الجمعة، 28 نوفمبر 2014

و علي أن أسامح

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

    لم يكن أبدًا سهلاً علي أن أسامح كل من تتلطخ أيديهم بالدماء. لم يكن سهلأ علي أن أغفر دماء من أحب التي أراها قد تسيل في أي لحظة و علي أيدي اّخرين أيضًا أحب. لم يكن سهلاً علي أن أعفو عن من حولي و أنا أراهم يصفقون و يطبلون بل و يسيلون بأيديهم الدماء.
      أجل، ممن حولي و ممن أحب يوجد من تلطخت أيديهم و ستتلطخ مجددًا بالدماء. ممن أحب عبيد للسلطة يصفقون للدماء أو يخضعون لأمرها بإسالة دماء الأبرياء، بل حتي الأطفال لحماية مكانتها و سلطتها و قبضتها الطاغية الحديدية المطلقة.
       كثيرًا ما لا يعني كثيرًا أن أكتب. ما معني أن أكتب و  أشجب و أدين و انتقد ما تفعله سلطة فاشية مجرمة لا تختلف كثيرًا في نهجها عن نهج هتلر القومي الفاشي اللاإنساني. بل لا تختلف عنه حتي في بجاحتهما و إعلانهما للجرائم قبل ارتكابها.
         ما معني أن أكتب لانتقد من يجهرون بإطلاقهم النار علي المدنيين لمجرد رفعهم صوتهم برأي ضد السلطة و انتقادهم لها أو رغبتهم في إسقاط جبروتها ؟
         ما معني أن أكتب وسط شعب فاشٍ لا يبالي بل يفرح بإسالة السلطة للدماء، و جهرها بالمجازر؟
          كيف لي أن أسامح عبيدًا ينفذون أمر السلطة بقتل الأبرياء؟
           كيف لي أن أغفر لمن يقتلون من أحب؟
           و ما معني الكتابة ضد الفاشية الفاجرة؟
           لا أدري.
           لا أريد أن أصمت بينما تسيل الدماء.
           لا أريد أن أسأل عن دم أحد.
            لا أريد أن أحمل دم أحد.
             لكني لا أملك روحًا للكتابة. الروح ضاعت. و ما عدت أريد أن أكتب لمن لا يملكون قلبًا. ما عدت أريد أن أكتب لمن تغرق أيديهم في الدماء. ما عدت أريد أن أكتب لمن يصعب علي أن أسامح. ما عدت أريد أن أكتب لمن يرون الجريمة أمامهم جلية يجهر بها المجرم و يطبلون لها، بل و يشاركون فرحين فيها.
            ما عدت أريد أن أكتب بينما تسيل الدماء و كلامتي تبدو بلا جدوي، لا توقف نزيفًا.
             أعلم أن من أحب قتلة، و أعلم أن اّخرين أحب قتلي.
              و علي أن أري القتلي و أصمت،
               و علي أن أري القتلة و أسامح.
            و إن سئلت لماذا علي أن أسامح؟
               سأرد أن الكراهية تحيا علي الثأر و الفاشية تحيا علي الكراهية. و علي أن أكون مثالية حتي لا أحمل مستقبلاً دم أحد بالثأر، بالكراهية، بالفاشية.
                 مأساتي:
               علي أن أري من أحب قتلة و قتلي،  و أسامح !








     

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

مجتمعات إنسانية مصرية

   (هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة). 
  
    أزمة قبول الاّخر/ الأخري ترتبط بعدم وجود تعامل إنساني معه/ا. نحن نعيش في مجتمع تفضل كل مجموعة فيه الحياة بعزلة عن من حولها في صورة مجتمع مغلق خاص بها و هذا ما يزيد من سهولة تجسيدها في صورة فكرة مرفوضة لا بشر من لحم و دم ، ما يؤذيهم يؤذي بشرًا لا أفكارًا و حسب.
       أنا لم أعش هذه الحياة. اخترت أن أتعرف علي ناس مختلفين من مجتمعات مختلفة مغلقة علي نفسها و أدخلها جميعًا باختلافها، و أعرفها جميعًا كمجتمعات بشرية لا كأفكار. تعرفت علي مجتمع الإخوان و الإسلاميين و مجتمع اليبسار و الحركات الثورية و المجتمع المسيحي، و مجتمع ذوي الميول الجنسية الغير غيرية و مجتمع الطبقة الأكثر ثراًء و مجتمع عائلات ضباط الشرطة و مجتمع الجامعة الأمريكية (مجتمع الجامعات الأجنبية) و المجتمع الملون لجامعة القاهرة و حاولت أن أدخل مجتمع أولاد الشوارع و لكني أجلت التعمق في هذه التجربة قليلاً للمستقبل.
       كل مجتمع دخلت (سواء كنت جزء منه أو زائرة) كنت أبدأ باستغرابه أو رؤية مدي احتلافه عني (حتي و أنا جزء منه) ثم أعرفه و أعرف كم هو قريب مني رغم اختلافه. كل مجتمع كنت أحبه تدريجيًا و أعرف كم جميلون من هم جزء منه. كنت أعرف كيف أحبهم كبشر، و ينتهي بي الأمر و قد ارتبطت بهم من داخلي. و الدرس الذي أود أن أعلمه لكل فرد أن الأفكار النمطية عن كل مجتمع مختلفة جزريًا عن حقيقته و تصديقها ظلم.
       مجتمع الإخوان محافظ، لكنه ليس متعصبًا كله كما يروج عنه، و هو مجتمع مصري بسيط و دافيء، و طيب، و مائل للمصرية أكثر من الخليجية. مجتمع اليسار و الحركات الثورية مجتمع فيه بعض العيوب مثل الإقصاء و النزاع علي الثورية و الفخر بالمقاومة، لكنه كذلك مجتمع شجاع، و أفراده يواجهون أحيانًا ضغطًا اجتماعيًا قبل الضغط السياسي، خاصة بناته. مجتمع طابعه يشبه أسماء أفراده "رفاق"؛ و علاقاتهم تشبه هذه الصفة.  و يوصف بالانفتاح؛ لأن مرجعيات أفراده المختلفة تجعلهم يختلطون بمختلفين عنهم، و يتعلمون أن يقاتلوا بجوار مختلفين عنهم الظلم، و مع القتال سويًا يعرفون بعضهم و يقبلون اختلاف بعضهم.
        المجتمع المسيحي مجتمع يتصف بالمحافظة، و لكنه (خاصة البروتستنتي) بدأ في كثير من الجوانب ينفتح أكثر و يتقبل الحوار في التابوهات. هو ليس مجتمعًا مختلفًا جدًا عن المجتمع الإسلامي، و المتشددون فيه ليسوا مختلفين كثيرًا عن المتشددين الإسلاميين. مجتمع ذوي الميول الجنسية المختلفة، مجتمع مختلف كثيرًا عن الصورة الذهنية له. المجتمع يراه فاسقًا و فاجرًا و منحلاً و يري ذكوره "خولات" لكن حقيقة هذا المجتمع مختلفة. أفراده جزء من المجتمع الكبير بكل اختلافاتهم، و منهم متدينون. و ذكوره ليسوا "خولات" كما يقول عنهم المجتمع بل منهم من هم أكبر من مجرد "رجال"، من هم بشر، يشعرون و لديهم مشاعر إنسانية راقية، و منهم من يتمتعون بقوة و صلابة أمام المجتمع لا يملكها أغلب الذكور الذين قابلتهم في حياتي.
          مجتمع الطبقة الأكثر ثراًء و مجتمع الجامعة الأمريكية (الجامعات الخاصة) مجتمع مصري يظهر بمظهر منفتح و لكن لمن يعرفونه بعمق، يعرفون أنه مجتمع مصري محافظ، و لكن يظهر بمظهر غربي من الخارج، و لكن اختلاط أفراده بالفكر الغربي يجعل بعضهم (لا الغالبية) ينفتحون علي قبول قدر من الاختلاف، لا الاختلاف الكامل عنهم.
        المجتمع الملون لجامعة القاهرة يستحيل وصفه؛ لأنه ملون جدًا، و ليس بالضرورة أقل انفتاحًا من مجتمع الجامعات الأجنبية –كما يظن الكثيرون-. مجتمع عائلات ضباط الشرطة هو أيضًا مجتمع محافظ، و مجتمع بشري مختلف تمامًا عن الصورة الذهنية لجبروت و قوة ضابط الشرطة.

       المشترك بين علاقتي بكل تلك المجتمعات أنه يستحيل علي بعد معرفتي بها ألا أحب أفرادها كبشر أو أن أري أيًا منهم مستحقًًا لأي اضطهاد يمارسه المجتمع ضده. علاقتي البشرية بهم علمتني أن أحبهم كبشر و أن أري الجمال فيهم باختلافهم. أود لو يأتي يوم تنفتح فيه هذه المجتمعات علي بعضها، و تعرف و تحب بعضها، و لا تري أن أيًا منها يستحق القتل أو الرجم أو السجن لمجرد كونه جزء من مجتمع مختلف. حينها لن نكون بلدًا فاشيًا. 

إعرفونا كبشر

    (هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

    أثر علي خبر الاعتقال ثم الحكم السريع بالسجن ثلاث سنوات علي الرجلين اللذين وضع لهم فيديو الزواج المثلي. لم يؤثر في الظلم الذي وقع عليهم، و شبه اغتصابهم في كشف لا يفرق كثيرًا عن كشف العذرية فقط، بل أثر في أكثر ردود الأفعال  اللاإنسانية علي الخبر. اللا إنسانية التي تحاصرنا في هذا المجتمع سببها أن أغلبه، لا يعرف الاّخر. صورة الاّخر/ الأخري دائمًا صورة هلامية نظرية شريرة لا صورة بشرية من لحم و دم.
       لذلك قررت أن أكتب و أعبر عن طبيعة حياة ذوي الميول المثلية. ميلي الجنسي مزدوج لكلا الرجال و النساء يجعلني أفهم جيدًا هذه الحياة؛ لأنني حييت حياة مثلها إن لم تكن تمامًا مشابهة. سأحاول أن أعبر قليلاً عن طبيعة هذه الحياة و أشرح كم المعاناة التي يعانيها المثليون و المثليات في هذا المجتمع داخليًا و خارجيًا، نفسيًا و اجتماعيًا.
      المثلي/ة لا يملك/ تملك الشعور بالحب و لا الرغبة تجاه شخص من جنس مختلف.  لا يستطيع أن ينجذب عاطفيًا أو جنسيًا لشخص من جنس مختلف. المثلي/ة يملك مشاعر عاطفية و جنسية دائمًا تجاه شخص من جنسه/ا ، حتي احتلامه/ا يكون بشخص من ذات الجنس. المثلي/ة لا يملك كأي إنسان/ة التحكم باختيار بمن يحتلم /تحتلم أو من يحب/ تحب أو من يرغب/ترغب. لكنه ككل فرد في هذا المجتمع مربوط بأحكام اجتماعية و دينية و مجبر/ة علي رؤية مشاعره/ا و رغباته/ا كخطأ و حرام. و أحيانًا يجد/تجد نفسه/ا في مواجهة مع الدين و صراعات لا تنتهي عن عدالة الدين و الإله. المثلي/ة غالبًا يحاول /تحاول في مرحلة ما إنكار و مقاومة مشاعره/ا و إيهام نفسه/ا بكونه/ا غيري/ة، لكنه/ا طبعًا يفشل/تفشل ؛لأنه/ا لن يستطيع/ تستطيع أن يحب/تحب أو يرغب/ترغب شخصًا من جنس مختلف بالعافية.
      الزواج  هو الإطار الاجتماعي و الديني المقبول للجنس، و لكن للمثلي/ة ليس سوي اغتصابًا؛ لأنه علاقة جنسية بلا حب و لا رغبة و أحيانًا حتي باشمئزاز.  المجتمع و الدين لا يقرون أي إطار مقبول لحب و رغبة المثلي/ة. المثلي/ة بالدين و المجتمع مجبر/ة علي كبت مشاعره/ا العاطفية و الجنسية و لكن الأبشع أنه مجبر/ة علي الحياة في الظل. مجتمع المثليين و المثليات مجتمع مغلق جدًا، و أغلبهم عاجزون حتي عن البوح بحقيقة مشاعرهم لأحد؛ لأن المجتمع لا يرفضهم و حسب و لكن يدينهم و يخاف منهم. كثير من المثليات يخفن معرفة الفتيات بميلهن الجنسي؛ لأن كثيرًا من الفتيات تخفن المثليات و و تظنين أنهن سيتحرشن بهن.
        أسوأ ما في حياة المثلي/ة في مجتمعنا هو الحياة في الظلام. المثلي/ة يعيش/تعيش في الظلام . المجتمع يجبره/ا علي فعل كل ما يرغب/ ترغب في الظلام. المجتمع مزدوج و لا يرفض أي فعل و لكن يرفضه و يدينه فقط في العلن. كثير من المثليين يعيشون حياة مزدوجة و حياة بها الكثير من الصراعات بسبب ذلك. كثير من المثليين يضطرون لتمثيل دور ليس دورهم لأجل إرضاء المجتمع. المثليون و المثليات –عدا القليليين جدًا منهم- لا يواجهون المجتمع و يبقون حياتهم كلها في الظلام. و كثير منهم يقع في يد من يستغلونهم؛ لأنهم عاجزون عن مواجهة المجتمع. ليست علاقاتهم وحدها التي تكون في السر، بل مشاعرهم و رغباتهم، و جزء من هويتهم. مجرد الشعور بأن جزء من الهوية مخفي إن علم سيرفضون عليه، يجعلهم يعيشون بخوف و ازدواج، وسط الظلام.
      لا استطيع أن أشرح أكثر. كثير من التجارب البشرية يصعب فهمها لمن لم يعشها/تعشها. أنا نشرت تجربتي من قبل في مقال "تجربتي"، و أظن أن من يقرأها/ تقرأها قد يشعر/تشعر قليلاً بحياتي و مدي معاناتي، مع أنها مازالت مختلف عن حياة المثلي/ة. فأنا –علي الأقل-  أحب من هم من جنس مختلف.
       فقط أطلب منكم ألا تحكموا علينا وأنتم لم تحيوا حياتنا و لم تجربوا العذاب و الصراعات التي نعيشها. فقط أطلب منكم أن تحاولوا أن تقرأوا و تعرفوا عنا و إن كان حولكم أحد من القليليين الذين يبوحون منا أن تحاولوا أن تسألوهم و تعرفوهم كبشر، لا كمجرد ممثلين لكلمة "مثلي/ة".

       إعرفونا كبشر ثم إحكموا –إن كان يحق لكم الحكم أصلاً- إن كنا نستحق العذاب الذي يفرض علينا من المجتمع أم لا.

الأحد، 2 نوفمبر 2014

الدولة الجبانة و نموذج د.هبة رؤوف عزت

        (هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).
    
       مهما وصفت كيف وصلنا لمستنقع الدولة الجبانة، لن يعبر وصفي عن جزء صغير من ارتعادها.
      الدولة التي تخاف كل صوت، ليست دولة قوية بل إنها دولة هشة تحاول مواراة ارتعاشها بالقمع. لو لم تخف كل صوت، لما حاولت إخراسه. إنها لا تخاف من يشكلون قدرًا من الخطر عليها أو حتي التهديد لقبضتها الحديدية، بل يرعبها كل بادرة صغيرة تجهلها. تريد أن تملك البلد كما يملك الطفل بيت دماه، و تعتقد أن البشر دمي تستطيع أن تثبتها بالمكان الذي تشاؤه.
          بغبائها تفضح جبنها. ما معني أن تلقي القبض علي شباب في نشاط طلابي، لا علاقة له بالصراع السياسي الدائر بالدولة ؟ ما معني أن تلقي القبض علي مجموعة شباب في نموذج للمجلس القومي للطفولة و الأمومة ؟ هل وصلت إلي هذه الفوبيا من الشباب و السياسة ؟ أي دولة جبانة تلك ؟ تتنافس مع أشد الدول قمعًا في الجبن.
           الدولة ترتعب من كلمة "شباب"؛ لأنها تعلم أنهم هزوا عرشها من قبل و لم ينفع إهمالهم بمبدأ مبارك الشهير "خليهم يتسلوا". الدولة ترتعد من كلمة "سياسة"؛ لأنها لا تعرف السياسة و لا تعرف الحل السياسي و لا تفهم إلا لغة السلاح، كأي دولة عسكرية.
            تلك الدولة الجبانة تلاحق من لا يخافوا. الجبان دائمًا رعبه الأكبر من لا يخافه.
            د.هبة رؤوف عزت (استاذة الفلسفة السياسية بالجامعة الأمريكية و جامعة القاهرة) رافقت الشباب المقبوض عليه أمس من ممثلي جبن و حهل الدولة الرعديدة. لمن لا يعرفون هبة رؤوف هي ليست استاذة عادية؛ لا تعيش في برجها العاجي، و لا تنفصل عن الواقع و تنظر كأغلب اساتذة السياسة بمصر. هبة رؤوف تعيش مع الشباب، تعيش علي أرض الواقع بناء التجربة السياسية الحقيقية وسطهم. شخصية متواضعة و بسيطة جدًا.
             أول مرة ألتقيها كانت في الحفل الختامي لنموذج منظمة التعاون الإسلامي. حينها ذهبت –رغم أني لم أكن جزًء من النموذج- بشكل رئيسي لأجلها، قرأت عنها من قبل و وددت أن أراها. لم أكن أتوقع الحضور الذي بلغ بضعة اّلاف. تحدثت بنضوج و هدوء و جمهور متحمس لفكرة "الخلافة الإسلامية" عن حقيقة اختلاف العالم  و أن الاختلاف سنة الله –عز و جل- في خلقه و عن و ضرورة تقبل هذا الاختلاف.  
              عندما غادرت صالة النهر بساقية الصاوي (التي يصعب وصف ازدحامها حينها)، وجدتها أمام باب الساقية و يستأذنها البعض في التقاط الصور بجوارها. لم تعرفني من قبل، و لكن عندما طلبت منها أن أحدثها عن مجال تخصصي بالجامعة الأمريكية و عدم استقراري علي قرار حول التخصص بين خياري قسم سياسة و قسم فلسفة، أخبرتني أنها لن تدرس هذا الفصل الدراسي بالجامعة الأمريكية و مع ذلك هي مستعدة لمساعدتي.
               أعطتني بريدها الالكتروني و أرسلت إليها أطلب منها التحدث حول تخصصي، و لم أتوقع منها إجابة (خاصة و هي لا تعرفني)، لكني وجدتها ترسل إلي رقم هاتفها الشخصي، إتصلت بها (و لم أتوقع أن ترد علي رقمي) و وجدتها ترد ! تحدثت معي حول تخصصي و أخبرتني رأيها ، و لم تحاول أن تقصر المكالمة و لا أن تنبهني إلي مشغوليتها الكثيرة !
                  هذه هي د. هبة رؤوف عزت.
                  و مقابلتها بعقول هذا النظام الجبان الفوقي تصف ببساطة لماذا يخشاها، و لماذا هو أضعف منها، و من كل تلامذتها في كل النماذج الطلابية. هؤلاء يمثلون جزًء من فكر د. هبة رؤوف عزت، و إن افتقدوا رزانتها، و نضجها.
                    السؤال الملح البسيط هو : "هل ينتصر الجبناء بأليتهم الأمنية أم الذين لا يخافون بفكرهم و قيمهم و كلمتهم ؟"

                   الضعيف له السلاح، و القوي حقًا له الكلمة.