( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
أخطر أسلوب لقمع المفكرين في الدول الدينية
علي مر العصور ، لتثبيت أركان الدولة الدينية الديكتاتورية هو اتهامهم بازدراء
الدين أو إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة أو الفسوق عن الدين . هذه الاتهامات
قد تودي بحياتهم في بعض الأحيان و قد تكون مجرد قرصة أذنِ صغيرة أو تدمير سمعة ،و
لكنها في كل الأحوال تكون الفزاعة التي تكمم أفواه كل مفكر/ة ،معارض/ة أو حتي
إنسان/ة عادي/ة متسائل/ة إن هاجم/ة الحكام ، و توطد دعائم الدولة الدينية
الديكتاتورية .هكذا علمنا التاريخ ، و حتي و إن كنا جاهلين بالتاريخ فلو نظرنا فقط
لما يحدث علي بعد خطوات منا في السودان أو السعودية لوجدنا أن التاريخ ليس وحده من
يعلمنا.
الأخطر من تهمة ازدراء الأديان ذاتها و التي تكفر كل من فكر أو نقد بحرية ،
و يمكن تفصيلها حسب المقاس ، لتناسب كل فكرة و تأول كل مقولة بالنية السيئة لقمع
الفكر و النقد ،أن تمتزج هذه الفكرة في خليط سام مع تهمة إهانة الرئيس أو أي رمز
سياسي ؛لأن هذا يعني و بكل بساطة أن الرئيس سيصبح مرتبطًا بالدين ، ستصبح له قدسية
الدين ، و للاعتراض عليه منزلة تحقير الدين. سيصير الرئيس رمزًا للدولة الدينية ،
سيقطن حصنًا منيعًا يحرم مسّه يسمي الدين ، و ستصير بالتبعية لقراراته قداسة أوامر
الدين، و النتيجة المباشرة لذلك هي أن كل نقد يوجه له سيقرن بالهجوم علي الدين و
الخروج عليه، و كل مهاجم/ة أو معارض/ة سيغدو/ستغدو خارجًا/ةً عن الدين ،مارق/ة ،و
توجب عليه/ا الاستاتبة أو سيعد/ستعد من الكافرين.
أنا لا أفضل باسم يوسف علي الإطلاق ؛فأسلوب السخرية في برنامجه أراه فجًا ،
و لكن التهمة الموجهة إلي باسم يوسف الاّن قمة في الخطورة ، و يجب أن ندق لها
ناقوس الخطر الاّن قبيل فوات الأوان ، قبيل الندم ، و البكاء علي أطلال حرية الفكر
، النقد ، و التعبير. لا يجب أبدًا أن نكمم أفواهنا ، أن نغض الطرف عن أي تهديد
،أي بطاقة حمراء ترفع في وجه النقد ،الفكر أو التعبير. إن صمتنا الاّن ،إن تغافلنا
،فلنعلم أن الدور قريبًا جدًا سيكون علينا نحن ، علي أقلامنا ،كلماتنا ،بل و حتي
صوتنا.
لا ،لا يجب أن نخضع ، يجب أن نزأر ،أن نمزق
إربًا كل بطاقة حمراء ترفع باسم الدين في وجه الكلمة. يجب أن نزأر قبل أن نسلب
صوتنا ، يجب أن نمزق البطاقات الحمراء قبل أن تشل أقلامنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق