الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

لماذا يجب أن ننزل يوم الجمعة ؟ (نظرية البالونة)


      ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

  هناك خدعة كان يلجأ لها وحيد حامد في سيناريوهاته المضادة للسلطة فيما مضي. يكتب أشياء معينة يعلم أنها لن تمر أبدًا من بوابات الرقابة و يكتب أشياء أخري يعلم أنها لن تمر بسهولة ، لكي يقايض الرقابة علي حذف الأشياء التي يعلم جيدًا أنه يحال مرورها ،لتسمح له الرقابة بإبقاء الأشياء التي ما كانت الرقابة لتقبل أن تمر بدون هذه المقايضة. هذه الخدعة اعترف بها وحيد حامد بعد أن كشفت ، و هي ليست خدعته وحده و لكنها خدعة شهيرة، إنها نظرية ( البالونة).
         هناك نظريتين تسميان (البالونة) ، الأولي هي في تمرير أخبار كاذبة مثلاً عن رفع أسعار البنزين لجس نبض الشارع (أي بالونة الاختبار) و الثانية هي في تمرير قرارات كثيرة بعضها استفزازي جدًا معًا ، متخذ هذه القرارات ليس فعلاً مريدًا تنفيذها جميعًا ،إنه فقط يريد تفعيل بعضٍ منها ، و يعلم أن هذا البعض الذي يريد  تفعيله مرفوض من كثيرين ، فيقوم بإصدار هذا البعض المرفوض برفقة قرارات أخري ليست فقط مرفوضة بل ممقوطة مبغوضة و يستحيل التغاضي عنها ، ثم ينتظر متخذ القرارات ردة الفعل عليها التي يعلم أنها ستكون غاضبة جارفة . و بعد أن يري ردة الفعل الغاضبة المتوقعة يعقد مقايضة بموجبها يتراجع عن القرارات المبغوضة ( و التي لم تكن هي هدفه أصلاً ) و يبقي علي القرارات التي كان يريدها فعلاً و التي كانت مرفوضة و لم تكن لتمر بدون أن تعقد عليها المقايضة ، و هذه هي (بالونة التمويه).
             قرارات مرسي الأخيرة كان بها قرارت متخذة لتحضر الناس نفسيًا لتقبل قرارات أخري ( مثل إعادة المحاكمات ، و عزل النائب العام ) و كان بها قرارات مرفوضة ( مثل تحصين التأسيسية و مجلس الشوري )و قرارات مبغوضة تمامًا مثل (عزل و تعيين النائب العام و أن يحق للرئيس إصدار أي قرار أو قانون لا يوقفه حتي القضاء).
              هذه القرارات كان فيها نظريتا (البالونة)، فمن ناحية مرسي و إخوانه كانوا يجسون نبض الشارع تجاه شعبية مرسي و قراراته و لكن من ناحية أخري و هذا هو الأهم كانوا يمررون (تحصين التأسيسية )ملتحفًا (مرادفة مرسي) في (إعادة المحاكمات و عزل النائب العام) و أيضًا مموهًا عليه ببالونة تمويهية( أن مرسي يصدر أي حكم أو قرار لا يوقف من أي جهة) ، هم يعلمون أن الكثيرين سيعارضون السلطة المطلقة لمرسي التي تعدت حتي جموح مبارك طيلة ثلاثين عامًا من الديكتاتورية.و بذلك عندما تنزل مظاهرات أو إحتجاجات ضد قرارت مرسي سيكون أمام مرسي مقايضة المعارضين بل و تقسيمهم أيضًا عندما يصدر قرارات جديدة يلغي فيها سلطاته الفرعونية ، و يبقي علي الهدف الأصلي لقراراته و هو ( تحصين التأسيسية من الدستورية).عندما يتراجع مرسي و يترك بعض سلطاته الفرعونية سيقسم صفوف المعارضة أو علي الأقل سينهي دعم الكثيرين لها الذين استفزهم سلطاته الفرعونية أكثر كثيرًا من تحصين التأسيسية.
               لكنني أعتقد أن مرسي و إخوانه فوجئوا إلي حد كبير بحجم المتظاهرين بالأمس داخل التحرير و خارجه ،الذي يكاد عددهم يماثل عدد الثوار في أيام الثورة ضد مبارك ، و لذلك أظنهم سيعيدون حساباتهم و يفكرون في تجميع أشياعهم و التخطيط للنزول في مظاهرات عارمة مضادة تؤيد قرارات مرسي قبل أن يتراجع مرسي قليلاً و يحجم سلطاته الفرعونية ، لكي يظهر   مرسي قويًًًا و ذا شعبية واسعة هو و قراراته ، و يكون لديه الخيار عندما يتراجع أن يبقي علي الهدف الأهم (تحصين التأسيسية) .و لو تابعنا سنري أن مرسي في أغلب جلساته مع السلطة القضائية كان يتحدث عن المحكمة الدستورية العليا و عن إعادة تشكيلها ؛لأنه أهم ما يهمه هو و جماعته ألا توقف تأسيسيتهم ، و لكن السلطة القضائية سدت الباب أمامه ،خاصة و أن الشارع ظهر شبه داعم لها.
            و لذلك أظن أنه يجب أن ينزل جميع معارضي مرسي يوم الجمعة ،فهو أهم من الأمس ،) ، يوم الجمعة سيؤكد لمرسي و إخوانه حتي و عن جمعوا مؤيديهم و سلفييهم في استعراض قوة لاظهار شعبية قرارات مرسي ،أن هناك عدد كبير جدًا لا ينتمي لفكر سياسي واحد (تمامًأ مثل ثورة 25 يناير) يقف ضدهم و لا يستطيع سوي السفهاء اتهامه بالفلولية. كما أظن أن علينا أن نصمد و لا تخدعنا البالونة ، و لا نقبل بأن يقايضنا مرسي علي إلغاء بعض أو حتي كل سلطاته الفرعونية مقابل بقاء التأسيسية فوق حتي إرادة القضاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق