( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
" هل نحن حرائر
حقًا ؟ "
أجزم أن الاجابة " لا " ، نحن النساء في هذا
الوطن لسنا حرائر أبدًا مهما اقنعنا من حولنا بأن لدينا كل الحريات و الحقوق
."لا" أننا سليبات من حقوق جمة تمتلكها نساء لسن أفضل منا في بلاد
جعلناها جميعًا نساًء و رجالاً أفضل منا. لن أجادل الاّن حقيقة أننا و ان لم نكن
دائمًا جوارٍ ،فنحن غالبًا لسنا حرائر ، لن أحاول أن أقنع الجميع الاّن بحقيقة
أننا كنساء في مصر لم نحصد الا فتات الحقوق ، و من أدني الحقوق تحصدها نساء في
المعمورة هي حقوقنا ، لن أجادل الاّن لا ؛لأني لا أملك الدلائل و لكن ؛لأني سأؤجل
هذا لمقالات قادمة ، سأبرهن فيها بالأدلة القاطعة و الراهين التي لا تحتمل الشك
أننا سليبات الحقوق و الحرية.أما الاّن في هذا المقال سأتناول جوهر عبوديتنا ، أو
علي أقل واحدًا من أهم أسباب اذلالنا .سأتناول فكرة سعينا وراء الرجل ، و استجدائنا رضاه و
زواجه بشتي السبل حتي و لو دهسنا كبرياءنا و استقلالنا و بدهسهم كتبنا نعي حريتنا.
قبل أي
هجوم عليَ ، فلنتأمل قليلاً ما الذي يطلب منا كي نحظي بزيجة مناسبة أو غير
مناسبة.ألا يطلب منا أن نسعي وراء الزوج ، يطلب منا أحياناً أن نعمل لا كي نحقق
استقلالنا و مكانتنا بل كي نقابل زوج المستقبل. أحيانًا يطلب منا أن نخرج و نتعرف
علي أناسٍ كثيرين لا كي نعرف أناسًا جددًا أو كي نكون صداقات أو كي نعرف الحياة و
نتمتع بها بل كي نتعثر في رجل .أحيانًا يطلب منا بل نقبل بأنفسنا علي رياضات أو
أنشطة لا كي نفرغ طاقتنا أو كي نقدم خيرًا لأنفسنا أو غيرنا و لا حتي لتحقيق
النجاح في مجال مختلف بل مرة اّخري كي نصطدم برجل في الطريق.حتي عندما نود أن نبدو
جميلات في فرح أو مناسبة أو حتي فسحة يطلب منا أن نلتزم الأناقة الجمة و الاحتشام
المحترم كي نعجب رجلاً أو أمه فنحظي به عريسًا.جمالنا نصطنعه لنجذب الرجل ،
تعليمنا نحرص عليه لنساوي الرجل ، احترامنا نكتسبه لنرضي الرجل . في بعض الأوقات اذا أمر الرجل
المشبوك بل الشابك نتعري و ان أمر نتغطي ،و ان أمر قد نقطع علاقتنا بمن نحب ، و ان
أمر قد نلضدم علاقتنا بمن نبغض.و حتي ان لم يكن الرجل ستزوجنا ، حتي و ان كان مجرد
علاقة عابرة نتسلي بها أحيانًا بل غالبًا نخضع له ، و نسمح له بأن يحدد لنا ما
نلبس و ما نخلع ، و من نرافق و من نقاطع ،
بل قد نسمح له بأن يستعبدنا أكثر و يتخير لنا متي نخرج و متي نعود ،و أن
نعمل أو ألا نعمل .
نحن
نذل أنفسنا للرجال فلماذا نغضب عندما يعتبروننا جوارٍ و يتسلطون علينا ؟ الرجل
الذي تزينا كالجواري في سوق عقاظ في الأفراح لنفوز بنظرة نه أو من والدته ، الرجل
الذي استترنا رغمًا عن أنوفنا لنرضي تشدده و رغبته في تملكنا، الرجل الذي تعرينا حتي نرضي رغباته أو ميوله الانفتاحية
.احتشمنا ان كان محافظًا و تعرينا ان كان منفرجًا. الرجل الذي تنازلنا عن بعض
تطلعتنا لأجله، الرجل الذي بعنا أصدقاءنا الذين لا يرتاح لهم ،لأجل اطمئنانه ،
الرجل الذي لم نخرج الا بأذنه كي لا يشك بنا .الرجل الذي منحناه بأيدينا مفاتيح
ذلنا و جعلناه يؤمن بأننا نركع و نحني رؤؤسنا و نتحدث رجاًء لأجل مجرد بلوغ بيت
زوجية معه ، كيف له ألا يستعبدنا ؟
ان كنا نظن
أننا حرائر و لسنا ملكًا للرجال فلنأبي هذا الذل . فلنسأل أنفسنا ما الذي نريده
بالضبط ؟ حرية و استقلال أم عبودية و استذلال ؟ من تريد الحرية فلنقل
:"لا" ."لا" لن أكون جارية تعرض في سوق عكاظ لرجلٍ أبدًا
.فلتقل :"اني حرة ". فلتؤثر هي باختيارها أن تختار ما تؤمن به يقينًا لا
ما يفرضه عليه ذلك المسمي "رجل" .تختار أن تعمل أو لا ، تختار أن تحتشم
أو لا ، تختار من تخالل و من تعتزل رجل كان أو امرأة ، تختار متي تخرج و متي تعود
، تختار الفكر المتحرر أو المنغلق ، تختار الملبس بالطريقة التي ترتاح لها ،تختار
الرياضة التي تحب ، تحتار كل هذا و أكثر ، تختار كل شيء بحرية.لا يعنيها أن يقال
عنها أنها متعصبة أو فاجرة ،لا يعنيها أن يقال عنها مسترجلة أو تنبض بالأنوثة ،لا
يعنيها أي كلمة تنفر أو تجذب رجلاً أيًا كان اليها . الحرة مستقلة و المستقلة
تختار بايمانٍ صادق و حرية .أما من تختار بأسر نظرة رجل فهي تختار أن تظل أبد
الدهر جارية رجل.
لأنني لست
جارية أختار بحرية ،لأنني لست جارية أختار ما أؤمن به و حسب.ألبس ما أقتنع به حتي
و ان بدي فاجرًا في نظر رجل أو غريبًا في نظر اّخر ، أفرض شخصية بقوة و أتبع
أحلامي و طموحاتي حتي و ان طغت علي انتظاري للرجل ، لا أتزين لرجل ،أتزين كما
يعجبني لنفسي. أخرج وقتما أشاء ،أصادق من أراه/ا يستحق / تستحق صدقاتي ، أفكر
باستقلال بدون طغيان من مجتمع.يوم يأتيني الرجل يجب أن يقبلني حرة كما أنا ، و ان
لم يقبني كما أنا فلن أقبله كما هو ؛لأنني حرة ؛لأنني أساويه ؛لأنني لست جارية.