالم بقصيتهم.

قبرص مجتمع مختلط. ففيها يونانيون يؤمنون بأن قبرص يونانية، وفيها قبارصة يؤمنون أن قبرص مستقلة. وبوجه عام قبرص خليط من ثقافة البحر المتوسط المحافظة والثقافة الأوروبية. ويميل القبارصة لمحاولة اكساب نفسهم المظهر الإوروبي أكثر. وبقبرص يوجد من الثقافة الاوروبية فكرة الطبقة المتوسط الكبيرة وغياب التفاوت بين الطبقات، وفتح الشواطيء للعامة وعدم وجود شواطيء للخاصة، واحترام الحياة الشخصية للأفراد، والتفاني في العمل، والقوانين غير الدينية. ومن الثقافة البحر متوسط يوجد فكرة أن البيوت ملكية أسرية تنتقل جيلا بعد جيل، والطابع الدافيء نسبيا للقبارصة، وروح الدعابة خاصة السياسية لديهم، والنظرة المرتفعة لما هو أوروبي، وبعض مظاهر الأورثوذكسية مثل ارتداء بعض النساء كبيرات السن للأسود، ومثل مظاهر الريف القبرصي، وعدم تهذيب الأطفال، والانخفاض النسبي للأسعار بالمقارنة بأوروبا.

بسهولة يمكن رؤية الفرق بين القبرصتين؛ حيث بقبرص التركية توجد فوارق شاسعة بين الطبقات، وغياب للنظافة في كثير من الأماكن، ومطالبة الجمهور بدفع النقود مقابل استعمال دورات المياه العامة. ومع ذلك تبقي قبرص التركية متحضرة نسبيا في التعليم؛ حيث يصطف الأطفال ويقيمون عروضا راقصة مدرسية في الشوارع بنظام.

الشعب بوجه عام هاديء ومحترم، ومهذب وغني عن الذكر عدم وجود تحرش. وتعتبر الدولة إلي حد ما محافظة، ويحتاج إدراك ذلك إلي خبرة في النظر إلي التفاصيل الصغيرة الاجتماعية.

طبيعة قبرص خلابة، وجبل ترودوس من أجمل ما يمكن وهو أعلي قمة في قبرص. وشواطيء قبرص وأثارها الرومانية رائعة الجمال.

بقي أن أذكر أن أهم حيوانين بقبرص هما القطة الحمار. القطط منتشرة بكل مكان، وتوجد أسطورة حولها. أما الحمير فتنتشر بالريف القبرصي، وهناك رحلة سياحية في قبرص لركوب الحمير. ويستخدم لبن الحمار كمستحر تجميلي رئيسي في قبرص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق