الثلاثاء، 29 يناير 2013

لماذا يرحلون يا زرعتي ؟


      لماذا ؟ لماذا يا زرعتي رواتكِ يموتون ؟ لماذا يموتون واحدًا تلو الاّخر و لا يهتم أحد بهم ؟ أنا أحبكِ يا زرعتي جدًا و لن أترككِ أبدًا و لن أقف أبدًا و لن أفقد الأمل قط ؛لأنني يجب أن أفي بوعدي لكِ ؛لأنني أحبكِ ، و لأجل أحلامنا كلنا. لأجل حلمنا   أن نجعلكِ أعلي زروع العالم.
      و لكن يا زرعتي الجميع حولي يائسون ، الجميع حولي بلا أمل. زرعتي رواتكِ يموتون . أنا أحلم لكِ و لا أيأس و لا أتنازل عن أحلامنا أبدًا مهما حدث. لقد وعدتكِ ألا أياس. و لكني حزينة ، حزينة جدًا لأجل دائرتي ؛لأجل رواتكِ الذين يرحلون بلا ذنب لهم ، بدون حتي أن يروا أحلامنا حقيقة ، بدون أن تكون لديهم أي فرصة في ريكِ ، بدون أن يسيروا نحو أي حلم يرونكِ به. يرحلون.
        كل من حولي ، حتي ماما اعتادوا رحيل رواتكِ ، اعتادوا موتهم و لم يعودوا يحزنون أبدًا ، و حتي و إن حزنوا ، لا يحزنون طويلاً.
        لماذا يا زرعتي ؟ لماذا يرحلون ؟
       أريدهم أن يحيوا ، أريدهم أن يمنحوا فرصة ليرويك معنا ، أريد أن نحلم معًا ، أريد أن نرويكِ معًا ، أريد أن نراك تكبرين معًا ، أريد أن نحقق أحلامنا و نراكِ أعلي زروع العالم معًا .
       أعدكِ ألا أيأس يا زرعتي ، أعدكِ ألا أفقد أملي و إيماني بأحلامنا أبدًا كما وعدتكِ . أعدكِ أن أظل أقاتل لأجلك و لأجل أحلامنا مع دائرتكِ .  و لكني سأبقي حزينة ؛لأجلهم ، لأجلهم جميعًا ؛لأجل كل من رحلوا و لم يمنحوا فرصة  لكي يرونكِ معنا.
             و لكن مجددًا لماذا يرحلون يا زرعتي ؟ لماذا ؟

الثلاثاء، 22 يناير 2013

لماذا نحن بلا ثمن ؟


          ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

        هل نحن بشر ؟
        هل نحن كائنات حية ؟     
        هل هناك قيمة لحياتنا ؟  
        لماذا نحن رخيصون هكذا ؟
        لماذا نموت بهذا اليسر و بدون ثمن ؟
       يقال أننا بشر ، يدعي أننا نحيا ، و أن لحياتنا قيمة . و لكن هذا كذب. نحن لا نحيا كلنا ، بعضنا يحيا و أغلبنا ميتون.   بعضنا لحياتهم قيمة و أكثرنا لا ثمن لموتهم. من يشتري منا حياته بماله يجعل أمام الجميع لحياته قيمة و من لا يستطيع شراءها هو المذنب أمام الجميع أو ربما المرثي من الجميع الذي لم و لن يكون لدمه ثمنًا.
         حتي أولئك الذين يقدرون علي شراء حياتهم بعضهم يموت خطأ مع من لا يستطيعون.
      حياتنا بلا ثمن أغلبنا أضعفنا أفقرنا و أحيانًا حتي الأغنياء فينا.
    حياتنا بلا ثمن. قد نموت و نحن نعبر و ندافع عما نؤمن به ، عن حقنا بصوتٍ عالٍ و لا شيء سوي الصوت العالي .قد نموت و نحن نتعبد في دار عبادة يرفضها اّخرون. قد نموت في مبارة كرة نتمتع بها. قد نموت و نحن في حافلة نمضي لمدرستنا.قد نموت و نحن في قطارٍ يمضي لحيث يفترض أن نؤدي دورنا تجاه بلادنا. قد نموت في مشفي و يمكن أن ننقذ من إهمال الأطباء. قد نموت و نحن نريد أن نعيد حق من ماتوا.قد نموت حتي و نحن نريد أنبوبة بوتجاز تخفف عنا برد الشتاء أو رغيف خبزٍ صغيرٍ ملوثٍ نعيش عليه و نحن أموات.
        و حتي إن لم نمت كما يعترفون بمعني الموت.فأغلبنا يعيشون أحياًء أمواتًا بلا أمن بلا غذاء بلا كساء بلا أحلام.
موتي ، سكان قبور ، هذه هي حقيقتنا ، أو علي الأقل واقع أغلبنا ، واقع من ظلموا ؛لأنهم لا يملكون ، في مجتمع ، في دولة لا يعترفان ، لا تعطيان حق الحياة إلا لمن يملكون.
          لماذا ؟
             لماذا لا يحق لنا أن نحيا ؟ لماذا لا نعيش أمواتًا عندما نرضي ؟ لماذا لسنا بشر ؟ لماذا حياتنا أرخص من حياة الحيوانات بل و الزهور أحيانًا في أواطنٍ أخري ؟ لماذا لسنا حتي أقل كائناتٍ حية ثمنًا ؟
        لماذا حياتنا بلا ثمن ؟
        لماذا نحن بلا ثمن ؟
          

الجمعة، 18 يناير 2013

الحب


        الحب شيء جميل صافِ ،و يجعلني أصير أرحم و أحن ، و أحلم لمن حولي لا لنفسي و حسب.الحب يجعلني أقرب لما حولي ،أقرب لكل شيء ،لربي ، لأمي ، لأهلي ، لأصدقائي، لزرعتي ،لدائرتي ، لمدرستي ،لاساتذتي ، للعبي ،لأقلامي ، لغرفتي ، للوفي ، لأبطال الديجيتال ، لأكيرا ، للجميع .الحب شيء أعطاني الله الذي أحبه لكي أعرف كيف أعطي ،كيف أضحي ،كيف أرحم.إنه الشيء الذي يحميني من أن أكون سيئة ، أو شريرة مثل الأشرار القساة الذين يقتلون بلا رحمة.إنهم ليسوا رحماء ؛لأنهم لا يعرفون الحب. لا يعرفون الشيء الذي منحهم الله –عز و جل- ليصيروا رحماء.
        أحب ربي ؛لأنه طيب ، يحبني ،و يغفر لي .لأنه يسمعني دومًا كلما تحدثت اليه ،كلما دعوته يكون بقربي و لا يتركني.إنه عادل و رحيم ؛إنه يحبنا و يمنحنا الحب . يستمع الينا ، يعفو عنا ، و حتي عندما أشعر أنه يتركني أكون حمقاء ،إنه معي دومًا ،و لا يتركني أبدًا مهما حدث . إنه يحبنا جميعًا ،إنني أحبه.
             أنا أحب ماما جدًا جدًا جدًا ،إنها دائمًا حنونة عليَ و تحبني ،صحيح أن حبها لي يجعلني أتعب كثيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرًا ؛لأنها تخاف عليَ جدًا بقدر حبها لي ، و تمنعني أن اّكل الترمس و الحمص اللذان أحبهما ؛لأنها تخاف عليَ و دائمًا تصدع استاذة بسمة عندما نكون في رحلة ؛لأنها تقلق عليَ .و مع ذلك ؛فأنا سعيدة بحبها لي جدًا ،سعيدة بصدق ؛لأني أحبها أنا أيضًا ، و لأن حبها لي يجعلني أشعر بالأمان مع ماما .ماما دائمًا تقول لي أنه لو حاول أحد إيذائي فسوف تتصدي له بنفسها و تحميني ،أنا أيضًا سأحمي ماما دومًا و لن أجعل أحدًا يؤذيها ،أنا أحبها بصدق.
      أحب أصدقائي أيضًا .أحب بطيخة و فيكتور و أمير و سامي رغم رخامتهم، أحب أماني و مرنا و كريستين و أية و أحلام و حسين.أحبهم جدًا ، و افتقدهم في كل إجازة جدًا،أشعر أنهم دائرتي ،أننا فريق واحد ،أننا نقاتل معًا ،نحيا معًا ، نفرح معًا و نحزن معًا .أشعر أننا نحمي بعضنا ،نحب بعضنا ،مهما تشاجرنا ، مهما ضربنا بعضنا البعض ، مهما مزحنا مزاحًا قاسيًا معًا ، نحن نفرح عندما نكون معًا، نحن فريق واحد.إنهم دائرتي.
         أحب دائرتي الكبيرة ، دائرتي التي تحب زرعتي و تحلم معي لها ،تحلم معي ، و ترويها معي لتكبر ، و تعلو ، تعلو فوق كل زروع  العالم .أحب دائرتي الكبيرة التي تحارب معي ؛لأجل حماية زرعتي و تحقيق أحلامنا .أحبهم كلهم ،إننا قلب واحد كبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير ، أحب مراد و صلاح و شادية و تسنيم و كل من في دائرتي ، كلهم من أراهم و من لا أراهم . كل من يحارب لأجل زرعتي ، كل من يحلم لأجل زرعتي ، كل من يرويها .حتي من لا يروونها أحبهم ، و أريد أن يحبونها هم أيضًا و يحلموا لها و يحاربوا لأجلها ، و يروونها ، و يصدقوا فيها ، يصدقوا أنهم سيجعلونها أعلي زروع العالم.
        أحب زرعتي ، أحبها بصدق و أقاتل لأجلها ، أقاتل ، و أحلم ، و أعمل لأرويها .أقرأ ،أكتب ، أدرس ، أحب لأجل أن استطيع أن أرويها ؛لأجل أن أصير قادرة علي أن أجعلها تعلو .لأجل أن نحقق حلمنا جميعًا.أحبها ؛لأنها دافئة و جميلة و لأنها تربط دائرتي ،لأنها تشكل دائرتي. أحبها ،أحبها بصدق.
         أحب لوفي ،لوفي صديقي حقًا صحيح أنه من عالمِ اّخر ، و ماما مصممة أنه شخصية لا وجود لها، و لكني أصدق أنه موجود.أصدق أنه معي ، أنه بقربي ، أنه صديقي حقًا. عندما أكاد أتخلي عن أحلامي ،عندما أشعر بالإحباط يكون لوفي فوق رأسي ،أتذكر وعدي له.أتذكر أنه لا ييأس ، و لا يسقط مهما حدث ، أتذكر أنه سيضربني إن استمع الي و أنا أتحدث بيأس! لوفي يذكرني دائمًا بأهمية أصدقائي ، و يجعلني أقف ضد ماما دائمًا ؛لأنه علمني ألا أتخلي عنهم مهما حدث حتي و إن كانوا يخطئون ،حتي و إن كانوا أقل مني مالاً، حتي و إن كانوا فاشلين.يذكرني أنني يجب أن أحميهم مهما كان الثمن حتي النهاية. يجعلني دائمًا أتمسك بحلمي ، و أحارب مهما سقطت ،مهما ضعفت ؛لأجل زرعتي ،لأجل أحلامي.
           أحب أبطال الديجيتال و أكيرا و فرسان الأرض ، و كل رسومي المتحركة ؛لأنهم أصدقائي أيضًا ، و لأنهم هم أيضًا يذكرونني بأحلامي ، و بزرعتي و بأرضنا .لأنهم يكونون دائمًا بجواري عندما أدافع عما أحب و يدعمونني ، و يذكرونني بأني يجب أن أكون بطلة مثلهم ، و أحمي زرعتي ،أحلامي ،أرضي ،ديني ،أهلي ،أصدقائي ،دائرتي ، أحمي كل شيء ،أحمي كل ما أحب.
           أحب استاذة بسمة ؛لأنها تحبنا ، و تعمل لأجلنا .لأنها لا تستخف بنا ، تثق فينا  ، تتعب لأجلنا نحن. تؤمن بعقولنا ،بأحلامنا ، تحترمنا ، و تقدرنا ، و لا تصدق أبدًا أنها أفضل منا لأنها معلمتنا .تريد أن تجعلنا أفضل ،أعلم ذلك ، تريدنا أن نتعلم كيف نحب زرعتنا، تريدنا أن نتعلم كيف نحب بعضنا ونصير واحدًا.تريدنا أن نتعلم أن نفكر ، و نجادل بعقولنا ، و نحب بعضنا دومًا مهما اختلفنا.إنها تحب كل ما أحب ،إنها تحب زرعتي ،تحب ربي ، تحب ماما ، تحب أصدقائي ، تحب مدرستي ،تحب قلمي ، تحب ما أكتب، تحب ديني ،تحب دائرتي، تحب كل شيء.و تروي بحنان و حب و عمل جاد زرعتي بلا تكاسل ،لتصير أعلي و أعلي ،إنها تحمل أحلامنا بصدق.
           أحب قلمي ،أحب ما أكتب . أحب قلمي ؛لأنه يقربني أكثر من نفسي ، من أحلامي ، من زرعتي ، يجعلني أرويها أكثر، يجعلني اقترب أكثر و أكثر و أكثر من أحلامي.أحب قلمي و ما أكتب ؛لأنهم جزء مني ،لأنهم يجعلونني أنا ، يصنعون ما يميزني ،ما يصنع حلمي ، ما يصنع مستقبلي أنا . ما أقدمه أنا لنفسي ، و ما استطيع أن أروي به زرعتي.
              أحب كل ما حولي ، أحب ألعابي ؛انهم أصدقائي ، الذين يسمعونني ، و الذين يحبونني ، و أجعلهم يصادقون بعضهم.أحب مدرستي التي تمتلك ذكرياتي ، تحوي أصدقائي ، فيها عرفتهم جميعًا ،فيها لعبت مع أصدقائي ، ضربنا بعضنا ، و طبخنا معًا ، رقصنا معًا ، و درسنا معًا ، و جادلنا معًا ، و كتبنا معًا ، و أكلنا معًا . فيها درست لي استاذة بسمة و استاذة نور و غنيت مع أصدقائي و استاذة أنغام و استاذ جورج.فيها عرفت دادة دلال ، فيها كانت حفلة الهالوييييييين المصري و حفلة الكريسماس ،( و أكل الأولاد المفاجيع لأكلي!) ، و فيها كانت الانتخابات التي كسبت و خسرت فيها ، وفيها عرضنا طبخنا للبيع من أجل من يحتاجون أكثرمنا ، من أجل اّخرين في زرعتي. فيها تعلمت أن أكتب ، فيها عرفت قلمي . أنا أحبها.
               أحب غرفتي ، التي فيها أصدقائي ألعابي ، فيها حاسوبي الحبيب الذي أشاهد عليه لوفي ، فيها صوري التي تذكرني بكل ما و من أحببت .فيها كتبي و أقلامي و ورقي و كراساتي .أحب بيتي الذي عشت فيه مع بابا و ماما ، و لعبت فيه مع ماما ، بكيت فيه ، و ضحكت فيه . أحب هاتفي الذي لاطالما كلمت فيه مرنا ، حتي صرخت ماما من فاتورته! فيه تلفازي الذي أحبه أيضًا و لا طالما شاهدت أبطال الديجيتال و أكيرا و رسومي المتحركة الجمييييييييييييييييييييييييييييلة عليه.
              أحب كل شيء حولي ، الله الذي يحبني جعلني أحب كل شيء ، و أريد أن أبقي أحب كل شيء ، لأبقي رحيمة ، لأبقي طيبة ، لأبقي أحلم ، لأبقي أعمل و أجد لشيء ما سواي . أريد أن أبقي أحب ؛لأبقي سعيدة و صافية .لكي لا أصير ذات يومِ قاسية و أنانية و من الأشرار ، لأبقي أقاتل لأجل شيء أحب.




الثلاثاء، 15 يناير 2013

كل الخطايا باسم الدين


         (هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

      عندما يتطور الكذب ، لا يغدو كذبًا ، يغدو جريمة كاملة تتزيف باسم براق .المقولة التي تتحدث عن كون الكذب أبًا لكل الخطايا حقيقية ، و لكنني مؤخرًا اكتشف معانٍ جديدة لها ، ليست بتسطيح أن من يكذب ليداري خطأ صغيرًا يخطأ ليداري خطيئة بعد ذلك. لقد اكتشفت أن أحيانًا من يكذب ليلبس خطأ محدود ثوب الشرعية يكذب بعدها و يصدق كذبته و يحول الخطايا لأعمال مقدسة !
             للأسف أصبح كثيرون منا هؤلاء الكاذبون. الكاذبون الذين يلبسون كل خطيئة ثوب أخضر ناصع يسمي (الدين).هؤلاء لم يعودوا يتحصنون فقط من المساءلة بالدين ، هؤلاء صاروا يحصنون خطاياهم ذاتها ، و يجعلونها أعمال تقرب للجنة بالدين.
            فيما مضي عندما بدأت فكرة الإرهاب و ازدهرت في التسعينات المصبوغة بلون الدم ، كانت الكذبة الأولي.كذبة القتل الحلال المقدس. كذبة لا تبرير القتل بل إلباسه ثوب القدسية و تحصينه بالدين حتي و إن كان ضد العزل و الأطفال.       و  بعد ذلك تدرجيًا صار كل ما هو خطيئة لا تغتفر عملاً بطوليًا مقدسًا يرتدي جلباب الدين الفضفاض ، الذين يمكن أن يضيق و يتسع حسب الطلب.
            اليوم بلا فخر علينا أن نحتفل بعصر تقريبًا كل ما هو خطيئة فيه يمكن تقديسه باسم الدين .اليوم علينا أن ندق الدفوف احتفالاً بكاذبين صدقوا أنفسهم و جعلوا الجميع يصدقهم ، و حموا خطاياهم من مجرد الانتقاد بدرع حديدية صلبة تسمي (الدين).
             لدينا نحن ، الضرب باسم الدين للمعارضين السياسين و إن كانوا عزلاً أو كبار سن أو ضعاف . لدينا التحريض العلني علي جرائم سرقة الأثار ( فسرقة الأثار ، سرقة أصنام لذلك فهي ليست سرقة حرام!) و تحطيمها أيضًا باسم الدين. لدينا نحن السب و القذف يكون باسم الدين ، لدينا ايضًا خطيئة التكفير باسم الدين لكل من عارضنا في الدين ، السياسة ، الأراء الاجتماعية،و لدينا  (رمي المحصنات) للفنانات اللاتي نراهن باسم الدين فاجرات .و في السنوات الأخيرة طفحت علينا الدعارة باسم الدين ، في زواج الجليجيين بفتيات قسر لمجرد المتعة الصيفية ثم إلقائهم في الشارع بأبنائهن الأجنة ، و هناك حالة اعترفت بالزواج قبل إكمال العدة ، و قبل أن تعرف أصلاً إن كان طلقت لا ، و كثير منهن يبعن كل صيف لمشترٍ جديد في دعارة تسمي زواج باسم الدين الذي يدعون أنه لم يحرم أبدًا زواج القاسرات.
             أريد أن أسأل ما الخطيئة التي لم ترتكب بعد باسم الدين  ؟
         كفا كذبًا . 

الجمعة، 11 يناير 2013

سأقاتل حتي نفرح معًا

  لماذا يا زرعتي ؟ ألسنا كلنا رواتكِ؟ لماذا لا نحزن معًا ، نفرح معًا و نحتفل معًا ؟ لماذا يجب أن نظل مختلفين و بعيدين؟ لماذا يظن هؤلاء الأغبياء أن قربنا يغضب ربي ، ربي الذي يحبكِ و يحبنا ، ربي الذي يحب أن يرانا نحب بعضنا ، و نقف بجوار بعضنا ، يحبنا أن نكون واحدًا ؟
     ماما تقول أنني ينبغي أن أهنيء مرنا بعيدها و لكن لا ينبغي أن احتفل معها به في الكنيسة و لا أن أزورها حتي فيه . ماما تقول أنه عيد مرنا و ليس أبدًا عيدنا نحن ؛لأننا مسلمون.لكن مرنا تحتفل معي برمضان و حتي صامت رمضان معي العام الماضي حتي نكون جميعًا نأكل في وقتٍ واحدٍ، لماذا لا يحق لي أنا أن احتفل معها في عيدها ؟ لماذا ؟
        مرنا قالت لي من قبل أنها تعرف أقرباء لها يرفضون حتي شراء الكحك في العيد ، و أية قالت لي أن والديها يقولان أن شجرة الكريسماس الجميلة التي زيناها معًا العام الماضي و هذا العام أيضًا و كنا سعيدين و نحن نزينها معًا و تعبر عنا كفصل واحد حرام . لماذا ؟
         لماذا لا يحق لي أن احتفل مع مرنا ؟ لماذا ؟ أنا أحب مرنا و أريد أن أفرح معها. أنا لا أصدق أن الله –عز و جل- ربي الذي أحبه و يحبني سيغضب مني ؛لأنني أفرح مع مرنا و احتفل معها .لا أصدق.
           و زرعتي ، زرعتي ، لماذا لا يكون كل رواتها معًا ؟ لماذا خطأ أن يفرحوا معًا ، أن يحتفلوا معًا ، أن تكون أعيادهم واحدة ؟ لماذا ؟ هل ما يرضي ربي حقًا و لا يغضبه ألا نحتفل معًا ؟ هل يريدنا ألا نفرح معًا ؟
          أنا لا أصدق. أنا أحب ربي و أعرفه ، و أعرف أنه يعرفني أيضًا و يعرف زرعتي ، و يدرك مشاعري. لا أظنه أبدًا سيغضب عندما يكون رواة زرعتي كلهم واحدًا يفرحون معًا و يحتفلون معًا ، مثلما يعانون معًا و يحزنون معًا و يعملون معًا ؛لأجل زرعتي.
         أنا غاضبة و حزينة . حزينة جدًا . و لكني أحلم لزرعتي. أحلم أن أراها أعلي زروع العالم ، و لذلك أحلم أن يأتي  يوم يحتفل فيه كل رواتها معًا بكل الأعياد ؛لأنها أعيادنا جميعًا.
         ماما ، أنا لست مقتنعة بكلامكِ ، أنا أحب مرنا ، أحب زرعتي ، أحب كل رواتها ، و أريد أن أفرح معهم جميعًا ، هذا لا أصدق أبدًا أنه سيغضب ربي الذي أحبه . ماما أنت علي خطأ ؛ و سيأتي يوم تعلمين فيه ذلك ، و لأجل أن يأتي هذا اليوم سأكتب ، سأروي زرعتي ، و سأقاتل حتي يأتي ، سأقاتل حتي نفرح معًا؛لأجل زرعتي.

الثلاثاء، 8 يناير 2013

قبل فوات الأوان


     ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

     لست إنسانة نموذجية ، لست بريئة ، لست صافية ، بل إني مليئة بالذنوب و الخطايا.و لكن كل ذنب ارتكبت علمني درسًا.و اليوم أكتب عن درس بليغٍ عصيبٍ تعلمته ، علًَ هذا الدرس يعلم أحدًا ألا يخطأ خطأي.
         كان لي جد ، طيب حنون يحبني أكثر من أي شيء في الدنيا أكثر من كل أبنائه ، أكثر من جدتي التي عشقها فعلاً ،و أكثر من ابنه الوحيد الذكر الذي اّثره طوال حياته علي الأنثيين و الذي أحبه دومًا بغيرة أب له ابن وحيد .أحبني بصدقٍ كأنني ابنته الوحيدة التي أنجبها و هو في العقد السادس من العمر بعد أن نضج و ذهبت عنه حمية الشباب و تعلم من أخطائه في أبنائه.أحبني أكثر من ما يحب الأب أبناءه.
        منذ كنت صغيرة و كان بجواري دائمًا.و أنا في اختبار دخول حضانة المدرسة و لم أزل في الرابعة ، كان معي ، عندما كنت أسبح و أنا صغيرة حتي السابعة كان يرافقني و يدخل بي البحر.كنت دائمًا أجد إجابة كل أسئلتي في المدرسة أو عنده. حتي أيام  دراستي الإبتدائية كان يعطيني مسائل حسابية صعبة عليَ حتي أتدرب عليها.كنت أتحدث عنه للجميع ، حتي أنه عندما قابل مدرس الحساب ، أخذ المدرس يحكي له كيف أني دائمًا أتحدث عنه.لم أكن أحكي عن أمي و لا عن أبي ، كنت أحكي عنه فقط.
         عندما كبرت قليلاً كنت دائمًَا أتحدث إليه ، أسمع منه رأيه في كل ما لا أعرف.كان جزًء من عقلي في مرحلة ما.كان كبيرًا جدًا و ناضجًا و عاقلاً كما هو دائمًا و كنت أنا صغيرة أتكون أنا و عقلي.عندما بدأت أكتب ، كان يقرأ لي قليلاً ، و لكنني بدأت ابتعدت عنه رويدًا رويدًا كلما كبرت بدون أن أشعر.
           كنت أبعد ؛لأن عالمي يختلف ، يتبدل ، و الأهم أنني كنت أتغير.لم أعد الطفلة البريئة المحبة لجدها التي تستقي منه الفكر و المنطق و وجهة النظر.صرت عقلاً مستقلاً متمردًا لا عاطفة فيه و لا قلب ،عقلاً أجوف متكبرًا .صرت متمردةً لي رأي خاص بي ، أراء جوفاء خرقاء جافة، ربما منطقية و لكنها بلا عاطفة . و صارت لي مبادئ خاصة بي مبادئ هي الأخري جافة بلا عواطف ، قاسية أقسي من الحجر.صار لي كبرياء تصنعه المباديء و الأفكار.
          جرحته بهذا الفكر.جرحته بهذا الكبرياء .طعنته بهذه المبادئ.وجدتني أصيح فيه في لحظة :" أنتَ إنسان بلا مبادئ و لا شرف". الإنسان الذي رباني ، الذي أحبني أكثر من أي شيء و لم يحبني أكثر منه عدا أمي ، الإنسان الذي كان مستعدًا ليعطيني أي شيء أريد ، الإنسان الذي سامح لي كل كلمة قاسية قلتها له ، و تغاضي عن كبريائي و جفائي و أنانيتي ، أطعنه بهذه الطريقة ؟
           طعنته لأجل مبادئ و كبريائي . طعنته عندما طلب مني أن أفعل شيئًا –قد ينظر إليه علي أنه تافه و يفعله الجميع- و لكنه ضد مبادئي و شرفي و كبريائي.هذه لم تكن المرة الوحيدة التي طعنته فيها ، ففي السنتين الماضيتين عندما صار لي فكر و مبادئ اخترتها بعقلي الأصم المتصلب الذي يتبع المنطق و المنطق و حسب ، صرت عاصية للجميع ، قاسية علي الجميع حتي أكثر الناس حبًا لي .هذا كله لأجل كبريائي. هذا كله ؛لأنني اخترت أن أسير علي مبادئي الجافة و عقلي الحجري القاسيان حتي و إن خسرت الجميع.
            كل مرة كنت أجادل فيها جدي كنت أطعنه.لم تمر فترة طويلة حتي غدت حياته كلها بكائي و صراخي و طعناتي. كان يريدني أن أسعد و أسعده ، و لكني كنت أبكي و أحزنه. كان يريدني عاقلة هادئة مطيعة مريحة ، و لكني كنت كتمردة متكبرة عاصية صعبة المراس.
           و لأضف أيضًا أنانيتي. أنانيتي التي لم تتبدَ فقط في تمسكي بكبريائي و مبادئي حتي علي حسابه هو و مشاعره ، و مشاعر كل من حولي ، بل أيضًا في أبسط الأمور. كنت مدللة ، أخذت أبكي و أصيح في جدي ، كلما رفض أن يتركني أسافر مع أمي في الإجازة إن لم يرافقنا ، و هو أيضًا لا يستطيع مرافقتنا ؛لأنه يتعب و يكره السفر الذي يعد له مشقة لا متعة.و كان يضطر في النهاية  أن يتركنا نسافر و يتعذب ببعدي أو  يرافقنا و يتعذب بمشقة السفر ، و مع كل ذلك العذاب الذي بت أسببه له بأنانيتي كنت أصيح فيه و أغضب منه و أحيانًا أكرهه ؛لأني أشعر أنه يتملكني بحبه الزائد لي ؛ حيث يكلمني كثيرًا حتي و أنا مع أصدقائي أو في المدرسة.
             كنت مراهقة غبية متمردة غاضبة تتوق للتحرر من حبال الحب و التملك و فوق ذلك كله بلا قلب . كنت أصيح فيه و أطعنه و أغضب منه و أكرهه لحبه و لتعلقه بي الخانق .
                كل هذا مر و في لحظة رأيت جدي يرحل.كان يرحل ببطء و أنا بجواره أندم علي قليلٍ مما فعلته له. كان يرحل أمامي و أنا أتمني أن يعود لعلي أصلح أخطائي ، و عندما عاد لفترة مؤقتة لاختبر فيها نفسي ، وجدتني أحنث بما أدعيت أو ظننت أنني سأفعل ، و عدت كما كنت مغرورة متكبرة متمردة أنانية قاسية بلا قلب، و لكن هذه المرة عدت أسوأ عدت باردة كجليد القطبين و لكن لا يسيحني حتي الاحتباس الحراري.عدت لا أهتم بما يحدث لجدي ، عدت لا أعطي بالاً له أعامله بما يقتضي الواجب أو أقل و لكن لا يفرق معي في شيء.
              و رحل.
          الرحيل هنا ليس بالجسد و لكنه بالعقل ، لقد كان عقل جدي يتاّكل بالتدريج يذهب و يعود ، و كانت تلك فرصي الأخيرة التي اخترت بقسوتي و جفائي و أنانيتي و كبريائي ألا اغتنمها، و الاّن لا فرص لي.
           الاّن رحل جدي تمامًا ما بقي منه جسد بقلبٍ و لكن بلا عقل.لن أكذب علي نفسي ، فأنا أعلم قبل الجميع أنه إن عاد- و هذا مستحيل- سأكون كما أنا فداخلي الجفي لم يتغير. لن أخدع نفسي و أقول أني نادمة تمامًا و لكني أعلم أني مثقلة بالذنب.  لن أحاول أن اعتذر له الاّن عن كل ما مضي ، و عن كل ما أقترفته ضده فحتي و إن فعلت سأكون كاذبة ؛ فهو لن يذكر حتي عما أتحدث ، لذلك سيسامحني علي ما لا يعرف.
          ألمي الحقيقي هو أنه رحل قبل أن استطيع أن اعتذر له علي ما فعلته له ، رحل قبل أن أخبره بكم أنا أشعر بالدين له ،رحل قبل أن أخبره بعلمي بحبه لي ، رحل قبل أن أخبره بأني أحبه بصدق و أنني اعترف بخطئي ، بسوئي ، بكم أنا متكبرة و قاسي و أدعي المبادئ الصماء و أنا ا أعرف فعلاً ما هي ، ما معناها الحقيقي. رحل قبل أن أخبره و قبل أن اعتذر له. قبل أن أفعل له أي شيء ، قبل أن أعطيه أي شيء كما أعطاني كل شيء يملك.
          لا أدري إن كنت سأتعلم الدرس أم لا ، لا أدري إن كنت ساستطيع ذات يوم أن أتوب من كبريائي و مبادئي أم لا ، لا أدري إن كنت سأكرر خطئي مع اّخرين و يرحلوا قبل أن أخبرهم بكم أحبهم و كم أنا مدينة لهم أم لا .و لكني درسي أخبره لنفسي و لكم ، ربما تحتناجونه قبل فوات الأوان.

الجمعة، 4 يناير 2013

دار الإيتام


   دائرتي تتسع ، تتسع ، تتسع!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا كونت أصدقاء جدد ،أنا سعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة!
أنا و مجموعتي (مجموعة الدائرة ) نفذنا اليوم جزءًا من برنامجنا و ذهبنا الي دار الأيتام و معنا الفصل كله ( رغم أن التصويت في الانتخابات هذا العام لم يبدأ بعد ، استاذة ابتسام قررت أن يبقي الفائزون بالعام السابق في مواقعهم ينفذون برامجهم حتي نتيجة الانتخابات ) ، كان معنا اليوم استاذة بسمة و استاذة أنغام و استاذ جورج ، لقد كان يومًا رائعًا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أريد أن أقفذ ، أريد أن أقفذ ، أريد أن أقفذ ، أنا سعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة!
ذهبنا إلي دار الأيتام اليوم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
استأذنت أنا و كريستين و مرنا و حسين استاذة ابتسام لنذهب إلي دار الأيتام  و هي وافقت و طلبت من استاذة بسمة أن ترافقنا ، و استاذة بسمة أخذت استاذة أنغام و استاذ جورج معنا لنغني في دار الأيتام مع أصدقائنا الجدد.أخذنا حافلة المدرسة إلي دار الأيتام و بقينا نغني طوال الطريق مع استاذ جورج و استاذة بسمة و استاذة أنغام و رقصنا أيضًا جميعًا في الحافلة كيوم حفلة استاذة بسمة ، و استاذة بسمة رقصت معنا مجددًا ، هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
عندما وصلنا إلي دار الأيتام كنا متحمسين جدًا و قفذنا من الحافلة بسرعة ، و كالعادة أمير و سامي سبقونا جريًا ناحية الدار ، و استاذة بسمة قفذت بسرعة و صاحت بهما أن ينتظرنا و إلا لن يدخلا معنا ، و طبعًا كالعادة هدءا! كم أحب استاذة بسمة!
 دخلنا الدار جميعًا و سلمنا علي استاذة  حنان مديرة الدار ( أمير و سامي كانا مهذبين معها!) ثم وصلتنا استاذة حنان إلي مكان أصدقائنا الجدد!
كنت أشعر بالشفقة علي أصدقائنا الجدد ، كيف يستطيعون الحياة بدون أم أو أب؟! أنا لا أتخيل أن أعيش من دون ماما أبدًا و قلت ذلك لاستاذة بسمة ، و لكن استاذة بسمة قالت لي (بدون بسمة علي غير عادتها) أنه خطأ أن أريد أن أصادقهم ؛لأنهم يصعبون علي ، هذا يجرحهم ، و لكنني لأكون طيبة معهم و صديقتهم بصدق يجب أن أعاملهم كأصدقائي و كأنهم مثلي ، لديهم أب و أم. استاذة بسمة علي حق ، انهم أصدقائي مثل كل أصدقائي ، و جزء من دائرتي ، و لا يجب أن أعاملهم بطريقة مختلفة لا يهم إن كانوا بدون أب أو أم انهم في النهاية أصدقائي و هذا يكفي.
فرحت معهم جميعًا ، و لعبت معهم ،صادقت  أصدقاء كثيرين جدد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! سعاد (علي اسم تيتا سعاد!) و هي أكبر مني بسنة و لكنها لذيذة جدًا و غنت معي علي عزف استاذة أنغام و استاذة أنغام قالت أن صوتها جميل جدًا ، و محمد - في مثل عمرنا- و لكنه هادئ ، كاد ينفجر غيظًا من أمير و  سامي و قيكتور و هم يلعبون معه (المسكين!) و ليلي و هي أصغر مني بعام و ترسم رسمًا تحفة! أعجب استاذة بسمة جدًا و قالت أنها المرة القادمة ستحضر معها استاذة الرسم لتساعد ليلي في الرسم ، ليلي فرحت جدًا ، و أنا أيضًا فرحت لليلي. و نور ، نور مثل أمير و سامي و فيكتور و بطيخة تمامًا  أخذ يلعب معهم و يرخم علينا ،نور قال لي أنه يرخم  علي محمد دائمًا ، مثلما يرخمون علي ! أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
و أخذنا نغني جميعًا علي عزف استاذة أنغام و استاذ جورج ، و غنيت مع بطيخة ثانية ، حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام!
 غنينا أغنية (إنسان) و (لو بطلنا نحلم نموت) و ( يابلادي) و (النشيد الوطني) و ( المصير) ، استاذة أنغام هي التي اختارت لنا الأغاني و تركت لأصدقائنا الجدد ورق أغنيات كثيرة ليحفظوها و نغنيها معًا المرة القادمة عندما نأتي. و استاذة بسمة ألتقتت لنا صور كثيرة معًا و جعلت عمو جمعة الذي يقف علي باب الدار يسجل لنا الأغاني التي غنيناها معًا.
لعبنا معًا كثيرًا صيادين السمك ، و كالعادة خرجت من أول دور،
واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء! 
و لعبنا رسالة و الهاتف الخرب و (هيلا هوبا) و كرة سلة و كرة قدم ، و أعطت استاذة بسمة كل فريق أو شخص فائز هدية عبارة عن أقلام ألوان أو مقلمة أو ميدلية أو كرة صغيرة ، و فريقي فاز في كرة القدم و كان معي في الفريق فيكتور و أماني و أمير و سامي و نور وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
و لكن فريقي فاز و أخذت كرة صغيرة جميلة ، كلما ضربتها في الأرض تعود الي!
ليلي قالت لي أن أغلب الناس يأتون ليرونها في ( يوم اليتيم) ثم لا يعودوا ، و لكنني قلت لها أننا سنعود ، و أننا لم نأتي أصلاً في (يوم اليتيم)! و أننا لا نترك أصدقاءنا أبدًا ، هكذا يقول (لوفي) ، ليلي قالت لي أنها لا تعرف (لوفي) و حكيت لها عنه و أحبته جدًا مثلي!
و أكلنا جميعًا من ما طبخت استاذة بسمة لنا ، و طبعًا حميت حصتي و أكلتها قبل أن يلتهمها هؤلاء المفاجييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع! و نصحت أصدقائنا الجدد ألا يخجلوا و يأكلوا قبل ألا يجدوا شيئًا! سعاد كانت خجولة و كادت لا تأكل شيئًَا و لكنني دخلت وسط الحرب و أحضرت من الطاولة طعامًا لتأكله ، الخجل لا ينفع مع المفاجييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع!!!!!
و في اّخر اليوم قلت لأصدقائنا الجدد إلي اللقاء ، و ركبنا الحافلة الي المدرسة و كنا مرهقين جدًا فلم نستطع الغناء .
أنا سأشتاق الي أصدقائي الجدد ، و لكنني سأعود لأراهم قريبًا و لن أتركهم أبدًا ، هكذا يقول (لوفي)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!




الثلاثاء، 1 يناير 2013

بعيد جدًا


      ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).
  
   ديميس روسوس واحد من رواد و أساطير غناء (الروك) في الستينات و السبعينات و من أشهر أغنياته التي يعرفها جيل اّبائنا و أجدادنا هي أغنية (بعيد جدًا) ، و هي ليست أغنية رائعة و مؤثرة و حسب بل ذات إيقاع أصلي مبتكر سرق كثيرًا و غنت عليه فيما بعد أغنيات و حتي إعلانات كثيرة.بيع له أربعين مليون ألبومًا ! وهو ذا شهرة عالمية ،له اسم لامع في أمريكا اللاتينية و أوربا طبعًا و الولايات المتحدة ، و غني بلغات عدة منها (اليابانية)، و جولاته الموسيقية الناجحة بلغت دبي و روسيا،و له شهرة واسعة في ترانيمه المسيحية التي جاب كنائس العالم مغنيها.  اختفي عن الأضواء أعوامًا طويلة ليعود في 2009 .
    فنان عالمي بكل معني الكلمة،أليس كذلك ؟ و لكن لماذا أكتب عنه الاّن ؟ لعلكم تتساّلون ، أنا لا أكتب عن مغنين أجانب، و لست ناقدة موسيقية ، و لا أكتب إلا بغاية معينة .لماذا أكتب عن مغنِ أجنبي الاسم ،شهير ، يغني بالانجليزية و مضي علي عودته للغناء ثلاث سنوات و علي غيابه قبلها ربما عقود. و من أربعة أو خمسة أجيال قبلي ؟
     الحقيقة أنه ليس أجنبيًا ، إنه مصري. مصري إسكندارني المولد، يوناني الأصل.
      إنه مصري ،كان يمكن أن يكون مصريًا حتي النهاية ، كان يمكن أن تستمر عائلته بمصر ، كان من الممكن أن يكون مغنيًا عالميًا مصريًا ، كان من الممكن أن يكون جزًء من نهضة موسيقية بمصر. كان من الممكن أن يحيا هنا ، كان يمكن أن يكون مصريًا اليوم.
        لماذا رحل والداه ؟ لماذا رحل ؟ لماذا هو الاّن يوناني ؟لماذا لم يبقي ؟ لماذا ليس مصريًا رغم أنه ولد بأرضنا ، و شرب من نيلنا الذي في أساطيرنا من يشرب منه يعود إليه ؟
         لقد تربي الستة عشرة سنة الأولي التي تشكل وعي الإنسان بالعروس ، عروس الأبحر ، عروس حسناء جميلة شقراء سمراء،فاتنة ناضجة قوية ،ترتدي ثوبًا إغريقيًا يكشف كتفها و تمسك شعلة بيدها .إنها أجنبية مصرية ،قبطية مسلمة ، رومانية يونانية إسلامية مصرية . تغطي الاّن بالأقمشة ، تطمس الاّن بالنقاب.
         لماذا رحل عن الحسناء ؟ لماذا ترك عروس الأبحر و رحل ؟
       والداه لم يستطيعا البقاء ، رجل أحببته و احترمته و عشقته سنوات طردهم ، أجبرهم علي الرحيل بعد أن سلبهم كل شيء. لقد رحلوا قسرًا بعد أن خسروا كل شيء في أزمة السويس علي يد الزعيم الذي هللت له الجماهير ،علي يد (عبد الناصر).
       ديميس لم يرحل وحده مع والديه، رحل معهم اّلاف ، عشرات الاّلاف من اليونانيين و الأجانب الأصل ، مصريو الجوهر و الانتماء. لم يرحلوا أيضًا وحدهم ،رحل معهم مصريو الأصل و الانتماء قسرًا أيضًا ؛لأنهم يهوديو الديانة.
            لم يبكي رحيلهم أحد ، لم يعبأ بهم أحد. كلهم مضوا عميًا خلف الزعيم ينصرونه ،و يهللون له حتي هزم و رحل فولي الجماهير عنه أيضًا. لماذا لم يبكي رحيلهم أحد حتي الاّن ؟ لماذا لم يفكر أحد حتي في أن ينعي ذلك الرحيل ،أو أن يؤرخ له ؟ لماذا لم تذرف دمعة واحدة علي رحيل عشرات اّلاف ممن عاشوا لعقود بل لقرون علي أرض وطن كان ذات يومِ ملجأ كل الأعرق ، و مدينة حوت كل الثقافات؟
         لم يبكهم أحد ؛لأن الجميع رأوا أنهم ليسوا مصريين . اّمنوا من داخلهم أن من ليس بثقافتهم ، و لهجتهم و الأهم دينهم ليس مصريًا. أنا لا أبالغ؛ إنني أقول الحقيقة الكامنة داخلنا جميعًا حتي الاّن.
            لم يبكي أحد اليونانيين و الأجانب الذين عاشوا عمرهم بمصر ، و أولادهم لم يعرفوا وطنًا سواها ؛لأن الجميع رأوا من ليس مصريًا ولد بمصر و يتحدث اللكنة المصرية هو ليس/ت مصريًا/ةً.لم يكن أحد يبالي برحيل من نظر إليهم دومًا كضيوف ليسوا بأصحاب أرضٍ .لم ينعي أحد اليهود ؛لأن أحدًا لم يرَ اليهود المصريين مصريي الأب والجد ،و الذي بعضهم أشد انتماًء لهذه الأرض من أبنائها ، لم يرهم أحد مصريين ؛لأنهم ليسوا علي دينه/ا ،لأنهم يهود.
             أجل ،لقد طرد اليهود و اليونانيون ، و الأجانب ،الذين لم يعرفوا يومًا وطنًا سوي مصر ، و بعضهم وقف بعناد أقوي من عناد أغلب المصريين ضد الصهيونية قبل ظهور إسرائيل و هي مجرد فكرة تنشأ ، و تتولد.أجل ، هم طردوا ، ربما ليس بالقوة الخشنة ،و لكنهم إجبروا علي الرحيل بعد أن خسروا كل ما ملكوا ، و بعد أن وجدوا وجودهم مرفوضًا علنًا من مجتمع يجهر برفضهم.
            لماذا أكتب عن تاريخٍ مضي الاّن ؟ لماذا أكتب عن (بعيدٍ جدًا) لم و لن يعود ؟ لماذا أنعي قتيلاً مضي علي حتفه عقودًا ، و تحللت عظامه ،و صار جزًء من الثري ؟ لماذا ؟
             لماذا تنزل دموعي الاّن ؟ لماذا أبكي ذلك القتيل الذي لم ألقه في حياتي ؟ و لم أعرفه إلا بعد الرحيل بعقود ؟
             لماذا أبكي ؟
             لماذا أكتب ؟
             إن دموعي ليست علي قتيل الأمس البعيد ، دموعي أيضًا تنهمر علي حي يقتل أمام عينيَّ الاّن. دموعي علي الأرض التي تقتل من جديد و ينتزع منها أبناؤها علي مراّي منها مرة اّخري.
            بلادي تنتحب من جديد.أولادها يرحلون عنها من جديد بنفس الطريقة و لنفس الغاية.
             المسيحيون الاّن يرحلون ، يرحلون قسرًا. إنه الفصل الجديد من التراجيديا. إنه فصل جديد من الرحيل.
         عروس الأبحر ،التي كانت يومًا يونانية رومانية ، مصرية أجنبية ، مسيحية يهودية مسلمة.تلك الحسناء الاّن ترتدي النقاب ،لا صوت فيها سوي صوت الخليج  ،احتل بحرها من مياه الخليج العربي ،تصحرت أرضها برمال الشرق.
           و بلادي التي كانت بها عروس الأبحر ، التي كانت ذات يومٍ تأوي الجميع ، اليوم يطرد منها الجميع بالدور. الدور اليوم علي المسيحيين ،  و الغد لن يبقي في مصر سوي المسلمين الذين كثير منهم بل ربما أغلبهم يؤمنون أن مصر ليست سوي حقهم هم ، و ضيفة عليهم أقلية مسيحية تطلب أكثر من حقوق الضيف.و سيأتي يوم يطرد فيه مسلمون أيضًا يراهم الجميع ضيوف غير مرغوبٍ فيهم ربما لمذهبهم ، ربما لرأيهم السياسي أو الثقافي ، ربما حتي لطريقة ملبسهم من يدري الدور سيكون مستقبلاً علي من ؟
           إنني أنعي اليوم البعيد جدًا . أنعي كل البعيدين.أنعي من رحل و من سيرحل. أنعي اليونانيين المصريين، أنعي الأجانب المصريين ، أنعي اليهود المصريين ، أنعي المسيحيين المصريين الذين رحلوا و الذين يرحلون الاّن بعد الثورة ، و الذين سيرحلون عما قريب ، و أنعي أيضًا هؤلاء الذين لا أعرفهم الذين سيحل الدور عليهم.ربما العلمانيين ،الذين يشهر بعض ذوي الذقون الطويلة و الجلاليب القصيرة رغبتهم في رحيلهم ،فهم طبعًا ضيوف ليسوا مصريين ؛لأنهم لا يؤمنون بالدولة الإسلامية ،و لأنهم يدافعون عن حقوق الراحلين.و ربما لا يأتي  الدور علي العلمانيين ، لكن مؤكد إن استمر الرحيل ،و رحل المسيحيون سيأتي الدور علي مصريين اّخريين ليرحلوا و يسلبوا مصريتهم.و من يدري ربما ينعاني أحد ذات يوم.