الثلاثاء، 14 فبراير 2012

شرف الكلمة

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ).

أحب الكتابة و أحياناً أنسي أني أحبها و أكتب بدون مشاعر.أكتب لأجل أن أقدم عملاً جيداً أفخر به لا لأني أحبها؛ أحب أن استمتع و أفرح و أنا أكتب و لكن بسبب كاّبة و برودة الموضوعات التي أكتبها ، لا أشعر بأن الكتابة متعة أو سعادة و لكنها تتحول الي واجب ملزمة به .أود أن أعود لأحب الكتابة و استمتع بها من جديد ،أحلم باليوم الذي يخطو فيه قلمي كلمات و قصص و شخصيات أحبها بصدق و أسعد و أنا أخطها.
الكتابة بالنسبة الي ، هي الهدف الذي أراه أمامي ،و الحلم الذي يكبر معي منذ صغري ، الشيء الذي استطيع أن أفعله بمهارة و تفرد ، الشيء الذي يجعلني وحيدة من نوعي. يمكن لكل منا أن ينجح بتفوق في كل مجال يعمل فيه بجد و يحبه و لكن دائماً يوجد مجال واحد يمكنه أن يعطيه حياته و روحه و فؤاده و وجدانه ، و هذا المجال بالنسبة الي هو (القلم)
منذ صغري و أنا أحب أن أحلل شخصيات كل عمل فني أراه ، و أحاول التنبوء بمجري سير العمل ، منذ صغري و أنا أحيا مع الشخصيات ، أشعر بها ، أفكر فيها ، أتخيل نفسي مكانها ، جزء منها ،أتمني و أرسم خطة لي ان كنت معها.كنت أتخيل سيناريوهات لأفلام منذ السابعة من عمري و أمثلها في المنزل. و أول مرة كتبت كنت في الثامنة تقريباً ، و أول شيء نشر لي و أنا في الثامنة أيضاً و كان نصف عمود عن الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
تكبر معي الكتابة و أكبر معها . يتحسن أسلوبي و عمقي و تتطور موضوعاتي ، و لكني أتمني أن أعود الي الكتابة كما كنت أشعر بها و أنا صغيرة ، أعود لرسم قصص أحبها بسيطة و مسلية و أشعر أني جزء منها لا بيني و بينها مسافة كبيرة جداً أحسبها بعقلي . أحلم باليوم الذي أشعر فيه بالسعادة و أنا أكتب حتي و أنا أكتب اللحظات الحزينة التي تتطهر روحي.
كنت و أنا صغيرة أكتب قصص حلقات رسوم متحركة مليئة بالمغامرات ، كنت دائماً بطلتها و كنت دائماً أحبها.يوم تركت كتابتها و بدأت اكتب موضوعات سياسية و اجتماعية حينها كنت اختار بنفسي أن أخسر سعادتي و أنا أكتب ، كنت أظن أن مستوي ما أكتبه يعلو ، و لكني لم أكن أعرف أنني أخسر سعادتي مع قلمي بهذا. كنت خرقاء ، متأثرة بمجتمع يقدس كل كتابة انشائية عن المجتمع و السياسية و يستخف بكل كتابة عسيرة فعلاً عن الاثارة و التشويق و المغامرات و الأطفال. دخلت بنفسي في دائرة كتابة لا نهاية لها و لا سعادة تذكر فيها .
و رغم أنني خنت قلمي يوم كتبت ما لا أحب ؛لأجل تقدير من حولي ، و لكني لم أسمح لنفسي قط أن أهين قلمي بكتابة شيء لا أؤمن به لأجل رضا أحد ، أو التراجع عن شيء أؤمن به لا يصدقه أحد.و لم أكتب كلمة يؤنبني ضميري عليها ، و حتي اختياري لكلماتي أحاول أن يكون أصدق ما يكون فأنا كثيراً أفكر قبل وضع كلمة (أحبذ) في مكان كلمة (أحب) ، ربما معناهما متقارب ، و لكني سأشعر أني كاذبة ان لم أكن دقيقة تماماً في اختيار كلماتي.
ربما تقريباً لايعرفني أحد و لا يقرأ لي أحد ، و لكن هذا لا يعنيني ، أنا أكتب لنفسي ،و أتمني أن أكتب ذات يوم تماماً لأجل الكتابة فقط ، كما لأجل أهدافي و مبادئ و مثلي و وطني.أنا أكتب لأن لدي رسالة ، و لدي مبادئ أريد أن أوصلها ، و لي واجب تجاه وطني و تجاه مبادئ يقيدني و يأسر قلمي و يجبرني علي أن أكتب حتي أؤديه. حتي ان لم يقرأ لي أحد ، فأنا لن أكتب شيئاً (حتي لو لن يقرأه سواي) أخالف فيه مبادئ و شرف قلمي و أكذب فيه و لو بطريقة غير مباشرة.
أحلم أن يأتي اليوم الذي أكتب فيه بحرية ، الذي لا تجبرني فيه القذارة الاجتماعية و السياسية التي اراها حولي ألا أكتب فيما أحب و أن أكتب عما أكره .أحلم أن أكتب كما كنت صغيرة بروح سعيدة و صافية و أن أعرف معنا السعادة و أنا أكتب ، و أن أعيش مع أبطالي و أشعر بهم و أشاركهم قتالهم و فرحهم و حزنهم. أحلم أن يعود الي حبي للكتابة الصافي البريء.أحلم ألا أشعر أبداً أن الكتابة فخر أو واجب ،و لكن سعادة و حب وصدق و صفاء.أحلم أن أترك الكتابة السياسية و الاجتماعية و أعود لأكتب رسوماً متحركة بريئة و جميلة و مشوقة أحيا فيها و أغامر مع أبطالها و أحبهم بصفاء.أحلم أن أتحرر من موضوعية و عقلانية المقالات الي مشاعر و قلب الرسوم المتحركة و الروايات .أحلم أن أتحرر من الكراهية التي تغذي السياسية الي الحب الذي تحيه الكتابة الأدبية.أحلم و أتمني أن أبلغ الحلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق