الثلاثاء، 12 يونيو 2012
لم تسقط (جمهورية الخوف)
( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
أذكر أنني كنت في حفلة كنيسة قصر الدوبارة لتكريم أسر الشهداء عقب الثورة بقليل ، و وقف د/عمرو الشوبكي أمامنا يتحدث قبل استلامه لجائزة تكريمه يقول أن الثورة حققت سقوط (جمهورية الخوف) التي كان بها الجميع يخشي الجميع ، المسيحيون يخشون المسلمين ، و المسلمون يخشون المسحيين ، و الليبراليون و المسيحييون يخافون الاخوان ، و الاخوان يخافون الليبراليين .و لكن اليوم نعلم جميعًا أن (جمهورية الخوف) لم تسقط و أنها مازالت داخلنا، و مازال (الخوف) محركنا و هو كان مفتاح الانتخابات الرئاسية و سيكون مفتاح دورة الاعادة.
بكل صراحة و بدون تجميل الغالبية الكاسحة من الناخبين كانوا يختارون في الجولة الأولي بالخوف. كتبت حينها و قبلها في الانتخابات البرلمانية (نحن نملك الخيار) ، كنت أريد ألا نخاف ،أن نثبت أن جمهورية الخوف قد ولت الي الأبد. و لكننا أقررنا بارادتنا أننا لسنا أحرارًا و لا نملك الخيار و أننا مازلنا أسري سجون (جمهورية الخوف).
من اختار/ت ( شفيق) كان للخوف من الاسلاميين أو للخوف و الرغبة في الأمن و الاستقرار الذي قد يحملهما معه ، من اختار/ت (أبو الفتوح) أو ( حمدين) كان الاختيار مبنيًا علي الارتعاب من رجوع الفلول.و هناك من فضل (حمدين) خوفًا من الوحشين المرعبين الاسلاميين و الفلول ، و هناك من اختار (أبو الفتوح) خوفًا من الفلول و المتشديين الاسلاميين و الناصريين.لم أكد أعرف كثيرين اختاروا مرشحًا ايمانًا به ، و لكن الغالبية العظمي اختارت و هي سجينة خوف من طرف ما ، خوف يقيدنا جيعًا بقيود لا تنفك و يحبسنا داخل قلاعٍِِ حصينة منيعة في جمهورية كتبت علينا و صنعناها بأيدينا (جمهورية الخوف).
لنتذكر سويًا من اختار/ت في الانتخابات البرلمانية الاخوان كان يخاف/ تخاف السلفيين من ناحية أو الليبراليين ، من اختار/ت الليبراليين كان يخاف/ تخاف الاخوان و السلفيين ، و من اختار/ت أي منهما كان يخاف الفلول.قلة لا تكاد تذكر اختارت من اّمنت به، و هو ما تكرر في الانتخابات الرئاسية و ما سيتكرر في جولتها الثانية.
من سيختار/ستختار (مرسي) يرتعب/ ترتعب من (شفيق) و عودة نظام مبارك بدون مبارك ، ومن سيختار/ستختار (شفيق) مرتعب/ة من الاخوان و سيطرتهم علي كل شبر في الدولة و ما يمكن أن يفعلوه بالجميع بعد امتلاكهم لكل شيء. الكل خائف ، تلك هي الحقيقة ، كلنا عبيد لم نتحرر ، و لا نريد أن نتحرر علي ما يبدو .لماذا لا نختار بحرية ؟ لماذا نصر علي أن نختار بخوف ؟ لماذا نريد أن نأثم و نبني دعائم (جمهورية الخوف) بأيدينا؟قلتها من قبل في الانتخابات البرلمانية و الرئاسية و أقولها الاّن في جولة الاعادة و ربما سأظل أقولها طويلاً بامتداد استمرارية (جمهورية الخوف) ، لا تختار/ي الا من تؤمن/ي به ، لا تعطِ/ي صوتك لمن لا تؤمن/ين به أعطه/أعطيه لمن يستحقه ، و ان رأيت أنه لا يوجد من يستحقه لا تعطيه أحدًا .و لكن أبدًا لا تختار/ي ؛لأنك تخاف/ي ، و الا كنت تلوث/ين يديك بالأسمنت الذي تبني به قلاع (جمهورية الخوف).
خيانة الثورة الحقيقة هي –في اعتقادي- في أن نسمح ل(جمهورية الخوف) أن تستمر و أن نشيدها بأنفسنا ، و أن نختار بخوفنا و عجزنا لا بحريتنا. أجل و رغم كل شئء مازالنا نملك الخيار و سنظل نملكه ، ان أردنا أن نكون أحرارًا ، سيبقي لدينا الخيار حتي ألا نختار.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق