السبت، 10 ديسمبر 2011

لماذا نموت ؟



جدو حسني مات ،أنا حزينة جداً جداً جداً لا استطيع التوقف عن البكاء .اليوم ذهبنا الي دار المسنين و بعد أن لعبنا قليلاً مع الجميع وجدناهم حزينين جداً ،لقد مات جدو حسني!أنا حزينة، لن أراه ثانية .جدو و تيتا عندما ماتوا كنت صغيرة و لم أكن قد رأيتهم لأحزن عليهم ،و لكني رأيت جدو حسني و تمنيت أن يسمعنا أو يشعر بنا ،فهو لم يكن يشعر بأحد ،و أهله لم يكونوا يسألون عنه .مسكين جدو حسني مات وحيداً، رغم أن معه أصدقاء في الدار يحبونه و حزنوا عليه كثيراً جداً.ياتري هل يشعر بهم الاّن ؟هل يشعر بنا؟ هل يشعر بحزننا جميعاً عليه؟
ماما تقول أنه قد يكون شاعراً بنا جميعاً الاّن أكثر من السابق .هل هذا صحيح ؟هل يمكن أن يكون أكثر احساساً بنا من أي وقت سابق؟ هل يشعر من يموت بمن يحبونه ،بأصدقائه؟ هل سأشعر بمرنا ان ماتت قبلي ؟و هل ستشعر هي بي ان مت قبلها ؛لأننا نحب بعضنا؟أنا لا أريد أن أفقد مرنا لا ،لا أريد أن أفقد ماما لا.ولكن استاذة نور تقول أن الله سيكتب علينا جميعاً الموت لأنه حق علينا.لا أفهم كيف يكون حق علينا أن نموت ،هل الحياة كالدين نوفيه؟استاذة نور تقول أننا يجب أن نرجع كل شيء نأخذه ثانية حتي لو كان نصف جنيه ؛لأن الله-عز و جل- سيسألنا عنه.اذاً هل الحياة دين نرجعه بموتنا و نسأل عنه؟
لماذا نموت؟ هل نموت لكي نرجع الحياة؟ هل نموت لنسأل عما فعلناه في الحياة ؟استاذة نور تقول أننا سنسأل عن كل شيء في حياتنا يوم القيامة و أن الحياة تشبه الامتحان ،هل الموت تسليم لورقة الامتحان التي تصحح أمامنا يوم القيامة ؟ه هل سأري ورقة ماما و بابا و استاذة بسمة و بطيخة و أماني و مرنا و كل الفصل يوم القيامة؟ هل سأسلم ورقة ممتلئة و منظمة(أنا أشطب كثيراً في الامتحان!)عندما أموت؟
لماذا اذاً لا نسلم كلنا ورقتنا في وقت واحد؟ لماذا لا نستطيع تسليمها قبل نهاية الوقت ؟لماذا يجب أن يسلم كل واحد ورقته وحده؟هل لا نسلمها قبل الوقت ؛لأننا يجب أن نختبر قدرتنا علي البقاء حتي اّخر الوقت وبدون تغيير اجاباتنا(أحياناً أشطب الاجابة الصواب علي اّخر الامتحان و أكتب اجابة خطأ)هل يسلم كل منا ورقته في وقت مختلف ؛لأن كل واحد يحتاج وقتاً حسب قدراته؟أعتقد أنه لعدل الله- عز و جل- الذي أحبه و الذي لم يضع جهدي أبداً لن يكون امتحان أحد أصعب من الاّخر و لكن ربما يكون تقسيم الأسئلة لكل واحد مختلف و يحتاج وقتا أطول .
أنا حزينة لأجل موت جدو حسني و أبكي كثيراً و خائفة أن تموت ماما أيضاً قريباً، و لكني أثق في رحمة الله-عزوجل- و سأدعوه أن يجعل ماما بقربي فترة طويلة و أن أموت معها ،سأدعوه أن أسلم ورقتي في نفس الوقت الذي تسلم هي فيه ورقتها ؛لأني لا أتخيل ألا أراها؛قأنا أحبها كثيراً.
جدو حسني ،لن أنساك أبداً ،و أتمني أن تكون شاعراً بي الاّن و بحزني و بحزن كل أصدقائك علي بعدك عنهم و لو كنت تسمعني الاّن فأنا أعدك ألا ننساك و أن نضع وردك فوق قبرك الجميل حتي تشم رائحته ،ماما قالت لي أن ورد العزاء بنفسجي و لكني سأحضر لك ورداً ملوناً لتشمه و تشعر بنا .الي اللقاء يا جدو حسني ،الي اللقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق