الجمعة، 11 مايو 2012
من له الحق في فلسطين ؟
(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )
من له الحق في فلسطين؟ هل الصهيونيون أم العرب ؟من له الحق في امتلاك هذه الأرض أو سكنها ؟ بالحق و العدل بعيداً عن الحسابات و المواءمات و التنازلات السياسية؟ يدافع الكثيرون في العالم عن حق الصهيونيين في امتلاك فلسطين ،و منهم من ليسوا يهوداً و منهم بشر عاديون غير مسيسين يخضعون لاعلام يدعم فكرة حق الصهيونيين في فلسطين ، و كثير من العرب من الناحية الأخري يرددون أن الفلسطينيين أولوا الحق فيها. و بعيداً عن حتي الدين سأجادل اجابة السؤال.
يقال أن للصهيونيين حق في فلسطين يوازي بل يتعدي حق الفلسطينيين فيها ؛لأن اليهود سكنوها في وقت ما من مئات السنين (و ليسوا أول ساكنيها فقد سبقهم الكنعانيون) ، و لكن أي منطق هذا ؟ هل اليهود الاّن في كل بقاع العالم نسل اليهود الذين سكنوا فلسطين حقاً أو حتي أغلبهم ؟ هل مع كل شخص يهودي في العالم وثيقة تثبت أنهم من نسل يهود فلسطين ؟ هل بهذه الطريقة يحق لأي يهودي لا يمت لنسل من سكنوا فلسطين بصلة أن يدعي أن له حق فيها فقط ؛لأنه يكتب في شهادة ميلاده اليهودية حتي و ان كان ملحداً أو ليس له أجداد سكنوا فلسطين ؟ ثم هل من المنطقي أصلاً أن يقرر شعب العودة الي وطن تركوه منذ مئات السنين فجأة و به شعب سكنه و عمره و أيضاً يقوم الشعب العائد بطرد الشعب المقيم؟ هل مثلاً يمكن للمسلمين بشكل عامٍ تبني مشروع عودة المسلمين لأسبانيا بحجة أن المسلمين سكنوا الأندلس و بنوا حضارتها العريقة لمدة 300 عام؟ هل سيقبل العالم من المسلمين قرار كهذا و تدعم الدول العظمي قراراً بتقسيم أسبانيا بين المسلمين و الأسبان ، و تقبل أن يطرد المسلمون الأسبان من أسبانيا و يمنعون الأسبان المطرودين من العودة الي أسبانيا؟
قطعاً ، لن يحدث ، قطعاً سيعتبر تصرف المسلمون تحت عباءة الاسلام القومي تصرف محتلين غاشمين .و لكن ؛لأن الصهيونيين مدعومين من الدولة العظمي فيتحولون الي ذوي حق في بلد فلسطين ، و يعتبر المسلمين محتلين اذا ادعوا حقاً باطلاً في أسبانيا.
ثم هل ترك اليهود لأوطانهم الحقيقية صواب ؟ هل يجوز لي كمسلمة أن أترك مصر و أطير الي السعودية بحجة أنها أرض المسلمين و أو أن يترك كل المسلمين أوطانهم و يعلنوا أنه علي أساس ديني السعودية أرضهم؟ هل يجوز للمسيحيين أن يتركوا أوطانهم التي ولدوا و تربوا و اّمنوا بها ليذهبوا الي الفاتيكان مثلاً بحجة أنها أرض المسحيين ؟ لماذا اذا يجوز بل و لا يعتبر قلة وطنية ترك اليهود لأوطانهم و ذهابهم الي فلسطين ؟ لماذا نلوم الارهابيين علي تدميرهم للوطن بحجة أن الانتماء الأول للقبيلة الدينية بينما لا نعتبر فكرة اسرائيل فكرة ارهابية ؛لأنها أيضاً تدوس الانتماء الوطني و ترتفع بالانتماء للقبيلة الدينية؟ فكرة دولة تستقبل كل أفراد ينتمون لنسل ديني (اختفي حتي علي أرض الواقع)و تطرد سكان الأرض ؛لأنهم لا ينتمون للقبيلة الدينية اليهودية فكرة عنصرية تغتال فكرة الدولة الوطنية لحساب الدولة العنصرية .
ربما في السياسة يمكن للدول العظمي دعماً لمصالحها تبني فكرة الدولة الصهيونية ، و الترويج لها بمأساة اليهود في الهولوكوست، و لو أن كل الأقليات الدينية عانت أمر المر و مع ذلك لم يحدث في التاريخ أن كانت مقاساة أقلية سبباً يبرر احتلالها دولة أخري لم تؤذها في شيء. ربما في السياسة يمكن قبول تنازلات و اعترافات بالدولة الصهيونية و مواءامات تقتضي عدم الجدال في حقيقة جلية مثل خرافة حق الصهيونيين في أرض فلسطين ، و لكن في المنطق و الفكر الوطني أعتقد أن الحق الجلي في أرض فلسطيين هو للفلسطينيين مسلمين و مسيحيين و يهود هؤلاء الذين عاشوا فيها مئات السنين و عمروها و غرسوا فيها شجر الزيتون لا لأولئك الذين ادعوا أنهم علي أساس قبلي ديني ذوو حق فيها و طردوا منها زارعوا شجر الزيتون.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق