( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
لماذا ولائي لمصر ؟ لماذا أدافع عنها ؟ لماذا
أقاتل لأجلها ؟ لماذا لم و لن أتركها أبدًا؟ لماذا أنا مستعدة أن أضع حياتي و
أحلامي علي المحك بل و أن أضحي بهما لأجلها ؟
ربما يكون جزء من السبب أن مصر بالنسبة إليَ مبدأ ، إيمان ، يقين ، و أنا
إنسانة لا تبالي بأي ثمنٍ قد تدفعه في سبيل الدفاع عن إيمانها ، و مبادئها.ربما
تكون مصر بالنسبة إليَ جزًء من كبريائي ، من كبري بمبادئي و إيماني ، ربما تكون
جزًء من التزاماتي التي يجب أن أؤديها. و لكنني أظن أن هناك أسبابًا أخري كثيرة ،
أسبابًا أهم كثيرًا لي كمصرية من هذه
المباديء و الأفكار الصماء ، أسبابًا تتعلق بمدي كوني جزًء من هذا الوطن ، جزًء من
هذه الأرض و لي فيها حق مثلما لكل من فيها.
أنا مصرية .أنا مصرية و لي حق في هذه الأرض ، إني جزء منها ، جزء من شعبها
، جزء من هويتها ، جزء من وجودها ، حتي و إن كنت جزًء صغيرًا جدًا لا يكاد
يري.علاقة بلادنا بنا علاقة متبادلة ؛ فنحن جزء منها ، و هي جزء منا. نحن جزء من
هويتها ، و هي جزء من هويتنا. نحن نكتسب جزًء من كينونتنا منها ، و هي تكتسب جزًء
من كينونتها منا. كل واحد/ة منا يشكل/تشكل جزًء صغيرًا من تكوين بلادنا،بأفكاره/ا
أو بأفعاله/ا ، جزًء قد لا يبدو مؤثرًا و لكنه تراكمي يظهر تأثيره بالتدريج . نحن
كمصريين نشكل هوية مصر كأفراد مثلما نشكل هويتها كمجتمع. من الناحية الأخري هي
تشكل جزًء من هويتنا،جزًء مهمًا جدًا من كينونتنا . كوننا مصريين يجعلنا نتأثر
بهويتنا المصرية ، بميراثنا الحضاري ، بتكويننا المجتمعي ، كوننا مصريين يجعلنا
نحمل جزًء من هوية مصر داخلنا كما تحمل هي جزًء من هويتنا داخلها.
ولاؤنا لهذه الأرض ، لهذه البلاد ينبع من انتمائنا لها، ينبع من كوننا جزء
منها ، و هي جزء منا.شعورنا أننا جزء من هذه البلاد هو ما يجعل هذه البلاد لنا ،
هو ما يجعلها ملكنا ، هو ما يجعلنا نحمل الوفاء و الولاء لترابها ، و هو ما يجعلنا
مستعدين لأن نضحي بكل شيء لأجلها. لأنها أرضنا نحن ؛لأنها بلادنا نحن ؛لأنها تنتمي
لنا و نحن لها ،نضحي بكل شيء لأجلها. أنا انتمي لهذه الأرض ، انتمي لهذه البلاد
؛لذلك أنا أحمل كل وفاء لها ، لذلك أنا مستعدة أن أعطيها حياتي.ملكي و أنا ملكها ،
مني و أنا منها.
لماذا
أدافع عن حقي فيها ؟ لماذا أقاتل لأجل حريتي فيها ؟ لماذا قد أضع حياتي و اسمي و
كبريائي علي المحك لأجل أنا أحيا فيها كما أنا و لكي يكون لي فيها
حق مساوٍ لكل من فيها ؟
لأنني أريد أن أشعر حقًا ، أن أؤمن بقلبي بأنني جزء منها ، أنني أشكلها ،
أنني جزء من هويتها كما هي جزء من هويتي.كيف أكون جزًء منها و أشكل هويتها و هي لا
تقبل هويتي داخلها ؟ و هي لا تقبل حريتي فيها ؟ كيف يمكن أن تكون علاقتنا متبادلة
إن كانت هي لا تقبل مني أن أشكل جزًء من
هويتها بهويتي؟ كيف أشعر أنني انتمي لها كما ينتمي لها كل من فيها و هي تقبلهم و
تجعلهم يشكلون هويتها و يحيون بحرية فيها و أنا لا تقبلني ، لا تجعلني أعطيها من
هويتي و لا أحيا حرة فيها ، و لا أساويهم في حقوقهم فيها؟ كيف يكون ولائي و وفائي
لها مساويًا لولاء و وفاء من أعطتهم هي الحق فيها ، في تكوينها ، في حريتهم فيها
أكثر مني ؟
أنا أريد أن يكون لي حق فيها مساوٍ لجميع من فيها ، أريد أن أحيا بحرية
فيها مثلما يحيا غيري فيها ،حينها سيكون لي و لها الحق في أن يكون لها ولائي و
وفائي مثلما لها وفاء و ولاء غيري الذين لهم حق كامل فيها.أريد أن تجعلني بهويتي
المختلفة عن كثيرين فيها أؤثر فيها و أشكل هويتها ، حتي يكون لي و لها الحق في أن
تؤثرهي فيَ و تشكل هي هويتي أنا .
لا أدري إن كنت محقة أم لا في طريقة تفكيري بحقي في مصر.و لكن أدرك أنني
أشعر بالانتماء لها ، و أشعر بالوفاء تجاهها ، و ذلك لا يجب إلا أن يكون نتيجة أو
سببًا لأن يكون لي حق كامل فيها ، حق في الحرية ، حق في أن أكون أنا و أنا أؤثر
بكينونتي فيها ، حق في أن تكون ملكي أنا
كما أنا ملكها ،و تنتمي لي كما انتمي لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق