الثلاثاء، 31 يناير 2012

لماذا يكره زرعتي ؟

أنا غاضبة جداً جداً جداً و حزينة أيضاً ، لماذا يكره زرعتي؟ لماذا؟ واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
لماذا يسخر من دائرتي التي أحبها حقاً ؟ أنا حزينة جداً و متألمة حقاً، لم يكن يحاول اغاظتي هذه المرة كان يكرهها فعلاً.وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
وحيد ابن أخو بابا يغيظني دوماً بالسخرية من زرعتي ، و بالقول أنها لن تنمو و أنها ليست قوية بما يكفي .كنت دائماً أتشاجر معه و أضربه عندما يقول ذلك ،و لكنه هذه المرة كان يقول ذلك لا ليغيظني و لكن ؛لأنه فعلاً مؤمن به.انه لا يؤمن بزرعتي أبداً و أنا أشعر بذلك.عندما سخر من رواة زرعتي و من دائرتي و قال أنهم كسالي و منافقون و جهلة ،لم يكن يحاول اغضابي كان فعلاَ يؤمن بذلك.تشاجرت معه بشدة هذه المرة و دافعت عن زرعتي بقوة ، و لكن هل ستفرح زرعتي بي ؛لأني ربحت الشجار؟ كلا لن تفرح ، بل هي حزينة ، حزينة أننا نتشاجر أصلاً ، حزينة أنه لا يؤمن بها ،و لا يثق برواتها فعلاً.
لماذا يكره زرعتي ؟ لماذا لا يدرك أنه من رواتها ؟ألا يريد أن يتمتع بسقايتها؟ألا يود أن يسعد مثلي كلما راّها تكبر أمامه و تزدهر أكثر و أكثر؟عندما كانت ماما تقول أنه لا أمل لزرعتي كنت أغضب جداً و أقول أن هناك أمل (لوفي لا ييأس أبداً) و لكن ماما لم تكره ابداً زرعتي و لكن وحيد لا يحب زرعتي.
يقول وحيد أن رواة زرعتي كسولون و جهلة و منافقون و لكنه أيضاً من رواة زرعتي ،فكيف يسب نفسه؟ و أنا أروي زرعتي و لكني أعلم أني لن أراها تزدهر أمام عيني سوي بالعمل لأجلها؛ لذلك أذاكر و لا أكسل أبداً أن أؤدي واجباً للتعبير بالذات ، و أكتب يومياً حتي يتحسن مستوي كتابتي ؛لأصير كاتبة كبيرة و أجعل زرعتي تنمو .أنا لا أنافق أحداً و لست جاهلة ، لماذا لا يعترف بي اذاً؟ لماذا لا يعترف أنني أروي زرعتي بدون كسل ؟ لماذا لا يعترف أنني بعملي الدؤوب سأجعل زرعتي تنمو؟ لماذا لا يعمل معي و يشاركني سقلية زرعتي بحب صادق و يراها تنمو و تزدهر أمامه؟
أنا غاضبة من وحيد و لكني حزينة أكثر ، حزينة لأجل زرعتي التي تحب وحيد فعلاً و تتمني أن تراه يسقيها بحب ،و لكنها تدرك أنه يكرهها.حزينة لأجل حبي لزرعتي و اشفاقي عليها ، حزينة أن وحيد لا يريد أن ينضم لدائرتي و يشاركني القتال لأجل زرعتي و روايتها.حزينة لأجل وحيد ؛لأنه لا يشعر بالحب الرائع لزرعتي و لا يدرك معني السعادة التي سيشعر بها لو رأي زرعتي تنمو أمامه رويداً رويداً كل يوم ، حزينة لأجله لأنه لا يعرف شعور الدائرة المتحدة التي يجمعها حب زرعتي ، الحب الذي يجمعني بكل من داخل دائرتي أعرفهم و لا أعرفهم.
أنا حزينة ، و لكني سأعمل بجد لأجل زرعتي و سأسقيها كل يوم و سأصير أقوي لأحميها و لأرويها و عندما أصل مع دائرتي بها الي السماء ، و تزدهر حينها سيعرف وحيد أن زرعتي تستطيع و أنها ليست ضعيفة و سيعلم أن رواتها ليسوا سيئين ، حينها سيحبها بصدق و سيأتي معي ليرويها و يراها تنمو و تزدهر أكثر و أكثر و أكثر و حينها سيعرف سيسعد و ستسعد زرعتي بسعادته و حبه لها ، و سأسعد لأنه سيدخل دائرتي و سيقاتل معنا ؛و لأن الجميع سيكونون سعداء.

الأحد، 29 يناير 2012

احترام قدسية الميدان

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

يوجعني أن الميدان ضوؤه يخبي. يؤلمني أن شيئاً ما ، بل أشياء تموت تدريجياً داخلنا مع ضعف نوره. أشياء تختفي و تتلاشي داخلي ، و أفتش عنها في ذاكرتي ، فيأتيني طيف من لمعانها سرعنما يختفي وسط ظلام الواقع. الميدان تغير ، الميدان يختفي ، الميدان يفقد روحه و معها يتلاشي بريقه و لمعانه .
قيم الميدان هي جوهره، هي تاجه ، هي ما يجعله متفرداً. قيم الوحدة و الالتفاف حول نبض واحد يسمي الوطن.قيم الهدف المشترك ، و الضمير الواحد ، و الانتماء المشترك للثري المصري ، و نبذ الفروقات الانتماءات الفردية الدينية و العرقية و الأثنية و الفكرية و الأيديولوجية ، كل هذا يشكل قيم الميدان الراقية النبيلة التي ترفع الهوية الوطنية علي كل الهويات و تجعل الأفئدة كلها فؤاداً واحداً مصرياً خالصاً.
للأسف ضاعت قيم الميدان ، و معها ضاع بريق الميدان. يفتقد الميدان الاّن القلب الواحد. متفرقة أفئدة من فيه ، كل فؤاد يفضل عشق شيء مختلف سواء أيديولوجي أو فكري أو ديني علي التيم بالوطن.لا يحتاج المرء أن يكون رومانسياً أو شاعرياً ليستشعر فقدان روح الوحدة في الميدان ، ليدرك أنه لم يعد جزءاً من كيان واحد متحد يحوي كل الاختلافات بدون أي خلافات،ليعلم علم اليقين أن كل حزب بما لديهم فرحون ، و أنهم علي جثة الوحدة لا يبكون.
في الميدان و في ذكري يوم عرسه ، رأيت أعلام الاخوان المسلمون مرسوم عليها السيفين الشهيرين تباع ملاصقة لأعلام مصر . رأيتها تغرق الميدان و رأيت عدداً يرتدي القبعات الخضراء التي تحمل شعار الاخوان المسلمين.كما رأيت دبابيس علم مصر تباع مجاورة لدبابيس حزب النور .رأيت الاخوان و الاخوان فقط يؤمنون المداخل و المخارج و يسيطرون علي الجزء الذي يقع قبل المنصة ، بينما تبدأ حدود المحتجين علي المجلس العسكري من المنصة لبقية الميدان. الميدان مقسم بحدود فاصلة تفصل كل طرف فكري عن الأخر . حدود واضحة و جلية لا ينبغي لأحد أن يتعدي حدوده و يدخل في منطقة الأخر ، و الا وجد نفسه محسوباً علي الأخر.
الميدان مقسم بحدود ، بحدود مادية ، فكرية ، و عاطفية ،و روحية. حدود ليست مرسومة بالتباشير علي الأرض ، و لكنها مرسومة بالانقسام و التحزب داخل الفؤاد.حدود مرئية و مبصرة ،و أخري عاطفية مستشعرة.مبصرة بالعين و الفؤاد و الروح .تذكرت يوم حكت لي صديقتي في احدي المليونيات قبل الانتخابات أن كل منصة يملكها حزب أو مرشح و كل مرشح أو حزب يوزع ملصقاته و أوراق حملته.الانقسام يعلن عن نفسه ، و نحن نرصده و نبصره و يبدو أنه داخلنا نحبذه أو علي الأقل نعتاده و نتقبله، ؛لأننا نراه القاعدة بينما الوحدة هي الاستثناء ، و لأن أشياءاً كثيرة خير عندنا منه. و أشياء كثيرة أحب الي قولبنا من الميدان و من وطن الميدان نفسه ، و لن نضحي بهذه الأشياء لأجل أن نعيد للميدان أو لوطن الميدان شيئاً ضئيلاًَ من روحه ، شيئاً لا يكاد يذكر من وحدتنا.
كم أتمني لو أنني استرجع روح الميدان! كم أود لو أشعر لمرة واحدة أخري بشعور الفؤاد الواحد الذي يأوي الجميع !كم أحلم أن يعود طيف الميدان الي الحياة و لو كشبح يحفنا من بعيد و لكن نشعر به ! كم أحب أن أذوق طعم حب الوطن عندما يكون مشتركاً !كم أريد لو يعود بريق الميدان اليه و أبصره يلمع في السماء السوداء للتحزب و الفرقة و الانقسام ، و يضيء و سط الظلام الحالك! و لكن مادام كل حزب سعيد باتباعه و ميريديه و بما لديه و يأخذ هبرته من كعكة الميدان و كعكة وطن الميدان ، و يفخر بالسيطرة علي جزء من الميدان حتي لو كلفه هذا أن يمزق الميدان و يغتال قيمه ، فهذا اليوم لن يأتي و هذه الأماني لن تتحقق . ان أردنا عودة الميدان ، فعلينا أن نحترم قيمه و يلقي كل منا بكل انتماء كان لغير الوطن و الميدان خلفه بمجرد أن تتطأ قدماه أو تتطأ قدماها أرض الميدان المقدسة ، و لكن ان دخلنا الميدان محملين برموز تمثل انتماءاتنا الأخري ، و بقلب ممتلئ بعشق أشياء أخري غير الميدان و الوطن، فلنعلم أننا نشارك في تقطيع الميدان و اغتياله بسلبه قيمه و روحه.

الجمعة، 27 يناير 2012

أنا حزينة يا زرعتي

أنا حزينة جداً . أول أمس كان يجب أن أقابل أصدقائي عند صينية الميدان كما عاهدتهم و عاهدوني . بابا لم يكن موافقاً أن أنزل و لكن ماما أصرت أن تنزل لتهتف ضد الجيش.ماما لم تقتنع أن الجيش صادقين و بابا لم يقتنع أنهم سيئون ؛لذلك بابا لم يكن يريد الذهاب ، و لكني أصررت علي الذهاب و ظللت أبكي و أبكي ؛لأنني عاهدت أصدقائي أن ألقاهم عند الصينية و لا يمكن ألا أفي بوعدي لدائرتي أبداً. و الأهم أنني وعدت الميدان و وعدت زرعتي أن أذهب الي الميدان كل عام حتي تنمو زرعتي و تصير أعلي الزروع. وعدت زرعتي أن أزور ميداني كل عام حتي أري زرعتي ما فعلناه أنا و دائرتي لأجلها حتي الاّن، و حتي نجتمع أنا و دائرتي و نصير معاً. كنت أتمني أن أري أصدقائي، كنت أتمني أن أشعر بروح ميداني و أقابل دائرتي ، كنت أحلم أن أري زرعتي تزدهر أكثر، كنت أحلم أن أشعر بالدفء و الحب اللذان أشعر بهما في ميداني ، و لكني لم أجد شيئاً.
أنا و بابا و ماما في النهاية ذهبنا الي الميدان ، بابا بقي قبل المنصة ، و ماما دخلت الي بعد المنصة لتهتف و أنا بقيت مع ماما لتوصلني الي الصينية.ماما كانت تهتف و لكني لم أهتف ؛لأني مازلت لا أفهم شيئاً و لا أدري هل ماما علي حق و الجيش أشرار أم أن بابا المحق و هم طيبون. بعد أن هتفت ماما طويلاً خلف المنصة التي كان يهتف فيها رجل في الميكرفون و يقول أشعاراً ، ذهبت مع ماما الي الصينية و لكني لم أجد أحداً من أصدقائي ، و انتظرت طويلاً و بكيت و لكن لم يأتي منهم أحد و قالت لي ماما أنها أخبرتني من قبل أنهم لن يأتوا. حزنت جداً ، هل لم يرض أهلهم أن يأتوا اليوم كما كان أبي رافضاً ؟ هل أتوا في وقت قبلي ثم رحلوا؟ (و لكني جئت مبكراً و ظللت منتظرة طويلاً) أم تراهم نسوني ؟ و عندما كنت راحلة و أنا باكية سمعت صوت صالح يناديني فالتفت فوجدته خلفي ،فرحت جداً ؛ و أسرعت نحوه و قال لي أنه سعيد أنني أتيت ، فقلت له أنني انتظرت طويلاً و لم يأتِ أحد ،فقال أنه لا يدري ان كان أحد سيأتي غيرنا أم لا و بقيت أتحدث معه قليلاً و قال لي أنه لم يأخذ حق أمه حتي الاّن و لذلك فهو يهتف.و قال لي أنه لن يستسلم أبداً حتي يعيد حق أمه. صاحت ماما أننا تأخرنا فطلبت منه أن يعدني أن نلتقي العام القادم عند الصينية ، فوعدني ، و عدنا الي قبل الصينية حيث يوجد بابا عند بائع بطاطا.
وجدت بابا مع أصدقائه ، و وجدت تسنيم جالسة مع والدتها ، فقلت لها أنني حزينة ؛لأنها لم تأتِ الي الصينية ، فقالت أن أمها و أباها رفضوا ؛لأن هذا معناه أن تدخل وسط المتظاهرين ضد الجيش و هم يرفضون ذلك.و كانت ترتدي فوق حجابها قبعة خضراء عيها شعار (الاخوان المسلمون) ، و سألتها عن القبعة فقالت أن والدها أعطاها لها و جذبتني من يدي و قادتني الي بائعي الأعلام و رايت عندهم أعلام زرعتي مع أعلام خضراء عيها (الاخوان المسلمون) .
و بعد قليل قام بابا و ودع أصدقاءه و ودعت تسنيم و عدنا و ودعت الميدان و أنا حزينة جداً. الميدان ليس ميداني ، دائرتي انقسمت ، زرعتي حزينة جداً مني و من دائرتي المفككة ، و مما فعلنا بميداني. ميداني مقسم ، ميداني ليس كما عرفته . ليس دافئاً رغم أن الجو اليوم كان دافئ. ميداني ليس به الحب الذي كان موجوداً به . ميداني صار جافاً و بارداً. روح ميداني اختفت. ليس أبداً كما عرفته. لم ألقَ دائرتي اليوم ،رأيتها ممزقة و لم أجد أحداً داخلها يمسك بيد الأخر.أنا حزينة جداً و مؤكد أن زرعتي أكثر حزناً مني ؛ربما غاضبة مني و من دائرتي المفككة و لكنها حزينة أكثر علينا. و تشعر أننا لم ننفذ وعدنا لها ، و لكني مازلت أعدها ؛أننا سنعود ذات يوم الي ميداننا و قد جعلناها تنمو و تزدهر و تصير أعلي الزروع ، مازلت أعدها أنني سأقاتل حتي النهاية و سأسقيها حتي لو سقيتها وحدي حتي تكبر و تصل الي السماء .سأظل أسقيها حتي النهاية حتي لو سقيتها وحدي ،و لكنها تود لدائرتي أن تعود متحدة و غير ممزقة ، و يعود ميداننا كما كان و نسقيها كلنا معاً. (سامحني يا لوفي علي سؤالي و لكن) هل يحدث ذلك ؟

الأربعاء، 25 يناير 2012

مغامرة انقاذ مدرستي

أريد أن أخوض مغامرة حقيقية مع أصدقائي!أريد أن نتحدي الأشرار و نلقنهم درساً مثل أبطال الديجيتال و لوفي و أصدقاؤه و أكيرا.أريد أن أقاتل مع مرنا و بطيخة و أماني و و قيكتور و كريستين و حسين و سامي و أمير ، و أحميهم من ضرب الأشرار و يدافعون عني هم أيضاً و تكون معنا استاذة بسمة .استاذة بسمة قوية أنا أثق أنها ستقاتل معنا بحماسة شديدة جداً و ستضرب الأشرار ضرباً قوياً جداً معنا.سنكون معاً فريقاً قوياً جداً يهزم كل الأشرار، و سنتخذ من حجرة أنشطة مقراً لنا. تري ،ماذا سنفعل لو تعرضت مدرستي للهجوم؟ كيف سندافع عنها؟ سيكون ذلك رائعاً! ستكون مغامرة رائعة لفريقنا، و داخل مقرنا الأصلي!
سأصنع خطة لانقاذ مدرستنا ، و سأحدد أدواراً لسامي و أمير و أماني و يقيكتور و كريستين وبطيخة و حسين و مرنا و استاذة بسمة و عمو الهامي (فعلاً فريق لا يقهر !)عمو الهامي سيتصدي للغزاة من الباب ،و سيحاول منعهم من الدخول .بطيخة و حسين سيؤمنان الدور الأول و سيقاتلان مع تلاميذ فصول الدول الأول و ان تمكن واحد من الأشرار من احتلال أحد االفصول و تهديد الفصل بسلاحه ،سيغمزان للطلاب ثم سيهجمان من الخارج علي الشرير و يهاجمه طلاب الفصل من الداخل و يأخذون منه المسدس و ينقضون عليه(يا عيني سيصير كفتة!).
أمير و سامي سيؤمنان الدور الثاني و سيرتبان مع طلاب الدور الثاني الخطط و المقالب المميزة التي سيفعلانها في الأشرار،(سيصعب علي الأشرار!)،الدور الثاني به أشقي طلاب المدرسة! أمير سيكون مسئولاُ مع سامي عن الهاء الأشرار بالجري خلفه ،و لن يمسكوهما بالطبع ؛لأن عمو الهامي فقط يستطيع امساكهما!
سأجعل قيكتور و كريستين يحميان الدور الثالث .(قيكتور مع كريستين في مهمة واحدة ، حتماً سيكون الموقف مضحكاً !) كريستين ستكون عاقلة و ستحاول السيطرة علي جنون قيكتور و لكنهما حتماً سيتمكنان معاً من حماية الدور الثالث و جعل تلاميذ فصوله يشكلون درعاً معاً لحماية الفصول و طرد الأشرار منها.
أما الدور الرابع فسيكون من نصيب دادة دلال و كل دادات المدرسة . سيخرجون بالحلل و الأكواب و الأطباق و سيضربون بها الأشرار و سيلقون لباقي الأدوار الحلل و أدوات المطبخ كأسلحة دفاع. و سيسكبون من موقعهم المياه علي الأشرار .و بذلك يكون الجزء الأول من الخطة انتهي .
الدور الأرضي سيكون من نصيبي أنا و مرنا و استاذة بسمة ، سنقاتل الأشرار علي الأرض ، و بينما يشاغل أمير الأشرار بجريهم الذي لا ينتهي خلفه سنقاتل نحن الباقين في الدور الأرضي. و سيجري أمير نحو المقالب و المصايد التي أعدها في الدور الثاني و سيجرون خلفه ، و اما أن يسقطوا في المقالب أو في قبضة بطيخة أو حسين أو سامي (المقالب أرحم)!
سنقف أنا و استاذة بسمة و مرنا في ظهر بعضنا و يقاتل كل واحد منا الأشرارمن جهة و يرميهم أرضاً و ان حاول أحد من الأشرار الهجوم علي احدانا فستحميها الأخري . سنكون ثلاثي رائع فعلاً! و بينما نحن نقاتل الأشرار في الدور الأرضي سيساعدنا أصدقاؤنا من فوقنا و سيرمون الأشرار بالأسلحة من فوق !
و قد يحاول أحد الأشرار أن يطلق النار علي أحد أصدقائي و لكني حينها سأتدخل و ألقي بنفسي أمامه و أصاب و ينقذ أصدقائي.(سأكون بطلة فعلاً!) و استاذة بسمة ستكون شجاعة جداً أيضاً و ستقاتل معنا بقوة و قد تدافع عنا بروحها و تصاب كما أصيبت أيام الثورة . مرنا صديقتي ستكون معي في القتال و سندافع عن مدرستنا و عن بعضنا البعض ،تحفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سنلقن الأشرار درساً لن ينسوه و سنبقيهم مقيدون حتي تصل الشرطة و تلقي القبض عليهم ،و عندما نخف من اصاباتنا ستكرمنا استاذة ابتسام طبعاً و ربما الشرطة أيضاً ، و سنعمل حفلاً كبيراً تطهو فيه استاذة بسمة و لن أسمح لهم أن يأكلوا نصيبي أبداً! كم أتمني أن نخوض معاً مغامرة كهذه !، كم سيكون هذا رائعاً! و أروع ما في الأمر أننا سنكون معاً ،ـ و سنقاتل معاً، و سنحمي بعضنا .هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!

الاثنين، 23 يناير 2012

التكفير

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

لم أكن أريد أن أكتب عن (التكفير) ،لا أحب أن أدخل الصراع الدموي الساخر المضحك المبكي الذي نعيشه هذه الأيام بين من يسمون أنفسهم اسلاميين و من يسمونها علمانيين.و لكني تألمت غضبت أردت الصراخ عندما قرأت عن تكفير (المهدي) في السودان؛لأنه أفتي بمحاذاة النساء للرجال في الصلاة –كما في الحرم المكي- و ؛لأنه أفتي بأن الحجاب ليس بالفريضة.بدلاً من أن يناقش في أفكاره وجد نفسه مكفر و مهدداً بالقتل ان لم يستتب و يعود الي رشده و يلقي باّرائه في القمامة
يصعب أن أصف ما اّلامني بالضبط ، فأنا أري كل يوم العلمانيين و الليبراليين يكفرون، و أعرف دماءاً لم تجف لمفكرين كثيرين مثل (فرج فودة) ، و أعرف معاناة رجل طرد و مات منفياً و شمت بموته و ؛ مثل (نصر حامد أبو زيد).لماذا لا أتعلم ؟ لماذا أصر أن أتألم كل مرة لمعاناة شخص من هتك (التكفير)؟ هل أخاف علي نفسي من مصيرٍ مشابه ذات يوم ؟ هل ارتعب أن يصير وطني (أرض التكفير)؟ هل ارتاع علي المستقبل ؟ هل أشفق علي هؤلاء الذين حيوا مقتولين بالتكفير و من اغتيلوا و لم تجف دماؤهم لتذكرني كل حين برصاصة (التكفير)؟
لا يهم ما مشاعري ، هذا ليس كلاماً منطقياً، المهم هو معني (التكفير). التكفير هو انتهاك لحق الله –عز وجل- في التفرد بالاطلاع علي القلوب و الحكم علي الايمان. من يعرف الله-سبحانه و تعالي- يدرك أنه وحده يملك القدرة علي الشعور بالقلوب. كيف يمكن لمن يدعي أو تدعي التدين و المعرفة بالدين أن يرمي أو ترمي انساناً أخراً بالكفر؟ لا يجوز أن يقال عن شخص أنه كافر ؛لأي رأي ديني أو سياسي أو اجتماعي له ، الا ان قال علناً أنه كافر. رمي المحصنات (و هي كبيرة) هي خطيئة رمي مؤمن أو مؤنة بالزني بدون شهود ، ما بالنا رمي مؤمن أو مؤمنة بالكفر ، كيف يكون حجم خطيئة التكفير اذاً؟
ثانياً ، من يحق له التكفير؟ هل علماء الدين مثلاً أم رجال السياسية أم أي شخص كان؟ المنطقي رجال الدين ، و لكن –حتي هذا- غير منطقي علم رجل الدين بالدين يخوله القول بأن الرأي الديني للأخر خطأ و لكنه لا يعطيه حق الله- عز و جل – في معرفة الايمان أو الكفر. و لو سمحنا بظهور طبقة من علماء الدين تملك سلطة التكفير و سلطة اصدار صكوك الايمان فهذه هي الطريق المختصرة المستقيمة الي الدولة الدينية ، التي بها سلطة رجل دين يكفر من يشاء و يعتبر نفسه نائب الرب في الأرض. و نحن نعلم جيداً ماذا سيحدث لو وضع هذا النائب يده في يد تيار سياسي معين أو حاكم من حكامنا الأفاضل. و لنا في ضحايا التكفير في العصور الاسلامية أسوة و مثل.
ثالثاً و هذا هو الأخطر ، قتل الاجتهاد و تقويض التفكير في أي موضوع ديني ، و اغتيال حرية الرأي ، و فرض قيود علي فكر المفكرين . لن يجرأ مفكر أو مفكرة أو عالم دين أو عالمة دين أن يفكروا حتي في خيالهم الخصب في رأي ديني مخالف لأراء السلف ؛لأن هذا سيترجم علي أنه (انكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة) و هذا يعني التكفير ثم السياف.و يا سلام ! لو تحالفت طبقة مانحي صكوك الايمان مع تيار سياسي أو حاكم ، حينها لن يستطيع المفكر أو المفكرة حتي التفكير في المواضيع السياسية لا الدينية طالما رأيهم قد يصطدم برأي الحاكم أو التيار السياسي.
رابعاً غلق باب الاجتهاد بالضبة و المفتاح و أصم و أجلد الأقفال ؛ و سنستمر في تأليه أئمة الفقه التسعة و كأنهم ليسوا بشراً يخطئون و يصيبون.فالاجتهاد يتطلب حرية و شجاعة و تفكير عميق نقدي في كل الأراء بحرية و هذا طبعاً سيكون هو الطريق الأقصر ل(التكفير) و السياف.
خامساً الفتن الدينية و السياسية. فكل تيار ديني أو سياسي سيكون له رجال لديهم عضوية جماعة (صكوك الايمان) و هؤلاء الرجال سيستخدمون هذه البطاقة لتكفير التيارات الأخري و باقي القصة تعرفونها.
ألم يشعركم ما قلته أننا نعود الي الماضي؟ ألا تعتقدون أن هذه اللعبة القذرة لعبة القرون الوسطي؟ ألا تظنون أن التكفير كلمة من المفترض أن تكون انقرضت ؟ و لكن لا ، مادمنا لا نستشعر أي غرابة في أخذ سلطة الاله في الاطلاع علي بواطن الصدور هل سنتعجب و لو قليلاً لأمر بتفاهة العودة للخلف؟
متي سنفيق و نمضي للأمام ؟ متي سيصير (التكفير) و الفتن و اللعب بالدين جزء من الماضي ؟ متي سنعيش القرن الحادي و العشرين لنمضي الي المستقبل؟ متي؟

السبت، 21 يناير 2012

ماذا لو استنسخوني ؟

تحدثنا في حصة العلوم عن الاستنساخ ، يعني أن يصنع لكل واحد منا أخ شبهه تماماً من جيناته! يعني أنا لو استنسخت يكون لي تؤأم شبهي يالضبط ، واحدة اّخري مثلي تماماً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا يكون مني اثنين ، و مرنا يكون منها اثنين، و أماني يكون منها اثنين ، و أمير يكون منه اثنين (يا نهار أبيض! أمير يكون منه اثنين ، حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام! كل مدرسين العالم يفطسوا! ) و استاذة بسمة يكون منها اثنين ! يا سلام لو استاذة بسمة كان منها اثنين! يا نهار أسود (معذرة يا ماما يجب أن أقول أسود) لو كان من استاذة عصمت اثنين !
و لكن ماذا سأفعل لو كان لي شبيهة شكلي بالضبط ، و تفكر مثلي و تسقي زرعتي مثلي و تكتب مثلي؟! شيء مشوق جداً جداً جداً !أنا مضروبة في اثنين! سألعب معها و ستلعب معي و سنكتب معاً نفس الشيء طبعاً ؛لأننا واحد ، و سيكون لنا نفس الأصدقاء و سنتكاتف معاً ضد أمير و بطيخة و سامي و سنجري معاً خلفهما في المدرسة ، سنربيهم!
ماذا لو كان لكل من في المدرسة شبيهون ؟ ماذا لو ضربت المدرسة كلها في اثنين؟ يا عيني علي المدرسة ! اثنين من استاذة بسمة علي فصلين منا ! اثنين من عمو الهامي يجريان خلف اثنين من أمير و اثنين من سامي! اثنين من دادة دلال يجمعان بقايا معارك المدرسة كلها المضروبة في اثنين!
مرنا ستأخذ شبيهتها و سيصممان معاً اختراعاً رائعاً ، أنا سأأخذ شبيهتي و نزرع معاً زرعتي و نكتب معاً كل يوم ، حسين سيعزف مع شبييهه أغاني رائعة، أمير و سامي سيدمران مع شبيهيهما المدرسة كلها! استاذة عصمت مع شبيهتها سينقضيان علي تلاميذ المدرسة كلها ! و سيشكل كل واحد منا فريق مع شبيهه ، و لكن هل ستحتمل المدرسة معاركنا مضروبة في اثنين ؟ نحتاج أن نستنسخ المدرسة أيضاً !
و لكن أنا أحب أن أكون واحدة ،و أحب استاذة بسمة و هي بسمة واحدة ،و أحب مرنتي الوحيدة ،و خطر أن يكون هناك أكثر من بطيخة واحد !حتي أمير و سامي مسليان رغم كل شيء ؛لأنهما ليس لهما شبيهان في العالم!أنا لم أقابل اثنين من عمو الهامي أو من دادة دلال أو من ماما أو من بابا. الجميل أنني لم أقابل اثنين من أي أحد.دائرتي جميلة؛لأنها مميزة ، و زرعتي رائعة ؛ لأنه لا توجد زرعة شبهها في العالم كله.
أنا لا أريد أن يكون هناك اثنين مني ،لن أكون مميزة حينها.لا أريد أن يكون هناك اثنين من ماما أو مرنا أو استاذة بسمة و أي أحد أحبه ؛لأني أريد لمن أحبهم أن يبقوا جميلون و مميزون و ليس لهم شبيه بالنسبة الي. لا أريد من زرعتي أن تصير زرعتين أنا أسقي زرعتي الوحيدة الجميلة المميزة.
ربما يكون موضوع استنساخي و استنساخ دائرتي كلها جميلاً و مشوقاً و مسلياً جداً جداً جداً و لكني أريد أنا أبقي واحدة مميزة وجميلة و تبقي دائرتي واحدة متفردة و ملتمعة.



الخميس، 19 يناير 2012

حقيرة أكتب

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

أخطر ما يهدد وطن ، هي الكراهية ، الكراهية الحية التي تغذي شعبه ، انها مفتاح نهايته و الطريق الي اغتياله. الحب هو طاقة الوطن، هو روحه الحية داخل كل فرد فيه، هو نبضه الصادق ، هو مفتاح مستقبله.الوطن ليس كياناً صلباً بل انني أظنه روح كروح البشر تحب تحيا ، تكره تموت.
الطائفية و الحروب الأهلية و انهيار البنيان الاجتماعي ، و ثورات الجياع الانتقامية ،و المؤمرات ،و الاغتيالات، و العنصرية ،و العنف الخلاق ،غيرها الكثير أمراض بل أوبئة قيروسها الكراهية الذي يدمر جسد الوطن خلية خلية. كراهية الاّخر بكل صوره و تحويل أخوة الوطن الي اّخرين مكروهين بأسباب عدة مختلفة كل كل هذه الأسباب و الصور تجسدات لمعني واحد اسمه الكراهية. الكراهية عندما تبتلع قلب الوطن و تغتال روحه ، تسطر بداية النهاية ، و مهما كانت طريق النهاية طويلة ، فان لم يعد الحب الي روح الوطن ، فان النهاية ستأتي و سيموت .
كنت في السيارة و بجواري أمي و توفنا في اشارة في (وسط البلد) ،وجدت طفلاً من أولاد الشوارع ينظف سيارتنا بخرقة وسخة ، قلت له ألا يفعل ، و قالت له أمي نفس الشيء و لكنه لم يأبه بنا و مضي يمسح السيارة و عندما لف السيارة كلها لم نقل شيئاً و لم نعطه نقوداً ، فمضي يضرب سيارتنا بقوة شديدة علي الأبواب و علي حقيبتها.شعرت بضربه يكاد يكسر السيارة خفت علي السيارة لبرهة من شدة ضربه ، صدمني فعله و قوته . كان ضربه قوياً جداً بالنسبة لطفل.لم يكن ضرباً عادياً و لكن كان ضرب بقوة الكراهية.
غريب جداً كيف نشعر بالحب و الكراهية. كيف يخترقان قلوبنا بهذه الطريقة. شعرت بطعنات تخترق صدري و تنفذ الي قلبي ،طعنات قوية جداً بقوة ضربات كراهيته ، ربما لن تصدقوني و لكنني فعلاً شعرت بهذه الطعنات بقوة حقيقية و كأنه كان يمسك بسكين و يطعنني بها.
انفتحت الاشارة و مضت أمي بالسيارة ، كنت أريد أن أصرخ و أقول لها أن تسرع و تجري ؛ و مضت الثانية التي تحركت فبها كدقائق علي. و بقت الطعنات تؤلمني ، و تكرر شعوري بألم الطعن أكثر و أكثر حتي بعد أن وصلنا الي المنزل. الغريب أنني –و بمهارة أحسد نفسي عليها- أخفيت ألمي و أخفيت قلبي و عقلي و مثلت بمهارة دور اّخر ، و لم يظهر علي البتة شيء من هذا كله .
دفعتني طعناته للخوف ،خفت جداً منه ، خوف حقيقي من كراهيته ، و ليلاً عندما كنت في فراشي بقيت أشعر بهذا الخوف. دفعتني طعناته للتفكير ، فكرت أن قيمي بلا قيمة.مبادئ لا تسمح لي أن أعطي شحاذاً و ا متسولاً نقوداً . احتقرت قيمي ، أنا في برجي العاجي-كما يسميه معشر المثقفين- ، أعيش حياة شبه مثالية ،لدي كل شيء و كنت ذاهبة لشراء ملابس لا أحتاجها من (وسط البلد) أملك كل شيء و كل ما أتمناه أجده ، و أتكبر بمبادئي و يمنعني كبريائي من مخالفتها، و من برجي العاجي أرفض أن أعطي هذا الطفل النقود ؛لأن هذا ضد مبادئي .
هذا الطفل لا يمتلك شيئاً ، ربما يكون مسكنه عشش ،ربما يكون من سكان العشوائيات الخطرة التي سينقذها الجنزوري، ربما يكون من سكان عشوائيات اّخري ، ربما لا يجد طعاماً البتة و لا سقف في هذا البرد القارس الذي يعذبني فس بيتي في الدقي أمام (حديقة الأورمان) .طبعاً لم يتعلم ، لم يجد حباً من أحد أو عطاءاً يزرع فيه ،لم يجد من هذا العالم سوي الكراهية و الاستغلال و الاهمال. و أنا بكل الفرق بيننا ،أرفض بكبرياء لأجل مثلي أن أعطيه المال ، و أقول لنفسي بتبريرات منطقية أنني لو منحته المال سيشجع هذا من يستغلونه ليستغلوا غيره ، مع أنني أدري أن الجنيه الذي قد أعطيه له أو لا أعطيه لن يفرق شيئاً مع مساغلوه و مسرحوه.
احتقرت نفسي و مبادئي و مثلي ، و كل شيء في . فكرت لو حاورته ، لو سألته لمَ يكرهني ، مع أني أعرف الاجابة ، لو هاجمني هو و قرناؤه و هدموا بيتي ماذا سأقول لهم ،كيف ستصل لهم كلمة "لا تكرهوني". لن ينفع أي دفاع سأسرده عن نفسي، فأنا مدانة لديهم في كل الأحوال. و قد قتلت عقولهم، قلوبهم ، أرواحهم مع روح الوطن بيد الكراهية و الاهمال و الاستغلال الذي ساهم فيه الجميع حتي أنا.
عدت أتذكر ماذا سأفعل ، أول ما خطر ببالي كان منظر الجنزوري و المثقفين و الجرائد و نشرة الأخبار ، منظر المجمع العلمي و هو يطعن بالكراهية مثلي تماماً. احتقر نفسي أكثر و أنا أتذكر حزني علي التراث المغتال.حزنت علي التؤاث ، علي الكتب ، علي التاريخ الذي دمره أطفال مثله قتلتهم الكراهية. اني فعلاً حقيرة،أبكي تراثاً و كتباً و أدين بشراً أطفالاً من لحم و دم قتلوا التراث ،اغتالوا الماضي ، كما نهش جثثهم الحاضر و قتل الغد الذي كان يمكن أن يكون بأيديهم.احتقرت كل الكتابة ، احتقرت كل الكتاب ، الذين –و أنا منهم- سيعودون ليكتبوا عن أولاد الشوارع و عما يشكلونه من ألغام ، و مما يجب أن نفعله لأنقاذهم.تذكرت كلمات مقال (د.خالد منتصر) عن أطفال الشوارع و تذكرت كيف وصف برودنا و اهمالنا لهم ، و للغرابة أدنته –أدنت استاذي- كما أدنت نفسي ،؛لأننا كلنا نكتب من فوق ، من برجنا البعيد المرتفع ،من قلاعنا العالية التي نخشي بكل وقاحة أن يصل اليها هؤلاء الذين نكتب عنهم و يحطموها.
عندما عدت وجدت في انتظاري طفل من أطفال الشوارع –مراهق- صديق لي هو و مجموعة اّخري من رفاقه .طلب مني نقوداً كما يطلبها دائماً و أرفض غالباً –لقيمي الحقيرة- أن أعطيها له.ترددت ، خفت منه ، لم يكن معي –لحسن الحظ- فكة و لا أمي و تركنا و هو يضحك.قارنت بينه و بين الطفل الذي طعنني ، ووجدت شيئاً داخلهم مختلف ، لم يكن هو و رفاقه يكرهونني ، بينما من طعنني كان يكرهني بصدق ،و كانت كراهيه تلمع بصفاء نادر خالِ من أي رحمة.و تذكرت حوار (أحمد السقا) مع (مفيد فوزي) عندما قال (أحمد القا) أنه مثل دور (تيتو) عندما رأي طفلاً يقول ل(مفيد فوزي) أنه يكرهه.
بغباء يميزني عقدت مقارنة بين الطفل الذي طعنني و أبطال رسوم متحركة يابانية طلاب في مدرسة شكلوا نادِ لعلاج الحيوانات و ارسالها للبراري بعد شفائها. مقارنة غبية و غريبة ، قارنت بين عملهم بعد المدرسة للانفاق علي الحيوانات الذي يعكس حبهم الحقيقي الصافي البرئ. الأبطال كانوا يضحون بصحتهم و مالهم من أجل الرحمة بالكائنات الضعيفة ؛لأنهم يملكون الحب ، بينما الطفل مستعد أن يضحي بالكثير ؛لأجل أن يطعنني و ينتقم من كل من يكره و أنا علي رأسهم.الفرق في الحب الصافي و الكراهية الصافية ، هو الفرق بين البيئة التي نمت فيها شخصيات الرسوم المتحركة في اليابان و البيئة التي نمي فيها الطفل في مصر. الفرق بين ما أخذه هؤلاء الأبطال و ما أخذه هذا الطفل.و لا أحتاج لأصف ما أخذه كل من الطرفين.
و ها أنا حقيرة أكتب. فخورة داخلي ؛لأني تمكنت من وصف مشاعري باتقان و كتبت مقالي يرضني مستواها و يرضي غروري . فخورة لأني كتبت شيئاً مميزاً و صادقاً من قلبي و عقلي . و عدت لحياتي و اشتريت الملابس( التي لا أحتاجها) و تمتعت بها و بمنظري بها في المراّة و تناسيت حتي كتابة هذا المقال ما حدث. و ركنت –بمهارة- الطفل في مكان مجهول في ذاكرتي و قد يختفي بعد أيام و ربما اليوم بعد أن أعود من فسحتي مع زميلة دراستي في نادي من أرقي نوادي مصر للشرطة مقابل للنيل.
أنا مثل الجميع حقيرة استغل و أهمل هذا الطفل و أستحق كراهيته. استغللته موضوعاً لمقالي الماهر ،و بعد أن استغللته علي أفضل ما يكون في مقالي عدت لأرميه بعيداً و أنساه لأعود لحياتي الطبيعية . فعلاً أنا أستحق كراهيته و المزيد ، حقاً اني حقيرة .

الثلاثاء، 17 يناير 2012

لأني أحبه

اليوم تغيبت استاذة نور،و جاء لنا طبعاً استاذ أحمد ،واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
أنا أكرهه ، أكرهه ، أكرهه! حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

ااااااااااااااااااام! ألا يكفيه حصة العربي البديلة التي حولها لجحيم لي و لمرنا و للفصل كله؟ ألا يوجد في المدرسة سواه ليأخذ الحصص الفارغة ؟ بصدق حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام!
لم يتحدث استاذ أحمد في أي درس من دروس الكتاب و لكنه تركه و بدأ يحدثنا عن عذاب القبر ،و عذاب النار. حكي لنا قصص مرعبة عن أفاعي ضخمة و جلد ناس ينسلخ ،و ناس يسحبون بقيود ضخمة الي النار علي الأرض. و قال لنا أن الملائكة الأشداء هم الذين يشرفون علي عذاب الناس السيئين الكافرين في النار،و أنهم يشمتون بهم و يقولون لهم أنهم هم من كذبوا الرسل و فعلوا الحرمات لذلك يستحقون العذاب (كنت أحب الملائكة و أحسبهم طيبين) ،و قال أن النار تتلذ بالكفار و تطلب منهم المزيد و المزيد.بصراحة خفت جداً و ارتعبت و شعرت بجسمي بارد جداً و تجمدت يداي .خفت من الله –عز و جل- جداً و من هذه القصص و لم استطع أن أفكر في غيرها طوال اليوم.
بقيت خائفة جداً و قالت لي أماني أنها خافت جداً أيضاً ، أما أية فقالت أن والديها حكا لها كل ذلك و أكثر و أنهم قالوا لها أنها يجب أن تتحب عندما تكبر حتي لا تتعرض لهذا العذاب فكل شعرة من رأسها تظهر تأخذ ذنباً عليها. أنا كنت خائفة جداً و بقيت متأثرة بخوفي ،و لكن هل من المفترض أن أخاف ؟ هل من المفترض أن أطيع الله-عز و جل- ؛لأني خائفة؟أنا أحب الله- سبحانه و تعالي- جداً ، أحبه ؛لأنه لا يتركني ،لأنه يساعدني ، لأنه عندما أذاكر جيداً و أترك الباقي عليه يحقق لي أكثر مما أريد. أحبه ؛لأني أشعر به دائماً بجواري،لأنني رغم أنني أخطأ كثيراً و أصيح بماما و أسخر من أصدقائي أحياناً فأنا أعلم يساعدوني لأترك أخطائي ليسامحني. يساعدني لأكون أفضل و أسامح كل من حولي ، يجعلني أحبه و أحب كل أصدقائي و أهلي و معلمي و دائرتي الكبيرة و زرعتي.
أحبه ؛لأنه يجعلني أعمل أكثر لأجل زرعتي و يعينني و يعين دائرتي لتنمو زرعتي. أنا أثق بأنه لو لم يساعدني لن أحقق أبداً أحلامي ، و لن تنمو زرعتي مهما سقيتها.أحبه ؛لأني أعرف أنه يحبني و يحب كل أصدقائي و دائرتي و يحب كل الناس الطيبين و لا يغضب الا من الأشرار، و يحب زرعتي.أحبه ؛لأنه جميل جداً ، طلبت منا استاذة بسمة من قبل أن نكتب جميعاً مقالاً عن الله-سبحانه و تعالي- و لما سألتها كيف و نحن لا نراه؟ قالت لي أننا نراه فعلاً في كل شيء جميل و صافي خلقه لم ندمره نحن بأيدينا. الله جميل ؛فالسماء الصافية جميلة ،و بحر الساحل صافٍ و جميل ، و الشمس دافئة ،و الأشجار التي نزرعها ضخمة و جميلة و خضراء و حنونة.
أنا أحبه أكثر كلما فكرت فيه ،كلما شعرت به بجواري ، كلما بكين و كان معي و كلما فرحت و علمت أنه صانع سعادتي. أحبه جداً بصدق و لهذا أنا أود أن أحب طاعته و ألا أخالفه ؛لأني أحبه ،ليس ؛لأني خائفة. لا استطيع أن أتخيل أن الله يكرهنا أو أنه يريد أن يعذبنا ،لا ينفع ذلك. لا يمكن أن يكون بكل هذا الجمال و الرحمة و الحنان و يحب ألمنا . كيف يحبنا و يود تعذيبنا عندما نخطيء ؟ استاذ أحمد مخطيء ، استاذ أحمد غبي ، استاذ أحمد أعمي ؛لأنه لا يري الله –عز و جل-، و لا يري جماله أو حنانه أو رحمته.
لا ، لن أطيع الله –عز و جل- ؛لأني أخاف النار ، سأطيعه ؛لأني أحبه ، نعم ؛لأني أحبه بصدق. لأجل جماله ، لأجل عدله ، لأجل رحمته ، لأجل حبه لنا أحبه و هذا يكفيني.


الأحد، 15 يناير 2012

الدور السياسي للأزهر

هلل كثير من أهل السياسة و المثقفين –حتي الليبراليين و العلمانيين منهم- بالدور المتنامي للأزهر في الحلبة السياسية المصرية ،بل و حرصوا علي مباركته و التواجد في كل وثيقة تأخذ ختم الأزهر.في البداية لم يكن الأمر ملفتاً بالنسبة الي،و رأيت تحذير (د. منار الشوربجي) في مقالها من وثيقة سياسية دستورية تحمل ختم الأهر مبالغاً فيه ، و لكن اليوم اتضح أن الأمر ليس هيناً ، و ليس أبداً بالايجابية الذي يبدو عليها.
الأزهر أصدر وثيقة التفت حولها القوي السياسية بكافة أطيافها ، و لم تنبث ببنت شفة اعتراضاً علي أي بند فيها ، بل وحيت الأزهر علي الدور الذي لعبه باصداره هذه الوثيقة .وعندما اعترضت التيارات السياسية الاسلامية علي كلمة (مدنية) في وثيقة السلمي ،استبدلت ب( ديمقراطية ) الموجودة في وثيقة الأزهر. الأمر ليس فقط استبدال كلمة مكان كلمة ، و لكن المرعب حقاً هو أن تستبدل كلمة من وثيقة تصدرها قوي سياسية باشراف نائب رئيس وزراء ، لتوضع مكانها كلمة من وثيقة مصدرة من مؤسسة دينية. و كأن الوثائق المصدرة من مؤسسات دينية يمكنها أن تأخذ شرعية سياسية بقوة شرعية وثائق الحكومات و القوي السياسية. انها خطوة أولي لجعل الأزهر و هو مؤسسة دينية لاعب فعال في الساحة السياسية و هذا يضرب عرض الحائط مبدأ فصل الدين عن السياسة ، بل و يجعل رجال الدين في الأزهر لاعبين سياسين من الدرجة الأولي، و طبعاً يقضي بالضربة القاضية علي مبدأ مدنية الدولة.
الوثيقة الثانية للأزهر و لقاء القوي السياسية الذي دعا له الطيب ، ربما حمل افكار ايجابية ،و ربما تمكن من فعل المحال و الخيالي بأن جمع القوي السياسية لتتفق علي وثيقة واحدة تكاد تكون فارغة سوي من مبدأ تسليم السلطة في موعدها ،الذي لا يختلف عليه أحد أبداً ، و لكنها امتداد واضح و صريح لدور الأزهر و غمس ليده في الحياة السياسية المصرية ، و خطوة في بناء ثقل للأزهر في الميزان السياسي المصري.
لست ضد وثيقة (الحقوق الأساسية) ان كانت ذات معني عالمي؛لأني لا أعتقد أنه من الخطأ أن يكون للأزهر موقف سياسي عالمي مثل القاتيكان. لابد أن يعود الأزهر لمكانته العالمية و يكون له موقف أخلاقي ضد الجرائم الشنعاء في الدول ذات الأغلبية المسلمة و الدول التي بها أقليات مسلمة ، و حتي الدول التي لا يوجد مسلمون بها.أكاد أجزم أنه يجب أن يكون الأزهر بقوة القاتيكان عالمياً و أن يكون له مواقف أخلاقية بالدرجة الأولي لا لدعم المسلمين و قضاياهم و حسب و لكن لدعم كافة قضايا العدالة و المساواة –كقيم اسلامية – في العالم, و لكن هذا الدور –أعتقد –أنه من المفترض أن يكون بدون موقف سياسي واضح مع طرف ضد طرف و لكن موقف عام مع المبادئ السامية.
و لكن الدور العالمي السياسي للأزهر لا يفرض بالضرورة أن يكون له دور محلي قوي.عندما خرج الاخوان لطمأنة المختلفين معهم بالقول أنهم سيعودون للأزهر كمرجعية ،جعلني الأمر استشعر الخطر الزاحف لا أطمئن. عندما يخرج أقوي فصيل سياسي في البرلمان الحالي المؤقت ليقول أن مرجعيته مؤسسة دينية يثير هذا التساؤل حول طبيعة الدور السياسي للأزهر في المرحلة القادمة. كيف نكون دولة غير دينية و نحن نتخذ من الأزهر و رجاله مرجعية سياسية؟ الدولة الدينية هي دولة تجعل رجال الدين يعبثون في السياسة و يرتعون كما يبغون ، و تجعل المؤسسات الدينية لاعب رئيسي قوي و ذا وزن ثقيل في ميزان القوي السياسية.هل نريد أن نكون دولة دينية تعود لرجال الدين و المؤسسات الدينية قبل أخذ أي خطوات سياسية؟هل نقبل أن تلعب الكنيسة المصرية الدور ذاته ؟ هل نقبل أن يكون هناك أحزاب تعود للكنيسة لأخذ الفتاوي السياسية؟ ان كنا لا نقبل فهذا تناقض ، وان كنا نقبل فهذا الطامة الكبري.
نحن نكون ميزان القوي في الدولة المصرية الجديدة. ميزان القوي لم يتحدد بعد ، الانتخابات الأخيرة حملت مؤشرات كثيرة و لكنها ليست نهائية ، فنحن نحتاج لعفد علي الأقل به ثلاث دورات برلمانية لنحدد ميزان القوي الجديد في مصر. سيكون الاخوان- حسب المؤشرات الحالية- قوة ربما الأثقل في الحلبة السياسية و كذلك السلفيين و بعض القوي الليبرالية و قد يكون للشباب مستقبلاً ثقل أيضاً –لا أحد يدري- ، و اذا صار الرئيس شرفياً لن يكون له وزن و ان صرنا نتبع نظام رئاسي أو مختلط فسيكون لاعب ثقيل هو الاّخر ، نحن مازلنا نشكل الميزان السياسي ، فهل نريد أن يكون الأزهر أو الكنيسة لاعب له وزن أيضاً؟هل نريد أن تدخل المؤسسات الدينية كطرف في هذا الميزان مستقل أو يرجح كفة علي اّخري؟ هذه لعبة من الاستخفاف و السفه أن يقال عنها خطرة و حسب بل هي شديدة التدمير. دخول المؤسسات الدينية كثقل في ميزان السياسة يعني أننا قد نتحول لدولة دينية أو قد تستغل القوي الموجودة هذه المؤسسات الدينية لتقوي بها و لنا أن نتخيل حجم كارثية عواقب ذلك.
فالنتخيل لو حدث المرتقب و صار للأزهر ثقل كلاعب سياسي و حدث صراع بين الرئيس و البرلمان و استقطب أحد الطرفين الأزهر في صفه ،أي الأطراف سيكون أقوي ؟ الطرف الذي بحوزته سلطة دينية سياسية كالأزهرأم الطرف الاّخر؟ هل لو عارض الأزهر و هو قوة سياسية قرار سياسي لحكومة أو برلمان أو رئيس منتخب لمن ستكون الغلبة؟ طبعاً هذا يرتبط بحجم الامتداد الذي سيصل اليه دور الأزهر.
في النهاية وثيقة السلمي سقطت بتعديلاتها ، ووثيقة الأزهر مازالت حبر علي ورق ، و تصريحات الاخوان تتبدل مع تبدل الأوضاع و لكن الارتياع الحقيقي هو أن نترك الزمام ينفلت ، ونجعل للأزهر دور بثقل اللاعبين السياسي في الدولة المصرية القادمة.

الجمعة، 13 يناير 2012

هل عمو الهامي و دادة دلال أقل مني ؟

هل عمو الهامي و دادة دلال أقل مني؟ ماما تقول لي دائماً أن لا أقترب كثيراً من عمو الهامي و دادة دلال و تمنعني أن ألعب مع أبنائهم.ماما تقول أنهم أقل منا في المستوي و أنهم قد يحسدوننا و قد يخطفوني حتي. ماما ظاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالمة!
عمو الهامي طيب جداً و يمزح معي كثيراً و يلعب معنا كثيراً، و هو الوحيد الذي يستطيع أن يسيطر علي أمير و سامي عندما تأتيهم حالات الجنون و يجرون وسط المدرسة يضربون الجميع و يهربون! فعلاً عمو الهامي عنده قدرة خارقة علي الامساك بهم! مرة اختفي أمير تماماً و لم يعثر عليه أحد- و بصراحة قلقت عليه ! – و في اًخر اليوم وجدنا عمو الهامي يدخل الفصل و هو حامل أمير من القميص و قدما أمير لا تصلان الي الأرض!(أمير كان يلتهم ما طبخناه في حجرة الاقتصاد و التدبير و أغلق عليه الباب و لم يستطع الخروج !يستحق ، لم نشفق عليه أبداً بعدما اكتشفنا أنه التهم الكعكة التي طبخناها كاملة! و الغريب أنه لم يسمن !)
دادة دلال طيبة جداً و لكنها ليست خفيفة الظل ك(عمو الهامي) انها تساعدنا و نحن نطهو و تتحمل حتي عواقب المعارك الحربية التي يجريها الأولاد معنا بالمسدسات الرشاشةَ عندما نغرق الفصل كله بالماء! استاذة بسمة تجعلنا ننظف الفصل ان رأتنا ، و لكن ان لم ترنا دادة دلال تستر علينا و لا تخبرها و تمسح معنا الفصل ، مسكينة دادة دلال!و رغم أن دادة دلال ليست غنية و لكنها تبرعت لنا بملابسها القديمة و بنقود قليلة ،لأجل الجولة التي سنقوم بها قريباً لدار الأيتام و الأحياء الفقيرة.
لماذا ماما تصر علي أن عمو الهامي و دادة دلال خطيرين علي و أقل منا؟ لماذا لا تجعلني ألعب مع أبنائهم؟ ماما سمحت لي أيام الثورة أن ألعب مع أصدقائي الأقل مني مالاً، لماذا لا تسمح لي الاّن أن ألعب مع أبناء عمو الهامي و دادة دلال؟أنا لست غنية مثل نورين صديقتي في النادي ،أهلها أثرياء جداً و يعطونها مصروف 50 جنيهاً كل يوم رغم أنها أصغر مني بعام و تذهب كل عام الي بلد و لكنها تلعب معي و تحبني جداً ، هل ستعترض أمها علي لعبنا معاً ذات يوم؟ أنا لا يعجبني هذا أبداً ، لوفي يصادق كل الناس ، الكبار و الصغار ، الفقراء و الأثرياء و الملوك ،لوفي لديه أكثر من ملك صديق له و لديه أصدقاء فقراء ومع ذلك يعامل جميع أصدقائه بطريقة واحدة ثم أنني أحب دادة دلال و عمو الهامي فعلاً فلماذا أخاف منهم و هما طيبان؟
ألم يكن من الممكن أن يكون بابا بواباً مثل عمو الهامي أو أن تكون ماما دادة كدادة دلال؟هل كانت مرنا سترفض أن تصادقني؟ هل كان بطيخة و أمير سيرفضان أن يلعبا معي ؟ هل كانا سيصيران أعلي مني؟ بطيخة و أمير أعلي مني أبداً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لن يهمني أن دادة دلال أو عمو الهامي ليس معهما نقود مثل أبوي ، المهم أنني أحبهما جداً و أنهما طيبان و لن أصدق أنهما أقل مني أبداً ،علي الأقل عمو الهامي يستطيع أن يفعل ما لا أقدر عليه و لا يقدر عليه أحد ، يسيطر علي أمير و سامي عندما يجنان تماماً!

الأربعاء، 11 يناير 2012

اغتيال الأحلام

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

وقعت عيناي مصادفة علي اعلان في جريدة حكومية ، كان صغير الحجم ، و لكنه نبهني الي جريمة عظيمة تحيا داخل مجتمعنا و وطننا اسمها (اغتيال الأحلام).صدمتني أول عبارة في الاعلان و لم أحتج لقراءة أكثر منها." حقق حلمك في امتلاك شقة........................................................"تبدو بداية طبيعية لاعلان شقق سكنية ،و لكنها لم تكن أبداً كذلك بالنسبة الي.
كيف تغتال الأحلام هكذا ؟ كيف يقضي عليها و لا يتبقي منها سوي الفتات ؟ كيف يتحول حلم شاب ممتلئ بالحماسة و جسارة الشباب و طموحاته الي مجرد امتلاك شقة ليحيا فيها ويتزوج و ان كانت صغيرة؟
فكرت في الاستراتيجية المتبعة للقتل البطء للأحلام .انها استراتيجية منظمة تبدأ منذ ظهور البرعم الأول للحلم عند الأطفال ،يبدأ بشفط الحرية منهم في الاختيار و تحديد خيارتهم ."أتريد أن تكون طبيباً أم مهندساً؟"و كأن الحياة ليس بها سوي هذان الحلمان .و حتي فكرة ربط الحلم بالعمل قمع لحرية الطفل في الحلم ، فقد يكون حلمه أن يصير رحالة أو أن يساعد الفقراء .عندما يعتاد الانسان منذ الطفولة علي تحديد الخيارات و تسلب منه حرية الاختيار فهذه هي خطوته الأولي نحوخسارة حلمه.
ثم عندما يكبر قليلاً يبدأ الأهل حوله في زرع بذرة اليأس داخله بالقول أنه لا يستطيع بلوغ حلمه.عندما يقول أنه يحلم بأن يصير مسئولاً يقال له أنه لا يستطيع ، و ان كان طالباً مشاغباً و قال أن حلمه أن يصير مهندساً يسخر الجميع منه و يقولون أنه لا يستطيع . و عندما تقول طفلة أن حلمها أن تصير شرطية يقال لها أنها لن تستطيع ذلك ؛لأنها خلقت فتاة.و عندما يحلم طفل بأن يصير رائد فضاء يعجزه الجميع و يقولون أن هذا حلم مستحيل في مصر. مؤامرة منظمة لاغتيال الأمل و بث بذور اليأس لتنمو مع نمو الأطفال كسرطان ينمو و يجعل الأحلام تتاّكل.
و يكبر الحلم مع الانسان ليجد نفسه أمام العقبات التي تقف جداراً عازلاً شائكاً أمامه . طبيعي أن توجد عقبات و لكن العقبات التي تزرع أمام الأحلام في مصر لا تستقصد تعسير الطريق و لكنها ترمي الي استئصال الأحلام.فمثلاً طفل صغير ابن لبواب حلم أن يكون وزيراً قيل له أنه لن يستطيع ذلك ؛لأنه ابن لبواب و زرعت بذرة اليأس داخله و عندما كبر وجد العقبات أمام حلمه تتشكل يوماً بعد الاّخر ، عقبات لم يتخيلها تستهدف ضغط سقف أحلامه ، ففي البداية يذاكر و يدخل كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ليتخرج متخيلاً أنه سيلحق بالسلك الدبلوماسي كخطوة علي طريق الوزارة ،و لكنه يفشل بسبب الوساطة و بسبب مهنة والده . فيتحطم و ييأس و يصغر سقف أحلامه ليرجو أن يكون كاتباً صحفياً مشهوراً و يفشل في العمل كصحفي بسبب الوساطة و مهنة والده مجدداً علاوة علي قلة الفرص و كثرة المتقدمين ، فيصير حلمه أن يجد فرصة للالتحاق بالعمل الصحفي و لو حتي باليومية ثم يفشل و يعود اليأس من جديد ، و تيتقلص سقف أحلامه من جديد ليصير حلمه أن يجد أي عمل حتي و ان كان لا يناسب مؤهله ، و قد يفشل مجدداً في هذا الحلم البسيط و ييأس و ينهار بناء الأحلام فوق رأسه و ان نجح فسيتحول حلمه الي درجة مختلفة و هي امتلاك (الشقة) التي سيتزوج فيها ، و هنا سيجد عقبات لا حصر لها في طريق شقة أحلامه بدءاً من السعر مروراً بالمساحة و الخدمات و الأهم مرتبه الذي لن يرقي و لو بعد عقد من العمل لقسط الشقة.
و سواءاً حصل عليها أم لا فحلمه القديم اغتيل بالفعل و تقلص مع العقبات رويداً رويداً حتي أنه قد لا يجد وقتاً وسط لهثه حول الحياة اليومية الممتلئة بالعقبات لتذكر ماذا كان حلمه ذات يوم.
أعتقد أن مئات الاف الشباب اغتيلت أحلامهم بهذه الطريقة. تحديد اختيار ،احباط ، عقبات من الفساد و الوساطة و الفقر ،خفض بطء لسقف الأحلام ثم ضربة قاضية و قاسمة يجب أن تأتي بدون انذار ذات يوم بفقدان و نسيان الحلم القديم.
و الجانب الاّخر و الأهم من عملية اغتيال الأحلام المنظمة هي امتصاص مشاعر الحماسة و الارادة و الطموح من داخل الأطفال و الشباب . مهما كانت هناك عقبات ، و مهما كان بلوغ الحلم أقرب للمستحيل، و مهما كانت الظروف العسيرة جدراناً محصنة و محمية بأعتي الأسلحة و الدروع ، فالمشاعر الصادقة البريئة القوية المؤمنة من الحماسة و الجسارة و التحدي و الاقدام يمكنها دحر المستحل و تهشيم الجدران و بلوغ الأحلام . و هناك من فعلوها ،هناك من بلغوا أحلامهم رغم صعوبتها و امتلاء الطريق اليها بالأهوال ، و رغم سخرية و احباط جميع من حولهم. هؤلاء امتلكوا تلك المشاعر و غذتهم ارادتهم و حماستهم و ايمانهم لبلوغ المستحيل و تحدي كل شيء و الانتصار.
و لكن نحن للأسف نفتقد صناعة المشاعر. المشاعر صناعة صعبة و في غاية الخطورة .كل دولة تقدمت قدمت لمواطنيها أعمال أدبية و أشعار و أفلام و مسلسلات و رسوم متحركة و برامج مهمتها الأساسية صناعة المشاعر، عملها الرئيسي بث الاصرار ،و التصميم و الحماسة داخل النشئ و تحفيزهم لبلوغ أحلامهم. بل ان أغلب الأغاني (حتي الأغاني العاطفية) تحوي كلمة (أحلام) و تكررها عدة مرات . و شخصيات أبطال الأعمال الشيقة التي يتابعها الشباب ليسوا شخصيات خارقة قدر كونهم شخصيات لديها حلم و اصرار و تصميم و كلما تسقط أو يهزمها عدو تقوم من جديد لتحقق النصر في النهاية حتي و لو بعد هزائم عدة.
الكتاب ليسوا حمقي ،بل لديهم استراتيجية منظمة لايصال رسالة الاصرار و الارادة و السعي وراء الحلم حتي النهاية.هذه رسالتهم هي الرسالة الأثمن لنمو أي وطن ، لأنه ان اّمن الفرد بهذه الرسالة لن تغتال أحلامه مهما كانت العقبات و مهما سخر من حوله منه و عملوا علي احباطه.و لكن للأسف أدباؤنا الأفاضل الكرام –هذه الأيام- يحبذون النهايات اليائسة الكئيبة و الشخصييات الفاشلة التي تقنط من بلوغ أهدافها بيسر، و يسمون النهايات التي تبث اليأس و تجعل المشاهد يحبط و يخسر أمله في المستقبل نهايات واقعية!
في اعتقادي الصراط الأمثل لمحاربة (اغتيال الأحلام) هو تقديم الحماسة و الارادة و الأمل في الدراما بكافة صورها و في الأعمال الأدبية بكل أنواعها و اظهار أبطال يحاربون مهما كانوا عاجزين و مهما كانت التحديات محال تخطيها و ينجحون في النهاية ، و أن يصير المجتمع كله حريص علي تشجيع أفراده و دفعهم قدماً نحو تحطيم المستحيل مهما كانت العقبات. و تذويب هذه العقبات المشينة من الوساطة و الفقر و الرشوة و الفساد.و جعل تحفيذ الشباب علي أحلامهم مشروع قومي تتبناه الدولة بكل مؤسساتها .و مثل بقية دول العالم نري أحلام الطفل منذ أول بذورها و نشجعه علي بلوغها و نوفر له التدريب و التعليم المناسب لحلمه منذ نعومة أصابعه و نفعل ما تفعله اليابان بجعل المدرسين يراقبون الأطفال منذ الروضة و يراقبون ميولهم و أحلامهم و يدونها و يوفرون لهم ما يناسب سنهم من مبادئ الخبرات و المعلومات المرتبطة بميولهم و يدفعونهم نحوها ، حتي ينمو الحلم معهم قوياً و معه أمل لا يأس ، حتي لا يغتال ذات يوم و لكن ينمو و ينمو و يتألق و يتحقق.

الاثنين، 9 يناير 2012

دروس من دراجتي

اليوم ركبت دراجة بلا سنادات أخيراً! أماني و بطيخة و أمير و سامي كانوا يسخرون مني دوماً ؛لأني لم أكن أعرف كيف أركب دراجة بدون سنادات .ماما تخاف علي جداً و لذلك لم تكن تتركني أبداً لأركب دراجة كأصدقائي و عندما كانت تجعلني أركبها، كانت تقف بجواري و تركبني دراجة بسنادات مثل الأطفال الصغار و كان الجميع يضحكون علي ، حتي الأطفال الأصغر مني سناً.و ماما لم تكن تبالي و تقول أنها تخاف علي ؛لأني ابنتها الوحيدة ، أما أصدقائي فلهم أخوة و أخوات. ،أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
و لكن اليوم أخيراً جعلتني أركب دراجة وحدي و بدون سنادات! لا أصدق، أخيراً! استمتعت جداً بركوب الدراجة و أهم شيء أنني تعلمت من دراجتي الجديدة الحرة من السنادات دروس تحفة! أجل تعلمت منها دروس تحفة لحياتي و أحلامي و زرعتي! (استاذة بسمة قالت لي أن علي أن أحاول أن أفكر في دروس جديدة أتعلمها في الحياة من كل تجربة جديدة أقوم بها )
عندما ركبتها في البداية كنت متحمسة و قلقة ، و أنظر أسفلي و بقت ماما تقولي لي أن أنظر أمامي و أمضي .و لما نظرت أمامي بدون خوف و توقفت عن النظر أسفلي سرت كثيراً بدراجتي بسرعة ،و عندما عدت أنظر أسفلي بدأت أفقد سيطرتي علي دراجتي و كدت أسقط ، و أوقفت دراجتي بقدمي .عدت أقودها من جديد رغم أن ماما خافت علي كعادتها و نظرت أمامي فمضيت بسرعة و لم أسقط.
تعلمت درساً رائعاً من هذه التجربة ،أنني عندما أخاف و أنظر أسفلي للمخاطر التي تواجهني و تقف أمام أحلامي سأتعثر و لن استطيع تحقيقها و لا المضي قدماً نحوها . بينما اذا لم أخف و لم أنظر الي مخاوفي و مضيت أنظر أمامي بعيداً نحو أحلامي فسأمضي نحوها بسرعة و بثقة و لن أسقط أبداً.و عندما أعود لأتردد في الوصول الي هدفي و أخشي العقبات ،فسأعود أنظر أسفلي و أتعثر و أسقط.
مؤكد البلاد التي تخاف أن تنهض و تخاف العقبات لن تنجح في الوصول الي هدفها ،و لكن البلاد التي لا تخشي شيئاً و لا تنظر أسفلها تجري بسرعة لتمسك بأحلامها.زرعتي مثلي ، عندما أسقيها بدون خوفي و أجعلها تنظر معي الي الأمام و لا أجعلها تلمح و لو للحظة ما أسفلها ،حتماً ستنمو و تنمو و تنمو بسرعة البرق ،و بدون أن تذبل. و لكن اذا نقلت خوفي لزرعتي و ترددت في رويها لن تكبر بسرعة و سيتعثر نموها و قد تموت.
دراجتي علمتني أيضاً أن أكون حريصة و أنا أغير اتجاهي يميناً أو يساراً ، فلما كنت أحود بدراجتي يميناً أو يساراً بدون حرصي كانت دراجتي توشك أن تسقط . لم أعتد ذلك عندما كانت لدي سنادات و لكني –علي أي حال- لن أمضي الي أحلامي مستندة علي سنادات أو عكاز ، بل سأمضي و أنا شجاعة معتمدة تماماً علي قدرتي علي الاتزان و التقدير. تعلمت أن أكون حذرة ، فعندما أغير اتجاهي بحذر لا بشكل مفاجئ يكون الأمر بسيطاً و بعد قليل تعتدل دراجتي و تعرف اتجاهها الجديد فتمضي فيه بسلاسة و سرعةو ثقة. عندما أريد أن أغير شيئاً في اتجاه نمو زرعتي يجب أن أكون حذرة عليها ،هذا هو الدرس.
اّخر درس هو المطبات ! عندما كنت أسير بدراجتي و جئت أصعد المطب بالدراجة مضت دراجتي بسرعة مبالغ فيها ،و وجدت صعوبة كبيرة في السيطرة عليها بعد المطب .و عندما أوقفتها ، قالت ماما أن علي أن أهدأ سرعتي عندما أقترب من المطبات،و كالعادة بقت التصيح في و تقول عني أني متهورة. حراااااااااااااااااااااااااام!
و عندما حاولت فعلاً أن أهدأ سرعتي و أنا أعلو المطبات وجدت السيطرة علي دراجة أيسر بكثير.الدرس الذي تعلمته من هذا أنني عندما أواجه عقبات أمام أحلامي و أمام روي زرعتي فعلي أن أتصرف بهدوء و تفكير لا بسرعة و تهور حتي تكون السيطرة علي الموقف أسهل.
استمتعت جداً بركوب دراجتي و تعلمت منها دروس تحفة ! استاذة بسمة ستفرح كثيراً من نضجي ! و من الأفكار الكثيرة العاقلة التي فكرت فيها مع دراجتي ! أنا سعيدة جداً ، و ارتقب بفارغ الصبر أن أركب دراجتي مجدداً!

السبت، 7 يناير 2012

لو كان الموت هو النهاية

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

لم أكن أبداً أؤمن بأن الايمان هو تسليم بدون اقتناع. الايمان الحقيقي كان دائماً بالنسبة الي تفكير عميق في مبدأ أو فكرة بكل ما يضحضها و يؤيدها حتي الاقتناع التام بها و تطبيقها أو تطبيق منطقها و الدفاع عنها.أرفض فكرة جعل الفرد يؤمن بكل المبادئ و الصواب و الخطأ بدون تفكير و اقتناع و أرفض التسليم بحتي الأفكار التي تقوم عليها الأديان كالوحدانية و وجود ملائكة و حساب بعد الموت بدون تفكير مفصل فيما ضد هذه الأسس و فيما يؤكدها.لأن من يؤمن بفكرة أياً كانت بدون اقتناع سيكون خاسراً في أي مناظرة فكرية من أي طرف لا يؤمن بهذه الفكرة و قد يزعزع هذا ايمانه الزائف بها .

الايمان بوجود حياة بعد الموت فكرة شديدة الصعوبة اذا ما فكر بها بتجرد من المنظور الديني . يصعب علي الانسان الايمان بشيء لا يراه ،و لا يشعر به. لم يرَ حي الموت ليدرك أن بعد الحياة حياة أو حساب ، و كم يسهل انكار الأفكار اذا ما لم يعشها المرء . عندما فكرت طويلا ً و اطلعت علي ثقافات لا تؤمن بوجود حياة بعد الموت فكرت من جديد من منظور اّخر و من زوايا مختلفة في فكرة الحياة و الحساب بعد الموت.

أول الأفكار الشهيرة التي تدعم وجود حياة اّخري و حساب هي (غياب العدالة المطلقة في الحياة) . ربما يحلو للبعض القول بأن الحياة ظالمة ،و لكن الحياة ليست ظالمة ، انها عادلة ،عدالة نسبية .هناك أبطال يموتون و هم في نظر المجتمع و التاريخ مجرمون . و هناك مجرمون و مفسدون يتحولون بزيف الي أبطال مخلدين و يبكيهم شعبهم بالدماء بدل الدموع. و لكن دائماً يأتي وقت يظهر الحق جلياً و يعود المجرم منكساً و البطل مزهواً و ان ماتت الحضارة و مضت الألفيات. هذه عدالة و لكن هؤلاء الذين ماتوا بدون حقوقهم و استعادوها بعد موتهم لم يحيوا حياة يستحقونها ،و العدالة التي حصلوا عليها لم يعيشوها. هناك فقراء شرفاء يموتون مغذبين و مرضي؛لأنهم لم يقبلوا بيع أنفسهم ، و هناك أثرياء يموتون في عز و هناء و هم اّكلوا جلود المحتاجين و قد تحصل ثورة و لا يحيا هذا الفقير أو ذاك الغني ليرانها و لكنها ستأخذ حق الجميع بأثر رجعي لم يحيوا ليروه. و أعتقد أن كل البشر سواسية في الهناء و الشقاء و لكن الفرق هو توزيع وجوه الهناء و الشقاء ، فهناك من يملك المال و يفتقد الأسرة و التمتع بماله ، و هناك من يملك الأسرة و يفتقد المال و الصحة ،و هناك من يملك الأمن و يفتقد السعادة و الأسرة و المال ،و هناك من يحيا وسط الحروب و بدون مال أو صحة و لكن قد يمتلك القدرة علي الابتسام و السعادة رغم كل ما حوله. انها عدالة و لكنها نسبية لا مطلقة.

باختصار عدالة الحياة مؤجلة أو نسبية ، و الايمان برب عادل يقتضي الايمان بوجود عدالة مطلقة في مكانِ ما.و أعتقد أن الايمان بهذه العدالة المطلقة ، حيث يحصل المحسن علي جزاء احسانه ، و المسيء علي جزاء اسائته ، و يعرف الشريف و القذر بدون تزييف ،يكمن في الايمان بيوم الحساب حيث تتحقق العدالة المطلقة للجميع. حيث يري المظلوم حقه يعاد اليه رؤي العين و يري الظالم نفسه يحاسب أمام الجميع.و يعيش المحسن حياة حسنة و يحيا المسيء حياة يستحقها .
ثاني فكرة هي فكرة الفراق . لو كان الموت هو النهاية لكان فراق الجميع بالموت هو لحظة الوداع ، لحظة اللقاء الأخير.اذا اّمن المرء بوجود حياة اّخري بعد الموت سيؤمن بأن من يودعهم عندما يرحلوا سيلقاهم مجدداً .عندما نفارق شخص نحبه و نحن نؤمن بأننا سنلقاه لن يكون الأمر مدمراً كما الايمان بفراق شخص لن تجمعنا به الأيام مرة اّخري. الايمان بحياة اّخري مرتبط بالايمان باللقاء الجديد. أعتقد أن حرمانية الندب و الانهيار بعد رحيل المحبوبين مرتبط بأن المؤمن بالاّخرة مؤمن بلقاء اخر.

ثالث فكرة هي التشبث بالحياة و متعها.لو كان الموت هو النهاية ، فمن المنطقي أن يسعي المرء بكل السبل ليحيا حياة ممتعة يستشعر فيها كل لذاتها قدر استطاعته ؛لأنه لا يوجد لها كرة اّخري و بمجرد نهايتها لا يستطيع أن يشعر بأي من لذاتها.كنت أسخر دائماً من الفكرة الشهيرة التي تتكرر في الأعمال الدرامية الغربية و الاّسيوية عن الأشخاص الذين يبحثون عن الحياة الأبدية بأي ثمن، لم أفهم حقيقة هذه الفكرة الا قريباً. عندما يؤمن الانسان بأنه لن يحيا بعد الموت يحاول أن يؤخر موته بأي طريقة ؛لأنه لا يريد أن يحرم من لذات الحياة.الانسان يتحول الي كيان جامد بدون روح يبحث عن لذاته الحسية فقط التي يراها ستنتهي بمجرد موته.

حتي فكرة التضحية بالحياة تصبح أكثر أسطورية،و تتوهج حولها هالات القدسية ألمع و أبرق. فالانسان الذي يعيش حياة مرفهة و ان ملأتها المصائب ، و يؤمن بأنه لن يحياها مرتين و يضحي بها بكل ما فيها ،هو بالتأكيد بطل عظيم ؛فهو في منظوره و منظور مجتمعه قدم أغلي تضحية يمكن أن تقدم. ضحي بحياة لا تعاش مرتين و بمتع حياته كلها ،لأجل قيمة نبيلة أو وطن أو أشخاص.بايجاز عدم وجود حياة اّخري يجعل الحياة أثمن شيء في الوجود ، يجعلها أغلي من اللؤلؤ الأسود و الياقوت و الضرر الثمينة و يجعل غريزة( حب البقاء) غريزة أقوي مما سواها ، و يحتاج المرء أن يكون قديساً حتي لا تجعله يدوس من حوله لأجلها.

حاولت أن أضع أفكاراً مبدئية حول فكرة الحياة الاّخري بعيداً –الي حد ما – من المنظور الديني في هذا المقال ، و سأحاول في مقالات اّخري أن أوضح أفكاراً اّخري . و لكن المهم أن يحاول كل شخص أن يؤمن باقتناع بالأفكار المسلمة حتي و ان وجد صعوبة في ذلك.

الخميس، 5 يناير 2012

قصة السلعوة و المراقبين!

سأفوز ،سأفوز ،سأفوز !سأربح التحدي ! سأثبت أني لست أقل من الكبار في شيء أبداً ، و أنني أكتب أي شيء مهما كان صعباً.أجل ،ساثبت ذلك!
وجدت ماما تتحدث مع صديقتها د.وداد عن رواية اسمها (حديقة الحيوان)أو (مزرعة الحيوان) شيء مثل هذا فيه (حيوان) ، سألت ماما ان كانت رواية أطفال فقالت لي أنها رواية كبار ،و أنها اسمها (أدب رمزي) ، يعني الكاتب يشبه انسان بحيوان،و انسان اّخر بحيوان اّخر و يجعل الأحداث بدلاً من الحدوث في الشارع تحدث في الغابة أو المزرعة مثلاً. فكرة تحفة!فعلاً عبقري صاحب هذه الفكرة!
سألت استاذة بسمة عما قالته لي ماما ،فأكدته لي ، و قالت لي أنها ستجعل واجب التعبير اليوم قصة رمزية عن احدي الأحداث السياسية التي تحدث الاّن لأجلي .قلت لاستاذة بسمة أن ماما قالت أن ال(أدب الرمزي) يكتبه الكتاب الكبار جداً ، فقالت لي :"هل ترين أنكِ أقل من الكبار؟" ،طبعاً قلت: "لا!" و سأكتب قصة رمزية رائعة ، أحسن من كل الكبار! ، فضحكت استاذة بسمة (هل كانت تستخف بي ؟)،سأثبت أنني لست أقل من الكبار أبداً.

" في غابة بعيدة كان هناك ذكر سلعوة مفترٍ يرأس مجموعة من ذكور السلعوة المفتريين مثله ، و كانوا يهاجمون الدجاج و يأكلون بيضه و يدمرون عشته ، فقرر الدجاج أن يغضب و يحتج علي ما يفعله ذكر السلعوة و مساعدوه .غضب ذكر السلعوة المفتري جداً جداً جداً و أمر مساعدوه أن يقتلوا كل دجاجة تحتج ،و ينتفوا ريشها و يرمونها بلا ريش أمام بقية الدجاج ليخافوا. الدجاج الشجاع القوي رفض الاستسلام و ظل يحتج و يحتج و يحتج و يموت منه أكثر و أكثر و أكثر. و بعد موت كثير جداً من الدجاج طلب الدجاج من قاضي الغابة أن يحميه و أن يساعده .ظل القاضي متردداً فترة طويلة و بعد أن صرخ كل من بالغابة و تدخل سكان الغابات المجاورة و البعيدة و هددوا بأن يحموا الدجاج الضعيف من السلعوة المفتري بالقوة ،اضطر القاضي أن يتصرف .جمع القاضي كل ممثلي حيوانات الغابة و عرض عليهم الموقف، و قرروا جميعاً أن يسألوا السلعوة عن الأمر و يسمعوا ماذا سيقول. قال السلعوة الكذاب أن الدجاج هو الذي يهاجم مساعديه و يقتلهم ،و أن مساعديه يدافعون عن أنفسهم ضد الدجاج المفتري ، و أن مساعديه لم يقتلوا دجاجة بريئة محتجة أبداً (الكذاب المنافق!).لم يصدق القاضي كلام السلعوة طبعاً و لكنه طلب رأي الممثلين ثانية ، فقرروا قراراً هاماً جداً أن يبعثوا مراقبين! المراقبون سيكون عملهم أن يتفرجوا علي معاملة السلعوة و مساعديه للدجاج .في البداية رفض السلعوة تنفيذ القرار ،و لكن عندما تأكد أن حيوانات الغابة و الغابات المجاورة قد ينقضون عليه في أية لحظة ، قرر قبول المراقبين و لكن بشرط ، أن يرافقهم مساعدوه و يروهم بأنفسهم الأماكن التي يريدونها (الخبيث! تفوق علي الثعلب المكار!).اجتمع القاضي مجدداً بالممثلين و وافقوا علي أن يختاروا مراقبين و يرسلوهم ليتابعوا أحوال الدجاج بارشاد مساعدي السلعوة. ذهب المراقبون مع المساعدين لتفقد أحوال الدجاج(هؤلاء الأغبياء كيف يجعلون المجرم يرشدهم لضحيته؟!فعلاً أغبياء!) وطبعاً وجدوا كل شيء علي ما يرام .(كيف حدث هذا؟) الموضوع بسيط ،اتفق السلعوة مع مساعديه علي حيلة بسيطة ، يهاجم المساعدون الأماكن التي لا يوجد فيها المراقبون حتي يرحل المراقبون من الأماكن التي يوجدون فيها ،و عندما يرحلون منها ،يعود المراقبون ليهاجموا الدجاج فيها و هكذا. و ظلت تلك القصة تتكرر طوال فترة بقاء المراقبين ، حتي عادوا للقاضي و قالوا أنهم لم يروا دجاجة واحدة تقتل أو تضرب حتي ، مع أن عشرات الدجاجات المسكينة قتلت و نتف ريشها أثناء بقاء المراقبين. و مازال الدجاج يحتج و مازال يقتل و ينتف ريشه ،و مازال السلعوة المفتري و رجاله يفعلون ما يريدون ، و مازالت حيوانات الغابة و الغابات المجاورة يعلنون أنهم سيهاجمون السلعوة و رجاله حتي الاّن !"
قصة تحفة ! أنا عبقرية ! سأفوز !، و سأنتصر !مؤكد ستعجب هذه القصة استاذة بسمة و لكن هل ستفهمها؟ مؤكد ستفهمها ،و سأثبت أنني أحسن من الكبار،و أني كاتبة عبقرية،أنا عبقرية!

الثلاثاء، 3 يناير 2012

الغزو الثقافي لاسرائيل

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )

هل الصواب هو المقاطعة الثقافية التامة لاسرائيل؟ هل الخيار الصحيح هو رفض استقبال كتب اسرائيلية أو قراءتها و رفض تصدير و ترجمة كتب عربية الي العبرية ؟ هل هذه المقاطعة الثقافية بهذه الصورة هي الخيار الأمثل لصون الأمن القومي و فرض العزلة علي اسرائيل ؟ هل التطبيع الثقافي في جميع اطاراته خطيئة ؟ أعلم أن أغلب الناس سيقولون "أجل" و لكن اجابتي أنا مختلفة.

في اعتقادي الشخصي ، عدم قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام و الأغاني الاسرائيلية يضعنا في موضع الجهل بالعدو . و الجاهل بعدوه ضعيف قطعاً و غير قادر علي خوض الحرب. الحرب التي أعنيها ليست حرب أسلحة و لكنها حرب علم و ثقافة و تقدم. نحن لا نكاد نفقه شيئاً عن الداخل الاسرائيلي ، و نكتفي بالقول بأن الشعب الاسرائيلي متطرف و عنصري و الدولة الاسرائيلية دينية ، مع أن القراءة الحقيقية القصيرة عن اسرائيل من الداخل ستؤكد أنها دولة علمانية و حتي ثلث من غير المتدنين وثلث لا يؤمن بوجود رب أصلاً.ما أعنيه أن التحجج بالمقاطعة للجهل باسرائيل و عدم القراءة عن الداخل الاسرائيلي خطيئة ؛لأنه يجعلنا في مكمن ضعف و عجز و جهل.

أما مقصد كلامي عن الغزو الثقافي لاسرائيل ؛فهو أن نترجم أعمالنا الأدبية المثيرة و المشوقة و التراثية و نصدرها لاسرائيل ،و كذلك أفلامنا الراقية و أغانينا و حتي رسومنا المتحركة.قد يقول الكثيرون أن هذا تطبيع ثقافي و ازالة للعزلة المفروضة علي اسرائيل. و قد يكون هذا صحيح الي حد ما ، و لكن ما سيعود علينا من وراء ذلك أثمن بكثير. اسرائيل بها خمسة ملايين يهودي و ثلاثة ملايين عربي. بها مستوطنون متطرفون ، بها علمانيون ، لا دينيون ، يهود متطرفون ضد الصهيونية ، و يهود متطرفون مع الصهيونية ، و حركات لدعم العرب و السلام مثل (ناطوري كارتا)-السلام الاّن-،و بها حركات متناهية التطرف ضد العرب ،و بها جنسيات متعددة جداًَ لا يربط شيء بين ثقافتها ، و بها أزمة عنصرية بين اليهود الشرقيين (سفرديم ) و اليهود الغربيين (اشيكناز). بايجاز هي مجتمع مختلط ليس متوحد علي شيء و يلعب سياسيوه علي كراهية العرب كعامل اتحاد للطوائف و الأطراف المتضادة المتناحرة.التعليم الاسرائيلي يزرع بذور الكراهية و الازدراء تجاه العرب. الأطفال الصغار يرضعون من مجتمعهم الكراهية لكل ما هو عربي و احتقاره .وطن كامل يغذي مشاعر التطرف لدي أفراده.

كتبت من قبل عن نشر الثقافة المصرية بالخارج كخيار أوحد لازالة الصورة الذهنية المتخلفة عنا .و أكتب الاّن لنشر الثقافة العربية باسرائيل ، لتقليل ميول التطرف ضد العرب فيها. عندما سعت أمريكا لنشر أفلامها و كتبها و مطاعمها وملابسها في العالم ، لم تكن تستهدف فقط الكسب المادي ، بل كانت ترمي الي هدف أبعد وأعمق تأثيراً هو محبة النموذج الأمريكي و عدم كراهية أمريكا، و أوباما ذكر أن سعيه لاستغلال القوة الناعمة هو وسيلة لمقاومة التطرف. أنا أريد أن نقاوم التطرف الاسرائيلي بالقوة الناعمة العربية، من الصعب أن يقرأ فرد كتب دولة ما و يشاهد أفلامها و يسمع أغانيها و يطلع علي ثقافتها منذ صغره و يبغضها، بل في أغلب الأحوال سيحبها و سيتخذها نموذجاً . اذا تمكنا من جعل الشباب الاسرائيلي و الأطفال يطلعون علي ثقافتنا العربية ،سيكون ميلهم للتطرف ضددنا حتماً أقل من الاّن و هم لا يفقهون شيئاً عن ثقافتنا.

و اذا توغلت ثقافتنا داخل اسرائيل التوغل المستهدف ، كما توغلت الثقافة الأمريكية داخلنا ،سيكون المجتمع الاسرائيلي أقل ميلاً لاختيار أحزاب متطرفة و ستقل درجة التطرف الاسرائيلي ناحية العرب . فعلي مدي السنوات العشر الأخيرة زاد التطرف الاسرائيلي بطريقة غير مسبوقة فحتي الأحزاب المحسوبة علي اليسار المائل الي الاعتدال صارت مواقفها أشد تطرفاً من ذي قبل ، نتيجة لزيادة تطرف المجتمع الاسرائيلي.أعتقد أنه اذا اقتحمنا بالقوة الناعمة الداخل الاسرائيلي و جعلنا الأجيال الصغيرة تتخذ منا نموذجاً و تحب الحضارة العربية سيكون لهذا أثر بالغ في اعادة توجيه الدفة في اتجاه أكثر اعتدالاً داخل اسرائيل ، و سيقوي هذا من نفوذ الحركات التي تدعم العرب مثل (السلام الاّن)و سيجعل الأحزاب المتطرفة تتبني حلولاً أكثر اعتدالاً.

أنا أدرك تماماً مخاطر نشر الثقافة العربية داخل اسرائيل عن طريق ترجمة الكتب و الأفلام و الرسوم المتحركة و مختلف وسائل الثقافة ،و لكني مدركة أيضاً لحجم التغيير الذي قد يحدثه هذا الاختراق داخل المجتمع الاسرائيلي و داخل حلبته السياسية و لكن يبقي الأمر بحاجة لدراسة حقيقية منطقية لحجم المخاطرو المنافع الناتجة عن هذه الخطوة.

الأحد، 1 يناير 2012

مرنا و مريم و زرعتي

أنا سعيدة جداً جداً جداً سنة 2012 بدأت و زرعتي تزدهر معها أكثر و أكثر و أكثر. ماما و بابا و أقاربنا و أصدقاؤنا يقولون أن سنة 2011 كانت سيئة و يكرهونها جداً ، و لكني أحببتها جداً جداً جداً ، ففيها تعرفت علي دائرتي كلها و ذهبت الي الميدان و اشتركت في مغامرات تحفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!





!!!!!! و أهم شيء أني رأيت زرعتي تزدهر أكثر و أكثر و أكثر فيها.و أريد أن أراها تزدهر ثانية و ثالثة و كل الأعداد في كل السنوات القادمة و أولها 2012!
اّخر مرة رأيت فيها زرعتي تزدهر في 2011 كانت علي لسان مرنا. مرنا حكت لي شيئاً رائعاً جداً ، جعلني أقفذ و أقفذ و أقفذ وسط المدرسة حتي ضحك مني أمير و بطيخة و سامي ، و لكني أوسعتهم ضرباً طبعاً ، و لكن بعد أن ضاع نفسي في الجري وراءهم طوال الفسحة و لم أمسك ب(أمير) ؛لأنه سريع ،محظوظ،أووووووووووووووووووووووووووووف!
المهم هو ما حكته لي مرنا تحفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مرنا دائماً تحكي لي أشياءاً تحفة مثلها . مرنا حكت لي أن صديقتهاالتي تكبرها بعامين (مريم) أسست مجموعة علي الفيسبوك و تظاهرت مع أصدقائها و جعلت وزير التربية و التعليم يؤجل امتحانات الصف السادس ؛لأنها بعد عيدها بيوم فقط يعني ستذاكر في العيد(فعلاً ظلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
مريم تحفة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!أنا أحببتها قبل أن أراها، و لكني أغتظت لأني لم أكن مع مريم علي الفيسبوك ، و لا في المظاهرة ،أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
و لكن المهم أنها جعلت زرعتي تزدهر حتي و ان لم أكن معها ، الأهم من أن أغامر و أساعد زرعتي هو أن تنمو زرعتي و تزدهر حتي بدوني (يا سلام علي نضجي !)أنا حقاً سعيدة جداً ؛لأجل مريم و مرنا و زرعتي ، مرنا تقول أنها كانت تغتاظ عندما يحكي لها أصدقاؤها في الكنيسة عن الامتحانات كل سنة التي كانت دائماً بعد العيد، وأنها كانت تغضب ؛لأنها عندما تكبر لن تستطيع أن تحتفل بالعيد بسبب ذلك ، و لكنها لم تعد حزينة أبداً ؛لأنها ستحتفل دوماً بالعيد.
أنا سعيدة ؛لأني كنت أشعر أن مرنا دائماً مظلومة و غيرها كذلك ، و هذا لن يرضي زرعتي أبداً و حتماً سيؤخر نموها و ازدهارها و قد يجعلها تغضب و تحزب فتذبل، و لكني الاّن أري مرنا –ولو بشكل بسيط- سعيدة و ليست مظلومة ، و الأهم أن مريم دافعت عن حقها و حق مرنا بعدها بقوة وخاضت القتال مع أصدقائها بشجاعة حتي يحققوا العدالة لهم و السعادة و النمو و الازدهار لزرعتي ، فعلاً أبطال مثل (أبطال الديجيتال) يا ليتني كنت معهم ،واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء.ماما هي التي تمنعني من الاشترك في الفيسبوك ،أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
و لكني سعيدة و سأسعد أكثر كلما رأيت زرعتي تنمو و تزدهر ،في 2012 مثل 2011 و في كل السنوات . و حتي بدون فيسبوك (أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!)
سأقاتل مع مرنا و مريم و قلمي و كل دائرتي ؛لأجل أن أجعلك تنمين و تزدهرين يا زرعتي هذه السنة و كل سنة (ياسلام علي ابداعي!).