الثلاثاء، 28 فبراير 2012

ماذا لو حاول الأشرار اختطافي

ماما تخاف علي جداً ، و ترفض أن تجعلني أخرج مع أصدقائي خارج النادي ، و تأخذ أرقام كل المدرسين عندما أكون في رحلة مع المدرسة ، و لا تجعلني حتي اقترب من قطط أو كلاب أصدقائي ، و لا تسمح لي أن أذهب الي البقالة التي تبعد عن بيتي قليلاً وحدي ، ودائماً تقول لي أنني قد اختطف أو يحاول أحد أن يسرقني.أنا غاضبة ، غاضبة ،غاضبة،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
أريد أن أخوض مغامرة ، و لكن ماما لن تجعلني أخوض مغامرة أبداً هكذا ، أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
ماما تقول لي دائماً أنني قد أخطف أو أسرق ، و أنا أقول لماما أنني قوية و لا أخاف ، و لكنها مصممة أنني عندما أخطف أو يحاول أحد أن يهدنني ليسرقني ، حينها سأخاف. ماما مخطئة ، و لا تفهمني أنا لا أخاف ، أنا سأدافع عن نفسي لو هاجمني سارق أو مختطف أو أي شرير ، لن أهرب منه ، و لن أخاف منه ؛ لوفي و كونان و أكيرا ما كانوا ليهربوا لو هاجمهم شرير، و خاصة ان كان هربهم يعني أنه سيهاجم اّخرين.
لو هاجمني شرير لن أخاف كما تقول ماما أبداً ، لو تركته يسرقني أو يخطفني أو هربت منه سيتعرض لأصدقائي ، قد يهاجم مرنا أو استاذة بسمة أو أية أو بطيخة أو سامي أو حسين أو أمير أو أحلام أو أي شخص اّخر داخل دائرتي. يجب أن أقاومه ، أحاربه ، ألقنه درساً لا ينساه ؛لأجل أن أحمي زرعتي ودائرتي منه.لأحميه هو أيضاً ، الشرير يمكن أن يكون طيباً ، و يمكن أن يتحول الي خير ، لوفي و كونان و أكيرا و أبطال الديجيتال هزموا أشرار كثيرين و أعادوهم للخير ، أنا سأتصدي للشرير و سأحاربه و سأنتصر عليه ؛لأجل أن أحميه من أن يصير أشر و يؤذي أناس اّخرين ، فهو في النهاية من زرعتي ، و يجب أن أساعده حتي يترك الشر.
و الاّن الي خطتي: ماذا سأفعل ان هاجمني شرير؟
أولاً سأركل يده ان كان ممسكاً بسلاح ليسقط سلاحه أرضاًَ و سأمسك بسلاحه ، ثم سأضربه بقبضتي في معدته ،(سيمسك بمعدته طبعاً) ، حينها سأمسك يده و أعضها بقوة ( ليت أماني معي ، لقد عضت أمير مرة عندما سخر منها و احمرت يده بعدها يومين كاملين !) ثم سأقفذ بقوة و أدفعه أرضاً ، ثم سأجلس فوقه ( سيكون أفضل لو كان بطيخة يدفعه و يجلس عليه معي !) ، طبعاًَ ، سيحاول مقاومتي ،و دفعي من فوقه ، و لكنني سأهدده بسلاحه الذي أمسكت به ، و سأجعله يعطيني هاتفه النقال ،لأتصل بالشرطة و أنا فوقه و أهدده بسلاحه ، حتي تأتي الشرطة و تلقي القبض عليه ! (يا لي من مخططة بارعة ! ، سيتوب المسكين بعد ذلك اليوم الي الأبد !)

الأحد، 26 فبراير 2012

الحياة في الماضي

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

عندما تكون هناك ممثلة قديرة شهيرة تملك أموال طائلة و لها شهرة واسعة ، و لها جمهورها ، ثم يبدأ نجمها في الانطفاء و تنزوي ، و تكرر أدوارها و تخسر معجبيها و محبيها قد تبدأ في الحياة علي أثر الماضي. تحدث كل من تقابل عن أعمالها و جوائزها و تكريماتها و مواقفها السابقة . تثرثر ثرثرة لا حدود لها عن الماضي و تشاهد كل فترة جوائزها و تشاهد أعمالها الماضية. انها تحاول أن تخفي فشلها في تقديم الجديد المناسب لعمرها و المليء بالفن و الابتكار في نجاحات الماضي. و ليست هي وحدها التي تلبس لباس النجاح الفاني لتخفي به عورة الفشل الحاضر ، بل كل ناجح فشل بعد نجاحه و استكان لفشله يرتدي نفس الرداء المهلل الذي يسمي (مجد الماضي).
نحن كشعب نعاني من هذا المرض الوبائي. نعاني من تقديس الماضي ، و الحياة في ظله.نشعر بفشلنا منقطع النظير في بناء الحاضر . نفهم جيداً أن كل ما كان بأيدينا خلقه فشلنا فيه. ندرك أن فننا هابط ، و أن أدبنا منحط ، و أن طبنا و علمنا مستوردان ، و أن أعمالنا بكل أنماطها اما مسروقة من الاّخر (اّسيوي ، أوروبي ،أمريكي ) و اما نبض صارخ لفشلنا و عجزنا، و حتي أخلاقنا منهارة و قيمنا مسخ لا يعبر عن ثقافتنا و لا هويتنا. نعلم كل هذا و أكثر و نرفض أن نؤمن بأننا نستطيع تغيره أو خلق واقع جديد مغاير له.نأبي تصديق قدرتنا حتي لا نبذل مجهوداً يذكر في الطريق الي التغيير. و وجدنا حلنا الوحيد حتي لا نحتقر ذاتنا أكثر من ذلك بأن نحيا علي (مجد الماضي) و داخل عباءته.
ندلل الماضي باسم (الزمن الجميل). كل ما يمت له بصلة (جميل) ، الأغني ، الأفلام ، الأدب،كل شيء. حتي حفلات الطرب في مصر لا تحوي ألحان طرب جديدة أو أغاني حديثة بايقاع شرقي بل كلها اعادة و تكرير للأغني الجميلة القديمة بنفس الألحان و حتي مغنوها أصواتهم قريبة من أصوات المطربين الأصليين.نخاف جداً علي اّثارنا الفرعونية (لا احتراماً للتاريخ ، و قدسيته )و لكن ؛لأنه العصر الذي نحاجي به تقدم الأخرين .نقول لأطفالنا أننا كنا في عصر المصريين القدماء و العصور الاسلامية رواد نهضة العالم و نحكي لهم أساطير عن اكتشافات (المصريين القدماء ) التي تعد لغزاً محيراً حتي الاّن.
لا نعتز بأجدادنا و لكننا نتفاخر بهم حتي نخادع أنفسنا أمام المراّة المشروخة ، و نقول أننا لسنا أقل من العالم الذي نعيش عالة عليه و نستورد منه كل شيء حتي الممحاة ، بل و الأكثر بجاحة أننا احتفلنا عندما توصلنا الي انتاج أول ممحاة مصرية 100% منذ قرابة العام!
و المتشددون منا الذي استفحل بهم الداء صاروا يريدون أن يحيوا حياة الماضي بحجة التدين و بدلاً من أن يطوعوا الماضي لبناء الحاضر و لصياغة المستقبل ، يبغون أن يجذبون جذباً لنعيش في الماضي الفاني ،نعود أدراجنا قروناً بعيدة كان فيها سلفنا الصالح. و ان لم نكن نملك ألة الزمن -التي هي حتي ان اخترعت ستكون جزء من المستقبل لا من الماضي- فعلينا أن نحول الحاضر لصورة طبق الأصل من الماضي قدر قدرتنا!
كفي. كفي ، هراءاً لن يعود الماضي و لن نعبر الي المستقبل و لن نعيش الحاضر بهذه الطريقة. الماضي انتهي ، و رحل و ما ذهب لا يعود ، لذلك يجب أن نتعامل معه كمعلم عزيز مات ، تعلمنا منه الكثير ، و حزنا علي رحيله و لكننا سنفيد بتعاليمه لنعيش حاضرنا و نشكل مستقبلنا.لنحترم الماضي و نمنحه البهاء المستحق ، و لكن في ذات الوقت نصنع شيئاً في الحاضر يجعلنا في المستقبل ماضٍ مبجل .
مثلاً الأغاني الشرقية ، طبيعي أن نغني الكلاسيكيات العربية و لكن لابد أن يكون لدينا ملحنون شباب دارسون للألحان اشرقية يبتكرون طرباً جديداً بأغانٍ جديدة و كلمات معاصرة و أصوات طرب راقية شابة.طبيعي أن نقدس المصريين القدماء و علماء العصور الاسلامية و رغم ذلك لا مفر من أن نكون حضارة بعظمة الحضارتين الفرعونية و الاسلامية.
خيارنا الأصوب هو أن نحترم الماضي ، نتعلم منه و نقتبس بعض سماته و أعماله ، و في ذات الوقت ننتج حاضرنا برؤيتنا المناسبة لعصرنا و المتميزة بتوليفة تراثنا الحي ،, و أن نرسم معالم مستقبلنا بروح ماضينا و نبض و عمل حاضرنا، لنصير في ذاك الغد حضارة أبهي من حضاراتنا بالأمس و تكفيراً عن عجزنا أمام حضارات الأخر اليوم .

الجمعة، 24 فبراير 2012

حديقة الحيوان

حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام! ظلم ، ظلم ، ظلم ! حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام! أنا طوال عمري أتمني أن أزور حديقة الحيوان و اليوم زرتها ،وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
الحيوانات المسكينة! كلها محبوسة داخل أقفاص صغيرة جداً جداً جداً ، الأسد المسكين ! الأسد مسكين! الأسد لا يستطيع الحركة و شكله عجوز جداً و بصراحة أشفقت عليه. ماما ظنت أنني سأخاف منه و لكني حقاً أشفقت عليه ! لقد بدا متعباً و منهكاً و به تجاعيد و يسير ببطء شديد جداً و بضعف. الأسد مسكيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كنت أتمني دوماً أن ألعب مع الخرتيت في المياه و أطعمه كما رأيت ماما في الصور و هي تطعمه. و لكن الخرتيت كان مسكيناً جداً و نائماً علي الأرض لا يستطيع أن يتحرك ، لم يكن نائماً و لكنه كان فطساناً. حتي الخرتيت الضخم مسكين! و حوله كان هناك العشرات من الذباب ، و لم يحاول أن يهشهم حتي!
و الحراس المفتريون لا يطعمون أي حيوان ، و أغلب الحيوانات لم يكن بجوارهم حراس. انهم وحيدون و ضعفاء و عاجزون. لا أحد معهم و لا أحد يهتم بهم ، و شكلهم لا يأكلون. بصراحة تمنيت أن أذهب الي المنزل و أحضر طعاماً لأطعمه لهم و لكن ماما رفضت. و طلبت من ماما أن أري الزرافة و لكنها قالت أن الزرافة ماتت ، الزرافة ارتاحت ، أنا لا أعرف كيف لم تمت الحيوانات المسكينة حتي الاّن.
و لكن أسوأ شيء أنني وجدت الحيوانات يائسة و بائسة ، لا تريد أن تتمرد ، لا تريد أن تهرب . حتي لو فتحت لها الأقفاص لا أظن أنها ستهرب ، انها تنتظر أن تموت و لم يعد لديها ارادة أو أمل حتي في الهرب. يا لها من حيوانات مسكينة !وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
أنا حزينة لأجلها جداً جداً جداً ، و أشفق عليها و أتمني أن يأتي لوفي اليها لينقذها من أقفاصها و يحررها و يبث فيها الأمل و التمرد و الارادة من جديد لتتخلص من الأسر ، و ليصير لديها أمل .لن يرضي لوفي بما يحصل للحيوانات المسكينة ، مؤكد سيحاول أن يساعدها ، و لا أظنه سيود أن يأكلها ؛لأنها عجوزة و منهكة و ضعيفة و ليس بها دهون تؤكل. الا الخرتيت المسكين الذي به دهون و لكنه قذر ؛لأن الحراس المفتريون لا يجعلونه يستحم و يتركون الذباب يحيط به. مفتريووووووووووووووووووووووووووووون!
أنا غاضبة لأجل الحيوانات و حزينة علي زيارتي الكئيبة . لن أعود الي حديقة الحيوان ثانية قبل أن أحارب من أجل أصدقائي الحيوانات و أنقذهم من يأسهم و من عجزهم و من العذاب الذي يعانون منه. لن أراهم يتعذبون و أتفرج ، هذا افتراء مني ، لن أقبل أن أرتكبه ضدهم . سأحررهم ثم سأراهم ، سأحررهم. ماما تقول –كالعادة- أنني لن استطيع و لكني لن أترك حيواناتي وحدها تعاني و تضعف و تيأس ، سأحارب لأجلها.



الأربعاء، 22 فبراير 2012

الأزهر و الكنيسة مجدداً

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

مرة أخري نصمت ،وربما نزغرد لموقف الأزهر و الكنيسة .مجدداً يتلاعب الحكام بورقة الدين عندما لا يجدون في حوزتهم أي أوراق سياسية.لا نتعلم الدرس ،ندور في حلقة مفرغة ، لا نعتبر لأننا يبدو أننا لسنا من أولي الألباب. نظل كما نحن و ان تحركنا نعود للخلف.متي نبصر الحقائق أمام أعيننا ؟لا أدري ، متي نتعلم من أخطائنا و خطايانا؟لا أعرف
في عصر مبارك عندما أراد مبارك أن يحصل علي ختم يجيز مرور ابنه من البوابات الحديدية الي الكرسي الذهبي للحكم ،حصل علي ختم الهلال و الصليب ، فتوي صغيرة (كلمة) من الأزهر و أخري من الكنيسة . ظن مبارك أو المخططون الأخرون أن الختم الذهبي للهلال و الصليب يكفي لمرور البوابات الحديدية الي كرسي العرش ،و لكنهم كانوا خرقاء ، فلا ختم يمرر حاكماً الا ختم الشعب –حتي و ان كان الختم ،مغروساً في حبر قوي صادر من أقوي المؤسسات الدينية في البلاد.
لم نتعلم الدرس من مبارك ، و صرنا نقف علي الأبواب سائلين الختم الذهبي ذاته ،هذه المرة لنمرر مشاريع قوانين و دساتير و لنبارك مرشحي الرئاسة و لنوحد القوي السياسية المتناحرة التي لا تجرؤ أن تعصي أمر تلك المؤسسات الدينية التي تأخذ منها البركات .و أخيراً صار العصيان المدني يحرم بختم علي ورقة فتوي صغيرة من الأزهر و من الكنيسة.
ليس الموضوع هو رفض العصيان المدني أو قبوله ، و لكن القضية هي قدرة المؤسسات الدينية علي الافتاء في وجهة نظر سياسية بحتة.الموقف ذاته الذي أخذه الأزهر بتحريم مقاطعة الانتخابات في عصر مبارك .لم يكن الأمر فقط أن الأزهر وقف في صف نظام فاسد ، و لكنه أن الأزهر أخذ موقفاً في قضية سياسية لا يفقه رجاله شيئاً فيها.قال الأزهر أن الانتخاب واجب ديني و أغفل أن المقاطعة موقف سياسي لتحدي نظام مزور .رجال الأزهر و الكنيسة ليسوا رجال سياسة و لا يفقهون في دروبها شيئاً ،و ليس معني أنهم قرأوا جرائد أو كتابين في السياسية أن يحق لأحدهم أن يصدر فتوي ذات بعد سياسي . وحتي ان كان رجال الأزهر و الكنيسة دارسين للسياسة فهذا ان كان يخولهم اصدار أراء سياسية ، فهو لا يعطيهم الحق في اطلاق الفتاوي التي تحرم رأي سياسي أخر .
و سأعود لأدق (ناقوس الخطر) ،رغم أني أكره هذا التعبير و لكني الاّن يجب أن استعمله .فعلاً نحن في خطر حذرت منه من قبل في مقالي (الدور السياسي للأزهر) و سأعود لأكرر تحذيري مجدداً.اذا ما توحش الأزهر و الكنيسة و صار لهما دور سياسي حقيقي كلاعبان قويان في الحلبة السياسية فهذا سيكون ايذان بقيام الدولة الدينية في مصر.ان كان المجلس العسكري الاّن يستخدمهما في جمع القوي السياسية أو في ايقاف العصيان المدني ، فغدا قد يستخدمهما الأحزاب و القوي السياسية في مهاجمة بعضها و تكفير المعارضين.و من يدري قد نجد شيخ الأزهر أو البابا يوماً ما يساند طرف سياسي علي حساب اخر ، وربما تصير للأزهر أو الكنيسة ( كلمة )أقوي من كلمة أقوي التيارات السياسية ، و ربما تصير (الكلممة)الأزهرية أو الكنسية مغشية من البرلمان و من المؤسسة الرئاسية.
أنا لا أتحدث هراءاً أو خيالاً أو أشياء شديدة البعد عن الواقع المصري.المصريون يعشقون ذوي الممكانة الدينية و يقبلون أيدي كل شخص يرتدي عباءة الدين .أنا لا أهين شعبي الذي أنا منه ، و لكني أذكر الواقع ، و لسنا وحدنا هكذا ، غيرنا كثيرون.و تاريخنا من عصر حكم الفراعنة حتي الاّن(و من ضمنه العصور الاسلامية) شهدنا رجال دين كثيرين يتلاعبون بالسياسية و يكفرون تيارات لحساب أخري ، و يلعبون دوراً قوياً يرتعب منه الحكام و يصيرون حكاماً في بعض الأحيان .ربما لا يصل الأمر في القرن الحادي العشرين أن يحكمنا أحد من رجال الدين و لكن مؤكد أنه قد يصير للأزهر و الكنيسة و رجال الدين المسلمون و المسيحيون دور شديدة الضراوة في اللعبة السياسية يكفي للاخلال بميزانها و ترجيح كفة قوي و حكام عن طريق التحريم و التكفير.
و أخيراً تبقي حقيقة أن الحكام و القوي السياسية عندما يلجأون للمؤسسات الدينية فهذا دائماً نتيجة عجز و نقص في الأوراق السياسية و فشل منقطع النظير في حل الأزمات الطرق الصائبة.فلو أن نظام مبارك لم يزور الانتخابات فلم يكن ليحتاج ختم الأزهر علي فتوي تحريم مقاطعة الانتخابات ، و لو أن المجلس العسكري نجح في ادارة الفترة الانتقالية بالطريقة المثلي أو حتي سبيل يربو علي السبيل القويم لما احتاج المجلس العسكري اليوم فتوي تحريم العصيان المدني.و لو أن القوي السياسية الاسلامية تملك برامج حقيقية سياسية و اقتصادية و اجتماعية لنهضة مصر لما احتاجت اللعب علي الأوتار الدينية الضعيفة لدي المنتخب .

الاثنين، 20 فبراير 2012

الجنة

استاذة نور تحدثاننا كثيراً عن الجنة ، و قالت لنا من قبل أننا سنجد فيها كل ما نحلم به و نريده قبل أن نفكر فيه حتي (تحفة !!!!!!!!!!!!!! يعني ربنا سيعلم ما نريد بدون أن نفكر و يحضره لنا فوراً ، كم سيكون أمراً رائعاً!) سامي سأل استاذة نور ان كان سيجد في الجنة ألعاب حاسوب و قال بطيخة أنه سيجد حلويات كما يشاء ! ضحكنا جميعاً منهما جداً ، و ضحكت منهما استاذة نور و قالت أننا لن تكون هذه رغباتنا في الجنة.
الجنة جميلة جداً بلا شك ، ربنا الذي خلق كل هذا الجمال في دنيانا مؤكد سيخلق شيئاً رائع الجمال في الجنة.سأجد زروعاً كثيرة
جميلة جداً ، و سأجد أشجاراً رائعة و زهوراً جميلة ملونة . استاذة نور تقول أنه في الجنة هناك أنهار من عسل ،كيف سيكون شكلها ؟ هل ستكون تلمع كلون الذهب ؟ أنا لا أحب الذهب و لكني أحب لمعانه. كم رائع تخيل المنظر ! أشجار و زروع خضراء جميلة و بينها زهور ملونة و يجري بين الزهور و الأشجار أنهار من الغسل الذهبي اللامع ، كم أريد أن أري ذلك!
استاذة نور تقول أن البيوت في الجنة ضخمة جداً ، و مصنوعة من الأحجار الكريمة رائعة الجمال ،و أن بعضها باتساع دول كاملة!
سأجري كم أشاء في قصري ، و أهم شيء أني سأحاول أن أمسك الأحجار التي صنع منها القصر ستكون ألوانها رائعة ! استاذة نور تقول أن كل ما علينا أن نفعله في الجنة أن نجلس و نسبح الله –عز و جل – و لكن هذا كسل ، سأجري و ألعب وسط الحدائق و الأشجار طوال اليوم مع أصدقائي و سأ شعر بالصفاء و أنا أطير وسط هذا الجمال الائع ، سأشعر بالصفاء و سأري جمال ربي أكثر الذي لا أراه كله في هذه الدنيا الصغيرة
لكن هل سيكون معي أصدقائي ؟أنا لا أريد أن أتركهم ، لا أريد أن أفتقدهم .أتمني أن يكون معي الجميع .ماما و بابا و بطيخة و أماني و صلاح و شادية و مرنا و سامي و أمير و كريستين و قيكتور و استاذة نور و استاذة فاطمة و استاذة ابتسام و استاذة بسمة و لوفي و حتي استاذة عصمت و كل أصدقائي و دائرتي و زرعتي ،أتمني أن نكون جميعاً معاً و نلعب و نجري معاً وسط الحدائق و نأكل معاً من الفاكهة (قالت استاذة نور أن طعمها هناك أجمل كثيراً منى طعمها في الدنيا ) و و نشرب معاً العسل ، و ندعو بعضنا علي بيوت بعض و نلعب فيها معاً بالأحجار الكريمة.لكن هل يمكنني أن اّخذ زرعتي معي ؟ استاذة نور تقول أننا لن نعيش في دنيانا مجدداً ، و لن أري زرعتي مجدداً ، و هذا مؤكد سيحزنني كثيراً ، و لكن ربما زرعتي لن تحزن ان كنا نحن سنسعد ، و ان كنا سنحقق حلمها في أن نجعلها أعلي زروع العالم قبل أن نرحل عنها و نتركها .
هل ستكون مرنا معي ؟ هل سيكون معي قيكتور و كريستين و استاذة ابتسام ؟ أم أنهم لن يكونوا معي كما يقول استاذ أحمد ؛لأنهم مسيحيون ؟ أنا لا أريد أن أفقدهم ،أنهم أصدقائي و أنا أحبهم جداً و سأحزن ان كنت بدونهم في الجنة و هم ليسوا سيئين ليذهبوا الي النار . ربنا عادل ، لماذا يدخلهم النار و هم ليسوا سيئين ؟ لماذا ؟ أنا أحب الله –عز و جل – جداَ ، و أثق في عدله ؛ لأنه لم يضيع تعبي سدي أبداً ، لذلك أثق أنه لن يظلم أصدقائي ، و ربما كان أطيب كثيراً مما يقول استاذ أحمد .سأثق بعدل ربي.
أروع شيء في الجنة أن الشر سيختفي .سنحب كلنا بعضنا ، و لن يكره أحد منا الأخر أبداً مهما حدث ، سأشعر بالحب في كل مكان ، في الأشجار ، في الزهور، في الأنهار ، في البيوت ، في الناس ،في كل قلب أمر به .كل قلب ينبض بالحب و الصفاء ، كل قلب لا يحمل أي كراهية أو أنانية أو انتقام ، كلنا نحب و نشعر بالحب و التسامح . كلنا سنشعر بأننا قلوب متقاربة محبة ليس بها ذرة كراهية .لن يكون هناك ظلم أو قبح أو نفاق أو معاناة أو تكبر أو تعصب أو خيانة ، لن يكون هناك فقر أو قمامة أو جوع أو خصام أو حروب أو دماء أو ارهاب أو طغاة ، كل ما سيكون هناك هو الحب و السلام و العدل و الايثار و النبل و حب الغير و التسامح و الوفاء و الحق و الجمال و الصدق و الايمان و الصفاء و التكافل و الاتحاد ، اتحاد الأرواح ، كل شيء جميل شكلاً و الأهم جوهراً سيكون هناك و كل ما هو قبيح مظهراً أو جوهراً لن يكون هناك.
أنا أحلم أن أذهب الي الجنة و أن يكون معي كل من أحب ، و أن يصفي قلبي هناك و أن أري الجمال الذي خلقه ربي هناك ، جماله الذي لم يفسد بأيدينا كجمال الدنيا . أتمني أن أعيش في الجنة مع كل دائرتي ،أتمني أن أحيا من جديد هناك.

السبت، 18 فبراير 2012

أنا لست كالوناً

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

بلغت صغيرة جداً ما بعد التاسعة بقليل .كنت صغيرة لا تفهم شيئاً، كنت حمقاء سعيدة بشعور الزهو بأني الأكبر في عمري ، و من الجيد أنني لم أبقي عمياء طويلاً و سرعنما أدركت أنني لست محظوظة ، و أنما أظنه نعمة هو أبهي النقم.لم أكن أفهم الكثير و عرفت الكثير ( أو ما ظننته في تلك السن كثيراً ، و ما هو الا أقل القليل) .ليس مهماً كل هذا و لكن المهم هو البذرة التي زرعت داخلي منذ الطفولة و هي بذرة الذل ، بذرة كوني قفلاً.
كانت أمي و أنا ما أزال في التاسعة تشرح لي ما هو غشاء البكارة و ما هي العذرية ، و أذكر كلماتها العادية الجارحة لي . كيف قالت لي ما يقوله الجميع أنني ان خسرت ذلك الغشاء الرقيق لن أتزوج و بين الكلمات كنت أقرأ كلمات أخري . كنت أقرأ بين السطور أنني لن أخسر و حسب فرصتي في الزواج بل ربما حياتي ذاتها أو معناها.
شعرت بالذلة و المهانة داخلي ، شعرت أنني لا أساوي شيئاً ، لم أكن أريد الزواج ؛لأني لم أكن أريد أن أمنح غشاء بكارتي لأحد ، ولأن الأمر (مجرد التفكير فيه) يجرح كرامتي.ان كنت أساوي غشاء بكارة ،ان كانت عذريتي بهذه القدسية فلم أكن أريد أن أمنحها أحد ، حتي و لو بالزواج .تحول غشاء البكارة بالنسبة الي قيمتي و كرامتي .
كنت أتعذب ، كنت خرقاء ، و لكني لم أكن وحدي هكذا ، كل المجتمع هكذا.كل المجتمع يعتبر المرأة جسد و حتي ليس جسداً كاملاً بل غشاء بكارة لا أكثر.لماذا يهيج المسلمون عندما ينتشر قيديو لمسلمة تعاشر مسيحي ؟لأنها غشاء بكارتهم ،لأن غشاء بكارتهم فضه مسيحي .لماذا يغضب الأب من ابنته المغتصبة بدل أن يحن عليها ؟ لأنها مجرد غشاء بكارة و قد فقدته ، -لا يهم كيف - و لكنها فقدته ، فلم يعد لها قيمة .
كنت قد نسيت كل هذا ،و قررت منذ زمن أنني لست غشاء بكارة و أنني ان اخترت ألا أزني ؛فهذا لا علاقة له بالمجتمع أو بنظرته لي و الأهم ليس له علاقة بغشاء بكارتي.كنت قد قررت أني انسان بكل ما فيه ، من مشاعر و روح و وجدان و عقل و قلب و جسد و لست أبداً جسدأً وحسب. كنت قد قررت أن لدي كرامة ، و لست شيكولاتة يأكلها الرجل ان كانت ملفوفة و يرميها ان كانت مفتوحة.قررت أني انسان ، لقد خلقت انساناً و لم أخلق جسد جامد ممتع و مثير. عندما قررت ذلك، أقفلت علي جرحي قلاعاً حصينة تخترق حصانتها بين الحين و الأخر . و لكن اليوم فتح باب القلعة و عادت لي ذكريات اّلامي . و عدت لأواجه حقيقة أنني مهما حاولت و مهما عافرت سأظل أمام المجتمع غشاء بكارة لا أكثر.
اليوم كنا نتحدث في الحصة عن الزنا و مفهومه و هل هو صواب أم خطأ ؟و خطأ لماذا؟ دار جدال في الفصل ، قالت فيه المعلمة ( التي تقول دائماً أنها مدافعة عن حقوق المرأة)أن المرأة تخسر كرامتها ان زنت ، و أن الرجل في أسوأ الأحوال سيقال عنه أنه زير نساء ، حتي في المجتمعات الغربية ، المرأة التي تعاشر رجال كثيرين يقال أنها داعرة أما الرجل فمجرد زير نساء. قلت أن هذا خطأ و أن الرجل الذي يعاشر نساء كثيرات يتحول لكلب لا أكثر عبد لغرائزه. فقالت فتاة أو ربما المعلمة –لا أذكر- أن المرأة تمنح نفسها للرجل ، فقلت أن الرجل يمنح نفسه أيضاً و يتحول لحيوان يبيع نفسه لغرائزه.ذكرت فتاة اّخري أنها قرأت مقالاً يبرر نظرة المجتمع للرجل الزاني علي أنه ماهر في ايقاع النساء و المرأة الزانية علي أنها حقيرة ،بأن الرجل مفتاح و المرأة قفل ؛ المفتاح الذي يفتح كل الكوالين مفتاح رائع بينما القفل الذي يفتح بكل المفاتيح قفل ضعيف.
الاّن و أنا أكتب تذكرت المثال المنتشر علي الفيسبوك بأن المرأة المحجبة كالشيكولاتة المغلفة و السافرة كالشيكولاتة المفتوحة ، و الرجل الطبيعي سيختار الشيكولاتة المغلفة التي ستفتح خصيصاً لأجله.ما كل هذا الامتهان ؟ ما كل هذا الاذلال ؟أنا لست قفلاً يفتحه الرجل ، أنا لست شيكولاتة يأكلها الرجل. أنا انسان .أقسم أني انسان.أقسم أني أحس و أنني مجروحة الاّن في كبريائي و كرامتي اللذين أمتلكهما ؛لأني انسان بقلب و روح ، مثلما بجسد.لماذا لا يعتبر الرجال أقفالاُ تفتحها النساء؟ لماذا النساء هي الأقفال؟ لماذا ليس الرجال حلوي تلتهما النساء ؟ لماذا النساء هن الحلوي التي يختار بينها الرجال حسب التغليف و الطعم ؟
لماذا لا يفكر أحد أن الرجل الذي يدمن الجنس يتحول لحيوان ؟ لماذا يؤثر الناس ذلك الحيوان علي المرأة التي خسرت عذريتها حتي لو اغتصبت؟ هل المرأة ليست سوي غشاء بكارة فعلاً ، فهي بذلك جسد جماد لن يساوي أبداً الرجل حتي و ان كان حيواناً عبداً لغرائزه ؟
أنا لا أريد أن أحيا غشاء بكارة .لا أريد أن أكون شيكولاتة يستلذ أحد بمذاقها. لا أريد أن أكون كالوناً يفتح . أنا انسانة لها حق الحياة . أنا انسانة يحق لها أن تكون وجداناً و قلباً و روحاً . أنا انسانة يحق لها أن تحيا بكرامة و عزة و شرف.كل امرأة انسانة يحق لها هذا . ليست المرأة غشاء بكارة ، ليست المرأة شيكولاتة ، ليست المرأة كالوناً ، انها انسانة.اني انسانة ، و أؤثر الموت علي أن أكون شيئاً أخراً . و حتي لو راّني الجميع كالوناً أو غشاء بكارة أو شيكولاتة ، فلن يغير ذلك شيء في سأظل أؤمن أني انسانة.

الخميس، 16 فبراير 2012

مسابقات مجموعات مدرستي

هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه! سأشترك في مسابقة أخيراً !أنا متحمسة جداً جداً جداًُ ،هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
أحلام نفذت برنامجها مثلنا و عملت مجموعات ل(العلوم ) و ( الكتابة الصحفية) و (النكات) و (الغناء ) و (التمثيل) و (الرقص)و ( الرسم) و طبعاً اشتركت فيها جميعها، و حسين عرض علي أحلام أن يدمجوا برنامجيهما و يجعلان المسابقات في كل المجالات مسئولية المجموعات ، و أن تقوم كل مدرسة بتحكيم المجال الخاص بملدتها. أخيراً سأشترك بمسابقة ، أنا متحمسة ، متحمسة ، متحمسة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سأشترك في مسابقة (الكتابة الصحفية ) و في كل المسابقات الأخري ، و لكني واثقة أني سأفوز في مسابقة (الكتابة الصحفية) و سأكتب موضوعاً يخص زرعتي.ماما تسخر مني و تغيظني و تستخف بي ، و لكنني سأكسب و سأثبت لها أنني ماهرة في الكتابة ، و أنني استطيع أن أفوز في أي مسابقة كتابة ، و أنني استطيع أن أزرع زرعتي بقلمي .
أنا متحمسة جداً كريستين و حسين و أحلام سيكونون في المسابقة أيضاً و هم منافسون ماهرون ، و يحصلون علي درجات نهائية في التعبير مثلي ، و أحياناً كريستين تتفوق علي ؛لأن املاءها أفضل مني بكثير ، بينما أنا أنفعل و أكتب و أندمج فأنسي أن أهتم بخطي و املائي فأفقد درجات كثيرة.و لكن كلما كانت المنافسة أشرس فهذا أفضل ، سأثبت أنني الأفضل بصدق ، أغنية لوفي تقول أنه كلما كان البحر (الحلم ) أبعد ، كانت الجنة ( النتيجة) أحلي.
بطيخة يسخر من صوتي و يقول أنه نشاز و أنني سأطرش الحاضرين ان أشتركت في مسابقة الغناء ، و لكني سأشترك ، لا يهم أن أفوز و لكن المهم أن أشترك، عنداً في بطيخة! مرنا تنوي الاشراك في مسابقة العلوم ، مرنا ستفوز بالمركز الأول أنا متأكدة ، و سنصير نحن الاثنتين الأوائل ، نحن صديقتان مجتهدتان ،هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
أمير و سامي و بطيخة و أماني سيشتركون في مسابقة (النكات) سأذهب لأحضر المسابقة و أستمع الي نكاتهم ، مؤكد سأموت ضحكاً هذا اليوم!حسين سيشارك مع أماني و أحلام و قيكتور في مسابقة (الرسم) ، رسومات حسين رائعة ، و لكن قيكتور قالت عنه احدي الجدات أن لديه (حس فني و عالٍ أيضاً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
سنري هل قيكتور لديه حس فني عالٍ و أنا عمياء أم لا ! أماني و أية و بطيخة و أمير و سامي و بطيخة و أنا سنشارك في مسابقة التمثيل ، سنقدم معاً مسرحية كوميدية و سيقدم كل منا دور عليه أن يتقنه و بقدر اتقاته له سيفوز ، و سيتفرج علينا الجميع ( كم أنا متشوقة!) أية و مرنا خجولين و لكنني سأشجعهما .سأقدم دور زوجة بطيخة المفترية التي تضربه في المسرحية ! ( أنا زوجة بطيخة ،لا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
أية ستقدم دور ابنتنا الصغيرة الطيبة اللطيفة التي تعمل مدرسة ( دور يليق جداً بها) و أمير سيقدم دور والد بطيخة و جد مرنا ( أمير جد ! لا استطيع تخيل ذلك!) أماني ستقدم دور أمي و حمت بطيخة المتسلطة ( أنا و أماني علي بطيخة ، يا عيني عليه!) أما سامي فسيقدم دور ابننا الكبير ضابط الشرطة ( سامي ضابط شرطة ، يا نهار أبيض !)
أما مسابقة الرقص فسنقدم فيها عرض جميل جداً ، تعجبني ملابسه ، سأرتدي فرعونة ، و مرنا فلاحة ،و أماني غازية ، بطيخة صياد ( ملابس الصياد تحفة علي بطيخة!) ، و كريستين سترتدي ملاءة لف سوداء ،و قيكتور سيرتدي ملابس نوبية ( شكله مثل بكار تماماً!) و سامي سيرتدي ملابس فلاح ،و أية سترتدي جلباب بدوي ، و حسين سيرتدي ملابس فرعونية .
أنا متشوقة جداً جداً جداً ، لا استطيع الانتظار أسبوعين كاملين حتي عرض (الرقص) و (التمثيل ) و حتي نتيجة كل المسابقات ، أنا متحمسة متحمسة متحمسة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


الثلاثاء، 14 فبراير 2012

شرف الكلمة

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

أحب الكتابة و أحياناً أنسي أني أحبها و أكتب بدون مشاعر.أكتب لأجل أن أقدم عملاً جيداً أفخر به لا لأني أحبها؛ أحب أن استمتع و أفرح و أنا أكتب و لكن بسبب كاّبة و برودة الموضوعات التي أكتبها ، لا أشعر بأن الكتابة متعة أو سعادة و لكنها تتحول الي واجب ملزمة به .أود أن أعود لأحب الكتابة و استمتع بها من جديد ،أحلم باليوم الذي يخطو فيه قلمي كلمات و قصص و شخصيات أحبها بصدق و أسعد و أنا أخطها.
الكتابة بالنسبة الي ، هي الهدف الذي أراه أمامي ،و الحلم الذي يكبر معي منذ صغري ، الشيء الذي استطيع أن أفعله بمهارة و تفرد ، الشيء الذي يجعلني وحيدة من نوعي. يمكن لكل منا أن ينجح بتفوق في كل مجال يعمل فيه بجد و يحبه و لكن دائماً يوجد مجال واحد يمكنه أن يعطيه حياته و روحه و فؤاده و وجدانه ، و هذا المجال بالنسبة الي هو (القلم)
منذ صغري و أنا أحب أن أحلل شخصيات كل عمل فني أراه ، و أحاول التنبوء بمجري سير العمل ، منذ صغري و أنا أحيا مع الشخصيات ، أشعر بها ، أفكر فيها ، أتخيل نفسي مكانها ، جزء منها ،أتمني و أرسم خطة لي ان كنت معها.كنت أتخيل سيناريوهات لأفلام منذ السابعة من عمري و أمثلها في المنزل. و أول مرة كتبت كنت في الثامنة تقريباً ، و أول شيء نشر لي و أنا في الثامنة أيضاً و كان نصف عمود عن الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
تكبر معي الكتابة و أكبر معها . يتحسن أسلوبي و عمقي و تتطور موضوعاتي ، و لكني أتمني أن أعود الي الكتابة كما كنت أشعر بها و أنا صغيرة ، أعود لرسم قصص أحبها بسيطة و مسلية و أشعر أني جزء منها لا بيني و بينها مسافة كبيرة جداً أحسبها بعقلي . أحلم باليوم الذي أشعر فيه بالسعادة و أنا أكتب حتي و أنا أكتب اللحظات الحزينة التي تتطهر روحي.
كنت و أنا صغيرة أكتب قصص حلقات رسوم متحركة مليئة بالمغامرات ، كنت دائماً بطلتها و كنت دائماً أحبها.يوم تركت كتابتها و بدأت اكتب موضوعات سياسية و اجتماعية حينها كنت اختار بنفسي أن أخسر سعادتي و أنا أكتب ، كنت أظن أن مستوي ما أكتبه يعلو ، و لكني لم أكن أعرف أنني أخسر سعادتي مع قلمي بهذا. كنت خرقاء ، متأثرة بمجتمع يقدس كل كتابة انشائية عن المجتمع و السياسية و يستخف بكل كتابة عسيرة فعلاً عن الاثارة و التشويق و المغامرات و الأطفال. دخلت بنفسي في دائرة كتابة لا نهاية لها و لا سعادة تذكر فيها .
و رغم أنني خنت قلمي يوم كتبت ما لا أحب ؛لأجل تقدير من حولي ، و لكني لم أسمح لنفسي قط أن أهين قلمي بكتابة شيء لا أؤمن به لأجل رضا أحد ، أو التراجع عن شيء أؤمن به لا يصدقه أحد.و لم أكتب كلمة يؤنبني ضميري عليها ، و حتي اختياري لكلماتي أحاول أن يكون أصدق ما يكون فأنا كثيراً أفكر قبل وضع كلمة (أحبذ) في مكان كلمة (أحب) ، ربما معناهما متقارب ، و لكني سأشعر أني كاذبة ان لم أكن دقيقة تماماً في اختيار كلماتي.
ربما تقريباً لايعرفني أحد و لا يقرأ لي أحد ، و لكن هذا لا يعنيني ، أنا أكتب لنفسي ،و أتمني أن أكتب ذات يوم تماماً لأجل الكتابة فقط ، كما لأجل أهدافي و مبادئ و مثلي و وطني.أنا أكتب لأن لدي رسالة ، و لدي مبادئ أريد أن أوصلها ، و لي واجب تجاه وطني و تجاه مبادئ يقيدني و يأسر قلمي و يجبرني علي أن أكتب حتي أؤديه. حتي ان لم يقرأ لي أحد ، فأنا لن أكتب شيئاً (حتي لو لن يقرأه سواي) أخالف فيه مبادئ و شرف قلمي و أكذب فيه و لو بطريقة غير مباشرة.
أحلم أن يأتي اليوم الذي أكتب فيه بحرية ، الذي لا تجبرني فيه القذارة الاجتماعية و السياسية التي اراها حولي ألا أكتب فيما أحب و أن أكتب عما أكره .أحلم أن أكتب كما كنت صغيرة بروح سعيدة و صافية و أن أعرف معنا السعادة و أنا أكتب ، و أن أعيش مع أبطالي و أشعر بهم و أشاركهم قتالهم و فرحهم و حزنهم. أحلم أن يعود الي حبي للكتابة الصافي البريء.أحلم ألا أشعر أبداً أن الكتابة فخر أو واجب ،و لكن سعادة و حب وصدق و صفاء.أحلم أن أترك الكتابة السياسية و الاجتماعية و أعود لأكتب رسوماً متحركة بريئة و جميلة و مشوقة أحيا فيها و أغامر مع أبطالها و أحبهم بصفاء.أحلم أن أتحرر من موضوعية و عقلانية المقالات الي مشاعر و قلب الرسوم المتحركة و الروايات .أحلم أن أتحرر من الكراهية التي تغذي السياسية الي الحب الذي تحيه الكتابة الأدبية.أحلم و أتمني أن أبلغ الحلم.

الأحد، 12 فبراير 2012

يوم النظافة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اليوم نظفنا المدرسة كلها! مسخناها و شطفناها و كنسناها ،و لمعناها! لقد كان ذلك رائعاً حقاً و خاصة أن منظرنا كان مسخرة و دادة دلال بقت تضحك علينا و علي أسلوب مسحنا و كنسنا و تنظيفنا طوال اليوم !
استاذة عصمت اشتكت لاستاذة ابتسام منا و قالت أننا نملأ الفصل في حصتها بالقاذورات ، و أرادت أن تعاقبنا ( ألا يكفيها ما تفعله معنا ؟! فعلاً مفترية!أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!) .و لكن الحمد لله استاذة بسمة تدخلت و قالت أنها ستعملنا أن نحافظ علي نظافة المدرسة بطريقتها و ضحكت.
استاذة بسمة لذيذة حقاً جعلتنا في فسحة اليوم و حصة الأنشطة ننظف المدرسة كلها ! طلبت منا أن نحضر معنا ملابس بيضاء للعمل و قالت أنها ستجعلنا نستعمل منظفات المدرسة. كلنا ارتدينا ملابس بيضاء ،و كان شكلنا تحفة ، ملائكة فعلا ً! أمير لم يكن يليق الأبيض عليه أبداً ، أمير ملاك؟! أبداً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
و أمسك كل منا بمقشة و بدأنا نكنس المدرسة و بقت دادة دلال تضحك علينا كثيراً ، و كلما حاولت أن تعلمنا كيف نمسك المقشة كانت استاذة بسمة تنهاها و تصف لنا و تقودنا في التنظيف. استاذة بسمة كان شكلها جميل جداً في ثوبها الأبيض ، كان لائقاً جداً عليها . و كان شكلها تحفة و هي تتقدمنا و تكنس أمامنا و نحن خلفها.
بدأنا بالفناء ، أمسك كل منا بممسحة و شمرنا ملابسنا و أنطلقنا نمسح الفناء من أوله لأخره ، و كنا نمسح بغير نظام و نصطدم ببعضنا و استاذة بسمة حاولت كثيراً تنظيمنا و في النهاية رسمت خطوط علي الأرض و حددت لنا ما سينظه كل واحد فينا . كنت مستمتعة جداً بالمسح شعرت بأنني أطير و أجري بسرعة و أنا أمسح بالممسحة الكاوتشوك ( مدرس الصيانة قال لي أن اسمها كاويشتوك لا كاويتش).كان المسح ممتعاً جداً و كنت أردت أم أمسح أطول وقت ممكن بالذات أنني كنت في فريق واحد من مرنا ننظف منطقة واحدة. استاذة بسمة قسمتنا فرق و قالت أن أفضل و أسرع فريق في التنظيف سينال جائزة . و طبعاً تحمست جداً ، و نظفت جيداً جداً ، كلنا تحمسنا حتي أمير و سامي (كانوا في فريق واحد ) نظفوا بذمة!
بعد مسح الفناء انتقلنا الي فصول دورنا و كنسناها جيداً ، لم يكن الكنس مسلياً بل مرهقاً ، و ضحكت استاذة بسمة هذه المرة مع دادة دلال علينا و نحن ننظف أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!(تذكرت ماما عندما تسخر من تنظيفي ، وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
و بعد أن كنسنا الفصول مسحناها ، لم يكن مسح الفصول مسلياً كمسح الفناء لأنها كانت صغيرة و كنا نصطدم ببعضنا و نحن ننظفها. و بعد أن نظفناها و تعبنا جداً تشاجر أمير مع بطيخة علي من سينظف أخر بقعة متبقية من الفصل و جروا وراء بعضهم في الفصل و كل واحد منهم ممسك بمقشته؛ فاتسخ الفصل باّثار أقدامهم . لم استطع أن أتحمل فكرة أنهم أفسدوا ما تعبت كثيراً لأجل تنظيفه و أمسكت مقشتي و جريت خلفهم بمقشتي أنا الأخري . و صاحت استاذة بسمة :"توقفوا أنتم الثلاثة ستنظفون الفصل وحدكم ."
واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء! أنا أحب استاذة بسمة جداً و لكنها عاقبتني معهم . أنا جريت وراءهم لأني كنت مغتاظة مما فعلوه في الفصل ، لماذا عاقبتني استاذة بسمة أنا أيضاً ؟ صحيح أن استاذة بسمة لم تتركنا في النهاية ننظف وحدنا و نظفت معنا الفصل ، و لكني حزينة ؛لأنها عاقبتني مع بطيخة و أمير. استاذة بسمة قالت أنها لن تحرمنا من الاشتراك في مسابقة التنظيف ، و ستجعلنا نعود لننظف الفصل في نهاية اليوم ، و فعلاً عدنا لتنظيف الفصل في أخر اليوم و اشتركنا في المسابقة و لكن الفريق الفائز كان فريق كريستين و أية.
رغم أنني حزينة لأن استاذة بسمة عاقبتني مع بطيخة و أمير و لكني مازلت أحبها ، و استمتعت حقاً بيوم التنظيف ، و خاصة أن صورنا التي التقتتها لنا استاذة بسمة ستعلق في الفناء ، و شكلها فعلاً مسخرة ! و جعلتنا استاذة بسمة نعدها ألا نلقي القاذورات في الفصل أبداً حتي و لو في حصة استاذة عصمت ،و منحت استاذة بسمة فريق ( كريستين و أية ) جائزتهما مقشتين ورديتين جديدتين ، جاروفين زرقاوين و صورتهما بجوار المقشتين و الجاروفين !في يوم النظافة القادم سأكون فريقي أنا و مرنا هو الفريق الفائز ، و سأحصل علي مقشة و جاروف اثبت بهما لماما أنني استطيع التنظيف ، المرة القادمة ،
سأفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووز!


الجمعة، 10 فبراير 2012

التسول و الكرامة المصرية

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

أطفالنا يتسولون ، موظفونا يتسولون ، عمالنا يتسولون ،فلاحونا يتسولون ،مرضانا يتسولون، و حكومتنا تتسول.كلنا نتسول ، تحولنا جميعاً الي شحاذين ينتظرون ما يلقي عليهم أياً كان ، و ما عدنا ندرك معني الكرامة.
أين هي كرامتنا؟ أين هي كرامة المواطنة؟ أين هي كرامة الوطن؟ فيما مضي كانت تعتبر مذلة أن تمد اليد لأي انسان كان. كان من المخجل أن نضطر أن نمد أيدينا لغيرنا. كانت لدينا كرامة ، أين ذهبت؟ كيف تحولنا تدريجياً الي متسولين؟ كيف صرنا نتسول كل شيء حتي أبسط حقوقنا؟ كيف تحول التسول الي فعل عام خلق عام ،ليس بالمخجل و لا بالمشين بل حرفة تزيد الدخل الصوري أو مهنة عامة بأجر ؟ كيف تسلل التسول حتي بلغ كل فرد ، و ترك الأفراد ليقفذ الي الحكومات ثم الي الوطن بأكمله؟
استغرب كيف صار الموظف يمد يده ؟ كيف صار ساعي البريد ينتظر حسنة تعطي له مع كل خطاب يوصله؟ كيف صار المواطنة أو المواطن يشحذون حقوقهم الأصيلة عند الدولة و يقفون كالمتسولين للصدقة أمام طوابير كل شيء يباع؟ كيف وصلنا لدرجة الانحطاط التي تجعل كل مواطن من طبقة وسطي يتسول ؟حتي الاضرابات في مصر التي تغرق كل منشأة أو مصنع أو مؤسسة هي تجسد صارخ لظاهرة التسول و لكن بطريقة أكثر أناقة. رأينا أطباء ، بكل ما تحمله كلمة أطباء من وقار ، و معلمين ،بكل ما تحمل كلمة معلمين من تبجيل ، و أساتذة جامعات بكل ما يحمله لقبهم من عظمة و علم ، رأينا كل هؤلاء و أكثر يتسولون . يتسولون داخل النقابات و الجامعات و المستشفيات و الشوارع و الميادين و علي أرصفة مجالس أولي الأمر .يتسولون حفنة جنيهات أو عشرات الجنيهات أو حتي مئات.
ألا يشعرنا هذا بذرة خجل؟ علماء و أطباء و أعضاء في جبهة العدالة ، و أساتذة جامعات ،و ممرضات ،و معلمون، و موظفون ،و عمال و كل درجات العاملين في الدولة و القطاع الخاص، الكل يتسول، كيف لا نشعر بالخجل ؟ هل ماتت الكرامة لدينا الي هذا الحد؟ هل اعتادت جلودنا جلد المذبلة الي هذه الدرجة ؟ الفرق بين اضراباتنا و اضرابات العالم المتقدم ، ليس الشعب الذي يتهم بالهمجية و وقف عجلة الانتاج ، الفرق أن المضربين لدينا وصولوا الي حافة الفتات و لا يطلبون سوي الحد الأدني للحياة الكريمة و لم يعد لديهم شيء يخسرونه أو يخافون عليه. و ان كان يابانيون مثلاً يضربون بدون تعطيل عجلة الانتاج ، ذلك ؛لأنهم يستجاب لهم في يوم لا يتسولون بالشهور نوماً في الشوارع مع أبنائهم ، وذلك أنهم يملكون الكثير و يريدون الأكثر الذي يستحقوه ، و لكن عندنا المضربون لا يملكون شيئاً أصلاً و كل دخلهم من مصادر اّخري غير عملهم نعرفها جميعاً جيداً.
و لماذا يخجل الشعب من التسول ان كانت حكومته تتسول؟ عندما يعرض علينا ترميم المجمع العلمي علي حساب شخص غير مصري نقبل و نقبل الأيدي. و يعتبر الجميع هذا عادياً ، و لكن هل لو انهار متحف العلوم الطبيعية في انجلترا و عرضت أمريكي المساعدة ،هل ستقبل الحكومة الانجليزية؟ لا طبعاً ؛لأن هذا واجب الحكومة الانجليزية لا واجب المواطنين ، أو الأجانب. سيقال أن انجلترا تملك المال و نحن فقراء، هراء، هذا كلام الشحاذين، المتسول فقط يبرر لنفسه مساعدة الاّخرين له بأنه فقير.ثم ذهبت حكومتنا من جديد لتتسول ، و تقول لحكومات الغرب :" أنتم كذابون و سيئون ، وعدتونا اّخر مرة أنكم ستعطوننا نقوداً ، ثم يا كذابون لم تعطونا غير مليار فقط ."
كفانا تسولاً ، يجب أن نملك ألا نتسول. الحكومة ملزمة أن تتصرف لا أن تتسول. لماذا نغضب عندما يجري المصريون و المصريات علي السفارات ليتسولوا كرم الخارج ؟ ليتسولوا تأشيرة لأي مكان كان في الشرق أو الغرب ؟ ألم يروا حكوماتهم المتعاقبة تتسول من الجميع ؟ من المنظمات العربية و من المنظمات الاسلامية و من الدول الغربية و من كل من يعطي شيئاً لوجه الله؟(- ان كنت أشك فعلاً أنه لوجه الله فقط-!)
حتي عندما يمن الخارج و يعطي التأشيرة للمصريين بعد تسول طويل ، و يذهب المصريون للخارج يتسولون هناك أمام الجميع و من الجميع ، حتي أمام السفارة المصرية يتسولون كما كان يفعلون أمام كل منشأة تمت للحكومة بصلة من قبل.
انه مسلسل اهانة كرامة لا ينتهي لكل ما أو من هو مصري أو هي مصرية ، كل ما يلتصق به اسم (مصر) يذل بارادتنا بشحاذتنا.
أتمني أن تتوقف حكوماتنا عن التسول للخارج و تعلن أنها لاتريد المعونات اطلاقاً ، لأنها صدقة يتبعها من و أذي ؛ و لأننا لانريد الصدقات؛ فنحن و ان كنا فقراء الاّن سنغتني بكبريائنا و كرامتنا، لا بمذلتنا و مهانتنا.أريد من حكومتنا أن تعلن أنها لا تريد هدايا من أي كريم أو خبيث، من أي صديق أو عدو . أريدها أن تعلن أننا لا نحتاج شيئاً من أحد. أريدها أن تعيد للخطاب السياسي مصطلح ( الكرامة الوطنية) . فترفض أي معونة أو هدية ،و تحمي أي مصري خارج مصر و يخشي الجميع الاضرار بحامل الباسبور المصري من أثر رد فعل الحكومة المصرية . و لا تمد يدها لأي كان و ان مدت يدها لقرض كان من بنوك المنظمات العربية و الدولية لا للدول و بدون شروط تمثل انتهاكاً لسيادة المصرية و فرضاً لسياسات اقتصادية مرفوضة. ان كنا سنعاني فالنعاني بشرف و كرامة ،فالنوقظ شعور الكرامة لدي المصرية و المصري . فلنجعل المصري و المصرية يرفضون –من جديد- خسران الكرامة حتي لو علي حساب الفقر. عندما نزرع (الكرامة الوطنية) سنحصد حتماً (الكرامة الفردية) و حينها لن نعود أبداً لل(تسول).

الأربعاء، 8 فبراير 2012

أول نشاط لمجموعتي

أنا و مجموعتي (الدائرة) قررنا أن نجعل أول نشاط لنا هذا العام هو عمل أطعمة و بيعها و منح أموالها للأيتام. هذا كان جزء من برنامجنا و يجب أن نفعله ؛لكي لا نحبط أصدقاءنا الذين انتخبونا في المدرسة.استأذنا استاذة ابتسام أن تسمح لنا أن نبيع الأطعمة التي نطبخها في الفسحة ،ووافقت بل و قالت أنها ستطهو سندويتشات باذنجان مقلي و ستبيعه معنا في الفسحة!
كريستين قالت أنها ستطهو كعكات صغيرة و كبيرة عليها رسومات ملونة ، مرنا قالت أنها ستطهو فشار و بطاطس محمرة و شرائح بطاطس مقلية بيتي ،حسين لم يكن يريد أن يطهو شيئاً و كان يريد أن يجعل أمه تطهو بدلاً منه و لكني أنا و كريستين و مرنا قلنا له أنه جزء من المجموعة و يجب أن يعمل مثلنا ،و تشاجرنا كثيراً حتي تدخلت استاذة بسمة و ضحكت قالت أنها ستجعله يطهو معها المحشي و يلف معها ورق العنب ! فاستسلم حسين و قال أنه سيطهو سلطة مكرونة سورية فاعترضنا و قلنا أنها سهلة الطهي ، فعادت استاذة بسمة تقول أنها ستأخذه ليلف لها ورق العنب ، فوعدنا حسين أنه سيطهو سلطة مكرونة تكفي المدرسة كلها!حينها تركناه ( كم نحن أشرار !)
أما أنا فقلت أنني سأعمل رقاق باللحمة المفرومة ، كريستين قالت أن الرقاق ثقيل جداً و صعب و ليس مناسباً ، و لكنني أصررت ،أنا أتمني أن أعد الرقاق منذ زمن ، و لكني أترجي ماما كثيراً أن تجعلني أطهو معها و لكنها لا تقبل و لن ترضي أن تجعلني أطهو الرقاق وحدي بدون مناسبة ، هذه هي فرصتي الذهبية!
أول شيء فعلته هو أنني أحضرت صينية فارغة و مسحتها بالزيت في كل مكان ،ثم أخذت رقاقتين ووضعتهما فوق الزيت، و أخذت لحمة مفرومة بالملعقة و وضعتها فوق الرقاق (ماما لم ترض أن أعد اللحمة المفرومة بنفسي حتي لا أقف أمام البوتجاز،أووووووووووووووووووووووف!)ثم أخذت رقاقتين و وضعتهما فوق اللحمة و ومسحت عليهما بالزيت ،ثم و ضعت رقاقتين أخرتين و وضعت عليها زيتاً ثم بقية اللحمة المفرومة ،ثم وضعت رقاقتين و عليهما زيت ، و لم ترض ماما طبعاً أن أدخل الرقاق الفرن فطردتني خارج المطبخ ،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
أخذت الرقاق معي اليوم المدرسة و وضعت كل قطعة من الرقاق في علبة صغيرة و ألصقت عليها ملصق أبيض صغير كتبت عليه (خمسة جنيهات)، و انتظرت بفارغ الصبر طوال اليوم حتي الفسحة( كانت الحصص طويلة فعلاً اليوم ، حتي حصة استاذة بسمة ،أول مرة اترقب نهايتها!)و عندما جاءت الفسحة نزلت الي الفسحة فوجدت طاولة عليها لوحة بنفسجية مكتوب عليها (مجموعة الدائرة) ، و وجدت حولها مرنا و فشارها و بطاطسها ، و كريستين و كعكها الملون ( كان شكله لذيذ فعلاً!) و حسين و علب سلطة المكرونة ( فعلاً كانت العلب تكفي المدرسة كلها!) و محشي استاذة بسمة ، و وضعت رقاقي و و وقفت بجواره ، و وجدت استاذة ابتسام تنزل السلم بكعبها العالي المميز و بذلتها الحمراء ممسكة بكيس أبيض مكتوب عليه ( سندويتشات باذنجان مقلي جنيهان و نصف ) ،فعلاً كان شكل استاذة ابتسام تحفة! كم أحب استاذة ابتسام !
كل طلاب المدرسة تجمعوا حولنا و اشتروا منا و أكبر اقبال كان علي سندويتشات استاذة ابتسام ! و عندما انتهت الفسحة لم نجد شيئاً علي الطاولة و وجدنا علبة النقود الخضراء ممتلئة حتي أخرها !هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
أما أمير فقد غاظني كالعادة ، و أخذ يقول أن رقاقي سيء ، رغم أنه اشتري مني خمسة علب وحده! ، مستفز!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المهم ، أنا سعيدة جداً جداً جداً ، رقاقي أثبت أنه جميل ، و نجحنا كمجموعة في أول نشاط في برنامجنا ، و جمعنا نقوداً سنعطيها لدار الأيتام . و بعت لأول مرة في حياتي و حققت أرباح ،رائع!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!و أهم شيء أننا أثبتنا لمن انتخبونا في المدرسة أننا نفي بوعودنا ، كم نحن نواب محترمون ! اتفقنا مع استاذة ابتسام علي أننا سنقيم نشاط أو نشاطين كل شهر من برنامجنا و وافقت . كم أنا متشوقة للنشاط القادم ! هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!

الاثنين، 6 فبراير 2012

لم أعد أبكي

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

كنت استغرب كيف يحيا أبناء غزة تحت النار ،كيف يعيشون حياتهم و يحتفلون ، و يتزوجون ، و يمضي بهم العمر و هم يعانون ، و يرون الدماء تسيل أمامهم بركاً . كيف تلد الأم الأبناء الكثر و هي تراهم يتساقطون أمامها كأوراق شجرة ضخمة و عتيقة. كيف يحيون؟ لم أكن أفهم و كنت أحلم أن أعيش بينهم و لو لفترة علي أفهم ، و لكني كنت أعلم أنني حتي لو فهمت لن أدرك الا ان كنت واحدة منهم.لم أكن أفهم كيف يعيش العراقيون و هم كل يوم يشهدون العشرات يموتون ، كيف تكون حياة المرء و هو يتعثر في الجثث أينما يسير ، و يستنشق رائحة الدماء و تصير هي الهواء لديه و تحل محل رائحة الزهور،و يسمع الصراخ و العويل و سارينات الاسعاف فتصير هي مكان زقزقة العصافير، و يصير اللون الأحمر هو اللون الوحيد الذي تبصره عيناه. لم أكن أفهم ، لكني الاّن أدركت.
أحاول أن أحزن كلما حدثت كارثة فلا استطيع .أحاول أن أجعل الدموع تنساب فتبرد قبل أن تخرج من عيني.أحاول أن استشعر الأسي و لكنه يرفض أن يقربني.لم أعد أشعر ، لم أحد أحزن ، لم أعد أبكي.كل شيء صار واحداً بالنسبة الي ، الألم ، الاصابات ، الحرائق ، الحوادث ، القتلي كل شيء صار بارداً و مكرراً و بلا قيمة ، صرت أقسي من الصخر لا يؤثر شيء في.كنت أظنني سأبكي عندما أري عشرات القتلي يتساقطون ، كنت أظنني سأصرخ ، كنت أظنني سأنهار ( هذا كان فيما مضي ) و لكني الاّن لا أتوقع أي شيء من مشاعري الحجرية ، لم أعد أتوقع أن شيئاً قد يهزني و يجعلني أتوقف و لو لدقائق عن ممارسة حياتي الطبيعية . حتي ان رأيت الدماء ، حتي لو شممت عطرها النفاذ ، حتي لو كنت أنا من تسيل دماؤها ، سأعود لأفتح التلفاز و الحاسوب و أتفرج علي الرسوم المتحركة و أقرأ الكتب ، حياتي ستبقي كما هي ، و أنا سأظل جبلاً قاسياً كما أنا.
ما الذي جري لي ؟ ما الذي قساني ؟ ما الذي جمدني ؟ ما الذي حولني الي حجر ثم الي صخر و أخيراً جبل ؟لماذا لم أعد أبكي ؟ لماذا صارت دموعي تسيل عند رؤية مشهد حزين في رسوم متحركة و لا تتحرك مليمتر عندما أعلم أن عشرات من لحم و دم ، من وطني ماتوا و لم يصل بعضهم الي سني حتي ؟ لماذا صرت هكذا ؟ لماذا أبلغ المشاعر التي أصل اليها هي الغضب و الغيظ ؟ لماذا تأبي مشاعري أن تتخطي عتبة الألم لتصل الي الحزن ؟ لماذا تجمد الحزن داخلي ، و لم تعد أفران الدماء تقوي علي اذابته ؟ لماذا؟
لدي اجابة و لن أقول أنها الصحيحة و لكنها الوحيدة التي تبدو أمامي .بعدما صارت الدماء كالماء تري كل يوم ، و تحولت الحرائق الي شواء ، و أضحت الجثث دمي ، و أصبحت الحقيقة محجوبة بغيوم لا حصر لها بعرض سماء الوطن كله ، لم يعد شيء بغريب . كل شيء الاّن عادي ، لقد اعتدت و تأقلمت كالحيوانات علي بيئتي الجديدة المشكلة و ليست حواسي الاّن بقادرة علي استشعار أي غرابة فيما حولي . كل ما تبقي مما كان من قدرات حواسي علي الشعور هو الغضب ، لم يتبقي سواه .لم أعد أتألم ، لم أعد أحزن ، لم أعد أبكي .

السبت، 4 فبراير 2012

كيف نفكر تفكيراً منطقياً؟

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

(نقاط عامة )

نعاني من أزمة حوار ، أزمة تقبل الاّخر ، أزمة تفكير منطقي خالٍ من التحيز أو العاطفة ، أزمة نعايشها كل يوم في أي سجال يدور حتي علي أتفه الأمور. حواراتنا تفتقر الي الاقناع المنطقي ، و أسلحة الاقناع لدينا لا تحترم العقل أو المنطق و لكنها أسلحة عاطفية صرفة.
أغلب حواراتنا تعتمد علي الدين أو العواطف أو العادات و التقاليد في الاقناع. استعمال دلائل دينية ، و مواقف عاطفية لاقناع الاّخر لا يحترم عقله. اللعب علي وتر الدين أو الشفقة في الحوارات السياسية مثلاً هو تجاهل صارخ للعقل و لعب علي المشاعر.هؤلاء الذين دافعوا عن مبارك مثلاً بحجة أنه كبير السن و له حفيد متوفي ، ألقوا جانباً كل قواعد المنطق و اعتمدوا كلية علي التلاعب بعواطف الاّخر. هؤلاء الذين أخذوا الدين واجهة و قالوا أن رافضي تطبيق الحدود الاسلامية أو رافضي التيارات الاسلامية ضد القراّن تلاعبوا بوتر الدين الحساس بدل التفاهم مع عقل الاّخر و اقناعه بالحجة و المنطق.
ليس الموضوع منطبق علي الأفكار السياسية و حسب و لكن الأفكار عامة . فحتي الأراء الدينية قد تكون أراءاً قائمة علي ميل عاطفي أو موروثات اجتماعية لا تمت للمنطق بصلة. أزمة التفكير المنطقي كارثية في مجتمعنا و بدون تغيير طريقة التفكير اللامنطقي للأجيال الصغيرة قبل الكبيرة لن نستطيع أن نخطو خطوة للأمام ؛لأن التقدم قائم علي احترام العقل و تبجيله لا علي السير وراء المشاعر و الموروثات بدون عقل .
أغلب الأفكار التي نجادل بها الاّن المستندة علي الدين تماماً أو موروثاتنا ستقع أمام أي شخص يختلف معنا في الدين أو التقاليد. لا يمكن أن يدعي أحد أنه يؤمن بفكرة ما لسبب ديني أو عاطفي بدون منطق أو عقل و عندما يجد أمامه من لا يؤمن بدينه أو مشاعره لا يستطيع اقناعه بالفكرة.مثلاً الذين يدافعون عن أسلمة الدولة و كل منطقهم في ذلك أن الاسلام –من وجهة نظرهم- يريد ذلك ،لن يستطيعوا اقناع غير المسلم بمنطقهم ؛لأنهم لا يستندون علي أسباب منطقية قدر استنادهم علي أساس ديني لا يؤمن به الاّخر الذي يخاطبونه.و نحن لا نستطيع جدال غربي أو اّسيوي علي أي فكرة ؛لأننا اعتدنا علي حوار أنفسنا الذي نستعمل فيه الدين و العاطفة و التي لا يجد فينا أحد حرجاَ من خلوه من العقل.
"كيف نفكر تفكيراً منطقياً؟" أول خطوة هي تجريد مشاعرنا من أحكامنا، و الاعتماد علي العقل في الحكم علي أي فكرة أي كانت.المشاعر الدينية و العاطفية و الاجتماعية جميلة و نبيلة ،و لكنها تكون أحياناً ضباباً كثيفاً يشكل غمامة علي رؤية العقل.و لذلك عند التفكير في فكرة أي كانت يجب الحكم عليها بالعقل قبل القلب.
ثانياً يجب تقييم الفكرة بطريقة الميزان ،بمعني أن نجعل للفكرة ميزاناً بكفتين ، كفة بها ما يهاجم الفكرة ، و كفة بها ما يؤيدها ، و النظر الي أي الكفتين يميل الميزان . و لا توجد فكرة أبداً كاملة لا توجد ما يضحدها ، و لا توجد فكرة أيضاً لا يوجد ما يؤكدها. و ذكاء الفرد في معرفة أي الكفتين أثقل .
ثالثاً الدليل. لابد أن يكون في كلا الكفتين أدلة . أدلة واضحة تثبت خطأ الفكرة أو صوابها.لا يمكن أن تجادل فكرة في عقلك بدون أدلة.
و سأطبق هذه الخطوات علي موضوع عام مثل( الثأر أو التسامح)فلنقل أنني أريد أن أضع ميزاناً كفة للتسامح و كفة للثأر. أولاً سأخرج مشاعري من الأمر و لن أنحاز ، ثانياً سأفكر بطريقة الميزان .ما الذي يؤيد التسامح ؟( أن الثأر يولد العنف الخلاق ) ما الدليل ؟(الخطوة الثالثة) (أن الثورة الفرنسية مثلاً ثأرت من النظام السابق عليها فبدأت حلقة عنف دموية استمرت لعقود). ما الذي يؤيد الثأر؟ (أن التسامح المفرط يؤدي الي استخفاف المخطئ و تماديه) ما الدليل؟(الخطوة الثالثة) (أننا عندما تسامحنا مع اسرائيل رغم الجرائم التي ارتكبتها في حق جنودنا علي الحدود فتمادت و قتلت الكثيرين بالاهمال و ربما سبق الاصرار) . ثم استخدم عقلي و أفكر في أي الكفتين أثقل من وجهة نظري. و علي أن أبحث عن المزيد من الأشياء التي تدعم كل كفة و مزيد من الأدلة ،لكي يكون لي مجال أوسع من القرائن عندما أحكم أي الكفتين أثقل و أي الخيارين أصوب.
ربما لا يبدو الأمر سهلاً ، و لكن بدون التفكير بطريقة الميزان العادل الحيادي ، بدون التفكير بمنطق لن نقتنع بصدق بأفكارنا و سيظل ايماننا بها شكلياً فقط نتيجة التلقين ، و لن نستطيع اقناع الاّخر بها ؛لأننا أصلاً غير مؤمنين بها تماماً.و هناك خطوة رابعة من خطوات الطريق الي التفكير المنطقي و لكنها خطوة بعيدة نسبياً و تحتاج الي تدريب طويل و شجاعة حقيقة . هذه الخطوة هي أن ننسي في التفكير كلمة (المقدس) بمعني أن نصنع ميزاناً للحكم علي كل الأفكار أي كانت قدسيتها ،و حتي و ان تعودنا علي أنها ثوابت لا يمكن أن تمس. و بقدر قدرتنا علي الوصول الي (مقدسات) أكثر و التفكير فيها بحيادية تامة و بدون مشاعر أو انحياز بقدر ما سنجد أنفسنا أقرب للتفكير المنطقي و أعدل في أحكامنا علي الأفكار أي كانت.و أنا وصلت في مرحلة ما للتفكير في فكرة وجود الله –عز و جل- ووحدانيته ، و لكني لن أدعي أنني تمكنت تماماً من أن أكون حيادية و لا أنحاز في ميزاني الي ما تربيت عليه و اّمنت به في ديني .و لكني علي الأقل حققت بعض الحيادية و المنطق في تفكيري، و كنت قريبة من العدل في ميزاني الفكري.
اقتراحي لمن يريد أو تريد التفكير بطريقة منطقية أن تختار أو يختار فكرة ما بسيطة جداً و يبدأ أو تبدأ في تنفيذ الخطوات الثلاث السابقة ( تجريد التفكير من المشاعر، وضع ميزان كفة لما يثبت الفكرة و كفة لما يضحدها ، و البحث عن أدلة لكل كفة) .و تدريجياً ستكبر الأفكار ، و ستزيد الخبرة ،و سيقل الانحياز ،و ستتحقق الحيادية ،و سيتكون التفكير المنطقي.

الخميس، 2 فبراير 2012

أرجوك أنقذني يا كونان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أين كونان ؟ لماذا ليس هنا ؟ لماذا لا يتقذنا من الغموض الذي نعاني منه ؟ماما تقول أن كونان مثل لوفي و أبطال الديجيتال كلهم مجرد خيال لا واقع ، و لكني أؤمن بهم حقاً ، و أريدهم أن يساعدوني.أنا تعبت من الأحاجي التي تقفذ كل يوم علي و علي زرعتي ، و يموت فيها كثيرون من زرعتي و يرحلون بعيداً عن دائرتي و ان كانوا قريبين .كل فترة يحدث شيء يوم فيه و يصاب جديدون و لا أحد




يجيبني عن أسئلتي ،لا أحد يفهم شيئاً ، لم أري الجناة يقدمون للحساب و لم أعرفهم حتي . كونان شعاره دائماً أن هناك حقيقة واحدة و أنه لا توجد جريمة كاملة ، كل جريمة يترك فيها المجرم دليلاً يوصل اليه ،و كونان ؛لأنه ذكي يتوصل للمجرم بسرعة في حلقتين أو ثلاث و في أعقد القضايا يحتاج أربع حلقات ،و لكن مضت حلقات كثيرة و جرائم أكثر و لم يصل أحد الي شيء و مازال الجيش يقول أن المجرم هو (الطرف الثالث) و لكن ان كان يعرف المجرم لماذا لا يقبض عليه ؟ و ان لم يكن يعرفه لماذا لا يستعين بخبرات كونان للقبض عليه ؟
كل الأحداث مشابهة ، كل الظروف متقاربة ، كل وسائل القتل واحدة ، كل التوقيات بعد صعود البورصة مباشرة، كل الأماكن تكون تجمعات مهملة ، ألا يعني هذا أن المجرم واحد يا كونان ؟ و لكن مادام المجرم واحد لماذا يتمادي و لا يجد من يمسك به مثلك و يريه أنه لا توجد جريمة كاملة أو بدون عقاب ؟ لماذا لا يكتشف أحد الحقيقة الواحدة مثلك ، و يمنع جرائم أكثر أن ترتكب .أنت تشعر بالذنب عندما لا تعرف اللص لفترة وجيزة فتموت ضحية جديدة و لكن مئات الضحايا قتلوا و مئات اّخرين أصيبوا و لم يردع القاتل أحد ، و ربما لم يصل اليه أحد حتي. أنت تصل الي المجرم بعد جريمتين ، و لكن الجيش و المخابرات و الشرطة و أنا و زرعتي و كل دائرتي لم نصل الي المجرم حتي بعد كل هذه الجرائم و الأحداث. الجيش ليس بمستوي ذكائك و لا قدراتك ، مئات يموتون و يصابون و لا أحد منا يقدر علي فعل أي شيء لهم . زرعتي تذبل و تموت و سقاتها يبتعدون عنها ، أرجوك يا كونان أنقذ زرعتي ، أرجوك توصل الي القاتل ، و علمه درسك أنه لا توجد جريمة بلا عقاب ، و لا توجد جريمة كاملة. أنت تحقق في القضايا ؛لأجل اظهار الحقيقة و تحقيق العدالة التي تؤمن بها ، لا لأجل الشهرة أو المال ،بدليل أنك تنسب كل انجازاتك لأبو ران رغم أنه غبي و لا يفهم شيئاً .
أنت تفعل كل ما تفعل ؛لأجل العدالة ، و لأجل انقاذ الناس من المجرمين ، أرجوك أنقذ شعبي ، أرجوك يا صديقي . لماذا لست هنا ؟ لماذا لا تكشف غموض ما يحدث و تنهي كل هذه المعاناة التي تعانيها زرعتي ؟ لماذا لا تنقذ دائرتي ؟ لماذا لست هنا ؟