الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

الفرق بين زرعتي و الصبار

د. خيري صديق ماما منذ أيام المدرسة( ياسلام كيف سيكون بطيخة عندما أكبر و نحن أصدقاء و أعرفه بأبنائي ،مؤكد سيضحكون من أفعاله!).د.خيري لذيذ و دمه خفيف جداً ، أنا فعلاً أحبه ، مع أنه يرخم علي كثيراً ، عندما حكيت له عن بطيخة و أماني و عن مناداتهم لي ب(خيشة) ظل يناديني ب(خيشة) كلما راّني و يضحك ،أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
لكنه لذيذ جداً ، و عندما رأي صبارتي بدأت تموت و أنا أبكي ،قال لي أني أرويها كثيراً و هذا قد يميتها لأنه يمنع عنها الهواء. و بطلت أن أسقيها فترة فتحسنت ،أنا فعلاً أحب د.خيري جداً جداً جداً ،لقد أنقذ صبارتي!هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
اليوم حدثني د.خيري كثيراً عن الصبار ؛ فهو متخصص في النباتات؛تخصص النباتات لذيذ جداً ،مرة زرعنا بيت د.خيري ورأينا عنده عشرات الزرعات بعضها جميل ،و بعضها شكله ليس جميلاً ،و رأيت هناك نبتة تأكل الذباب،مفترسة! قال د.خيري أنها تتغذي علي الحشرات ، فعلاً مفترسة!).
قال د.خيري لنا أن الصبار يشرب ماءاً قليلاً ، و يستطيع الصبر من دون ماء مثله مثل الجمل ؛لأنه يعيش في الصحراء، و الشوكات التي حولها تحميها من أن يلتهما أحد و يأكلها ، و هي تعمل مكان أوراق الزروع الخضراء !!!الصبار فعلاَ نبات لطيف و أشكاله مختلفة و جميلة ، و أراّنا صور جميلة جداً لصبار له زهور ملونة جميلة جداً. لكني فكرت في زرعتي مصر ،"ما الفرق بينها و بين الصبار؟"
أولاً زرعتي لا تمتلك أشواكاً تحميها من أن يلتهمها أحد أو يقتلها ، و لكنها تستطيع أن تدافع عن نفسها بدون أشواك تفسد شكلها ، لديها أسلحة اّخري ، تعلم أننا سلاحها ، سقاتها هم أسلحتها الحقيقية التي تحميها ، هم من يحافظون عليها، هم من يحمونها من كل شرير يود التهامها، هم دروعها .فعلاً سلاح زرعتي أجمل كثيراً من أشواك الصبار ؛لأنه فيه حب ،فيه عطاء ، فيه دفء لا حرارة ،و فيه ارتواء.
ثانياً زرعتي لا تموت عندما نرويها كثيراً ،كلما رويناها أكثر تستقبل ماءنا و تكبر أكثر و أكثر،تحب ماءنا ،و تحيا به و تكبر و تزدهر .ماؤنا يجعلها تفرح ،و لا يجعلها تخاف أو تتعذب أو تختنق أو تغرق منه مثل الصبار ،و مع ذلك زرعتي تستطيع الصمود مثل الصبار تماماً عندما يقل الماء ،و يجف الجو حولها ،رغم كل العذاب الذي تعانيه عندما يقل الماء حولها ، فهي تحزن بشدة و تتألم ؛لأن الحب حولها يجف. صبرت طويلاً من قبل في أزمانِ كانت جافة و كان الحب فيها ميت تجاهها و كانت وحيدة ، لا يريد أحد أن يسقيها.
ثالثاً زرعتي أجمل كثيراً ، لست شريرة لأقول للصبار أنه أقبح لأنه خلقه الله –سبحانه و تعالي- لا يخرج ثماراً ،و أشواكه قاسية ، و لكني أعني أن زرعتي أجمل لسبب اًخر لا علاقة له بالشكل .فهي جميلة ،لأن فيها دفء ، فيها حب ، لا تشعرني بالوحدة ،بل بالعائلة بينما الصبار دائماً يشعرني أنه مسكين و وحيد يفتقد الحب و الدفء و العائلة ،الذين تمتلكهم زرعتي .
أنا أحبك يا الصبار جداً ، و لكن أعذرني أنا أحب زرعتي أكثر و أراها أفضل ، و لكني فعلاً أحبك و أنت موجود داخل زرعتي و سأرويك لتنمو داخلهاو لا تكون وحيداً و تشعر بدفئها و حنانها و حبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق