اليوم رأيت النور! اليوم رأيت
الأمل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أجل ، رأيت الأمل ،أمسكت به!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ذهبنا اليوم جميعًا مع استاذة بسمة إلي (دار الأمل
للمكفوفين) (أول رحلة لنا هذا العام
،هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!)
أنا و كريستين و
مرنا طوال الطريق ظللنا نقنع في أمير و فيكتور و سامي أن يكونوا مهذبين و هادئين ،
و كفانا الفضائح التي حدثت لنا في ( دار المسنين) العام الماضي . أمير و فيكتور و
سامي قالوا أنهم اليوم سيكونون مهذبين و ظريفين و لن يفعلوا أي شيء . لم أصدقهم
طبعًا ! استاذة بسمة لم تتحدث معهم أبدًا و لم تساعدنا في اقناعهم بل ظلت تنظر
إلينا و نحن نقنعهم و تضحك علينا ! استاذة بسمة مؤكد لم تصدقهم هي الاّخري. و لكن
يا تري لماذا كانت تضحك ؟
عندما وصلت
الحافلة إلي (دار الأمل)(اسمها جميل حقًا !) ،نزلنا جميعًا و بقينا أنا و مرنا و
كريستني بجوار أمير و سامي و فيكتور لنراقبهم ( لا نريد فضائح أخري!) ، و لكن و
للغرابة التزموا بوعدهم لنا و لم يحاولوا حتي الجري في باحة الدار ! (حالة تحتاج منا
الدراسة فعلاً!)
استاذة بسمة تحدثت مع مديرة الدار ، ثم جعلتنا ننطلق بعد
ذلك ، و نتعرف علي الذين في مثل عمرنا في الدار.
في البداية شعرت أننا قلقون ؛لم نكن نعرف كيف نتصرف .
مرنا قالت لي أنها خائفة أن تجرح مشاعر من سنصادقهم بدون أن تقصد.أنا لم أفكر في
الأمر من قبل ، و لكنني خفت عندما سمعت كلمات مرنا ، أنا أيضًا كنت خائفة مثلها .
هل سنعرف كيف نتعامل مع أصدقائنا الجدد بدون أن نؤذي مشاعرهم ؟ كنت أعرف جيدًا
أنني إن شعرت بالشفقة تجاههم أو عاملتهم من هذا المنظور فسيجرحوا .
لم أكن أثق أن استاذة بسمة ستساعدنا و لكنني جررت مرنا
معي و ذهبنا إلي استاذة بسمة.
قلت لاستاذة
بسمة أنني خائفة علي مشاعرهم ، و لا أعرف ماذا أفعل كي لا أجرحهم.
استاذة بسمة ابتسمت ابتسامتها الرائعة (كم أحب هذه
الابتسامة!) و قالت لنا:" انظرا إلي أمير و سامي و فيكتور"
نظرت إليهم فوجدتهم قد غطوا أعينهم جميعًا لكي لا يروا
هم أيضًا و أخذوا يجروا جميعًا في الباحة بدون أن يروا بعضهم مع أصدقائهم الجدد.
ورأيت صديقةً جديدةَ من الدار تمسك بالمنديل و تربطه حول وجه بطيخة ليشاركهم
اللعب.
استاذة بسمة
صاحت :" هيا اذهبا للعب فورًا!"
غطت مرنا لي عيني و غطيت أنا عينيها ، و بدأنا نجري و
نحن معصوبتا العينين!
سنجري ، و من يمسك بأحد سيسأل عن اسمه/ا و هكذا سنتعارف!
(هذه اللعبة فكرة سامي طبعًا!)
ظللنا نجري و نحن نضحك و نصطدم ببعض و نخلع الرابطة في
كل مرة لنري من نمسك بهم ،أتخيل كم كان منظرنا مضحكًَا!
أمسكت أول مرة ببطيخة ، لماذا دائمًا حظي مع بطيخة
(واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!)
و في المرة الثانية أمسكت بفتاة من الدار،قلت لنفسي
:"صديقة جديدة ،
هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!)"
نور ، صديقتي الجديدة اسمها نور! أحب اسم نور جدًا !
نور لطيفة جدًا و رقيقة و قالت لي أنها تحلم أن تصير
عازفة مشهورة في فرقة الدار. نور قالت لي أن فرقة الدار هي الفرقة الوحيدة في العالم من العازفات المكفوفات.و قالت أيضًا
أنها فرقة معروفة في العالم كله.نور تحلم أن تكون عازفة عالمية لها جمهور في جميع أنحاء العالم. حلم نور جميل
.حلم يروي زرعتي.
فرقة الدار كلها تروي زرعتي ، إنهن يجعلن زرعتي من أعلي
زروع العالم فعلاً بموسيقاهن ، بصمودهن ،بأحلامهن،بأملهن الذي لا يموت، إنهن
مقاتلات قويات حقًا! كم أريد أن أعرفهن جميعًا ! إنهم رفيقاتي في القتال لأجل
زرعتي ، إنهن جزء من دائرتي ، إنهن يملكن الأمل الذي تركه كثيرون في زرعتي.
مرنا أمسكت بفتاة تدعي اّمال ، اّمال قالت أنها حزينة
؛لأنها تريد هي الأخري مثل مرنا أن تصير عالمة شهيرة و عالمية ، و لكنها لن تستطيع
ذلك ؛لأنها ممنوعة؛لكونها لا تري أن تدخل أي كلية علمية.
أنا غاضبة ! غاضبةّ! غاضبة! اّمال هي الأخري مقاتلة ، هي
الأخري من تروي زعتي ، و تقاتل ؛لأجل زرعتي ،لماذا يريدون أن يحرموها من أن تروي
زرعتي و تجعلها تكبر ؟ لماذا يريدون أن يسلبوها حقها في أن تحلم لزرعتي ؟ لماذا لا
يريدونها أن تعمل مع مرنا ؛لأجل زرعتي ؟
لا ، قلت لاّمال ألا تيأس أن تقاتل ؛لأجل حلمها ، لأجل
زرعتي و ألا تيأس .اّمال تستطيع القراءة مثل جميع الفتيات هنا بلغة برايل ، لماذا
لا تسير نحو حلمها .سأدافع عن حلم اّمال و حلم جهاد أيضًا جهاد أمسك بها أمير و
تعرف عليها ثم عرفها بنا جهاد تريد أن تكون طبيبة و تجد علاجًا لكثيرٍ من حالات
فقدان البصر، و هي أيضًا لن تستطيع دخول
كلية طب. لكن لا ،إنهن مقاتلات قويات يمتلكن الأمل و لا يجب أن يفقدن الأمل أبدًا
،،إنهن يملكن الأمل الذي لا يملكه بابا نفسه و هو بصير و غيره الكثيرون الذين
فقدوا الأمل في زرعتي.إنهن يملكن الأمل ؛لذلك يجب أن يقاتلن لأجل أحلامهن،لأجل
أحلام زرعتيٍ.
قلت ذلك لاّمال و جهاد و قلت لهن أيضًا أنني سأدافع عن
أحلامهن ؛لأجل زرعتي ، و لأنهم صرن صديقاتي.عائشة التي أمسك بها فيكتور ، قالت
أنها ستصير محامية و ستدافع عن حقوق كل صديقاتها في الدار معي ، و أننا معًا
سننجعل اّمال و جهاد تحققان حلمهما.
سنقاتل معًا!
نور قالت لي أن الناس يظنونهم ضعفاء ؛لأنهم لا يبصرون و
لكن هذا غير حقيقي ، و أمسكت بسترتي و قالت لي أن لونها أخضر! فوجئت بذلك و لكن
نور قالت لي أنها بل جميع صديقاتها هنا يعرفن لون الثياب من لمس القماش ! و قالت
لي أيضًا أنها لا تصطدم بأي شيء نهائيًا في الدار كلها ؛لأنها تحفظ مكان كل شيء في
الدار !
عائشة قالت أنهن فقط يبدين مختلفات و لكنهم مثلنا تمامًا
تقريبًا يستطيعون التعامل مع كل ما حولهم بدون البصر ،باستعمال اللمس و السمع و
الشم.
أفهم استاذة بسمة جيدًا الاّن ، عندما خفت أنا و مرنا
كان ذلك هو الخطأ عينيه ، كان ذلك أكبر شيء يجرحهن .الناس يخافونهن و يبتعدن عنهن
،يرونهن ضعيفات و يستحقن الشفقة .و لكن هذا هو العمي، عمي الناس .
أنا لست سعيدة اليوم ؛لأني لدي صديقات جديدات و حسب ، و لكن ؛لأنني رأيت معني الأمل
حقًا.إنهن علمنني معني الأمل .إنهن يعلرفن الأمل الذي لا يعرفه الكثيرون في زرعتي
، إنهن أكثر بصيرة من الكثيرين ؛لأنهن يبصرن الأمل.