الاثنين، 9 يوليو 2012
مرحبًا بفرعوننا الجديد المختار
( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
( لم أكن أنوي أن أكتب في اجازة تصييفي ، و لكن لا يبدو أنني مكتوب لي أن أنعم بها كاملة ! )
هيا معًا نصنع فرعونًا جديدًا ، نحيه ، نقدسه ، نزعرد لخطاياه ، نبجل جرائمه، نهلل لانتهاكه لكل مقومات الدولة ، و نصيح :" فليحيا الزعيم". هيا فالنغتل الدولة و ندهس القضاء ، و نصرخ عاليًَا :" ليحيا الشعب".
نقفذ جميعًا في الهواء بالأعلام المرفرة نهتف:" نحن الشعب ، نحن الشرعية ، ووداعًا لأي شرعية سوانا". القانون تحت أحذيتنا ، الدستور ندهسه بأقدامنا ،القضاء و الدولة لا يساويان شيئًُا أمامنا. نحن نختار أن ندوس الدستور ، نحن نختار أن نقضي علي هيبة القضاء ، و نحن نختار أن نصنع الفرعون.
نحن نختار أن نصنع الفرعون، الفرعون الذي ينتهك القضاء ، الفرعون الذي يستخف بالدستور ، الفرعون الذي يجد من حقه أن يتجاهل بل و ينتهك القضاء علنًا ، و نحن نصفق له.الفرعون الذي يرضينا بأن ينفش ريشنا ، و يقول لنا أننا نحن الشرعية ، و أننا نحن من وكلناه عنا ليسقط القضاء الذي لا يعجبنا. الفرعون الذي يرضي غرورنا بأن ينفخنا نفخًا مزيفًا و يوهمنا أننا نحن من نسير معه بل نسيره . الفرعون الذي يتفرعن باسم الثورة و الشعب ، و يقف الشعب مهللاً له و هو يهدم بمطرقته أقوي دعائم الدولة " القضاء".
يعجبنا أنه يقول لنا أنه يعيد المجلس الذي اخترناه ؟ يعجبنا أنه يقول لنا أننا فوق القضاء ؟ يعجبنا أن يسقط اليوم أحكام الدستورية العليا بحجة أن الشرعية لنا حتي فوقها؟ و من يدري ربما يعجبنا غدًا أن يزيل حكمًا للقضاء الجنائي ، للعدالة ، و يقول أننا فوق القضاء و فوق العدالة.
يعجبنا كل هذا ، أليس كذلك ؟ اذًا فلنبهر غدًا عندما نجد أمامنا فرعونًا يكتسب شرعية فرعنته من الشعب . من يهدم اليوم دعائم دولة القانون و القضاء و يعيد بقرار بسيط ، بورقة أو بضع ورقات مجلس شعب أسقطه القضاء باسم الشرعية للشعب، غدًا يحكم بالديكتاتورية ، ضد القضاء ، ضد الشرعية ، ضد الشعب باسم شرعية الشعب. غدًا عندما يصبح فرعوننا المختار يجب أن نهلل كما نفعل اليوم ، فهو الفرعون الأول الذي يأتي باسم الشعب باسمنا "نحن".
وداعًا لشرعية قديمة تافهة لا ترقي لشرعية الشعب تسمي" القضاء" ، و مرحبًا بشرعية الشعب ، و ألف مرحبًا بفرعوننا االجدبد المختار.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق