الجمعة، 26 أكتوبر 2012

لأنني لست جارية


  ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

" هل نحن حرائر حقًا ؟ "
أجزم أن الاجابة " لا " ، نحن النساء في هذا الوطن لسنا حرائر أبدًا مهما اقنعنا من حولنا بأن لدينا كل الحريات و الحقوق ."لا" أننا سليبات من حقوق جمة تمتلكها نساء لسن أفضل منا في بلاد جعلناها جميعًا نساًء و رجالاً أفضل منا. لن أجادل الاّن حقيقة أننا و ان لم نكن دائمًا جوارٍ ،فنحن غالبًا لسنا حرائر ، لن أحاول أن أقنع الجميع الاّن بحقيقة أننا كنساء في مصر لم نحصد الا فتات الحقوق ، و من أدني الحقوق تحصدها نساء في المعمورة هي حقوقنا ، لن أجادل الاّن لا ؛لأني لا أملك الدلائل و لكن ؛لأني سأؤجل هذا لمقالات قادمة ، سأبرهن فيها بالأدلة القاطعة و الراهين التي لا تحتمل الشك أننا سليبات الحقوق و الحرية.أما الاّن في هذا المقال سأتناول جوهر عبوديتنا ، أو علي أقل واحدًا من أهم أسباب اذلالنا .سأتناول  فكرة سعينا وراء الرجل ، و استجدائنا رضاه و زواجه بشتي السبل حتي و لو دهسنا كبرياءنا و استقلالنا و بدهسهم كتبنا نعي حريتنا.
        قبل أي هجوم عليَ ، فلنتأمل قليلاً ما الذي يطلب منا كي نحظي بزيجة مناسبة أو غير مناسبة.ألا يطلب منا أن نسعي وراء الزوج ، يطلب منا أحياناً أن نعمل لا كي نحقق استقلالنا و مكانتنا بل كي نقابل زوج المستقبل. أحيانًا يطلب منا أن نخرج و نتعرف علي أناسٍ كثيرين لا كي نعرف أناسًا جددًا أو كي نكون صداقات أو كي نعرف الحياة و نتمتع بها بل كي نتعثر في رجل .أحيانًا يطلب منا بل نقبل بأنفسنا علي رياضات أو أنشطة لا كي نفرغ طاقتنا أو كي نقدم خيرًا لأنفسنا أو غيرنا و لا حتي لتحقيق النجاح في مجال مختلف بل مرة اّخري كي نصطدم برجل في الطريق.حتي عندما نود أن نبدو جميلات في فرح أو مناسبة أو حتي فسحة يطلب منا أن نلتزم الأناقة الجمة و الاحتشام المحترم كي نعجب رجلاً أو أمه فنحظي به عريسًا.جمالنا نصطنعه لنجذب الرجل ، تعليمنا نحرص عليه لنساوي الرجل ، احترامنا نكتسبه  لنرضي الرجل . في بعض الأوقات اذا أمر الرجل المشبوك بل الشابك نتعري و ان أمر نتغطي ،و ان أمر قد نقطع علاقتنا بمن نحب ، و ان أمر قد نلضدم علاقتنا بمن نبغض.و حتي ان لم يكن الرجل ستزوجنا ، حتي و ان كان مجرد علاقة عابرة نتسلي بها أحيانًا بل غالبًا نخضع له ، و نسمح له بأن يحدد لنا ما نلبس و ما نخلع ، و من نرافق و من نقاطع ،  بل قد نسمح له بأن يستعبدنا أكثر و يتخير لنا متي نخرج و متي نعود ،و أن نعمل أو ألا نعمل .
          نحن نذل أنفسنا للرجال فلماذا نغضب عندما يعتبروننا جوارٍ و يتسلطون علينا ؟ الرجل الذي تزينا كالجواري في سوق عقاظ في الأفراح لنفوز بنظرة نه أو من والدته ، الرجل الذي استترنا رغمًا عن أنوفنا لنرضي تشدده و رغبته في تملكنا، الرجل الذي  تعرينا حتي نرضي رغباته أو ميوله الانفتاحية .احتشمنا ان كان محافظًا و تعرينا ان كان منفرجًا. الرجل الذي تنازلنا عن بعض تطلعتنا لأجله، الرجل الذي بعنا أصدقاءنا الذين لا يرتاح لهم ،لأجل اطمئنانه ، الرجل الذي لم نخرج الا بأذنه كي لا يشك بنا .الرجل الذي منحناه بأيدينا مفاتيح ذلنا و جعلناه يؤمن بأننا نركع و نحني رؤؤسنا و نتحدث رجاًء لأجل مجرد بلوغ بيت زوجية معه ، كيف له ألا يستعبدنا ؟
     ان كنا نظن أننا حرائر و لسنا ملكًا للرجال فلنأبي هذا الذل . فلنسأل أنفسنا ما الذي نريده بالضبط ؟ حرية و استقلال أم عبودية و استذلال ؟ من تريد الحرية فلنقل :"لا" ."لا" لن أكون جارية تعرض في سوق عكاظ لرجلٍ أبدًا .فلتقل :"اني حرة ". فلتؤثر هي باختيارها أن تختار ما تؤمن به يقينًا لا ما يفرضه عليه ذلك المسمي "رجل" .تختار أن تعمل أو لا ، تختار أن تحتشم أو لا ، تختار من تخالل و من تعتزل رجل كان أو امرأة ، تختار متي تخرج و متي تعود ، تختار الفكر المتحرر أو المنغلق ، تختار الملبس بالطريقة التي ترتاح لها ،تختار الرياضة التي تحب ، تحتار كل هذا و أكثر ، تختار كل شيء بحرية.لا يعنيها أن يقال عنها أنها متعصبة أو فاجرة ،لا يعنيها أن يقال عنها مسترجلة أو تنبض بالأنوثة ،لا يعنيها أي كلمة تنفر أو تجذب رجلاً أيًا كان اليها . الحرة مستقلة و المستقلة تختار بايمانٍ صادق و حرية .أما من تختار بأسر نظرة رجل فهي تختار أن تظل أبد الدهر جارية رجل.
      لأنني لست جارية أختار بحرية ،لأنني لست جارية أختار ما أؤمن به و حسب.ألبس ما أقتنع به حتي و ان بدي فاجرًا في نظر رجل أو غريبًا في نظر اّخر ، أفرض شخصية بقوة و أتبع أحلامي و طموحاتي حتي و ان طغت علي انتظاري للرجل ، لا أتزين لرجل ،أتزين كما يعجبني لنفسي. أخرج وقتما أشاء ،أصادق من أراه/ا يستحق / تستحق صدقاتي ، أفكر باستقلال بدون طغيان من مجتمع.يوم يأتيني الرجل يجب أن يقبلني حرة كما أنا ، و ان لم يقبني كما أنا فلن أقبله كما هو ؛لأنني حرة ؛لأنني أساويه ؛لأنني لست جارية.

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

كيف نختار نموذج نهضتنا ؟


    ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

   أبهر الكثيرون بمشروع مرسي الشهير للنهضة الذي وضعه المهندس (خيرت الشاطر) و ظنوا أنه سينطر مصر فجأة نحو أعلي السماوات خاصة عندما أشيع أنه مقتبس من النموذج الصيني الذي جعل الصين مستقلة اقتصاديًا و تسير بخطوات هادئة و واثقة نحو قيادة العالم اقتصاديًا.و لكني ربما من القليلين الذين حزنوا و غضبوا و استشاطوا عندما سمعة كلمة ( النموذج الصيني) ، لأسباب سأذكرها لاحقًا في المقال.
      عندما أخذ مبارك روشتة (البنك الدولي الشهيرة) التي أخذتها بذاتها أغلب دول العالم في ذلك الوقت (و هي بالأساس نموذج اقتصادي منقول بالحرف من النموذج الأمريكي ببعض الاستثناءات الصغيرة) ،طبق مبارك هذا النموذج الأمريكي و هو نموذج اقتصادي يعد المرحلة اللاحقة علي النموذج الرأسمالي الطفيلي الذي تبناه السادات.أوهم الشعب مرة اّخري أن النموذج الرأسمالي الحر هو النموذج الذي سيصنع النهضة و الرخاء فكفاه فخرًا أن أمريكا رئيسة العالم تطبقه ! هذا النموذج الذي بدأه عبيد ثم استكمله نظيف لم يكن من الناحية الرقمية نموذجًا فاشلاً فهو للانصاف أحدث معدلات تنمية هي الأعلي منذ السنوات التالية للخطة الخمسية التي نفذها عبد الناصر ،فقد وصل نظيف بالبلاد لمعدلات تنمية من الأعلي بين الدول النامية 7% ، و استطاع أن يخرج بالبلاد من الأزمة المالية العالمية بأقل خسائر ممكنة."و لكن ماذا كان الثمن ؟ " شعب ما يربو علي 40% منه تحت خط الفقر ،بطالة تقارب ال12% ، عشوائيات غير اّدمية تخرج مجرمين و بلطجية يقطنها 20 مليون مواطن، ظهور أمراض اجتماعية هي نتيجة تلقائية لكل ذلك مثل التحرش و الاغتصاب و الفساد الاخلاقي و زنا المحارم و دولة البلطجية التي ظهرت بعد الثورة ، و غيرها الكثير.
        جزًء كبيرًا من ذلك كله كان يعود الي نقل النموذج الأمريكي أو الرأسمالي الحر الذي لم يكن مناسبًا بالمرة لمصر اجتماعيًا ، فالاقتصاد ليس مجرد أرقام ، الاقتصاد علم اجتماعي بكل ما تحمله "اجتماعي من معني".و الاّن نحو نريد تكرار ذات الخطأ بالتطلع الي الصين ؛لأنها تتجه لترأس العالم ، و لأنها تحققت من تحقيق نهضة برأسمال وطني.نحن ننظر لهذا الجانب فقط من النموذج الصيني ،غير مراعين لحقيقة أن الصين تعاني من نسب بطالة مرتفعة و نسب فقر بشعة ، و يمكن وصف نموذجها بالاحتلال الذاتي، فرؤوس الأعمال الضخمة بها صينية ولكنها أيضًا رؤوس أعمال تسيطر علي الاقتصاد بتوحش ، و تحقق ذات مبدأ الاقتصاد الأمريكي أقلية تعيش في النعيم و أغلبية لها الجحيم.الصين نقلت هي الاّخري روشتة البنك الدولي و لكن في الوقت الذي وجدته مناسبًا لها.
           أنا لست اقتصادية ، و لا يحق لي أن أقف ضد نموذج اقتصادي معين ، و لكني علي الأقل أريد أن أذكر القواعد التي علي أساسها يجب أن نختار نموذج نهضتنا.الأسس التي يجب ألا نتجاهلها حتي لا نكرره ذات الخطأ للمرة الثالثة أو الرابعة .يجب أن نضع دائمًا نصب أعيننا البعد الاجتماعي للنموذج الاقتصادي ،فالتنمية وسيلة للرخاء ، و لا يجب أن نضحي بالغاية لأجل الوسيلة. أي أننا لا يجب أن نختار نموذجًا جديدًا للنهضة يحقق النهضة علي حساب فقر و بطالة و عوز أغلب الشعب.و لا يجب أبدًا أن نتبع نموذجًا لمجرد أنه ناجح و حسب ، و حقق تنمية أسطورية في دولة ما ، فهناك قاعدة بدائية في الاقتصاد أن ما ينطبق علي الجزء ليس بالضرورة منطبقًا علي الكل. مهاتيرمحمد عندما بدأ مشروعه في ماليزيا ليجعلها من أقوي عشرين اقتصادًا في العالم ، كان العالم كله  يلهث وراء النموذج الأمريكي ، و لكنه قرر أن النموذج الأمريكي و الأووربي أيضًا لا يصلحان لماليزيا فاختار أن يتبع النموذج الياباني و نجح.
                  و هناك أيضًا البعد الثقافي ، الذي يتعلق بثقافة الشعب و كيف سيتعامل مع النظام الاقتصادي المطبق. ان كان هناك من يظن/ تظن أنه لا علاقة بين النموذج الاقتصاد و الثقافة  علي خطأ في رأيي.لأن النموذج الياباني مثلاًَ نموذج لا تفرض فيه الدولة علي رؤؤس الأعمال توفير الدعم الاجتماعي للعاملين نو مع ذلك فان رؤؤس الأعمال يوفرون هذا الدعم و الخدمات الاجتماعية للعاملين لديهم ،ايمانًا بأن ذلك يزيد من كفاءة العمل ، و من جهة اّخري ؛لأنه في الثقافة الاجتماعية اليابانية القائد مسؤول عن المرؤوسين تمامًا ، و عليهم الولاء له ، و عليه توفير كل م يحتاجونه لهم . هذا بالقطع لا يصلح في مصر مثلاً ؛لأن أصحاب الأعمال هنا ، يحاولون بكل طاقتهم اختراع بنود في العقود لا تضمن للعاملين أي حق ،بل و يلجأون الي العمالة المؤقتة لهذا السبب . حتي دول النموذج الاسكندنافي ، ألزمت أصحاب الأعمال بالمسؤولية الاجتماعية عن العاملين ؛لأنها لم تضمن مثل اليابان أن تحمي حقوق العمال الثقافة الاجتماعية.
               العبرة ليست بالنموذج الذي نختاره ،فقد يكون النموذج الذي يناسبنا لم يطبق بعد في العالم ،قد يكون نموذج مصري خالص لا سابق له ، و ان اقتبس من بعض النماذج السابقة عليه، و قد يكون منقولاً من نماذج اّخري مثل النموذج الاسكندنافي ،أو الأمريكي ،أو الصيني ،أو الياباني ،أو البرازيلي ، لكن المهم ألا نغفل البعدين الاجتماعي و الثقافي في اختيارنا للنموذج الاقتصادي ؛لأن كل دولة –ومصر بالذات- لديها تركيبة اجتماعية و ثقافية معينة لا يناسبها كل شيء ، تحتاج نموذجًا علي مقاسها هي.
               

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

أمريكا ليست وحدها في العالم


  ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

    كاذبون.كلنا كاذبون .كلنا نتشدق ، تسقط أمريكا ، نحن مستقلون ، أمريكا دولة كافرة.أمريكا مجرمة.و لكننا جميعًا لا نري سواها في هذا العالم الفسيح متعدد القارات ،النظم ،و الثقافات.
       أننا لا نري سواها ، و تلك حقيقة تتجلي في كل تصرف نأتيه ، و كل حوار نتحدثه.ثيابنا أمريكية التصميم ، مطاعمنا ، و وجباتنا أمريكية الطبيعية،حتي اللغة التي نتحدثها و نحرص علي أن يتحدثها أبناؤنا حتي علي حساب لغتنا الأم هي الانجليزية.لن نتعب كثيرًا في احصاء كم مما حولنا أمريكي الصنع ،الإنتاج  ،أو التصميم.فقط للنظر حولنا ،و داخل أنفسنا بحيادية.
          حتي في حواراتنا ،أمريكا دائمًا النموذج.عندما تحدث زويل عن علاقة الدين بالدولة كانت أمريكا نموذجًا لكيف أن الدين متداخل مع الدولة.عندما دافع أنصار الرأسمالية في عصر مبارك الذين دكوا مصردكًا و حققوا بامتياز نسبة ال40% تحت خط الفقر كانت أمريكا النموذج ، لكيف أن الرأسمالية المتوحشة تحقق النهضة !و عندما تحدث أنصار ااجمهورية الرئاسية عنها ،كانت أمريكا هي النموذج.و حتي عندما لا يجهر اسم أمريكا في حوار تكون هي الحاضرة في عقول المستمعين ،فرافضي الليبرالية مثلاً ،يكون النموذج الأمريكي "المنحل" حاضرًا في عقولهم ، و مناصري الحريات ، و الديمقراطية في عصر مبارك ،كانوا دائمًا يقولون نحلم أن يحق لنا الهجوم علي الرئيس مثلما يحدث في أمريكا .حتي السلفيين المتشددين الذين يرون في أمريكا الكفر و الفسوق و العهر ، يتحدثون عن دمج الدين بالسياسة في أمريكا كنموذج ، و أنصار حازم أبواسماعيل كانوا ماهرين بطريقة مضحكة في مقارنة أوباما بأبواسماعيل ! و أبو اسماعيل شخصيًا عندما دافع عن ضرورة تدين الحاكم غصبًا لاختياره كانت أمريكا مجددًا هي النموذج !
             باختصار نحن لا نري من العالم سوي أمريكا و حسب مهما هاجمناها.لماذا ؟ لأننا خاضعون للقوة الناعمة لأمريكا في كل ما نشاهد ،نأكل ،نشرب ، و نرتدي ، نتربي منذ صغرنا علي عقدة الأجنبي ، أن أمريكا هي الأفضل.نستجدي عطف أمريكا لتمن علينا ببطاقة خضراء ، نتفاخر بأي قريب/ة لنا في أمريكا ، دولة الحضارة ،  و التي بتناقض داخلنا نراها أيضًا دولة المروق و الفسوق. كاذبون. إننا كاذبون جدَا حتي مع أنفسنا.
           العالم فسيح فيه الثقافة الاّسيوية ، فيه الثقافة الأفريقية ، فيه ثقافة أمريكا اللاتينية ، فيه ثقافات كثيرة متنوعة داخل الثقافة الواحدة ، لسنا وحدنا مع الغرب و أمريكا في العالم.حتي في نظم الحكم و الديمقراطية و الحريات ، ليست أمريكا وحدها ، بل إنها من أسوء نظم الديمقراطية  في العالم. لماذا لا ننظر الي الديمقراطية الهندية مثلاً ؟ لماذا لا ننظر الي الديمقراطية في سويسرا مثلاً؟ لماذا لا ننظر الي الديمقراطية في البرازيل ؟ و عندما نفكر في الثقافة لماذا نتمسك بأننا إما نموذجنا الثقافي أو نموذج أمريكا ؟ هذه قمة ضيق الأفق ؛ لأن العالم واسع و كل ثقافة هي مختلفة في تركيبها عن الأخري ، هناك الثقافة اليابانية و الهندية و الأفريقية ، و هي ثقافات ليست أبدًا مثلنا و ليست أيضًا مثل أمريكا.لا يجب عندما نجادل مع أو ضد فكرة أن يكون فشلها أو نجاحها في أمريكا هو المعيار ، هناك 170 دولة غير العرب كلهم و غير أمريكا هم نماذج حضارية ، ثقافيًا ، سياسيًا ، و اقتصاديًا غيرنا و غير أمريكا.
                ليس معني ربط الدين بالسياسة في أمريكا أنه هو الصواب ،و لا يوجد سواه.و ليس معني أن الحرية أدت للانحلال في أمريكا أنها أدت لذلك في كل الدول ، و ليس معني أن الاقتصاد الحر نجح في أمريكا أنه ناجح في كل العالم ، و ليس معني أن النظام الرئاسي صالح في أمريكا أنه يصلح مع الجميع. نحن و أمريكا فقط نظرة قاصرة ، بلوغ الحقيقية يتطلب نظرة شاملة لنماذج كثيرة في كل شيء ، بل ليس ضروريًا في كل الحالات أن ننظر الي أمريكا أصلاً .
                 فلنبدأ أولاً مصارحة أنفسنا بأننا داخلنا مهما ادعينا احتقارنا لأمريكا، فنحن نراها فوق الجميع ، بل لانري الجميع لأجلها هي ، هي النموذج و حسب سلبًا و إيجابًا .و عندما نصارح أنفسنا ، حينها يجب أن نفكر من جديد برحابة و شمول ، و نضع أمريكا في مكانها الطبيعي في عقولنا و حياتنا كالدولة الأقوي ، و لكن كدولة واحدة و نموذج واحد أثبت أنه سيسقط بأمريكا عما قريب.و عندما نضعها في مكانها الطبيعي كدولة قوية ، و لكن ليست وحيدة في هذا العالم ، و لا تحكمه وحدها كما نظن ، اّنذاك ،و اّنذاك فقط ، سنجعل أمريكا تضعنا في حجمنا الطبيعي الذي نستحق.

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

نفسي أروح بلدي


    ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

    وجدت نفسي متأثرة  و أنا أسمع أغنية (بلدي با بلدي) بنسخة (حمزة نمرة) ، الفنان الذي يمضي قدمًا نحن تقديم الفن الذي أتمناه الذي يحيي تراثنا الحضاري المصري برؤية جديدة ، و يلقي الضوء علي الانسانيات الغائبة تمامًا عن فننا. كنت أريد أن أجد فكرة أكتبها فإذا بي أجد أن هذه العبارة " نفسي أروح بلدي " تطرقني ، تعبر عن شيء دائمًا أردده بصيغ كثيرة في مقالاتي و كتبي و قصصي و رواياتي و نقاشاتي ،في كل ما أكتبه و أقوله ، في كل أفكاري حتي ،و جاءت هذه العبارة خير معبرة عنه، جاءت ملخصة لكل ما كتبت ،قلت و حتي فكرت بطريقة مباشرة ."نفسي أروح بلدي".
        أنا نفسي فعلاً أروح بلدي.أتمني عندما أسير في الشوارع أن أجد بلدي ، أن أراها ،أن ألمحها حتي.لا أجدها.أري نسخة مزيفة منها ،نسخة رديئة  ككل البضائع الصينية التي انتشرت فيها.أجد أني أسير في شوارع ، أحاور أناسًا ،اشتري بضائع ،اّكل ،أشرب ،ألبس،أسمع أغانِ ،أشاهد أفلامًا ،أري جدرانًا،منازل ،مساجد،كنائس ،بيوت ،قصور،أسواق، مقاهٍ، مطاعم ، باعة، دكاكين ، ألقي بشرًا من كل لون و مع كل ذلك لا أجد سوي مسخ ، مسخ ربما مسخ لبلد ، و لكن ليست أبدًا بلدي.
      ما الذي في المسخ من بلدي ؟ الناس يرتدون ثيابًا ليست ثياب أهل بلدي.ربما مسخ من ثياب أهل الشرق أو الغرب ،و لكن ليست ثياب أهل بلدي.الشوارع و المبان مكعبات حمراء ضخمة متلاصقة .المكعبات لا شيء فيها من شكل مباني بلدي ،بعضها يشبه مبانٍ غربية ،وبعضها لا شيء فيه يعبر عن أي هوية مسوخ مبانٍ و حسب، قليل منها قديم و تراثي من مباني بلدي و لكنني لا أكاد أراه يشبه رجلاً عجوزًا هرمًا أنيقًا محاطًا باّلاف الشباب المنهك رث الثياب ،أشعث الشعر ،قذر الهيئة.المساجد و الكنائس الجديدة غدت كأنها بيوت غربية ،هي الاّخري مسوخ لا تبدو بيوتًا و لا تبدو دور عبادة ، و لا تبدو من بلدي .المقاهي و المطاعم صارت نسخًا من الغرب لا روح فيها لبلدي ،و حتي داخلها لا أشعر بروح الغرب إنها أيضًا مسخ و لكن أنيق.الأغاني و الأفلام ليست من بلدي ،حتي التي تدعي أنها من بلدي ليست سوي انعكاس للمسخ ،إنها فن المسخ لا فن بلدي.الباعة و الدكاكين مثل البشر كلهم في المسخ ،كلهم مختومون بختم المسخ.ليست ثيابهم وحدها مسوخًا من الغرب و الشرق ،و لكن شخصياتهم،روحهم ،قلوبهم ،تعاملهم ،كلامهم ،عقولهم، كل شيء فيهم مسخ من الغرب و الشرق.ليسوا من الشرق ،ليسوا من الغرب،لا أراهم من بلدي ،و لكنهم مسخ مختلط من كل هؤلاء .
       أين بلدي ؟ لا أجد بلدي.أين الدفء ؟أين العائلة؟ أين الحب ؟أين الصفاء؟ أين الاعتدال ؟ لا شيء من هذه الأشياء في أي شيء من المسخ ،الأماكن و البشر و الفن، الطعام ،الشراب ،المباني ،كل شيء يشعر و يحس ،كل شيء يعبر عن المشاعر، لذلك فلا شيء في المسخ يعبر عن بلدي ، لا شيء فيه روح ، لا شيء فيه دفء ، لا شيء فيه عائلة ، لا شيء فيه صفاء ، لا شيء فيه اعتدال ، و لا شيء فيه حب .لا شيء فيه بلدي.
        ربما أنا كاذبة ،ربما أجد ريح بلدي أحيانًا قليلة في المسخ ، أحيانًا أشمها سريعة ثم تمضي ، و لكني لا أريد ريح بلدي التي تزورني من حين إلي الاّخر في المسخ ، أنا أريد بلدي. أريدها ، قد لا أكون عرفتها في حياتي في المسخ ،إلا أيامًا معدودة في ثورة سريعة و أيام عابرة ، و لكني سأعرف بلدي عندما أجدها ، سأعرفها و لن أتوه عنها ، كما عرفتها ذات يومٍ في الميدان . سأعرفها. أريد أن أعود اليها ، أريدها أن تعود إليَ. نفسي أروح بلدي.

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

بدأت مدرستي،لولولولولولولييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي!


  بدأت المدرسة ! أنا مبسووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة!
اليوم كان أول يوم في المدرسة ،يومي المفضل في السنة كلها ! أخيرًا عدت الي مدرستييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي!
قابلت بطيخة و أماني و أية و كريستين و حسين و أحلام و مرنا و أمير و سامي ،أما  فيكتور فقال لي سامي أنه مازال مسافرًا و لم يعد بعد ،أوحشني فيكتور جدًا رغم كل ما كان يفعله في و في كريستين و مرنا و استاذة بسمة ،أريد أن أراه جدًا ،وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
ماما صممت أن تبقي معي حتي أصعد الي الفصل مثل كل عام ،أكره أن تعاملني ماما كطفلة و لكني أحب أن تبقي ماما معي مثل كل عام . ماما سلمت علي استاذة نور و استاذة فاطمة  و استاذة عصمت و أخذت تسأل عن فصلي كثيرًا ، ماما كانت تريد أن تغير لي الفصل كما كانت  تحاول كل عام و لكني لا أريد أن أترك استاذة بسمة و لا أصدقائي ، و قلت لاستاذة بسمة ذلك ، فأقنعت ماما أن أبقي معها ،كم أحب استاذة بسمة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أول حصة كانت علوم ، مدرسة العلوم الجديدة تبدو لطيفة ، و قالت لنا أنها ستجعلنا نسألها بحرية أي سؤال نريده عن العلوم ،أي شيء يحيرنا حتي في حياتنا العادية .و سألتنا عن أسمائنا و قالت أن اسمها هو "ملك".إنه أول عام لها في التدريس ،لذلك ماما لا تثق فيها و لكني لا أؤمن بذلك ،أنا أري أن استاذة ملك مدرسة لطيفة ، و مرنا  سعيدة جدًا بها ، و تقول أنها مبسوطة أنها ستجد مدرسة تجيبها عن أسئلتها الكثيرة عن العلوم . مرنا لأجل حلمها أن تصير عالمة عالمية و تحصد نوبل ،تقرأ كثيرًا عن العلوم ، و لا تفهم كل ما تقرأه لذلك هي سعيدة أن استاذة ملك ستشرحه لها.
جاءنا مدرس حساب جديد بدلاً من استاذة عصمت المفترية ،هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!مدرسنا الجديد اسمه استاذ ماجد .استاذ ماجد طيب جدًا و مزح معنا كثيرًا طوال الحصة ، و سألنا إن كنا نحب الحساب .مرنا و كريستين و حسين و أية و سامي قالوا أنهم يحبونه ،أما أنا و أمير و أماني قلنا أننا لا نحبه .استاذ ماجد قال لنا أنه –إن شاء الله- سيجعلنا نحب الحساب جدًا جدًا جدًا.
استاذة بسمة كانت جميلة و ظريفة و مبتسمة كما هي دائمًا ، و أعطيتها رسالتي اليها مطوية بعد الحصة ، و هي ابتسمت لي و قالت :" سأقرأ الرسالة و أري إن كنت قد أخطأتِ كالعادة في الإملاء أم لا ، ثم أرد عليك في رسالة اّخري !"و أعطيتها أيضًا دفتر يومياتي و ورقي الملون لتقرأ كل ما دونته في إجازتي ، أنا متشوقة جدًا لرد استاذة بسمة ، أنا متحمسة ! متحمسة! متحمسة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
استاذة بسمة أخذتنا اليوم الي المكتبة و أعطتنا حصتي الللغة العربية اليوم قراءة ، اخترت أنا قصة من قصص (المغامرون الخمسة ) من مكتبة المدرسة و قرأتها ، و مرنا اختارت كتاب علوم فيه صور جميلة و ملونة ، و أمير و سامي اختارا كتاب نكات أخذا يقرأن فيه ، و حسين اختار كتاب عن الاّلات الموسيقية ، و أية اختارت كتاب (تفسير قراّن ) صغير ، و كريستين اختارت ترجمة رواية ( قصة مدينتين) و بطيخة اختار كتابًا عن كرة القدم.استاذة بسمة جلست بجوارنا و أخذت تقرأ في رواية جلبتها معها ،لم استطع أن أقرأ اسمها ؛لأن استاذة بسمة كانت في اّخر الطاولة و كان يحجبها عني بطيخة ، أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
اّخر حصتين في اليوم كانا موسيقي ، استاذ جورج كان موجودًا و لكن استاذة أحلام لم تكن موجودة اليوم في الحصة . استاذ جورج أعطانا ورق أغنية جديدة لنحفظها ، أعطانا ورق اغنية ( علي صوتك) .أحب هذه الأغنية جدًا كنت أسمعها كثيرًا و أنا صغيرة ، و أخيرًا سأغنيها في المدرسة.استاذ جورج قال أننا سنغنيها معًا كلنا و لن يكون هناك غناء فردي فيها.أحب صوتنا عندما يكون واحدًا ، حتي و إن كان نشازًا كما تقول استاذة أحلام !
استاذة بسمة اختارت اللون الأخضر للغة العربية ،العام الماضي اختارت اللون الأحمر ، أنا أحب هاذين اللونين .استاذ ماجد اختار اللون الأصفر و استاذة ملك اختارت اللون الأحمر.أنا مبسوووووووووووووووووووووووووووووطة ؛لأني أخيرًا عدت إلي مدرستييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي و أصدقائي و استاذة بسمة ، و لكن ماما ياعيني مغتاظة ؛لأنها ستتعب في شراء الكراسات و تجليدها معي ،مسكينة ماما حقًا!




الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

نحن في إعلان


     نحن ظهرنا في إعلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان!
            ظهرت مع فصلي كله و استاذة بسمة في إعلان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا و بطيخة و أحلام و حسين و كريستين و قيكتور و أماني و أية و أمير و سامي و مرنا و استاذة بسمة و كل الفصل في إعلان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
و نحن جالسون في حصة العربي دخلت علينا استاذة ابتسام و معها شاب و فتاة يبدوان في الجامعة و يحملان كمرا ( استاذة بسمة قالت لنا أن كاميرا يعني كمرا بالعربية!) كبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرة جداً و حقيبة كحقيبة مدرستي و لكنها سوداء( أكره اللون الأسود) و ليس فيها رسومات جميلة مثل حقيبتي ( حقيبة كئيبة!) .
       قالت استاذة ابتسام أنهما يدرسان في كلية إعلام و يعملان في التليفزيون و يريدان أن يصورانا في إعلان (علشان بحب مصر) ! كلنا فرحنا جداً ، و قفذنا ، حتي أمير قفذ صائحاً:" سنظهر في التليفيزيووووووووووووووووووووووووووووووون". ضحكت استاذة بسمة و نظرت الي أمير نظرة مبتسمة  ، أظنها كانت تريد أن تقول لأمير ما كنت أريد أن أقوله :"فضحتنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
         سرنا خلف الشاب و الفتاة واستاذة ابتسام و استاذة بسمة صفاًَ واحداً ، و استاذة بسمة تبتسم لنا .كانت مرنا و أية خائقتين جداً و قلقتين ، قالت لي مرنا أنها خائفة من أن تظهر بشكل سيء في التليفزيون ، و أية كانت علي وشك البكاء من قلقها ( بصراحة كنت قلقة قليلاً ، و لكن كنت متحمسة جداً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سأظهر في التلفااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااز! ستراني ماما و خالتي و وحيد و غادة و خالد و بابا و عمو أشرف و أصدقاء ماما ،سيراني ملايين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
قلقت علي مرنا و أية من شدة خوفهما ، و لكن مجموعة البطة دائماً هنا! بطيخة و أمير و سامي و فيكتور بقوا يجرون و يمثلون أمامنا كيف سيبدون في التلفاز حتي ضحكت  مرنا و أية و لم تشعرا بالقلق ، أحب مجموعة البطة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
         بدأنا التصوير ، و أخذا ينظماننا حتي نقف القصار في الأمام و الطوال في الخلف ، و استاذة بسمة وقفت في منتصفنا ( قالت أنها تريد أن تكون وسطنا جميعاً! كم أحب استاذة بسمة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!).
         طلب منا الشاب أن نقول :" علشان بنحب مصر ، سنذاكر". و بدأت الفتاة في التصوير ، و لكن استاذة بسمة خرجت من وسطنا و قالت مبتسمة أننا لن نقول كلاماً محفوظاً و أننا سنقول ما نشعر به تجاه زرعتي بصدق . و سألتنا مبتسمة :" أليس هذا صحيح  ؟" لم أكن أريد ألا أظهر في الاعلان، أو ألا تراني ماما في الاعلان و لكني كنت أعلم أن استاذة بسمة محقة و أنني لا أريد أن أحفظ كلاماً  عن زرعتي و أردده ، زرعتي هكذا لن تكون سعيدة بي ، و ستعتبرني أكذب عليها ، و أنا لا أكذب علي زرعتي أبداً.
     و لذلك رددت مع الجميع : " صحيح!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
قالت الفتاة أننا يجب أن نقول الكلام المكتوب ؛لأنه واحد في كل الإعلانات ( أنحن بغبغانات ؟أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!)
  قالت استاذة بسمة أنها يمكن أن تصور أي فصل اّخر و لكنها ابتسمت و قالت :" و لكن اسأليهم أولاً ربما يكون كلامهم أجمل كثيراً من النص المحفوظ ." و نظرة الينا و نحن مازلنا نقف في نفس الترتيب مبتسمة و قالت :" كل واحد يقول لي ماذا يريد أن يقول بالترتيب  في جملة واحدة، ابدأ يا حسين."
      قال حسين :" أنا أؤمن أن بلادي ستتقدم بعلمنا و بجدنا و لكن أيضاً عندما نشعر بالعدالة."( يا سلام علي النضج!)
كل منا قال كلاماً جميلاً أعجبهم و أنا قلت:" مصري كزرعتي تماماً ، سأظل أسقيها حتي تنمو و أحلم و أعمل حتي تصير أعلي زروع العالم ، فأنا أحبها جداً و هي حتماً تحبنا جميعاً ، و تشعر بنا و تفرح عندما نسقيها ، و تحزن عندما ننساها."
ابتسمت استاذة بسمة عندما انتهينا و نظرت نحو استاذة ابتسام ( كانت استاذة ابتسام مبتسمة أصلاً!) و قالت الفتاة :" حسناً ، لن نسجل النص ، و لكن اتفقوا علي شيء تقولونه جميعاً."
         عادت استاذة بسمة و وقفت وسطنا ثانية و ابتسامتها كبيرة و قالت لنا بصوت منخفض :" ماذا تريدون أن تقولوا ؟" اقترحنا اقتراحات كثيرة و لكن في النهاية استقرينا و لم نرض أن نخبر الشاب علي ما سنقوله . أظن الفتاة غضبت جداً منا ، "لماذا غضبت ؟"
          و عندما بدأت الفتاة و عدت (ثلاثة ، اثنين ،واحد) كان قلبي يخفق بقوة و كانت مرنا بجواري و يدها باردة فأمسكت بها ، و صحنا كلنا في نفس واحد :"  نحب مصر و لن نتركها و سنجعلها (رفعنا صوتنا جداً) أعلي زروع العالم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!".
ثم قفذنا جميعاً في الهواء و نحن نضحك ، مع استاذة بسمة ( القفذة كانت اقتراح أمير طبعاً!!!)
           نظرت إلينا الفتاة و هي علي وشك الانفجار ( لماذا غضبت؟) و لكن الشاب ابتسم لنا جداً !
     علي عموم الشاب أكد لنا أننا سنظهر في التلفاز  و أنهم سيذيعون الاعلان ، و لكن الأهم أننا قلنا ما في قلوبنا و أنني لم أكذب علي زرعتي أبداً. ظهرنا في الإعلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان!