السبت، 31 مارس 2012

نسبية القيم

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

ما من شيء مطلق في الحياة بدون استثناءات ، كل الأفكار في الحياة نسبية قابلة للتغيير طبقاً للمعطيات المحيطة بها.ربما تكون الفكرة الوحيدة المطلقة هي العقيدة الدينية و لكن بعد كثير من التفكير الجدلي النقدي فيها. حتي القيم نسبية خاضعة لظروف محيطة ، و حتي نسبية القيم غير مطلقة.
أعلم أن مقدمتي معقدة بعض الشيء و لكني سأشرح ما أعنيه بالتدريج. فالنأخذ فكرة كالقتل . هل القتل صواب؟ القتل جريمة شنعاء ، فهي بجوار كونها سلباً لروح ؛فهي اعتداء علي حق الله-عز و جل – في تقرير متي و كيف تنتهي الحياة. و رغم ذلك فجرم القتل نسبي، ففي الحرب القتل يتحول لبطولة (هذه الفكرة تنبهت لها في كتاب (كتاب مالوش اسم) ) و كانت بداية تفكيري الجدي في نسبية القيم. مثال اّخر هو الكذب ، الكذب خطأ بشع و لكن علي العدو مباح .الخيانة أشنع خطيئة عرفتها البشرية ، و لكن لو كان مثلاً لي صديق خائن لوطنه ، سأخونه و أعمل ضده حتي يسقط ، خيانتي له ستكون بطولة!التسامح أرقي الفضائل ، و لكن التسامح من القانون مع المجرمين يؤدي بالوطن الي الفوضي .الأمومة أعلي درجات الحب و التضحية ، و الأم التي تحمي ابنها أو ابنتها علي حساب العدالة و القيم تتحول أمومتها الي عاطفة مسمومة. التعاون و التكافل هما بناء المجتمع المثالي و لكن التعاون في الجريمة يجعلها أذم مما هي.الشجاعة هي قمة الفروسية و لكن الشجاعة التي لا مردود من ورائها ، و تعرض الجميع للهلاك هي التهور.
هناك عشرات بل مئات النماذج في الحياة لقيم تتحول لخطايا و خطايا تتحول لقمة النبل طبقاً للظروف المحيطة بها؛ لأن المثل ليست مطلقة و كذلك الخطايا. و لكن حتي نسبية القيم و الخطايا لها حدود. مثلاً قلت أن القتل في الحرب بطولة ، و لكن هل قتل الضعفاء في الحرب بطولة ؟ بل هي منتهي الوضاعة. هل قتل النساء في الحرب بطولة ؟ الاجابة المعتادة "لا " ، و لكن هذا يرتبط بقوة النساء ، المرأة المقاتلة القوية قتلها بطولة ، و لكن المرأة العزلي الضعيفة قتلها هو أعتي صور الجبن. الكذب علي العدو مباح ، و لكن هل الكذب علي العدو في العهود و المواثيق لا غبار عليه ؟ بل هو نقض للعهد ، و تلويث للشرف. التسامح مع المجرمين يولد الفوضي ، و لكن في بعض الحالات العدالة تقتضي من القاضي التخفيف من العقوبة أحياناً رأفة بالمتهم. الشجاعة التي تعرض الجميع للهلاك و هي تهور قد تصير بطولة تحت ظرف معين .
أخيراً سأختار نموذجاً سياسياً واضحاً لنسبية القيم و نسبية نسبية القيم. هناك من يؤمن أن الجيش –مثلاً- في توقيتات الحروب هو حامي الوطن و حارسه و لذلك لو حدثت مجاعة أو نقص مؤن في وقت الحرب ، فيمكن التضحية بالشعب الأعزل الذي لايملك القوة ليصير من الجيش و تقديم أغلب المؤن و الغذاء للجيش لضمان انقاذ البلاد في الحرب ، حتي و لو علي حساب موت ملايين من الشعب جوعاً. و هناك دول فعلت بالفعل ذلك في أوقات حروبها علي مر التاريخ ، و هناك كثيرون يؤمنون فعلاً أن هذا هو الصواب ؛لأن الجيش ان لم توفر له أسباب البقاء سيسقط الوطن كله ، فلا مشكلة من التضحية بقيمة العدالة (و هي أيضاً نسبية ) في سبيل ضمان الأمن و نجاة الغالبية و الوطن في الظروف الاستثنائية كالحروب. و لكني أري أنه رغم نسبية فكرة العدالة ، و رغم الظروف الاستثنائية في الحروب و المجاعات و غيرها ، فان الظلم و خاصة تجاه الشعوب الضعيفة العزلي يبقي طغياناً ، و أن الأمن علي حساب العدالة معادلة مجحفة.هذا النموذج اخترته ؛لأنه كان حاضراً في ذهني و أن أفكر في (نسبية القيم ) و هو ما جعلني أفكر أن ( نسبية القيم ) ذاتها ليست أمراً مطلقاً.
في هذا المقال جادلت فكرة القيم و الخطايا و نسبيتهما و حدود نسبيتهما، و لكن هذه الفكرة نفسها من أعسر و أعقد الأفكار ؛لأنها جدلية للغاية ، و لأن نظرة كل شخص ل (نسبية القيم ) غالباً تكون مختلفة بل متناقضة مع الاًخر. و أرجو ممن يقرأ أو تقرأ هذا المقال التفكير بعمق في أبسط و أتفه المواقف الحياتية و اختيار التصرف الصحيح فيها طبقاً لفكرة (نسبية القيم ) و أيضاً حدود ( نسبية القيم ).

الخميس، 29 مارس 2012

الأحرف العربية

كنت أزين الفصل اليوم مع أماني و وضعنا لوحات كثيرة علي الحائط منها شكل مركبة سنضع فيها صور الفصل كله ، (حتي صورتي بشعري المنكوش ، و قيكتور بالبذلة !) و ورود جميلة ملونة في الفصل كله ، و صور من الرسوم المتحركة التي اختارها الفصل ( صور لوفي و ريمي و أبطال الديجيتال و باتمان و سبيدرمان ،هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!) و أناشيد كثيرة و أغنية بلادي، و عندما طلبت من أماني نكتب أسماءنا و العبارات التي نحبها باللغة العربية رفضت ، و قالت أن الأحرف الانجليزية شكلها أجمل كثيرًا من الأحرف العربية ، و لكنني صممت أن نكتب باللغة العربية ، أغلب الفصل قال أننا سنكتب بالأحرف الانجليزية ؛لأنها تبدو أجمل ، و لكننا صبرنا حتي تأتي استاذة سحر مدرسة الرسم لتقول لنا ما رأيها.
أنا كنت غاضبة ،أنا أحب الأحرف العربية جدًا و شكلها يبدو لي جميلاً و أتخيلها دائمًا أشياء جميلة . حرف "أ" تبدو كشخص نحيف (مثل أمير تمامًا يرتدي قبعة)و حرف الباء مركبة و حرف "ث" يبدو مثل طبق أو حلة بها ثلاثة قطع من الفاكهة ، حرف "ح" يبدو لي مثل زحليقة أقفذ من فوقها لأتزحلق في دائرتها. حرف "ع" زحلقتين واحدة صغيرة و واحدة كبيرة. حرف "ي" يشبه البطة . أنا أحب الأحرف العربية ؛لأنها مسلية و لذيذة و تتشكل كثيرًا و كلما تشكلت أعطت شكلاً مختلفًا. استاذة بسمة أيضًا تحب الأحرف العربية،و لا أعتقد أنها ستكون سعيدة ان كتبنا بأحرف انجليزية.
استاذة سحر عندما جاءت و سألناها ،قالت لنا أن الأحرف العربية فنيًا أفضل و مرنة و يمكننا أن نشكلها كما نشاء ، لذلك فهي صيحة الان (أماني اقتنعت و قالت أن أختها الكبري و بنات عمها و خالها يرتدين ملابس عليها أحرف عربية و أنها ستقلدهم ).و ساعدتنا استاذة سحر و رسمت لنا علي ورقة اسم كل منا بشكل جميل جدًا و لكنه كان صعبًا في القراءة ، و قلدنا الورقة و رسمنا أسماءنا علي الحائط بكل الألوان مرنا كتبت اسمها طبعًا بالبنفسجي ، و قيكتور كتب اسمه باللون الذهبي و أماني كتبت اسمها باللون الوردي الذي يشبه ملابس باربي ، و أمير كتب اسمه باللون الأزرق ، و سامي كتب اسمه باللون الرمادي ، و أحلام كتبت اسمها باللون الوردي الرقيق ،أما أنا فكتبت كل حرف من اسمي بللون من ألوان الطيف !
سعدت جدًا استاذة بسمة عندما دخلت الفصل و رأت أسماءنا مكتوبة بالأحرف العربية الملونة و أخذت تقفذ في الفصل منبهرة! و هي تصيح:" تحفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!" (أحب استاذة بسمة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
حكيت لاستاذة بسمة عن الأحرف العربية و الانجليزية ؛فقالت لي أن الكثيرين يفضلون الأحرف الانجليزية ؛لأنهم تعودوا أن الأجنبي أجمل ،و هذا يمنعهم أن يروا جمال ما لدينا !

الثلاثاء، 27 مارس 2012

أنا فخورة أني امرأة

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

كنت ككل الفتيات أكره و أنا صغيرة كوني فتاة و أتمني أن أكون فتي . كنت أحسد الفتيان علي أشياء كثيرة جدًا و تفاصيل قد تبدو تافهة و لكنها كانت تعني لي الكثير و تشعرني بالدونية . كنت أرتدي بناطيل دائمًا ،و كنت شديدة العنف حتي في اغلاق الأبواب ،و كنت أضرب الفتيان ،و أتحداهم و كنت أمارس رياضات قتالية ، من ضمن الأسباب التي كنت أمارسها لها هو رغبتي في اثبات أنني لست أقل من الفتيان.
داخلي كنت أتطلع لما يحصل عليه الفتيان من نظرة قوة في أعين المجتمع. كنت أغضب ؛لأنهم لا يمنعون من الخروج ليلًا الي المولد و أنا أمنع و ان أردت شراء شيء من المولد كنت أطلبه منهم أو أرافقهم. كنت أحسدهم علي تحيتهم للعلم و منعي من تحيته في مدرستي.و أذكر أني في فترة عانيت فيها كثيرًا ؛لأني كنت صغيرة و أعاني من الدورة الشهرية حسدتهم علي أنهم لا يعانون مثلنا و لا يعرفون كيف نتعذب.
شعور الألم و جرح الكرامة و الذل الذي شعرت به يصعب وصفه ،ليس ؛لأني عانيت من نظرة أهلي لي ،فأمي دائمًا كانت تساويني بالفتيان ، و تقول لي أنها لو كانت أنجبت ولدًا لعاملته مثلي تمامًا ، و لكن ؛لأنني كنت أعرف نظرة المجتمع الكبير لي.كنت أعرف أنني لا يحق لي التطلع الي الحكم أو القتال أو حتي أن أبدو قوية أو أن أساوي نفسي بالفتيان ؛لأنني سأبقي دائمًا أدني منهم. كنت أعرف أنني ان أخطأت لن يغفر لي المجتمع ، بينما ان أخطأ الفتيان سيتغاضي المجتمع عن حماقاتهم التافهة. كنت أعرف أنني عورة يريد المجتمع حجبها ، و الفتيان فخر و زهو للمجتمع.لا يحق لي الحكم ، القتال ، تحية العلم، لا يحق لي أن أرفض أن أعتمد علي رجل ، لا يحق لي التمرد ، لا يحق لي الحرية بدون حماية المجتمع المدمرة لي.و مع كل هذا يتباهي المجتمع بالفتات من حقوقي التي يمنحها لي ، و يتشدق بحقي في العمل بالأعمال التي يختارها لي ، و حقي في الحرية في الاطار الذي يرسمه لي ، و الذي ان خرجت عنه فقد فسقت.
و لكن لا .قررت أن الاجابة هي لا .أنا لا أريد أن أكون ولدًا هذا يجعلني متبنية فكرة المجتمع أن الولد أقوي و لذلك أريد أن أصير مثله. هذا سيجعلني مجرمة بدوري كالمجتمع تمامًا .أنا امرأة ، أنا فخورة أني امرأة ، و سأحقق و أنا امرأة كل أحلامي ، و سأقاتل و أنا امرأة ، و سأكتب و أنا امرأة ، و سأبرز و أنا امرأة ، و سأقود بلادي للغد بقلمي و أنا امرأة ، و ان جاء يوم و حلمت بالحكم ،فسأحكم و أنا امرأة ، و لو دخلت بلادي حربًا سأصير في طليعة الجيش جندية أقوي في السجال من أعتي المقاتلين ، و أنا امرأة.
كوني امرأة ليس هزالاً، كوني امرأة ليس عارًا ، كوني امرأة ليس حاجزًا أمام أحلامي ، كوني امرأة يقويني لا يعجزني. أنا امرأة لذلك أنا حنونة ، أنا امرأة لذلك أنا رحيمة ، أنا امرأة لذلك أنا أحمل قلب الأم، أنا امرأة لذلك أنا أتحمل و أمضي بدون سقوط ، أنا امرأة لذلك أنا أصر و أصل الي أحلامي ، أنا امرأة لذلك أنا أنظر الي التقاصيل و لا أنظر الي الواجهة وحسب ، أنا امرأة لذلك أنا أقدس الجمال و أسعي اليه، أنا امرأة لذلك أنا جميلة و أنيقة و أبصر روعة الجمال ، و أرمي اليه في كل شيء حتي مظهري، أنا امرأة لذلك يحذر الجميع انتقامي ،اذا داسوا ما أحب.لأني امرأة فأنا أجمع الجمال و القوة و الرحمة.
أنا امرأة ، أنا فخورة أني امرأة ، سأحلم و سأصل الي أحلامي ، سأقاتل و سأدافع عن ما أحب و أقدس ، سأصر علي بلوغ النجوم ، سأكون قوية ، و جميلة و رحيمة و ودودة ، لن يمنعني كوني امرأة عن ذلك بل ؛لأني امرأة و انسانة قبل أن أكون امرأة سأحقق كل هذا و سأبلغ النجوم.

الأحد، 25 مارس 2012

أنا محظوظة ؛لأني بنوتة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!






أنا مبسووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة!
أنا سعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة ، لأني بنوتة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا كنت أحب أن أكون ولدًا ؛لأن الأولاد لا ينظر لملابسهم ، و يأكلون كما يشاؤون و لا يقول لهم أحد أن يكونوا رقاقًا ؛لأنهم ليسوا فتيات ، و لا يقول لهم أحد :" عبقالك!" ،و يلعبون كما يريدون و يضربون بعضهم براحتهم و لا يمنعهم أحد.(أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!)
و لكني الان سعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة ؛لأني بنوتة و لست ولدًا.هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
الأولاد حمقي و متسرعون و عنيفون ، و لا يعرفون معني الذوق ( مثل هجوم أمير و بطيخة و سامي علي الطعام الذي نطهيه أو الذي تطبخه استاذة بسمة ، مفاجيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع! أو مثل لفهم حول طاولة الطعام يوم الهالوييين لولا رفي راءهم بالبلاص!)
الأولاد ليسوا مثلي يعرفون جمال الأثواب و الألوان و لا يقدرون الجمال ( مثل سخرية وحيد من ثوبي )
و ان كان الأولاد مدللين ، فهذا ما علي أن أغيره و ألقن خالتي درسًا عندما تتركهم يلعبون و لا تسمح لي بذلك أو عندما تقول لي :"عقبابلك " و لا تقولها لهم (أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!)
الأولاد أقل جمالًا منا ، و ليسوا كما تقول ماما و خالتي و أماني أقوي منا ( أنا و مرنا و كريستين و أية نضربهم و يضربوننا عندما يغيظوننا ، و قريبًا سنثبت لهم و للجميع أنهم ليسوا أقوي منا أبدًا ) .حنان كانت أقوي من كل الأولاد الأقوياء في (أبطال الديجيتال) و ران قوية جدًا و هي التي تحمي كونان من الأشرار ؛لأنها تتقن الكاراتيه.
أنا أرتدي أثواب جمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييلة و ملونة و كلها زهور و تظهرني بنوتة و لكن الأولاد لا يستطيعون أرتداء الأثواب الجميلة التي أرتديها و لا يستطيعوون أن يظهروا مزدهيرين مثلي!
أنا أحب نفسي الان و أنا بنوتة ،جميلة جدًا و حلوة و ملونة و ثيابي جميلة و مزدهرة ملونة و أحبها و أشعر بروعتها، و أفرح عندما تقول لي ماما أو مرنا أنني أبدو جميلة ،و أنا أيضًا قوية أقوي – و سأثبت ذلك- من كل الأولاد ، و ماهرة في دراستي أمهر من كل الأولاد ، و أكتب أفضل منهم ، و أحب زرعتي و سأرويها مثلهم و أفضل لتكبر و أعرف أنها تحبني مثلما تحبهم ، و تعرف أن سقايتي لهم مثل سقايتهم تمامًا و أفضل .أنا رقيقة و عندي ذوق و أكثر احساسًا و أقل فجعًا منهم.
أنا سعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة ، أنا مبسووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة ، أنا محظوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووظة، أنا بنوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووتة!

الجمعة، 23 مارس 2012

كيف يجب أن تكون علاقتنا بالأخر الأجنبي؟

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

كتبت من قبل عن (ازدواج معاييرنا مع الغرب) و ذكرت أننا ننظهر من ناحية له علي أنه مجتمع فاجر و فاسق و كافر، و أننا أفضل أخلاقاً و علاقاتاً و ديناً منه ، و من ناحية أخري يكمن في لا وعينا شعور دائماً بالدونية تجاهه، فنتعلق بكل ما يمت له بصلة و نريد أن نصير مشابهين له في كل شيء ، في اللغة و الملبس و االأغاني و الفن .و ليس الغرب وحده هكذا ؛ فنحن صرنا في العقدين الماضيين ننظر للخليج بنفس الطريقة ،و عندما تحكم الصين العالم قد ننظر للاّسيويين بذات الطريقة.
و لكن يجب أن ينتهي ذلك ، يفترض بنا أن نعتدل في نظرتنا للأخر الأجنبي. لا يمكننا أن نقول عليه ففاسق و فاجر و كافر و نحن لا نعرفه أصلاً و لم نحيا معه. لا يمكن لشخص أن يحكم علي أخر بدون أن يعيش حياته و يخابر ظروفه و نحن لا نحيا في مجتمعات الأخر و لا نعرف ظروفها بشكل عملي و لا نعرف كيف يفكر الأخر و ما وجهة نظره في أفكاره لنحاكمه و نصدر ضده التهم من أعيننا نحن و طبقاً لفكرنا نحن ، و وجهات نظرنا نحن ، و عاداتنا و تقاليد نحن ، و أدياننا نحن. أحكامنا حتماً ستكون منحازة و بعيدة غاية البعد عن الموضوعية.
أيضاً ما نتعلمه من الأخر و ما نرفضه منه يجب أن يكون طبقاً للمنطق ، و للتفكير الحر في الصواب و الخطأ. لا يوجد مجتمع كامل أو شعب بلا أخطاء ، كما لا يوجد مجتمع أو شعب بلا حسنات ، و عندما نطلع علي ثقافة مجتمع أو شعب علينا أن نفكر في مبادئ هذا المجتمع أو الشعب بحيادية و موضوعية و بدون تحيز حتي نختار منه ما هو صواب حتي لو عارض ما تربينا عليه ، و نرفض منه ما هو خطأ حتي لو أعجبنا. علقت صديقة لي من قبل قائلة أننا نستورد من الأخر أسوأ ما فيه و نترك حسناته. أعتقد أن السبب هو الدافع من وراء تقليد الأخر ، هل هو فقط أن نصير نسخة عنه ؛للننال شرف أن ننتمي اليه؟ أم هو رغبتنا في أن نصير أفضل و أن نتعلم من الأخر الحسنات التي لا نجدها عندنا مثل القيم و المبادئ و العمل و اتقان المواعيد و الشرف؟
لنأخذ من الأخر ما هو صواب و نترك ما هو خطأ يجب أن يكون دافعنا للتعلم منه التقدم و أن نصير أفضل لا أن نخسر هويتنا و نصبح نسخة مشوهة عنه. الأزمة الحقيقية في علاقتنا مع الأخر هي الفكرة الخاطئة المترسخة في اللاوعي الجمعي لنا أن الأخر أفضل منا و أرقي و أننا أحط منه و لن نستطيع أن نصير مثله ذات يوم.و بعضنا تشوه وعيه تماماً لدرجة أنه يردد هراءاً مفاداه أننا كشعب متخلفين لسنا مثل الغرب و الاّسيويين بطابعنا متقدمين و أننا مصيرنا أن نبقي في القاع و هم يبقون في القمة. و هذه طبعاً فكرة أقل ما توصف به هو العنصرية ،و هي تخالف فكرة الايمان بأن الله –عز و جل- خلق الناس كلهم سواسية.و لكن الي حد ما هذه الفكرة مترسبة في مكان ما في اللاوعي و هذا يجعلنا دائماً متطلعين الي الأخر و كأنه الملك المأله الذي يريد الجميع أن يقتبس من نوره و يصير مثله. ان هذه النظر الي الأجنبي هي ذاته النظرة التي يتطلع بها الفقراء في مجتمعنا الي الأغنياء و يحاولون بسببها أن يقلدوا الأغنياء بأي طريقة كانت.
هذه النظرة ، و هذه الفكرة المترسبة في اللاوعي يجب أن نقاومها بأنفسنا. أنا عندما أجد نفسي أنطق كلمة انجليزية مثلاً و اشعر و أنا أنطقها بالفخر ، أواجه نفسي بسرعة و أحاكمها.و عندما أجد نفسي مستمتعة باطراء أمي لي علي ملابسي و قولها أنني أشبه الأجانب أوبخ نفسي. يجب أن تفكر أو تفكر ألف مرة قبل الفخر أو الرغبة في فعل أي شيء لمجرد أنه يقربكَ أو يقربكِ من الأخر ، و يجب أن تحاول أو تحاولي جدا نفسك َ أو نفسكِ و أقناعها بأننا لسنا أقل من الأخر.
عندما يكون لدينا توازن نفسي تجاه الأخر و نشعر أننا لسنا أقل منه ، حينها فقط سنستطيع أن ننظر اليه بموضوعية لا بتأليه أو تحقير ، و حينها سنختار بحرية و موضوعية ما نتعلمه منه و ما نرفضه .و حينها أيضاً لن ننصب أنفسنا قضاة منحازين نحاكم الأخر و نصدر الأحكام عليه بدون وجه حق.

الأربعاء، 21 مارس 2012

أمي

الي أمي اللذيذة،

عيد أم سعييييييييييييييييييييييييييد!

ماما أحبكِ!،أحبكِ!، أحبكِ! ،أحبك!،أحبك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا أحبك جدًا يا أمي و أحب حنانك و طيبتك و لطافتك، و أشعر أنك تحبينني أكثر مما أحبك ( و لكني لن أعترف بذلك أنا أحبك أكثر ).
أنت قوية و جميلة ، و حنونة ، و مثل أصدقائي جميعًا جزء كبيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير من دائرتي ، و لكنك تجعلين دائرتي أدفأ ؛لأنك تحتضني و تشعرينني بالدفء و الحنان و أنا داخل حضنك (باستثناء أنكِ تفعصيني!) أشعر داخلك بالأمان ؛ لأنك دائمًا تقولين لي أنك ستكسرين أي أحد يضايقني أو يحاول أن يؤذيني ، و لكنني طبعًا سأظل أحميك يا ماما ، و لو حاول أحد أن يضايقك ، فسألقنه درسًا لا ينساه ، سأضربه و أكسره و أطرحه أرضًا ، و سيبيت يومها في المستشفي !(المسكين!)
أنا أحب حبك لي و خوفك علي رغم أنه يخنقني أحيانًا و خاصة عندما تمنعينني من أكل الحمص أو غزل البنات أو حتي الفشار (أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!) و أحب قربك مني و أنك تتحدثين معي دومًا ، كصديقتي ،أحبك ، أحبك ، أحبك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماما ، كوني معي دائمًا و استمعي الي دومًا ، و أحبيني دومًا ، و لكن لا تخافي علي هكذا ! و كوني دائمًا بقربي .
"أمي كم أهواها اشتاق لمرأها ، و أحن لألقاها و أقبل يمناها .............................................................." أهديك أغنية (أمي كم أهواها ) التي تغنيها (ريمي) و تحبينها ، و سأغنيها لكِِ اليوم يا ماما.
"أنا أحبك يا أمي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
ابنتك الجميلة يا ماما









الأحد، 18 مارس 2012

الوداع

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

اني حزينة لموته جداً ، حزينة ؛لأني كنت احترمه و أحبه . كان بالنسبة الي رمز لبقاء روح تعرف معني الوطن. لم أكن أتفق معه في كل اَرائه ، و لكني كنت أقدرها و أتفهمها. كنت أحبه ؛لأنه كان يحب بلادي بصدق ينفذ الي قلبي و أشعر به.رحل و حزنت ، و مازلت غير مستوعبة لرحيله تماماً ،و لكني أظل أحبه و احترمه .
من يعرف تاريخه منذ الفتنة الطائفية في عصر السادات و حتي القديسين يحترمه و يحبه و ربما ينبهر به. بقوته و موقفه الصلد ضد السادات، و بعد ذلك رفضه الحج الي بيت المقدس حتي يتحرر من الاحتلال الذي يدنسه . برقته و طيبته في كل الماّسي الدموية التي مرت بنا و التي تنبثق من أقصي درجات الظلم و الكراهية و و الحقد علي الاّخر .واجه الدماء بالتسامح ، و واجه الغضب بالصوم.و امتص غضباً و شذراً يحطم الجبال ، و صبر حتي علي رؤية أبنائه يقطعون أمامه و تسيل دماؤهم كالبرك في شوارع أرض الكراهية.
لم يملك شيئاً و حمل كل شيء.أراد نظام تلو الاّخر أن يفسد و يدمر حياة شعب ، و يحوله الي مسوخ أرواح تتغذي علي البغض ، ثم يعود ليلقيهم الي رجال الدين ليشربوا هم ثمن خطاياه.و منهم كان ، بل علي رأس رجال الدين الذين حملوا خطايا النظم حمل و عاني ،و هو لا يملك وحده أبداً تنقية قلوب جفها البغض الشنيع الذي زين بلون الدماء .
" مصر وطناً يعيش فينا لا نعيش فيه ".
حقاً حيت فيه ،لا حيا فيها. أحبها بصدق و لذلك تحمل و قاسي ، و لذلك عرف كيف يتحمل و يمضي فيها يحارب شبه وحيداً لأجلها وسط أرض معركة غير مواتية له ، و مناسبة تماماً لكل من عادي الحب و توحد مع الكراهية ، كل من اختار بيع كل شيء باسم الدين ، و في منتصف ما باع كانت مصر .
الاّن يرحل و يتركها و يتركنا. يرحل و هي مازالت تعيش فيه ، و تحبه ،و لا أظنها ستنساه قط ،أرضه التي عاشت فيه حتي النهاية ، حتي أنه لا يفارقها حتي بعد أن انتهت الحياة.
أودعه ، و مازلت أشعر بالحزن ، و لكني أعلم أنه لم يتركنا تماماً مازال موجوداً ان أردنا أن نذكره دوماً . و لا أظنه كان سيكون حزيناً ان نحن تطهرنا من كراهية تحيا فينا و تسامحنا و طهرنا بلادنا من أثر الدماء التي تنبعث من البغض. لم يكن ليكون حزيناً ان نحن أحببنا بعضنا و عدلنا مع بعضنا ، لم يكن ليكون حزيناً ان حيت داخلنا لا حيينا نحن داخلها.
أظنها كانت ستكون رسالته الأخيرة ان كان له أن يرسلها لنا :" أحبوا بعضكم ، تسامحوا ، و لتحيا دائماً مصر داخلكم ، لا أنتم داخلها."

السبت، 17 مارس 2012

فرح عمو أشرف

أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!

أنا غاضبة ، و مغتاظة جداً جداً جداً ! لقد كنت متشوقة جداً لفرح عمو أشرف ، عمو أشرف طيب و لذيذ و يحبني و هو الوحيد الذي يضر لي عروسة المولد عندما تنسي أمي أن تحضرها لي. أنا لا أفهم صلة قرابته بالعائلة و لكني أخيراً فهمت من ماما أنه قريبنا (من بعيد) ، و لكنه الوحيد الذي يسأل علينا دائماً و يحبنا و يأتي ليتناول الغداء معنا و يدعونا لنأكل عنده ( طبخ عمو أشرف ، تحفة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أحلي حتي من طبخ ماما !) . أنا أحبه جداً و خفت أن يبعد عنا عندما يتزوج ، و لكنني فرحت عندما تعرفت علي (مني) خطيبته ، انها جميلة جداً و لذيذة ، و تلعب معي عندما أقابلها ، و لكن عمو أشرف يقول أنها لا تجيد الطهي مثله ! طبعاً ، لا أحد يطهو كعمو أشرف !
كنت متشوقة جداً للفرح ، و بصراحة ، لقد كنت أتمني أن أحضر أي فرح ، كل صديقاتي يحكين لي عن الأفراح التي يحضرنها ، و لكننا للأسف (عائلة لا تتزوج) ، كل عائلتي اما كبار جداً و اما في مثل عمري لا أحد ينفع أن يتزوج سوي عمو أشرف ، لذلك كنت متشوقة جداً لكي أحضر الفرح ، لأحكي لمرنا عليه ، و حتي لا تغيظني أماني ؛لأني لم أحضر فرحاً من قبل.
و لكن لقد كان يوماً سيئاً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماما أخذتني الي كوافير و المفتري أخذ يشد في شعري و هو يسرحه و يشكو من خشونته ، و يقول لي أنني لا أسرحه ( لماذا لا يعمل و هو صامت ؟، أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!) و بعد أن مزق شعري (المفتري!!!!!!!!!!!!!) و اّلمني بشدة ، استعمل الاّلة التي تسميها ماما (سيشوار) و جفف بها شعري ، و لكن الهواء القادم منها كان سخناً جداً ،اّلم أذني جداً و عندما شكوت لماما قالت لي ألا أكون مدللة ، (لم أقبل طبعاً ، أن أكون مدللة ، و تذكرت أمير و سخريته من كريستين عندما بكت علي جرحها) و تحملت الألم و لم أشكو لماما ، و عندما انتهي نظرت الي نفسي في المراّة فوجدت أذني قد صارتا بلون الطماطم!َ
و ألبستني ماما بعد ذلك ثوب واسع أبيض مثل ثوب العروسة ، ماما قالت أنه أنتق جداً و جميل علي ، و فرحت جداً من ما قالته ماما ، و من الثوب.و لكن وحيد أخذ يضحك من شكلي و يسخر مني و من شكلي ،ألم ينظر الي شكله أولاً و هو يرتدي البذلة السوداء و ربطة العنق الوردية؟!
كنت ما أزال متشوقة رغم عذاب الكوافير و سخرية وحيد . و سرت مع ماما و بابا و هما يمران علي الطاولات و يسلمان علي الجميع ، و كلما مرا بأحد أخذ يقول أنني صرت عروسة ، و (عقبالي عندما أتزوج) ، و كان معنا وحيد و نحن ندور مثل بندول الساعة حول الطاولات ، و لم يكن أحد يقول لوحيد (عقبالك) ، و سألت خالتي لماذا ذلك ؟ فقالت أنني فتاة و وحيد ولد لذلك فأنا الأهم أن أتزوج.خالتي المفترييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييية! أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! بصدق حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام!
أنا غاضبة !، مغتاظة !،سأنفجر! و الذي أغاظني أكثر أنني عندما تناسيت (عقبالك ) المستفزة و بقيت ألعب مع وحيد و غادة و خالد ، خالتي المفتريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييية! تحدثت في أذن ماما و جعلت ماما تناديني و تمنعني أن ألعب مع خالد و غادة و وحيد ، وقالت أن هذا يفسد شكلي ؛لأنني فتاة كبيرة لا يجب أن ألعب هكذا في الفرح و أجري و يجب أن أجلس كالتمثال لأحافظ علي شكلي! و عندما قلت لماما أن وحيد و خالد و غادة يلعبون ، قالت أن وحيد و خالد ولدان لا يهم منظرهما ، و عندما نظرت نحو غادة وجدتها مثلي تجلس مغتاظة بجوار أمها. يبدو أن أمها ، فعلت كماما ، و بقي خالد و وحيد يلعبان و يمرحان معاً ، و نحن جالستان ، أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
و بقيت مقيدة حتي وقت الطعام ، و عندما دخلت غرفة الطعام وجدت طعاماً كثيراً ، ألوانه رائعة ، و شكله شهي و فكرت حينها في أمير و سامي و بطيخة ، و كيف سيكون حالة غرفة الطعام ان كانوا في الفرح ! و لكني كنت غاضبة جداً و مغتاظة ، فوضعت طعام كثير جداً في طبقي و أكلته بعنف حتي أخرج طاقة الغيظ التي داخلي ، و لكن خالتي المفترييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييية! جعلت ماما تتدخل مجدداً و تقول لي أن اّكل بشكل هادئ ؛لكي أحافظ علي مظهري ، و نظرت نحو وحيد و وجدت طبقه ضخم جداً و يأكل كأنه لم يذق الطعام من قبل ، شكله كان أسوأ من شكل أمير و هو يلتهم الطعام !و لكن لا أحد تدخل ؛لأنه ولد.أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
أنا مغتاظة ، و غاضبة ، و مفروسة ، و سأنفجر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
في المرة القادمة لن أسمع كلام ماما أبداًَ ، وحيد و خالد مثلي و ليسا أفضل مني ، و سأكون علي حريتي مثلهم في المرة القادمة، و سأصرخ في أي أحد يقول لي (عقبالك) و لا يقولها لهما ، و سألعب كما أشاء و اّكل كما أريد ، و لن أحافظ علي شكلي كما تقول ماما، أنا لست أقل من خالد و وحيد ، أنا لست أقل من هما.أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!


الخميس، 15 مارس 2012

السياسة الخارجية لمصر بعد الثورة

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

مضي ما يزيد عن عام علي الثورة توقعت و توقع الكثيرون تغيراً تاماً في السياسة الخارجية لمصر خلاله ، و مع ذلك فان و للأسف أري أن سياسة مصر الخارجية لم تتغير بالقدر اللازم الذي يعيد لها ريادتها في المنطقة و العالم.للأسف لم نتنص الفرصة الماسية التي منحتها لنا الثورة و بريقها العالمي ، في صياغة قوة ناعمة لمصر ، ووضع مصر في مكانة تستحقها في الوجدان العالمي.
بعد الثورة المصرية أمتد النبض المصري الثوري ليغذي بلدان العالم العربي ، و انطلقت الثورة في ليبيا و سوريا و البحرين (أخمدت نيرانها)،و اليمن.عندما كانت الثورة في ليبيا علي أشدها ، و عندما انحرفت نتيجة لديكتاتور مختل عقلياً في مسار أقل ما يوصف به الدموية ، لم تتدخل مصر بثقلها لتدعم الثورة الليبية و لو حتي بشكل سياسي أو دبلوماسي ، و تركت هذا الدور لدول عربية و أجنبية اّخري بحجة وجود عمالة مصرية ضخمة مهددة داخل ليبيا ، و لم تستطع مصر اجلاء كل الرعايا المصريين مثل دول اّخري.و وجد السياسيون في العمالة المصرية علاقة تخفف من و طئة الدور المصري المحايد في ليبيا ، و الذي كان يفترض أن يكون قوياً بسبب الثورة ، و بسبب التجاور الجغرافي.
و في اليمن و الاّن سوريا لم تحفل مصر بأي دور دبلوماسي يذكر في الثورتين و كان دعم تركيا و العالم الغربي و بعض الدول العربية التي لا تمت للديمقراطية أو للثورة بصلة أقوي بمراحل بالدور المصري المترهل.أريد أن أفهم ألا يدرك ساستنا معني مكانة مصر ؟ ألم يقرأوا (مجرد قراءة ) عن مفهوم القوة الناعمة للدولة ؟ هل مازلنا في جوف الكهوف التي وضعنا فيها مبارك حيث لا يكون بيننا و بين من حولنا أي علاقة تذكر ؟ ثم لماذا ظلت سياستنا الخارجية –شبه- تدافع عن النظام السوري حتي فترة قريبة ؟لماذا تأخرنا في أخذ موقف كموقف تركيا –علي الأقل- في دعم الثورة ؟ لماذا يصر صناع سياستنا الخارجية علي خيار المفاوضات مع النظام السوري مع علمهم أن النظام السوري لا يحاور الا نفسه؟
جزء أساسي من نمو نفوذ و قوة مصر الناعمة في عصر عبد الناصر كان نتيجة لدور مصر في دعم الثورات علي الأنظمة الملكية و الاستعمار ، و بهذا اكتسبت مصر دورها الريادي في المنطقة و العالم. ان نحن رفضنا أن ندعم الثورات التي استمدت أصلاً من روح ثورتنا ، فكيف سنجعل لنا مكانة تذكر في الوجدان العالمي السياسي و الشعبي ؟
ليس معني أننا غيرنا من سياستنا تجاه المصالحة الفلسطينية و تحولنا من طرف منحاز لطرف حيادي أننا غيرنا –و لو بشكل بسيط – من اتجاهتنا السياسية بعد مبارك، فحتي بعد الاعتداء الغريب من القوات الاسرائيلية علي مصريين –لا فلسطينين حتي- اكتفي ساستنا بابداء الأسف من اسرائيل ، و صبرنا طويلاً حتي تكرمت اسرائيل بالاعتذار لنا . الغريب أن هناك معاهدة سلام واضحة ، و أن الاعتداء لم يطل جندي واحد بالخطأ ،و لكن أكثر ، و أن الشيء الذاته لو فعلناه ضد جنود اسرائيلين لكان لعالم قد اهتز بقوع البركان الذي كان سينفجر علينا. و كأن الحادث حقاً مدبراً ، و مع ذلك فساستنا لم يلقوا بالاً لكرامتنا الوطنية ، و حجم تأثير صمتهم حيال الحادث علي مكانة مصر العالمية و كبريائها.
و لم يحاول ساستنا استغلال الثورة بتاتاً كواجهة لمصر ، و لم يحاولوا تضخيم الثورة (التي هي ضخمة أصلاً) ، و جعلها دليل علي دعم مصر لقيم الحرية و الديمقراطية و عداء مصر للديكتاتورية و الشمولية . أمريكا التي لا تمتلك ربع الثورة المصرية تضخم من دورها في دعم الديمقراطية ( الكاذب) كواجهة لها ، بينما ساستنا تناسوا الثورة تماماً ، و لم يفعلوا أي شيء يذكر ( و لو حتي القاء خطبة ) عن أن توجهات مصر القادمة (بعد الثورة ) ستكون طبقاً لدور ريادي حيادي لدعم الثورة و الديمقراطية و الحرية كقيم أرثتها الثورة المصرية .
لا ألمس تغيراً يذكر في مسارنا السياسي الخارجي بعد ما يزيد عن عام علي الثورة ، و أظن أننا ان لم ننتبه قريباً للفرصة التي منحناها من الثورة ليكون لنا دور ريادي اقليمي و عالمي ، فلن نتمكن من استعادة ريادتنا الضائعة التي تستحقها مصر.و لن يكون استغلالنا لفقرصتنا الماسية الا بدعم الثورات ضد الديكتاتورية و القمع في العالم بأكمله ، و اعلان سياسة خارجية جديدة قوامها قوة مصر و قيمها الديمقراطية.

الثلاثاء، 13 مارس 2012

الصداقة

كفاية ، حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام! للمرة التريلون موضوع عن الصداقة ، بصدق حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام ! ماذا سأكتب ؟ كتبت كل الأفكار الممكنة في (الصداقة) ، لم تعد هناك أفكار لأكتبها ، كتبت كل شيء تقريباً ، هل سأعيد موضوع التعبير مجدداً ؟ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
سأكتب عن (الصداقة ) هذه المرة كما أراها أنا لا كما يراها كتاب المدرسة ، سأكتب عما علمني اياه (لوفي) ، لا ما يؤمن به المستفز الذي يكتب كتاب المدرسة كل سنة.
يقولون دائماً في كتاب المدرسة أنني يجب أن أصادق الأصدقاء الجيدين و أبتعد عن السيئين ، و لكن (لوفي) لا يفعل ذلك ، (لوفي) يصادق كل الناس الا الذين يؤذؤن الاّخرين . أنا سأصادق كل الناس ، معني الصداقة أن أصادق الأوفياء و أساعدهم حتي يتركوا الأخطاء التي يفعلونها لا أن أختار أصدقائي الذين يعجبون الجميع. ماما تحاول دائماً أن تجعلني أصادق المجتهدين في المدرسة ، و طلبت من استاذة بسمة من قبل أن تجلسني بجوار كريسين ، و لكن استاذة بسمة ( التحفة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) رفضت . ماما لا تحب صداقتي لأمير و سامي و أماني ؛لأنهم ليسوا مجتهدين مثلي ، و لكني لن أتركهم أبداً ، أنا لن أصادق أحد لأجل أن أتحسن في الدراسة أبداً ، هذا نفاق.
أنا أحب أصدقائي جداً ؛ لأنهم كأخوتي و أخواتي ، أنا وحيدة مثل مرنا و ليس لي أخوة و لا أخوات ، و لكني لا أكون وحيدة طالما أصدقائي معي. صحيح أن بطيخة و أماني مازالا يسمينني (مقشة )واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء! و
أمير يصمم علي أن يأكل الكعكة التي أصنعها في حصة التدبير (مفجوووووووووووووووووووووووووووووووووووع!)
و سامي مازال يخطط مع أمير المقالب التي يفعلانها في البنات (أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!)
الا أنني (وللأسف!) يجب أن أعترف أن من دونهم لا طعم للفصل!و سأكون وحيدة لا سعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة كما أنا الاّن.
ماما تقول أنني لا يجب أن أصادق الفقراء و لكن هذا ظلم (لقد قررت أن هذا ظلم من قبل ) ، أنا أصادق كل من هم أوفياء و أكون قريبة منهم ماداموا طيبين لا يؤذون أحداً .و قريباً سأصادق أولاد عمو حلمي و دادة دلال ، فأنا واثقة أنهم سيكونون رائعين ( عمو حلمي يقول أن ابنه عصام و ابنته وداد نسخة طبق الأصل من أمير؛ لذلك فهو يعرف كيف يتعامل مع أمير و سامي ، يا مصيبتي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
الجدات و الأجداد غي دار المسنين أكبر مني بكثيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير جداً ، و لكنني أعتبرهم أصدقائي مثل (بروك) صديق (لوفي) ، و هذا جميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل ! رائع أن يكون لدينا أصدقاء كبيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرون جداً ؛ خاصة و ان كانوا يطبخون أكلاً لذيذاً مثل تيتا سعاد و تيتا نجاح ، و مسلووووووووووووون جداً مثل جدو صلاح!
أنا أحب أصدقائي كلهم أياً كانوا هذا لن يفرق معي (مثل لوفي ) و لو كانوا يخطئون فسأحاول أن أرشدهم أن يفعلوا الصواب ، و لكنني لن أتركهم أبداً ، و لن أتخلي ن أصدقائي مهما كانت الظروف و مهما كان رأي ماما أو كتاب المدرسة ، أنا أحتاجهم جميعاً ، و أحبهم جميعاً ، وأعلم أن زرعتي أيضاً تحبهم جميعاً.

الأحد، 11 مارس 2012

انحطاط لغة الشارع المصري

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة).

بقيت غاضبة و معذبة فترة بسبب حبي لمعلمتي و غضبي منها .حبي لها ؛لأنها علمتني الكثير ، و لأنها شخصية فريدة لا تقابل كثيراً ،في العمر ، و غضبي منها ؛لأنها تسب طلابها المهمليتن بكلمة (قمامة) ، و لا تجد فيها حرجاً ، و لا خطأ يقل من مكانتها كمعلمة. بعيداً عن كون السب و الاهانة أسلوب خاطئ و اجرامي في التدريس (و هو أمر سأتناوله في مقال قادم) ، فالأزمة الحقيقة في انحطاط لغة الشارع المصري ، الذي صارت فيه أقبح الكلمات و أكثر تجريحاً ،و بذاءة لغة الحديث اليوم في الشارع المصري و حتي بين المثقفين و السياسيين.
اليوم صارت كلمات ك (قمامة) و (ما يخرج من الجسم) هي أقل ما ينادي به الأصدقاء أصدقاءهم ان غضبوا . و صارت كلمات ك (غبي) و (حمار) هي مرادفات الأطفال في طفولتهم المبكرة. و أعتقد أنني لا أحتاج الي الانجراف الي المستنقع اللفظي المنحط ، و ذكر مرادفات اّخري للشارع المصري أقل ما توصف به البذاءة و الفجر، و نسمعها كل يوم كأسوأ صور التلوث السمعي.
الكارثة هي في أن الألفاظ الخارجة تلقن للنشئ منذ صغرهم في كل مكان حتي تصير لغتهم اليومية. المعلمون لا يجدون أي تقليص من مكانتهم عند الطلاب عندما يتفهون بألفاظ نابية . الأباءو الأمهات لا يتورعون عن استخدام السباب أمام أبنائهم و حتي تجاه أبنائهم ، و لا يرون اطلاقاً أي افساد لأخلاقيات أبنائهم فيما يفعلونه. لغة الاعلام و الدراما و الأفلام و حتي الأدب الاّن لغة ليست بأي حال غير معبرة عن لغة الشارع. في الدول المتقدمة (التي نتهمها بالفجر و البذاءة) لا يسمح للأطفال دون الثانية عشرة مشاهدة مشاهد أو مقاطع و لو حتي كرتونية تحوي ألفاظ نابية.و لا يسمح لفئة من الثانية عشرة و حتي السابعة عشرة مشاهدة مقاطع بها ألفاظ شديدة البذاءة، و لكننا في مصر نجد أن الألفاظ الخادشة و البذيئة لغة حياة يومية ، فلماذا لا نغرسها داخل النشيء الصغير و نجعلهم يشاهدون اشارات و يسمعون ألفاظ بذيئة ، الأمر عادي ، الأمر طبيعي؟ !
باختصار النشيء محاصرون داخل اعصار من البذاءة داخل المدرسة و من المعلمون و و زملائهم، و داخل المنزل من الأبوين و الأخوة ،و حتي علي شاشات التلفاز و السينما في الأفلام و الدراما و حتي الرسوم المتحركة مؤخراً.النشيء يربي منا تربية خاطئة تجعله منذ صغره يتحدث بالنابي من الألفاظ بشكل يومي و تلقائي .نحن نحتاج الي تغيير لغة الحوار و غرس رقي اللغة عند النشيء منذ طفولتهم المبكرة. نحتاج الي توعية الأهل و المعلمين بدرجة الرقي في الحديث المطلوبة بحيث لا يتعود النشئ علي البذاءة اللفظية ، كما ينبغي الحرص علي تقسيم المادة الدرامية و الاعلامية طبقاً لسن النشيء بحيث لا يشاهد طفل أو مراهق اشارات أو يسمع ألفاظ منحطة.كما يبغي علي سياسيونا أيضاًَ أن يتربوا قبل أن يتعلموا علم السياسة.و أخيراً يجب أن نستهدف الارتقاء بلغة الشارع المصري كهدف اجتماعي هام ،لأننا صرنا –و للأسف الشديد- من شعوب العالم البذيئة لفظياً، و أذكر هنا أن عالم اجتماع ياباني عندما سئل عما لم يتوقه و وجده في الشارع المصري قال أنه توقع وجود العنف الجسدي بقوة و لكنه وجدنا أرقي قليلاً( أرقي قليلاً أضفتها أنا) و نستخدم الألفاظ بشكل عام في الشارع المصري.

الجمعة، 9 مارس 2012

بابا

بابا لا يبقي معنا كثيراً،أغلب الوقت خارج المنزل ، و عندما يعود من عمله يكون متعباً و ينام ،فلا نراه الا في اليوم التالي.بابا يقول لي دائماً أنه يعمل لأجلي ، و لأجل ماما ، و لذلك فهو يتأخر دائماً و لا يخرج معنا الي النادي أو الي الحدائق.ماما أيضاً تعمل و تخرج كثيراً و أحياناً متأخراً جداً و أنا نائمة ، و لكنها تكون معي أغلب الوقت و تخرج معي ، لماذا بابا مختلف عن ماما و بعيد عني ؟
كنت أريد أن أذهب الي الملاهي و طلبت من بابا أن نذهب سوياً و وعدني و لكنه أخلف وعده ، بكيت كثيراً و حضنتني ماما ، و قالت أننا سنذهب الي الملاهي في وقت اّخر معاً، لم أكن حزينة علي الملاهي ، كنت حزينة ؛لأن بابا خلف وعده لي، استاذة بسمة قالت لنا أن الوعد لا يجب أن يخلف أبداً ، و استاذة نور قالت أن خلف الوعد حرام. حكيت لمرنا و أية فقالتا لي أن أبويهما أيضاً يغيبان أغلب الوقت و يخرجان معهما أحياناً يوم الجمعة.لماذا يغيب الاّباء دوماً ؟ لماذا لا يبقون معنا؟ أنا أحب بابا و أريده أن يكون الي جواري أغلب الوقت ،و لكنه ليس الي جواري ، و بعيد غالباً عني .
ماما قالت لي أن بابا يحبني و لكنه لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره ، و أنه مشغول ؛لأنه يعمل ليوفر لنا مالاً، قلت لماما أنني أريد بابا لا المال ، و لكنها قالت أنني أريد المال بدليل أنني اشتري لعباً كثيرة جداً و أجلس طوال اليوم أمام الرسوم المتحركة .أنا أريد بابا ، و مؤكد لن أفضل الألعاب عليه! قلت لماما أنها تعمل أيضاً و لكنها بجواري ،ماما قالت لي أنها تضحي لأجلي و صحيح أنها تعمل بجد و لكنها تعمل بكثافة و في أوقات لا أحتاجها فيها ، و تضغط نفسها لتكون معي و مع عملها و مع بابا.لماذا لا يفعل بابا الشيء ذاته ؟ لماذا؟
استاذة بسمة وجدتني حزينة و طلبت مني أن أحكي لها ، فحكيت لها عن بابا و غيابه و أن أية و مرنا يقولان أن هذا شيء عادي ، و لكني أشعر أنه ليس عادياً أبداً و يجرحني.استاذة بسمة قالت لي أن أغلب الاّباء يظنون غيابهم عادياً، و يظنون أن الأبناء مسئولية الأم ، و أن مسئوليتهم الوحيدة هي المال ، و ابتسمت و قالت لي : " أنت علي حق، هذا ليس الصواب و ليس عادياً و لكنه الأغلب".
استاذة بسمة قالت أنني علي صواب ، و لكن هذا ليس المهم ، كيف أفهم بابا ذلك ؟ كيف أفهمه أنه ليس حصالة بالنسبة الي ؟كيف أشرح له أنني أريده هو مثلما أريد ماما؟ لقد قلت له كثيراً أنني أريده أن يكون معنا و يخرج معنا ، و لكنه مازال لا يسمعني . لا أريد أن أعتاد الأمر كمرنا و أية ،أريده أن يتغير ،أريده أن يشعر بي و يكون معي ،أريده أن يدرك أنه ليس حصالتي ،أنه أبي ،أريده أن يسمعني.





الأربعاء، 7 مارس 2012

الكرامة الوطنية أم الخضوع للعصا و الجزرة

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

لن أعلق علي سفر المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبي خارج مصر ؛فمازلت لا أريد أن أتهم أحداً بعقد ثفقات سياسية أو الخضوع لتهديدات خارجية ،و لأني أفضل أن لا يكون القضاء المصري ملتشطة و معرضاً للسباب و التخوين من القاسي و الداني قبل تحقيق نزيه يتبين فيه معالم الموقف. و لكني في هذا المقال سأجادل مفهوم (الكرامة الوطنية) مجدداً و هل يمكن التغاضي عنها لأجل المعونات أو خشية تهديدات عسكرية أم لا .
في اعتقادي أن (الكرامة الوطنية) ليست كلمة سياسية حماسية بل هي مصطلح سياسي يشكل الواجهة السياسية الجذابة لمصر بالخارج. بمعني اّخر عندما تكون مصر قوية و تحرص علي كرامتها الوطنية فوق كل الاعتبارات ، فهي تصير قوة اقليمية و زعيمة يتطلع اليها العالم بتقدير ، تحسب لها القوي الكبري ألف حساب و تنظر اليها القوي النامية بعين التقدير و التمني. عبد الناصر عندما أعلن أن مصر تتحدي الدول العظمي ، و تأبي الخنوع ، تحولت مصر الي نموذجاً و قدوة عالمية يعرفها حتي ثوار أمريكا اللاتينية و يتطلعون أن تصير بلادهم مثلها.مصر صنعت بتحديها للقوي العظمي قوي ناعمة لها ، جعلتها قوة اقليمية و دولية هامة.
رغم أن ايران فعلياً تحتل ثلاث جزر اماراتية عربية الا أن ايران بالنسبة للكثيرين في العالم العربي و منهم سياسيون مثلاً و قدوة ينظر اليها بكل تقدير ، و ربما يتمني أن تصير الدول العربية بقوتها ؛لأنها رسمت صورة لدي العالم أنها تتحدي أمريكا ؛لأجل أن تحفظ كرامتها الوطنية ،و لكي لا يفرض عليها أحد موقفاً في توجهاتها النووية.مصر عندما تحفظ كرامتها الوطنية و ترسم لنفسها صورة الدولة القوية الأبية التي مهما كانت قوة الدول العظمي التي تترصد بها لن تخضع ، فهي لا تصنع فقط لنفسها قوة ناعمة ، و تجعل نفسها مثلاً و قدوة اقليمية و عالمية ، و لكنها أيضاً توقظ الروح الوطنية و الانتماء داخل الشعب المصري.
لماذا قاتل الشعب المصري بضراوة العدوان الثلاثي علي مصر و لم يحاسب عبد الناصر علي تأميم القناة التي لم يكن يتبقي علي انهاء عقدها سوي 12 عاماً من 99 عاماً ؟ الاجابة في اعتقادي ، هي أن الشعب المصري شعر أنه يقاتل ؛لأجل كرامته الوطنية و مهما كان الثمن لن يكون بغلو الكرامة الوطنية ، و هذا الشعور بالكرامة الوطنية أيقذ عند الشعب المصري الانتماء في حقبة الخمسينات و الستينات. لماذا لا يشعر الكوريون الشماليون أن عليهم التسليم لأمريكا رغم كل العقوبات التي تفرضها أمريكا و التي حولت الكوريين الي شعب من أفقر شعوب العالم ؟ في اعتقادي أن الأمر ليس فقط خضوعاً للنظام المتوحش الديكتاتوري ، و لكنه أيضاً اقتناعاً من الشعب الكوري الشمالي أنه يعاني من أجل كرامته الوطنية و هذا يوقظ لديه الانتماء الوطني و القدرة علي تحمل المأساة الانسانية التي يقاسيها.
ليس معني هذا أنني مع موقف كوريا الشمالية الذي ضحي بالشعب في سبيل اقتناء سلاح نووي أو أني متفقة تماماً مع كل سياسات عبد الناصر الخارجية ،أو اعجابي بالنموذج الايراني، و لكنني أعني أن حفاظنا علي كرامتنا الوطنية و تحدي القوي العظمي هو سبيلنا لأن نصير دولة ذات قوة ناعمة قوية و ذات مكانة عالمية ، و لندفع شعبنا المصري ليشعر بالكرامة و بالقدرة علي الحلم و تحقيق النهضة لمصر، يجب أن نشعر الشعب أننا لسنا أضعف من القوي العظمي ، و أننا لسنا ملتشطة لأمريكا و يجب أن نطيء رؤوسنا لها حتي لا نداس بأحذيتها.
كما لا يجب أن نسمح للمعونات من أمريكا أو غيرها أن تكون ورقة ضغط و لو تافهة علينا ، و يستحسن لو توقفنا عن التسول ، و رفضناها من الأصل ، فاثين من المليارات لن تحل أي من أزماتنا كما أن أمريكا تفرض علينا قيود اقتصادية لدعم شركاتها متعددة الجنسيات تكفل عودة هذه المليارات مضاعفة الي أمريكا.كما لا يجب أن ندع شائعات عن تهديدات أمريكا بالتدخل العسكري ان لم نخضع لها تنتشر ، فنحن بذلك نبيح أن يقال أننا نخاف أمريكا فنخضع لها.
و علي أي حال أمريكا لا تحارب بعشوائية أي بلد تتحدها ، و حرب أمريكا علي العراق لم تكن ؛لأن صدام خادمها الوفي تمرد و عصاها ،و لكن كانت لبسط النفوذ في توقيت معين ، بدليل أنه رغم كل استفزازات ايران لأمريكا منذ حادث احتجاز الأمريكيين في ايران عقب الثورة الايرانية و حتي الاّن لم تدفع أمريكا لأي مواجهة عسكرية حقيقية مباشرة مع ايران.و هذا يعني أننا مهما تحدينا القوي العظمي و علي رأسها أمريكا و أعلنا العصيان فهذا لن يكون سبباً رئيسياً أو حتي حقيقياً في مواجهة أمريكا عسكرياً .
و تبقي رأي لي شخصي الي حد ما ، لا اعتقد أن الجميع سيقتنع به ، اني أري أنه في الحالات النادرة و الظروف الأخيرة التي يكون فيها الخيار صريحاً اما (الكرامة الوطنية) أو الحرب أو الجوع ،فالكرامة الوطنية هي الخيار الأصوب مهما كان الثمن.
الكرامة الوطنية هي التي تشكل قوتنا و مكانتنا الاقليمية و الدولية و هي التي تحيي لدي شعبنا انتماءه و ايمانه بالوطن ، و تمنحه الارادة و التصميم لينهض به و ليقاوم من أجله.

الاثنين، 5 مارس 2012

خطايانا في تدريس التاريخ

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

لماذا يكره أغلب نشئنا (التاريخ)؟ لماذا لا يعرف أكثرهم أبسط الحقائق و الشخصيات التاريخية رغم أن كثيراً منهم حصدوا درجات نهائية في مادة (التاريخ ) في سنوات دراستهم ؟ أعتقد أن تراجع الثقافة التاريخية الوطنية لدي شعبنا يعود جزء ضخم منه لخطايا تدريس مادة (التاريخ) بمصر التي تقتل الفكر النقدي ، و تحول التاريخ من مادة تعتمد علي الفكر و التحليل الي مادة تلقين .
أول خطايانا هي تكديس مناهج التاريخ ، لا توجد حضارة بشرية تملك تاريخاًَ بضخامة و تنوع التاريخ المصري، حتي الصين التي يطول عمرها عن عمر الحضارة المصرية لا تشهد هذا التنوع الفريد.التاريخ المصري يتميز بأنه يدمج بين حضارة ما قبل التاريخ و الحضارة الفرعونية و القبطية و الرومانية و اليونانية و الاسلامية و الحديثة ، و أنه ممتد علي ما يزيد عن 12000 عام ، منها 7000 اّلاف عام مؤرخة بالكتابة.و هذا يجعل كم التاريخ المصري يكفي ليحتل أرفف مئات المكتبات . نحن ندرس التاريخ المصري كله للطلاب في ثلاث سنين ، مرة بدون توسع في الصفوف الابتدائية ، و مرة بتوسع أكبر في الصفوف الاعدادية ،و مرة بالكيلو في الصفوف الثانوية. أعتقد أنه سيكون من الأفضل لو وزع التاريخ علي سنوات الدراسة الاثني عشر ، أو لو وجدنا طريقة أرحم لتخفيف حجم الحشو في مناهجه و الحفظ الذي لا قيمة له ، كحفظ مواد اتفاقية (كامب ديقيد) كاملة .
ثاني خطايانا هو تدريس التاريخ بنظرية (لو) . أكبر المؤرخين يرفضون هذا الحرف ، و يعتبرونه بلا قيمة في التاريخ ، لا يجوز أن ندرس للطلاب التاريخ و نسألهم ( ماذا يحدث لو؟) ، لا يمكن الجزم أبداً في التاريخ في أحداث لم تحدث أصلاًَ. ما معني سؤال مثل ، (ماذا يحدث لو لم يكن عبدالناصر ديكتاتوراً و لم يكن لديه مراكز قوي ؟) هل الاجابة الصحيحة أن هزيمة 1967 لم تكن لتحدث ، هذا هراء ؛لأنه لا أحد يستطيع أن يتنبأ بشيء مثل هذا ، و لكن للأسف سؤال رئيسي للطلاب الداسين لمادة التاريخ هو (ماذا يحدث لو؟)
ثالثاً و هو أعظم خطايانا في تدريس مادة التاريخ هو تدريسها من زاوية واحدة ، هذه خطيئة لا تغتفر ، انها التدمير الحقيقي لعقلية الطلاب و التزوير –مع سبق الاصرار و الترصد- للتاريخ. نحن نجعل الشخصيات التاريخية شخصيات كرتونية تناسب أطفالاً لم يصلوا الي السابعة (لا ترقي لشخصيات الرسوم المتحركة للمراهقين حتي) ؛لأننا نجعلهم اما طيبين و أخياراً يقاومون الأشرار و اما أشراراً و شياطين لا خير داخلهم. لماذا مثلاً في ذكر (مصطفي كامل) يذكر الجانب اللامع منه بأنه زعيم وطني مغوار ، و تهمل حقيقة أنه كان متناقضاً يؤمن بالحرية و يرفض تحرير المرأة ، يؤمن بالاستقلال عن الاحتلال الانجليزي و يصر علي التبعية للاحتلال العثماني في عباءة الاسلام ، و لم يؤمن بالاستقلال عن الدولة العثمانية الا في أواخر عمره القصير.
لماذا يدرس (اسماعيل صدقي) علي أنه عميل للانجليز و ديكتاتور لا ينتمي لمصر ، و تجفل حقيقة أنه علي المستوي الداخلي أقام مشروعات ذات أهمية كبري تخدم مصر و ساعد ( مصطفي مشرفة) في مشروعه التنويري العلمي؟ لماذا ندرس (تحتمس الثالث) علي أنه القائد الفاتح نابيلون الشرق و لا نشير حتي لطمسه لاّثار حتشبسوت ، التي بدورها ندرسها علي أنها حاكمة عظيمة و سياسية ماهرة و نغفل حقيقة أنها قائدة عسكرية عاجزة و استخدمت الدين لخداع الشعب و جعله يقتنع بها ؟
و المصيبة أننا لا نكتفي بتحويل الشخصيات التاريخية لشخصيات كرتونية و ندرسهم من زاوية واحدة هي رأينا الشخصي متعمدين طمس المعالم الاّخري لشخصياتهم و انجازاتهم بل نتمادي ، لتدريس الانجازات الحدلية من وجهة نظرنا ، و بدون منح الطالب/ة الحق في ابداء رأيه/ا فيها.مثلاًَ نحن عندما نذكر تأميمات الستينات ل(عبد الناصر) نذكرها كانجازات و قد يراها الطالب/ة جرائم ، و عندما نكتب عن (كامب ديفيد) نجعلها سلاماً لا مختلف عليه ، مع أن الطالب/ة قد يكون رأيه/ا أنها وثيقة استسلام لا سلام و قد يكون ضد مفهوم السلام مع اسرائيل، و عندما ندرس ثورة 25 يناير أظننا سنفرض علي الطالب/ة الانحياز لها حتي و ان كانت في عينيه/ا جلب الخراب لمصر.
و عندما كانت خطاب وزيرة للأمومة و الطفولة في عصر مبارك أعلنت دراسة عن خطيئة بشعة لتدريسنا بل لنظرتنا للتاريخ ، فنحن ندرس التاريخ من عصر الفراعنة لعصرنا ، من منظور أنه تاريخ الحكام و الزعماء لا الشعب. حتي ثورة 1919 التي هي نموذج حي لوعي و تاريخ الشعب تحولت الي ثورة بزعامة ( سعد زغلول) بل تحول (سعد زغلول ) الي الثورة.
أعتقد أنه اّن الأوان أن نفيق من سباتنا العميق قبل أن نجد ما تبقي من تاريخ وطني في عقول نشئنا قد تبخر ، و قبل أن نجد أنفسنا حولناهم جميعاً الي عقول ملقنة لا تقدر علي النقد ، و منافقين يكتبون لنا التاريخ ليس من وجهة نظرهم انما من أعيننا.

السبت، 3 مارس 2012

لقد فزت ،لقد فزت ، لقد فزت ،هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!

لقد فزت، لقد فزت ، لقد فزت !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!




!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
استاذة بسمة أعلنت اليوم نتيجة المسابقات ،حصلت علي المركز الأول في مسابقة (الكتابة الصحفية)، أنا سعيدة ، سعيدة ،سعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة! استاذة بسمة امتدحتني كثيراً جداً أمام الجميع ، وقالت أن مقالي يصلح فعلاً مقالاً صحفياً، أنا سعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة!
أهم شيء أني أثيت لماما أنني أستحق الجائزة ، لقد كسبت التحدي ضد ماما!ماما غير مصدقة و لكنها سعيدة مثلي ، رغم أنني انتصرت عليها! أثبت أنني ماهرة في الكتابة ، أثبت أنني سأزرع زرعتي بقلمي ، أنا سعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة!
كريستين أخذت المركز الثاني و أحلام حصلت علي المركز الثالث ، تفوقت علي أحلام و كريستين ،هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
عندما قالت استاذة بسمة أنني فزت في المسابقة ، لم استطع تمالك نفسي من السعادة ظللت أقفذ و أقفذ و أقفذ حتي كدت أسقط علي مرنا و كريستين اللتان كانتا خلفي !استاذة بسمة ضحكت و قالت أنني سأفطسهما و ضحك مني الفصل كله!
مرنا أخذت المركز الأول في مسابقة العلوم ، و أنا أخذت المركز الثاني و حسين أخذ المركز الثالث .هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!

أغرب شيء حدث أن قيكتور طلع عنده فعلاً حس فني عالِ ، فاز بالمركز الأول في مسابقة الرسم ، قيكتور طلع عنده حس فني عالٍ ، فلينقذني أحد من أن يغشي علي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! طلعت عمياء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا سأفرقع حسين أخذ المركز الثاني في الرسم بعد قيكتور ،حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام!
حضرت مسابقة النكات و ضحكت جداً من نكات بطيخة و سامي و أمير ، نكات أماني كانت مملة قليلاً ، و لم استغرب عندما وجدت أمير قد حاز المركز الأول ، فقد فطسنا من الضحك و نحن نستمع الي نكاته و هو يقولها و يمثلها أيضاً! كانت مسابقة مسخرة ، و عيناي دمعتا من كثلرة الضحك، تحفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أثبت لبطيخة أن صوتي ليس نشازاً! صحيح أنني لم أفز في مسابقة الغناء و لكن صوتي كان جميل و صفق لي الجميع ( حتي بطيخة نفسه!)، رأيته يصفق لي ، و عندما فلت له أنه كان يصفق لي ، غضب و نفخت وجنتيه (أصلاً وجنتيه سميتين) و أحمر وجهه ، و ضربني و جري ، و جريت خلفه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عرض الرقص كان رائعاً حقاً، بطيخة كان شكله لائق جداً في لبس الصياد ، قيكتور كان شكله مسخرة و هو يرتدي (بكار) ،استاذة بسمة بقت تضحك علي شكلنا في ملابس الرقص منذ أن رأتنا ، و قالت أن شكلنا رائع!و دادة دلال وقفت بجوار استاذة بسمة و نحن نرقص ، و لم تتوقف عن الضحك طوال الرقصة ،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
لكننا أدينا رقصة تحفة ، كريستين وبطيخة حازوا المركز الأول ، كان رقص كريستين تحفة في الملاءة اللف أمام بطيخة في زي الصياد (كريستين كان شكلها مسخرة و هي واقفة بجوار بطيخة!) أماني حازت المركز الثاني وحدها فقد أدت رقصة الغازية تحفة .
أجمل العروض و أكثرها اضحاكاً كان عرض المسرح ! بطيخة تأخر جداً ساعة العرض و هو يرتدي ملابسه ، و كان منظرنا بشع و نحن ننتظر ظهوره علي المسرح ، اغتظت جداً من بطيخة ، و كان المفترض أن يكون أول مشهد و بطيخة يضرب مني و من أماني (زوجته و أمه) بسبب أهماله ، و مجرد أن دخل المسرح حتي اندفعت أنا و أماني اليه نضربه و نحن مغتاظين فعلاً منه ( مسكين يا بطيخة!).و بعد ذلك مضت المسرحية جيدة جداً، و أكثر مشهد أضحكني (سيطرت علي نفسي علي المسرح بالعافية) كان عندما وقف أمير (جد سامي و مرنا في المسرحية) أمام سامي و هو يرتدي زي ضابط الشرطة! و أخذ ينصحه و سامي لا يلقي له بالاً ( أمير جد يعظ !) كان منظره تحفة و بالذات بالشارب و الشعر الصناعي الأبيض!
سامي أخذ المركز الأول في التمثيل ( استاذة سعاد مدرسة التمثيل قالت أنه مثل الدور باتقان نادر و بالذات المشهد الذي كان يبكي فيه) و قالت أن لديه موهبة حقيقية في التمثيل و خاصة التراجيدي ! ، قيكتور لديه حس فني عالٍ ، لماذا لا يكون سامي موهوباً في التمثيل التراجيدي؟ علي عموم أنا أخذت الرمكز الثاني ،هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
أنا سعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة جد
أثبت لماما أنني أستحق أن أفوز ، و أثبت أنني سأزرع زرعتي بقلمي ، لقد فزت ، لقد فزت ، لقد فزت!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الخميس، 1 مارس 2012

صناعة القدوة في الأدب و الدراما

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

كثيراً ينتقد الكبار النشئ و يلمونه و يصرخون قائلين أن نشئ هذا الجيل بلا قدوة ، و كما تعودنا لا يفكر الكبار و لو لثانية أنهم مسئولون عن ذلك ؛لأنهم لم يشكلوا مثلاً أعلي يتطلع اليه النشئ باحترام و تقدير و يرغبون في أن يقلودوه في أي شيء ليصيروا مثله. أزمة هذا الجيل هي في غياب المثل التي تشكل القدوة. فيما مضي كان الاّباء و الأمهات هم قدوة أبنائهم ، و لكن مع تراجع دور العائلة و انهيار لبنة المجتمع المصري بالطلاق و انشغال الأبوين بالعمل و بسبب نمو التكنولوجيا الذي أدي لانعزال كل فرد في الأسرة في جزيرته الخاصة ، لم يعد الأبوين هما المثل الأعلي ؛لأنهما يكادان يتلاشيان حتي لا يعود لهما وجود.
كان المعلمون مثاليون ، يعلمون النشئ تعليماً قيماً و مبادئ سامية.كانوا يمثلون اّباء و أمهات أخر للطلاب ، و كان كثير من الطلاب يري في صورتهم الأب و الأم و القدوة .اليوم انهارت أسطورة الاستاذ/ة و لم يعد لها وجود .فقد صار المعلم/ة في أعين الطلاب قابل/ة للاستبدال بسهولة ،و صار المعلم /ة محتقر/ة بسبب الدروس الخصوصية و الفساد و تسريب الامتحانات.و بدلاً من أن يكون المعلم/ة انعكاساً للمبادئ ، غدا/غدت صورة مجسدة لسقوط القيم و قضاء نحب المثل. الأزمة هي في تشييع جنازة الشيم في مجتمعنا ، و مع بلوغ الشيم مثواها الأخير لم يعد للنشئ أمثال عليا يتطلعون اليها ؛لأن الأمثال تتطلب مثلاً و مع جزع المثل تنتحب الأمثال العليا.
أنا لا أنعي المبادئ ، فرغم أنها ماتت في مجتمعنا و لكن يمكن أحياؤها، اذا أخذ هذا الجيل علي عاتقه مهمة اعادة الروح الي جسدها. و ليحدث هذا يجب أن يجد هذا الجيل مبتغاه في قدوة يتطلع اليها . فاذا كانت العائلة أو المدرسة جرداء بلا قدوة ، و اذا كانت الساحة السياسية جدباء بلا كاريزمات تصلح أمثالاً عليا ، فمازال أمامنا صراط الأدب و الدراما . الأدب و الدراما قادران علي تقديم أبطال و بطلات يمثلون قدوة يتطلع اليها النشئ ، رجل المستحيل مثلاً ظل لسنوات طويلة قدوة و مثل أعلي لجيل مضي ، رأفت الهجان أعتقد أنه شكل مثلاً أعلي لجيل المسلسل ، المغامرون الخمسة كانوا قدوة جيل الستينات.اليابان مثلاً تصنع الأمثال العليا للنشئ في الرسوم المتحركة ، و قدوتي أنا الوحيدة في الحياة هي شخصية رسوم متحركة تسمي (لوفي)، و ربما يفترض أن اّسف ؛لأنها يابانية .
لا أحتاج أن أذكر أمثلة علي مستوي الشخصيات التي تسمي ظلماً و زوراً أبطالاً و بطلات في أعمالنا الأدبية و الدرامية الاّن .و لكن ما علي أن أذكره هو كيفية صناعة شخصية القدوة في أعمالنا الأدبية و الدرامية الاّن.أول شيء يجب توفره في القدوة هو الصدق ، فلا يفترض أن تكون مثالية أو خارقة بطريقة مبالغ فيها. الشخصيات المثالية و الخارقة قد تكون مناسبة لجيل الخمسينات و الستينات و لكن بالنسبة لهذا الجيل الذكي الناضج لا يناسبه شخصيات محالة الوجود.دراسة الجيل و الظروف الاجتماعية و السياسية المحيطة به أمر أساسي ؛لأن كل جيل يحتاج مواصفات مختلفة في قدوته طبقاً لظروفه. لا أقصد أن تكون الشخصية مفصلة علي مقاس و ذوق الجيل ؛فهذه خطيئة ، -أكبر خطيئة يرتكبها الكاتب هي منح المشاهد أو القارئ ما يريد لا ما حقاً يحتاج-،لكن المقصود هي دراسة ما يحتاجه الجيل.
ثانياً يجب أن تكون الشخصية جذابة و بها مواصفات تجعلها تلتمع كالنجوم التي يتطلع المشاهد/ة (القارئ/ة) للامساك بها.لتكون الشخصية جذابة يجب أن تتوافر فيه القدرات الخارقة و يجب أن يحيط بها تحديات مستحيلة ، و يجب أن يكون عالمها خيالياً. الشخصيات الاجتماعية العادية لا تثير الأطفال أو النشئ اطلاقاً و لكن الأشخاص التي تنتمي الي عالم خيالي ، و تمتلك قدرات خارقة قطعاً ملتمعة أكثر. دائماً يجب أن يكون نصب عيني الكاتب أنه يريد ابهار المشاهد/ة (القارئ /ة) بالقدوة في كل المجالات ، في القوة ، و القدرات ، و المهارات ، و المبادئ ، و القيم.فلن يحاول الطفل أو المراهق ، أو الشاب أن يقلد شخصية في قيمها ان لم ينبهر بها ، و يعجب بقوتها.
ثالثاً لا يجوز أن تكون الشخصية بلا سقطات حتي لا تشعر المشاهد/ة (القارئ/ة) و لو للحظة أنها مستحيلة الوجود. مهارة الكاتب هي في الامساك بالخيط الرفيع الذي يفصل ما بين الصعب و المحال. فالشخصية يجب أن تكون خارقة و نموذجية و يصعب أن يكون الفرد مثلها ، و لكن في نفس الوقت تكون لها سقطات ، تجعل هناك أمل للمشاهد/ة (القارئ/ة) في أن يكون مثلها. السقطات لها دور اّخر أبلغ هو تأكيد قيمة عدم اليأس و الاصرار لدي النشئ. أهم نقطتين ترتكز عليهما شخصية القدوة هي الحلم و الاصرار. صياغة شخصية القدوة مرتبطة بصياغة حلم لها ، و هدف تتطلع لبلوغه ، و صياغة مصاعب خارقة كالجبال تقف حائلاً بين القدوة و بين هدفها ، و صياغة أوقات تنكسر فيها القدوة و لكن بالاصرار تقوم لتحارب من جديد حتي تتخطي الجبال و تبلغ النجوم.غاية ذلك أن النشئ يجب أن يتعلم الاصرار ، فان كانت الشخصية لا تسقط ،فهي قدوة ضعيفة ،لا تعلم النشئ الارادة و لكن تعلمهم الرغبة في القوة التي لا تقهر.و سقطات القدوة تجعلها حقيقية لا أسطورة مستحيلة.

رابعاً قدر المستطاع يجب أن تبقي القدوة بشر لا ملائكة و لا كائنات خارقة.لذلك يفترض رسم نقاط ضعف في القدوة ، و المستحسن أن تكون نقاط الضعف في القوة و القدرات لا المبادئ.لوفي مثلاً قدوتي في الحياة ، رغم قدراته الخارقة ؛لكنه لا يستطيع السباحة ، و غبي و ساذج بطريقة تدفع الي الضحك ، و لولا انقاذ أصدقائه له من حمقاته لكان مات منذ بداية الأحداث.(لوفي) أحيانا ً قليلة يغضب ، و قد يسيء التصرف ان غضب كأي انسان لا يسيطر علي أعصابه. غباؤه المضحك و سذاجته المبالغ فيها ، و غضبه البشري ، يجعله انساناً من لحم و دم أقل مني في الذكاء (عدا ذكاء القتال)و مثلي في الغضب ، و هذا يجعله حقيقياً يصدق ، و يجعلني قادرة علي الشعور به.أما ان كانت نقطة ضعف القدوة في مبدئ ما يجب أن يحرص الكاتب علي أن يجعل المشاهد/ة (القارئ/ة) يتعاطف مع القدوة ، و يجعل المشاهد/ة (القارئ/ة) منبهراً/ة جداً بكل شيمها الحسنة لدرجة تجعل ذنوب القدوة مغفورة أياً كان. و لكن هذه لعبة خطرة ، يحب أن يكون الكاتب حذراً و لا يجعل القدوة للحظة تحتقر من المشاهد/ة ( القارئ/ة)،و احتقار القدوة قد يفقدها بريقها و قيمتها.
أخيراً يفترض بالكتاب أن يجعلوا معظم شخصيات أعمالهم قدوات حسنة لا البطلة أو البطل و حسب كما يفترض أن يكون نصف الأبطال و القدوات نساء قويات ، حتي ندفع المرأة لتؤمن أنها ليست أقل من الرجل ، و لتتطلع أن تكون قوية مثل البطلات. فأول مثل أعلي لي جعلني أريد أن أكون قوية و ناجحة و رقم واحد في كل شيء كانت شخصية رسوم متحركة ، فتاة بمثل عمري (عشرة سنوات) و –يجب أن يكون عمر القدوة قريباً من عمر المشاهد /ة (القاري/ة)- و ناجحة في كل شيء . نظرت اليها بانبهار و قلدتها في كل شيء و تتطلعت أن أكون مثلها حتي في طريقة زيي و مضت أربع خمس سنوات و هي مثلي الأعلي حتي راسلت كاتبها الياباني و شكرته علي تصميمها.
صناعة القدوة ليست أمر هيناً ، انها صناعة جيل بأكمله بأحلامه و تطلعاته و مثله و أهدافه ، و صناعة وطن سيبنيه هذا الجيل ، لذلك مهمة الكتاب الحقيقية هي توفير هذه القدوة التي عجز المجتمع عن تقديمها .