الثلاثاء، 10 أبريل 2012

مازلنا نملك الخيار

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

منذ فترة كتبت أنذر من سيرشح أو ترشح في البرلمان أحد ، أن يكون خياره/ا حرًا غير متأثر بخوف من تيار أو أيديولوجيا. قلت حينها أنني قلما قابلت شخصًا انتخب تيارًا سياسيًا حبًا فيه أو ايمانًا به أو اقتناعًا ببرنامجه ، و لكن غالبًا اختار هذا التيار بسبب خشيته من تيار سياسي اّخر ، هناك من انتخب/ت الفلول رعبًا من الاسلاميين ، و هناك من انتخب/ت الاسلاميون و هو يرتجف/ ترتجف خوفًا من سيادة الليبرالين و قدر الانفتاح الذي قد يسمحون به في مصر، و رأيت من انتخب/ت ليبراليين بدون تفكير لمجرد شبح نفوذ الاسلاميين .حينما كتبت مقالي (نملك الخيار) كنت أريد أن أري من يختار/ تختار بحرية حقيقية بدون قيد فولاذي من الخوف ، و الاّن أكتب ؛لأن المشهد يتكرر في الانتخابات الرئاسية ، و لا ينبغي أن نكرر خطايانا في حق الوطن مرة اّخري.
اليوم تباع لنا مجددًا فكرة الفلول أو الاسلاميين (شفيق و سليمان أو الشاطر و مرسي ) هناك –علي فكرة- من سيختارون شفيق أو سليمان ، خوفًا من هيمنة الاسلاميين ، و هناك من ينتوون ترشيح مرشح اسلامي للنجاة من العو المتمثل في الفلول ، و هناك من يفكرون في ترشيح (عمرو موسي) ليمسكوا بالعصا من المنتصف.و أفضل المرشحين وضعًا طبقًا لنظرية (أحسن من غيره) هو (أبو الفتوح) فلا هو اسلامي متشدد و لا يحسب علي النظام السابق.و لكن أين الايمان بالمرشح؟ أين الدعم الحقيقي لمرشح استنادًا علي احترام أو تقدير أو برنامج ؟لا يوجد.ببساطة ؛لأنه لا توجد برامج أصلاً ؛لأن كل مرشح يقدم نفسه علي أنه بديل الاّخر و المنقذ الهمام الذي سيغير مصر ، و لا أحد منهم يكلف خاطره و يوزع بدلاً من البوسترات التي تغرق شوارعنا برامج حقيقية له ، بل في أحسن الأحوال يكتفي بأراء شخصية في أمور هامشية أو كلام هلامي من نوعية (سأخلق فرص عمل – سأقضي علي البطالة – سأحقق الديمقراطية – سأمحو الفقر) بنفس لهجة الجميع في السابق و الاّن (و لا نتمني أن يكون في المستقبل أيضًا)و هي بالمناسبة كانت برغم بعض الاختلافات الطفيفة لهجة (الحزب الوطني).
أنا لا أهاجم أحد ،لا أقول لا للاسلاميين و لا لا لليبراليين أو حتي لا للفلول ، ففي النهاية اختياري في هذه الانتخابات حرية لي و اختيار الجميع حرية لهم ، و لكنني أهاجم للمرة الثانية المنطق العقيم الذي يفرض علينا الاختيار الديكتاتوري الذي لا حرية لنا فيه بسبب جبننًا و ارتعابنا من تيارات و أشخاص بعينهم.من يؤمن بالاسلاميين يرشحهم، من يصدق في الليبراليين يرشحهم ، من يقتنع بالفلول فليتفضل و يختارهم ، و لكن لا ينبغي أن نختار بدون ايمان ؛بسبب الخوف ، هذه هي الخطيئة ، كما لا يجب مطلقًا أن يكون تصديقنا نابعًا من اعجابنا بايديولوجيا أو فكرة فقط بل يفترض أن يكون منبثقًا من اقتناع بأن برنامج المرشح السياسي بغض النظر عن أرضيته الفكرية صالح للنهضة بمصر.
نحن أخذنا حريتنا ، و التي لم نحصل عليها كاملة بعد بدماء طاهرة بريئة ، لا تستحق أن تذهب زهيدة ، و أن نضيع الحرية التي أغدقت هذه الدماء لأجلها ؛لأننا رعاديد نخشي تيارات سياسية بعينها فنختار اّخري لا نؤمن بها حتي . لا تضع/ي ما مات الشهداء لأجله ، انتخب/ي من تؤمن/ي به و ببرنامجه لا من تجده/ تجدينه منقذكَ أو منقذكِ من اّخر.و أكررها ، و سأظل أكررها ، اننا نملك الخيار ، حتي ألا نختار ، اننا نملك الخيار ، مازلنا نملك الخيار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق