الجمعة، 30 أغسطس 2013

التوفير

   خالتي تأمرني كثيراً أن أوفر و لا  أنفق ، و تصيح دائماً عندما تعلم الألعاب و الثياب التي اشتريها و أسعارها ، أنا لا أحبها ، انها تزعجني جداً و دائماً توجه لي الأوامر و النصائح التي لا أؤمن بها، أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
    خالتي متناقضة جداًُ. خالتي بخيلة جداً توبخني كلما رأتني بثوب جديد أو معي دمية جديدة غالية الثمن ، و تحب أن تعطيني دروساً لا معني لها عن التوفير و التدبير و مستقبلي و تردد علي ( القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود) و (إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين و كان الشيطان لربه كفوراً) هل تراني شيطاناً ؟ هل تراني أخت شيطان ؛لأنني اشتري لعبة ببي بليد الأصلية ، بينما تشتري لوحيد المسكين لعبة ببي بليد مزورة ؟ أنا لا أحبها أبداً .
     خالتي تفضحنا أمام الناس كلما خرجنا معًا نتغدي خارج المنزل ؛ فهي تتشاجر مع النادلين ، علي أسعار الطعام .اّخر مرة قالت لنادل مطعم البيتزا : " قطعة الخبز هذه تسميها بيتزا و تريد عليها 30 جنيهاً ، هذه سرقة!"  و عندما نكون عند خالتي في المنزل تحاول أن تحشينا طعاماً و لا تري هذا تبذيراً! مرة رأيت خالتي و هي تنظم المطبخ ، كانت تنظفه بقطعة ملابس داخلية و لا تقرف حتي ( توفر ثمن القماش!) ماما تشتكي لخالتي أنني أحدث مرنا في الهاتف كثيراً و فاتورة الهاتف تأتي مرتفعة كل شهر ( ماما مفترية فهي تحدث أصدقاءها بالساعات !أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!) خالتي الشمطاء قالت لها أن تأخذ الهاتف من الصالة و تضعه في غرفتها،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
     و خالتي مع كل هذا متناقضة و أنا لا أصدقها ؛لأنها رغم بخلها تفتح صنبور الماء عن اّخره و هي تغسل الصحون ، و تفتح كل أنوار المنزل بدون داعٍ ، و تلقي الماء الكثير علي الأرض و هي تنظف ، و تستخسر أن تصلح صنابير المياه في الحمام التي تنقط ماءاً كثيراً ، و بعد كل هذا تغضب من غلو فاتورة الماء و الكهرباء التي ترفعها (الحكومة).
         أنا لا أحب خالتي ، و لا أحب تناقضها استاذة بسمة قالت لنا مدرستنا مرة أن مشكلتنا أننا لا نعرف متي نوفر و ما نصرف ، و هذا يجعلنا نضيع مواردنا بدون داعٍ.استاذة بسمة دائماً تدهشني.
    

الجمعة، 9 أغسطس 2013

ثمن ازدواجنا الاّن

       ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

     يبدو أننا صرنا مستعدين أن نتراجع عن كل المبادئ التي قاتلنا لأجلها ، و خيانتها ، و أن نصير مزدوجين في إيماننا بها (أو عدم إيماننا) ،بسبب كراهيتنا بل مقتنا لحكم الإخوان ،الحكم الديني الديكتاتوري . كثيرون منا يبغضون حكم الإخوان ، كثيرون منا يؤمنون أنهم أثبتوا تمامًا أنهم لا يريدون سوي قيام الدولة الدينية الديكتاتورية التي تحمي الطغيان باستغلال الدين و تثبت أن الدولة الثيوقراطية الفاسدة الطاغية ليست حكرًا علي القرون الوسطي أو ما دون الإسلام من أديان أو حتي الإسلام الشيعي. و أنا من هؤلاء.
      لكن هذا لا علاقة له البتة بتبرير خيانة المباديء و القيم الليبرالية ، الديمقراطية ، و حتي الإنسانية لأجل الانتقام من ذلك النظام، أو لكي لا يسمح له العودة. لا يمكننا إن أردنا أن نحقق الليبرالية أو حتي الديمقراطية الحقيقية و الحرية أن نفعل ذلك و نحن مزدوجون  نتغاضي عن انتهاك قيمهم لأجل ألا تقوم للإخوان قائمة.
      ما الذي نقبله الاّن ؟ ألا نقبل أن يمرر قانون إهانة الرئيس و نحن وقفنا ضده في عصر مرسي و قبل ذلك في عصر مبارك؟ هذا القانون الذي يعد من أبواب الديكتاتورية، هذا القانون الذي يكمم الأفواه ، و يمنع النقد ، و نحن نعلم أنه قد يستغل أسوأ استغلال ؛لأنه لا يوجد تعريف ثابت لإهانة الرموز السياسية . فلنتذكر منذ قرابة الشهرين عندما ترجم مرسي في خطابه وصف "فاشل" علي أنها إهانة ، بهذا القانون يمكن لمن يقول/تقول هذه الكلمة عن عدلي منصور أن يواجه/تواجه المحاكمة عليها. مع أن وصف "فاشل" قد يصنف من الكثيرين كمجرد وصف سياسي لأداء مسؤول بدرجة رئيس جمهورية. هذا القانون فوهة مسدس توجه لمن ينتقد/تنتقد الرئيس/ة ، إنه سلاح من أسلحة الدولة الديكتاتورية و ليس أبدًا من مقومات الدولة الليبرالية أو الديمقراطية. هناك وجهة نظر تقول أن الرئيس/ة له/ا حق في ألا تهان/يهان كمواطن/ة ، هذا حقيقي و لكن  الأمر ليس كذلك ،فالرئيس/ة بهذا القانون يعاقب/تعاقب من يهاجم صاحب/ة منصب الرئاسة لا المواطن/ة.
           نموذج اّخر ، ألا يقبل البعض الأّن فض الاعتصامات بالقوة ؟ أليس هذا هو ما حاربنا ضده في عصر مبارك ثم مرسي ؟ أليس هذا ما اعتبرنا مجرد محاولته جريمة يجب إعدام مبارك عليها إن ثبتت عليه ؟ هذه خطيئة لا تغتفر في الدولة الديمقراطية. إنها هجوم لا علي أنصار أو معارضي فرد أو فكرة إنما اعتداء علي الديمقراطية و حرية الرأي و التعبير. هذه جريمة في حق الإنسانية ؛لأنها اعتداء علي أفراد يدافعون عن رأي بغض النظر عنه. عندما وجهت أصابع الاتهام في أحداث الاتحادية لأنصار مرسي بقتل المتظاهرين ،ألم يثر الكثيرون ؟ ألم يعتبر ذلك اعتداء و عداء للحرية ؟  إن كان مرسي قد حاول فض اعتصام معارضيه بالقوة ، هل كنا سنتسامح مع ذلك أم كنا سنقول أن بيننا و بينه دم ؟

            تلك هي الحقيقة . نحن نتجاوز عن كل انتهاكات قيمنا ، قيم الليبرالية ، و الديمقراطية التي ندعي أننا ندافع عنها ، و نقاتل لأجلها بسبب رفضنا لنظام الإخوان و ضغينتنا تجاههم . خيانة مبادئنا ليست هي الكارثة فقط ، فالازدواج و خداع الذات يجعلانا كاذبين علي أنفسنا قبل الاّخرين ، لكن أيضًا تغاضينا عن انتهاك قيم الديمقراطية و الحرية قد يكون ثمنه أن نفيق من كذبنا لنجد أنفسنا نعاني الديكتاتورية و القمع ، باستغلال كل ما تغاضينا عنه ضدنا . قد نجد تهمة "إهانة الرئيس" التي قبلناها الاّن توجه إلينا إن اعترضنا ، قد نجد أنفسنا قتلي إن تظاهرنا ضد هذا النظام أو الأنظمة التي تأتي بعده إذا ما أيد غيرنا فض مظاهراتنا بالقوة. الازدواج سندفع ثمنه ذات يوم ، سندفع ذات يوم ثمن كذبنا علي أنفسنا عندما نواجه حقيقة ما غضينا الطرف عنه بل ودعمناه.

لأني أحب

     خالتي جاءتنا المنزل اليوم ، أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! خالتي كالعادة ظلت تعلق علي كل شيء أفعله و تقول لماما كم أنا مدللة و أنها يجب أن تكون أعنف معي ، و ألا تأتيني بكل ما أريده هكذا ، و أنها تربي أبناءها علي إطاعتها و فعل كل ما تأمر به ، و من لايطيعها تعاقبه بشدة أما ماما فيبدو أنها تدللني كثيرًا ؛لأنني ابنتها الوحيدة.
         اغتظت جدًا من خالتي و رغم أن ماما تجاهلت كالعادة كلام خالتي ، و حاولت أن تجعلني أصمت ، و لكنني لم أصمت طبعًا و صحت في خالتي أن ماما تربيني جيدًا و أنها هي التي لا تعرف كيف تربي أبناءها ؛لأنها يخافونها و لكنها لا تعرف ما يفعلون من ورائها. خالتي طبعًا اغتاظت و قالت أن كلامي يثبت أن ماما لم تربيني جدًا و أن أولادها لا يستطيعون أن يقولوا لها كلامًا كالذي قلته الاّن ؛لأنها أحسنت تربيتهم.
          ماما طبعًا جذبتني إلي غرفتي و قالت لي أنها نبهتني ألا أرد علي خالتي أبدًا ، و أنني الاّن فعلاً أثبت أنها لم تعرف كيف تربيني جيدًا و صممت أن اعتذر لخالتي و لكنني صممت أنها هي المخطئة ؛لأنها قالت عليَ أنني لم أرب جيدًا.
           أنا غاضبة جدًا طبعًا ، و أعلم أن خالتي مخطئة إنها تذكرني بأية عندما قالت لي أنها لا تخطئ ؛لأنها تخاف النار التي يحكي عنها أهلها .
          أنا أحب ربي ؛لذلك لا أحب أن أغضبه، أحب أمي لذلك لا أحب أن أجعلها تغضب مني ، أحب استاذة بسمة لذلك أسمع كلامها و أعمل كل واجباتي بجد و إتقان ، أحبها أن تسعد بي. أحب زرعتي لذلك أعمل بجدٍ حتي أجعلها تكبر ، تعلو ، و تزدهر فوق كل زروع العالم.
           ماما لم تربني أبدًا علي أن أخافها ، ماما ربتني دائمًا علي أن أفعل الصواب ؛لأنه الصواب ؛لأنني أؤمن به. علمتني ألا أكذب عليها ؛لأنني أحبها ، و يجب إن كنت أحب أحدًا أن أكون صادقة. ماما علمتني ألا أسرق ؛لأنني لا أحب أن يسرق أحد مني ، و لا يجب أن أفعل في الاّخرين ما لا أريدهم أن يفعلوه بي. ماما علمتني أن أساعد من يحتاجونني ؛لكي أجد من يساعدني عندما احتاج مساعدة.
          استاذة بسمة تجعلنا نحب اللغة العربية ، نحب المدرسة، نحبها ؛لذلك نعمل بجد ، و لا نهمل ، حتي أمير و فيكتور و سامي و بطيخة كلهم يحبون استاذة بسمة و حتي عندما يكونون مشاغبين تستطيع استاذة بسمة وحدها أن تسيطر عليهم و تعاقبهم عقوبات مضحكة كيوم جعلتهم ينظفون الفصل كله ، و هي تبتسم ، أمير قال لي أنه يحب استاذة بسمة جدًا و أنه لا يخاف منها ، و أنه رغم كل مشاغبته يحب أن يعمل بجدٍ لأجلها.
          أنا أعمل بجدٍ ؛لأجل زرعتي ؛لأنني أحبها جدًا ، أحبها و أريد أن أحقق حلمها ، حلمنا. أنا أحب زرعتي و لذلك أقاتل لأجلها ، و لن استسلم مهما حدث أيضًا لأجلها.  حبي لزرعتي هو ما يجعلني أقاتل ، ليس خوفي منها . أنا أحبها و أشعر بالأمان فيها ، أشعر أنني سعيدة و أنا أرويها لتكبر أمامي ، و تصير أعلي زروع العالم.
         أنا أحب ماما و بابا و دادة دلال و بطيخة و أماني و مرنا و فيكتور و أمير و سامي و كريستين و أية و حسين و سارة و مراد و شادية و وحيد و تسنيم و أمل و استاذة بسمة و استاذة ابتسام و استاذة فاطمة و استاذ جورج و استاذة أنغام ، و كل أصدقائي و مدرسيَ ، كل دائرتي لذلك لا أؤذيهم ،لذلك أساعدهم، لذلك أعمل معهم، لذلك أقاتل لأجلهم ،  لذلك أحاول أن نحقق أحلامنا معًا لزرعتي.
         أنا أحب لوفي و أبطال الديجيتال و أكيرا و لذلك أعمل بجد و أقاتل لأحقق عهدي لهم و أصير بطلة مثلهم ، أهزم كل الأشرار، و لا اتنازل أبدًا عن أحلامي و لا عن أحلام زرعتي .
      أنا أحب ربي الذي أعطاني زرعتي ، و دائرتي و لا يتخلي عني أبدًا ، معي دائمًا يساعدني و يساعد زرعتي ، يساعدني لأصل إلي حلمي ، لأحقق حلم زرعتي.  أحب ربي و لذلك لا أريد أن أغضبه أبدًا مني ،أحب دائمًا أن أجعله سعيدًا بي ،لذلك أفعل ما يحبه ، و هو يحبني و يحب زرعتي و دائرتي ، و يحبني أن أفعل ما هو خير لهما.
      أنا أفعل الصواب ؛لأني أحب ، لا ؛لأني أخاف. خالتي غبية و حمقاء ، أولادها يخافونها و لكنهم ليسوا بالضرورة يفعلون الصواب ،ليسوا بالضرورة يحبونها أو يحبون أي شيء ، و هي لا تضمن أبدًا أنها عندما تتركهم سيفعلون الصواب ؛لأنهم لا يملكون شيئًا يحبونه ليفعلوا الخير لأجله.
        أنا أفعل الخير لربي ، لزرعتي ، لدائرتي ، لكل من أحبهم ؛لأنني أحبهم ؛لا ؛لأني أخافهم. أنا أفعل الخير ؛لأني أحب.

الجمعة، 2 أغسطس 2013

قلب بطلتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

   أحب بطلتي الحقيقية جدًا ، أحبها بصدق ؛لأن قلبها يحب و لا يكره. أحب بطلتي الحقيقة ؛لأنها تحب الله-عز و جل- و تعرفه ، تعرف أنه يحبنا ، يريد منا أن نكون رحماء متسامحين محبين لبعضنا مهما اختلفنا. أحبها ؛لأنها لا تخاف الأشرار ، و لا تكرههم حتي . لاتخاف الأشرار و لا تكرههم حتي بعد أن حاولا أن يقتلوها.
    أحبها ؛لأنها تقاتل ؛لأجل أحلامها ، و أحلام صديقاتها ، و أحلام زرعتها ،تقاتل لأجل حقها و حق صديقاتها في أن تتعلمن ،أن تحلمن بحرية، تقاتل الأشرار لكي تحقق السلام ، بقلمها ، بأحلامها ،بصوتها ، لا بالقتل مثلهم. تقاتل ؛لأجل حق كل أصدقائها ، كل الأطفال في أن يحلموا و يتعلموا حتي أبناء الأشرار.
     أحبها ؛لأنها لا تكره. أحبها ؛لأنها لا تريد الانتقام و الشر و الدم ، تريد التسامح ، و الحب و السلام و الحرية و التعلم. أحبها ؛لأنها لا تريد أن تثأر حتي من من حاول قتلها . أحبها ؛لأنها تعرف أن ذلك التسامح ، و الحب و السلام هو ما يريد الله –سبحانه و تعالي- ربها الذي تحبه ، إنها تعرفه حقًا ، تعرف ما يحب ، و ليست أبدًا مثل الأشرار تجهله.
    أحبها ؛لأنها تتحدي الأشرار و لا تخافهم ، لا تتراجع ، و لا تيأس و لا تستسلم ، ماضية في قتالها رغم كل شيء.
    أحبها؛لأن روحها صادقة ، لأنها بريئة مثل أبطالي . أحبها ؛لأنني أشعر بها حقيقية جدًا مثل أبطالي و قريبة مني جدًا. أحبها؛لأنها بطلتي الحقيقية التي أعرف أكثر و أكثر كم هي رائعة ، و كم هي بطلة حقيقية من قلبها.
    أحبها ، و أريد أن أراها دائمًا و هي تقاتل من أجل أحلامها ، و أحلام زرعتها ، تقاتل كل الأشرار ، تقاتل الكراهية ، تقاتل الشر ، تقاتل الدم ، تقاتل ؛لأجل الحرية ،لأجل الحب و السلام و التعليم. و أريد أن أقاتل مثلها ، مثل بطلتي ؛لأجل أحلامي ،لأجل أحلام زرعتي ،لأجل أحلامنا ،و أصل بزرعتي إلي أحلامنا مع دائرتي و نهزم كل الأشرار. أريد أن أقابل بطلتي ذات يوم ،عندما ننتصر علي الأشرار و نحقق أحلامنا.
     سنصل إلي أحلامنا ، ستصل بطلتي ، و ستهزم الأشرار بحبها ،بقلمها ،و تحقق حلمها و حلم كل صديقاتها و كل الأطفال. و سنهزم أنا و دائرتي الأشرار ، و سنصل إلي أحلامنا ، و نجعل زرعتي أعلي زروع العالم. سنصل إلي أحلامنا.
      أحبكِ يا بطلتي بصدق ، أحبكِ يا مالالا.