الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

تحليل الحملات الاعلانية في رمضان 2012

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ). الحملات الاعلانية هذا العام شهدت تحسنًا ملحوظًا عنها في الأعوام الماضية ، بل و ارتفاع في المستوي بشكل لافت للنظر ،حتي لدي المشاهد/ة العادي/ة ، و لعبت الحملات الاعلانية سواًء التجارية أو الخيرية هذا العام علي عدة أوتار مثل الوطنية و الحلم القومي و جددت كثيرًا في قالبها المعروض بأفكار مبتكرة علاوة علي العودة القوية للأغاني و الرقصات الاستعراضية الجيدة في الاعلانات. أولاً: اللعب علي وتر الحلم القومي و الوطنية و هو أمر ظهر في الاعالانات التجارية و الخيرية علي حدٍ سواء.ظهر في تركيز اعلانات مركز الكبد في أسوان و مستشفي 57357 الحديث عن دور هذه المؤسسات الطبية في تنمية (البحث العلمي) الطبي في مصر و هو في حد ذاته لعب علي وتر حلم المصريين الاّن في النهضة ، و هو ما ظهر أيضًا في اعلان (حديد المصريين) الذي أظهر أحلام المصريين في المستقبل ،في أول سيارة مصرية الصنع و اطلاق أول صاروخ مصري. صناع هذه الاعلانات يعلمون جيدًا أننا في هذه اللحظة نريد حلمًا وطنيًا ، و خاصة الشباب الذي يعرف ب(جيل الثورة) يتطلع لحلم واحد قومي يسير خلفه ، و هي طبيعة الفترة التي نحياها الاّن بعد ثورة 25 يناير ، و وسط اللغط السياسي و حالة اللايقين و تمزق ما بين اليأس و الأمل الوطني. اللعب علي وتر الوطنية ظهر أيضًا في اعلان (موبنيل) الذي حصد اعجاب الكثيرين – و أنا منهم بالمناسبة- الذي هو عبارة عن أغنية (دايمًا مع بعض) تضم كل الطوائف العرقية و الاجتماعية المصرية .هذه الأغنية يمكن وصفها بأنها خيار جيد؛لأننا نريد من داخلنا الاّن الاستماع لكل طوائفنا ، و نتطلع ؛لأن يكون لنا فن معبر عن كل تراثنا الحضاري و الاجتماعي.و هذا الفن غائب ، و ربما تكون أغنية ( دايمًا مع بعض) منبهة للمنتجين ليعملوا علي انتاج فني يعبر عن ثقافاتنا المصرية و هويتنا المتنوعة.و ربما تظهر فكرة هذا الاعلان عادية بل ربما تكون امتدادًا لأغنية ( بكرة أحلي) ل(كوكا كولا) التي نجحت أيضًا العام الماضي ، و لكن فكرة هذا الاعلان مميزة في أنها لعبت علي وتر الوطنية و الوحدة بين كل الأطياف في وقت المجتمع المصري فيه متعطش لهذا. و الذكاء في أن الأغنية لم يذكر فيها اسم (موبنيل) الا كراعِ في نهايتها ، و هذا لم يجعل الجمهور يستفز منها أو يستشعر كونها محض اتجار بالوطنية و الوحدة لصالح شركة معينة . المحور الثاني الذي ظهر في اعلانات هذا العام هو محور دعم (الخير) ، و هو محور قديم و مستهلك و الي حدِ ما لم يعد المشاهدون و المشاهدات يثقون به ، و لكنه طبعًا مناسب لشهر رمضان ،الذي هو في ثقافة المصريين بشكلٍ خاصٍ شهر تكافل اجتماعي .و هذا ظهر في حملة (كرم) من (بيبسي) و في اعلانات حملة التأهيل و التشغيل من ( موبنيل ).و بالطبيعة في الدعاية للمؤسسات الخيرية و المستشفيات. ثالثًا: تأتي الأفكار المبتكرة التي ظهرت في اعلانات هذا العام . مثل فكرة اعلانات (اتصالات) ، و التي لم تتميز بالتجديد و حسب بل و بالحبكة. فالسيناريوهات بين عميلات شركات الجوالات و العملاء كانت مقنعة جدًا و مكتوبة بحرفية شديدة بحيث يصدق المشاهد/ة أن الاثنين حبيبين ،يرغب أحداهما في ترك الاّخر. و فكرة اعلانات (فودافون) ، أيضًا متميزة (الديكور الذي سقط علي الممثلين) و أيضًا السيناريوهات بين الممثلين و أقاربهم كانت طبيعية جدًا و تغلب عليها روح الفكاهة ،و هو ما قد يجعل الاعلانات جذابة للمشاهد/ة.اعلانا ( البوادي سبريد) و اعلان (ماكسيبون) يحسب لهما فكرتيهما الجديدتين .و من أفضل أفكار الاعلانات هذا العام في ثقديري هي فكرة مجموعة اعلانات (البنك الأهلي المصري) التي نفذت بحرفية ، و الفكرة المبهرة هي في اظهار شخص يعمل بعمل لا يناسب أحلامه و من طريقته الغريبة و المضحكة في عمله يعرف المشاهد/ة حلمه الذي سيموله (البنك الأهلي). رابعًا :أقدم أفكار الاعلانات ( مشاركة الفنانين) . بعض الاعلانات اكتفت بمجرد الاعتماد علي شعبية الفنان/ة ، مع فكرة تقليدية و هو ما جعلها ضعيفة التأثير أمام فيضان الاعلانات الاّخري .أما الاعلانات التي أدخلت المثليين في قالب فكرة مبتكرة مثل اعلانات (فودافون) أو استغلت موهبتهم و طبيعة أدوارهم مثل اعلانات (نسكافيه) التي استغلت طبيعة أدوار (مكي) المختلفة فكانت أوفر حظًا ،علي ما أظن. خامسًا:عودة الرقص الاستعراضي .في العقدين الماضيين انهارت تدريجيًا الفنون في مصر و منها الرقص الاستعراضي و لكن اعلانات هذا العام تحسنت بها مستويات الرقصات الاستعراضية و هذا جعلني اتفاءل الي حد ما بنمو قد يحدث في الرقص الاستعراضي في الفترة المقبلة . اعلانات (بيبسي) و (روابي) و (يونيفرسال) تضمنت رقصات استعراضية ، و يمكن القول أن أفضلها في التصميم و التنظيم و اختيار الملابس هي ( يونيفرسال) . و لكن بوجه عام يمكن القول أن تصميم الرقصات الاستعراضية و ملابسها هذا العام جيد بنحوٍ ملحوظ. سادسًا: الأغاني كثرت في الاعلانات ، مثل أغاني (موبنيل) و (بيبسي)و (كوكاكولا)و (يونيفرسال)و (روابي) و (صناع الحياة) و(مصر للخير) التي كانت أغانيها الثلاث بطابع مصري علي العود ، و هي بذلك تشارك أغنية (موبنيل) في احياء التراث المصري في الغناء الاعلاني. الأغاني أسلوب اعلان تقليدي و لكنه يجعل الاعلان يؤثر أكثر في المشاهد/ة اللذان يتعلقان بالأغنية و يتذكران الاعلان كلما سمعاها أو ترددت في أذنيهما . و عندما يغني المشاهد/ة فانه/ا يتفاعل/ تتفاعل مع الاعلان . اعلانات الجمعيات الخيرية و المستشفيات اما كررت أسلوبها التقليدي في التسجيل لرموز دينية و سياسية و علمية تدعمها أو باستعراض انجازاتها أو –كما ذكر سابقًا- ابراز دورها في التنمية و دعم (البحث العلمي) أو بايقاظ ضمير المشاهد/ة و اشعاره/ا بالمسؤولية مثل اعلان 57357 الذي يوجه فيه المرضي أصابعهم للشاشة مشيرين للمشاهد/ة.و أيضًا يندرج تحت القالب التقليدي الاعلانات التي استهدفت دفع المشاهد/ة للشعور بالشفقة مثل اعلان (مركز مجدي يعقوب) الشهير (أنا نفسي أعيش) الذي أبكي الكثيرين –مجددًا أنا منهم- ، و هذا الاعلان بشكل خاص تميز بالذكاء ؛لأنه أبرز الفارق الشاسع بين الطفل المهدد بالموت بالمرض و الطفل المعافي عن طريق ابراز الفرق بين الأحلام البسيطة للأطفال المعافين مثل الشعر الطويل و مقابلة (أبو تريكة) الذي يمثل لهم في هذا العمر القدوة البراقة و بين حلم الطفلة التي توشك علي الموت الذي لا يعدو كونه (الحياة) ، و هو ما يجعل المشاهد/ة يتمزق قلبه/ا شفقة و هو/هي يقارن/ تقارن بين وضع هؤلاء الأطفال و هذه الطفلة و أيضًا بين وضعه/ا و بين وضع هذه الطفلة. و مجملاً يمكن القول أن الحملات الاعلانية أغلبها هذا العام شهد تطويرًا في الأسلوب و القالب المقدم بأفكار مبتكرة و بالتأثير علي المشاهد باللعب علي أوتار الوطنية و الحلم القومي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق