الجمعة، 27 يوليو 2012
معركة تغيير الأفكار ( التغيير و التأثير )
( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
"ذلك الذي يستطيع التأثير في أفكار زمنه ، يؤثر في كل الأزمان ؛فانه يجعل تأثيره أبديًا ". هكذا قالت الفيلسوفة عالمة الرياضيات المصرية هيباتيا منذ ما يزيد علي الستة عشر قرنًا.معني ما قالته هيباتيا واضح ، فالأفكار تحيا حتي و ان مات صاحبها و تكبر و تنتفخ و تتبلور ككرة صوف عملاقة تتدحرج وسط الصوف لتصير أضخم مع الزمن .معركة تغيير الأفكار معركة طويلة –كما ذكرت في المقالات السابقة- و لكن علينا أن نعلم قبل كل شيء أن أي فكرة سنزرعها ستبقي أبدًا حتي و ان لم نستطع احداث التغيير الذي نرمي اليه.
التغيير مسألة مرحلية ، بمعني أننا يمكن أن نغير الاّن ثم يأتي تغيير اّخر بعدنا يطمس تمامًا كل ما صنعناه ، بينما التأثير في الأفكار يظل حتي و ان هزمت هذه الأفكار.لأكون أوضح و مقنعة أكثر سأذكر نماذجًا علي ما أقول. فمثلاً رغم الضعف و الردة التي حدثت عن أفكار أئمة التنوير مثل (محمد عبده) و (رفاعة رافع الطهطاوي) و اتهامهم في دينهم و هويتهم و خط الوهابية السائر في مصر الاّن الا أن أفكارهم مازالت حية يدافع عنها و لو قليلون و لكنها مازالت حية.علي صعيد اّخر رغم أن الفكر النازي قد سقط و هزم منذ الحرب العالمية الثانية و لكن مايزال هناك من يدافعون عنه و مازالت هناك أحزاب نازية بألمانيا.و رغم أن الديانات الفرعونية قد اختفت من مصر حتي قبل الفتح الاسلامي و لكن بعض أفكارها و عاداتها تداخلت في عقائد و حياة المصريين و منها بعض سمات فكرة القديسيين و الأولياء. التأثير الفكري هو أبدية للأفكار لا تتأثر بانطماس التغيير أو تلاشي أصحابها.
ربما أسأل :" ما دخل هذا بمعركة تغيير الأفكار ؟" حينها أقول أننا يجب أن يكون هدفنا أولاً هو احداث تأثير فكري في المجتمع قبل تغييره ،و أن نعلم أننا حتي و ان غيرنا المجتمع فسيظل في اللاوعي الجمعي له أفكار سابقة ،و ألا نقنط ؛لأن تغيير المجتمع عسير أو أن نظن أن الأفكار التي نحاول غرسها لا جدوي لها ؛لأنها ستعيش و ستكون اللاوعي الجمعي للشعب حتي و ان لم تشع كما نريد أو حتي و ان انتشرت ثم انهزمت فانزوت ، فستبقي مرسبة في اللاوعي الجمعي و ستستمر مؤثرة و لو في قلة من المجتمع.لنعلم أن الأفكار بطابعها لا تموت.
أعتقد أن علينا أن نغمس أفكارنا في المجتمع في معركتنا لتغيير أفكاره و يجب أن ندرك أننا حتي و ان فشلنا في الوصول الي حلمنا في تغيير المجتمع ،فان ما غرسناه من أفكار لم و لن يموت و ان كان التغيير عملية مرحلية متغيرة ،فان الافكار باقية أبد البشرية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق