الجمعة، 30 نوفمبر 2012

وجدت بطلة حقيقة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


   وجدت بطلة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وجدت بطلة حقيقية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
        استاذة بسمة اليوم في حصة القراءة جعلتنا نقرأ عن مالالا علي الشبكة ، مالالا، اسمها جميل و ظريف ، و هي جميلة جدًا ،وبطلة ، وجدت بطلة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
          مالالا أكبر مني بثلاثة أعوام ، و بدأت تكتب علي مدونتها و هي في سني الاّن ، تكتب ضد الأشرار الإرهابيين الذين يقتلون الناس و يعذبونهم و يقولون أنهم يفعلون ذلك من أجل ربي الرحيم القريب منا ،الذي يحبنا و يحب كل شيء ، الذي يكره الأشرار و يكون مع الطيبين ليهزمونهم ، ربي الرحيم علي كل شيء حتي الأشرار أنفسهم، هم كاذبون  يقولون أنهم يفعلون ذلك لأجله ، مثل الإسرائيليين الأشرار الذين يقتلون الأطفال و يقولون أنهم يدافعون عن أنفسهم. هؤلاء الأشرار الذين تقاتلهم بطلتي يمنعوننا من دخول المدرسة ،و لكن بطلتي تقاتلهم ،و تكتب منذ كانت صغيرة ضدهم. تحدت بقلمها مثلي الأشرار ، و صارت مشهورة جدًا و أخذت جائزة سلام علي محاربتها للأشرار بقلمها، بطلة قوية ، بطلة حقيقية!
          هؤلاء الأشرار لم يكتفوا بكل شرهم ، و قتلهم للناس باسم ربي ، و لكنهم أيضًا حاولوا أن يقتلوا بطلتي ، حاولوا أن يقتلوها؛لأنها قاتلتهم ، و دافعت عن حقنا في التعليم ؛ لأنها دافعت مثلي و مثل لوفي عن أحلامها ، إنها تحلم أن تتعلم و تنهض ببلدها ، تحلم أن تصير سياسية مشهورة ، حاول الأشرار أن يقتلوها لأجل حلمها، مثلكا يحاول الأشرار هزيمة لوفي ؛لأجل أحلامه ، و لأجعل دفاعها عن أحلام صديقاتها في التعليم.حاولوا أن يقتلوها وو هي في حافلة مدرستها أمام صديقاتها ، و أصابوا صديقتين لها أمام عينيها. كل ذلك فعلوه هؤلاء الأشرار لها ؛لأنها تدافع عن أحلامها و أحلام صديقاتها ، كل ذلك فعلوه ؛لأنها تتحدي شرهم ، تكشف جرائمهم علي مدونتها منذ صغرها بقلمها. إنهم أشرار ، حقًا أشرار.
            و لكن بطلتي قوية ، إنها مثل أبطال الديجيتال ، و لوفي ، ليست ضعيفة .هؤلاء الأشرار حاولوا أن يقتلوها ؛لأنهاصادقة ليست كاذبة مثلهم ؛لأنها تقول أن ربنا –عز و جل- لا يحبنا أن نقتل ، لا يريدنا أن نعذب أحد ، لا يريد أن يمنعنا أن نحلم ، لا يريدنا ألا نبني بلادنا.
         بطلتي أقوي منهم بقلمها ، بدون سلاحهم هم ، بطلتي قوية مثل أبطالي ، و حقيقية و جميلة جدًا ، و ليست كبيرة! إنها أكبر مني بثلاث سنوات فقط !
            أنا سعيدة؛ لأن استاذة بسمة جعلتنا نقرأ عنها الاّن لأعرف أنها شفيت تقريبًا و أنها مازالت  لا تخاف الأشرار ، مازالت تحلم ،مازالت مصرة علي أن تحقق حلمها .و رأيت أيضًا والدها في تسجيل، إنه أيضًا رجل لطيف جدًا ، و هو يقول أنه يحبها جدًا و هو من شجعها لتقاتل الأشرار و لتكتب ضدهم و لتصير بطلة ،كم هو أب رائع!
               إنها بطلتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي!
 أنا سعيدة جدًَا ؛لأنني وجدت بطلة حقيقية ، كم هي بطلة جميلة و قوية ،مالالا (حتي اسمها جميل) ،إنها أقوي من الأشرار الحمقي الذين يظنون أنهم انتصروا عليها.مالالا وحدت بلدها عندما هاجمها الأشرار ضدهم ، حتي أصدقاءها  تظاهروا ليقولوا أنهم يحبونها ، ويدعون لها أن تشفي.بطلة حقًا حتي عندما يظن الأشرار أنهم انتصروا عليها تكون هي من انتصرت عليهم مثل أبطالي الذي يظن الأشرار أنهم انتصروا عليهم ، و حينها يظٍٍهر أبطالي بكل قوة و إصرار و يوجهون للأشرار الضربة القاضية.
            بطلتي سوف تحقق أحلامها ، ستصير سياسية كبيرة ، ستنهض ببلدها التي تحبها ، ستهزم الأشرار الكاذبين الضعفاء الجبناء الأغبياء الذين ظنوا ؛لأنهم حاولوا قتلها أنهم هزموها . بطلتي سوف تنتصر ، ستهزم كل الأشرار ، ستحقق السلام الذي تحلم به ،ستجعل كل صديقاتها يصلن إلي أحلامهن ،ستبني وطنها مليئًا بالسلام و الحب و الوحدة كما وحدته حتي و هي مصابة .بطلتي أقوي من الأشرار . سانتظر اليوم الذي تصل فيه إلي أحلامها ، و سأكون حينها مثلها بطلة وصلت إلي أحلامي و أحلام زرعتي ،سانتظر أن نصل سويًا إلي أحلامنا معًا ، و نهزم الأشرار ، سننتصر أنا و بطلتي.
         
                                                         بطلتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي!






الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

لماذا يجب أن ننزل يوم الجمعة ؟ (نظرية البالونة)


      ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

  هناك خدعة كان يلجأ لها وحيد حامد في سيناريوهاته المضادة للسلطة فيما مضي. يكتب أشياء معينة يعلم أنها لن تمر أبدًا من بوابات الرقابة و يكتب أشياء أخري يعلم أنها لن تمر بسهولة ، لكي يقايض الرقابة علي حذف الأشياء التي يعلم جيدًا أنه يحال مرورها ،لتسمح له الرقابة بإبقاء الأشياء التي ما كانت الرقابة لتقبل أن تمر بدون هذه المقايضة. هذه الخدعة اعترف بها وحيد حامد بعد أن كشفت ، و هي ليست خدعته وحده و لكنها خدعة شهيرة، إنها نظرية ( البالونة).
         هناك نظريتين تسميان (البالونة) ، الأولي هي في تمرير أخبار كاذبة مثلاً عن رفع أسعار البنزين لجس نبض الشارع (أي بالونة الاختبار) و الثانية هي في تمرير قرارات كثيرة بعضها استفزازي جدًا معًا ، متخذ هذه القرارات ليس فعلاً مريدًا تنفيذها جميعًا ،إنه فقط يريد تفعيل بعضٍ منها ، و يعلم أن هذا البعض الذي يريد  تفعيله مرفوض من كثيرين ، فيقوم بإصدار هذا البعض المرفوض برفقة قرارات أخري ليست فقط مرفوضة بل ممقوطة مبغوضة و يستحيل التغاضي عنها ، ثم ينتظر متخذ القرارات ردة الفعل عليها التي يعلم أنها ستكون غاضبة جارفة . و بعد أن يري ردة الفعل الغاضبة المتوقعة يعقد مقايضة بموجبها يتراجع عن القرارات المبغوضة ( و التي لم تكن هي هدفه أصلاً ) و يبقي علي القرارات التي كان يريدها فعلاً و التي كانت مرفوضة و لم تكن لتمر بدون أن تعقد عليها المقايضة ، و هذه هي (بالونة التمويه).
             قرارات مرسي الأخيرة كان بها قرارت متخذة لتحضر الناس نفسيًا لتقبل قرارات أخري ( مثل إعادة المحاكمات ، و عزل النائب العام ) و كان بها قرارات مرفوضة ( مثل تحصين التأسيسية و مجلس الشوري )و قرارات مبغوضة تمامًا مثل (عزل و تعيين النائب العام و أن يحق للرئيس إصدار أي قرار أو قانون لا يوقفه حتي القضاء).
              هذه القرارات كان فيها نظريتا (البالونة)، فمن ناحية مرسي و إخوانه كانوا يجسون نبض الشارع تجاه شعبية مرسي و قراراته و لكن من ناحية أخري و هذا هو الأهم كانوا يمررون (تحصين التأسيسية )ملتحفًا (مرادفة مرسي) في (إعادة المحاكمات و عزل النائب العام) و أيضًا مموهًا عليه ببالونة تمويهية( أن مرسي يصدر أي حكم أو قرار لا يوقف من أي جهة) ، هم يعلمون أن الكثيرين سيعارضون السلطة المطلقة لمرسي التي تعدت حتي جموح مبارك طيلة ثلاثين عامًا من الديكتاتورية.و بذلك عندما تنزل مظاهرات أو إحتجاجات ضد قرارت مرسي سيكون أمام مرسي مقايضة المعارضين بل و تقسيمهم أيضًا عندما يصدر قرارات جديدة يلغي فيها سلطاته الفرعونية ، و يبقي علي الهدف الأصلي لقراراته و هو ( تحصين التأسيسية من الدستورية).عندما يتراجع مرسي و يترك بعض سلطاته الفرعونية سيقسم صفوف المعارضة أو علي الأقل سينهي دعم الكثيرين لها الذين استفزهم سلطاته الفرعونية أكثر كثيرًا من تحصين التأسيسية.
               لكنني أعتقد أن مرسي و إخوانه فوجئوا إلي حد كبير بحجم المتظاهرين بالأمس داخل التحرير و خارجه ،الذي يكاد عددهم يماثل عدد الثوار في أيام الثورة ضد مبارك ، و لذلك أظنهم سيعيدون حساباتهم و يفكرون في تجميع أشياعهم و التخطيط للنزول في مظاهرات عارمة مضادة تؤيد قرارات مرسي قبل أن يتراجع مرسي قليلاً و يحجم سلطاته الفرعونية ، لكي يظهر   مرسي قويًًًا و ذا شعبية واسعة هو و قراراته ، و يكون لديه الخيار عندما يتراجع أن يبقي علي الهدف الأهم (تحصين التأسيسية) .و لو تابعنا سنري أن مرسي في أغلب جلساته مع السلطة القضائية كان يتحدث عن المحكمة الدستورية العليا و عن إعادة تشكيلها ؛لأنه أهم ما يهمه هو و جماعته ألا توقف تأسيسيتهم ، و لكن السلطة القضائية سدت الباب أمامه ،خاصة و أن الشارع ظهر شبه داعم لها.
            و لذلك أظن أنه يجب أن ينزل جميع معارضي مرسي يوم الجمعة ،فهو أهم من الأمس ،) ، يوم الجمعة سيؤكد لمرسي و إخوانه حتي و عن جمعوا مؤيديهم و سلفييهم في استعراض قوة لاظهار شعبية قرارات مرسي ،أن هناك عدد كبير جدًا لا ينتمي لفكر سياسي واحد (تمامًأ مثل ثورة 25 يناير) يقف ضدهم و لا يستطيع سوي السفهاء اتهامه بالفلولية. كما أظن أن علينا أن نصمد و لا تخدعنا البالونة ، و لا نقبل بأن يقايضنا مرسي علي إلغاء بعض أو حتي كل سلطاته الفرعونية مقابل بقاء التأسيسية فوق حتي إرادة القضاء.

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

إلي زرعتي


 إلي زرعتي،
              أعلم أن رسالتي سوف تصل إليكِ ،و أعلم أنكِ ستقرأينها و تردين عليَ ،و أعلم أيضًا أن ردكِ سيصلني و سأشعر به حتي إن لم يكن في ورقة أقرأها .
               أنا أحبكِ يا زرعتي و أنتِ تشعرين بذلك ،أليس كذلك ؟ أحبكِ جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا.أحبكِ ؛لأنكِ زرعتي ؛لأنكِ تحبينني و تحبين دائرتي ،أحبكِ ؛لأنكِ تحمينني و تحمين دائرتي ،أحبكِ ؛لأنكِ جعلتي لي دائرة كبيرة واسعة جدًا مثلك.أنتِ وحدتني مع دائرتي ،جعلتني قريبة من دائرتي ،جعلتنا كلنا واحدًا ؛لأننا جميعًا نرويكِ معًا ، ندافع عنكِ معًا،نقاتل لأجلكِ معًا،نحلم لأجلكِ معًا،و نرويكِ معًا.أنتِ السبب أننا معًا،أنتِ توحديننا يا زرعتي ،أنتِ التي صنعت لي دائرتي .
             أنا أحبكِ ؛لأنكِ تتحمينني و أنا أحميكِ ،أحبكِ ؛لأنكِ حلمي و حلمنا جميعًا .أحبكِ؛لأنكِ زرعتي أنا ،زرعتي التي تكبر بيدي ، تكبر كلما رويتها ، و تموت إن تركتها .تكبرين معي ،تمرحين معي ،و تبكين معي .أنا و أنتِ  ودائرتي نحلم معًا،نبكي معًا ،نتألم معًا و نفرح معًا ،إننا نتشارك كل شيء حتي أحلامنا الكبيرة المتنوعة كلها واحد ، كلها ترويكِ يا زرعتي ، كلها تجعلكِ ترتوين ، تكبيرين ، تعلين ، و نحن نعلو معكِ .
               كل شيء بيني و بينكِ و بين دائرتي واحد ،حتي قتالنا واحد ،نحن نقاتل لأجل أن تصيري أعلي ،لأجل أن تعلي فوق كل زروع العالم ،لأجل أن نحقق أحلامنا و أحلامكِِ،لأجل ألا يؤذيكِ الأشرار، لأجل ذلك نحن نقاتل معًا و معكِ.
               أحبكِ ؛لأننني أشعر بكِ ، و بكم أنتِ جميلة ،كم تحبيننا ،كم تحزنين عندما نضعف ،نتألم ،نهزم ،نتفرق ،و كم تفرحين عندما نكون قريبين من بعضنا ،عندما نكون قلبًا واحدًا كبيرًا ينبض ليرويكِ أنتِ ،و ليدافع عنكِ أنتِ.أحبكِ ؛لأنني أشعر بكم تحبين أن نكون دائرة واحدة مهما اختلفنا ،فأنتِ دائمًا توحديننا.
             أحبكِ ؛لأنكِ تحتوينني ،و دائرتي ،تحتوين ماما و بابا و استاذة بسمة و مرنا و كريستين و فيكتور ،و سامي و أمير ،و سارة و شادية و مراد و صلاح و بطيخة و أماني و حسين و أية و صلاح و تسنيم و أحلام و استاذة ابتسام و استاذة فاطمة و استاذ جورج ،و كل أصدقائي ،أنتِ تحتويننا جميعًا ،و تحميننا جميعًا ،و تظليننا جميعًا .
            أعدكِ ألا أترككِ أبدًا ،مهما ترككِ رواتكِ ،أشعر بكِ عندما تتألمين لذلك و لكني أعدكِ ألا أتخلي أنا عنكِ أبدًا مهما حدث ،أعدكِ أن أفي بوعدي لكِ و ل (لوفي) و لاستاذة بسمة ،أعدكِ ألا استسلم أبدًا و ألا أتخلي عن أحلامنا قط،سأهزم كل الأشرار ،و كل التحديات ،سأصير بطلة ؛لأجلي ،لأجل أحلامي ،لأجل لوفي ،و لأجلكِ .
             عديني أنتِ أن تبقي معي ،زرعتي ،و أن تثقي بي ،و أن تقاتلي معي ، و تنتظرينني،تنتظرنني حتي أحقق أحلامنا
وسأظل أبدًا أحبكِ و أرويكِ  يا زرعتي.  

        

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

طريقنا إلي وطن بلا عدالة و لا ثورة


   ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).
  
  نحن صنعنا الفرعون و انتهي الأمر.نحن نريد فرعونًا ، دعونا لا نكذب، سنظل حتي الموت نؤمن بالمستبد العادل ، و نحن نعلم أنه مستبد و ظالم. مرسي أعلن نفسه فرعونًا و جمع جنوده يهتفون له من الميدان باسم الثورة ، و نحن هللنا له ، هللنا و احتفالنا بشهادة ميلاد فرعوننا الجديد المختار.
        "ألم يسأل أحد لماذا الاّن ؟" صلاحيات مرسي الفرعونية اكتسبها منذ فترة بإيعاز و تهليل منا بعد أن توحش و استفحل و سيطر علي السلطة التنفيذية كلها و التشريعية أيضًا و بعد أن أزال خصومه العسكريين ليبدو زعيمًا مدنيًا ينهي حكمًا عسكريًا و ليزيح أي خصم قد يقف أمامه.
            " لماذا الاّن ؟ "
مرسي أصدر هذه القرارات الاّن لكي يحول مسار الجدال الهجومي الذي كان قائمًا علي فشله كرئيس ، بعد أحداث محمد محمود و قطار أسيوط إلي جدال حول قراراته التي تبدو ثورية تمحو الفساد ، و هي تصنع الديكتاتورية الغاشمة الطاغية باسم الثورة. لقد أراد أن يحول نظر الرأي  العام عن فشله بقراراته الثورية ، فقد وجد أن شعبيته بدأت تتداعي بعد فترة من حكمه لم يحقق فيه شيئًا من الوعود الذهبية و التي اكتشفت كفلصو .أنصار مرسي لم يكونوا قادرين علي حمايته  من الهجوم عليه بعد حادثين دمويين متتاليين ، فوجودوا الخيار الأمثل للغروشة علي دماء الأطفال هو قرارات ثورية تكرس لحكم مطلق له في ثوب ناصع يسمي (حماية الثورة). ضربوا عصفورين بحجرٍ واحد حولوا الجدال من جدال حوله فشله ، و دماء الشهداء الأطفال إلي جدال حول قرارات تلبس ثوب الثورية و محاربة الفساد، و في نفس الضربة أزاحوا من أمامه السلطة القضائية التي يعلمون أنها توقف جماح أي رئيس ( كما فعلت مع مبارك)و يعلمون أنها السلطة الوحيدة المتبقية لم يسيطر عليها بعد التشريعية و التنفيذية ، لتصبح الدولة كلها ملكه بأسرع معدل تاريخي ( ثلاثة أشهر فقط!)
              المادة الأولي من الإعلان كانت عن إعادة محاكمة رموز النظام السابق. لقد وضعت هذه المادة أولاً ليس لأنها الأهم ،و لكن لتجعل المتلقي/ة ينحاز/تنحاز لمرسي و يكون /تكون أكثر تقبلاً لأي قرار يأتي بعد ذلك ،فهذا كان المطلب الأهم أن يشعر الناس أنهم سيستطيعون الثأر من مبارك و نظامه لدماء الشهداء،إنها لعبة ذكية علي العواطف.هذه المادة التي تبدو براقة و تحقق العدالة الغائبة ،هي في حد ذاتها أكبر انتهاك لقيمة العدالة. من يحق له/ا إعادة المحاكمة،هو/هي القاضي/ة فقط ، أبدًا ليس الرئيس ؛لأن الرئيس ليس قاضيًا ؛ و لأن الرئيس الذي يحق له أن يعيد محاكمة من يشاء بدعم شعبي ، سيصير له الحق أن يدين و يعدم من يشاء بذات الدعم الشعبي ، و هذا هو جوهر الطغيان . ما قيمة القضاء ؟ ماقيمة  العدالة إذا كان الرئيس و خلفه الشعب يحاكمون من يشاؤون، ربما مستقبلاً يدينون من يشاؤون ؟ العدالة  مؤسستها الوحيدة القضاء و هي أعلي من الشعب و أعلي من الرئيس و هي القيمة التي قدم الشهداء دماءهم لأجلها.العدالة  لن تتحقق إذا ما حكم القضاء الشارع و الرئيس، العدالة تتحقق عندما يكون القضاء حرًا من سلطتهما.و هناك السؤال ، إذا ما أعيدت المحاكمات و خرج رموز النظام السابق منها بريئون ، هل حينها سيقوم مرسي و خلفه الشارع بإعادة المحاكمات مرة ثالثة أم أنهم سيقذفون بالقضاء إلي الجحيم ، و يعدمون من يشاؤون باسم الثورة فوق العدالة و القانون ؟
         المادة الثالثة التي تقول أن الرئيس يحق له عزل و تعيين النائب العام كما يشاء ،و قام طبقًا لهذه المادة بعزل عبد المجيد محمود و تعيين محمد عبد الله ، هي أيضًا استكمال للعب علي عواطف الرأي العام و الثوار ، بعزل النائب العام سيزعرد الكثرون الذين يؤمنون أنه رجل فاسد عينه مبارك.هذه المادة لم تأتي لأجل أعين الثوار و العدالة كما ظنوا ، و لكنها أتت لكي يصبح مرسي قادرًا علي تهديد أي نائب عام يحاول أن يقف أمامه (إنها رسالة للسلطة القضائية بقوة مرسي ، و سلطته حتي علي الجماهير التي تهلل له) . خاصة عندما بدأ الإخوان يستشعرون أنهم لا يستطيعون فعل ما يشاؤون و أن هناك تهديد دائم لكل فعل يفعلونه من السلطة القضائية (سواًء عندما حلت مجلس الشعب الذي سيطروا عليه ، أو عندما علموا أنهم ستسقط دستورهم و تحل تأسيسيتهم أو حتي عندما وجدوا أن النائب العام يستطيع تحدي الرئيس الذي أتوا به في الأزمة الشهيرة بينهما).و هذا القرار قرار خطر جدًا، لنفهم أبعاده ،علينا أن نفكر قليلاً ماذا لو صار مرسي أو أي رئيس بعده فاسدًا ، و مازال النائب العام يعزل و يولي بيد الرئيس ، من سيحوله إلي التحقيق ؟ الرجل أوالمرأة الذي /التي عين/ت بيد الرئيس ؟ و الذي يستطيع الرئيس عزله/ا في أي لحظة؟ هراء . و بالمناسبة في الدول الديمقارطية لا يستطيع الرئيس عزل النائب العام بينما يستطيع النائب العام تحويل الرئيس للتحقيق. عندما يجعل مرسي تعيين و عزل النائب العام حق له ، فهو يهدد النائب العام بالعزل في أي لحظة و هذا يمنع استقلاليته. و لننظر إلي الوراء قليلاً ، فعندما وقف نائب عام في وجه عبد الناصر ، هدده عبد الناصر ثم عزله ، و حينها لم يقل أحد لعبد الناصر "لا" ؛لأنه عزله باسم ثورة 1952 ، و مضت سنوات ، و إذا بعبد الناصر يذبح القضاء في مذبحة شهيرة ، و لا يوقفه أحد ؛لأنه صار باسم الثورة فوق القضاء.من يقولون أن النائب العام فاسد يقدمون أدلة يحاكم علي أساسها ، بدون أدلة و بينات ،الإدعاء باطل . نحن غاضبون و نتهمه بالفساد ؛لأن الأحكام لم تصدر علي هوانا ، أما إن كان كل رموز مبارك أعدموا حتي و لو في محاكمات صورية حينها كنا سنراه رمز النزاهة ، فهل هذه هي العدالة ؟ إننا لا نريد العدالة ، نحن نريد الثأر ، و مرسي يتلاعب بهذا.
             المادة الخامسة هي مفصلة علي مقاس الإخوان و السلفيين ، مفصلة علي مقاس من يحميهم مرسي ، الذي يدعي كاذبًا أنه رئيس لكل المصريين. و هي امتداد لتكسير شوكة القضاء لكي لا يستطيع التصدي للإخوان و لا لمرسي .فهي فوق سلطة القانون و الدستور تحصن التأسيسية من أي حكم يصدر حتي من المحكمة الدستورية بحلها ، لتستمر غير دستورية و لكن دستورية بدستور مرسي! و ليصدر عنها دستور مطعون في شرعيته  محصن أيضًا بدستور مرسي.مرسي كان يستطيع عندما تقضي الدستورية بعدم دستورية الجمعية التأسيسية أن يستخدم صلاحياته المطلقة في إعادة تشكيلها بذات الصياغة ، و لكن مرسي لم ينتظر حكم الدستورية أصلاً ، لينفذه ثم يشكل التأسيسية من جديد. لماذا ؟ ؛لأن هذه المادة ليست فقط لتحصين التأسيسية و استمرارها بهيئتها الحالية ، و لكنها موضوعة لكي تؤكد أن مرسي و الإخوان يستطيعون تحدي السلطة القضائية و هزيمتها هي و محكمتها الدستورية ، ليس هذا و حسب بل و جعل أي حكم منها غير قابل لحل الجمعية التأسيسية التي شكلها الإخوان.و هذه المادة من ناحية اّخري، رسالة لكل التيارات غير الإسلامية بأن فرصتهم الوحيدة هي في الرجوع إلي التأسيسية ، و أنه لا أمل لديهم في أي خيار اّخر ؛فهي لن تحل بأي طريقة كانت. و المادة الرابعة التي مدت عمل التأسيسية رغم أن دستور الإسلاميين انتهي ، هي إعطاء فرصة للتيارات غير الإسلامية كلها لتعود منكسة الرأس إلي التأسيسية ؛لأن هذا هو خيارها الوحيد و إلا سيمر الدستور بدون مشاركتها فيه.و طبعًا هذه التيارات إن عادت ستعود ضعيفة ؛لأنها تعلم أنها سواًء انسحبت أم لا، الجمعية التأسيسية ستستمر.
          المادتان الأخطر في هذا الإعلان من وجهة نظري هما المادة الثانية و امتدادها (المادة السادسة). حتي طريقة كتابة المادة الثانية شديدة الاستفزاز ، فهي تعلن ببجاحة  و تحدي أن مرسي أصبح هو الفرعون.فكل قرار يصدر منه غير قابل للطعن عليه أمام أي جهة حتي القضاء ، و لا إيقافه بأي طريقة حتي و إن كان غير قانوني ، فالسلطة الوحيدة في الدولة المنوط بها إيقاف القرارت غير القانونية هي القضاء ، و عندما يصير القضاء عاجزًا عن إيقاف أي قرار للرئيس يصير الرئيس بكل بساطة ليس فوق كل السلطات و حسب  ، و لكن أيضًا فوق القانون. حتي و إن أصدر قانونًا غير دستوري أو مجحف ، سيفعل هذا القانون رغم أنف الدستور و القضاء و الشعب ( ربما يقف الشعب خلفه و ربما لا) و أيضًا رغم أنف القانون و العدالة.هذه المادة قد تفعل من خلال إصدار قانون باغي علي رموز النظام السابق ضد قيم القانون و الدستور ( و طبعًا سيؤيده الشعب المشتعل بالثورة و الثأر) أولاً ، و لكنها مستقبلاً ستكون عمادًا لكل قانون طاغي يصدر لصالح الرئيس و جماعته و ضد خصومه السياسيين ، سأهاجم و يقال عني أني أخوف الناس من مرسي و الإخوان و لكن فلننظر للتاريخ. لا يجب أن نرمي بصرنا بعيدًا في التاريخ أو الجعرافيا و ننظر إلي الثورة الفرنسية أو البلشيفية أو الإيرانية  فلننظر حتي إلي ثورة 1952 ،ليتأكد الجميع أنني لا أتهم مرسي أو الإخوان تهمًا كاذبةًَ . سواء الثورة الفرنسية أو البلشيفية أو الإيرانية أو حتي ثورة 1952 ، كلها بدأت ثورات نبيلة ، حكم بعدها الثوار أو من ركبوا الثورة ، و سواًء أكانوا الثوار أو من ركبوا الثورة ففي كل هذه الثورات الحكام إدعوا أنهم يصدرون قوانين فوق القانون و الدستور و لا يمكن إبقافها لأجل حماية الثورة من النظم السابقة الفاسدة ، فإذا بهم بالتدريج يبسطون سلطاتهم فوق كل السلطات ، و يجزرون القضاء لكي لا يستطيع إيقافهم ثم يستغلوا قوانينهم غير القانونية ، غير الدستورية و غير العادلة لكي يتخلصوا من كل خصومهم السياسيين أو الاجتماعيين أيضًا باسم الثورة ،حتي و إن كان بعض هؤلاء الخصوم أصلاً من صناع الثورة!
             هذا هو التاريخ الذي يعلمنا أنه لا فرعون يصير بإرادته و بدعم عبيده فوق القانون باسم الثورة إلا و يصير مجرمًا أيضًَا بدعمهم و باسم الثورة.
                     و الأخطر أن مرسي تمكن من إصدار هاتين المادتين (الثانية و السادسة ) باسم حماية ثورة 25 يناير ، و جعل كل المواد الأخري بما فيها المادتين الأولي و الثالثة يبدين موادًا حامية للثورة من زعيم يدافع عنها لا كمواد توسيع سلطات لحاكم قرر أن يصير فرعونًا فوق القانون.و هذا يعني أن كثيرين سيؤيدونه مغشيي العينين ظنًا منهم أنه يحمي الثورة ، سيرونه زعيمًا و أخطر فرعون هو الفرعون الزعيم ؛لأن عبيده يعشقونه و يتلذذون بعبادته ، و يصيرون مستعدين لقتال أي شخص يحاول أن يسقطه أو حتي يعارضه حتي و إن كان هذا الشخص يدافع عن حريتهم. و الأكثر سوًء أن هذا الفرعون الزعيم يصدر نفسه كحامٍ الثورة من وحوش النظام السابق و هذا يعني أن عبيده مستعدون للوقوف خلفه طويلاً و التغاضي حتي عن كونه فوق كل قانون و كل عدالة ؛لأنهم سيكونون خائفين من وحوش النظام السابق كما أتي به كثيرون منهم أيضًا لارتعاشهم من مجرد تخيل عودة رموز النظام السابق.أي أنه سيحكم ليس فقط بسلطات شاسعة ، و بدون قدرة أي سلطة علي إيقافه حتي سلطة القانون ،بل أيضًا سيحكم بأخطر سلطة تحمي حتي ظلمه و تعديه علي القانون هي سلطة (الخوف)، الخوف علي الثورة ، الخوف من رموز النظام السابق .و هذا وضح بقوة في صيغة المادة السادسة :" لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد ثورة 25 يناير أو حياة الأمة أو الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة .........................." أي أن لمرسي طبقًا لتقديره الشخصي للخطر علي الثورة و الدولة أن يتخذ أي إجراء يحلو له ، و هذا هو بالضبط ما قاله مبارك و نظامه طيلة ثلاثين ،أنهم يحمون الدولة و الوحدة بالإجراءات الديكتاتورية و منها الطوارئ.و لكن مرسي أضاف إضافة صغيرة تناسب المرحلة ( ثورة 25 يناير) ،و كما كان يحكم مبارك بدكتاتورية مطمئنًا بتخويف الناس من الإخوان ،تبدلت الكراسي الاّن ، و مرسي يحكم بدكتاتورية حتي بسلطة فوق القانون مطمئنًا بتخويف الناس من نظام مبارك علي الثورة.
             و طبعًا حماية الثورة و الوحدة الوطنية و حياة الأمة عبارات عامة غير محددة لتسمح لمرسي متي شاء أن يصدر قرارات ديكتاتورية لا يستطيع أحد محاسبته عليها .فحتي القضاء لا يستطيع التصدي لأي قانون أو قرار يصدره الفرعون الزعيم المحبوب مدعي الثورية.
              قرارات مرسي لم تكن فقط إعلان بجح منه بالسيطرة علي كل السلطات بنحو لم يحظي به مبارك في ثلاثين عامًا في ثلاثة أشهر ، لم تكن فقط إعلان مصرع مبدأ توازن السلطات لحساب مبدأ السلطة المطلقة ،و لا شهادة وفاة دولة المؤسسات لحساب دولة الفرد ،و لا حتي حمل لنعوش دولة القانون لحساب دولة الفرعون ،و لكنها كانت أيضًا بداية سنوات حكم الفرعون الزعيم الطاغي الباغي المجحف الذي يستر كل عيوبه و إخفاقه و ظلمه في ثوب لامع يسمي (الثورة) ، و خطوتنا الأولي علي طريق نحن اختارناه ، طريق يبلغنا وطن بلا عدالة ، و لا حرية ، و لا إنصاف ، و لا ديمقراطية ، و لا تقدم ، و لا تمدن ، ولا حضارة فيه ،و لا حتي ثورة.  

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

النظرة الأمنية


 ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ). 

  عندما رحل مبارك ، و تم تحليل داخلية العادلي و عقلية نظام مبارك ، أتهم مبارك و نظامه حينها بالنظرة الأمنية للأمور و الإيمان الدائم بالحل الأمني و تجافل الحل السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.و تلك كانت حقيقة ينطق به كل قرار و كل خطة إتبعها مبارك و نظامه طيلة ثلاثين عامًا لا أيام الثورة و حسب.و لكن مبارك و نظامه لم يكونا وحدهما كذلك بل هي ثقافة اجتماعية سياسية لدينا كلنا حتي مثقفينا . إنها متأصلة فينا ( النظرة الأمنية).
         الثقافة الديكتاتورية تولد داخل المجتمع (النظرة الأمنية) تجاه كل شيء.العقوبة ، العنف ، المنع ، الحجب، الإقصاء، الرقابة، التهديد،كل هذه تجليات ل(النظرة الأمنية).
         نحن ننشأ علي التربية الأمنية . نتربي علي أننا نحمي بالمنع ، بالحبس ، بالرقابة ،بالمراقبة، بالتهديد .يقنعنا أهلنا و نحن أطفال أننا لا نتعرض للخطر ؛لأننا موضوعون في علب زجاجية تحمينا ممن حولنا و إن خرجنا منها سنهلك.الأهل يمنعون أبناءهم من صداقة من لا يعرفونهم ، من ليسوا من محيطهم ، يأسرونهم داخل هذه العلب و يحددون لهم متي يخرجون و من يعرفون ، و ما يشاهدون ، و ما يدرسون. يتحكمون بقبضة حديدة في أقفال العلب الزجاجية  الهشة حتي يسيطروا علي ما يتعرض له أباؤهم ، و يظنون أن ذلك يصونهم ، و يقنعونهم أنه بالعقاب لن يخطئوا ، و أنه بالأسر سيحموا من كل شر ، وأنه بمنعهم من مشاهدة ما يرفضه الأهل أو الاستماع حتي لرأي ضد عقيدة أو أفكار الأهل أنهم بذلك يصونون عقيدتهم و أفكارهم و أخلاقهم. هذا يجعل الأباء يكبرون مقتنعين أن الحماية مقترنة بالمنع و الحبس و العقوبة  ،و هنا تنشأ داخل لاوعيهم (النظرة الأمنية).
         (النظرة الأمنية) تحاصرنا من كل جانب. في كل مكان ، و كل موقف ، و وكل مجال؛لأنها ثقافتنا الاجتماعية و السياسية. عندما نحاول القضاء علي الفوضي و الاضرابات و الاعتصامات نصدر قانونًا يجرمهم ، عندما نود إنهاء ظواهر التحرش أو الاغتصاب نغلظ عقوباتهما ، و نحجب المواقع الإباحية، عندما نقرر إسقاط الفلول في الانتخابات نصدر قانونًا بالعزل السياسي، لا نتذكر سيناء إلا عندما نجد أنها تخرج عن سيطرتنا و تقع في يد إرهابيين و حينها نكتفي بأن نحمل إعادة الأمن بها للجيش، و نجد الحل العسكري هو الحل المناسب للوضع فيها.نجعل الرقابة أداتنا لتمنع أي فيلم أو مسلسل أو عمل أدبي نراه يشيع دينًا أو فكرًا أو قيمًا أو ذوق منحط نرفضه بالقوة.و هذه ليست رؤية السلطة ، هذه رؤية أعلبية الشعب التي تطالب بمنع الجنس و القيم المختلفة في الإعلام و التي تريد تغليظ العقوبات علي التحرش و الاغتصاب و التي تريد حجب المواقع الإباحية و التصدي بقوة لكل الاضرابات التي تعطل الحياة اليومية و الاقتصاد و تطبيق الحدود الإسلامية إيمانًا أن قسوة هذه الحدود ستقضي علي الجريمة.
          إني لا أدافع عن الاعتصامات و الاضرابات ، و لا طبعًا عن الإرهاب أو التحرش أو الاغتصاب، و لا أحاول حماية من يسمون (الفلول).و لكن هذه (النظرة الأمنية) للأزمات و حتي الجرائم لا تحل شيئًا .نحن نغلظ العقوبات في الاغتصاب و التحرش و جرائم أخري مثل السرقة بالإكراه كل عام عن سابقه. نحن نستعمل الجيش في كل أزمة تطرأ في سيناء.نحن نحاول باستماتة عزل رموز النظام السابق بكل السبل حتي أحيانًا بإدانتهم شعبيًا بدون محاكمات.نحن نعدم القاتل كما هو حد القتل إسلاميًا.هل تحسن الوضع الأمني في سيناء؟ هل قلت جرائم هتك العرض و القتل و السرقة بالإكراه ؟ هل تمكنا من إسقاط رموز النظام السابق حقًا و اقنعنا الناس بالثورة؟
         حتي علي الصعيد الأسري ، هل أفادت تهديدات الأهل و عقوباتهم العنيفة في جعل الأبناء يؤمنون حقًا بما يمليه عليهم الاّباء و فعله أمام الأهل و خلفهم ؟ هل منع الأبناء قسرًا من قراءة أفكار معينة أو مشاهدة أفلام بعينها نجح في جعلهم حقًا يعتنقون أفكار الأهل و لا يستطيعون الاطلاع علي الأفكار و الأفلام التي يمنعها الأهل؟
          ( النظرة الأمنية) لم تنقذ شيئًا و لن تنقذ شيئًا ذات يوم. التحرش و الاغتصاب و السرقة بالإكراه و الأدمان  جرائم اجتماعية حلولها احتماعية و ليست أمنية، حلولوها في القضاء علي البطالة و تقليص معدلات الفقر و تحسين التعليم و التربية.سيناء أزماتها الأصلية سياسية اجتماعية تنموية ، حل أزمة سيناء في مشروع تنميتها الذي كاد يتعفن من طيلة حبسه داخل الأدراج ، حل أزمة سيناء في الارتقاء بمستوي المعيشة و التعليم و الخدمات الاجتماعية بها و تعميرها .رموز النظام السابق لن يفشلوا ؛لأننا نعزلهم بالقوة ،الشعب سيختار الثورة لا هم ،عندما يجد الثورة حققت له تحسنًا حقيقيًا في حياته اليومية، في التعليم ، و الصحة ،و العدالة ،و الفقر ،و الفساد.حل أزمة الإعلام لم و لن تكون أبدًا في المنع و الرقابة بل هي في الوعي ،في تكوين وعي حقيقي عند المشاهد/ة.حتي في تربية الأبناء ، الحل في اقناعهم ،في جعلهم يفكرون ، في جعلهم يؤمنون بالصواب و يختارونه و يختارون باقتناع الأفكار الصحيحة لاعتناقها لا ما نفرضه عليهم نحن ؛لأننا نري أنه الصواب الذي سيحميهم.
          (النظرة الأمنية) ليست سوء جزء صغير في حل أي أزمة حقيقية تواجه الفرد أو المجتمع أو الوطن . إنها عور حقيقي في ثقافتنا يجب أن نتخلص منه .إن كنا نريد أن نتخلص من نوائبنا و نمضي للأمام فعلينا أولاً أن نصبر و نحل مصائبنا حلولاً حقيقية اجتماعية و سياسية ،لا حلولاً أمنيةًَ مؤقتةً و مزيفةً.

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

حينها سنهزم الأشرار


       مجرمون! إنهم مجرمون ، و أشرار جدًا ، أشرار أكثر من أشرار عالم لوفي أو أبطال الديجيتال أو أعداء أكيرا.إنهم أشرار و جبناء و كاذبون.لماذا يفعلون ذلك ؟ كيف ؟ كيف يقتلون أطفالاً أضعف منهم بدون ألم ، بدون ندم ، بدون شفقة ، و أيضًا يعودون للكذب ، و يقولون أنهم يقتلونهم دفاعًا عن أنفسهم !، حتي (حكومة العالم) الكاذبة و الفاسدة و الشريرة في عالم لوفي لا تستطيع الكذب إلي هذه الدرجة.
        استاذة بسمة جعلتنا نحضر معلومات لتعبير الأسبوع عن ما يحدث في فلسطين الاّن.عن من يقتلوا في غزة .قرأت علي الشبكة العنكبوتية ،لكن ماما لم تسمح لي أن أري الصور ، قالت أنني لا يجب أن أراها ؛لأني صغيرة ، و لكن الأطفال الذين ماتوا أصغر مني ، و أنا هنا لا يجب حتي أن أري صور ما يعيشونهم هم ، و يعانون منه.
       إسرائيل كاذبة و شريرة جدًا، استاذة بسمة تقول لنا أن أمريكا و دول اّخري أيضًا تقول أن إسرائيل تدافع عن نفسها ! إنها تقتل أطفالاً أصغر مني ، و تجعلهم يحترقون و هم يموتون، و الأسوأ أنها تجعل أهلهم يتألمون عليهم، و يرونهم أمامهم محترقين.ماما تتألم ، و تقلق و تتعصب عندما يكون لدي برد ( و هو ما يحدث طوال الشتاء تقريبًا) و تصير عصبية جدًا ، و تجلس بجواري قلقة و خائفة و حزينة ؛لأنني مصابة بالبرد و متعبة . ماما تخاف عليَ من كل شيء و أعلم أنها تفضل أن تمرض علي أن أمرض  أنا ، كيف كانت ماما ستشعر إن كنت أنا أمامها ميتة و محترقة بين يديها؟
        كيف كنت أنا سأشعر إن رأيت بطيخة يموت أمامي ،أو رأيت مرنا جثة محترقة و مشوهة ؟ كيف سأشعر حينها ؟ ماذا سأفعل ؟ماذا سأفعل عندما أراهم يموتون أمامي أو حتي يتألمون ؟
            كم هم كاذبون و أشرار! يدافعون عن أنفسهم بقتل الأطفال ؟ بقتل أطفال أصغر مني ؟ ماذا كان أكيرا سيقول عن ذلك ؟ أكيرا الذين كان يغضب من الأشرار ؛لأنهم يهاجمون البشر الكبار حتي الأقوياء بسلاح و هم عزل ؟
            أنا لا أريد أن أكرههم ، و لكنهم يستحقون أكثر من الكراهية ، إنهم ليسوا بشرًا أصلاً الذين يقتلون الأطفال ، و يجعلوا أهلهم يعرفون معني العذاب و هم يرون جثث أبنائهم محترقة ، ثم يعودوا هم و الأشرار الاّخرين الذين يدافعون عنهم ليقولوا أنهم يدافعون عن أنفسهم !
             جبناء يعذبون و يقتلون الأطفال و العزل و الضعفاء .أشرار بلا مشاعر و لا حب ، لا يهمهم ، لا يفكرون بمن يموتون ،بأهلهم ،بمن يحبونهم ، يقتلونهم و لا يشعرون بأي ندم حتي. كاذبون، يعودوا بعد كل هذا الجبن و الشر ليقولوا أنهم يدافعون عن أنفسهم !
            أنا لست حزينة و غاضبة و محتقرة هؤلاء المجرمين الجبناء و حسب ، أنا أيضًا أريد أن أدافع عن الضعفاء و العزل الذين يعانون و يقتلون ،أريد أن أحمي الأمهات اللاتي يفضلن الموت علي رؤية أبنائهم أمامهم يموتون .أريد أن  أهزم هؤلاء الأشرار الجيناء الكاذبون.أريد أن أقاتلهم و أهزمهم كلوفي و أكيرا و أبطال الديجيتال.أريد أن أقاتلهم ، و معي زرعتي و دائرتي .أريد ذلك. سأقاتلهم و أنا أروي زرعتي ، سأكتب لأجل زرعتي ، و سأكتب لأقاتلهم أيضًا ، كلما تعلمت أكثر، قرأت أكثر ،كتبت أكثر ، صرت أقوي ، كلما جعلت زرعتي تكبر ، و كلما كنت أنا و زرعتي أقدر علي إنقاذ الأطفال و الأمهات ، كلما استطعت أن أجعل الأطفال يحيون حياة مثل حياتي بدون تهديد و كراهية و قتل و خوف ، و كلما جعلت الأمهات في فلسطين مثل ماما سعيدين بأبنائهم ،ليسوا مرتعبين ألا يستطيعوا حمايتهم و أن يأتي يوم و يفقدونهم.كلما صرت أكثر قوة بقلمي ،سلاحي ، سأصير أقدر علي هزيمة الأشرار . سأصير أقوي ، سأروي زرعتي ، سأجعلها تعلو و تصير أعلي زروع العالم ، و حينها سنستطيع أنا و زرعتي و دائرتي أن نهزم الأشرار . 

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

لدينا صديقة جدييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة!


    لدينا صديقة جديدة!،لدينا صديقة جديدة !،لدينا صديقة جديدة ! هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
أنا مبسوطة ! مبسوطة !مبسووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة! لدينا صديقة جديدة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
       استاذة بسمة ،قدمت لنا اليوم صديقتنا الجديدة ،سارة ، سارة جاءت هذا العام من أمريكا الي مصر ،و هي شقراء و جميلة،استاذة بسمة قالت لنا أن سارة لا تعرف كثيرًا من اللغة العربية ، و ضحكت استاذة بسمة قائلة: " و لكنني متأكدة أنكم ستعلمونها العربية جيدًا في أقصر وقت ممكن!"
            فيكتور و بطيخة و سامي و أمير لم يفوتوا الفرصة طبعًا ،تلميذة جديدة ، و أمريكية أيضًا (مسكينة سارة) ! في الفسحة ،فيكتور  أخذ يسخر منها ، و من شعرها الأصفر الفاتح ، و أمير و سامي حضروا لها مقلب ترحيبي ! (البنت فعلاً مسكينة) !
    فيكتور ظل يسخر من سارة ، حتي انطلقت تجري خلفه لتضربه ، (يستحق! ). أمير و سامي و بطيخة حضروا لها المقلب في هذه الأثناء، أخذوا حقيبتها و أخفوها أسفل مقعد بطيخة و جعلوا بطيخة يجلس فوقها !
              سارة ظلت تجري خلف فيكتور ، و تناديه :" أنتَ ياوله!"(اتضح لنا أن سارة لا تعرف من العربية كلها سوي هذه العبارة، أنسب عبارة تستخدمها معهم حقًا!)و عندما أمسكت بفيكتور، أخذت تضربه ضربًا مبرحًا  ثم  عادت لمقعدها ، فلم تجد حقيبتها (فعلاً مسكينة!) ، أخذت سارة تبحث عن حقيبتها أسفل مقعدها ،ثم ذهبت الي فيكتور تضربه ثانية بقوة أكبر حتي يعترف بمكان الحقيبة ، و فيكتور ظل يصيح :" الحقيبة ليست معي ". و لكنها لم تسمعه ،و ظلت تضربه ،حتي قال لها أمير أنه خبأ الحقيبة .
               سارة بقت تلف في كل الفصل باحثة عن الحقيبة ثم تعود تجري خلف أمير و لكنه كان أسرع من فيكتور فلم تمسكه و عادت تبحث عن حقيبتها من جديد، بصراحة أشفقت عليها ،فقلت لها أن الحقيبة أسفل مقعد بطيخة ، و قمت أنا و كريستين و مرنا نساعدها علي إزاحة بطيخة من فوق المقعد  .بطيخة ثقيل فعلاً!
                   هنا أخذت سارة تصيح لبطيخة :" أنتَ يا ولة ،أنتَ يا ولة ".و أخذت تصيح فيه بالانجليزية أن يتحرك بلا فائدة ، و  انهلنا نحن الأربعة علي بطيخة ضربًا ، حتي إنزاح من فوق الحقيبة ،فأخذ سامي الحقيبة بسرعة بمجرد تحرك بطيخة و أخذ يجري بها نحو باحة المدرسة و أنا و كريستين و سارة و مرنا نجري خلفه ، ثم ألقي سامي الحقيبة لأمير .
           فكرت قليلاً و قلت لسارة أن سامي قد يعطي الحقيبة لأمير و أمير يعطيها لفيكتور و فيكتور يعطيها لبطيخة و بذلك لن نصل الي الحقيبة أبدًا (أصلي خبرة في هذه امسائل !) و لذلك أتفقنا أن نقسم أنفسنا ، سارة تجري خلف أمير و أنا خلف فيكتور ،و كريستين خلف سامي ، و مرنا خلف بطيخة! و ظللنا نجري خلفهم نحن الأربعة حول المدرسة كلها ، أنا أمسكت بفيكتور ، و قلت له أنني لن أسمح له أن يأخذ حقيبة سارة المسكينة الجديدة التي لم تعتد بعد علي مقالبهم ، فصاح فيكتور :" مسكينة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!" شكلها ضربته بقوة ّ، يستأهل!
   مرنا أمسكت ببطيخة ،و كريستين أمسكت بسامي ،و سارة أمسكت بأمير و حقيبتها و بدا أنها أوسعت أمير ضربًا ! ،و استاذة ابتسام أمسكت بنا جميعًا!
               قالت استاذة ابتسام ضاحكة :" من أول يوم لها في المدرسة،يا مفتريين ! "
             صاح بطيخة و فيكتور و سامي و أمير في صوت واحد :" مفتريين !،هي المفترية!


الجمعة، 9 نوفمبر 2012

إنني مصرية


  ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

   لا يحق لي أن ألعب ، لا يحق لي أن أحلم ، لا يحق لي أن أكون حرة ، لا يحق لي أن اختار، لا يحق لي أن يكون لي وطن ، لا يحق لي أن أكون إنسانة، لا يحق لي حتي أن أحيا يكفينا أن يمن عليَ بالعيش.
   و أنا طفلة أمنع من اللعب بحرية ؛لأني فتاة يجب أن تلتزم بقواعد المجتمع. و أنا طفلة أحرم من أحلامي ،لا يحق لي أن أحلم حلمًا يرفضونه ، لا يحق لي أن أحلم بأن أكون شرطية تلقي القبض علي الأشرار ، و تحمي الناس منهم . لا يحق لي أن أحلم أن أكون ضابطة بالجيش أدافع عن بلدي من كل معتدٍ مثل أبطال الرسوم المتحركة. لا يحق لي طبعًا أن أحلم برئاسة الجمهورية، بقيادة وطني ؛لأنني فتاة عاجزة مهما كنت قوية ؛لأن الجميع يري أنني خلقت أمة عاجزة لا يحق لي أن أحلم بأن أصير سيدة ذات يوم.إنني أمة، و لن أكون يومًا سيدة.
        لا يحق لي الحرية طفلة أو حتي كبيرة ، فحتي زواجي يفرضه عليَ المجتمع حتي لا أصير في ناظريه عانسة أو لربما أحيانًا داعرةً.و عندما أتزوج أتلون علي مزاج زوجي كما كنت أتلون قبله علي مزاج أبي ! أصير متحررة إن كان متحررًا أو متعصبة إن كان متعصبًا ؛لأني لست حرة ،أنا أمة و الأمة تتبع سيدها ،تخضع له ، إنه يملكها جسدًا و عقلاً و يسلبها حتي القلب.لست حرة في أي شيء ،لا في جسدي الذي بالكاد اختار من يشتريه إن سمح لي، و لا في عقلي الذي يشكله المجتمع حيث يشاء .لست حرة في أي اختيار ، زواجي ، ثيابي ، أفكاري ، أحلامي ، طموحاتي. كل هذه الأشياء يحددها لي المجتمع ، الزوج أو الأب أو الخال أو الأخ أي ذكر ، يرسم لي حدودها و يسجنني داخل هذه الحدود ، و لا يحق للأمة أبدًا أن تعترض علي السجن ،فهي ملك لمولاها يفعل بها ما يشاء.
       كل هذا اعتدنا عليه، تربينا عليه ، لن نستطيع يومًا علي ما يبدو أن نحطم أسرنا و خوفنا و نثور عليه.لكن مؤخرًا لم نعد إماء فقط ، لم نعد بلا حرية و حسب ، بل صرنا أيضًا بلا وطن.
        ربما سلبنا الحرية قرونًا طوال ، و صمتنا.ربما اّمنا أن الحرية لم تخلق لنا ، و أننا لسنا بشرًا مثلهم،مثل الذكور ،الذين خلقوا أعلي منا و لسنا أبدًا سواسيةً بهم.ربما مع الوقت اّّمنا بعبوديتنا و دافعنا عنها ، ربما اّمنا بالنازية الجنسية ،و دافعنا باستمامتة أحيانًا عن كوننا أدني منهم ، زرعنا داخل بناتنا أننا و هن سنبقي أبد الدهر أدني منهم ملكًا لهم ، ربما حتي عذبنا و نكلنا بكل امرأة حاولت أن تحررنا من العبودية ، ربما كنا نحن قبل الذكور من حفرنا لها قبرها ، و لكننا رغم كل ذلك ربما كنا نظن أننا رغم عبوديتنا مازلنا نحتفظ بحقٍ صغيرٍ في أن تكون لنا بلد ننتمي إليها ، نحتفظ بحقنا في أن نحبها ، و إن كنا كإماء نعلم أنه لا يحق لنا أن ندافع عنها ، أو أن نصل إلي أي منصب حكموا علينا ألا نوطئه.
          كنا حموقاوات ، أو لأكون أدق من كن منا يظنن أن لهن وطن كن حمقاوات. الإماء أبدًا لا وطن لهن ، وطنهن حيث يبعن في أسواق النخاسة ،وطنهن حيث يوجد أسيادهن ، لا حتي هذه الأماكن ليست أوطانهن ، لا حق لهن في وطن ، هذه الأماكن هي أوطان أسيادهن ، و هن فيها مجرد إماء بلا هوية.
           اليوم ، لم يعترف بنا الدستور ، هل كنا بهذا التبجح و الجنون ؟ هل كنا نظن حقًا أننا سنكون موجودات في دستور مصر ؟ الدستور لأهل الوطن و نحن إماء لا وطن لنا . الوطن للذكور ، الوطن لهم ، و لذلك الدستور لهم هم.هل كنا بهذا المروق ؟ هل كنا حقًا نريد أن ينص الدستور علي مساواتنا ، نحن الإماء بالأسياد ؟ هل حقًا كنا نفكر أو حتي نحلم بهذا ؟ فلنحمد الله أن أسيادنا لم يجلدوننا ، لم ينكلوا بنا ،لم يسحلونا ، لم يشهروا بنا في وضح النهار .نحن الإماء اللاتي أردن المساواة بالأسياد ! نحن اللاتي ظنن ذات يومٍ بكل حمقٍ أن لهن وطن.
           أنا غضبت ،اغتظت ، بكيت و الاّن أكتب.و لكني لم اعترف يومًا بقيودي ،تمردت علي أسيادي ، أعلنت العصيان بل و الثورة. رفضت أن تقوض أحلامي ، أبيت أن أصير ملكًا لذكرٍ حتي و إن كان أبي أو خالي ، و ساّبي أن أكون لذكرٍ لا اختار ، و سأعصي ذلك الذكر الذي اختار ،و أثور عليه إن أراد أن يحدد لي سجن في فكري ، في اّرائي ، في طباعي ، في ثيابي ، في أحلامي .أنا اخترت أن أجن بنفسي .أنا الأمة المجنونة تعلن الثورة ، تعلن بإباء رفض الخضوع أو الخنوع . تعلن أنها حرة ، أنها إنسانة، أنها ستحلم ، ستلعب ، ستحيا حقًا ، و ستكون لها أرض،ستكون لها بلد تنتمي إليها حتي و إن عبث الأسياد الذين تثور عليهم  كما شاؤوا بدستورهم . إنني إنسانة ، إنني حرة ، إنني أساوي كل الذكورٍ ، و لست أدني من أحد ، ليسوا أسيادي ، ليسوا أرقي مني ،إنني أساويهم ، و بعلمي و عملي و أحلامي و إيماني و طموحاتي و لعبي و حياتي سأصير أفضل منهم جميعًا. و أهم شيء أن لي وطن ، أنا مصرية شاؤوا أو أبوا و لي حق في كل شيء في هذا الوطن مساوٍ لهم ،بإرادتهم أم من دونها ،بدستورهم أو بدونه.سأحلم بحرية ، سأحيا مصرية حرة . ولن يوقفوني أن أحلم بأي شيء و أصل إلي أي شيء في هذا الوطن ، لن يوقفوني أن أدافع عنه في جيشه ، و لن يوقفوني إن أردت أن أكون رئيسته .و لن يسلبوني أي حق في بلدي إنها بلدي. إنني مصرية.

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

ٍسأصير مقاتلة


    أنا مغتاظة ! ، مغتاظة !  ، مغتاظة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سأثبت أني قوية ، سأثبت أني لست أقل من الفتيان أبدًا ، أنا غاضبة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عمو أشرف غاظني و ضايقني جدًا جدًا جدًا ، أنا فعلاً سأنفجر من عمو أشرف ،لقد كنت أحبه ،و لكنه اليوم غاظني!أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
عمو أشرف كان يتحدث عن الجيش و قال أنه يود لو يدخل أبناؤه عندما ينجب (مني حاملة ، هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!)  الجيش ، قلت لعمو أشرف متحمسة أنني عندما أكبر سأتقدم لأصير مجندة في الجيش أيضًا لأودي واجبي تجاه زرعتي ، و لكن عمو أشرف سخر مني و ضحك و قال أن الفتيات لا يستطعن دخول الجيش .أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
     صدمت عندما سمعت عمو أشرف يقول ذلك ، و غضبت جدًا ،أنا أحب عمو أشرف و لم أتخيل أنه يراني أقل من الفتيان.حتي عمو أشرف! و لكني انفجرت في عمو أشرف بسرعة و قلت له أني لست أضعف من الفتيان ، و أنني سأدخل الجيش و سأدافع عن زرعتي ، فقال عمو أشرف أنهم لن يسمحوا لي أن أدخل الجيش ؛ فصحت بقوة أن لا أحد أبدًا يستطيع أن يمنعني أن أقاتل لأجل زرعتي و أدافع عنها و أنني حتمًا سأدخل الجيش . كانت ماما تشير لي أن أصمت و أهدأ و لكني تجاهلت ماما ، أنا لن أصمت و أسمح لعمو أشرف أن يقول أنني أضعف من الفتيان و لا استطيع أن أقاتل من أجل زرعتي أو أني لا استطيع حمايتها . أنا حقًا غاضبة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
        لماذا يصرون جميعًا أنني أضعف من الفتيان ؟ لماذا يصرون علي أني لا استطيع حماية زرعتي و لا استطيع أن أقاتل مثلهم ؟ خالتي ، و بابا و عمو أشرف و مراد و الجميع . أنا استطيع أن أقاتل لأجل زرعتي ، استطيع أن أرويها ،استطيع أن أحميها.استطيع أن أصير بطلة.حنان كانت من أقوي أبطال الديجيتال ، و بايشان و ساندي كانتا قويتين جدًا و قاتلتا مع أكيرا ، و لوفي قابل فتيات قويات كثيرات و لم يستخف بهن ،بل إن اثنين من فريقه من الفتيان منهن روبين القوية ، و بطلة فرسان الأرض هي التي جمعت قواهم جميعًا حتي بعد أن ماتوا و هزمت الشرير بها . أنا لست أضعف من بطلاتي ، و أنا وعدتهن أن أصير بطلة ، وعدت لوفي أن أصير بطلة، و وعدت زرعتي أن أصير بطلة و أجعلها تنمو تصير أعلي زروع العالم.
      لن أخلف بوعدي لزرعتي و لا للوفي و لا لأبطالي.أنا لست أضعف من الفتيان ، أنا أقوي منهم و سأثبت ذلك لعمو أشرف و لبابا و لمراد و لخالتي و للجميع .أنا أقوي من الفتيان و سأقاتل و سأدافع عن زرعتي و سأدخل الجيش ، سأثبت أني أقوي  من كل الفتيان ،سأثبت أني أقوي، سأثبت ذلك للجميع.ٍ





الجمعة، 2 نوفمبر 2012

مفهوم العقوبة


      ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )

     كنت و أنا صغيرة أؤمن بدون تفكير أن العقوبة هي الرادعة  لفساد المجتمع.كنت علي يقين من أن تغليظ عقوبة الاغتصاب و التحرش مثلاً سيقضي عليهما. لم أحاول و أنا صغيرة أن أجادل الفكرة التي كنت أسمعها ممن حولي أن الحدود الاسلامية هي كفيلة بإنهاء السرقات و القتل و بصنع اليوتوبيا. و مضت بي سنوات حتي بدأ عقلي يتجه في إتجاه معاكس و ينقض كل الأفكار التي تربيت عليها ، حتي وصل إلي (مفهوم العقوبة).
       في حصة (المحاسبة ) سألنا معلمنا عن الطريقة التي نظن بها أننا سنجعل الذبون يدفع ثمن المشتريات في الوقت المناسب. كلنا انتلقنا نقول أننا سنعاقبه بطريقة ما ان تأخر ، و فجأني معلم (المحاسبة ) بأنه قال أن هذا اّخر أسلوب و لكن الأفضل أن نغري الذبون بتخفيضات إن دفع في ميعاده.و علق قائلاً أننا نظن أن العقوبة هي الطريقة التي تنفع دائماً ، و هذا غير صحيح.كانت هذه –علي ما أظن- المرة الأولي التي أفكر فيها و لو للحظات في خطأ (مفهوم العقوبة).
       جوزيف ناي (مفكر سياسي كبير و استاذ أوباما) قال أن هناك ثلاثة أساليب لجعل الفرد يفعل ما نريد ، الأول العصا (العقوبة) ، الثاني الجزرة ( الجزاء الحسن) أما الثالث فهو القوة الناعمة ، و هي إبهار الشخص بنا ليفعل ما نريد حباً فينا لا خوفاً و لا طمعاً.
        لأثبت أن (العقوبة) ليست دائماً الحل السحري ، سأذكر مثلاً بسيطاً.هناك كثير من الاًباء و الأمهات يشتكون أن أبناءهم لا يرتدعون و لا يكفون عن الخطأ مهما عنفوا و عوقبوا و ضربوا لا شيء يجدي معهم . الأزمة ليست في الأبناء و لكنها في الاًباء و الأمهات الذين ربوا أبناءهم علي أن يفعلوا الصواب خشية  (العقوبة ) لا حباً في فعل الصواب . في مقاله (تربية الأبناء) يقول ابن خلدون أن الذي يتعلم و يربي بالضرب يخسر شعوره بقيمة المعاني الانسانية ؛لأنه لم يتعلم أن يحترمها ، و يصبح فاسداً و منافقاً ؛لأنه يفعل ما يرضي الاّخرين خشية عقوبتهم .
      و كمثال اّخر نحن نطبق عقوبة الاعدام للقتل العمد و للاغتصاب ، و هي أقصي عقوبة إنسانية ممكنة ، و لكن جرائم القتل العمد و الاغتصاب تزداد بمعدل أسطوري منذ خمس سنوات (لا بعد الثورة فحسب) ؛ لأن أسباب الجرائم قائمة ، و منع وجود الأسباب و نقص التربية الصائبة و القيم المغروسة النبيلة لا يمكن ل( العقوبة ) مهما غلظت أن تكون عصاً سحرية ؛لإنهاء الجرائم.
          باختصار ،(العقوبة ) لا يجب أن يكون مفهومها عندنا  أنها طريقة تقويم الفرد أو المجتمع ، بل هي ضلع أخير في منظومة متكاملة تربوية و اجتماعية سليمة. أهم شيء لتقويم الفرد و المجتمع هو جعل كل فرد في المجتمع  راغباً في فعل الصواب ؛لأنه تعلم أن يحب هذا الصواب و يقتنع به و يوقن فيه. علينا تعلم إقناع النشئ منذ كونهم براعم صغيرة لم تتشكل بعد كيف يقررون ما الصواب و ما الخطأ و كيف يحبون فعل الصواب ؛لأجل دينهم و أخلاقهم و كرامتهم و مبدائهم؛و الأهم ؛لأنهم إقتنعوا بأن فعل الصواب لديه المردود الحسن عليهم و علي من حولهم ، و فعل الخطأ سيدمرهم و يدمر من حولهم ، لا خشية (العقوبة) أو طمعاً في (ثواب) ؛لأنه حتي الطمع في (الثواب ) ان ربينا أبناءنا عليه نعلمهم به مفهوم (الرشوة) .
         نحن للأسف نعجز عن أن نجعل أبناءنا يؤمنون بالصواب ؛لأننا دائمًا نقول لهم ما الخطأ و ما الصواب بدون أن نجعلهم يفكروا بالأمر و لا أن يؤمنوا به. نحن نقول لهم (لا تسرقوا) ، و لكننا لا نقول لهم لماذا لا يسرقوا. نقول لهم ألا يسرقوا ،حتي لا يذهبوا إلي النار(أي أننا نجددًا ) نربيهم علي الخوف من العقوبة ، و لكننا لا نقنعم بألا يسرقوا ، بأن نخبرهم بسبب خطأ السرقة ، فكل شيء صواب ما لم يكن هناك سبب منطقي لكونه خطأ.و نحن لا نقول لهم أنهم إن سرقوا سيأتي وقت يسرقون فيه كما سرقوا الاّخرين ، و إن سرق الجميع لن يحظي أحد بالأمان داخل المجتمع علي ممتلكاته/ا.نحن لا نبذل جهدًا بإقناعهم ؛لأننا لم نتربي أصلاً علي الإقتناع ،تربينا علي الوعيد أو الرشوة ، أو تقبل الصواب و الخطأ كما يمليان علينا ممن حولنا حتي و إن كان من حولنا مخطؤون.عندما نقنع أطفالنا بالصواب بالمنطق سيؤمنون به منذ نعومة أصابعهم ، و بذلك عندما يكبروا و يخرجوا من تحت سيطرتنا ، و عقابنا و رشوتنا لن يفسدوا ، و لن يقنعنهم أحد بخطأ ما هم مؤمنون به ؛لأنهم مقتنعون به فعلاً ،لا حافظين له بلا فهم ، و لا منفذينهم فقط للخوف من مغبة عدم تنفيذه.و أهم شيء أننا عندما نربيهم علي الإقتناع بالصواب ،فهم سيجدوا أنفسهم قادرين علي النقد الحر لكل ما يقال لهم و رفض الأفكار و الأخلاق التي يرفضها عقلهم و منطقهم ، حتي و إن كان يفعلها الجميع حولهم ؛لأنهم تربوا علي التفكير المنطقي و رفض كل ما هو خطأ يفسدهم و يفسد من حولهم حتي و إن قيل لهم أنه صواب.و سيدافعون عما يرونه صوابًا بعقولهم مهما ظن الجميع أنه خطأ.أي أننا عندما نقنعهم بالصواب لا نمليه عليهم ، و نجعلهم يفعلونه إقتناعنًا به لا خشية عقاب أو سيل لعاب لجزاء إنما نجعلهم لا مجرد حتفظين منفذين طائعين كالعبيد، بل أحرار يفعلون الصواب بحرية و يدافعون عنه ؛لأنهم يؤمنون به و يحبونه.
       لا جدال أنه يجب أن يكون دائماً هناك (عقوبة ) للمخطئ و (ثواب ) للمحسن ، و لكن يجب أن يكونا بعد محو أسباب الخطأ  ، و تنشئة الفرد علي محبة فعل الصواب ، و الشعور بالذنب إن فعل الخطأ ، أي أن نربي داخله كلمة راقية اسمها (نفس أبية).