الثلاثاء، 15 يناير 2013

كل الخطايا باسم الدين


         (هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

      عندما يتطور الكذب ، لا يغدو كذبًا ، يغدو جريمة كاملة تتزيف باسم براق .المقولة التي تتحدث عن كون الكذب أبًا لكل الخطايا حقيقية ، و لكنني مؤخرًا اكتشف معانٍ جديدة لها ، ليست بتسطيح أن من يكذب ليداري خطأ صغيرًا يخطأ ليداري خطيئة بعد ذلك. لقد اكتشفت أن أحيانًا من يكذب ليلبس خطأ محدود ثوب الشرعية يكذب بعدها و يصدق كذبته و يحول الخطايا لأعمال مقدسة !
             للأسف أصبح كثيرون منا هؤلاء الكاذبون. الكاذبون الذين يلبسون كل خطيئة ثوب أخضر ناصع يسمي (الدين).هؤلاء لم يعودوا يتحصنون فقط من المساءلة بالدين ، هؤلاء صاروا يحصنون خطاياهم ذاتها ، و يجعلونها أعمال تقرب للجنة بالدين.
            فيما مضي عندما بدأت فكرة الإرهاب و ازدهرت في التسعينات المصبوغة بلون الدم ، كانت الكذبة الأولي.كذبة القتل الحلال المقدس. كذبة لا تبرير القتل بل إلباسه ثوب القدسية و تحصينه بالدين حتي و إن كان ضد العزل و الأطفال.       و  بعد ذلك تدرجيًا صار كل ما هو خطيئة لا تغتفر عملاً بطوليًا مقدسًا يرتدي جلباب الدين الفضفاض ، الذين يمكن أن يضيق و يتسع حسب الطلب.
            اليوم بلا فخر علينا أن نحتفل بعصر تقريبًا كل ما هو خطيئة فيه يمكن تقديسه باسم الدين .اليوم علينا أن ندق الدفوف احتفالاً بكاذبين صدقوا أنفسهم و جعلوا الجميع يصدقهم ، و حموا خطاياهم من مجرد الانتقاد بدرع حديدية صلبة تسمي (الدين).
             لدينا نحن ، الضرب باسم الدين للمعارضين السياسين و إن كانوا عزلاً أو كبار سن أو ضعاف . لدينا التحريض العلني علي جرائم سرقة الأثار ( فسرقة الأثار ، سرقة أصنام لذلك فهي ليست سرقة حرام!) و تحطيمها أيضًا باسم الدين. لدينا نحن السب و القذف يكون باسم الدين ، لدينا ايضًا خطيئة التكفير باسم الدين لكل من عارضنا في الدين ، السياسة ، الأراء الاجتماعية،و لدينا  (رمي المحصنات) للفنانات اللاتي نراهن باسم الدين فاجرات .و في السنوات الأخيرة طفحت علينا الدعارة باسم الدين ، في زواج الجليجيين بفتيات قسر لمجرد المتعة الصيفية ثم إلقائهم في الشارع بأبنائهن الأجنة ، و هناك حالة اعترفت بالزواج قبل إكمال العدة ، و قبل أن تعرف أصلاً إن كان طلقت لا ، و كثير منهن يبعن كل صيف لمشترٍ جديد في دعارة تسمي زواج باسم الدين الذي يدعون أنه لم يحرم أبدًا زواج القاسرات.
             أريد أن أسأل ما الخطيئة التي لم ترتكب بعد باسم الدين  ؟
         كفا كذبًا . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق