كثيرًا ما يجادل أتباع الديانات المختلفة بأن دليلهم علي وجود الإله هو كتبهم التي يؤمنون أنها منزلة منه لكن السؤال البسيط المباشر المنطقي الذي لا يخطر لكثيرين ان يسألوه هو: هل تصلح الكتب الدينية دليلا علي وجود الإله ؟ هل يمكن أن يكون إثبات الإله في كتاب إيًا كان؟
المسلمون مثلاً يدعون أن الإثبات لوجود
الله هو القراّن، لكن المشكلة الحقيقية في هذه الحجة أن الإله هو الأعلي من الكتب،
وأن الكتب يفترض أن تكون منزلة من الإله، وأنها تكتسب قداستها، وحقيقتها من قداسة
منزلها. الكتب تدنو الإله ولا يجب أن يكون الدليل علي الإله وصفاته هو الكتب؛ لأن
ذلك يجعل الأدني (الكتب) إثباتًا لصفات الأعلي (الإله)..
الطريق
المنطقي يجب أن يكون معرفة الإله أولا ثم البحث عن الكتاب المتفق مع المعرفة
الصحيحة للإله، لا معرفة الكتاب ثم رسم صورة الإله المتفقة مع وصفه في الكتاب. هذه
المشكلة مرتبطة كذلك بفكرة الدين الصحيح والإله الصحيح، فكثيرًا ما يبدأ الأفراد في
رسم صورتهم عن الإله طبقًا للصورة المرسومة له في دينهم (هذه الصورة كثيرًا ما
تستخرج من الكتاب أو الخطاب الديني)، لكن هذا المسار غير منطقي وخاطيء؛ لأن الدين
يدنو الإله، ويجب أن يعرف الفرد الإله أولا وصفاته ثم يبحث عن الدين الملائم
لمعرفته تلك. لكن لا يصح أن يبدأ الفرد بحثه بالدين ثم من الدين يعرف الإله؛ لأن
الدين يدنو الإله، ويفترض أن يكون طريقًا لإرضاء الإله، فكيف يتم اختيار طريقة
إرضاء إله لا نعرفه أصلاً. هل يجوز البحث داخل طريقة إرضاء شخص عن ماهية الشخص؟ نحن
نعرف الشخص ثم نبحث عن الطريقة التي ترضيه. ولكن هل من المنطقي أن نختار طريقة
إرضاء شخص لا نعرفه ثم نشكل صورة عنه عن طريق الطريقة التي اخترناها لإرضائه دون
أن نعرفه؟ كل نعرف أصلاً أنها ترضيه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق