(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
عندما يصير الدين لدينا مجرد واجهة
اجتماعية ، و رمز مقدس بلا قيمة حقيقية وراءه ، و مقتصر علي عبادات و مظاهر نتفاخر
بها ، حينها تظهر أمراض حقيقية بسبب استغلال الدين بما يناسب الموقف و الشخوص ،هنا
يكون الدين حصانة لمدعيه /مدعيته حتي ضد القانون ، و لا يجرأ أحد علي الاعتراض و
الا يجد/ تجد نفسه/ا بمثابة المتجرأ/ة علي
الدين.
قد لا تصدقونني ، قد تقولون عني
أني أبالغ ، و قد تتهمونني بالتجني علي المتدينين بل ربما الدين ؛لأني علمانية. و
لكن قبل ذلك اسمعوني ، و اجيبوا أنفسكم ، هل ما أقوله حقيقية أم زيف ؟ ألا ترونه
في حياتكم أم لا؟
عندما تحدث فتنة طائفية مثل قصة قطع الأذن
الشهيرة و عشرات غيرها ، ألا ينجو المجرمون من العقاب بجلسات عرفية ؟ لو كانت هذه
الحوادث مثل الاعتداء علي الغير و تدمير المنشاّت و الاعتداء علي دور العبادة
ارتكبت بغير واجهة الدين أكان مرتكبو هذه الأحداث سينجون من العقاب ؟ في حادثة
كاميليا شحاتة الشهيرة يقال أنه ورد في التحقيقات أن رجال الدين المسيحيين
احتجزوها و مع ذلك لم يجسر أحد علي محاكمة هؤلاء علي جريمتهم ؛لأنهم رجال دين ،
بينما لو كان فرد عادي قد احتجز امرأة لحوكم علي ذلك .
حتي عندما دعي داعية شهير من
الدعاة الدينيين للاتجار بالاّثار ؛لأنها أوثان لم يستطع القانون النيل منه ؛لأن
تحريضه علي سرقة الاّثار جاء باسم الدين ، بينما لو دعي شخص عادي لمثل هذه الجريمة
لوجد نفسه / وجدت نفسها أمام تهمة التحريض علي الاتجار بالاّثار.و الدعوة لزواج
ملك اليمين بل و حدوثه فعلاً ان لم يكن قد تم ذلك
باسم الدين و علي يد دعاة و شيوخ سلفيين لكان الأمر تحول الي قضيتي زنا و
تحريض عليه .حتي عندما يحرض أئمة المساجد و بعض الدعاة المسلمين و أيضًا المسيحيين
الي الفتنة و كراهية الاّخر و يتسببوا في حوادث فتنة يروح ضحيتها الكثيرون يخرجون
بلا جزاء؛لأنهم دعاة دينيون يتحدثون باسم
الدين و يخشي مجرد مساءلتهم ،بسبب نفوذهم
الديني و تأثيرهم علي الفقراء.
و في حياتنا اليومية يتسامح
المجتمع بل و يدعم الذين يدهسون القانون باسم الدين ،مثل أولئك الذين يعتدون علي
الملاهي الليلية أو العاهرات و يعظمهم المجتمع و يراهم واقفون في وجه الفسق حتي و
لو عن طريق الاعتداء و خرق القانون. وقت
صلاة الجمعة ، ألا تصطف سيارات عديدة أمام المساجد صفوف ثانية و ثالثة ، و لا
يستطيع حتي ضابط الشرطة تسجيل مخالفة لها ؛لأن من فيها يصلون ؟ اذا أصر/ت طالب/ة
علي حضور امتحانه/ا بقناع يخفي وجهه/ا و لا يمكن المراقبين من التعرف علي هويته/ا
، هل سنري الجامعة مخطئة ان رفضت حضوره/ا للامتحان ؟ قطعًا لا ؛لأنه ما الذي يضمن
للجامعة أن الطالب/ة الحاضر/ة هو/هي صاحب/ة البطاقة الجامعية ان أخفي/ت وجهه/ا. و
لكن ؛لأجل ايماننا بحصانة الدين حتي ضد القانون ، فقد انتفض الكثيرون و أحدثوا
حالة من الجدل حول منع الطالبة المنتقبة التي تخفي وجهها باسم الدين من حضور
الامتحان بنقابها.
هذه هي الحصانة باسم الدين ، الاحتماء بالدين حتي ضد القانون و الدين معًا.
هل هذا هو ما أمرنا به ؟ هل هذا هو ما يريده الله –عز و جل- من تمسكنا بالدين ؟ هل
حقًا غاية ربنا من ديننا أن نتشبث بشكلياته و نجعله واجهة تقينا من مساءلة القانون
عن خطايانا ؟
و لكن يبقي دائمًا الحل في يد الدولة، و ليست أي دولة مالكة للحل ،الدولة
القوية هي التي تملك مفتاح شفرة الحل. الدولة القوية التي تطبق القانون علي الجميع
سواسية أيًا كانت قلاعهم اللاتي تدافع عنهم منه حتي و ان كانت (اسم الدين) . الحل
في دولة تطبق القانون علي رجل الدين كما تطبقه علي الكافر ، و لا تسمح بأن يحتمي
أيًا كان باسم الدين من هيبتها و قانونها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق