الأحد، 11 ديسمبر 2011

نملك الخيار

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )
كنت أفكر في هذا المقال و قرأت بالمصادفة حالة علي الفيسبوك لاحدي صديقاتي ووجدتها مناسبة لتكون مقدمة للمقال .كانت تقول:"مبارك :أنا أو الفوضي، العسكري :أنا أو الاخوان ، الاخوان :أنا أو السلفيين ، السلفيون: نحن والشريعة أو الجهاد علي الشعب، الشعب:أنا و أنت و رقصني يا جدع".
بعيداً عن خفة الظل ، هناك معني خطر و مؤلم داخل التعليق.معني يكمن في لا وعي الكثيرين الاّن.معني أننا لا خيار لدينا ، أننا لسنا أحراراً في الاختيار ،أننا كتب علينا أن نبقي الي الأبد أسري نختار أخف الضريرين و لا يحق لنا أن نقول :"لا" نحن نريد الأفضل.أعرف من كانوا يمقتون مبارك و وقفوا الي جواره أيام الثورة خشية الفوضي و الاخوان .أعرف من جادل أنه يريد بقاء المجلس العسكري خوفاً من الاخوان .أعرف من يمتلك فكراً ليبرالياً و علمانياً و سيذهب لترشيح الاخوان أو علي الأقل لا يعارض أن يرشحهم حتي لو لا يؤمن بفكرهم و لا يعرف برنامجهم فقط خشية السلفيين و تهديداتهم . أعرف من ان ملك القدرة سيرشح الاخوان خشية الليبراليين و العلمانيين و ليس ايماناً بهم . أعرف من رشح الليبراليين خشية الاخوان و السلفيين . و أكاد لا أعرف من رشح أي فصيل ايماناً به أو ببرنامجه و ليس خوفاً من فصيل اّخر.
لماذا نخاف؟ لماذا لا نقول :"لا"؟ "لا" هذا و" لا "ذاك؟ امتلكنا الشجاعة لنقولها لمبارك ، لنقول أننا لا نخاف الاخوان أو الفوضي .لماذا لا نقولها دائماً؟ لماذا نري أننا لا نملك الخيار و مكتوب علينا أبد الدهر أن نحني رؤؤسنا و نختار السيء أو من لا نؤمن به خشية الأسوء؟نحن أحرار ، ومن يخاف ليس أبداً حراً .من تفرض عليه الخيارات لا يختارها هو عبد.أنا لا ألوم أبداً من رشح السلفيين أو الاخوان أو الليبراليين ايماناً بهم ،فهذا رأيه و حقه.و لكن من رشح أي فصيل خشية اّخر فهو مخطئ و اختار لنفسه أن يملي عليه خيار ليس أبداً خياره .فمن يختار و هو خائف لا يملك الخيار ،و من يختار و هو تحت ضغط أحد المصيبتين ليس أبداً بواعِ كيف يختار .
أنا حرة، أعلم أني خلقت حرة.لم أخضع لتخويفات مبارك ، و قلت له:"ارحل" ، و لست خائفة من الفوضي أو الاخوان .أنا حرة ،قلت أني أؤمن بفصل الدين عن السياسة و من هذا المنطلق لن أرشح حزباً بمرجعية دينية ،و لو كان لي الحق-أنا تحت السن القانونية- فلن أرشح الاخوان و لن أخشي السلفيين.أنا حرة ،لن أترك حزباً يفرض فكره علي حياتي الخاصة مهما كان قوياً و حتي لو نفذ السلفيين تهديداتهم الخرقاء فسأسير بلا حجاب حتي يهديني اليه الله-عز و جل- حتي و ان قتلت لا ضربت أو جلدت. الأحرار لا يخافون ، الأحرار يملكون الخيار ، الأحرار لا يختارون أحسن الضررين ، بل يصنعون بأنفسهم النفع الأعظم.
أنا لا أحب القاء الخطب و المحاضرات الجوفاء ، و لكني اّثرت الصدق فيما أكتب، و ان بدا كالخطبة فاعذروني.أعلم أن من يقف أمام الصندوق و لا يجد سوي مرشح ليبرالي أو سلفي و هو يخشي الليبرالية سيختار السلفي ،و ان كان يخشي السلفيين فسيختار الليبرالي ،أعلم هذا .و لكني لو كنت أختار و أنا رافضة لكلهم لن أختار أحداً.
الغرامة ألغيت ، و لا أعرف من الذي قررها أصلاً.فمن يرفضون أي طرف لا يختارونه خشية الاّخر الاّن .أرجوكم .أرجوكم، أشعروني أنكم أحرار ، أنكم تملكون الخيار .قولوا:"لا" لمن لا تؤمنون به ، و لا تخشوا غيره ، اختاروا بحرية ، بالحرية التي يتشدق بها الجميع الاّن .لأجل ههذه الحرية التي مات لأجلها الكيرون لا تجعلوا الخوف يكرهكم علي الاختيار ، لا تجعلوه يفرض عليكم ضرراً خشية ضرر اّخر . اختاروا من تؤمنون به بلا خشية أو لا تختاروا علي الاطلاق .فأنتم تملكون الخيار حتي ألا تختاروا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق