الثلاثاء، 2 أبريل 2013

ازدراء الأديان و إهانة الرئيس


            ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
            
             أخطر أسلوب لقمع المفكرين في الدول الدينية علي مر العصور ، لتثبيت أركان الدولة الدينية الديكتاتورية هو اتهامهم بازدراء الدين أو إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة أو الفسوق عن الدين . هذه الاتهامات قد تودي بحياتهم في بعض الأحيان و قد تكون مجرد قرصة أذنِ صغيرة أو تدمير سمعة ،و لكنها في كل الأحوال تكون الفزاعة التي تكمم أفواه كل مفكر/ة ،معارض/ة أو حتي إنسان/ة عادي/ة متسائل/ة إن هاجم/ة الحكام ، و توطد دعائم الدولة الدينية الديكتاتورية .هكذا علمنا التاريخ ، و حتي و إن كنا جاهلين بالتاريخ فلو نظرنا فقط لما يحدث علي بعد خطوات منا في السودان أو السعودية لوجدنا أن التاريخ ليس وحده من يعلمنا.
               الأخطر من تهمة ازدراء الأديان ذاتها و التي تكفر كل من فكر أو نقد بحرية ، و يمكن تفصيلها حسب المقاس ، لتناسب كل فكرة و تأول كل مقولة بالنية السيئة لقمع الفكر و النقد ،أن تمتزج هذه الفكرة في خليط سام مع تهمة إهانة الرئيس أو أي رمز سياسي ؛لأن هذا يعني و بكل بساطة أن الرئيس سيصبح مرتبطًا بالدين ، ستصبح له قدسية الدين ، و للاعتراض عليه منزلة تحقير الدين. سيصير الرئيس رمزًا للدولة الدينية ، سيقطن حصنًا منيعًا يحرم مسّه يسمي الدين ، و ستصير بالتبعية لقراراته قداسة أوامر الدين، و النتيجة المباشرة لذلك هي أن كل نقد يوجه له سيقرن بالهجوم علي الدين و الخروج عليه، و كل مهاجم/ة أو معارض/ة سيغدو/ستغدو خارجًا/ةً عن الدين ،مارق/ة ،و توجب عليه/ا الاستاتبة أو سيعد/ستعد من الكافرين.
              أنا لا أفضل باسم يوسف علي الإطلاق ؛فأسلوب السخرية في برنامجه أراه فجًا ، و لكن التهمة الموجهة إلي باسم يوسف الاّن قمة في الخطورة ، و يجب أن ندق لها ناقوس الخطر الاّن قبيل فوات الأوان ، قبيل الندم ، و البكاء علي أطلال حرية الفكر ، النقد ، و التعبير. لا يجب أبدًا أن نكمم أفواهنا ، أن نغض الطرف عن أي تهديد ،أي بطاقة حمراء ترفع في وجه النقد ،الفكر أو التعبير. إن صمتنا الاّن ،إن تغافلنا ،فلنعلم أن الدور قريبًا جدًا سيكون علينا نحن ، علي أقلامنا ،كلماتنا ،بل و حتي صوتنا.
           لا ،لا يجب أن نخضع ، يجب أن نزأر ،أن نمزق إربًا كل بطاقة حمراء ترفع باسم الدين في وجه الكلمة. يجب أن نزأر قبل أن نسلب صوتنا ، يجب أن نمزق البطاقات الحمراء قبل أن تشل أقلامنا.
          
              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق