الجمعة، 31 أغسطس 2012

قدسية القانون

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ). منذ فترة حدث سجال بيني و بين مجموعة نساء تنتقدن ثيابي و تصفنها بما يربو علي المثيرة (مع أني لم أكن أراها كذلك) و انفجرت فيهن بعنف ، و كانت احداهن تقول لي شيئًا لا أذكره فرددت بأني احترم القانون و لا أخالفه أبدًا ، فردت ردًا عندما أتذكره الاّن استشيط غيظًا ، قالت أن القوانين وضعية ليست كقانون الله –عز و جل- و هي تتبدل .و قالت اّخري في ذات السجال أن من ينظر الي اليوم نظرة قذرة سيحاول غدًا التحرش بي ، و سأكون أنا السبب بسبب ثيابي.حينها رددت عليها ردًا مشابهًا لما قلته للأولي ، قلت أنني عندما ارتدي ليست شديدة العري لا أخالف القانون بينما هو عندما يتحرش بي يرتكب جريمة قانونًا و حمد لله أنني لا أذكر أنها ردت علي هذه النقطة. أذكر هذه القصة الغريبة الاّن ؛لأن بها نقطة هامة جدًا داخل مجتمعنا ، نقطة كوننا كمجتمع لا نعرف ما هي قدسية القانون ، نحن نؤمن بقدسية الدين ، قدسية الأعراف و العادات و التقاليد ، و لكننا لا نصدق أصلاً في شيء يسمي (قدسية القانون) ، عندما يسير أحدنا عكس الاتجاه بسيارته بالشارع لا يري نفسه مذنبًا بل أحيانًا يتفاخر بخرق القانون.عندما يقرر المواطنون و المواطنات الثأر من السارق/ة بالضرب وسط الشارع بدون تسليمه/ا للشرطة رغم أن ضرب المجرم المأسور يعد في حد ذاته خرقًا للقانون و استهزاًء بدوره فانهم يثبتون أن القانون ليس مهمًا.عندما يطرد سكان منطقة ساكن/ة بالقوة ضد القانون ؛لأنهم يعترضون علي سلوكه/ا أو دينه/ا فهذا ضرب بالقانون عرض الحائط.عندما تعتبر المعاكسات التليفونية شيئًا عاديًا رغم كزنها مجرمة قانونيًا هذا يسمي استخفاف بالقانون.عندما تصير مشاجرات الشباب بالأسلحة البيضاء جزء من مرحلة المدرسة و تتكتم المدرسة علي الأمر رغم اصابة الطلاب يسمي هذا أيضًا عبث بالقانون. و الذي يدعو للاشمئزاز أن هذه النماذج تعتبر من المجتمع أمورًا عادية لا تضايقه في شيء ، و لا يكتفي المجتمع بالتستر عليها ،و التعود عليها بل يتمادي أحيانًا لدرجة القبول بها و الحض عليها !و حتي عندما يغضب المجتمع قليلاً من احداها فغضبه لا يكون بسبب كونها نماذج لدهس قيمة القانون و لكن أحيانًا لكونها مخالفة للدين أو العادات و التقاليد.و ما يدعو للتقيؤ أنه أحيانًا يجب المجتمع تصرف مثل ضرب المجرم/ة أو طرد العاهرة من منزلها قسرًا أو الثأر للشرف بالقتل لا بابلاغ الشرطة أو تحطيم الملاهي الليلية ، سلوكيات يحبها الدين و يدعو اليها و لذلك يجب أن تفعل حتي و لو علي حساب هذا القانون الوضعي القاسر الفاسق الفاجرالذي يحمي الفسوق ! الأزمة في أننا لا نربي أطفالنا علي (قدسية القانون) كما نربيهم علي (قدسية الدين )و (قدسية العرف ) ، نحن لا نحاسب أبناءنا عندما يقودون التوكتوك في سن لا يسمح بها القانون أو بالنسبة للطبقات الراقية السيارات الفارهة ، بل و أحيانًا نستعمل سلطاتنا و مالرفنا لنحميهم عندما يدوسون القانون بأحذيتهم. المدرسة لا تعلم طلابها احترام لوائحها و قواعدها ، فكرة التزام الطلاب بمواعيد الحصص أو بزي المدرسة هي أصلاً لتدريبهم علي الخضوع للقواعد التي فرضها قانون عليهم. عندما نعلمهم أن يغيروا لوائح المدرسة بتصويتهم و بعرضهم لوجهة نظرهم علي المدرسة ، نحن في الحقيقة نزرع داخلهم قيمة أن من يريد تغيير القانون يغيره بالطريقة الشرعية لا بالاستهزاء به و خرقه و دهسه. الأهم هو تغيير نظرة المجتمع للقانون ، الديكتاتورية غرست داخل شعبنا فكرة منحطة هي أن القانون ما هو الا أداة الحاكم/ة لفرض السيطرة و من هنا ظهرت عبارة :" السجن للرجالة" ؛لأن كسر القانون كان يعتبر في العقلية الجمعية للمجتمع شجاعة و تحدٍ للحاكم/ة و من هنا أيضًا ظهر أبطال صنعوا بدهس القانون !اعادة الاعتبار و الجلال لقيمة القانون تبدأ من تغيير النظرة له ، من وسيلة قمع الي حامٍ حقيقي لبناء المجتمع الاجتماعي و السياسي . أن نقنع الطفل منذ صغره بالمدرسة و الاعلام أن القانون يقيه لا يقمعه هو الدرجة الأولي علي السلم المؤدي ل( تقديس القانون ) .و هذا أيضًا لن يحدث أبدًا ما دمنا نفرض عليه منذ الصغر (الصواب )و (الخطأ) و القواعد التي لا يخرقها بدون أن نقنعه أن هذا القواعد تحرسه هو لا تقيده.

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

تحليل الحملات الاعلانية في رمضان 2012

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ). الحملات الاعلانية هذا العام شهدت تحسنًا ملحوظًا عنها في الأعوام الماضية ، بل و ارتفاع في المستوي بشكل لافت للنظر ،حتي لدي المشاهد/ة العادي/ة ، و لعبت الحملات الاعلانية سواًء التجارية أو الخيرية هذا العام علي عدة أوتار مثل الوطنية و الحلم القومي و جددت كثيرًا في قالبها المعروض بأفكار مبتكرة علاوة علي العودة القوية للأغاني و الرقصات الاستعراضية الجيدة في الاعلانات. أولاً: اللعب علي وتر الحلم القومي و الوطنية و هو أمر ظهر في الاعالانات التجارية و الخيرية علي حدٍ سواء.ظهر في تركيز اعلانات مركز الكبد في أسوان و مستشفي 57357 الحديث عن دور هذه المؤسسات الطبية في تنمية (البحث العلمي) الطبي في مصر و هو في حد ذاته لعب علي وتر حلم المصريين الاّن في النهضة ، و هو ما ظهر أيضًا في اعلان (حديد المصريين) الذي أظهر أحلام المصريين في المستقبل ،في أول سيارة مصرية الصنع و اطلاق أول صاروخ مصري. صناع هذه الاعلانات يعلمون جيدًا أننا في هذه اللحظة نريد حلمًا وطنيًا ، و خاصة الشباب الذي يعرف ب(جيل الثورة) يتطلع لحلم واحد قومي يسير خلفه ، و هي طبيعة الفترة التي نحياها الاّن بعد ثورة 25 يناير ، و وسط اللغط السياسي و حالة اللايقين و تمزق ما بين اليأس و الأمل الوطني. اللعب علي وتر الوطنية ظهر أيضًا في اعلان (موبنيل) الذي حصد اعجاب الكثيرين – و أنا منهم بالمناسبة- الذي هو عبارة عن أغنية (دايمًا مع بعض) تضم كل الطوائف العرقية و الاجتماعية المصرية .هذه الأغنية يمكن وصفها بأنها خيار جيد؛لأننا نريد من داخلنا الاّن الاستماع لكل طوائفنا ، و نتطلع ؛لأن يكون لنا فن معبر عن كل تراثنا الحضاري و الاجتماعي.و هذا الفن غائب ، و ربما تكون أغنية ( دايمًا مع بعض) منبهة للمنتجين ليعملوا علي انتاج فني يعبر عن ثقافاتنا المصرية و هويتنا المتنوعة.و ربما تظهر فكرة هذا الاعلان عادية بل ربما تكون امتدادًا لأغنية ( بكرة أحلي) ل(كوكا كولا) التي نجحت أيضًا العام الماضي ، و لكن فكرة هذا الاعلان مميزة في أنها لعبت علي وتر الوطنية و الوحدة بين كل الأطياف في وقت المجتمع المصري فيه متعطش لهذا. و الذكاء في أن الأغنية لم يذكر فيها اسم (موبنيل) الا كراعِ في نهايتها ، و هذا لم يجعل الجمهور يستفز منها أو يستشعر كونها محض اتجار بالوطنية و الوحدة لصالح شركة معينة . المحور الثاني الذي ظهر في اعلانات هذا العام هو محور دعم (الخير) ، و هو محور قديم و مستهلك و الي حدِ ما لم يعد المشاهدون و المشاهدات يثقون به ، و لكنه طبعًا مناسب لشهر رمضان ،الذي هو في ثقافة المصريين بشكلٍ خاصٍ شهر تكافل اجتماعي .و هذا ظهر في حملة (كرم) من (بيبسي) و في اعلانات حملة التأهيل و التشغيل من ( موبنيل ).و بالطبيعة في الدعاية للمؤسسات الخيرية و المستشفيات. ثالثًا: تأتي الأفكار المبتكرة التي ظهرت في اعلانات هذا العام . مثل فكرة اعلانات (اتصالات) ، و التي لم تتميز بالتجديد و حسب بل و بالحبكة. فالسيناريوهات بين عميلات شركات الجوالات و العملاء كانت مقنعة جدًا و مكتوبة بحرفية شديدة بحيث يصدق المشاهد/ة أن الاثنين حبيبين ،يرغب أحداهما في ترك الاّخر. و فكرة اعلانات (فودافون) ، أيضًا متميزة (الديكور الذي سقط علي الممثلين) و أيضًا السيناريوهات بين الممثلين و أقاربهم كانت طبيعية جدًا و تغلب عليها روح الفكاهة ،و هو ما قد يجعل الاعلانات جذابة للمشاهد/ة.اعلانا ( البوادي سبريد) و اعلان (ماكسيبون) يحسب لهما فكرتيهما الجديدتين .و من أفضل أفكار الاعلانات هذا العام في ثقديري هي فكرة مجموعة اعلانات (البنك الأهلي المصري) التي نفذت بحرفية ، و الفكرة المبهرة هي في اظهار شخص يعمل بعمل لا يناسب أحلامه و من طريقته الغريبة و المضحكة في عمله يعرف المشاهد/ة حلمه الذي سيموله (البنك الأهلي). رابعًا :أقدم أفكار الاعلانات ( مشاركة الفنانين) . بعض الاعلانات اكتفت بمجرد الاعتماد علي شعبية الفنان/ة ، مع فكرة تقليدية و هو ما جعلها ضعيفة التأثير أمام فيضان الاعلانات الاّخري .أما الاعلانات التي أدخلت المثليين في قالب فكرة مبتكرة مثل اعلانات (فودافون) أو استغلت موهبتهم و طبيعة أدوارهم مثل اعلانات (نسكافيه) التي استغلت طبيعة أدوار (مكي) المختلفة فكانت أوفر حظًا ،علي ما أظن. خامسًا:عودة الرقص الاستعراضي .في العقدين الماضيين انهارت تدريجيًا الفنون في مصر و منها الرقص الاستعراضي و لكن اعلانات هذا العام تحسنت بها مستويات الرقصات الاستعراضية و هذا جعلني اتفاءل الي حد ما بنمو قد يحدث في الرقص الاستعراضي في الفترة المقبلة . اعلانات (بيبسي) و (روابي) و (يونيفرسال) تضمنت رقصات استعراضية ، و يمكن القول أن أفضلها في التصميم و التنظيم و اختيار الملابس هي ( يونيفرسال) . و لكن بوجه عام يمكن القول أن تصميم الرقصات الاستعراضية و ملابسها هذا العام جيد بنحوٍ ملحوظ. سادسًا: الأغاني كثرت في الاعلانات ، مثل أغاني (موبنيل) و (بيبسي)و (كوكاكولا)و (يونيفرسال)و (روابي) و (صناع الحياة) و(مصر للخير) التي كانت أغانيها الثلاث بطابع مصري علي العود ، و هي بذلك تشارك أغنية (موبنيل) في احياء التراث المصري في الغناء الاعلاني. الأغاني أسلوب اعلان تقليدي و لكنه يجعل الاعلان يؤثر أكثر في المشاهد/ة اللذان يتعلقان بالأغنية و يتذكران الاعلان كلما سمعاها أو ترددت في أذنيهما . و عندما يغني المشاهد/ة فانه/ا يتفاعل/ تتفاعل مع الاعلان . اعلانات الجمعيات الخيرية و المستشفيات اما كررت أسلوبها التقليدي في التسجيل لرموز دينية و سياسية و علمية تدعمها أو باستعراض انجازاتها أو –كما ذكر سابقًا- ابراز دورها في التنمية و دعم (البحث العلمي) أو بايقاظ ضمير المشاهد/ة و اشعاره/ا بالمسؤولية مثل اعلان 57357 الذي يوجه فيه المرضي أصابعهم للشاشة مشيرين للمشاهد/ة.و أيضًا يندرج تحت القالب التقليدي الاعلانات التي استهدفت دفع المشاهد/ة للشعور بالشفقة مثل اعلان (مركز مجدي يعقوب) الشهير (أنا نفسي أعيش) الذي أبكي الكثيرين –مجددًا أنا منهم- ، و هذا الاعلان بشكل خاص تميز بالذكاء ؛لأنه أبرز الفارق الشاسع بين الطفل المهدد بالموت بالمرض و الطفل المعافي عن طريق ابراز الفرق بين الأحلام البسيطة للأطفال المعافين مثل الشعر الطويل و مقابلة (أبو تريكة) الذي يمثل لهم في هذا العمر القدوة البراقة و بين حلم الطفلة التي توشك علي الموت الذي لا يعدو كونه (الحياة) ، و هو ما يجعل المشاهد/ة يتمزق قلبه/ا شفقة و هو/هي يقارن/ تقارن بين وضع هؤلاء الأطفال و هذه الطفلة و أيضًا بين وضعه/ا و بين وضع هذه الطفلة. و مجملاً يمكن القول أن الحملات الاعلانية أغلبها هذا العام شهد تطويرًا في الأسلوب و القالب المقدم بأفكار مبتكرة و بالتأثير علي المشاهد باللعب علي أوتار الوطنية و الحلم القومي.

الجمعة، 24 أغسطس 2012

الرحمة

دخلت عصفورة صغيرة من النافذة و سقطت وراء الكرسي ،خفت جدًا عليها و جريت نحوها ( كانت رقيقة جدًا) و لكنها كانت جبانة أيضًا ؛لأنني كلما كنت اقترب منها كانت تختفي وراء الكرسي أكثر و تزنق أكثر. شعرت بأن قلبي يؤلمني جدًا عليها ، و حزنت ؛لأنني قد أكون السبب في أنها تنزنق أكثر وراء الكرسي ،ماما حاولت حملها لتجعلها تطير و لكنها انزنقت أكثر خلف الكرسي ، فشعرت بالذنب أكثر و أكثر ،و بقيت أحاول اخراجها و هي لا تخرج و أخيرًا طارت في النهاية. و العصفورة خلف الكرسي شعرت بقلبي يبكي و حزين و يتألم لأجلها ، أليس هذا الشعور هو "الرحمة " ؟ الرحمة هي التي جعلتني أتألم لأجل العصفورة الضعيفة المسكينة و هي محبوسة خلف الكرسي .الرحمة شعور صادق ،صادق جدًا و ليس فيه كذب ،صحيح أنني تألمت لأجل العصفورة ، و لكني شعرت أن قلبي أصبح أصفي و مرتاحًا أكثر عندما خفت عليها . ربي أرحم مني ،علي الأقل أنا رحمت عصفورتي عندما سقطت و انزنقت خلف الكرسي ، و لكن ربي رحيم بنا دومًا و نحن ضعفاء و نحن أقوياء ، حتي و نحن مخطؤون ، لذلك فهو ربي الذي أحبه جدًا و أثق به. كيف لا توجد رحمة داخل قلب الأشرار ؟ كيف يستطيعون أن يؤذوا الضعفاء بدون أن يتألموا حتي ؟ لماذا شعرت بالذنب عندما انزنقت العصفورة و هي تهرب مني ، و لا يشعرون هم بأي شيء و هم يقتلون الضعفاء و يجعلونهم يعانون ؟ لماذا ماتت الرحمة داخل قلوبهم هكذا ؟ لماذا ؟ بابا لا يشعر بأي حزن عندما يقتل الصراصير ، ماما تقول أنها كانت تشعر بالحزن عندما تقتل الصراصير و هي صغيرة و الاّن لا تهتم .أنا لا أريد ألا أشفق علي الصراصير ،صحيح أنها تضرنا ان وقفت علي الطعام ، و لكنها لا تقصد ذلك ، لو صرت لا أبالي بموتها و لا أحزن عليها ربما أقتل أيضًا الرحمة داخلي و أصير مثل هؤلاء الأشرار لا أشعر بالرحمة أبدًا علي الضعفاء و لا أتألم عندما أجعلهم يعانون. الرحمة شعور جميل ،أعطاه الله –عز و جل – لنا ؛لأنه يحبنا و رحيم بنا ، و لا يريدنا أن نكون بلا قلب ، هو يحبنا و يريدنا أن نحب بعضنا و نحب كل شيء خلقه و نشفق عليه ،حتي لا نصير كالأشرار بلا مشاعر و لا ألم و لا رأفة .أريد أن أبقي أبدًا رحيمة بكل شيء ،العصافير و البشر و الطبيعة و زرعتي و البحر و النيل و الحيوانات و الصراصير و ألعابي و حتي الكرسي، و لا أصير أبدًا من الأشرار الذين لا يرحمون شيئًا أبدًا حتي أنفسهم ،عندما يصيرون بلا رحمة .

الجمعة، 17 أغسطس 2012

مؤامرتي مع عمتو ثناء !

عمتو ثناء كانت تلميذة جدتي ؛ ماما تقول لي أن جدتي كانت مدرسة محبوبة جدًا من كل تلاميذها ، و كانت شخصيتها تشبه شخصية خالتي جدًا ( الحمد لله أنني لم أقابلها ، اثنين من خالتي حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام!) عمتو ثناء طيبة جدًا و وفية لجدتي جدًا جدًا كل عام تأتي لتزورنا في ذكري جدتي و نذهب معًا الي قبر جدتي لنقرأ لها الفاتحة و تضع ثناء زهورًا جميلة تشتريها مخصوص لأجل جدتي ،زهور (عصفور الجنة) ،ثناء تقول أن جدتي كانت تحب هذه الزخور الطويلة و تقول أنها تبدو و كأنها مرفوعة الرأس.أنا أيضًا أحب شكلها ، و أحب اسمها أكثر (عصفور الجنة ) ياله من اسمِ جميل ! ربما لا يشبه العصفور ، و لكن رأسه تشبه رأس الهدهد فعلاً. أحب عمتو ثناء ؛لأنها ظريفة جدًا معي و تمزح معي كثيرًا بدون أن تشعرني أنها تعاملني كالأطفال ،و لأنها تعتبرني صديقتها و تتحدث معي كثيرًا في أشياء كثيرة كما تتحدث مع ماما تمامًا.و لكن أحبها أكثر ؛لوفائها لجدتي و لحبها الصادق لها و لأنها لم تنسها أبدًا و لم تنسَ ماما رغم أن جدتي ماتت منذ سنوات طويلة .ثناء تجعلني أفكر في استاذة بسمة ،أنا أريد أن أظل أبدًا قريبةً من استاذة بسمة و لا أتركها ،حتي عندما اتخرج من المدرسة و مهما كبرت و مهما كبرت استاذة بسمة . عندما تبدأ المدرسة سأحكي لاستاذة بسمة عن ثناء و أقول لها أنني أريد أن أكون قريبةً منها دائمًا و لا أتركها مهما حدث ،سأقول لها أنني أحبها جدًا مثلما تحب ثناء جدتي ، و سأسألها عن الزهور التي تحبها لأجلبها لها دائمًا مثلما تفعل ثناء حتي الاّن. و لكنني سأحضر لها زهورًا غير مقطوفة في قصرياتها حتي ترعاها و تسقيها و حتي لا تموت الزهور الجميلة. عمتو ثناء ستزورنا اليوم لتحضر لي هدية تفوقي هذا العام ككل عام (كم أنا متشوقة لأعرف ما هي هديتي!) العام الماضي أحضرت لي ثوبًا ورديًا مزرقشًا ، و العام الذي قبله أعطتني عروسة لطيفة .المميز هذا العام أنني خططت لمؤامرة مع عمتو ثناء علي بابا و ماما ! أجل مؤامرة! عمتو ثناء قالت لي أنها تطبخ الكشري في منزلها ، ماما لا تتركني اّكل الكشري الا قليلاً جدًا ؛لأنها لا تعرف كيف تطهيه و طبعًا لا تجعلني اّكله من خارج المنزل الا نادرًا و تعطيني قبله جرهة ضخمة من حبوب المعدة ،أ,ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! و لذلك خططت لهذه المؤامرة.قلت لعمتو ثناء سرًا أن تطبخ كشري و تجلبه لنا بدون أن تخبر ماما و لا بابا ،و أنا أجهز الأطباق و المعالق و كل شيء سرًا .و بالأمس اتصلت بماما و قالت لها أنها تريد أن تكلمني و قالت لي أنها ستأتي اليوم مفاجأة و تحضر معها هديتي و الكشري . و طبعًا وافقت و سيطرت علي نفسي بالعافية حتي لا أقفذ فرحة ، و لا تعرف ماما بمؤامؤتنا ( أخيرًا ساّكل كشريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي!) أنا متشوقة جدًا جدًا جدًا للافطار اليوم أكثر من كل يوم ، كم أحب عمتو ثناء و الكشري !

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

هذا ظلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أوف ! ، أوف! ، أوف!، أوف! ،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! أنا غاضبة و مفروسة و سأنفجر،بووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووم! لماذا بابا يعاملني هكذا ؟ لماذا؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! بابا يقول أنه يفهم ؛لأنه الكبير ، و لذلك فهو يفهم ، و كلامه هو الصواب ، هذا ظلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لماذا يجب أن يكون هو الذي يفهم ؟ ما معني أنه الكبير ؟ ألأنه الكبير يجب أن يكون فاهمًا أكثر مني ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا؟ اليوم كنت أحدث بابا و قال بابا أن المصريين شعب متخلف و أنهم سيئون و فاسدون و كسالي. لم أتحمل أن أصمت و لا أدافع عن رواة زرعتي . قلت لبابا ما قالته استاذة بسمة لأماني عندما قالت ذلك. قلت لبابا أنه لا يوجد شعب سيء و لكن هناك ادارة سيئة و تعليم سيء . و قلت لبابا ما أؤمن به أنا أن الله –عز و جل- الذي أحبه و لا يتخلي عني عادل ، و أنه مؤكد لم يخلق ناس أفضل من ناس ؛لأن هذا ظلم ،و لكن الناس جزء من زرعتي و مثل زرعتي يرتوون من غيرهم ، و اذا رووا جيدًا فسيصيروا مثمرين و اذا رووا باهمال ستكثر فيهم الحشرات.بابا لم يرضَ بكلامي و صاح في بعنف أنه يفهم أكثر مني ؛لأنه أكبر ، و خبرته أكثر و قابل ناسًا أكثر أما أنا فصغيرة يجب أن أسمع كلامه ؛لأنه الأكبر، و لا أفهم شيئًا.أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! غضبت جدًا ، و قلت لبابا أنه لا يجب أن يصيح في أو يقاطعني و أنا أتحدث و لكن يجب أن يجادلني بمنطق ، استاذة بسمة علمتنا ذلك في المناظرة . بابا قال أن استاذة بسمة لا تفهم شيئًا ،و أنها لا تعلمنا أن نحترم من هم أكبر منا . هنا غضبت جدًا جدًا جدًا لأجل استاذة بسمة ،و قلت أن استاذة بسمة تعلمنا جيدًا و أنني أحبها جدًا و أنها أفضل مدرسة في الدنيا.بابا غضب أكثر و لكن ماما تدخلت بسرعة و حملتني بقوة و أدخلتني غرفتي. لماذا يريد بابا أن يكون هو الصواب فقط ؟ أنا لست مقتنعة أن بابا يفهم أكثر مني ؛لأنه الكبير . استاذة بسمة أكبر مني أيضًا و لكنها لا تقول لنا أبدًا أنها تفهم أكثر منا ؛لأنها أكبر بل تحاول اقناعنا دائمًا بالمنطق و الأدلة و تجادلنا في أرائنا . استاذة بسمة تقول أننا يجب أن نفكر و نختار بأنفسنا شريطة أن نفكر بمنطق ، و لكن بابا يقول أنني يجب ألا أفكر و أن اّخذ رأيه كما هو ؛لأنه الأكبر ،هذا ظلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أنا لن اقتنع برأي بابا أبدًا ان لم يقنعني ، ماما تقول لي أن أترك بابا يقول ما يشاء و أؤمن بما أشاء ، و لكني لن أكذب علي بابا و لن اقتنع بشيء لا أؤمن به أبدًا ، و عندما أكبر و أنجب سأكون مثل استاذة بسمة و لن أفرض علي أبنائي أي شيء بل سأجعلهم يجادلونني و أقنعهم بالمنطق و استمع اليهم ، و لن أقول لهم أنني كبيرة فأفهم أكثر أبدًا.

الجمعة، 10 أغسطس 2012

حرية العقيدة

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ). تنويه: ( داخلي كنت قد قررت أن أتركهم يعبثوا كما يشاؤون.كنت قد قررت ككثيرين أن اعتزل الكتابة عن الدستور و أفض دماغي المسكينة من هموم الدولة و أدعها لهم .كنت قد علمت السبب الحقيقي وراء عزوف المصريين عن السياسة قبل ثورة 25 يناير ، ذلك العزوف الذي كنت سأنظر له علي أنه تكاسل و تقصير في حق الوطن.كنت قد خبرت الشعور بأنني ليس لي علاقة بما يحدث في السياسة و أنني سأودعها لحكامها الحقيقيين الاّن الذين استغلوا اللحظة أتم الاستغلال و استطاعوا أن يضعوا الدولة كلها داخل قبضتهم .كنت أقول لنفسي فليفعلوا ما يحلو لهم ،فحتي و ان وضعوا الدستور المفصل علي مقاسهم ،حتي لو أحكموا قبضتهم علي كل ضلوع الدولة من اعلام و ثقافة و مجالس محلية و مجالس نيابية ، فغدًا سيأتي ، و حينها سنبدأ من جديد.اعترف بكل هذا الضعف و التقصير و الاستسلام ،أقر به ؛لأنني لا أحب الكذب و لا التجمل و لا ادعاء البطولة و الوطنية.و أعلن أنني أكتب هذا المقال تخليصًا لضميري ،و لأجل ما تبقي من حمية دمائي .و أقول أنني سأظل أكتب لأجل واجبي حتي و ان فقدت مشاعري و حميتي). أغرب ما فينا أننا ندعي كل شيء و نؤمن بضده ! ندعي احترام الحرية الشخصية و نقييدها بعنف طبقًا لرؤيتنا نحن للصواب و الخطأ.ندعي التصديق بحرية المرأة ، و نخنقها أيضًا بما نراه نحن الحدود لطموحاتها و أهدافها و تطلعاتها.ندعي الايمان بحرية العقيدة و نحن نلزم من حولنا أن يؤمنوا بما نراه نحن دينًا نقبله و نعترف به! أعجب ما فينا أننا نريد أن نجعل الجميع يتحركون داخل أسوار السجن الذي نصنعه نحن ، ثم نعود لنصرخ فيهم : " أنتم أحرارًا"! مادة الدستور التي يتم صياغتها الاّن عن حرية العقيدة مثال صارخ علي ازدواجيتنا من كل الزوايا .دليل علي أننا لا نحترم أصلاً فكرة حرية الايمان و أنها مجرد شعار من الشعارات الكثيرة التي نعشق التشدق بها و الدعوة اليها بل و الاتجار بها أحيانًا بينما في الحقيقية نحن أبعد ما نكون عنها. المادة التي تصاغ تعترف طبعًا بحق من يدينون بالديانات السماوية كلها –بما فيهم طبعًا أهل الذمة من غير المسلمين- في عقيدتهم ، و لكن غيرهم من الكفرة و الوثنيين و المجوس فتعتبر حريتهم في العقيدة ضد الدستور بل و أيضًا تهديد للنظام العام أي بلغة النظام القديم :" جريمة أمن دولة"! و لا حاجة لي أن أصف معني هذا التعريف . نحن – كمسلمين مصريين- ننظر للمسيحيين و اليهود علي أنهم أهل كتاب و علي غيرهم علي أنهم كفرة ، ملحدون،بلا دين.هذا حقنا ، هذه عقيدتنا ، و من حق المسييحين أن يروننا أصحاب دين مدعي كما ننظر نحن للبهائيين ، و من حق اليهود بالتبعية أن يروا كل من بالأرض عداهم أصحاب بدع لا ديانات. و كل هذا حق و حرية عقيدة ، و لكن ليس من حق أصحاب الدين أن يفرضوا رؤيتهم هذه علي غيرهم .بمعني اّخر ان كان يحق لنا التكذيب بكل الديانات غير السماوية ؛فهذا لا يعني أن من حقنا عدم الاعتراف بحق الذين يؤمنوا بهذه الديانات في ممارسة عباداتهم. لماذا نغضب من الغرب و ما نسمية " الاسلاموفوبيا" ؟ لماذا ندعو لمقاطعة الدول التي ترفض أداء المسلمين لطقوسهم الدينية ؟ لماذا يفور دمنا عندما نجد مسلمين قد منعوا من الصيام قسرًا في الصين أو من الصلاة في جماعة في روسيا؟ لماذا نثور هكذا و نحن نفعل الشيء ذاته في من لا نصدق في دياناتهم ؟ الصيام و الصلاة الجماعية و الماّذن و الحجاب كلها طقوس دينية اسلامية يريد الغرب و بعض دول الشرق منعها قمعًا بالقوة ، و هذه جريمة ضد حرية العقيدة بلا شك. و لكن مجددًا لماذا ننفجر هكذا ؟ الغرب و بعض دول الشرق لا تري الاسلام سوي فلسفة أو دين مدعي ، و نحن نري البوذية و البهائية و غيرها بنفس الطريقة .لماذا اذًا حرام علي الغرب قهر حريتنا الدينية و حلال علينا قمع حرية أصحاب الديانات الغير سماوية الدينية ؟ انها مجددًا ازدواجية معاييرنا مع الغرب(كما تحدثت عنها في مقالِ سابق)، انه كذبنا و خداعنا لأنفسنا. يقول المدافعون عن هتك حق المصريين المؤمنين بغير الديانات السماوية أن هذا الاعتداء علي حقهم انما هو حفظ (للنظام العام) . "النظام العام" العبارة الهلامية التي تطلق من كل الجهات لارعابنا و جعلنا نريد و نؤمن بضرورة التغاضي عن الأمور الثانوية مثل الحريات من أجل الحفاظ عليها. الغرب أيضًا و معه الصين و روسيا يرددون أن "الاسلام" تهديد ل" النظام العام" و الأمن و لذلك يمنعون المسلمين من حقهم في حرية عقيدتهم و طقوسهم.و للانصاف حجة الغرب أقوي من حجتنا نحن في رفض أصحاب الديانات غير السماوية . فلو كان الغرب قد جرب فعلاً تهديد بعض المسلمين لأمنه عن طريق ارهابيين امسلمين قاموا بعمليات أقل ما توصف بها الدموية،مما جعله يتحفز تجاه كل ما يمت للاسلام بصلة ،فنحن لم يحدث و لو لمرة أن حدثت عملية ارهابية واحدة من بهائي/ة مثلاً ،مما يعني أن الغرب لديه أسباب أقوي عشرات المرات لمنع حريات المسلمين داخله من أسبابنا المتخيلة لمنع المؤمنين بغير الديانات السماوية من حقهم في ممارسة شعائرهم. الحقيقة أن كل ما نراه نحن المسلمين المصريين ضد ديننا نلبسه تهمة الاخلال ب "النظام العام" مثل الحكام الدكتاتوريين بالضبط و لكنها ليست ديكتاتورية الفرد انها أسوأ بمراحل انها ديكتاتورية الأغلبية. لماذا مثلاً يعتبر التبشير المسيحي للمسلمين جريمة يعاقب عليها القانون و لا تعتبر الدعوة للاسلام جريمة ؟ لماذا يخل تبشير المسيحيين بالأمن و النظام العام و الدعوة للاسلام منزهة عن الجرم ذاته ؟ لماذا حتي التبشير بالاسلام الشيعي اضرار بالأمن و النظام "العام" ؟الاجابة بسيطة جدًا ،الموضوع لا علاقة له البتة بالأمن و لا النظام ، الموضوع بكل صراحة و وضوح أننا كمسلمين سنة الأكثرية ،الأغلبية بقوة ذراع الأغلبية الديكتاتورية نجعل ديننا و طائفتنا هي الأقوي و هي التي تتحكم و لا تحاكم . و لأننا الأغلبية و أصحاب اليد العليا نفرض بالقوة معتقداتنا علي الأضعف.و لأننا دكتاتوريون متمرسون نعلم كلمة السر التي نشرهرها في وجه كل من يعارضنا " النظام العام" .فلنقلها صراحة و كفانا تخفينًا بجبنِ وراء عبارات هلامية ، نحن لا نؤمن بوجود شيء يسمي دين غير سماوي ، و لا يجب أن نسمح بأن يعتنقه أحد في أرضنا التي نمتلكها نحن . نحن الأغلبية ، نحن الأقوي ؛لأن هذه الأرض تحت سيطرتنا نحن.

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

واحد لا نعرفه

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ). "وديع وهبي جرجس" أعلم أنكم لا تعرفوه ، أنا أصلاً لا أعرفه،لا أحد يعرفه،و غالبًا لن يعرفه أحد.من أصلاً فينا يعرف أي شيء يمت للعلم بصلة الا بعد قضائه للنحب.نحن لم نعرف المجمع العلمي رغم أنه في قلب عاصمتنا الا عندما احترق .لا، نحن لم نعرف المجمع العلمي حتي الاّن ، نحن سمعنا عنه عندما احترق.كما أننا لن نعرف "وديع وهبي جرجس" و سنسمع عنه فقط الاّن و ننساه بعد ساعاتِ بل ربما دقائق . سنسمع عنه ان طالعنا صحيفة " المصري اليوم" ، سنسمع عنه ان قرأنا المستطيل الصغير الأصفر الذي يحوي صورته.المستطيل المحشور من الاتجاهات الأربع بأخبار وزير النقل و المظاهرات ضد مرسي و مقتل سلفي و مسجل خطر في مشاجرة و مواد الصحافة في الدستور الجديد.المستطيل الذي يشبه النقطة الصغيرة المركزية التي لا تكاد تلاحظ وسط الدائرة.المستطيل الذي لا يزيد طوله عن 8.5 سنيمتر و عرضه عن 6.5 سنتيمتر.المستطيل الأصغر تقريبًا في كل مستطيلات الجريدة. لا يجب أن نستغرب أنصورته و خبره في هذا المستطيل الصغير ، بل الأحري بنا أن نتعجب من أن خبرًا عنه قد نشر أصلاً.من هو لينشر عنه أصلاً ؟ من هو ؟ هل هو لاعب كرة ؟ هل هو فنان ؟ هل هو وزير ؟ هل هو منتمِ لجماعة ؟ هل هو واحد من الجهلة الذين دخلوا البرلمان تحت غطاء حزب ؟ هل هو مجرم خطير ؟ هل هو جزء من الجيش أو الشرطة ؟ بالقطع لا ، انه لا يرقي أن يكون أيًا من هؤلاء لينشر له خبر في جريدة حتي و ان كان لا يري بالعين المجردة.انه عالم ذرة. قطعًا لا يستحق. هو لم يختر المهنة اللائقة ، و لا الدولة المناسبة. لم يختر أن يكون أيًا من السابقين ، و في ذات الوقت لم يختر أن يرحل مثل كثيرين سواه الي الدولة التي تقدره و يستحقها . الأحمق – كما سنقول جميعًا عنه- اّثر أن يبقي في بلده التي أحب بصدق . الأحمق فضل أن يموت كل يوم من التجافل و الاهمال بل و الاحتقار أحيانًا علي أن يحيا داخل جنان و هو مقدس خارج بلده.الأحمق لم يسر خلف قلبه فقط ليبقي في وطن ازدري به و حقر بل أيضًا سار وراءه ليختار أن يصير استاذ ذرة و لم يذهب ليكون طبيبًا أو مهندسًا خريج كلية قمة و له مستقبل . الأحمق اختار أن يبقي وسط دولة و ناس لا يعرفونه و لن يعرفونه أبدًا ، و لن يساوي عندهم مهما فعل لاعب كرة شهيرًا أو فنانًا هابطًا أو سياسيًا كاذبًا أو تاجر دين ماهرًا. أحمق ؛لأنه اختار أن يكون داخل دولة يتاجر فيها السياسيون باسم العلم و الأحلام البراقة للتقدم و هم يقدرون الرياضيين أكثر من العلماء.أحمق؛ لأنه في دولة يتشدق فيها المواطنون بأهمية العلم لنهزم الأعداء و هم يرفضون عريسًا لبناتهم خريج كلية غير لائقة اسمها –لا مؤاّخذة- "علوم".أحمق ؛لأنه لم يكن مثل الأغلبية أنانيًا و لم يجمع حقيبته و يهاجر بلا عودة ، و يهجر كل هؤلاء ، لسياسيين يقدرون فعلاً العلم و العلماء لا يتشدقون فقط بذلك ، و لشعب يعرف حقًا قيمة كل أبنائه في كل مجال و كل علم . أحمق ؛لأنه بقي في دولة ترمي أعداءها بالتاّمر و اغتيال علمائها ، الذين للغرابة يطعنون كل يوم اّلاف الطعنات من التحقير و الازدراء و الاهمال بيدها هي و يد كل مسؤوليها و أغلب مواطنيها. و مع كل ذلك أنا لا أراه أحمقًا ،ربما ؛لأنني احترم الحمقي و أتمني أن أكون منهم ! و لكن يبقي سؤال صغير ملح ، لماذا أخيرًا جنت صحيفة و تفضلت بجود و عطاء تشكر عليهما بنشر خبرِ صغير عنه برفقة صورته ؟ لماذا يا تري كل هذا الكرم ؟ الاجابة تجدونها في الخبر الخاطف ، فقد مات د.وديع بجوار شريط سكة حديد .صدمه قطار أثناء عبوره ، و لم يكتشف أحد جثته الا بعد أربعة أيام . عثر عليها الأهالي متعفة و لكن في كامل ثيابها.

الجمعة، 3 أغسطس 2012

هيبة الدولة و هيبة السلطة

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ). القمع المستمر و الديكتاتورية السياسية الغاشمة يولدان أزمة اتحاد الدولة مع السلطة، و غرس فكرة أن الاثنين رأسان لوحش واحد يفرض سيطره قهرًا علي جموع الشعب .و نتيجة لذلك يصبح هم الثائر/ة الأول عندما يطفح الكيل هو اسقاط رموز الدولة ؛لأنها في لا وعي الحكام و المحكومين ليست سوي مرادف للسلطة ، و رموزها هي رموز للسلطة.هذا كله ينبثق من الهيمنة التي تمارسها النظم القمعية ، الهيمنة التي تمتد لكل رموز و كيانات الدولة و تحولها كلها لرموز و كيانات السلطة. اتحاد السلطة مع الدولة ينتج نوائب لا حصر لها.فهو يجعل الشعب يعتقد في أن الدولة ليست بمؤسساتها ملكه أو ملك الوطن بل ملك للسلطة الحاكمة ، فاذا كانت السلطة الحاكمة محبوبة و مطاعة كانت الدولة محبوبة و مطاعة ، و اذا بغض الشعب السلطة و حاول تحديها بكل الصور ، كان أول ما يحاول اسقاطه هو الدولة و كياناتها.و هذا يظهر جليًا في أفعال صغيرة مثل تحين الفرصة لكسر اشارة مرور أو التفاخر بمخالفتة أي اجراء أو قانون أو التهرب من ضريبة . و هو ما برز بقوة بعد ثورة 25 يناير ، و خاصة عندما صار رمز للثورة الهجوم علي رموز الدولة مثل وزارة الدفاع و الداخلية. لو كان مترسبًا في عقلية المواطن/ة أن هذه الوزارات ملكه/ا و رموز للدولة لا للسلطة لما حاول/ت الاعتداء عليها. هيبة السلطة قد يباح التعدي عليها و لكن هيبة الدولة تعد خطًا أحمرًا حتي في أخطر الظروف ؛لأن هيبة السلطة محل خلاف و تحفظ طالما التزمت السلطة بواجباتها، بينما هيبة الدولة هي درع الأمان للجميع و التي تكفل حماية القانون و سيادته.و طبعًا الربط بين السلطة و الدولة يولد دائمًا الربط بين الدولة و هيبة السلطة ، و قد يظن الطغاة أن ذلك قد يحميهم من شعوبهم و لكن الحقيقة أن الالتحام ما بين لدولة و السلطة و هيبة الدولة و هيبة السلطة لا يحمي السلطة في شيء و لكن يدمر الدولة و قيمتها و معانيها و بالتدريج هيبتها. لم يحمِ أي نظام عربي ديكتاتوري ربطه بين الدولة و السلطة سلطته بل جميعهم اما أزيحوا في ثورات الربيع العربي و اما يواجهون حربًا دروسًا مع شعوبهم التي ستنتصر ، و لكن في المقابل الدولة في ليبيا سقطت ، و في اليمن علي وشك السقوط و في مصر و تونس متأرجحة السقوط.أي أن تعشيق الدولة في السلطة لم يصن السلطة و لم يحمِ الدولة في النهاية. لسنوات طوال و نحن لا نميز بين السلطة و الدولة ؛لأننا تربينا علي أن حكامنا الطغاة وحدوهما ؛لكي يهيمنوا علي الوطن بأكمله ، و لكن ان لم نفق و نميز بين الدولة و رموزها و هيبتها و السلطة ،فحينها سنخسر الاثنين . و فقط عندما تتحقق الديمقراطية التي بها السلطة و النظام شيء فانِ و الدولة الي أبد ، سنعلم الفرق بين الاثنين.