الثلاثاء، 27 مارس 2012

أنا فخورة أني امرأة

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

كنت ككل الفتيات أكره و أنا صغيرة كوني فتاة و أتمني أن أكون فتي . كنت أحسد الفتيان علي أشياء كثيرة جدًا و تفاصيل قد تبدو تافهة و لكنها كانت تعني لي الكثير و تشعرني بالدونية . كنت أرتدي بناطيل دائمًا ،و كنت شديدة العنف حتي في اغلاق الأبواب ،و كنت أضرب الفتيان ،و أتحداهم و كنت أمارس رياضات قتالية ، من ضمن الأسباب التي كنت أمارسها لها هو رغبتي في اثبات أنني لست أقل من الفتيان.
داخلي كنت أتطلع لما يحصل عليه الفتيان من نظرة قوة في أعين المجتمع. كنت أغضب ؛لأنهم لا يمنعون من الخروج ليلًا الي المولد و أنا أمنع و ان أردت شراء شيء من المولد كنت أطلبه منهم أو أرافقهم. كنت أحسدهم علي تحيتهم للعلم و منعي من تحيته في مدرستي.و أذكر أني في فترة عانيت فيها كثيرًا ؛لأني كنت صغيرة و أعاني من الدورة الشهرية حسدتهم علي أنهم لا يعانون مثلنا و لا يعرفون كيف نتعذب.
شعور الألم و جرح الكرامة و الذل الذي شعرت به يصعب وصفه ،ليس ؛لأني عانيت من نظرة أهلي لي ،فأمي دائمًا كانت تساويني بالفتيان ، و تقول لي أنها لو كانت أنجبت ولدًا لعاملته مثلي تمامًا ، و لكن ؛لأنني كنت أعرف نظرة المجتمع الكبير لي.كنت أعرف أنني لا يحق لي التطلع الي الحكم أو القتال أو حتي أن أبدو قوية أو أن أساوي نفسي بالفتيان ؛لأنني سأبقي دائمًا أدني منهم. كنت أعرف أنني ان أخطأت لن يغفر لي المجتمع ، بينما ان أخطأ الفتيان سيتغاضي المجتمع عن حماقاتهم التافهة. كنت أعرف أنني عورة يريد المجتمع حجبها ، و الفتيان فخر و زهو للمجتمع.لا يحق لي الحكم ، القتال ، تحية العلم، لا يحق لي أن أرفض أن أعتمد علي رجل ، لا يحق لي التمرد ، لا يحق لي الحرية بدون حماية المجتمع المدمرة لي.و مع كل هذا يتباهي المجتمع بالفتات من حقوقي التي يمنحها لي ، و يتشدق بحقي في العمل بالأعمال التي يختارها لي ، و حقي في الحرية في الاطار الذي يرسمه لي ، و الذي ان خرجت عنه فقد فسقت.
و لكن لا .قررت أن الاجابة هي لا .أنا لا أريد أن أكون ولدًا هذا يجعلني متبنية فكرة المجتمع أن الولد أقوي و لذلك أريد أن أصير مثله. هذا سيجعلني مجرمة بدوري كالمجتمع تمامًا .أنا امرأة ، أنا فخورة أني امرأة ، و سأحقق و أنا امرأة كل أحلامي ، و سأقاتل و أنا امرأة ، و سأكتب و أنا امرأة ، و سأبرز و أنا امرأة ، و سأقود بلادي للغد بقلمي و أنا امرأة ، و ان جاء يوم و حلمت بالحكم ،فسأحكم و أنا امرأة ، و لو دخلت بلادي حربًا سأصير في طليعة الجيش جندية أقوي في السجال من أعتي المقاتلين ، و أنا امرأة.
كوني امرأة ليس هزالاً، كوني امرأة ليس عارًا ، كوني امرأة ليس حاجزًا أمام أحلامي ، كوني امرأة يقويني لا يعجزني. أنا امرأة لذلك أنا حنونة ، أنا امرأة لذلك أنا رحيمة ، أنا امرأة لذلك أنا أحمل قلب الأم، أنا امرأة لذلك أنا أتحمل و أمضي بدون سقوط ، أنا امرأة لذلك أنا أصر و أصل الي أحلامي ، أنا امرأة لذلك أنا أنظر الي التقاصيل و لا أنظر الي الواجهة وحسب ، أنا امرأة لذلك أنا أقدس الجمال و أسعي اليه، أنا امرأة لذلك أنا جميلة و أنيقة و أبصر روعة الجمال ، و أرمي اليه في كل شيء حتي مظهري، أنا امرأة لذلك يحذر الجميع انتقامي ،اذا داسوا ما أحب.لأني امرأة فأنا أجمع الجمال و القوة و الرحمة.
أنا امرأة ، أنا فخورة أني امرأة ، سأحلم و سأصل الي أحلامي ، سأقاتل و سأدافع عن ما أحب و أقدس ، سأصر علي بلوغ النجوم ، سأكون قوية ، و جميلة و رحيمة و ودودة ، لن يمنعني كوني امرأة عن ذلك بل ؛لأني امرأة و انسانة قبل أن أكون امرأة سأحقق كل هذا و سأبلغ النجوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق