الجمعة، 31 يناير 2014

سلاحف النينجا بره بره

    (  هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

   بيان  قرارات سلاحف النينجا السوداء:
 قررت فرقة سلاحف النينجا السوداء أن تتخذ من جامعة القاهرة مقرًا جديدًا لها .
قررت فرقة سلاحف النينجا السوداء جعل كلية إعلام موقع للمراحيض في القاعدة الجديدة.
قررت فرقة سلاحف النينجا السوداء أن تتخذ من  كافتيريا "تمر حنة" القريبة من المراحيض موقعًا للمطبخ المخصص بشرب الشاي .
قررت فرقة سلاحف النينجا إتخاذ الجزء الداخلي من جدار القاعدة (بجوار الباب) مقرًا لحجرة المعيشة ، المقاعد خشب صغيرة من نوعية مقاعد القهوة الأصيلة ، و طريقة الجلوس المقررة هي طريقة جلوس مدارس الحكومة الشهيرة (أربعة صفوف طولية متتالية).
قررت فرقة سلاحف النينجا السوداء (نظرًا لحرصها علي الاستجابة لمطالب الجمهور) السماح بالتقاط الصور بجوار أعضاء الفرقة ، بل و السماح أيضًا بأخذ الصور أثناء تناول الشاي في المطبخ أو أثناء الجلوس في حجرة المعيشة حصريًا داخل القاعدة الجديدة.
قررت فرقة سلاحف النينجا السوداء إتخاذ بنات القاعدة الهدف الجديد للمعاكسات و التحرشات المميزة لفرقة السلاحف السوداء.
انتهي البيان.


              تغاضينا عن دماء كل من ضربوا و سحلوا و ماتوا في ما يزيد عن نصف قرن من الزمن حتي يخرج الأمن من الجامعة ، حتي يتوقف عن تدنيسها، و سمحنا لهم بكل بساطة أن يقتحموها مرة فالثانية فالثالثة و الاّن نسمح لهم أن يتخذوها قاعدة جديدة لهم حتي يكمموا كل صوت يهتف بفكرة داخل الجامعة، حتي يحولوا الجامعة من مؤسسة مدنية لصناعة الفكر و الكوادر السياسية الحرة إلي مدرسة عسكرية تلقن الطلاب الأفكار كما تلقنهم المواد ، تلقنهم الصمت ، تدس داخلهم الرعب ، تدس داخلهم اعتياد العسكرية ، اعتياد القمع ، اعتياد الصمت.
             اعتقل كثيرون ، و ضربوا و سحلوا و ماتوا حتي يجعلوا الجامعة مؤسسة مدنية حرة تسمح بالحوار الفكري السياسي و تعلم الطلبة قبل العلم التبادل الفكري ، تعلمهم كيف يعبرون عن أفكارهم في مؤسسة مدنية ،كيف يستغلون مهارة الحوار، الاقتناع بدلاً من السلاح، العنف، كيف يخرجون في مظاهرة سلمية مدنية داخل الحرم الجامعي ، كيف تكون ممارسة السياسة.
              الجامعة هي نقطة البداية ، الحرف الأول في كتاب المشاركة و العمل السياسي المدني. الجامعة نسخة مصغرة للنشاط السياسي خارج أسوارها ، إن حوصرت بالسلاح و الأمن لقمع الصوت السياسي فهذا لا يعني سوي إخراج جيل لا يعرف شيئًا عن المشاركة السياسية ، لا يعرف سوي الأمن و السلاح كأداتي قمع تكممان صوته المنادي بأي فكرة سياسية أو غير سياسية حتي.
              لهذا السبب الدولة المدنية تبدأ داخل الجامعة ، و الدولة الأمنية تبدأ أيضًا داخل الجامعة .
              الاّن نحن نقول فلتذهب الدماء إلي الجحيم ، قاتلوا لنصف قرنٍ بلا ثمن ، و ماتوا أيضًا بلا ثمن. مرحبًا بالأمن داخل الجامعة ، مرحبًا به و بسلاحه و بمدرعاته داخل الحرم الجامعي ، فليدنس الحرم الجامعي ، فليدخل برجاله، بسلاحه ، بمدرعاته، فليفتش أصحاب الجامعة الطلبة ، فليهنهم ، فليمنعهم من دخول قاعدته الجديدة ، فليطردهم حتي . الجامعة صارت له ، راكعة بطلابها و استاذتها تحت قدميه ، مدهوسة كرامتها تحت عجلات مدرعاته. هيا صفقوا للمستوطن ، هيا خافوه ، و خافوا رحيله ، هيا لبوا كل مطالبه ، تحملوا تفتيشه ،إهاناته، معاكساته ، تحرشاته ، و لا تنطقوا أمامه ، لا تعبروا عن رأيكم ، اصمتوا.
               اصمتوا ، فهو الذي يهينكم ، و يفتشكم ، و يتحرش بكم ، و يقمعكم لحفظ أمنكم !
                و لكن مؤكد سيأتي يوم تعود فيه أرواح من ضربوا و سحلوا واعتقلوا و ماتوا لتبث داخل اّخرين ، تبث داخلهم الكرامة و الحرية ممثلين في استقلال الجامعة ليصيحوا حتي الموت
             "بره ، بره"
              









خالتي مرة أخري ، أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!

         أنا مغتاظة ، مغتاظة ، مغتاظة جدًا جدًا جدًا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اليوم خالتي جاءت إلينا المنزل و كالعادة لم يمر اليوم بسلام أبدًا،أ,ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! بالعند في خالتي اليوم لعبت مع وحيد و غادة كما نشاء و لم أهتم بما قالته لي أنا و غادة اّخر مرة عندما قالت أننا لا يجب أن نلعب مع وحيد ألعاب صبيان ؛لأننا فتيات يجب أن نكون رقيقات.
  لكنها لم تتركني لحالي اليوم ، بل أخذت تتحدث مع ماما علي أنني كبرت و أنني لا أتصرف كالفتيات و أنها يجب أن تعلمني كيف أتصرف كالبنات و يجب أن تجعلني أساعد في الطبخ و حمل الصحون و غسيلها ، حتي لا أصير فتاة خائبة و لا أجد من يتزوجني و في النهاية الزواج هو الأهم للبنت ، و قالت كل ذلك أمامي و كالعادة تشاجرت معها ، و ماما اعتذرت لها و صاحت فيَ ، أوف ، أوف ،أ,ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
حكوت لغادة عما قالته خالتي فقالت لي أن أمها تقول لها ذات الكلام و أنها تعرف كيف تطهو المكرونة الاّن ، و تساعد أمها في غسل الصحون و تنظيف المنزل. و أكثر شيء غاظني أنها (رغم أن لديها حلمها) قالت لي أنها تعلم أن أمها علي حق و أنها لن تتزوج إن لم تتعلم كيف تطهو و تنظف المنزل جيدًَا و أن البنت مسؤوليتها أن تعمل في المنزل بينما الولد عليه أن يحميها ! المستفز أن وحيد غاظني و قال لي أنه لا يعمل أي شيء في المنزل و أن أمه هي التي تفعل كل شيء له،فهو فتي و ليس ملزمًا أبدًا بأعمال المنزل. وحيد و غادة و خالتي مستفزيوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون جدًا ،أوف ،أوف ،أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
 من قال أصلاً أنني أريد أن أتزوج ؟ يعني مثلاً ماذا سأستفيد إن تزوجت فتي مثل وحيد أو بطيخة أو فيكتور أو أمير غير أنني سأبقي متعصبة طوال اليوم و أجري خلفه لأضربه ؟! ثم لماذا أنا يجب أن تعمل كل شيء له بينما هحالتي و جالس يلعب و أنا أتعب ؟ هذا ظلم ، ظلم ، ظلم ، و استفزاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااز!
أنا لا يهمني رأي خالتي أصلاً ؛لأنها امرأة مستفزة جدًا جدًا جدًا ، ماما لم تقل شيء عن كلام خالتي لي ، و لكنني عندما أخبرت مرنا بما حدث قالت لي ألا أهتم أبدًا بما تقوله خالتي و أنها مثلي تمامًا لا تهتم ، و لن تعمل هي و تتعب بينما زوجها يلعب كما يريد، ثم إنها مثلي لديها حلمها لزرعتي أن تصير مثل أحمد زويل لذلك لا يهمها أبدًا ذلك الزوج الأحمق ، كم أحب مرنا!

أنا لن أكون مثل خالتي أبدًا، و لن استسلم مثل غادة ، أنا سأفعل ما أريد و لن أعمل لأي ولد بينما هو يجلس مرتاحًا أبدًا إما أن يعمل معي و إما ألا أعمل أنا ، أنا لست أقل ولد لأعمل بينما يسترخي هو.أنا و سارة نستطيع أن نضرب كل الفتيان ، لسنا أضعف منهم ،لكي يحمونا هم بينما نطبخ لهم نحن ، خصوصًا أنهم مفاجيع ! أنا مبسوطة أني بنوتة ولكني لن أكون ضعيفة لأنني بنوتة و لن أكون أقل من أي ولد. و طبعًا لن انتظر أن أتزوج أبدًا ، سأحقق أحلامي ، و أحلام زرعتي ، هذا هو ما أريده.

السبت، 25 يناير 2014

لماذا لا للسيسي رئيسًا ؟ (لديكتاتورية بدعم الأغلبية)

    ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

    أحد الحجج ضد تولي رئيس إسلامي للرئاسة في الانتخابات الرئاسية الماضية كانت كون الإسلاميين يكتسحون كل سلطات الدولة فقد سيطروا حينها علي السلطية التشريعية بمجلسيها ، و تمكنوا من احتكار صياغة الدستور، و كانوا من قبل مسيطرين علي النقابات و حتي النوادي الرياضية ، علاوة علي امتلاكهم لخبرة طويلة في الحشد ، و رصيد مالي ضخم قد يستخدم في الضغط السياسي أو الاقتصادي ،كما أنهم يملكون الضغط بورقة الدين و الخطابة الدينية في مجتمع شديد التمسك بالمظاهر الدينية ، و يملكون اللعب بورقة العدو الذي يهدد الثورة "الفلول" أو العدو الذي يهدد الدين "الليبراليين و العلمانيين". بمعني اّخر كانوا يملكون القدرة علي الهيمنة علي الوضع السياسي بشكل ديكتاتوري ، و بدون فرصة معارضة إن تملكوا منصب الرئاسة أيضًا.
         برغم ذلك بقي هناك قوي كثيرة معارضة لهيمنة الإسلاميين. فالإعلام كان جزء منه معهم ، لكن السواد الأعظم من القنوات و الإعلاميين ذوي نسب المشاهدة العالية كانت ضدهم ، و سلطة الإعلام في المجتمعات الأمية و قليلة القراءة سلطة قادرة تحت ظروفٍ محددة أن تحرك بل و تتحكم في الرأي العام . السلطة القضائية تصدت لجنوح النظام الإخواني ، بل و أسقطت سلطته التشريعية . قطعات عريضة من المجتمع كانت ساخطة علي حكم الإسلاميين مثل المسيحيين و الإتحادات النسائية و الجيش و  الشرطة. الإسلاميون لم يتمكنوا من فرض نظام ديكتاتوري بألية ديمقراطية في نهاية المطاف ؛لأن نقطة هامة محددة لمدي ديكتاتورية النظام و فساده هي مدي هيمنته ، مدي سيطرته، هل هناك معارضة قوية تستطيع أن تتصدي له و تفرمله أم لا ؟
           الوضع مع السيسي مرعب.
         أولاً لا توجد قوة منظمة واحدة تستطيع أن تقف أمام السيسي. الإعلام كله منحاز له ، بل تخطي مرحلة التأييد المتواري ، إلي التطبيل العلني قبل حتي توليه للسلطة. القوة الأكثر فاعلية علي الوعي الشعبي المصري في هذه الفترة تصفق للسيسي. و الأزمة أن الشعب يثق فيها الاّن. التاريخ الطويل من الإعلام الرسمي الشهير ب"المطبلاتي" جعل الشعب في فترة يفقد الثقة في الصحافة القومية و التليفزيون المصري ، و يتجه إلي الإعلام الخاص ، ولكن الاّن حتي  الإعلام الخاص يقف بجوار السيسي بسبب ميول فكرية و مصالح اقتصادية لمالكيه الرأسماليين. السلطة القضائية في مصر إن لم تدعم السيسي حتي الاّن بشكل مفضوح كالإعلام إلا أنها علي أقل تقدير ليست معارضة له ، و خاصة أنه قد يبدو مخلصها من نظام أصر علي مواجهة مباشرة معها ،و إتخاذ إجراءات توحشية ضد سيادتها.المسيحيون و الإتحادات النسائية و مدعو الليبرالية و العلمانية موقف كثير منهم و خاصة القيادات موالي تمامًا بل و عاشق لسيسي ربما بسبب الشعور الكامن بأنه المخلص و أنه الخيار الوحيد ضد القوي الإسلامية الممقوتة منهم، و التي تظهر بصورة الخانقة لحرياتهم و المهمشة لهم. حتي السلفيين لن يقفوا ضد السيسي ؛ربما لاقتناعهم بضرورة الخنوع للحاكم ، و ربما كذلك لرغبتهم في الفوز بضمان دائم لمحو الإخوان من الساحة السياسية و احتكارهم لأصوات الطائفة المنحازة للأفكار الإسلامية. لا توجد سلطة تشريعية منتخبة الاّن ، ولكنها ستؤول ملكيتها بشكلٍ رسمي إلي السيسي فور فوزه قبل الانتخابات التشريعية ، و أخيرًا الجيش و الشرطة هما الدراع الأمنية القمعية الموالية للسيسي.
       ثانيًا   :  أما التصدي للسيسي بحرية الرأي و التعبير و التظاهر السلمي فستكون شبه منعدمة إلا عن طريق الفضاء الافتراضي . فقانون التظاهر لن يسقط –حسب دستور 2013- إلا إذا تمت الموافقة علي إسقاطه من البرلمان القادم الذي غالبًا ستكون تشكيلته بعد القضاء علي الوجود الإخواني من قوي كثيرة إما لا يعنيها مثل تلك الحقوق أو لا تريدها أو لا تؤمن بها أصلاً ؛لأنها تعوق قدرة السيسي علي التوسع الديكتاتوري ، و طبعًا هذه القوي موالية للسيسي بل هي من جاءت به. و قانون التظاهر بالفعل قانون قادر عمليًا علي التخنيق علي حرية التظاهر و تجريم حق الاعتصام السلمي. أما عن حرية الرأي و التعبير فهي بالفعل مقيدة بل مسجونة بسبب سيطرة رجال الأعمال الداعمين للسيسي علي كل وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة و المرئية.  " لا " ستكون كلمة ممنوعة بسلطة القوانين القمعية و الإعلام المسيس المنحاز "المطبلاتي".
            ثالثًا: السيسي يمتلك كلمة السر لصمود الحكم الديكتاتوري الفردي لما يزيد عن 7000 عام بمصر ،" كاريزما القائد ، الإله". السيسي ليس لديه لغة الجسد الكاريزمية المميزة لعبد الناصر مثلاً ، و لكنه يعرف جيدًا كيف يخاطب الجماهير سياسيًا بمهارة عاطفية تناسب الشخصية المصرية. هو ماهر في اختيار مرادفاته لتظهر قوية و حميمة في ذات الوقت ، يعرف طبيعة المجتمع المصري ، يعرف كيف يظهر بقراراته و خطاباته بصفات الأب و القائد. يعرف كيف يبدو حنونًا ، حميمًا، حاميًا ، حازمًا ،قويًا،قاسيًا مع المخطيء ،لا يتراجع في كلمته ، و مضحيًا وطنيًا. يعرف كيف يكون أبًا للرجال و فارسًا للنساء.
             مهاراته الكاريزمية قد تبدو ذكاًء مطلوبًا لدي البعض ، و لكنها مكر خطر للحاكم الذي لا معارضة له و بالذات في مصر حيث لم يمضٍ وقت كافٍ بعد لتسقط فكرة الحاكم الأب الإله المترسخة داخل الوعي الجمعي. الكاريزما تستطيع أن تتلاعب بالألية الديمقراطية لتصنع أقذرو أخبث أنواع الديكتاتورية ، الديكتاتورية بدعم الأغلبية ، ديكتاتورية تدهس قيم المساواة و الحرية بينما تصفق الجماهير.
            الكاريزما قد تكون درعًا واقية للحاكم من سهام أي معارضة ،و تخمر خطاياه و فشله عن أعين مسحورة بتأليه الحاكم الأب.الكاريزما قد تتخطي مرحلة خمر الخطايا إلي مرحلة التبرير و التحريض ، و تكون أشرس عندما تكون الخطايا ضد العدو . السيسي لا يلعب فقط دور الأب بل يلعب دور البطل الوطني كذلك ، و يعمل علي تحويل كل معارضيه إلي أعداء للوطن ، و خونة إما يؤثرون الدين علي الوطن (الإخوان) أو يؤثرون الثورة و الثروة علي الوطن (النشطاء ).
            رابعًا : السيسي يملك ورقة "الوطنية" مقابل ورقة "الدين" التي امتلكها الإسلاميون. ورقة الوطنية ورقة قاسية ؛لأنها تحول صاحبها إلي قائد وطني و أعداءه إلي أعداء للوطن . بمعني اّخر إن كان معارضو مرسي و الإخوان فيما مضي معرضين لتهمة الكفر ،فإن أعداء السيسي  سيكونون خونة و عملاء. أي أن السيسي يملك القدرة علي إخراس أي معارضة له فقط بفزاعة "أمن الوطن" و لا يجب تجاهل الفزاعة الشهيرة "الإرهاب".
            باختصار اختيار السيسي رئيسًا هو اختيار كامل الإرادة للحكم الفردي المطلق المتقنع بألية ديمقراطية نزيهة. الحكم الفردي المطلق ليس فقط مخل بروح الديمقراطية و منتهك لغايتيها الأسمي "الحرية " و "المساواة" بل هو طريق مختصرة للفساد المطلق.
            القول بأن الحرية و المساواة أحلام وهمية يحال أن تتحقق في شعب متخلف أمي ، و أن السيسي هو وحده المتاح للمرحلة قول –بغض النظر عن ما يحمله من نظرة عنصرية – إلا أنه يتجاهل حقيقة أننا تاريخيًا وضعنا هذه الحجة للدفاع عن حاكم مستبد تلو الاّخر ، و لم نستطع أن نصنع بديلاً لاستبداده ؛لأن الحكم الاستبدادي يعمل علي تجريف الدولة من أي رمز يمكن أن يحل محله ذات يوم. فلنعلم أننا إن اخترنا السيسي اليوم كحاكم قمعي مؤقت فلن نستطيع أن نصنع بديلاً له ، و ربما نظل لعقود و قرون أخري عبيدًا عاجزين عن التخلص من الحكم القمعي الفردي المطلق.
                أما القول أننا نحتاج لمن يحفظ الأمن و الاستقرار و لذلك نحتاج لحاكمٍ عسكري حازم (برتبة رئيس جمهورية) قول يفتقر إلي استيعاب حقيقة أزمتنا الأمنية و يفاقم تعقيدها. أزمتنا الأمنية يكمن جزء كبير منها في التعامل الأمني مع ما يعتبر جريمة سياسية أو اجتماعية. انهيار منظومة الأمن بعد 25 يناير يرجع إلي كون البلاد معانية بالفعل من غياب تام للعدالة الاجتماعية ، بطالة ، إحباط ، عشوائيات ، أوضاع معيشية غير اّدمية لنسبة شاسعة من المجتمع المصري ، هذه القضايا تحتاج إلي حل مدني اجتماعي اقتصادي سياسي و مهما اشتدت القبضة الأمنية ستصير غير مجدية بل و مزيدة للطين بلة طالما لم تحل هذه القضايا مدنيًا. الدولة الأمنية لا تحمي المجتمع الظالم. الحاكم العسكري الذي ننتخبه علي أساس قدراته الأمنية ليس  حلاً علي الإطلاق بل هو خطيئة جديدة في التعامل مع أزمة انهيار الأمن.
                  إن كنا نريد أبدًا أن نحيا عبيدًا لحاكمٍ  يملك هيمنة مطلقة علي زمام بلادنا و لا يملك أحد حق الاعتراض عليه حتي ،إن كنا نؤمن أننا عبيدًا لا يحق لنا أن نحيا في حرية أو مساواة تحق لنا أن نؤمن بما نشاء و نعبر عما نؤمن به ، إن كنا لا نبالي كثيرًا بخسارة حريتنا لأجل أمنٍ كاذب هش ، فلنذهب و لنفوض للسيسي ثانية و نحن نعلم تمام العلم أننا لن نستطيع أن نقول له "لا" أبدًا بعد ذلك ، و لنعش استقرارًا هشًا قائمًا علي الظلم و القمع.

                      لنعش الديكتاتورية بدعم الأغلبية.  

يكفيني أنهم أصدقائي

          أحب ربي ؛لأنه يسمعني ، أحبه ؛لأنه قريب مني يعرفني ، لا يتركني ، يساعدني لأحقق أحلامي و أحلام زرعتي ، لا يتخلي عني أبدًا . أحبه ؛لأنه يسمعني قريب مني ، يسمعني عندما أدعوه ، عندما أتحدث إليه ، و عندما أعمل بجد أعلم أنه لن يخذلني أبدًا . أعلم لأنه يحبني أنه يساعدني و يساعد من أحب ، ماما و بابا و أصدقائي و دائرتي كلها و زرعتي .
           أحب زرعتي بصدق ، أحبها و أحلم لها ، حلمي أن تصير أعلي زروع العالم ، و أحارب مع دائرتي لأحقق حلم زرعتي .
             و لكني أعلم أن لوفي لا ينتمي لزرعتي ، لا يعرفها و لكنه يردني أن أحقق أحلامي لها ، أحلامي التي وعدته أن أحققها مهما كان الثمن و مهما كان الأشرار أقوياء ، وعدته أن أكون بطلة مثله.
             أية دائمًا تردد أنها لا تحب أي أحدٍ لا يؤمن بربي ، أعلم أنها لا تقول ذلك أمام كريستين و مرنا و فيكتور و لكنها تقول أنها لا تحب المسيحيين ؛لأنهم لا يؤمنون بربي ، مع أن مرنا تغني دائمًا لربي أغاني جميلة أغاني تعبر عن حبها له. سامي عندما جاءت سارة أول مرة إلي فصلنا كان يقول أنها أمريكية و لذلك لا يحبها؛ لأنه لا يحب الأمريكيين .
              أية و سامي ليسا صوابًا أنا أحب ربي و أحب زرعتي ، و لكنني أحب مرنا و كريستين و فيكتور و سارة أيضًا . مرنا و كريستين و فيكتور (رغم أغاظتي دائمًا ،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!) أحبهم ؛لأنهم أصدقائي ،لأنهم كانوا دائمًا معي في أحلامي لزرعتي خاصة مرنا التي تريد أن تصير عالمة مثل أحمد زويل لتجعل زرعتي تعلو أكثر و أكثر ،و لأنهم حاولوا أن يسعدوني دومًا ، و تعبوا لأكون مبسوطة في عيد ميلادي ،و لأنهم وثقوا بي عندما تركوني أكتب سيناريو المسرحية في حفل نهاية العام . لقد كانوا دائمًا معي أصدقائي ؛لذلك أحبهم ،و لا يعنيني دينهم.
            سارة صحيح أنها مفترية قليلاً علي فيكتور و سامي و أمير و بطيخة (يستأهلوا!) ، لكنها صديقة حقيقية قوية لا تتخلي عن أصدقائها و طيبة جدًا. أنا أحبها كصديقتي مثل كل أصدقائي ، و لا يعنيني إن كانت أمريكية أم لا.
              أنا أحب ربي و زرعتي ، و دائرتي ، و أحب أصدقائي جميعًا و لا يعنيني أي شيء عنهم سوي أنهم أصدقائي. لوفي علمني ذلك ، لوفي أصدقاؤه مختلفون جدًا في شخصياتهم وملابسهم و طريقتهم المضحكة و أعمارهم و أفكارهم و في زروعهم و علاقتهم بربي و لكنه يحبهم جميعًا و يحارب لأجلهم جميعًا حتي النهاية ؛و يردد دائمًا أنهم أصدقاؤه .

             أنا سأكون دائمًا مثل لوفي أحب كل أصدقائي و أحارب لأجلهم مهما كان الثمن ، و لن يعنيني شيء، لن تعنيني اختلافاتهم لأنهم جميعًا يحبونني و أحبهم. يكفيني أنهم أصدقائي.



الجمعة، 17 يناير 2014

تجار الدين ، تجار القومية و تجار الوطنية

    ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).   

    كثير من الشعوب لديها  انتماءات مقدسة ، هذه الانتماءات تختلف طبقًا لطبيعة المجتمع و تركيبته ، و تاريخ الدولة . الانتماءات المقدسة غالبًا تكون الدين أو القومية أو الوطنية، و أحيانًا مزيج من هذه الانتماءات.  هذه الانتماءات تشكل نقاط ضعف عاطفية للشعب. هناك شعوب تؤمن كثيرًا بالقومية و هناك شعوب تميل للانتماء الوطني و هناك شعوب متدينة بطابعها.
         الانتماء القومي أو الوطني أو الديني ليس في حد ذاته خاطئًا ، بل ربما اعتبر انعكاس لقيم الولاء و الإخلاص . و لكن الخطا أن هذا الانتماء غالبًا ما يقترن بشعور داخلي بالأفضيلة علي الاّخر، غالبًا ما يقترن بنوعٍ من أنواع الكبرياء ،بتضخيم للذات و تقذيم للاّخر. الشعوب المتدينة غالبًا ما تؤمن كل طائفة دينية فيها أنها تحتكر الحق و أن الطوائف الأخري علي باطل ، و حتمًا إلي هلاك ، خاصة إن كانت اللحظة التاريخية لحظة عصيبة كالفتنة الطائفية.  الشعوب التي يقوي فيها الشعور الوطني  تري وطنها و شعبه أفضل شعوب العالم بدون حتي أن تنظر بعمق و تقارن بينها و بين شعوب أخري ، و بين وطنها و أوطان أخري. الشعوب التي يقوي فيها الشعور القومي تري قوميتها التي تنتمي إليها أفضل قوميات العالم و بها صفات ليست بأي قومية أخري. الشعور بالكبر بينه و بين العنصرية خطوة واحدة. الشعور بالأفضيلة شعور داخلي و لكن إن تم توظيفه في إطار محدد و مع مقارنة باّخر و ازدرائه ، و تعظيم الجهل به يمكن أن يتحول هذا الشعور المتعجرف إلي نظرة عنصرية ربما تتطور لأفعال عنصرية ضد الاّخر المزدري.
              و هذا هو بالضبط ما يستغله السياسيون و رجال الدين عندما يريدون من الشعب الفتك بأهل دينٍ أو قومية أو وطن مختلف. يلعبون علي المشاعر الوطنية أو القومية أو الدينية لكسب الشارع لصفهم، ثم يبدأون بتضخيم الذات (الدينية أو الوطنية أو القومية) أكثر و تتفيه الاّخر و إظهاره بمظهر الشرير الخطر. الاّخر ليس مجرد خصم لهؤلاء السياسيين إنه وسيلة للسيطرة علي الشعب و جعله يتغاضي أحيانًا عن فشلهم ، قمعهم أو جرائمهم ، إنه الأسطورة التي تصنع لتوجيه كل البغض ، و السخط ضدها، و الرعب في ذات الوقت منها.
             الأمثلة علي ذلك كثيرة جدًا. نجاح هتلر السياسي الساحق اعتمد علي  تلاعبه بنقطة ضعف الألمان الرئيسية. الألمان بوجه عام شعب ميال بشدة للشعور القومي و الوطني ، إنها سمة من سمات الشعب. نجاح هتلر اعتمد علي تلاعبه بتلك الصفة ، تغذيته لشعور الألمان بالتفوق علي كل القوميات و الأعراق الأخري ، شحنه لكبرياء الألمان . ثم تدريجيًا صنع العدو الحقير الخطر الذي تسبب في هزيمة ألمانيا الدولة العظمي "اليهود" . عرف جيدًا كيف يستغل مشاعر الوطنية و القومية ، كيف يضخمها ، كيف يوجهها ناحية ازدراء الاّخر ، و أخيرًا كيف يجعل ازدراء الاّخر وسيلة لتأجيج الكراهية ضده و توجيه كل إتهامات الفشل نحوه ، كيف يتم التغاضي عن جرائمه ضد الاّخر و ضد شعبه ، كيف يتم التسامح مع قمعه.
            مجزرة رواندا نموذج علي استغلال الشعور القومي العرقي في تأجيج الكراهية. أفريقيا تتميز بتألق الانتماءات العرقية و القبيلية . في رواندا الهوتو الأكثرية عندما حصلوا علي السلطة بانقلاب ، سياسيوهم حولوا التوتسي إلي العدو الخطر الشرير المحتقر الذي يجب القضاء عليه، و أكبر تعبير عن كم احتقار الهوتو لتوتسي و شعورهم بأفضليتهم عليهم هو الرمز الإعلامي للتوتسي " الصراصير". مجزرة رواندا خلفت ما بين نصف مليون و مليون قتيل في ثلاثة أشهر و أسبوع من التوتسي و حتي الهوتو الذين رفضوا أن يقتلوا و يشاركوا في المجزرة ضد التوتسي. كيف تمكن سياسيون من توجيه شعبٍ بأكمله لإبادة عرقية بهذه البشاعة ؟ كيف يقتل حتي من يأبي القتل ؟
        و الأّن نتحدث عن وطننا ، ما شهدناه بأعيننا. نحن شعب متدين وطني ومائل إلي القومية ، باختصار لدينا كل نقاط الضعف الممكنة. أحد وسائل عبد الناصر للتلاعب بمشاعر هذا الشعب كانت لتلاعب بالشعور القومي. عبد الناصر تلاعب علي شعور المصريين القومي و ضخم الإيمان الشعبي المصري بفكرة القومية العربية ، و ضخم العدو الإسرائيلي حتي صار هو الخطر ، هو التافه ، هو كلب الغرب للتحكم بالشرق . هذا العدو الذي عمل عبد الناصر علي ضخيمه هوما كان أحد حجج  النظام الناصري للقمع و الديكتاتورية ،الفكرة العروبية ذاتها أخذت طابعًا ديكتاتوريًا.

       السادات تلاعب بنقطة ضعفٍ أخري تلاعب بالدين ،و ذكاؤه أنه أدرك أن الميل للفكر الإسلامي بدأ يقوي بعد هزيمة 1967. و ربما كانت واجهته الدينية جزًء من سبل تجميل وجهه  شعبيًا. مبارك لم يحتج بسبب الركود السياسي في عصره إلي اللجوء لتلاعب، و لكنه ربما بشكلٍ بسيط أثناء 25 يناير تم الترويج له بشكلٍ يمثل تلاعب علي المشاعر الوطنية ب"الضربة الجوية". مرسي و إخوانه طبعًا بسبب طابعهم الايدولوجي وجدوا نقطة الضعف الدينية مدخلاً نموذجيًا لحماية نظامهم و لضرب معارضيهم الغير إسلاميين بتصويرهم كعدو كافر مصيره إلي النار (الازداء)  ، و عدو خطر علي الأمة الإسلامية عميل للغرب الفاجر المنحل ، و بذلك تمكن من التغطية علي فشله في إدارة الدولة ، و تبرير مختلف الاعتداءات التي تتم علي معارضيه. النظام الحالي في مصر  يلعب علي نقطة الضعف الوطنية . إنه يلعب علي مشاعر الانتماء الوطني لتعظيم النظام بواجهته العسكرية "السيسي" ، و لإظهار الإخوان بل ربما أي تيار معارض كمعدوم وطنية و عدو لأمن الوطن و سلامته و خائن ينتمي لوطن اّخر (عميل للغرب) بل لا يتنمي لأي وطن سوي الجماعات الدينية ، بذلك يتم ازدراء الاّخر و تبرير أي انتهاك يتم في حقه أيًا كان ، بل يتم تبرير القمع و التشريعات و الإجراءات المعادية لقيم الحرية و العدالة بحجة الحماية من هذا الخطر الموجه إلي أمن الوطن ، الاّخر المسمي " الإرهاب".

البقاء علي المنطق

           أحاول أن أبقي منطقية و حيادية و أجادل اعتمادًا علي حجج منطقية قوية تسمع من كل من يمتلكون عقلاً بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية و أرائهم السياسية رغم أنني أري كل ما أحلم به و أقاتل لأجله ، أؤمن به ، أحبه ، أحيا لأجله ينهار أمام عيني و أنا لم أطلب سوي أن أحيا كأي إنسانة في وطن حر و عادل و إنساني رحيم.

           و سأبقي منطقية.

السبت، 11 يناير 2014

زرنا الأهرمات ،هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!

               ذهبنا إلي الأهرام ،هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه! ذهبنا جميعًا اليوم مع استاذة بسمة إلي الأهرامات  ،هييييييييييييييييييييييييييييييييييه! هيييييييييييييييه! هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
          استاذة بسمة أخذتنا جميعًا إلي الأهرامات و أحضرت معنا استاذ سميح ليكون مرشدنا السياحي ، استاذ سميح خفيف الظل و يعرف كثييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرًا جدًا عن رواة زرعتي القدماء ، و أخبرنا أشياء كثيرة جدًا عنهم . لقد كانوا  يحبون زرعتي جدًا و جعلوها أعلي زروع العالم فعلاً. أخبرنا استاذ سميح أن الأهرامات مبنية علي الزوايا الأربعة و شرح لنا كيف بناها رواة زرعتي القدماء علي تلك الزوايا.
           رواة زرعتي القدماء كانوا يعملون بجد ، كانوا يحبونها ، و جعلوها أعلي زروع العالم بعملهم لأجلها ، و تركوا لها اّثارهم حتي بعد أن رحلوا ، تركوها لأجلها، تركوها لكي نري نحن رواتها الاّن ما فعلوه لها ، لكي نفعل مثلهم ، لكي نرويها و نجعلها أعلي زروع العالم مثلما فعلوا هم.
          استاذة بسمة سألتنا إن كنا نريد أن نركب جمالاً أو أحصنة . استاذة بسمة قالت لنا أنها ستركب أول واحدة فينا جملاً ، و جلست فوق الجمل ضاحكة ، و أخذت تشجعنا أن نركب نحن أيضًا. مرنا كانت خائفة ،و أنا كنت متحمسة جدًا (أخيرًا سأركب جملاً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) . ركبت أنا و مرنا علي جمل واحد (شكله مضحك جدًا!) ،ركبت مرنا أمامي و أنا وراءها ، و عندما قام الجمل مرنا صرخت و أسمعت الهرم كله! أنا كنت خائفة و أنا علي ظهر الجمل و لكنني صممت أن أركبه ، لوفي يخوض مغامراتٍ كثيرة ، كيف أخاف أنا أن أركب جملاً ؟
        سامي و فيكتور و أمير ركبا حصانين ( فيكتور و سامي فارسان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) ، أماني و أية ركبتا معًا علي جملٍ ، سارة و بطيخة ركبا معًا علي جمل ، سارة جلست  في المقدمة و بطيخة خلفها، أمير و حسين ركبا معًا علي جمل .  أماني ظلت تصرخ طوال الوقت كلما جلس الجمل أو قام أما مرنا فلم تصرخ ثانية .
      جملنا كان ظريفًا جدًا ، و أخبرنا عمو رمضان (الذي يسوق الجمل) أن اسمه "نور العين" ، اسمه جميل جدًا ! ذهبنا جميعًأ كالركب خلف بعضنا في جولة حول الأهرامات و أبو الهول و وقفنا بعيدًا ننظر إليها و ألتقتنا صورًا كثيرة جدًا خفيفة الظل. عمو رمضان و عمو حسين (سائق جمل سارة و بطيخة) صورانا صورًا مضحكة جدًا. أنا و بطيخة  صورنا و نحن نحمل الهرم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ،مرنا صورت و هي ترسم قلبًا فوق الهرم، سارة و فيكتور صورا و هما يضربان أبا الهول !، و أمير و سامي صورا و هما يلبسان أبا الهول نظارة شمس !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ( حتي أبا الهول المسكين لم ينج من أمير و سامي !).  
       استاذ سميح أخذنا إلي مراكب الشمس و رأينا مركبًا ضخمًا ، شرح لنا استاذ سميح كيف بناه رواة زرعتي القدماء من حبال و خشب فقط. المركب كان ضخمًا جدًا جدًا جدًا ،لو وقفنا جميعًا متجاورين لن نصل إلي ربع حجمه !
        استاذة بسمة أخبرتنا أننا لا يجب أن نصور المركب ؛لأن ضوء الكمرا سيضر المركب  ، و لكننا اشترينا بطاقات عليها صورته .
         في نهاية الرحلة وقفنا جميعًا و خلفنا الأهرامات الثلاثة و التقت عمو رمضان صورة لنا و نحن نمثل حركات فرعونية، و عندما عدت إلي المنزل ظلت ماما تضحك طويلاً جدًا علي صورنا!

         و لكن أهم شيء حدث اليوم أنني رأيت ما فعله رواة رزعتي القدماء لها ، و ما تركوه لي و لدائرتي حتي نظل نتذكر أننا يجب أن نروي زرعتي مثلهم و نجعلها تكبر و تعلو مثلما جعلوها هم تكبر و تعلو فوق كل زروع العالم .