سلوفاكيا-براتسلافا
رغم أن سلوفاكيا يفترض أن تكون الجزء الفقير الذي أنقسم
من التشيكسلوفاكيا إلا أن شعبها أكثر تحضرًا من الشعب التشيكي. فالشعب في سلوفاكيا
ليس أبدًا مخادعًا أو نصابًا، وحتي سائقي الأجرة لا يستغلون السياح. صحيح أن الشعب
في سلوفاكيا لديه درجة من البرودة، والجفاء، وفرض الحدود في التعامل إلا أنه لا
يوصف أبدًا بقلة الذوق كالشعب التشيكي، والخدمة بوجه عام في سلوفاكيا مرتفعة
المستوي.
أول شيء سأذكره في سلوفاكيا هو الطعام؛ لأنني شعرت
بسعادة غامرة بعد حرمان عندما ذقت الأكل السلوفاكي؛ فيكاد يكون السلوفاك هم الشعب
الوحيد بعد الإيطاليين الذي أحببت طعامهم في أوروبا؛ وهم مشهورون بالجبنة المقلية
وأقراص البطاطس المقلية الدائرية، وشربة قرع العسل الذين لم أذق في جمالهم من قبل.
وهذا شيء مميز لأن ألمانيا والنمسا والتشيك لا يوجد بهم طعام شهي مطلقًا، وربما
يبرر ذلك شهرة المطعم الإيطالي في أوروبا (نظرًا لضعف مهارات الشعوب الأوروبية
الأخري في الطبخ الشهي). لكن للأمانة
فالطعام في دولة مثل ألمانيا قد لا يكون شهيًا إلا أنه عملي مثل كل شيء بألمانيا،
فهو مليء بالدهون التي يحتاجها الألمان في جوهم البارد.
سلوفاكيا يوجد بها ميراث قوي من أدب الطفل، والفنون
الشعبية المرتبطة بقصص الأطفال. يوجد بسلوفاكيا مثل التشيك عرائس ماريونت، وكثير
منها مرعب إلا أنه كذلك يوجد بها عرائس وأشكال قصصية أكثر طيبة، وبراءة، وبشكل خاص
يوجد الكثير من التماثيل، والأجراس بهيئة فئران كارتونية. أقول بثقة أن براتسلافا
هي مدينة أدب الطفل الحديث والقديم، وشعرت وأنا في أحد محلات الهدايا فيها أن
الطفلة داخلي تقف وسط جنتها التي تبتسم فيها، وتلعب، وترغب في شراء كل جزء منها.
وتشتهر سلوفاكيا بنوع معين من العرائس مصنوعة من أوراق الذرة بأشكال تقليدية.
براتسلافا من أصغر المدن، ويمكن لفها بأكملها لكل
معالمها خلال ساعتين، أكبر كنائسها هي كنيسة سان مارتن، وبها كنائس أخري جميلة
ومميزة منها كنيسة الفرانسيسكان التي يزيد عمرها عن السبعمائة سنة، ويوجد بها
قلعة، وقصر رئاسي بسيط، ومعبد يهودي، وجسر شهير يسمي بجسر اليو إف أو شكله مثل
مركبة فضائية. وغالبًا ما تكون الجولة حول براتسلافا مجانية، وكثيرًا ما يختار
السياح أن يقوموا بهذه الرحلة بأنفسهم بدون مرشد، مع الاستعانة بمساعدة كشك
المعلومات. وأهم ما يميز شوارع براتسلافا هو إنتشار التماثيل المختلفة المتميز
شكلها في كل مكان، ويقوم السياح بنشاط يسمي "صيد التماثيل" حيث يبحثون
عن تماثيل مميزة للتصوير بجانبها.
براتسلافا هي مدينة رخيصة جدًا، وأسعارها موازية أو أقل
من مصر حتي رغم أنها تستعمل اليورو كعملة. وتصل أسعار الملابس فيها في بعض المحلات
الأنيقة وقت التخفيضات إلي ما بين ثلاثة وسبعة يورو للقطعة أي ما يوازي 70 و150
جنيه مصري. ويوجد في براتسلافا كثير ممن يعيشون في الشوارع، ويتجولون ممسكين بعلب
البيرة وعارين الصدر في الصيف إلا أنهم أشخاص مسالمون ولا يتعرضون لأحد حتي أثناء
سكرهم، والشعب بوجه عام أهدي من الشعب التشيكي وأقل ميلاً للخلافات. وتنتشر ذوات
الشعر الأحمر في سلوفاكيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق