الخميس، 12 يوليو 2018

سلسلة خبرات السفر: تونس

هناك ما أريد أن أكتبه منذ فترة عن تونس. ذهبت إلي تونس في ٢٠١٦ مع أمي في مؤتمر بحثي عالمي؛ وكنت الطالبة الجامعية الوحيدة، حيث أن جميع المقدمين الاخرين كانوا من أساتذة الجامعة. بحثي  عن الجيتوهات الفكرية في المؤتمر نشر بعد ذلك في ٢٠١٧ في مجلة علمية دولية.

تونس كانت ومازالت بالنسبة إلي من أجمل البلدان التي زرتها في حياتي ومن أكثرها ثراء وتأثيرا فكريا في. ومع الهجوم الذي تلقاه تونس ممن يجهلون شخصيتها الثقافية المختلفة؛ أردت أن أكتب عن تجربتي فيها.

تونس ليست كما يظن الكثيرون بلدا مغربة وفاقدة لهويتها العربية والإسلامية. تونس علي النقيض من ذلك تماما تعتز وبشدة بهويتها وميراثها الثقافي العربي والإسلامي، و الشعب التونسي يتحدث كثيرا عن العروبة الضائعة. تونس تحتفظ معماريا تماما بتراثها التونسي الإسلامي حتي مناطق الأثرياء فيها مثل سيدي بوسعيد لا يوجد بها أي بناء علي الشكل الغربي مثل كمبوندات مصر. والقادم من دولة أغلبيتها مسلمة يعامل في الرسوم السياسية علي زيارة الاثار الإسلامية معاملة التونسيين (لا يدفع رسوما). تونس تحافظ علي توازن مبهر بين هويتها العربية والإسلامية والوطنية وتأثر مدهش بالثقافة الأوروبية.
الشعب بوجه عام كله متعلم جيدا ومثقف حتي الذي لم يكملوا تعليمهم العالي والعاملين بالنظافة؛ ويتقنون العربية الفصحى السليمة والفرنسية ويعرفون شيئا من الانجليزية.
بوجه عام لا يوجد تفاوت كبير في الطبقات وغالبية الشعب من الطبقة المتوسطة الراقية. ورغم شكواهم من سقوط الاقتصاد بعد الثروة إلا أن الدينار التونسي كان يساوي حينها نصف دولار. والاسعار إغلبها في متناول الافراد. وكل مدينة في تونس متخصصة في سلعة محددة تنتجها بكثرة ويعمل بها أفراد المدينة، وتضع تمثالا للسلعة علي مدخلها.
وضع المرأة طبعا أفضل من أي بلد عربي اخر، ولا يوجد تحرش طبعا بغض النظر عن الملبس ولكن يبقي هناك ميل لتعيين حتي الشرطيات في أماكن مثل التفتيش والجوازات.
تونس لم تتخلص تماما من ميراثها الأمني، فمازال هناك تضييق علي الإعلام ووجود لدولة أمنية إلا أن تونس بها حرية تظاهر كبيرة حتي طلاب المدارس يخرجون في مظاهرات علي الوزارة أحيانا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق