الجمعة، 30 ديسمبر 2011

أزمة هيبة الدولة

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )

كلنا نستشعرها ، نراها ،نعاني منها ، نساهم فيها .وطن كامل يبكي منها و يتألم و يمد يديه ليزيد من وطئتها ، انها (أزمة هيبة الدولة).كلنا أعنا في انهيار جدار هيبة الدولة ، كل فرد انتزع طوبة أو أكثر من الجدار ، كل فرد ساعد في انتزاع قوام هذا الجدار حتي و لو بالمشاهدة فقط .كلنا نهدم في الجدار و كلما رأيناه يتشوه و يقترب رويداً رويداً من الحطام ، بكينا و فرحنا و تألمنا و زغرطنا! و لو كنا ننتزع كأفرادِ طوبة طوبة ، فالمسئولين عن حماية الجدار هاجموه تتراً بالدبابات و المدرعات.
هيبة الدولة هي احترام سيادة القانون في كل فعل صغر أم كبر ،انها الخشية من مغبة خرق القانون ، مع الرغبة التامة في الالتزام به . كيف ذلك ؟ في كثير من دول العالم الناس تحترم القانون و تحبه و لا تخرقه حتي و ان لم يرها أحد .كيف ذلك مجدداً؟ انها التربية المدرسية السليمة التي لاتجعل من القانون مواد صماء يحفظها الطلاب و يلقونها في ورقة الامتحان ، بل تجعل منه نبضاً حياً كالقيم و المبادئ التي يتربون عليها منذ الرابعة من العمر ، و تترسخ داخل أفئدتهم مدي حياتهم ، فالطلاب يدرسون تبسيطاً مبادئ احترام القانون ، و مبادئ قيام الدستور منذ الروضة . و لا حاجة بي لعمل مقارنة مع ما يتعلمه الأطفال عندنا في هذه السن . و لكن لو نظرنا الي أولاد الشوارع و مشاهد ليلة حريق تراث مصر لما احتجنا الي المقارنة أصلاً ، فأولئك يرضعون احترام القانون و محبته و هؤلاء يرضعون الخروج عن القانون و بغضه.
هيبة الدولة ليست الخوف منها ،ليست تسلط الدولة ، انها العكس تماماً. انها دولة يخاف فيها الناس خرق القانون ؛لأنها تطبقه بقوة ،و في ذات الوقت يحبون الالتزام به ؛لأنهم يثقون أن لا أحد فوقه و أنه يطبق علي الجميع سواءاً .الدولة المتسلطة حتماً توجد بها أقلية فوق القانون ،لذلك فلا توجد بها هيبة دولة و لكن الموجود خشية دولة، و لذلك بمجرد انهيار أجهزة الترويع في الدولة تسقط تماماً. و الدليل حي أمامنا ، فالدولة في مصر كانت مخشية لا مهابة ،لذلك بمجرد انهيار أمن الدولة و الشرطة في الثورة (في ثلاثة أيام فقط) ، سقطت الدولة تماماً و معها كل مؤسساتها و علي رأسها الشرطة، و رأينا نشوة خرق القانون ، كنشوة الطالب الذي كان يضربه معلمه ثم مات المعلم ،رأينا هذه النشوة في كل شيء و أبسطها القيادة عكس الاتجاه.
هناك نماذج جلية لعدم احترام هيبة الدولة ، كعدم الالتزام مطلقاً بقانون المرور ، و التعدي علي أراضي الدولة علي مرأي و مسمع الجميع ؛كأننا في غابات بلا دولة ، أو في الصومال .و هناك نماذج لا نلحظها أصلاً مثل ضرب السارق قبل تسليمه للشرطة ، لو كنا نحترم سيادة القانون لما ضربنا السارق و لتركنا القانون يأخذ حقنا ، صور الثأر بدون قانون هي أكبر انتهاك لسيادة القانون و هيبة الدولة ، فعندما يثأر الأب لمقتل ابنه بقتل القاتل ، فنحن في الغاب لا في دولة قانون. و عندما نضرب السارق كذلك فنحن ننتهك حق الدولة في معاقبته. و حتي –في اعتقادي- ما يعرف بجرائم الشرف انتهاك لسيادة القانون يحميه القانون. فمن يقتل مغتصب ابنته أو ابنه لا يحترم القانون ، فان كان يحترمه لرفع قضية ليعاقب المغتصب. و من يقتل ابنته أو زوجته للزني لا يحترم القانون ؛ لأنه لو كان يحترمه و يريد معاقبة ابنته أو عشيقها أو زوجته لكان رفع قضية زني .و حتي الحجة الواهية بأن عقوبة الزني في مصر هينة هي أبشع صور انكار القانون ، فمن يحترم القانون يؤمن بكل مواده حتي و ان لم تتفق مع أرائه أو أفكار البيئة التي تربي فيها أو حتي دينه و ان أراد تغيير القانون يغيره بالأساليب الشرعية لا بانكاره و تصرف بما يناسب ما يؤمن به.
و ليس الأفراد فقط من ينتهكون سيادة القانون و لا يؤمنون بها ، بل أيضاً الأهم أن القائمين علي هيبة الدولة من المسئولين لا يؤمنون بها أو يحترمونها البتة، و عندي دلائل كثيرة علي هذا. أولاً مأساة مصر الحية التي تسمي (الجلسات العرفية). كيف يلجأ رجال القانون و القائمين عليه الي انتهاكه بهذه الطريقة المشينة ؟ كيف يمكنهم أن يتجاهلوا هيبة الدولة بهذا الفحش المبين؟( الجلسات العرفية) هي التي تجعل المجرمين يتجرأون أكثر و أكثر ؛لأنهم يثقون أنهم سينجون من العقاب ؛ و لأنها تجعل الرموز السياسية و الدينية التي تحضر هذه الجلسات أقوي من القانون.ببساطة كيف يمكن أن لا نعاقب مجرم أحرق كنيسة أو جزء منها أو قطع أذن مواطن أو أرتكب أي جرم جنائي ؟ كيف يمكننا ألا نعاقب راهب مجرم احتجز مواطنة ذات حقوق أو رجل دين مسلم أو مسيحي أثار الفتنة ؟ و كيف يمكن أن نكتفي ببضعة قبلات و أحضان دافئة و أكواب شاي مرصوصة في جلسة عرب؟ هل سيادة القانون و هيبة الدولة بمثل هذه الخفة؟ هل يمكن التغاضي عنهما ببساطة من القائمين عليهما؟ لو كان الأمر كذلك فهيا بنا نعود لأيام القبيلة و الغريب أننا في مصر لم نعشها قط ، لأنه منذ ما يزيد عن 7000 عام و نحن دولة بها قانون و محاكم .بمعني أدق فالنعد الي ما قبل ال7000 اّلاف عام و نعقد الجلسات العرفية بدلاً من وجع العقل الذي يسببه مجهود القانون.
نموذج اّخر مضحك للغاية هو تصريحات المجلس العسكري الأخيرة بأن كل الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون بما فيها كشف العذرية أفعال فردية بلا أوامر صريحة و لذلك سيحاكم مرتكبوها. هذا نموذج حي لضعف هيبة الدولة ، فلو هذا الكلام صحيح فهذه مصيبة عظمي و دبابة ضخمة تحطم جدار هيبة الدولة.هيبة الدولة قائمة علي مؤسسات ،الجيش مؤسسة اذا تصرف أفراد من المؤسسة بهذه الجرأة و ارتكبوا مثل هذه الانتهاكات الوحشية من تلقاء أنفسهم ، فهذا يعني أن المؤسسة التي ينتمون اليها مؤسسة مهزأة ، يستطيع أي فرد فيها أن يفعل ما يشاء من وحي أفكاره . و ان كانت مؤسسات الدولة بهذه الهشاشة فوداعاً لهيبة الدولة.
و هناك أيضاً قانون الطوارئ الساري منذ عشرات السنوات حتي لم نعد نعرف ما هي الطوارئ أصلاً ، فالدولة ذات السيادة لا تحتاج لقانون طوارئ ؛لأن هيبة الدولة تستمد من القانون الجنائي الوضعي الدائم لا الطوارئ .و الدولة التي لا تستطيع ردع المجرمين باستخدام قانونها الدائم و تحتاج قانون الطوارئ دولة هشة بلا هيبة.
باختصار هيبة الدولة في مصر جدار اّيل للسقوط يسهم في اسقاطه الجميع حتي القائمين عليه و الحل الوحيد أن نعيد سيادة القانون و نطبقه بحزم علي الجميع دون استثناء فهذا سيجعل الناس تهاب القانون ، تخشاه و تحبه.مهم طبعاً أ ن نغير مناهج التعليم العتيقة ،لتغرس في الطفل منذ الروضة احترام القانون و تعلمه القانون و الدستور و كيف يحترمهما . و الأهم أن تحترم مؤسسات الدولة و المسئولين هذه الهيبة و يوقفوا مأساة (الجلسات العرفية) و يوقفوا الحجج الواهية و يتمكنوا من تطبيق القانون الجنائي المصري لا الطوارئ بطريقة رادعة للجميع عن طريق عدالة و مساواة التطبيق. و يتصرفوا ليعيدوا قوة مؤسسات الدولة و يعرفوا أن المؤسسة التي يتصرف فيها الأفراد بدون اذن القادة مؤسسة بدون سيادة ، و لا تصلح لتكون جزءأً من دولة ذات هيبة و سيادة.أما الأفراد عنما يرون قوة تطبيق القانون و عدالته حتماً ستتكون لديهم ثقة به و لكن واجبهم في كل الأحوال أن يحترموا هيبة الدولة و لا ينتهكوها بأي صورة بدءاً من احترام اشارات المرور و ليس انتهاءاً بأخذ حقوقهم تحت مظلة القانون لا خارجها.

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

لماذا أكتب ؟

استاذة بسمة سألتني :"لماذا تكتبين ؟" استغربت السؤال و قلت لاستاذة بسمة أنها من قالت لي أن أكتب ، فردت استاذة بسمة علي وقالت أنني يجب أن يكون عندي سبب غيرها أكتب لأجله.فكرت في الموضوع و شوقني جداً ، "لماذا أكتب ؟" لابد أن يكون لدي سبب قوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووي جداً لأكتب ."لماذا كان يكتب طه حسين الذي درسناه العام الماضي ؟" لم يكن مكتوباً في الدرس لماذا كان يكتب ، لماذا يكتب الكتاب كلهم؟هل لديهم سبب واحد أم لكل واحد سبب مختلف ؟ لا يهم لماذا يكتبون ، المهم "لماذا أكتب أنا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
مرنا و بطيخة و أماني لا يحبون الكتابة ، و لكن أنا أحب أن أكتب ،أحب أن أخرج الطاقة التي توجد داخلي ، طاقة ؟ هل لدي طاقة ك(أبطال الديجيتال) ؟ الكتابة طاقة ، أجل انها طاقة قوية جداً ، استاذة فاطمة قالت لنا أن الكتاب و الشعراء ساعدوا في انطلاق الثورات و أعطوا للناس طاقة ليحاربوا المحتلين و الظالمين ، يعني أنه كانت لديهم طاقة في كتاباتهم ،هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ! لدي طاقة مثل (أبطال الديجيتال) ! و بامكاني أن أعطي الناس طاقة أيضاً بما أكتب ليحاربوا ، يعني يمكنني أن أعطيهم طاقة ليزرعوا زرعتي و يجعلوها تزدهر !سأكتب ،سأكتب ، سأكتب لأشحنهم بالطاقة ؛لأشحن دائرتي كلها بالطاقة لنزرع معاً زرعتنا و نجعلها تزدهر أكثر و أكثر و أكثر حتي تصبح أعلي زرعات العالم !هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
و أيضاً أنا أكتب حتي أدون أفكاري ، حتي تستفيد زرعتي منها ،فأنا عبقرية ! –يا لي من مغرورة !_.أنا فعلاً أريد أن أكتب أفكاري لانقلها لدائرتي و نتعاون معاً في تحقيقها لتزدهر زرعتي .الكتاب الكبار حتماً ساعدوا زرعتي عندما كتبوا أفكارهم و نفذتها دائرتي. ماما تقول أن أغلب الكتاب الكبار كتبوا كثيراً و لم يهتم أحد بهم أو بأفكارهم ، و تقول أن أحداً لن يهتم بي. و لكن ماما مخطئة ، أنا أثق في أن زرعتي ستزدهر بأفكاري ،و أن ما أكتب لن يذهب هباءاً ، (لوفي) لا يشك للحظة أن كل المجهود الذي يبذله لينقذ أصدقاءه أو ليحقق حلمه سيذهب هباءاً. أنا أحلم أن تنمو زرعتي و تزدهر و أكتب لأجل ذلك (عرفت لماذا أكتب هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!)و لذلك يجب أن أكون واثقة أن كتابتي ستجعلني أحقق حلمي ،و أنها ستجعلنا جميعاً نزرع زرعتي و نجعلها أعلي زرعات العالم.
أنا أكتب كذلك لكي أصير أفضل و أفضل في الكتابة (استاذة بسمة قالت لي أنني كلما كتبت سأتحسن في الكتابة ،كأنني أتدرب علي رياضة ).أنا أريد أن أكون ماهرة في الكتابة مثل الكتاب الكبار حتي أزرع زرعتي باتقان ،فكلما صرت أفضل كلما زرعت زرعتي أحسن و جعلتها تزدهر أكثر.حتماً سأصير أحسن كثيراً من الكتاب الكبار ذات يوم (سأكون تحفة!) و حينها سأجعل زرعتي تلمع أكثر. كلما تدربنا أكثر اقتربنا من حلمنا أكثر. هند تلعب السباحة و هي أصغر مني بسنة و تحلم أن تصير أحسن سباحة في العالم و لذلك تتدرب كثيراً ؛لأن هذا يقربها من حلمها أكثر، تتدرب في السادسة فجراً قبل المدرسة و بعد المدرسة أيضاً و تقضي ساعات طويلة في الشتاء وسط المياه المثلجة (تحفة، هند!) انها تتدرب كثيراً لتصل لحلمها و أنا أيضاً أتدرب كثيراً لأصل لحلمي لزرعتي!
سأل أمير مرة استاذة فاطمة سؤال ذكي ( لا أعرف كيف اجتمع أمير و سؤال ذكي معاً!) ، سألها"كيف عرفنا التاريخ؟" أجابت استاذة فاطمة أنه كان هناك كتاب يكتبونه و هو يحصل يسمون (مؤرخين ) و هم من نقلوا لنا التاريخ و الا كان ضاع و نساه الناس ، كما أن المصريين القدماء عندما كان يكتبون علي جدران المعابد كان هدفهم أن يحفظوا التاريخ من الضياع و أن لا ينسوا ما حدث في كل عصر (عباقرة حقاً زراع زرعتي السابقين !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!). أنا أكتب أيضاً لكي لا أنسي و لكي لا يضيع مني أي شيء ، و قد يأتي ناس غيري و يقرأوا ما كتبت أيام الثورة و الاًن و أصير مؤرخة كبيرة! يا لي من عظيمة ! هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!!!!!!!!
المهم أني وجدت الاجابة ، أنا أعرف الاًن "لماذا أكتب " هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه! سأعرف كيف أجيب استاذة بسمة ،هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!، و أهم شيء أني عرفت أني أكتب لكي تزدهر زرعتي و لأحقق حلمي و لكي أزرع أنا و كل دائرتي زرعتنا مصر أعلي زروع العالم ،هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

ثقافة تبرير الخطأ

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )

ثقافة تبرير الخطأ ثقافة عامة عند كثير من المجتمعات و خاصة النامية .ثقافة وضع تبريرات وهمية و لا منطقية لأخطاء و ذنوب و كبائر يرتكبها كل فرد داخل المجتمع .يبدأ التبرير من اغفال و اهمال و تمرير أخطاء تافهة و عفوية حتي تعمد حفر أي منفذ يمكن أن تخرج منه الكبائر العظمي في حق الوطن و المجتمع.

للأسف توجد داخل مجتمعنا المصري هذه الثقافة ، ليس لأننا شعب متسامح بطابعه أو يغفر للتائبين كالشعوب الاّسيوية مثلاً ، و لكن لأننا تعلمنا أن نبرر أخطاءاً بعيننا نراها جلية كالشمس .فمثلاً عندما يخطئ طفل صغير و يسب أهله -ان لم يكن الأب و الأم يريدان اخراج كبت و غضب -فغالباً سيضحكون من السبة و يعتبرون أن التبرير أنه طفل و سرعانما سيضربونه عليها عندما يكبر لأن حجة طفولته انتهت.و عندما يضرب أب و أم أبناءهما سيجد المجتمع تبريراً منطقياً سفيهاً يسمي (التربية) . و عندما يخطيء الوالدان و يرتكبان خطأ يمنعان أبناءهما عنه يبراران للطفل الخطأ بأنهما من فصيلة (كبار )و يحق لأهل هذه الفصيلة الخطأ الممنوع عن فصيلة (الصغار).

و هناك تبرير المجتمع الرشوة بالفقر ، و كأن بيع الشرف مبرر تماماً عندما يكون البائع محتاجاً للنقود.و يبرر المجتمع الغش الجماعي في لجان الامتحانات "لماذا؟" ؛لأن التعليم سيء و هناك دروس ؛ و لأن الجميع يغشون ،و كأن غش الأكثرية يبيح غش الأقلية و كأن سوء التعليم يبرر الغش .و علي نفس المنوال يبرر شراء الامتحانات اذا ما تسربت ، فالجميع يشتري و يبيع ،لماذا لا نبيع نحن و نشتري ؟

و عندما يكسر السائقين الاشارات أو يركنون صفاً ثالثاً أو يسيرون عكس الاتجاه يكون المبرر جاهزاً بالازدحام الشديد للقاهرة .وحتي عند ارتكاب خطيئة لا اّدمية بتعذيب اللصوص و ضربهم ، يجد المجتمع المبرر البسيط المنطقي الوحشي بأنهم سارقون و مجرمون و لصوص .

و هناك تبرير التحرش و الاغتصاب رغم بشاعة الجريمتين ، و بما أنهما جريمتان أكثر الوقت ضحياتهما نساء -الطرف المضطهد الضعيف في هذا المجتمع- فيتفنن المجتمع في تبرير الجريمتين تفنن بلا نظير.حجج واهية تبدأ من البطالة لتمر بالاثارة الجنسية للاعلام لتكمل طريقها مروراً بارتفاع المهور و العذوبية لتحط في النهاية علي رأس الضحية باتهامها باثارة المجرم عن طريق الملبس أو المشية أو توقيت أو مكان حدوث الجريمة أو الازدحام أو الفراغ .باختصار لا يوجد أي منفذ للضحية يبرر لها أن تكون ضحية بينما هناك اّلاف الحجج و المنافذ و الطرقات و البوابات التي يمكن للمجرم الخروج منها مرتفع الرأس !

و بينما يبرر المجتمع للشاب حماقاته و علاقاته المشينة قبل الزواج بل و اثنائه ،بحجج من نوعية الطيش ،و الاثارة الجنسية ،و قلة الخبرة ،و البعد عن الدين و عدم توفر مورد للزواج و الرغبات الجنسية للشباب الساخن ،و برودة الزوجة ،و عدم اهتماها بشكلها و زوجها و اهتمامها بالبيت و العمل و الأبناء -بالنسبة للرجل المتزوج- يرفض هذا المجتمع تبرير علاقات النساء بنفس الحجج ، بل و يمضي المجتمع الي درجة تقبل قتل المرأة اذا أقامت علاقة واحدة مع رجل مما يدل علي أن المجتمع مزدوج المعايير حتي في (ثقافة تبرير الخطأ).

و تبرير الاعتداء علي هيبة الدولة عن طريق سرقة الأراضي و وضع اليد أو عن طريق احتلال الشوارع من الباعة الجائلين هو ببساطة عدم توفير أراضي للخريجين أو مهن للعاطلين . و نبرر التأخير عن العمل أو اهماله أو التهرب و التغيب أو الكسل أو قلة الانتاجية أو تزوير شهادات طبية بأن الأجور متدنية .

و تمتد الثقافة التبريرية لتدخل السياسة .فنجد من يبرر الدعاية الدينية باسم الدين ، و من يبرر الدعاية أمام اللجان بضيق الوقت ،و من يبرر شراء بيعها الأصوات بحاجة الفقراء و جهلهم ،و من يبرر السحل و القتل بالفوضي ، و من يبرر جهل القيادات السياسية بوجود أجندات و ماقيا و أفلام سينمائية حركية ( و كأن القيادات السياسية لا تملك أبطال أفلام حركية أيضاً يمكنهم مقاومة المافيا و الأجندات).

و نجد من يبرر لحكامنا العرب أفعالهم بحجة أننا شعوب جاهلة لا تستحق الديقراطية ، و يبرر عجز الحكام عن توفير التعليم و الصحة و مكافحة الفقر للشعوب بفقر مواردنا ، و يبرر لهم فشلهم في ادارة السياسة الخارجية بوجود أعداء متربصين بنا ، و يبرر فشلهم في حماية الأمن الداخلي بوجود أطراف خارجية و منظمات ارهابية و بلطجية . و يبرر اخفاقهم في رعاية البحث العلمي و حتي أن نصل الي مكانة (اسرائيل )بفقر الموارد مجدداً . و يبرر لهم خنوعهم المشين مع الغرب الذي مسح كرامتنا و مسخ شخصيتنا ،بأننا لسنا أقوياء كالغرب و أننا لا نملك موارد و لذلك يجب أن نسير ملاصقين للحائط -ان لم يكن داخله - و نشحت قوت يومنا .باختصار أي شيء مبرر لهم ؛كفانا أنهم قبولوا أن يحكموا متخلفين فقراء مثلنا !

انه امتداد سياسي لثقافة التبرير الاجتماعية التي تفتعل حجة لأي خطأأياً كان و تجد مخارج جهنمية لكل مخطيء (و لكن في الاطار الذي تريده شريطة أن لا يتخطي كبائر معينة لدي المجتمع حساسية منها).الحل باختصار أن نوقف مولد التبريرات و أن نحاسب كل مخطيء بدون ابتكار حجج لتخفيف عقوبته أياً كانت ، و أن يكون هذا منهجنا مع أطفالنا و أنفسنا قبل أطفالنا .فان كنا صادقين مع أنفسنا نحاسبها بموضوعية و نواجه أخطاءنا أمام المراّة بجرأة حينها -حتماً- سنفكر بانصاف في أفعال الاّخرين و لن نفتعل لهم الحجج من الوهم. هناك فرق بين أن نكون متسامحين و أن نبرر أخطاء النفس أو الاّخر ، فالتسامح هو الاعتراف بالخطأ و اختيار الغفران بينما التبرير هو انكار لحجم الخطأ من الأصل.

فلذلك أنا أدعو للتسامح و لكني أدعو للصدق و الانصاف ،أدعو لأن يواجه كل منا نفسه قبل غيره بأخطائه من دون بذل المجهودات المضنية لايجاد تبريرات لها ،و توجيه هذه الطاقة في طريق اصلاح الذات بدلاً من الطبطبة عليها.

السبت، 24 ديسمبر 2011

الكريسماس!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أنا أحب الكريسماس ، أحبه ،أحبه جداً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حفل الكريسماس هذا العام كان تحفة! استاذة بسمة دعتنا لنعمل الكريسماس في المدرسة اليوم ،و كان رائعاً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بطيخة ارتدي ملابس بابا نويل (كان شكله لا ئق جداً مسخرة و أضحكني جداً!)،أحلام ارتدت ملابس علي شكل شجرة الكريسماس (كان شكلها مسخرة بجوار بابا نويل ! بطيخة سمين و ضخم و هي نحيلة و جسمها صغير، و هو مشاكس و هي أكثر طالبة في المدرسة مجتهدة !) فعلاً مثلما قالت استاذة بسمة ضاحكة:"ثنائي رائع"!
دار بابا نويل و الشجرة علي المدرسة كلها يوزعون المهلبية التي صنعتها استاذة بسمة ووضعتها في أكواب صغيرة (كانت المهلبية رائعة ككل طبخ استاذة بسمة و تمنيت أن يدوم طعمها أطول وقت في فمي !).و بعد أن انتهي توزيع المهلبية ،وجدنا تيتا نجاح وجدو صلاح و جدو سامح و تيتا سعاد يدخلون المدرسة! استاذة بسمة دعتهم علي الحفل! تيتا نجاح و تيتا سعاد قدمتا لنا (أم علي )( لم تكن لذيذة كمهلبية استاذة بسمة )، و طبعاً سامي و أمير هجموا علي (أم علي ) بمجرد أن رؤها(مفاجيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع!)
خفت أن يلتهموا (أم علي) قبل أن أذوقها مثلما حدث يوم الهالويين و عندما بدأت أجري خلفهما و جدت استاذة بسمة تدخلت و قالت لهما أنهما ان فضحانا أمام الضيوف لن يأكلا من الشيكولاتة !و طبعاً اضطرا الي ترك (أم علي ) في حالها (تحفة استاذة بسمة!)تيتا سعاد فضلت طوال الحفل تصيح ب(أمير و سامي) و أخذت تقول أنهما ولدان سيئان ( يستحقان !)
و زينا شجرة الكريسماس ،استاذة بسمة طلبت منا أن تكون شجرتنا مميزة ،و لذلك فيجب علي كل واحد فينا أن يختار شيء يميزه و يشبهه يزين به الشجرة . أنا أحضرت ورقة نزرعة خضراء صناعية ،ومرنا أحضرت وردة بنفسجية و أحلام أحضرت وردة بيضاء ، و بطيخة أحضر مسدساً صغيراً( المسدس يشبه بطيخة ،أبداً!) و سامي أحضر عنكبوتاً ( عنكبوت علي شجرة كريسماس حراااااااااااااام!)و أماني أحضرت حقيبة عروستها باربي ،و أمير أحضر سيارة صغيرة ملصق عليها شكل مهرج . شجرة الكريسماس كان شكلها مسخرة !
بعد ذلك طلبت استاذة بسمة منا أن نعمل معها شيكولاتة الكريسماس ، الأولاد رفضوا أن يساعدونا و قال فيكتور أنهم ليس فتيات ليطبخوا ، تعصبت جداً
و كدت أنقض علي قيكتور و أضربه (هل نحن أضعف يعني ؟ هل من المفترض أن نطبخ لهم و هم يسمنون و يصيروا أفيالاً ؟ أنا لن أطهوا لزوجي أبداً ليسمن و أنا أتعب ، فهل سأطهو لهم ؟!)و هنا تدخلت استاذة بسمة مجدداً( استاذة بسمة تنقذهم دوماً مني !)و قالت للأولاد :"أنتم ترفضون أن تساعدوا في الطبخ ؛لأنكم تعرفون أن الفتيات أفضل منكم" و أعترض الأولاد ، فقالت استاذة بسمة:" حسناً ان لم تكن الفتيات أفضل ،فاقبلوا مسابقة في صنع الشيكولاتة بينكم و بينهن يكون الحكم فيها جدو صلاح !) و قبلنا التحدي و قبله الأولاد، و هنا غمزة استاذة بسمة غمزة لم أفهمها و ضحكت!
بدأنا المسابقة ، و صنعنا شيكولاتة علي شكل غزلان و عصي بابا نويل ،و درافيل و قلوب و ورد و بابا نويل و شجر . فعلاً كان شكل الشيكولاتة تحفة ! و غلفناها بغلاف أحمر جميل و صنعنا 100 قطعة شيكولاتة و صنع الأولاد 100 قطعة أيضاً و جعلنا جدو صلاح يذوق الشيكولاتة و لكنه قال أن الاثنين طعمها لذيذ و رفض أن يقول أيهما ألذ ، أنا مغتاظة جداً من جدو صلاح "لماذا لم يقل أيهما ألذ ؟"أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
طلبت منا استاذة بسمة أن نوزع شيكولاتة علي المارة أمام المدرسة في الشارع و علي كل دفعتنا و علي تيتا سعاد و تيتا نجاح و جدو سامح.كل واحد أخذ عشرة يوزعهم و و قف بابا نويل و شجرته يوزعون علي المارين في الشارع.أحلام جاءت تبكي ؛لأن ماراً في الشارع رفض أن يأخذ منها شيكولاتة و قال لها أن ما تفعله حرام، أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف ! احتضنت استاذة بسمة أحلام ،و قلت لها أنني لو كنت معها لأوسعته ضرباً (كنت أتمني أن أكون معها لأوسعه ضرباً!)،و قالت استاذة بسمة لأحلام أنها تفعل الصواب و أن الله -عز و جل - لن يغضب منها ،و هي تسعد الناس و توزع عليهم الشيكولاتة و نظرت لنا و قالت :"و لن يكون ذنبك ان كانت الشيكولاتة التي صنعوها هي الطريق الأقصر للمستشفي !) و هنا أحتجينا جميعاً و قلنا أن الشيكولاتة جميلة ،وضحكت أحلام!
و في نهاية الحفلة لعبنا لعبة ، كل واحد أخذ ورقة و كتب فيها اسمه و ألقاها في كيس بابا نويل ، ثم خلطت استاذة بسمة الورق و وزعته علينا من جديد و كل واحد أخذ ورقة ، ثم قالت لنا استاذة يسمة أن كل واحد سيطلع له اسم اّخر ،و علينا أن نحضر هدية لمن سنجد اسمه معنا لا تزيد عن 5 جنيهات، و أهم شيء أن يبقي الاسم الذي طلع لنا سراً لا نظهره الا عندما نعطيه الهدية.فتحت ورقتي فوجدت اسم سامي (حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام!) الفصل ضخم لماذا ساممي ؟ ما هذا الحظ ؟!(واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!) ماذا سأحضر له ؟عنكبوت مثلاً؟!بجد حرااااااااااااااااااااااااااام!
و لكن الأهم من طلع له اسمي ؟ مرنا ؟ أماني ؟ حسين؟ بطيخة أو أمير (لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!)يا رب الذي يطلع عنده اسمي لا يكون بخيلاً ، يا رب ، و يجلب هدية لي ، كفاني أني سأحضر هدية لسامي ،ظلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المهم أنا سعيدة جداً ، كان حفل كريسماس رائع و سعدنا جميعاً جداً جداً جداً جداً جداً( أنا انتظر كريسماس العام القادم بفارغ الصبر )هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!



الخميس، 22 ديسمبر 2011

اقاليم الحكم الذاتي

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

(اقاليم الحكم الذاتي) اسم يطلق علي المناطق التي تحوي عرقاً أو ديناً أو لغة مشتركين و تفضل الانفصال عن الدولة الأم ،و كحل وسط –تحت الضغط طبعاً- يقبل سياسيو الدولة الأم أن تحصل هذه المنطقة علي حكم ذاتي بقوانين خاصة و بحاكم خاص ، بشرط خضوعها في المجمل لنظام الدولة الأم.هذا النظام متبع الاّن في كثير من دول العالم ؛و بدونه ستتفكك كثير من هذه الدول الي دويلات و هو –علي أي حال- خطوة أولي للتفكك . أنا لا أكتب عن (اقاليم الحكم الذاتي )في العالم ،و انما في مصر ."هل هناك (اقاليم حكم ذاتي )في مصر ؟ بالمعني السياسي "لا"، و لكن –في اعتقادي- بالمعني الاجتماعي "نعم".
المجتمع المصري الاًن منقسم الي (اقاليم )، قد لا يكون لكل (اقليم) حاكم ،و لكن له نظام حكم ،و أعراف و عادات و تقاليد أقرب للقوانين ، و لديه عقاب مشترك لكاسريها،و لديه لغة واحدة ،و دين واحد.قبل أن تهاجموا ما أكتب و تقولوا أنه هراء، فكروا في الأمر بهدوء.
بسبب الفروق الشاسعة بين الطبقات ،لكل طبقة فكر خاص بها ،طبقة رجال الأعمال و أطبائهم ، و محاميهم لها فكرها المتضاد تماماً لفكر الطبقة المتوسطة المتعارض تماماً مع فكر الطبقة فوق المتوسطة المتضارب تماماً مع فكر الطبقة الفقيرة المتعاكس تماماً مع فكر الطبقة تحت خط الفقر.و هذا الاختلاف الجزري في الفكر جعل كل طبقة تمتلك عرف و عادات مختلفة تناسب فكرها ، و أوجد أكثر من مجتمع داخل المجتمع المصري .و أيضاً كل طبقة لها لغتها و لهجتها الخاصة بها ،و أعرف أشخاصاً يواجهون مشكلة في فهم الحوارات المصرية حولهم عندما يحولون في الشهادات من مدرسة طبقة عالية لاّخري أدني، ببساطة لأن اللهجة المصرية بمرادفاتها تختلف في مصر من طبقة لطبقة ،و من جيل لجيل ،و من حي لحي. فالطبقة الغنية مرادفاتها أغلبها انجليزية ، و الطبقة المتوسطة خليط من الانجليزية علي العربية علي العامية و الطبقة الأدني قليل من الانجليزية علي العامية و الأدني قليل من العامية علي السوقية ،و باختصار لدينا قاموس لكل طبقة في مصر.و حتي الدين ،أو –بالأدق- النظرة للدين في كل طبقة اجتماعية تختلف تماماً عن الطبقات الاّخري.
من الطبيعي أن يحدث لفرد صدمة حضارية عندما ينتقل من بلد لاّخر ، و لكن المصريون تحدث لهم هذه الصدمة نتيجة للانتقال من حي لحي و أحياناً من منطقة داخل الحي لاّخري . فتخيلوا معي ماذا سيحصل لشخص يرتاد (مركز شباب الجزيرة )اذا –فقط – تحول أمتار قليلة و دخل (نادي الجزيرة) الملاصق له؟ تخيلوا ماذا سيحصل لشخص من أسرة فوق المتوسطة يسكن في الدقي مثلاً اذا قرر أن يلقي نظرة –ليست بعيدة- علي عشوائيات الجيزة أو حتي سار في مناطقها الشعبية؟تخيلوا ماذا لو زار عامل بسيط في الاسكندرية (مارينا) ؟ أو ماذا لو قضي شخص من عائلة غنية –قليلاً- يوم وحيد مع عائلته وسط حي شعبي ؟
صدمة حضارية مروعة ! و كأن الأشخاص في مصر يتحركون من وطن لاّخر بثقافة مختلفة جزرياً ،لا لأماكن قد لا تبعد عنهم سوي أقل من ساعة بالسيارة.
أذكر أن مدرساً حكي لي أن لواء شرطة زار حياً شعبياً لجلب عامل دهان ،فاذا به يصدم من طريقة حوار الناس في الشارع ،و بطريقة جلوس النساء علي قارعة الطريق. و أذكر وأظنكم أيضاً تذكرون حوادث كثيرة في مصر لأقارب أو معارف أو حتي لكم شخصياً يتجلي فيها التصادم الموحش بين ثقافات المجتمع المصري المتضاربة.
و ليست المشكلة في اختلاف الطبقات الاجتماعية و حسب ،و لكن هناك أيضاً (اقاليم حكم ذاتي ) من أنواع اّخري في مصر :"الدين و العرق ". مثلاً الكنائس المصرية هي دول صغيرة داخل الدولة الكبيرة ،و هذا أدي لظهور مصطلحات مثل "شعب الكنيسة "و "الشعب المسيحي".طبيعي في مجتمع متدين مثل المجتمع المصري أن يكون هناك دور ملموس للدين في حياة الفرد ،و لكن الخطر الحقيقي أن يتحول هو الي حياة الفرد ،و يزيد انتماؤه للدين و للمؤسسات الدينية علي انتمائه للوطن. و الكنيسة في مصر تنظم مسابقات و أنشطة و حفلات للأطفال و الكبار تأخذ تقريباً العام كله ، (مدارس أحد يومي) الجمعة و الأحد، مسابقات في وادي النطرون طوال الصيف و أوقات في الشتاء ،مؤتمرات كنسية في أوقات كثيرة .باختصار الأطفال الصغار منذ الثالثة مرتبطون أغلب الوقت بالكنيسة لأنشطة دينية و غير دينية و لو حسبناها سنجد أن الأطفال علي مر حياتهم يقضون وقتاً في الكنيسة يكاد يضاهي وقتهم بالمدرسة ،و يا سلااااام!ان كانت المدرسة مسيحية أيضاً ، باختصار يكادون يخسرون تدريجياً أي فرصة لهم للخروج من أسوار الكنيسة الي فضاء الوطن.و المدارس الاسلامية في مصر التي تتحدي هيبة الدولة و تمنع المسيحين لمجرد أنهم مسيحيون من التقديم لها ،و كأنها دولة داخل دولة ، و تربيهم تماماً من الصغر علي أن كل من حولهم مسلمون حتي المدرسين.هذه المظاهر تغرس في النشئ منذ الصغر أن الدين قبل الوطن ،و أن انتماءهم الأول لشعب الكنيسة أو الأمة الاسلامية لا للوطن المصري ،و هذه هي دعامة (اقاليم الحكم الذاتي) فهذه الاقاليم تري أن الروابط العرقية و الدينية بين أفرادها أهم بكثير من روابطهم الوطنية.
و حتي العرق في مصر يتدخل في مأساة التفكك و يشكل اقاليم حكم ذاتي داخل الوطن الأم . لدينا العرق النوبي الذي يعاني من اهمال جسيم و عدم اعتراف به و معاملته علي أنه ليس بلون المصريين .عاني النوبيون طويلاً من الانغلاق و عدم طرح ثقافتهم علي عموم المصريين و عدم اشراكها معهم و لكن النوبيون أيضاً حرصوا علي البقاء ك(اقليم) منفرد يرفض أن يكون هناك زواج من خارج النوبة ، يرفض الاندماج داخل المجتمع المصري، مغلق تماماً علي نفسه .و البدو كذلك يغلقون –تماماً- علي أنفسهم و يرفضون أن يخضعوا لسلطة الدولة،و بعيداً عن عاداتهم و تقاليدهم الخاصة بهم و أفكارهم المختلفة عن أغلب المصريين يتمادي البدو في التقوقع و الانغلاق داخل قلعتهم لدرجة تحدي هيبة الدولة بعدم الخضوع لقوانينها المنظمة ،و الخضوع لأعرافهم و محاسبة السارق و القاتل و المتحرش حسب أعرافهم و كأنهم بالفعل صاروا (اقليم حكم ذاتي) . و أكاد أجزم أن من أسباب الثأر في الصعيد أن أهل الصعيد ترسب في لا وعيهم أنهم ليسوا منتمين للوطن قدر العائلة و لذلك فهم يفضلون عادات العائلة علي قوانين الوطن و الثأر العائلي بدلاً من القصاص القانوني.
كان من شأن التنوع الثقاقي و الفكري و العرقي و الطبقي و الديني للمجتمع المصري أن يزين طبيعة مصر المتنوعة دوماً في كل شيء و حتي في الحضارة ، و لكن ما جعله نقمة و قسم المجتمع الي(اقاليم) هو عدم التقرب بين هذه المجموعات. في دول كثيرة اّخري هناك تنوع حضاري و ثقافي و ديني و عرقي ،و لكن هناك روابط تربط بين مختلف الطبقات و الأفكار ،فهناك مثلاً المدراس: في مصر مدارس لكل طبقة و كل دين و كل فكر .مدارس كنسية و راهبات ،مدارس أزهرية ،مدارس اسلامية خاصة ، مدارس حكومية ،مدارس لغات ، مدارس تجريببية ، مدارس دبلومات انجليزية و أمريكية وفرنسية ،مدارس شويفات ، مدارس دولية ، كل طبقة تختار المدرسة المناسبة لها ثقافياً ثم مادياً.في أغلب دول العالم المدارس الحكومية تضم كافة أطياف المجتمع، باختصار لأن التعليم جيد ،و بذلك يتعلم الأطفال منذ الصغر أن يتعاملوا مع أقرانهم المختلفين معهم في الدين و العرف و العادات كمجتمع واحد. أيضاً هناك المناسبات الوطنية ، فرغم أننا أكثر دول العالم اجازات و أعياد وطنية ، فنحن أقل هذه الدول قدرة علي تقريب المجتمع من بعضه و توحيده في الذكريات الوطنية .و بينما تحرص جميع دول العالم علي خلق أفكار لنشاطات مشتركة لجميع طوائف المجتمع لتوحيده نتفنن باتقان في ابتكار أفكار جديدة لمهرجانات و أنشطة تناسب كل طبقة علي حدي و نحرص أن تكون تكلفتها النقدية قاصرة علي طبقات بعينها و أحياناً دين بعينه. بل و بدلاً من أن نوحد المصريين في الأعياد و المناسبات يخرج رجال الدين ليفسدوا فرحتنا ووحدتنا و يقرروا و يعلنوا أن مشاركة أتباع الدين الاّخر أعيادهم أو حتي تهنئتهم فيها لهي حرام و كفر و رجس من عمل الشيطان !
و بالطبع هذا الانقسام الطبقي و الديني المريع لهو التربة الأغصب للعنف الاجتماعي و الديني و الفتن الطائفية ،و الانقسام ،و ضياع الهوية الوطنية و القومية لحساب الهويات الدينية و العرقية و الطبقية ، ومن يدري قد نفيق ذات يوم علي انقسام مصر الي (اقاليم حكم ذاتي ) بالمعني السياسي الحرفي لا بالمعني الاحتماعي البلاغي.
أنا لا أكتب لأعزي في مجتمع تفكك و انقسم الي (اقاليم ) لكل منها تراثه و فكره و عاداته و تقاليده و أعرافه ،و لكن لكي نفكر بتمعنٍ كيف نتقارب ، و كيف نصير كياناً واحداً باختلافاتنا ، هل سننتظر ككل نصف قرن ثورة أو حرب كي نتوحد؟ يجب أن نبدأ في التفكير في طرق نحتفل بها سوياً بأعيادنا الوطنية و مناسباتنا الدينية و أفكار خلاقة توحدنا جميعاً بأدياننا و معتقداتنا و عاداتنا المختلفة ، و لنبدأ بالعمل علي تقليل الفروق بين الطبقات ،و بابتكار أساليب تقربنا أكثر ، فان أردتنا أن نقترب سنسطيع ،شرط أن نتجاوز خوفنا من بعضنا و توجسنا ، و نغسل قلوبنا من سوء الظن ، و نشرح صدورنا للاّخر في الوطن حتي لا يعود اّخراً أبداً، فكلنا في وطن واحد.

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

(أحد تعبيرات الطفلة بعنوان " ما رأيك ،هل تتقدم مصر" في امتحان العربي شهر نوقمبر 2011)

هل تتقدم مصر؟
"



أنا أسمع من حولي يقولون أن مصر لن تتقدم ،و أننا لا نستطيع أن نبنيها ؛لأننا لسنا متقدمون مثل أمريكا و انجلترا و فرنسا.و لكن لا أصدق ،مصر ليست أقل منهم ، مصر كانت فيما مضي أفضل منهم ،اذا يمكنها أن تكون ثانية أفضل.
أهم شيء لكي نيني مصر أن نساعد الفقراء .الأطفال في الشوارع يعانون كثيراً من الجوع ، عندما يقدم الأغنياء كلهم مالهم للفقراء سيكون حال هؤلاء الأطفال أفضل ،و قد يكون منها أذكي منا و يصبحون علماءاً كباراً جداً ،ام يحاتجون فقط أن نساعدهم و نعطيهم أموالاً و نعلمهم ليصيروا أفضل و يبنون معنا مصر بدلاً من أن يحرقوها ،مثلما أحرقوا المجمع العلمي.
نحتاج أن نهتم بالعلماء حتي لا يتركوا مصر و يعملون في الخارج و نعطي للأطفال فرصة ليتعلموا من العلماء ،و يتعلموا تعليماً لا يستهزأ بعقولهم و يتعامل معنا علي أننا متخلفين.نحتاج أن نساعد الأذكياء من الأطفال ليصيروا علماءاً صغاراً و يبنوا مصر.
نحتاج أن نقرب الفقراء من الأغنياء ،أنا مثلاً لا أعرف أطفال كثيرين أصغر مني و هذا يؤلمني ؛لأنه ليس في مصلحة مصر أن يكون من فيها بعيدون عن بعض لا يعرفون شيئاً عن بعض .
أنا حزينة و أعرف أن كل من في مصر حزينون مثلي و لكن أنا أثق أن مصر ستتقدم ،كما كانت متقدمة ،و أثق بأننا سنبنيها ، أنا و أصدقائي نحلم لأجل مصر ، و مؤكد سنبنيها".


تعليق الطفلة في اليوميات:


"أنا سعيدة جداً حصلت علي أعلي درجة تعبير في الفصل ! أنا حتي درجتي أحسن درجة في المدرسة و استاذة بسمة وضعت لي ثلاث ملصقات علي التعبير علي شكل نجمة و فراشة و وردة بنفسجية -أنا لا أحب اللون البنفسجي واااااااااااااااااااااااااااااااء- و قرأت تعبيري في كل الفصول حتي طلاب الصف الخامس و السادس قرأوه و أعجبوا به أنا فعلاً عبقرية .هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه"!

الأحد، 18 ديسمبر 2011

ديكتاتورية المجتمع

كلنا نقرأ أو نسمع عن ديكتاتورية الحكام ،ديكاتوتورية السلطات الأبوية ، ديكتاتورية الأقليات أو الأغلبيات الحاكمة، كلها أنماط متعددة للديكتاتورية السياسية ، و لكن هناك نوع اّخر من الديكتاتورية أشد قسوة ،و تنكيلاً، و تأثيراً ،و قوة ، و استمرارية ،وخطورة ،انه " ديكتاتورية المجتمع".
من أبشع صور الديكاتورية رفض الاّخر و الحكم عليه بأنه سيء لمجرد أنه اّخر ،و تكوين فكرة نمطية سلبية مجحفة عنه بدون حتي الاستماع اليه.و هذا أساس الديكتاتورية الاجتماعية. كل مجتمع لديه قيمه و أفكاره و معتقداته و عاداته و تقاليده.قوة أي المجتمع و تشكله معتمدان جزرياً علي هذه العوامل، و لكنها تشكل ديكتاتوريته أيضاً. لأكون أوضح سأطرح سؤالاً :"ماذا سيحدث لو طرح أحد الأشخاص فكرة تصطدم مع أفكار المجتمع ؟أو كتب ضد عادة أو تقليد اجتماعي متوارث ؟أو حاول فعل شيء يؤمن به و يحتقره المجتمع ؟"ماذا سيكون رد فعل المجتمع عليه؟
أعتقد أننا بامكاننا تخيل الاجابة و تصور حميع أركانها اذا عدنا بالذاكرة الانسانية الي الوراء و رأينا كيف كان مصير سقراط و جاليليو و ابن رشد وو محريري المرأة و غيرهم الكثيرين.فالنفكر حتي علي المستوي الأدني و الأكثر تسطيحاً ،ماذا لو رفض شخص ما الأخذ بالثأر في الصعيد ؟ماذا لو لم تقتنع فتاة نوبية بالأحكام الطاغية و ذهبت بحثاً عن زوج خارج الحصن النوبي؟ ماذا لو رفضت امرأة الحشمة بوجه نظر خاصة بها أو رأت أن من حقها أن يكون لها أصدقاء رجال أو أن تخرج ليلاً وحدها؟ كيف سينظر المجتمع لها و كم من المصائب التي قد تتعرض لها و يعتبرها المجتمع تستحقها ؟كيف سينظر مجتمع الأثرياء المتأمرك في مصر لامرأة ترتدي النقاب ؟و كيف سينظر المجتمع المتأسلم في مصر للمرأة التي ترتدي ثياباً تعلو الركبة بكثير ؟ و لنلاحظ أن أغلب المواقف و النظرات سلباً أو ايجاباً ستكون تجاه المرأة لأن الديكتاتورية الاجتماعية من أهم الأفكار القائمة عليها النظر بطريقة أدني للمرأة .
باختصار المجتمع ينظر بطريقة منحازة ضد كل من هو مختلف ، و يرفضه و يحتقره و الخطورة الحقيقية في ديكتاتورية المجتمع أنها تجلد الفرد معنوياً أكثر من جسدياً .لو رفض شخص نظام ديكتاتوري سياسي و ناضل ضده و نكل به سيكون بجواره الشارع بطريقة أو بأخري ،سيتلقي دعماً معنوياً و حباً من الأغلب ، و سيؤمن أنه في الطريق الصائبة ،و لكن في حالة أن يجاهد شخص ما ضد فكرة اجتماعية يراها خاطئة أو عادة أو معتقد يؤمن بفساده و عفنه يجد نفسه ضد الأغلب و ضد مجتمع كامل ،و قد يجد نفسه مجرد من حنو يد أقرب الناس اليه عليه،و الأسوأ أنه قد يبدأ بالتخبط و يدنو رويداً ،رويداً ايمانه الداخلي بما يكافح لأجله.
مما يعني أن ديكتاتورية المجتمع أقوي و أكثر قدرة علي الاستمرار ؛لأنها أفكار و عادات كلما مر الزمن تعتقت أكثر . و ان كان الأفراد و النظم و الممالك الديكتاتورية و حتي الديمقراطية الي زوال مهما طال الزمن ، فان العادات و التقاليد التي تشكل الديكتاتورية الاجتماعية يزيدها الزمن بقاءاً و جلداً .و ان كان كفاح المناضلين يفني الديكتاتورية السياسية بعد فترة مهما طالت قصيرة من الزمن ، فان كفاح الثائرين علي الديكاتوتورية الاجتماعية حتماً سيتطلب عقوداً و ربما قروناً من الزمن لمحو عادات ترسبت ربما عبر مئات بل اّلاف السنوات.
النمطية و العنصرية و اضطهاد الأضعف و رفض الاّخر و حتي الديكتاتورية السياسية قد تكون سرطانات ناتجة عن الاشعاع الديكتاتوري الاجتماعي.النظرة النمطية للاّخر ، ربما استسهال و لكنها أيضاً نابعة من فكرة عنه رسبتها الديكتاتورية الاجتماعية داخل عقولنا.مثلأً:"لماذا يظنوننا الغرب و حتي الشرق الأقصي نركب جمالاً و نعيش في الصحاري؟"أعتقد أن أحد الأسباب يكمن في أن واحدة من الأفكار التي بنيت عليها ديكتاتورية المجتمع الغربي أننا متخلفون،و مازلنا لا نجاري المجتمع الغربي في التقدم ،و طبعاً الاعلام كما هو سلاح للديكتاتورية السياسية هو سلاح فعال للاجتماعية ، حيث مازال يدعم فكرة أننا متخلفون و يظهرنا نعتلي الجمال و نقبع وسط الصحاري.
العنصرية قائمة علي فكرة أن عنصر ما أفضل من الباقين .و المجتمع حتماً هو عنصر واحد يضم عناصر اّخري.و هذا العنصر(المجتمع) قد يبدي كل من غيره أدني منه ،و بذلك كل اّخر هو أقل ، و هنا جذور العنصرية كفكرة تغرسها الديكتاتورية الاجتماعية داخلنا.و اضطهاد المرأة و الطفل و الحيوانات هي وباء اجتماعي .المجتمع و-للاسف- قائم علي أفكار همجية و بربرية منها أن الأضعف حتماً أدني ،و بما أن المرأة و الطفل و الحيوان ضعافاً نسبياً جسدياً ما لم يتعلموا و يؤمنو ابعكس ذلك،فان المجتمع يغرس بديكتاتوريته داخل النشء تحقير هذه الكائنات ، و حتي و ان أعطاها حقوقاً يظل داخل اللا وعي الجمعي تحقيرها. و هنا يبدأ القمع ، رجل يقمع امرأة ، امرأة تضطهد طفلاً ، طفل يقهر حيوانا،ً و تنشأ الديكتاتورية السياسية عندما يستبد القائد بالمقودين ؛لأنه يري نفسه الأقوي.
اذاً ما الحل؟ كيف نواجه و نتصدي لأبشع صور الديكتاتورية المتمثلة في ديكتاتورية المجتمع ؟ كيف نتحرر من القمع الذي تمارسه علينا؟ في تقديري الشخصي؛فان الخطوة الأولي هي أن نتمرد. أن نفكر بحرية من جديد في كل ما ربينا أنه صواب أو خطأ.هل هو حقاً كذلك؟و كلما أمتلكلنا الجرأة و الجسور لنسأل أنفسنا أسئلة محسومة كلما كنا أقرب للتمرد ، و رفض الأفكار التي يفرضها المجتمع علينا.ليس المطلوب هو الانقلاب علي منظومة المجتمع ؛لأنها بكل مساؤيها لا غني عنها الا ان أردنا الانحدار الي الهاوية و ضياع الهوية و الثقافة اللذان يحميهما المجتمع.و لكن غرضنا هو أن نختار بحرية جمة و بدون فرض أحكام فكرية مسبقة من أي طرف حتي و ان كان المجتمع.و أن نتقبل حتي من يعطينا أفكاراً تربينا علي أنها خطأ بين. و التقبل لا يعني الايمان و لكنه يعني اعطاء مهلة لأنفسنا للتفكير فيما هو مطروح علينا و دراسته بموضوعية و بدون انحياز.و الخطوة لأخيرة هي أن نطبق ما توصلنا اليه من صواب و لا نفعل ما توصلنا الي خطأه بحرية جمة و بشجاعة المؤمنين.
أعتذر لكل من قرأ أو قرأت هذا المقال لتعقد أسلوبه و لكني حاولت اظهار وجهة نظري فوجدت أني لم استطع اخراجها في قالب أبسط ،و لكني أتمني أن تكون قد بلغتكم.

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

لسنا متخلفييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين!

استاذة بسمة طلبت مني أن أكتب موضوعاً عن البيئة ،أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!أنا أكره هذا الموضوع جداً كل سنة يتكرر ،يتكرر، يتكرر ،صديقتي نها التي تكبرني بثلاث أعوام تقول أنها مازالت تكتب عن البيئة ،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
صحيح أنني أحب بيئة زرعتي جداً و أغضب جداً من بطيخة أو سامي عندما يلقون أكياس الشيبسي و الشيكولاتة علي الأرض و لكني لا أحب أن أكتب نفس الارشادات الحمقاء التي اقرأها كل عام علي الكتاب أو في لافتات المدرسة، فعلاً ارشادات مستفزة :"(اغسل يديك قبل الأكل و بعده) ، (لا تلقي القاذورات علي الأرض)،(أترك المكان كما تحب أن تراه دائماً)،(زهورنا جميلة حافظ عليها و لا تقتفها)".هل يظنوننا متخلفين؟ هل يعتقدوني أني لم أحفظ هذه الارشادات بعد كل هذه السنين ؟ لماذا يصممون علي أننا أطفال و متخلفون بالضرورة؟لماذا؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يذكرونني أيام كان اصدقاء أبي يسلمون علي و يمزحون معي باستخفاف ، و يصممون في كل مناسبة أن يقولوا لي أن ثوبي حلو ، و "أصبحت عروسة" .أ,ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!لماذا يصممون أننا متخلفين ؟ للمرة التريليون لماذا؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!استاذة بسمة تقول أنها لا تحب هذا الموضوع أيضاً و تحب أن ترانا نزرع زرعتي و نهتم بجمالها و نزينها و لا نلقي شيئاً علي الأرض ، و لكنها مثلي تري أنهم يستخفون بنا عندما يضعوا هذه الارشادات المتخلفة و عندما يمتحنوننا في المواضيع نفسها كل عام، و لا يسألوننا عن رأينا و أفكارنا المتميزة الملتمعة المتالقة لأجل مستقبل زرعتي.
مثلاً لو سألوني عن رأيي في كيفية حماية زرعتي و بيئتها ،لقلت لهم علي فكرتي في زراعة مصر كلها، و لقلت لهم أن يضعوا غرامات علي من يلقي شيئاً علي الأرض مثلما تدفع استاذة بسمة بطيخة نصف جنيه كلما ألقي شيئاً علي الأرض . و كنت سأقول لهم أيضاً أن يعطونا فرصة كل خميس أن نفعل شيئاً جديداً لأجل بيئة زرعتي و لكي نطلب من الناس في الشارع أن يساعدونا ؛لأجل بيئة زرعتنا جميعاً. مؤكد حسين و أحلام و مرنا و حتي بطيخة و سامي لديهم أفكار جميلة لأجل بيئة زرعتي ، و حتماً سيساعدونا في العناية بها.
و لكنهم يصرون أننا متخلفون ،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
هم الذين أفسدوا بيئة زرعتي و الاّن يعاملوننا باستخفاف و لا يستمعون لأفكارنا ،أنا غاضبة ،غاضبة ،غاضبة.علي عموم سأزرع زرعتي و سأهتم ببيئتها حتي تكبر و تلتمع و مع أصدقائي و دائرتي، و عندما تكبر زرعتي و تزدهر بيئتها سأغيظهم و سأقول لهم أنهم استخفوا بنا و لكننا من زرعنا زرعتي و جعلنا تكبر و تزدهر و تلتمع .و سأبدأ من الأسبوع القادم مشروعي في رعاية بيئة زرعتي ،الذي حتماً سيتغلب علي مشروعاتهم الحمقاء الغبية ، و سأدعو كل أصدقائي في المدرسة و كل من أقابل أن يزرع زرعة في بيته مثلي حتي نزرع مصر كلها و يوم الخميس القادم سأنزل الي الشارع و سأجعل استاذة بسمة و كل أصدقائي ينزلون معي لندعو الناس لزراعة زرعتي ،وسأجعل نها تدعو الناس علي الشبكة الي زراعة زرعتي(لديها فيسبوك و شهيرة عليه،و ماما لا تقبل أن أمتلك فيسبوك الاّن ،واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!).و أهم شيء أنني سأزرع زرعة جديدة أيضاً بجوار صبارتي و فولتي .و سأتحداهم و سأثبت مع أصدقائي أننا أفضل و لسنا متخلفين ،و أننا نعتني ببيئة زرعتي أفضل منهم، و أننا لسنا متخلفيييييييييييييييييييييين.و أهم شيء أنني لن أكتب مقال البيئة أبداً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

اختيار الهدف و الحلم

(هذها المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)
أغلب الناس يضيعون عندما يأتي الأمر لاختيار هدفهم و حلمهم في هذه الحياة.مشكلة البعض تكون ايمانهم بأن هناك مستحيل ، و مشكلة البعض الاّخر أنه لا يدرك ماذا يحب، و هذا أيضاً سببه الايمان بوجود المستحيل كالحائط المنيع العالي المحصن بالاسلاك الشائكة و الدبابات الذي يستحيل اختراقه و الذي مهما كانت قوتنا و مهما حاولنا صعوده فسنسقط.
هذا هو العجز و الضعف الحقيقي ، ليس الضعف ألا يكون لدينا القوة لاختراق الحوائط و الحصون و لكن قمة الوهن هي الايمان بعدم القدرة علي التجاوز.ما هي أحلامكِ أو أحلامكَ؟ بماذا كنتِ أو كنتَ تحلمين أو تحلم أيام الطفولة؟ لو كان الحلم مجنوناً و العقل كان تركه و البحث في طريق اّخر ، فلنختار الجنون.ليس كلامي مثالياً و لكنه يزن الأمور بمنطق مختلف.مثلاً كانت لدي صديقة تحلم بأن تصير رائدة فضاء و لكنها ألقت هذا الحلم خلفها و قالت أنها في مصر لن تحققه أبداً.ربما تحكمون أنها محقة و فعلت ما هو موضوعي، و لكن "لا" هي لم تحاول أصلاً ،لم تحارب ، لم تحاول أن تتجاوز خط برليف المنيع الذي يسمي المستحيل ،لم تجرب أن تدرس الفلك و تحارب لأجل أن يكون في مصر رواد فضاء. هل ستقولون أن هذا فوق طاقتها؟ لا ،هذا هو هدف مقالي أصلاً ، هدفه أن تختاروا هدفاً و أياً كان حتي و ان كان المستحيل عينه ألا تقولوا أنه خارج نطاق طاقتكم و أنه سراب أو وهم.
عندما كنت طفلة حلمت بأن أكون كاتبة و أحصد نوبل ، حلمت أن أكتب رسوماً متحركة أحيا فيها.لا أنكر في وقت استسلمت لا لأن أكون كاتبة و لكن لأكتب رسوماً متحركة ، بصراحة تأثرت بالمجتمع ،بفكرة أن الرسوم المتحركة التي ربتني و تربيني حتي الاّن كلام فارغ.كنت خرقاء سرت طويلاً في طريق خطأ مزيف منافق ليس بطريق حلمي ،لافيق فجأة علي الحقيقة ، لمت نفسي ، و لكني سعيدة أني أفقت قبل فوات الأوان.من حولي لا يؤمنون بأن الرسوم المتحركة-كما في اليابان- قد تكون أقوي من كل وسائل الاعلام حتي للكبار ،من حولي يقولون أني لن أصل الي هذا السراب و لكني أثق أني سأصل و لن أكرر خطيئتي مرتين.
أريد منكم أن تعودوا الي الوراء .ماذا كان الحلم ؟ هل كان فعلاً حلم أطفال و تافه ؟ هل كان حقاً محالاً؟هل مؤكد لا يمكن بلوغه؟ أشك ،أكاد أجزم أن لا شيء لايمكن بلوغه و أنه لا يوجد مستحيل في هذا العالم.و لكن يجب أن تجدوا بأنفسكم تلك الاجابة،حتي لا تكون كلاماً انشائياً أقرب للوعظ الخرافي.
هناك نساء حلمن بأن يصرن ضابات و تركن هذا الحلم عندما وجدوا أن القانون لا يسمح اجحافاً بذلك( كان بامكانهن أن يرفعن قضايا للحصول علي حقهن في العمل كشرطيات).هناك كثيرون حلموا بأن يصيروا علماءاً و يخترعوا و يقاوموا أمراضاً و تخلوا عن هذا الحلم بحجة أن البحث العلمي في مصر متخلف أو اختصروا الطريق و ذهبوا الي الشمال بتذكرة ذهاب فقط (كان بامكانهم أن يدرسوا بالخارج و يعودوا ليحاربوا في وطنهم حتي النهاية و يصنعوا الكثير داخله ك(لطفية النادي).هناك من حلموا بأن يصيروا قادة و زعماء و داسوا هذا الحلم عندما رأوا حكامنا الأفاضل يدوسون أحلام الجميع بأحذيتهم و يحتكرون القصور حتي لا تطأها قدم يظنونها نجسة و هي أطهر منهم(بامكانهم أن يصيروا قادة الاّن بعد أن أسقط الطغاة و لكن كان الأقوم أن يسقطوا الطغاة علي طريق أحلامهم) .هناك من حلموا بأن يكونوا فنانين و أدباء و ألقوا هذا الحلم وراء ظهورهم ؛لأنهم استسهلوا أن يتحججوا بأن الانتاج في مصر لا يكون الا ببيع صورة من صور الشرف ( كان بامكانهم أن يظلوا يكتبون أو يمثلون أدواراً ثانوية أو كومبارس و يطورن من دلراستهم و مهاراتهم و لا يفقدوا الأمل أبداً).و هناك من رمو أحلامهم البسيطة علي قارعة الطريق ؛لأنهم أقنعوا أنفسهم أنهم أدني من الوصول اليها( كان بامكانهم أن يتحدوا عجزهم و يعملون بجد و بدون كلل مهما كانوا ضعفاء ).
لاٍ،أعذروني ،و لكني أغضب بغبائي و كبريائي الأحمق ممن ترك الأحلام ،التي تخليت عنها نفسي ذات يوم و لا استحق أن أطلب من أحد أن يتشبث بها ، حتي أثبت أني بلغتها بدون يأس و قنت . و لكن لأجلكم لا لأجلي ، استمعوا الي و حاولوا أن تجدوا هدفكم الذي حتماً تعرفونه داخلكم في مكان ما . قد يكون حلم الطفولة ، قد يكون عمل سيء تحبونه ، قد يكون بسيطاً جداً كأن تكونوا عائلة هانئة ، قد يكون غريباً أو يوصف بالجنون ،و لكنه حتماً موجود و مؤكد هناك صراط مستقيم اليه. و أنا أؤمن أن الطرق المعوجة لا توصل الي حلم صادق راقٍ مطلقاً و ان فعلت ، فسيتحطم ذات يوم أمام العين.
هل يجب أن يخدم الحلم المجتمع؟ يجب،و لكن ليس بالمفهوم الضيق.الصواب أن نفكر فيما نحب و نريد ثم نطوعه لخدمة من حولنا. ان فعلنا العكس سيكون هناك زيف في الأمر و أي شيء زائف مضر حتي و ان كان علي أساس صحيح.و ان لم نحاول تطويع حلمنا لهدف أوسع من نطاقنا الضيق سيكون حلمنا ضغيراً مهما كان كبيراً ، و سنتحول الي الانانية تدريجياً و من المحتمل أن نضحي لأجله بمبادئنا و ندوس كي نحققه علي من حولنا جميعاً. كل الأحلام الشخصية يمكن أن تفيد غيرنا أياً كانت بشرط أن نريد فعلاً أن نعطي شخص أو كيان اّخر.حتي لا يكون كلاماً مرسلاً سأذكر نماذج.
مثلاً ان كان الحلم افتتاح مطعم سمك عالمي. أول شيء سيجعل هذا المطعم المصري للسمك سمعة جيدة لمصر في العالم و يساعد في تقوية قوتها الناعمة و نشر الثقافة المصرية ، علاوة علي تقدميه طعام جيد للناس.مثلاً ان كان الحلم تكوين أسرة ، فبلا شك سيجعل ذلك نواة المجتمع أفضل ، و سيجعل لدينا مجتمع دافء مصري.لو كان الحلم هو امتهان الطب ، فحينها سيكون هناك طبيب أوطبيبة يحقق أو تحقق الشفاء-باذن الله –للناس.
البعد الاخلاقي للحلم محوري . لا يمكن أن يكون الهدف مثلاً الوحيد لصاحب محل السمك أو الطبيب أو المحامي تحقيق الربح ،يجب أن يكون هناك هدف نبيل مثل تقديم الطعام للناس نظيفاً أو شفاء المريض أو نصرة صاحب الحق أو تحقيق العدالة.لا يمكن أن يكون هدف الفنان الشهرة فحسب بل يجب أن يكون لديه رسالة أخلاقية يقدمها أو هدف بنشر الثقافة المصرية.حتي الراقصة التي يحتقرها المجتمع ان كانت ك(تحية كاريوكا) لديها فكر سياسي ناضج أو رؤية لنشر الثقافة المصرية كمؤسسة فرقة رضا، يمكن أن تقدم فناً راقياً ينشر الثقافة المصرية و لا يحط من قيمة الفن الشعبي المصري.
أخيراً و ليس اّخراً المشاعر.الفرق بين الحلم و الهدف أن الهدف هو ما نريد بدون حماسة أو مشاعر الارادة البريئة التي تحمل طعم الطفولة و لذتها، بينما الحلم هو الهدف اضافة الي هذه المشاعر الصادقة.من أين نأتي بهذه المشاعر و حولنا اّلافاً مؤلفة من البشر يقولون لنا أن ما نريده لا يعدو كونه سراباً نراه كعطشي في الصحراء؟ من أين نأتي بهذه المشاعر و نحن محاطين باليأس النابض بالبرودة في كل اتجاه كأنه يطاردنا و يحاول اقتناص الفرص لقنص أهدافنا؟من أين تأتينا تلك المشاعر في مجتمع و بين وضع سياسي خانق يكبس روح التمرد و الحماسة؟ من أي بابٍ تدخل و كلها موصدة بخرافات وجود المستحيل ؟ لن أكذب عليكم ، أنا أكتسب هذه المشاعر من الرسوم المتحركة اليابانية .قد أبدو منافقة أدعو للمجابهة بمصر و الايمان بالهوية و اكتسب الطاقة لأحارب من مشاعر تبث من رسوم متحركة يابانية ،و لكني كما أدرس في دبلومة انجليزية أؤمن بأن كل ما يعطينا قوة لأحارب في بلادي أتقبله ؛لأني به يوماً ما سأرد الجميل ،و سأصنع رسوماً متحركة مصرية من تراثنا و تاريخنا نحتل العالم ،و لأني بهذا العلم و هذه الطاقة سأبني مصر جديدة أرضاً للأحلام لا تربة تغتالها.و لكني الاّن –و بعد كل هذه السنوات- تكون في لا وعيي ايمان يقيني ببلوغ الأحلام يعطيني الدفعة لأمتلك المشاعر و أحارب من أجل الأهداف.أعتقد أنه داخلي و داخل كل مخلوق أبدعه الخالق –عز و جل- تكمن هذه الارادة ،ارادة كقوة دفع صاروخية تدفع أهدافنا بقوة المشاعر لتصير أحلاماً ثم تدفعها مجدداً لتخترق حوائط المستحيل الهشة التي تبدو فولاذية.
لدي طلب أخير منكم ، لا أدري أن كنتم ستلبونه أم لا .أريد تعليقاً علي المقال فيه حلم كل واحدة أو واحد قرأت أو قرأ المقال و معه كلمتين اثنتين اما " سوف أحققه " ،أو " لن أحققه".و شكراً لكم في كل الأحوال.

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

الحمار

متوحشان! ، شريران !، مفتريان! ، أكرههما ،أكرههما ،أكرههما،أكرههما ، أكرههما بشدة.أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
الحمار المسكين ،لماذا يعذبونه و هو لم يفعل لهم شيئاً و لا يقوي حتي ليدافع عن نفسه ؟ ماذا سيكون شعورهم ان جروا هم العربة بأطنان القمامة التي فوقها ،و هم يضربون بالصوت بقوة ليسرعوا في الجري ، رغم ثقل الحمل ؟ فعلاً متوحشون!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اليوم رأيت أب و ابنه الذي يبدو في سني يجلسون فوقه عربة مكسرة و وراءهم أطنان من القمامة في كيس كبير لونه أسود و يضربون حمار صغير ضعيف لونه قذر بالصوت ليجري بسرعة رغم أنه يتألم و رغم أن أطنان القمامة كبيرة كالجبال ،و رغم أن الأب سمين أسمن كثيراً جداً من بطيخة وحده يزن أطناناً من اللحم. صعب علي الحمار جداً ، كان يتعذب تخيلت نفسي مكانه ، كنت ضربت صاحب الكرش الكبيرة و ابنه حتي فطسوا ، غضبت جداً جداً جداً أكثر من يوم السمك المسكين السجين داخل الحوض .بصراحة كنت أريد أن أنزل من السيارة و أطيل يدي ك(لوفي) تماماً حتي تضرب الرجل السمين و ابنه و تسقطهما من فوق العربة ( أول مرة أتمني أن أكون مطاطة كلوفي ، فأنا لا أحب أن أكون كالمطاط).كنت أريد أن أمسك بالصوت و أضربهما ضربة واحدة حتي يشعرا بألم الحمار المعذب ، كنت أريد أن أربطهما في العربة من الأمام و أجلس أنا و الحمار فوقها ،و أقول لهما أن يجرانا- مع أني لن أضربهما بالصوت كي يجريان كما يفعلان مع الحمار-.كنت أريد أن أجعل الحمار يقتص منهما و يضربهما و لو مرة واحدة أو يكون طيباً و يعفو عنهما.كنت أريد الانفجار!!!!!!!!!!!
و لكن ماما منعتني !واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
لا أدري كيف عرفت ماما نواياي ، فعلاً غريبة ! قيدتني و قالت لي :" لن تقولي شيئاً !" و وضعت يدها فوق فمي أيضاً و أغلقته حتي تجاوزنا العربة .ماما مفترية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عندما عدنا الي المنزل تشاجرت مع ماما و قلت لها أنهما متوحشين و أن الحمار مسكين و كان يجب أن أدافع عنه ؛لأن هذا واجبي ،يجب أن أدافع عن كل المظلومين و المستضعفين ،هكذا قال (أكيرا) في ( المقاتل النبيل)، ماما كالعادة قالت لي أنه محض خيال ، ليس خيالاً!!!!!!!!!!!
ماما قالت لي أن الشرطة لن تفعل لهما شيئاً رغم كل ما فعلاه مع الحمار ، و حتي لو قتلاه ،لن تفعل لهما شيئاً ، و لكن لو ضربتهما أنا و لو ضربة واحدة فسأحاكم و أسجن أو أذهب الي الاصلاحية ؛لأني صغيرة ، ظلم ، ظلم ، ظلم ، ظلم ،ظلم ،ظلم ،ظلم ، ظلم ، ظلم ، ظلم .
أنا غاضبة جداً ، جداً ،جداً ،جداً ،جداً ، لماذا هذا الظلم ؟الله –عز و جل- خلق هذا الحمار ، لماذا يظلمونه ؟لماذا؟ لماذا لا ينالون الجزاء ؟لماذا؟لماذا لا يشعرون به و لا بألمه و عذابه ؟ لماذا لا يصعب عليهم ؟ ألا يشعرون ؟لماذا لا يدافع أحد عن هذا الحمار؟لماذا لا يهتم أحد به سواي ؟ألا يشعر مثلنا؟ألم يخلقه الله –سبحانه و تعالي- ليساعدنا ؟لماذا يؤذونه اذاَ و لا يأخذ أحد بحقه؟ و لا يحميه القانون مثلما يحمينا ؟أليس كائناً حياً مثلنا؟ استاذة نور قالت لنا في حصة الدين مرة أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال (لا أتذكر النص بالضبط) أنه لو تعثرت دابة لسئل عنها ، فلماذا لا يحمي القانون حماري رغم أنه يحمل أكثر مما يستطيع و يجلد أمام الجميع و يجر وزن هاذين المتوحشين؟ لماذا؟!!!!!!!!!!!!!!!
لا تحزن يا حماري ، لا تتألم ، تأكد أن زرعتي حزينة جداً لما يحصل لك َ و لن تنمو طالما أنت و أصدقاءك تعانون ،تأكد انها تحبك و أني أحبك و سأدافع عنك و عن أسماكي أيضاً و عن أي شيء تحبه زرعتي .سأدافع عنك ك(أكيرا ) تماماً ،أعدك ألا أتخلي عنك يا حماري و لا عن أصدقائك ، ثق بي ،سأعيد لك حقك ، و سأحميك .انتحققت فكرتي في برلمان أطفال سأدافع عن حقك هناك ، ان لم تتحقق سأنتظر عندما أكبر و أدافع عنك في برلمان الكبار ، و حتي ذلك سأكتب لك و ان رأيتك ثاية أو أي من أصدقائك و أنتم تعانون سأدافع عنكم ، و هذه المرة لن أدع ماما تكتفني سأكون أسرع و سأنزل لأدافع عنك ،أعدك أني لن أتركك أبداً؛ لتمنو زرعتي ،لن أتركك أبداً.

الأحد، 11 ديسمبر 2011

نملك الخيار

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )
كنت أفكر في هذا المقال و قرأت بالمصادفة حالة علي الفيسبوك لاحدي صديقاتي ووجدتها مناسبة لتكون مقدمة للمقال .كانت تقول:"مبارك :أنا أو الفوضي، العسكري :أنا أو الاخوان ، الاخوان :أنا أو السلفيين ، السلفيون: نحن والشريعة أو الجهاد علي الشعب، الشعب:أنا و أنت و رقصني يا جدع".
بعيداً عن خفة الظل ، هناك معني خطر و مؤلم داخل التعليق.معني يكمن في لا وعي الكثيرين الاّن.معني أننا لا خيار لدينا ، أننا لسنا أحراراً في الاختيار ،أننا كتب علينا أن نبقي الي الأبد أسري نختار أخف الضريرين و لا يحق لنا أن نقول :"لا" نحن نريد الأفضل.أعرف من كانوا يمقتون مبارك و وقفوا الي جواره أيام الثورة خشية الفوضي و الاخوان .أعرف من جادل أنه يريد بقاء المجلس العسكري خوفاً من الاخوان .أعرف من يمتلك فكراً ليبرالياً و علمانياً و سيذهب لترشيح الاخوان أو علي الأقل لا يعارض أن يرشحهم حتي لو لا يؤمن بفكرهم و لا يعرف برنامجهم فقط خشية السلفيين و تهديداتهم . أعرف من ان ملك القدرة سيرشح الاخوان خشية الليبراليين و العلمانيين و ليس ايماناً بهم . أعرف من رشح الليبراليين خشية الاخوان و السلفيين . و أكاد لا أعرف من رشح أي فصيل ايماناً به أو ببرنامجه و ليس خوفاً من فصيل اّخر.
لماذا نخاف؟ لماذا لا نقول :"لا"؟ "لا" هذا و" لا "ذاك؟ امتلكنا الشجاعة لنقولها لمبارك ، لنقول أننا لا نخاف الاخوان أو الفوضي .لماذا لا نقولها دائماً؟ لماذا نري أننا لا نملك الخيار و مكتوب علينا أبد الدهر أن نحني رؤؤسنا و نختار السيء أو من لا نؤمن به خشية الأسوء؟نحن أحرار ، ومن يخاف ليس أبداً حراً .من تفرض عليه الخيارات لا يختارها هو عبد.أنا لا ألوم أبداً من رشح السلفيين أو الاخوان أو الليبراليين ايماناً بهم ،فهذا رأيه و حقه.و لكن من رشح أي فصيل خشية اّخر فهو مخطئ و اختار لنفسه أن يملي عليه خيار ليس أبداً خياره .فمن يختار و هو خائف لا يملك الخيار ،و من يختار و هو تحت ضغط أحد المصيبتين ليس أبداً بواعِ كيف يختار .
أنا حرة، أعلم أني خلقت حرة.لم أخضع لتخويفات مبارك ، و قلت له:"ارحل" ، و لست خائفة من الفوضي أو الاخوان .أنا حرة ،قلت أني أؤمن بفصل الدين عن السياسة و من هذا المنطلق لن أرشح حزباً بمرجعية دينية ،و لو كان لي الحق-أنا تحت السن القانونية- فلن أرشح الاخوان و لن أخشي السلفيين.أنا حرة ،لن أترك حزباً يفرض فكره علي حياتي الخاصة مهما كان قوياً و حتي لو نفذ السلفيين تهديداتهم الخرقاء فسأسير بلا حجاب حتي يهديني اليه الله-عز و جل- حتي و ان قتلت لا ضربت أو جلدت. الأحرار لا يخافون ، الأحرار يملكون الخيار ، الأحرار لا يختارون أحسن الضررين ، بل يصنعون بأنفسهم النفع الأعظم.
أنا لا أحب القاء الخطب و المحاضرات الجوفاء ، و لكني اّثرت الصدق فيما أكتب، و ان بدا كالخطبة فاعذروني.أعلم أن من يقف أمام الصندوق و لا يجد سوي مرشح ليبرالي أو سلفي و هو يخشي الليبرالية سيختار السلفي ،و ان كان يخشي السلفيين فسيختار الليبرالي ،أعلم هذا .و لكني لو كنت أختار و أنا رافضة لكلهم لن أختار أحداً.
الغرامة ألغيت ، و لا أعرف من الذي قررها أصلاً.فمن يرفضون أي طرف لا يختارونه خشية الاّخر الاّن .أرجوكم .أرجوكم، أشعروني أنكم أحرار ، أنكم تملكون الخيار .قولوا:"لا" لمن لا تؤمنون به ، و لا تخشوا غيره ، اختاروا بحرية ، بالحرية التي يتشدق بها الجميع الاّن .لأجل ههذه الحرية التي مات لأجلها الكيرون لا تجعلوا الخوف يكرهكم علي الاختيار ، لا تجعلوه يفرض عليكم ضرراً خشية ضرر اّخر . اختاروا من تؤمنون به بلا خشية أو لا تختاروا علي الاطلاق .فأنتم تملكون الخيار حتي ألا تختاروا.

السبت، 10 ديسمبر 2011

لماذا نموت ؟



جدو حسني مات ،أنا حزينة جداً جداً جداً لا استطيع التوقف عن البكاء .اليوم ذهبنا الي دار المسنين و بعد أن لعبنا قليلاً مع الجميع وجدناهم حزينين جداً ،لقد مات جدو حسني!أنا حزينة، لن أراه ثانية .جدو و تيتا عندما ماتوا كنت صغيرة و لم أكن قد رأيتهم لأحزن عليهم ،و لكني رأيت جدو حسني و تمنيت أن يسمعنا أو يشعر بنا ،فهو لم يكن يشعر بأحد ،و أهله لم يكونوا يسألون عنه .مسكين جدو حسني مات وحيداً، رغم أن معه أصدقاء في الدار يحبونه و حزنوا عليه كثيراً جداً.ياتري هل يشعر بهم الاّن ؟هل يشعر بنا؟ هل يشعر بحزننا جميعاً عليه؟
ماما تقول أنه قد يكون شاعراً بنا جميعاً الاّن أكثر من السابق .هل هذا صحيح ؟هل يمكن أن يكون أكثر احساساً بنا من أي وقت سابق؟ هل يشعر من يموت بمن يحبونه ،بأصدقائه؟ هل سأشعر بمرنا ان ماتت قبلي ؟و هل ستشعر هي بي ان مت قبلها ؛لأننا نحب بعضنا؟أنا لا أريد أن أفقد مرنا لا ،لا أريد أن أفقد ماما لا.ولكن استاذة نور تقول أن الله سيكتب علينا جميعاً الموت لأنه حق علينا.لا أفهم كيف يكون حق علينا أن نموت ،هل الحياة كالدين نوفيه؟استاذة نور تقول أننا يجب أن نرجع كل شيء نأخذه ثانية حتي لو كان نصف جنيه ؛لأن الله-عز و جل- سيسألنا عنه.اذاً هل الحياة دين نرجعه بموتنا و نسأل عنه؟
لماذا نموت؟ هل نموت لكي نرجع الحياة؟ هل نموت لنسأل عما فعلناه في الحياة ؟استاذة نور تقول أننا سنسأل عن كل شيء في حياتنا يوم القيامة و أن الحياة تشبه الامتحان ،هل الموت تسليم لورقة الامتحان التي تصحح أمامنا يوم القيامة ؟ه هل سأري ورقة ماما و بابا و استاذة بسمة و بطيخة و أماني و مرنا و كل الفصل يوم القيامة؟ هل سأسلم ورقة ممتلئة و منظمة(أنا أشطب كثيراً في الامتحان!)عندما أموت؟
لماذا اذاً لا نسلم كلنا ورقتنا في وقت واحد؟ لماذا لا نستطيع تسليمها قبل نهاية الوقت ؟لماذا يجب أن يسلم كل واحد ورقته وحده؟هل لا نسلمها قبل الوقت ؛لأننا يجب أن نختبر قدرتنا علي البقاء حتي اّخر الوقت وبدون تغيير اجاباتنا(أحياناً أشطب الاجابة الصواب علي اّخر الامتحان و أكتب اجابة خطأ)هل يسلم كل منا ورقته في وقت مختلف ؛لأن كل واحد يحتاج وقتاً حسب قدراته؟أعتقد أنه لعدل الله- عز و جل- الذي أحبه و الذي لم يضع جهدي أبداً لن يكون امتحان أحد أصعب من الاّخر و لكن ربما يكون تقسيم الأسئلة لكل واحد مختلف و يحتاج وقتا أطول .
أنا حزينة لأجل موت جدو حسني و أبكي كثيراً و خائفة أن تموت ماما أيضاً قريباً، و لكني أثق في رحمة الله-عزوجل- و سأدعوه أن يجعل ماما بقربي فترة طويلة و أن أموت معها ،سأدعوه أن أسلم ورقتي في نفس الوقت الذي تسلم هي فيه ورقتها ؛لأني لا أتخيل ألا أراها؛قأنا أحبها كثيراً.
جدو حسني ،لن أنساك أبداً ،و أتمني أن تكون شاعراً بي الاّن و بحزني و بحزن كل أصدقائك علي بعدك عنهم و لو كنت تسمعني الاّن فأنا أعدك ألا ننساك و أن نضع وردك فوق قبرك الجميل حتي تشم رائحته ،ماما قالت لي أن ورد العزاء بنفسجي و لكني سأحضر لك ورداً ملوناً لتشمه و تشعر بنا .الي اللقاء يا جدو حسني ،الي اللقاء.

الخميس، 8 ديسمبر 2011

مستقبل زرعتي

كيف سيكون غد زرعتي ؟ هل سيكون مشرقاً ؟ هل ستنمو و تعلو أعلي و أعلي حتي تصير أعلي من كل أشجار العالم أم أنها لن تنمو و ستبور شيئاً فشيئاً ؟ هل ستزدهر دائرتي ؟ هل ستسقي دائرتي زرعتي لتكبر و تعلو ويصير غدها ملوناً ومزدهراً و ملتمعاً أم ستتمزق دائرتي و لن تجد زرعتي من يرويها فتذبل؟ أنا قلقة علي زرعتي ، صحيح أنها تزدهر شيئاً فشيئاً ، و لكني أحبها و أخاف عليها من أن تقاد أخيراً الي الذبول.
أنا أروي زرعتي ليل نهار بعملي الجاد و مذاكرتي و كتابتي و لكني أخاف ألا يكفيها مائي وحده .أخاف أن تصغر دائرتي الكبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرة رويداً رويداً و لا تجد زرعتي الماء .أخاف أن يهمل الجميع سقاية زرعتي و يهتمون بتسمين أنفسهم .أخاف أن ينسي الجميع حلم أن تصير زرعتي أعلي أشجار العالم و يتركون هذا الحلم و يذهبوا خلف أحلام اّخري غبية .أخاف أن أخسر التحدي أمام ماما ، ماما تقول أن زرعتي لن تكون أبداً كبقية الأشجار المتقدمة العالية و أنا أحارب و أقول أن زرعتي ستصير الأعلي ، أعلي من الجميع بلا منافسين في طولها و جمالها و ثمارها و ظلها.
أماني تقول أن والديها يقولان أن زرعتي ستصغر مجدداً و تتخلف ؛لأن الاخوان و الاسلاميين سيحكمون ، ماما تقول أن زرعتي لا تكبر أبداً ؛ لأن الجنزوري ( اسم لذيذ يشبه الجزر في الكتابة!)من نظام مبارك و كذلك الجيش ،طبعاً كالعادة بابا ضد ماما. أنا لم أكن أفهم شيئاً و لكني الاّن خائفة ، خائفة جداً علي مستقبل زرعتي .
لوفي مؤكد سيغضب مني الاّن ؛لأني أشك في الوصول الي أحلامي ، لأني خائفة ، و لكن أنا اّسفة يا لوفي و لكني فعلاً قلقة علي زرعتي .أنا أحبها جداً و أريد أن أحقق أحلامنا جميعاً في أن تصير أعلي أشجار العالم و لذلك فأنا قلقة.استاذة بسمة أخيراً ساعدتني (لا أدري لماذا هذه المرة بالذات )و قالت لي أنني يجب أن أؤمن بزرعتي و قوتها ، و أني لا يجب أن أخاف أو أشك بدائرتي . قالت لي أني مادمت أعمل بجد للوصول الي أحلامنا فلابد ألا أقلق ؛لأن الله –سبحانه و تعالي – لن يضيع تعبي سدي ، و ذكرتني عندما قالت لي ذلك قبل امتحان اّخر العام العام الماضي و وثقت بربي و حصلت علي أعلي درجة عربي في المدرسة .
أنا قلقة علي غدكِ يا زرعتي، هل أنتِ مطمئنة عليه ؟ هل أنتِ واثقة فيه ؟ أتمني لو تردين علي و تخبريني .أنتِ تشعرين بي و أنا أعلم هذا و كثيراً أشعر بكِ الي جواري و لكنك لا تجيبيني أبداً كاستاذة بسمة تماماً . أنا أحلم لكِ بمستقبل جميل جداً جداً جداً ملون بألوان الطيف و ملتمع كثوب زفاف جميل ومضيء كالشمس و صافٍ كالسماء فوق البحر –يا سلام أصبحت شاعرة!- و لكن حقاً أن أحلم لكِ بمستقبل جمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل ،أريده أن يتحقق و قلقة ألا يتحقق و أن يحدث الأسوأ و تذبلين و يكون مستقبلكِ داكناً كألوان ملابس الأشرار ،لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!لا أريد أن يحدث هذا أنا أحبكِ و أحب أحلامنا ، و لن أترك هذا يحدث أبداً ، أعدك ، لن استسلم حتي لو عملت وحدي ،حتي لو سقيتكِ وحدي ،لن أترك ِ تذبلين ،سأجعلك تكبيرين ، لن أكون وحدي ،ستساعدني دائرتي ، سأثق في الله الرحمن ،سأثق فيه و سأحلم لكِ و سأعمل و أرويكِ حتي تكبيرين ، لن استسلم حتي تكبيرين ،حتي نحقق أحلامنا ، حتي أري مستقبلكِ المشرق الملون الملتمع المضيءو الصافي ، سأراه ،أعدكِ يا زرعتي أن نراه.


الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

الفرق بين زرعتي و الصبار

د. خيري صديق ماما منذ أيام المدرسة( ياسلام كيف سيكون بطيخة عندما أكبر و نحن أصدقاء و أعرفه بأبنائي ،مؤكد سيضحكون من أفعاله!).د.خيري لذيذ و دمه خفيف جداً ، أنا فعلاً أحبه ، مع أنه يرخم علي كثيراً ، عندما حكيت له عن بطيخة و أماني و عن مناداتهم لي ب(خيشة) ظل يناديني ب(خيشة) كلما راّني و يضحك ،أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
لكنه لذيذ جداً ، و عندما رأي صبارتي بدأت تموت و أنا أبكي ،قال لي أني أرويها كثيراً و هذا قد يميتها لأنه يمنع عنها الهواء. و بطلت أن أسقيها فترة فتحسنت ،أنا فعلاً أحب د.خيري جداً جداً جداً ،لقد أنقذ صبارتي!هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
اليوم حدثني د.خيري كثيراً عن الصبار ؛ فهو متخصص في النباتات؛تخصص النباتات لذيذ جداً ،مرة زرعنا بيت د.خيري ورأينا عنده عشرات الزرعات بعضها جميل ،و بعضها شكله ليس جميلاً ،و رأيت هناك نبتة تأكل الذباب،مفترسة! قال د.خيري أنها تتغذي علي الحشرات ، فعلاً مفترسة!).
قال د.خيري لنا أن الصبار يشرب ماءاً قليلاً ، و يستطيع الصبر من دون ماء مثله مثل الجمل ؛لأنه يعيش في الصحراء، و الشوكات التي حولها تحميها من أن يلتهما أحد و يأكلها ، و هي تعمل مكان أوراق الزروع الخضراء !!!الصبار فعلاَ نبات لطيف و أشكاله مختلفة و جميلة ، و أراّنا صور جميلة جداً لصبار له زهور ملونة جميلة جداً. لكني فكرت في زرعتي مصر ،"ما الفرق بينها و بين الصبار؟"
أولاً زرعتي لا تمتلك أشواكاً تحميها من أن يلتهمها أحد أو يقتلها ، و لكنها تستطيع أن تدافع عن نفسها بدون أشواك تفسد شكلها ، لديها أسلحة اّخري ، تعلم أننا سلاحها ، سقاتها هم أسلحتها الحقيقية التي تحميها ، هم من يحافظون عليها، هم من يحمونها من كل شرير يود التهامها، هم دروعها .فعلاً سلاح زرعتي أجمل كثيراً من أشواك الصبار ؛لأنه فيه حب ،فيه عطاء ، فيه دفء لا حرارة ،و فيه ارتواء.
ثانياً زرعتي لا تموت عندما نرويها كثيراً ،كلما رويناها أكثر تستقبل ماءنا و تكبر أكثر و أكثر،تحب ماءنا ،و تحيا به و تكبر و تزدهر .ماؤنا يجعلها تفرح ،و لا يجعلها تخاف أو تتعذب أو تختنق أو تغرق منه مثل الصبار ،و مع ذلك زرعتي تستطيع الصمود مثل الصبار تماماً عندما يقل الماء ،و يجف الجو حولها ،رغم كل العذاب الذي تعانيه عندما يقل الماء حولها ، فهي تحزن بشدة و تتألم ؛لأن الحب حولها يجف. صبرت طويلاً من قبل في أزمانِ كانت جافة و كان الحب فيها ميت تجاهها و كانت وحيدة ، لا يريد أحد أن يسقيها.
ثالثاً زرعتي أجمل كثيراً ، لست شريرة لأقول للصبار أنه أقبح لأنه خلقه الله –سبحانه و تعالي- لا يخرج ثماراً ،و أشواكه قاسية ، و لكني أعني أن زرعتي أجمل لسبب اًخر لا علاقة له بالشكل .فهي جميلة ،لأن فيها دفء ، فيها حب ، لا تشعرني بالوحدة ،بل بالعائلة بينما الصبار دائماً يشعرني أنه مسكين و وحيد يفتقد الحب و الدفء و العائلة ،الذين تمتلكهم زرعتي .
أنا أحبك يا الصبار جداً ، و لكن أعذرني أنا أحب زرعتي أكثر و أراها أفضل ، و لكني فعلاً أحبك و أنت موجود داخل زرعتي و سأرويك لتنمو داخلهاو لا تكون وحيداً و تشعر بدفئها و حنانها و حبها.

الأحد، 4 ديسمبر 2011

اختيار المبادئ و الشرف

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )
ما هو مصدر المبادئ ؟ هل هو الدين؟ هل هو العرف و العادات و المجنمع؟ هل هو أفكار و أخلاق المرء؟أم هو مزيج من كل هذا؟أغلب الناس -في اعتقادي- يكون معيار الصواب و الخطأ لديهم المجتمع بعاداته و تقاليده ،حتي من يدعون التدين بدليل أن الموروثات الخاطئة للمجتمع قد تعلق في الدين و هي لا تمت له بصلة .
الرشوة مثلاً يرفضها الدين و لكن يعتادها المجتمع و يقبلها أشد المدعين التدين ،بل ان البعض أدخلها في الدين و قال أنها صدقة!الغش مثلاً حرام و يخالف الضمير الحي لأي انسان حتي بدون دين و لكنه صار ثقافة و يشجع أشد الاّباء تديناً و مبادئاً أبناءهم عليه و بعضهم يعتبره عدالة!حتي النفاق يمكن أن يحوله المجتمع الي مجاملة و احترام .باختصار قوة المجتمع لتغيير وعي و ضمير الفرد و تلوينه بلاحدود ،و لذلك من يتخذون المجتمع و احترامه معياراً لمبادئهم يخدعون أنفسهم قبل الجميع.
يمكنكم أن تحصدوا احترام من حولكم و أنتم تفعلون كل الخطـأ . يمكن لفتاة أن تحصد احترام من حولها بحجاب ترتدي فيه قميص يصف جسدها.يمكن لموظف أن يفوز بالاحترام بالصلاة و اطالة ذقنه و لا تنقص الرشوة التي يتلقاها من احترامه شيئاً ؛لأنها ليست خطأ في نظر المجتمع. يمكن لمعلم أن يحصد حب و احترام أولياء الأمور و الطلاب ؛لأنه يسرب لهم الامتحانات.يمكن لبائعة أعشاب مزيفة أن تتملك كل الاعزاز و الحب من الفقراء ؛لأنها تعطيهم دواء مزيف كبديل للدواء الغالي .
النماذج كثيراً و لكن الحقيقة التي أريد ايصالها أن الضمير الجمعي ( ضمير المجتمع) يلوثه كل شيء ، و ينقيه أيضاً أي شيء.العادات \ن التقاليد ، الدين أحياناً ، الوعي قليلاً، الظروف الجتماعية و الاقتصادية غالباً ، و الاستعمار و الغزو الفكري غالباً.هذا ضمير مزيف لا يصلح ميزاناً أو قاضياً نحاكم به أنفسنا ، فهو ميزان مختل و قاضِ منحاز.
ما هو الشرف ؟ اجابة هذا السؤال هي الأهم في الامتحان . كلما كانت اجابة هذا السؤال أصدق كلما كانت المبادئ أصح . مفهوم الشرف هو معيار المبادئ . من يملكون ضميراً واعياً يحاكمهم بعدالة يعرفون معني الشرف جيداً.و من لا يملكون ذلك الضمير كلمة (شرف) لديهم بلا معني . ما هو الشرف بالنسبة لمجتمعنا؟ متي نسمع هذه الكلمة أصلاً في الفن ؟ أغلب المرات التي وردت فيها هذه الكلمة في الأفلام مثلاً كانت تشير الي المرأة ، الي غشاء البكارة،لا الي المبادئ.و كأن المجتمع لا يري شرفاً أصلاً في شيء اّخر ، يبرر للمرتشي الرشوة بسبب فقره و لايبرر للداعرة بيع جسدها لذات السبب.الأمر يوضح اختلال القيم و ازدواج معايير وعينا و ضميرنا الجمعي . السبب أننا لا نري الرشوة جريمة شنعاء يباع فيها شرف الوطن للفساد ، ولكننا نري الدعارة كذلك.
ألا يثبت هذا أن الضمير الجمعي لا يصلح لمحاكمتنا ؟ ألا يثبت ذلك أن مبادئ المجتمع لا تنفع معياراً نقيس عليه أفعالنا و أقوالنا ؟أليس كل هذا برهاناً علي زيف الشرف الجمعي ؟
أنا لا أحقر المجتمع المصري ؛ فبامكاني ذكر نماذج اّخري من كجتمعات اّسيوية و أوروبية لديها تشوه بشع في ضميرها الجمعي تبرر به جرائم و لا تقبل به اّخري ، ولكني أريد أن أريكم أن المبادئ لا يجب أن تحاكموها بمكاييل المجتمع للصواب و الخطأ.
اذاً أي ميزان يصلح لنختار به مبادئنا و شرفنا؟-في رأيي- وعينا و فكرنا وديننا بعد التفكير، ليس لأن الدين -و العياذ بالله- ناقص ، و لكن ؛لأن فقه الدين فيه أراء أناس كثيرين قد يكونون-لأنهم بشر- مخطؤن و قد يكون وعيهم الجمعي أيضاً متأثر بالمجتمع الذي خرجوا منهو االبيئة السياسية و القتصادية التي عاشوا فيها.و أي انسان يفكر و يستعمل العقل الذي منحه ربه سيجد الحقيقة مهما تخبط ذات يوم ، و الحقيقة التي نبحث عنها هنا هي المبادئ.
الضمير الحي سيجعلكم ترون الصواب و الخطأ بوضوح بشرط واحد أن تحرروه .الضمير يسجنه أن يفرض عليه قسراً فكر المجتمع ، و الأراء الدينية المخالفة له-مثل الأراء المتشددة اليهودية التي تعتبر قتل غير اليهودي لا يساوي شيئاً ، وهناك أراء مسلمة تري أن حياة غير المسلم أقل قيمة من حياة المسلم-و هوي الانسان. ان كنتم تريدون تحرير ضميركم و رؤية الحقيقة اجعلوه يختار ،يقول لا ،يقولها للهوي و رغبة ، للمجتمع،للأراء الدينية التي يدوس عليه، لأي شيء يلوثه و لو للحظة.
الطفل الصغير قبل أن نعلمه الصواب و الخطأ، الحلال و الحرام ،يرفض أن يقتل ذبابة و يرانا قاتين عندما نقتلها ، لماذا ؟لأن الله-عز وجل - بحكمة خلق له الضمير كفطرة صادقة بريئة لم تلوث بعد، و نحن من نلوثها بالتدريج عندما نقول له أن يخبر من علي الهاتف مثلاً أننا لسنا موجودين و نقنعه و نزيف ضميره و نلوثه بأن هناك كذب أبيض و اّخر أسود.
الضمير الصافي هو صوت الله فينا الذي يرينا الطريق ان لم نلوثه أو نغتاله بأيدينا .لو أرادتم أن تستمعوا لي أو أقنعكم كلامي فجربوا أن تحاكموا أنفسكم بالضمير وحده و هو يقظ بدون أن تعطوه أي مسكنات بصورة حجج واهية ، و ثقوا بي انه حقاً يكفي ان كان حراً قاضياً عادلاً ، و معلماً و مربياً يرشدكم لتروا بوضوح المبادئ ،الصواب و الخطأ ، الحقيقة.ليس المهم أن تتمكنوا من السير وراء الصواب طوال الطريق ، و لكن المهم أن تروا علي الأقل أغلبه .لا أدعي أني لا أخالفه أبداً و لكنه دائماً أمامي لأعرف أخطائي و صوابي، و لأعرف الطريق.

الجمعة، 2 ديسمبر 2011

لنحيا حياة مصرية 3

لغتنا هي هويتنا ،وجودنا ، شخصيتنا ، تفردنا ، انتماؤنا ، فكرنا ، حضارتنا ، تربيتنا. كل كلمة تخرج من فاهينا و لا تعود تعبر عن شيء فينا ،مستوانا الاجتماعي و الثقافي و التعليمي ، انتماؤنا الفكري ، قدر نضوجنا ، هويتنا الوطنية ، مبادؤنا ، شخصيتنا ،أشياء لا حصر لها . ان كان شكلنا الخارجي خداع و سهل التزييف فكلامنا أصعب في التلويين و الخداع .كلامنا تعبير عنا ، و أي ناضج يعرف أن الحكم علي الانسان من طريقة كلامه أفضل كثيراً من الحكم عليه من هيئته.
لذلك فاللغة هي أصدق معني للهوية و الشخصية الوطنية ، و لذلك فالاستعمار يسعي بكل جبروته عن طريق الاحتلال الثقافي محو جذور اللغة و فرض لغته علي الشعوب ؛ليتمكن من محو هويتها و شخصيتها الوطنية .و للاّسف الاستعمار الأمريكي الانجليزي الفرنسي و الخليجي نجحوا نجاحاً باهراً في مهمتهم و انزوت العامية المصرية و العربية الفصحي مصرية النطق من لغتنا تماماً من أول حديثنا مروراً باعلامنا ، و ليس انتهاءاً باّدابنا.
اللغة العامية الاّن خليط من عبارات انجليزية يفخر به متفنها ! وعبارات منحطة لغوياً لا معني لها تمثل علامة مميزة للشباب !(بالمناسبة أنا لست عجوزاً شمطاء تهين الشباب و تتكبر عليهم ؛فأنا مازلت مراهقة لم أصل الي مرحلة الشباب حتي بعد)و عبارات منحطة أخلاقية و سوقية لا أدري من أين أقتحمت القاموس الاجتماعي المصري !و أخيراً القيل من الكلمات العامية المصرية الراقية يبدو أنها تجيء خطأ في الحديث!
باختصار لغتنا في حديثنا مزيج من هوية غربية نشعر تجاهها بالدنو ، و لغة سوقية منحطة أخلاقياً ، و لغة بلا معني تدعي أنها لغة الشباب . ليس المهم أن نندب المستوي الذي وصلت اليه لغة حديثنا ، المهم أن نبدأ في تغييرها لتعود مصرية. الخطوة الأولي و –ربما الأصعب – هي محاولة طرد أي مرادفات غربية في حديثنا حتي "شكراً" الانجليزية أو الفرنسية ،و استبدالها بنظيراتها العامية .سيأخذ هذا وقتاً طويلاً لتعوييد اللاوعي علي العامية المصرية بدلاً من الكلمات الغربية و لكن ليس المهم هو الوقت ( فأنا لم استطع حتي الاّن طرد كل المرادفات الغربية ، بل ربما تزداد لدراستي للغة الانجليزية مستو رفيع) و لكن المهم ألا نيأس أو نتوقف حتي تكون كافة كلماتنا مصرية خالصة. ثانياً طرد كل الكلمات التي لا معني لها من حديثنا و امساك ألسنتنا عن نطق كلمات لا أخلاقية ، و أهم مرادفات بلا معني يجب طردها هي مرادفات اللامبالاة.ثالثاً الحرص علي عدم الوقوع في خطأ التحدث بالفصحي الذي وقعت فيه ؛لأن الفصحي لغة كتابة أما تحويلها للغة حديث فهو في حد ذاته تخليج .
أما عن اللغة في كتابتنا فمؤكد يجب أن نمحي تماماً كتابتنا بالعربي المتغرب الذي يحوي أرقام و عبارات انجليزية بالنطق العربي ، فهذه خيانة للهوية العربية ؛فان كان يفترض أن نكتب علي مناقشات الشبكة باللغة العامية فمستحيل أن يكون الصواب هو أن نكتبها بالأحرف الانجليزية و الارقام . أعلم أنه في البداية تكون الكتابة بالأحرف العربية صعبة علي الحاسوب و الهاتف النقال و لكن مع الوقت نعتادها كما اعتدنا الكتابة بالأحرف الانجليزية ، التعب قليلاًً أفضل من أن يأتي يوماً لا نجد واحداً مصرياً يعرف كيف يكتب بالأحرف العربية و لا يعرف شكلها حتي !
أما عن لغة الكتابة الأكاديمية أو الأدبية أو القصصية فيجب أن تكون فصحي الا في الحوارات و الأشعار ؛ لأن الفصحي تحمل القواعد الأصلية للغة و لا توجد دولة محترمة يكتب فيه الكتاب بالعامية الا حوارات الأبطال ؛لأنها تعبر عن شخصيتهم و يجب أن تكتب بلغتهم الحياتية . و ما يرتكبه الكتاب الاّن من كتابة بالانجايزية أو العامية المنحطة لغوياً هو جريمة في حق الهوية ، فمهمة الكاتب أن ينشر الثقافة ،و الناس تقرأ ليرتفع مستواها اللغوي ، لا لينحط . و السبب في ضعف لغة هذا الجيل مقارنة بالجيل السابق له بجوار تخلف التعليم و استبدال المدارس الحكومية بالخاصة اللغات ثم الأجنبية ،هو انخفاض معدلات القراءة بجوار انحطاط المستوي اللغوي للكتب المقروءة .و ربما أسئل لماذا نكتب بالفصحي و نتحدث بالعامية ؟ و الاجابة بسيطة فالحديث نبض الشارع و الشعب و لكن الكتابة أصل اللغة ، فرغم أن رجل الشارع الأمريكي أو الانجليزي أو الايرلندي يتحدث عاميته التي تعبر عنه ، لكن الكتاب المحترمين في أي من هذه الدول يكتبون بالانجليزية الصحيحة.
لغة الفن عموماً سواء سينما أو مسرح أو أغاني مرتبطة بلغتنا لذلك دنت مع دنو لغتنا و لا احتاج للتعليق علي هذا.و هناك نقطة صحيح أن اللغة العربية لغتنا الحية نتيجة للفتح أو الاستعمار العربي لمصر و لكن هناك لغات لنا ماتت مع الزمن كالهيرغليفية و القبطية ، فان كانت العربية تمثل هويتنا العربية الاسلامية فالهيرغليفية تمثل الهوية الفرعونية و القبطية الهوية القبطية ، و قد تتفاجئوا عندما تعرفوا أن العامية المصرية العامية الأقرب للغة العربية و مع ذلك ممئلئة بمئات الكلمات و العبارات الهيرغليفية أو القبطية .و لو كان هناك وقت لدي ذات يوم سأدرس الهيرغليفية و القبطية ، لازداد معرفة بلغتي المصرية .و كنت أتمني أن تصير الهيرغليفية و القبطية مادتين اختياريتان في التعليم المصري .
اللغة هي الهوية ، دائماً تذكروا هذا . فلنحاول أكثر ما نستطيع أن نحافظ علي هويتنا بحفاظنا علي لغتنا و أن نجرد حديثنا و كتابتنا بالكامل من كل ما يتناقض مع هويتنا ، حتي لا يأتي اليوم الذي نفقدها فيه و لا نجد اجابة علي سؤال قوي بسيط :" من نحن؟"